بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الاية الثامنة والتسعون قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا قال ذو القرنين هذا السد رحمة من ربي يعني رحمة من ربي بالناس يحول بين يأجوج ومأجوج وبين الافساد في الارض ويمنعه منه فاذا جاء الوقت الذي حدده الله لخروجهم قبل قيام الساعة طيره مستويا بالارض وكان وعد الله بتسويته بالارض وبخروج يأجوج ومأجوج ثابتا لا خلف فيه وربنا يقول ان الله لا يخلف الميعاد الان التاسع والتسعون. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور جمعناهم جمعا وتركنا بعض الخلق اخر الزمان يضطربون ويختلطون ببعض ونفث في الصور فجمعنا الخلق كله للحساب والجزاء اذا يجمعون جميعا للحساب يحاسبون على اعمالهم والجزاء يجازون عن اعمالهم ولاجل القصاص. فربنا يقتص لبعضهم من بعض والذي ظلم حتى ولو شيئا يسيرا يؤخذ منه والمظلوم يعاد اليه حقه حتى ولو كان يسيرا الاية في المئة وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا واظهرنا جهنم للكافرين اظهارا لا لبس معه ليشاهدوها اعيانا وهذه الاية قف عندها مليا فربنا يقول وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا من الحجر في اخبار الله عز وجل بذلك ان يصلح الانسان ما بينه وبين الله وان يصلح ما بينه وبين الناس وحتى ما يصلحه فيما بينه وبين الناس فهو يقصد بذلك وجه الله تعالى وعلى الانسان ان يخاف من هذا اليوم وان يستعد له دواما وان يصور نفسه وكأنه تحت قدميه كما قال الصديق رضي الله عنه كل امرئ مصبح في اهله والموت ادنى من شراك نعله فعليك اخي الكريم ان تتصور هذا وتتصور انه ليس بينك وبينه الا ان تخرج هذه الروح من الجسد فهو نفس يذهب ولا يعود وحينئذ تنتهي حياتك ولذلك السعيد من ترك اعمالا صالحة تبقى والشقي من بقيت له ذنوب بين الناس تبقى فليحرص الانسان على استثمار الزمن والعمر وليحرص الانسان ان لا يجرك ذنبا يبقى وليحرص الانسان على الحسنات الباقية الاية الحادية بعد المئة الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستغفرون سمعا اظهرناها للكافرين الذين كانوا في الدنيا عميا عن ذكر الله لما على اعينهم من حجاب مانع من ذلك وكانوا لا يستطيعون سمع ايات الله سماع قبول تأمل ربنا يقول الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري اي اظهرنا جهنم للكافرين الذين كانت اعينهم مغطاة عن النظر في ايات الله وتدبرها وتعاموا عن قبول الحق واتباعه كما قال تعالى وعلى ابصارهم غشاوة قال سبحانه سم بكم عمي فهم لا يعقلون قال وكانوا لا يستطيعون سمعا اي وكان الكافرون لا يطيقون سماع كلام الله الاية الثانية بعد المئة افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا افظن الذين كفروا بالله ان يجعلوا عبادي من ملائكة ورسل وشياطين معبودين من دون انا هيئنا جهنم للكافرين منزلا لاقامتهم نسأل الله العافية والسلامة الاية الثالثة بعد المئة قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا قل ايها الرسول هل نخبركم ايها الناس باعظم الناس خسرانا لعمله وتأمل هذا الخطاب لاجل التشويق فيشوق الانسان حتى لا يكون من اولئك الاية الرابعة بعد المئة الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا الذين يرون يوم القيامة ان سعيهم الذي كانوا يسعونه في الدنيا قد ضاع وهم يظنون انهم محسنون في سعيهم وسينتفعون باعمالهم والواقع خلاف ذلك اذا على الانسان ان يقرأ في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويفهم القرآن الفهم الصحيح لاجل ان يكون عمله خالصا صوابا الاية الخامسة بعد المئة اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه حبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا اولئك هم الذين كفروا بايات ربهم الدالة على توحيده وكفروا بلقائه فبطلت اعمالهم لكفرهم بها فلا يكون له يوم القيامة قدر عند الله فالانسان يسعى بالاعمال الصالحة بالخضوع الى ربه ان يكون كريما عند الله تعالى الاية السادسة بعد المئة ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا ايات ورسلي هزوا ذلك الجزاء المعد لهم هو جهنم لكفرهم بالله واتخاذهم ايات المنزلة ورسلي سخرية ولذلك الانسان يعظم ايات الله ويعظم رسل الله صلى الله عليه وسلم ويهتم باخبار النبي صلى الله عليه وسلم ومنها شمائله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ودلائل نبوته وخصائصه ويبثها بين الانام للمسلمين ولغير المسلمين فيعظم الانسان ما عظمه الله تعالى ولما ذكر الله جزاء الكافرين ذكر جزاء المؤمنين فقال الاية السابعة بعد المئة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ان الذين امنوا بالله وعملوا الاعمال الصالحات كانت لهم اعلى الجنان في الفردوس اعلى الجنان كانت لهم اعلى الجنان منزلا لاكرامهم ولذلك الانسان عليه بعلو الهمة وعليه ان يطلب الجنة ويطلب الفردوس كيف يطلب؟ يطلب الاعمال الصالحة وبالاخلاص وبمجاهدة النفس وبالمرابطة على الطاعات الاية الثامنة بعد المئة ما كثينا فيها ابدا لا يطلبون عنها تحولا لانها لا يدانيها جزاء الاية في التاسعة بعد المئة انفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل ايها الرسول ان كلمات ربي كثيرة فلو كان البحر حبرا لها تكثر به لانتهى ماء البحر قبل ان تنتهي كلماته سبحانه ولو اتينا ببحور اخرى لنفدت ايضا فربنا جل جلاله هو العظيم وهو العليم والانسان يسأل ربه ان يؤتى من العلم النافع المؤدي الى العمل الصالح الاية الاخيرة من هذه السورة المباركة قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انت انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا قل ايها الرسول انما انا بشر مثلكم يوحى الي ان معبودكم بحق معبود واحد لا شريك له وهو الله فمن كان يخاف لقاء ربه فليعمل عملا موافقا لشرعه مخلصا فيه لربه ولا يشرك بعبادة ربه احدا من فوائد الايات اثبات البعث والحشر لجمع الجن والانس في ساحات القيامة بالنفخة الثانية في الصور اذا يكون هذا النسخ ويجمع الخلق ويجازون ويحاسبون ويقتص لبعضهم من بعض ولذلك يوم القيامة هو يوم عظيم جدا يدان الانسان فيه لله تعالى باعمالهم ان اشد الناس خسارة يوم القيامة هم الذين ظل سعيهم في الدنيا. وهم يظنون انهم يحسنون صنعا في عبادة من سوى الله فعلى الانسان ان يتعلم دواما ليصحح العمل لا يمكن حصر كلمات الله وعلمه وحكمته واسراره ولو كانت البحار والمحيطات وامثالها دون تحديد حبرا يكتب به فسبحان ربي العليم ونسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته