ولذلك هذه المخلوقات العظيمة ننظر اليها لنستذكر قدرة الله سبحانه وتعالى الرحمن على العرش استوى الرحمن علا وارتفع على العرش علوا يليق بجلاله سبحانه وتعالى اذا ربنا يقول الرحمن على العرش استوى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة طه مكيا من مقاصد السورة السعادة باتباع هدى القرآن وحمل رسالته والشقاء بمخالفته اذا هذه السورة الكريمة محورها العام الذي تدور عليه ويجمع بين موضوعاتها هو رعاية الله للمختارين لحمل الدعوة من الرسل واتباعهم والرفق بالمدعوين والعناية بهم والمتتبع لهذه السورة يجد في ثناياها عبارات واشارات تبين مدى عناية الله تعالى بالرسل واتباعهم من المؤمنين وبالمدعوين من غير المؤمنين ولذلك الانسان تمر عليه شدائد في دعوته الى الله تعالى تمر عليهم احن في حياته فيستذكروا قول الله تعالى ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ليعلم العبد ان سعادته بقراءة القرآن واتباعه والسير في نصرته طه تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة اذا افتتحت هذه السورة بحرفين من حروف الهجاء اعقبهما ذكر القرآن الكريم كما هو الشأن في السور التي بدأت بحروف الهجاء وذلك في بيانا لاعجاز القرآن واثباتا بان الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع انه مركب من هذه الحروف التي يتخاطبون فيها ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ما انزلنا عليك ايها الرسول القرآن ليكون سببا في ارهاق نفسك اسفا على اعراض قومك عن الايمان بك هذه الاية الكريمة فيها ملاطفة للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية لان الله لم يرد من ارساله وانزال القرآن عليه ان يشقى بذلك فرض التأسف عليهم وعلى كفرهم والتحسر على ان يؤمنوا وربنا قال لنبيه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات لكن الذي نستفيده حتى نطبق ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا غاية الحرص على هداية الناس فينبغي على المؤمن ان يبذل جهده في هداية العباد الى الله تعالى الا تذكرة لمن يخشى ما انزلناه الا ليكون تذكيرا لمن وفقهم الله لخشيته اذا القرآن ذكر ويستذكر فيه الانسان امر الله سبحانه وتعالى ولذلك كان عمر بن الخطاب يقول ابي موسى الاشعري اقرأ علينا القرآن ذكرنا امر ربنا ذكرنا امر ربنا تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى نزله الله الذي خلق الارض وخلق السماوات المرتفعة فهو قرآن عظيم لانه منزل من عند عظيم اذا القرآن كتاب عظيم انزله الله تعالى العظيم الذي خلق السماوات والارض ولذلك يجب الايمان بانه سبحانه استوى على عرشه استواء يليق بجلاله على كيفية لا نعقلها بل نجهلها وان استواءه معلوم كما اخبر في كتابه وانه كما يليق به لا نتعمق ولا نتحلق ولا نخوض في لوازم ذلك نفيا ولا اثباتا بل نسكت ونقف كما وقف السلف ونعلم انه لو كان له تأويل لبادر الى بيانه الصحابة والتابعون ولما وسعهم اقراره وامراره والسكت عنه ونعلم يقين مع ذلك ان الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ولذلك قال الامام احمد نحن نؤمن بان الله تعالى على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف او يحده احد اذا ربنا جل جلاله عرف بنفسه بذكر صفات الكمال والجلال والعظمة ليزداد المؤمن اطمئنانا وانسا به سبحانه وتعالى بانه متعلق بالله الرحمن الذي على العرش استوى. الذي له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى الذي له الاسماء الحسنى فربنا جل جلاله خلق السماوات والارض له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى. له سبحانه وحده ما في السماوات وما في الارض وما تحت التراب من مخلوقات خلقا وملكا وتدبيرا فهو خالقها وهو الذي يدبر امرها وهو الذي يملكها سبحانه وتعالى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى وان تعلن ايها الرسول القول او تخفه فانه سبحانه يعلم ذلك كله فهو يعلم السر وما هو اخفى من السر مثل خواطر النفس ولا يخفى عليه شيء من ذلك وهذا يعلم السر واخفى دليل على احاطة علمه بخفايا الذات الانسانية ليرتدع المرء عن ارتكاب المعاصي الخفية وليكون دواما على حذر ويقضى ولاجل ان يكون على دوام المراقبة لله ليزداد انسا بقربه من ربه سبحانه وتعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى الله لا معبود بحق غيره له وحدة في الاسماء البالغة الكمال في الحسن وهل اتاك حديث موسى ولقد جاءك ايها الرسول خبر موسى ابن عمران اذ رأى نارا فقال لاهلهم كثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بقبس او اجد على النار هدى حين عاين في سفره نارا فقال لاهله اقيموا في مكانكم هذا اني ابصرت نارا لعلي اتيكم من هذه النار بشعلة او اجد من يهديني الى الطريق وتأملوا ان الانسان اذا احسن لاهل بيته فان الله يحسن اليه فلما اتاها نودي يا موسى فلما جاء النار ناداه الله سبحانه بقوله يا موسى اني انا ربك فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى اني انا ربك. فانزا انا عليك استعدادا لمناجاتي. انك بالوادي المطهر طوى من فوائد الايات ليس انزال القرآن العظيم لاتعاب النفس في العبادة واذاقتها المشقة الفادحة وانما هو كتاب تذكرة ينتفع به الذين يخشون ربهم قرن الله بين الخلق والامر فكما ان الخلق لا يخرج عن الحكمة فكذلك لا يأمر ولا ينهى الا بما هو عدل وحكمة على الزوج واجب انفاقه على الاهل المرأة من غذاء من غذاء وكساء ومسجن ووسائل تدفئة وقت البرد. نسأل الله ان يبارك لنا ولاهلينا ولامة الاسلام اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته