تقولوا ناسيا شيئا اذا هذه الاية الكريمة لها سبب بينه عبدالله بن عباس يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا جبريل ما يمنعك ان تزورنا اكثر مما تزورنا بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا وناديناه من جانب الجبل الايمن بالنسبة لموقع موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وقربناه مناجيا حيث اسمعه الله كلاما اذا ربنا يقول وناديناه من جانب الطور الايمن ايوا كلمنا موسى بصوت يسمعه من ناحية جبل طور سيناء الواقع على يمين موسى حين اقبل من مدين متوجها الى مصر فقربناه نجيا اي وادنينا موسى فسمع كلام الله وخاطبه عن قرب بلا واسطة ولا شك ان هذا من خصائص موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وربنا جل جلاله قد كلم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كما في حديث الاسراء والمعراج هن خمسا وهن خمسون لا يبدل القول لديه ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا اي واعطيناه من رحمتنا وانعمنا عليهم اخاه هارون عليه الصلاة والسلام نبيا استجابة لدعائه حين سأل ربه ذلك اي واتينا موسى من رحمتنا له اجابة سؤاله فجعلنا اخاه هارون نبيا مثله ليعينه وتأمل في هذه الاية الكريمة قال ووهبنا له من رحمتنا فربنا جل جلاله سماها هبة قال وانما جعلت تلك الهبة من رحمة الله لان الله رحم موسى ووهبنا له من رحمتنا جعلت تلك الهبة من رحمة الله لان الله رحم موسى. اذ يسر له اخا فصيح اللسان واكمله بالانباء حتى يعلم مراد موسى مما يبلغه عن الله تعالى وهذه نعمة من اعظم النعم ولذلك اذا اوتي الانسان شيء مما يعينه في نشر العلم وبث العلم فليحمد الله سبحانه وتعالى وليستخدم هذه النعم في مرضاة الله سبحانه وتعالى ثم قال الله تعالى واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا واذكر ايها الرسول في القرآن المنزل عليك قبر اسماعيل عليه الصلاة والسلام انه كان صادق الوعد لا يعد وعدا الا وفى به وكان رسولا نبيا ربنا يقول واذكر في الكتاب اسماعيل وهذا من رحمة الله بإسماعيل ان الله وفقه لذلك وهذه السورة تذكر الرحمات المتتالية اي واتلوا في القرآن على قومك خبر اسماعيل ابن ابراهيم عليهما الصلاة والسلام انه كان صادق الوعد اي ان اسماعيل كان صادقا في وعوده لربه وصادقا في وعوده مع الناس يفي بوعده ولا يخلفه وتذاك حينما واعد اباه انه يعينه في بناء البيت فوفى وواعد فيما يتعلق بمسألة الذبح وقد وفى بذلك ولذلك في الاضاحي يستبجر الانسان صبر ابراهيم وصبر اسماعيل على ذلك قال وكان رسول النبي اي وكان رسولا ونبيا رفيع القدر يوحي الله تعالى اليه وتأمل قال وكان رسولا نبيا. فهو اعلى رتبة من اسحاق فهو رسول وهو نبي قال الله تعالى وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا وكان يأمر اهله باقامة الصلاة وباعطاء الزكاة وكان عند ربه مرضية وهذه تمر معنا كل يوم. لان الانسان ملزم باصلاح اهل بيته وارشادهم وتوجيههم ربنا يقول وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة ايوة كان يأمر اهله باقامة الصلاة وايتاء الزكاة وكان عند ربه مرضيا شيخ الشنقيطي شارح يزداد له واحنا نقول بسبب هذا كان عند ربه مرضيا اذا كان محمودا عند الله في اعماله ارتضاه الله تعالى وجعله من الخواص المقربين لاجتهاده فيما يرضيه. كان مجتهدا فيما يرضي الله فرضي الله عنه ورضي هو عن ربه وفي هذه الاية تأكيد ان حق الانسان ان لا يعلو نصحا للاجانب حق الانسان الصالح الملتزم ان ينصح الاخرين وتلاميذ عليه ان ينصح الاقارب والمتصلين به من الزوجة والابناء والاهل وان يحظيهم بالفوائد الدينية وان لا يفرط في شيء من ذلك ولذلك ماذا قال الحسن البصري؟ يقول من كان له واعظ من نفسه كان له من الله حافظ وتأمل هذا الكلام النفيس كيف انك اذا فعلت فان الله يحفظك يقول من كان له من كان له واعظا من نفسه كان له من الله حافظ فرحم الله من وعظ نفسه واهله فقال يا اهلي صلاتكم صلاتكم زكاتكم زكاتكم جيرانكم جيرانكم وهكذا اذا ينبغي على الانسان ان يفعل هذا دواما وان لا يفرط في شيء مع اهل بيته في هذا ابدا ثم قال الله تعالى واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا اي واذكر ايها الرسول في القرآن المنزل عليك خبر ادريس عليه الصلاة والسلام انه كان كثير الصدق والتصديق بايات ربه. وكان نبيا من انبياء الله واذكر في الكتاب ادريس اي واتل يا محمد فالخطاب للنبي وكل احد من هذه الامة مطالب بالدعوة الى الله تعالى وبيان رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم اي اتلف القرآن على قومك خبر ادريس عليه الصلاة والسلام انه كان صديقا نبيا اي ان ادريس كان كثير الصدق في افعاله واقواله صادقا فيما يخبر به عن الله ومصدقا تصديقا تاما بما اتاه من الحق ونبيا اي كان نبيا رفيع القدر يوحي الله تعالى اليه ونحن الان بين ايدينا الوحي علينا ان لا نفرط بالوحي ابدا قال ورفعناه مكانا عليا ورفعنا ذكره بما اعطيناه من النبوة فكان عالي المنزل. اذا ورفعناه مكانا عالي. اي ورفعنا ادريس مكانا عظيما عند الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا اولئك المذكورون في هذه السورة ابتداء بزكريا وختاما بادريس عليهم الصلاة والسلام هم الذين انعم الله عليهم بالنبوة من ابناء ادم عليه الصلاة والسلام ومن ابناء من حملنا في السفينة مع نوح عليه الصلاة والسلام ومن ابناء ابراهيم وابناء يعقوب فعليهم الصلاة والسلام وممن وفقنا للهداية الى الاسلام واصطفيناهم وجعلناهم انبياء كانوا اذا سمعوا ايات الله تقرأ سجدوا لله باكين من خشيته اذا ربنا يقول اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين ولذلك نحن في كل صلاة نطلب من الله ان يهدينا صراط المنعم عليهم اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم. اي اولئك الانبياء المذكورون في هذه السورة قم من الذين انعم الله عليهم بالهداية والنبوة والعلم النافع والعمل الصالح من النبيين من ذرية ادم وهو ادريس عليه السلام وممن حملنا مع نوح اي ومن ذرية من حملنا مع نوح في السفينة وهو ابراهيم عليه السلام. ومن ذرية ابراهيم واسرائيل اي ومن ذرية جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب انه كان وعده مأتيا جنات اقامة واستقرار التي وعد الرحمن عباده الصالحين بالغيب ان يدخلهم فيها وهم لم يروها فامنوا بها فوعد الله تعالى ابراهيمهم اسماعيل واسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام ومن ذرية اسرائيل اي يعقوب وهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام وممن هدينا واجتبينا ايها ممن هدينا للايمان والعمل الصالح وممن اخترناهم للنبوة ما هي صفتهم الذي ينبغي ان نتصف بها. اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا اي لا تتلى على اولئك القوم الذين هديناهم من النبيين اذا تتلى عليهم ايات الرحمن الذي انزلها في كتبه بادروا الى السجود لله باكين من خشية الله وتأمل في الاية الكريمة في لبس ايات الرحمن وربنا قد ارسل رسوله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وفي مجالس الحديث يبدأون بالمسلسل بالرحمة الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء لان المحدث يبث حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين في اضافة الايات الى اسمه الرحمن دلالة على ان اياته تعالى من رحمته بعباده واحسانه اليهم حيث هداهم بها الى الحق وبصرهم من العمى وانقذهم من الضلالة وعلمهم من الجهالة في قوله تعالى اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا استدل به على ان سامع السجدة وتاليها سواء في حكمها وانهم جميعا يسجدون لانه مدح السامعين لها اذا سجدوا وتأمل هنا قد جاء في هذه الاية الكريمة وبكيا يعني فيه مشروعية البكاء في السجود البكاء من خشية الله تعالى فهذه ايات يقف عندها الانسان فربنا جل جلاله يقول اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا وهذه فيه اشارة حينما ذكر السجود لله وهو الخضوع والبكاء اشارة الى ان خوفهم دائما كما ان خضوعهم لله تعالى دائم. خضوعهم لعظمته سبحانه وتعالى وهو الكبير الجليل وكذلك لان عظمته سبحانه وتعالى لا تغيب عن مخيلتهم ثم قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا تأمل في هذه الاية اي يقول في المختصر فجاء من بعد هؤلاء الانبياء المصطفين اتباع سوء وولال باعتبار خلف والخلف الرديء من الناس ومن الكلاب من كل كي نسأل الله العافية والسلامة فجاء من بعد هؤلاء الانبياء المصطفين اتباع سوء وضلال ضيعوا الصلاة فلم يأتوا بها على الوجه المطلوب وارتكبوا ما تشتهيه انفسهم من المعاصي كالزنا فسوف يلقون شرا في جهنم وخيبا وهنا قال غي شرا وخسرانا وهلاكا اذا ربنا يقول فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة وتأمل الانبياء السابقين وتأمل حال الناس وتأمل هذه الاية الكريمة فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة. حتى انت تصلح حالك وتصلح حال من يلزمك اصلاحه اي فجاء من بعد الذين انعم الله عليهم من النبيين عقب سوء اضاعوا الصلاة ومن بعدها اما بتركها بالكلية او بترك بعض اركانها وشروطها او التفريط فيها او تأخيرها عن مواقيتها وغير ذلك واتبعوا الشهوات. طبعا هنا يعني الشهوات العبوا بالشهوات سبب للتقصير بالصلوات واتبعوا الشهوات اي اقبلوا على شهوات انفسهم وانهمكوا في تحقيق رغباتها الدنيوية واثرها على طاعة الله فسوف يلقون غيا. كلما تجلس تظيع الاوقات في النظر يمنة ويسر او غير ذلك. تذكر الاية وتذكر فسوف يلقون غيا اي شرا وخسرانا وهلاكا كيف سوف يلقون عذابا شديدا يوم القيامة قال الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا الا من تاب من تقصيره وتفريطه وامن بالله وعمل عملا صالحا فاولئك الموصوفون بهذه صفات يدخلون الجنة ولا يعني ينقصون من اجور اعمالهم شيئا ولو قل. فربنا لا يظلم ولا يهضم. قال الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة اي الا الذين تابوا عن اضاعة الصلوات واتباع الشهوات تابعوا عن اضاعة الصلوات واتباع الشهوات وامنوا بالله وما جاءت به رسله وعملوا الاعمال الصالحة المشروعة باخلاص لله ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فادوا فرائضه واجتنبوا محارمه فاولئك يدخلون الجنة وينجون من النار قال ولا يظلمون شيئا. اي ولا ينقصهم الله تعالى شيئا من حسناتهم فربنا جل جلاله لا يظلم ولا يهضم. من الذي يظلم ويهضم الذي يظلم ويهضم هو الانسان بالجنة وان كان غيبا ات لا محالة جنات عدن وتأمل هنا جنات عدن اي اقامة واستقرار وثبات. يقال عدن بالمكان اي اقام جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب. اي يدخل اولئك التائبون بساتين اقامة دائمة قد وعد الرحمن عباده المؤمنين ان يدخلوها في الاخرة فامنوا بذلك والحال انهم لم يروها في الدنيا وهذا من الايمان بالغيب انه كان وعده مأتي اي سيأتي المؤمنون المطيعون ويصيرون الى الله تعالى وينالون ما وعدوا به فيدخلهم جنته تحقيقا لوعده سبحانه وتعالى لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما. ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا لا يسمعون فيها فضولا ولا كلام فحش بل يسمعون سلام ما بعضهم على بعض وسلام الملائكة عليهم ويأتيهم ما يشتهون من الطعام فيها صباحا ومساء اذا ربي يقول لا يسمعون فيها لغوا ورد فيه تنبيه على وجوب تجنب اللغو وآآ يعني يحذر الانسان مجالس اللغو. يحذر الانسان مجالس اللغو قال لا يسمعني فيها لغو الا سلاما اي لا يسمع اهل الجنة فيها باطلا وفحشا. وكلاما لا ينفعهم وقد نقوا انفسهم في الدنيا من اللغو فادخلهم الله تعالى جنة لا لغو فيها لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما لكن يسمعون فيها ما يسره من الاقوال والاصوات السالمة من كل عيب مثل تحية الله. فربنا يقول سلام قولا من رب رحيم يسمعون تحية الله وحينما يقول ربنا تنام يحل عليهم السلام التام فلا تصيبهم افة ابدا اذا ربنا جل جلاله يقول لا يسمعون فيها لغوا الا سلاما اي لا يسمع اهل الجنة. فيها باطلا ولا فحشا ولا كلاما لا ينفع ولكن يسمعون فيها ما يسره من الاقوال والاصوات السالبة من كل عيب مثل تسليم الله تعالى عليهم وتسليم الملائكة. ربنا قال والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم. اي قائلين سلام عليكم وتسليم بعضهم على بعض قال ولهم رزقهم فيها بكرة وعشية ايوة لاهل الجنة رزقهم في الجنة من الطعام والشراب وما يشتهون في كل يوم يعني قدر وقت البكرة والعشي من ايام الدنيا تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقية اي هذه الجنة بهذه الصفات هي التي نورثها من عبادنا. من كان ممتثلا للاوامر مجتنبا للنواهي اي هذه الجنة العالية التي وصفناها بهذه الصفات العظيمة تنزلها ونعطيها من كان من عبادنا متقيا لعذاب الله. كيف يتقي الله؟ متقي الله بفعل الاوامر وترك المحرمات والصبر على المقدورات المؤلمة فيكون الانسان ممتثلا اوامر الله مجتنبا نواهيه قائل يعني راضيا بالمقدورات واقفا عند حدود الله واقفا عند حدود الله يا اخواني تلك الجنة التي نورت من عبادنا من كان تقيا متأمل نورث فيه اشارة الى انها ليست عوضا عن الاعمال بوجه ولم يأخذها احد باستحقاق تام انما الذي اخذ كوارث بغير معاذ ولا استحقاق واللعب في امل الدنيا مستمرة الجنة مستمرة النعيم فيها مستمر ولكن العمل في الدنيا قليل فمهما عملت ربنا يعطيك فوق هذا العمل وهنا نأخذ من هذه الكلمة وايضا نورث فيه اشارة يعني هذه الكلمة تستعمل في التمليك والاستحقاق من حيث انها لا تعقب بفسخ ولا استرجاع ولا تبطل برد ولا اسقاط ففيه تشبيه تمثيلي بليغ فقد شبه اعطاء الجنة لهم بالعطاء الذي لا يرد وهو الميراث الذي يرثه الوارث فلا يرجع فيه المورث ونستفيد منه معناها نبقيها عليهم. من ثمرة تقواهم. كما يبقى على الوارث مال مورثه فهذه بشارة من عند الله تعالى فالجنة نعيمها لا يذهب وكل شيء في هذه الدنيا اما نذهب عنه واما يذهب عنا في حياتنا وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا شوف هنا قالوا مقولة في المختصر في التفسير تساوي شيئا عظيما. قال ولما ذكر سبحانه ثواب المتقين ذكر ان التقوى هي الوقوف مع امره وهذا تنبيه عظيم جدا فقال وما نتنزل الا بامر ربك لهما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا. اي وقل يا جبريل محمد ان الملائكة لا تتنزل من تلقاء انفسها وانما تتنزل بامر الله لله ما نستقبله من امر الاخرة. وما خلفناه من امر الدنيا. وما بين الدنيا والاخرة. وما كان ربك ايها فنزلت وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا الى اخر الاية قال كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم اي جواب جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم وما نتنزل الا بامر ربك. اي قل يا جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم وما ننزل نحن الملائكة من السماء الا بامر ربك لنا بالنزول متى شاء فنحن عبيد مأمورون ليس لنا من الامر شيء فلا تستبطئ نزولنا ابدا. واذا كان هذا شأن النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي ان يكون شأن الانسان مع القرآن دواما وتأمل في الاية له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك. اي لله وحده جميع الجهات والاماكن وجميع الازمان الحاضرة والماظية والمستقبلة فلا نقدر ان ننتقل من جهة الى جهة او في زمان دون زمان الا بامر ربك ومشيئته ولذلك حتى انت الان لديك معاملة لديك شيء ما عليك الا الصبر والرضا بقضاء الله. فانت تأخذ بالاسباب ولكن عليك الصبر والرضا بالقضاء وما كان ربك نسيا اي لم يكن ربك ذا نسيان لشيء من الاشياء فان تأخر نزولنا اليك فليس عن نسيان منه وانما اقتضت حكمته ذلك ولم يكن ربك لينساك ويهملك بل لم يزل معتنيا بك فلا تحزن ان تأخر نزولنا. يعني ثلاثة فلا تحزن ان تأخر نزول جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الله اراد ذلك. وانت ايها الانسان قد تنتظروا اشياء ترقب اشياء لكن اعلم ان كل شيء وهو بيد الله تعالى فكن مع الله تعالى مؤديا حق الله في العمل صابرا على امر الله تعالى ومراده وقضائه وقدره من فوائد الايات حاجة الداعية دوما الى انصار يساعدونه في دعوتهم. ولذلك من يهيئ الله فعله من يعيده في ذلك فهذا باب من ابواب الخيرات الكبيرة اثبات صفة الكلام لله. فربنا جل جلاله يتكلم متى شاء سبحانه وتعالى صدق الوعد محمود وهو من خلق النبيين والمرسلين وضده هو الخلف مذموم اذا صدق الوعد لابد ان يصدق الانسان مع الله ومع الناس واياك ثم اياك ثم اياك ان تعد احدا بشيء ثم تخلفه ان الملائكة رسل الله بالوحي لا تنزل على احد من الانبياء والرسل من البشر الا بامر الله اذا الملائكة خلق عظيم هم مؤتمرون بامر الله تعالى وان الانسان مختبرا ممتحن فعلى الانسان ان يعلم انه لا يحق له ان يتصرف في ارض الله الا بما شرعه الله تعالى ولذلك اللي يتصرفوا في هذه الدنيا بغير حق فهو كاللص لان الدنيا والاخرة لله سبحانه وتعالى فاياك ثم اياك ان تتصرف بشيء لا يرضي الله سبحانه وتعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته