بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الاية الثامنة والعشرون واما تعرضن عنه ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقط قل لهم قولا ميسورا وان امتنعت عن اعطاء هؤلاء لعدم وجود ما تعطيهم اياه منتظرا ما يفتح الله به عليك منتظرا ما يفتح الله به عليك من رزق فقل لهم قولا لينا سهلا مثل ان تدعو لهم بسعة الرزق او تعدهم بالعطاء ان رزقك الله مالا. اذا هذا تأديب لكل احد هو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وخطاب لهذه الامة في كيفية التصرف مع المحتاجين فربنا يقول واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا اي وان تعرض يا محمد الخطاب للنبي وهو لجميع الامة وان تعرظ عن اعطاء الاقارب والمساكين وابناء السبيل والمحاويج حقوقهم لقلة مالك وانت تنتظر رزقا من عند ربك وتأمل هذه العبادة انتظار الرزق وانتظار الفرج من حسن الظن بالله تعالى وانت تنتظر رزقا من عند ربك ترجو ان ييسره الله لك فلا تؤيسهم من عطائك ولا تغلظ لهم القول وانما قل لهم قولا لينا لطيفا طيبا وهذا القول بحيث تقبله نفوسهم بحيث انك يعني لا تكسر القلوب ولا تؤثر في النفوس لا من حيث القول ولا من حيث الشكل ولا من حيث الاعراض. ينبغي ان يكون رد الانسان لطيفا نحو الاعتذار الحسن والوعد الجميل باعطائهم والدعاء لهم بالرزق ولذا الجزء الثالث من القرآن الكريم فيه الحديث عن الصدقة طويلا بل ان اخر اية في الجزء اذا ختمت في الكلام عن الصدقة. وفي الاية الثالثة والستين بعد المائتين قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى ولذلك ما يكون من بعظ الناس فيما يتعلق بالمن امر خطير جدا. بل ان المن من صفات الطغاة الفراعنة وفي خطاب فرعون لموسى في هذا الباب بيان لخطورة هذا الامر فالانسان عليه ان يحذر المن غاية الحذر وان يبتعد عنه والانسان في عطائه وفي عدم عطائه يكون سهلا ولذلك المن ينغص الانعام ويذهب الاجر ويجلب الذنب فاياك والمن حتى ولو مع اهل بيتك وقد تقول كيف اتخلص من البند؟ تتخلص من معرة المنج بمراقبة الاخلاص قبل العمل وعند العمل وبعد العمل ولذلك المن من خلق الطغاة كما قال فرعون لموسى قال الم ن ربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين فتأمل هذه الطريقة هي طريقة سيئة. ولذلك ربنا نهانا عن البند في مواطن عديدة وامرنا بالقول المعروف كما في هذه الاية الكريمة ولذا قال تعالى واما السائل فلا تنهر فالسائل منكسر بالفقر وذل السؤال اذا ظممت الى ذلك سوء الرد تضاعفت كسره ولذلك انت ان لم تحسن اليه بالبذل فلا اقل من حسن الرد معه وعود على بدء فيما يتعلق بهذه الاية الكريمة لتنهل من خزائن علمها. قال الله تعالى واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا هذا من لطف الله تعالى بالعباد امرهم بانتظار الفرج وامرهم بانتظار الرحمة والرزق منه لان انتظار ذلك عبادة وكذلك وعدهم بالصدقة والمعروف عند التيسر عبادة حاضرة لماذا؟ لان الهم بفعل الحسنة حسنة ولهذا ينبغي للانسان ان يفعل ما يقدر عليه من الخير واما ما لا يقدر عليه فينوي فعل ما لم يقدر عليه لاجل ان يثاب على ذلك ولعل الله يسر له بسبب رجائه ولذلك النية الحسنة ترفع شأن الانسان اذا في الاية تأديب من الله سبحانه لعباده اذا سألهم سائل ما ليس عندهم كيف يقولون وبما يردون. وتأمل ان في القرآن جميع ما يحتاجه الانسان وتأمل في هذه الاية الكريمة ابتغاء رحمة من ربك فالرحمة هنا هي الرزق الذي يتأتى منه العطاء بقرينة السياق وفيه اشارة الى ان الرزق سبب للرحمة لانه اذا اعطاه مستحقه اثيب عليه واذا انفقه في محله واحتسب الاجر اثيب عليه وهذا من رحمة الله ان الله خلقنا ورزقنا ثم ما ننفقه في سبيله نؤجر عليه فالحمد لله رب العالمين الاية التاسعة والعشرون ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محصورا. ولا تمسك يدك عن الانفاق ولا تسرف في الانفاق فتصير ملوما يلومك الناس على بخلك. ان امسكت يدك عن الانفاق منقطعا عن الانفاق لاسرافك. فلم تجد ما تنفقه وتأمل فيها فان الاسلام يربينا على فعل الخير وان الانسان يكون مستقيما بل هذه الاستقامة هي ما نطلبها في الصلاة بدعائنا وقراءتنا لانك حينما تصلي وتقرأ في سورة الفاتحة وتبلغ اهدنا الصراط المستقيم تنوي القراءة وتنوي الدعاء بجميع الهداية الى الطريق المستقيم والثبات عليه والزيادة منه والتوفيق في كل قول وفعل فربنا يقول ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك اي ولا تمسك يدك بخلا عن النفقة في الخير كل الامساك وكانها مقيدة الى عنقك فلا تستطيع ان تمدها لتعطي احدا شيئا من الخير ولا تبسطها كل البسط. اي ولا تبسط يدك بالعطاء والانفاق كل البسط فتنفق فوق طاقتك وتبقى بلا مال لديك قال فتقعد ملوما محسورا. اي فتبقى ملوما عند الله تعالى. وعند الناس وعند نفسك منقطعا لا لا شيء لديك لتنفقه عاجزا عن اقامة شؤونك وفي سورة الفرقان حينما ذكر ربنا صفات عباد الرحمن قال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وهذه الاية الكريمة قد جاءت على نظم من البلاغة عظيم ولذا فان العلماء قالوا ان القرآن لا لا يترجم حرفيا بل انما يترجم تفسيره لانها لو ترجمت حرفيا لاختل المعنى والزناخشر بن عاشور شرح بلاغة هذه الاية فهذه الاية اتت تعليما لمعرفة حقيقة من الحقائق الدقيقة اذ لو كانت النفقة غير واجبة لهم عليهم لكان في الناس من تسمح نفسه بترك الانفاق وكان مع عدم اجبار عليه امنا من الاملاء ولذلك الاية عامة على جميع الاباء فلا تدل الا على الوجوب فكانت من الحكمة وجاء نظمها على سبيل التمثيل. ولذلك امثال القرآن ينبغي للانسان ان يفقهها وكان طاووس يبكي اذا مر به مثل في القرآن ولم يفقهه فربنا قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. ولذا ينبغي على الانسان ان يعلم كلام الله هذه الاية صيغة الحكمة في قالب البلاغة اما البلاغة فبتمثيل الشح والامساك بظل اليد الى العنق حينما تكون جد مغلولة الى العنق وهذا التمثيل لمنع الشحيح واعطاء المسرف وهو مبني على تخيل اليد مصدرا للبذل والعطاء وتخيلي بسطها كذلك وغلها شحها. ومن ثم قالوا له يد على فلان اي نعمة وفضل فجاء التمثيل في الاية مبنيا على التصرف في ذلك المعنى لتنفيذ الذي يشح بالمال بالذي غلت يده الى عنقه اي سدت بالغل وهو القيد من السير يعني يشد به الاسير. فهذا تمثيل في غاية يعني البلاغة مشكلات ما يتعلق يعني بسط اليد. وهو الذي يبسطها وينفق كثيرا في غير محله. لان الانسان امور بالتوسط في ذلك الاية ثلاثون ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه كان عباده خبيرا بصيرا ان ربك يوسع الرزق على من يشاء ويضيقه على من يشاء لحكمة بالغة انه كان بعباده خبيرا بصيرا لا يخفى عليه منهم شيء في صرف امره فيهم بما يشاء. فربنا جل جلاله يعطي كل انسان على حسب ما يلائمه لانه لو بسط الرزق لبغى الناس في الارض ولكن ربنا سبحانه وتعالى ينزل بقدر ما يشاء فربنا يقول ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. اي ان ربك يا محمد يوسع رزقه على من يشاء من عباده ويضيقه على من يشاء منهم وهذا البسط والتوسيع والتظييق هذا بحكمة من الله سبحانه وتعالى. ثم عزل ذلك قائلا انه كان بعباده خبيرا بصيرا اي لانه خبير ببواطن عباده واحوالهم واخبارهم فصير بظواهرهم وكيفية تدبيرهم في ارزاقهم وغيرهم فهو اعلم بمصالح عباده. وما يليق بكل منهم فيعلم من يصلح له الغنى ويعلم من يصلح له الفقر فربنا قال الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم وتأمل سياق هذه الاية مع ما قبلها ومع ما بعدها ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. يعني موقع اعتراض بالتعليل لما تقدم من الامر بايتاء ذي القربى والنهي عن التبذير والنهي عن الامساك المفيد الامر بالقصد بان هذا واجب الناس في اموالهم وواجبهم نحو قرابتهم وضعفاء عشائرهم فعليهم ان يمتثلوا ما امرهم الله تعالى من ذلك وليس الشح بمبق مال الشحيح لنفسه ولا التبذير بمغن من يبذر فيهم المال فان الله قدر لكل نفس رزقها الاية الحادية والثلاثون ولا تقتلوا اولادكم خشية املاقا. نحن نرزقهم واياكم ان ان قتلهم كان خطئا كبيرا ولا تقتلوا اولادكم خوفا من الفقر مستقبلا اذا انفقتم عليهم نحن نتكفل برزقهم ونتكفل برزقكم انتم ان قتلهم كان اثما كبيرا اذ لا ذنب لهم ولا سبب يستوجب قتلهم وتأمل في سياق هذا مع ما يتعلق بالنفقات فربنا يقول ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق اي ولا تقتلوا ايها الاباء اولادكم خوفا من ان يصيبكم الفقر بالانفاق عليهم ثم علي ربنا النهي فقال نحن نرزقهم واياكم اي نحن نعطي اولادكم ايها الاباء رزقهم ولست من الرازقين لهم ونعطيكم رزقكم ايضا فلا تخشوا الفقر بسببهم ان قتلهم كان خطأ كبيرا اي ان قتل الاباء لاولادهم ذنب عظيم في قوله تعالى نحن نرزقهم واياكم فيه اخبار بان رزق الجميع على الله تعالى وان الله سبحانه وتعالى سيسبب لهم ما ينفقون على الاولاد وعلى انفسهم وفيه بيان ان الله تعالى سيرزق كل حيوان خلقه ما دامت حياته باقية وانه انما يقطع رزقه بالموت وبين الله تعالى ذلك لاجل ان لا يتعدى بعضهم على بعض ولاجل ان لا يتناول لها احد مال غيره فربنا جل جلاله قد سبب لكل احد من الرزق ما يغنيه في قوله ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق. نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا هذه الاية دالة على ان الله تعالى ارحم بعباده من الوالد بوالده لانه سبحانه وتعالى ينهى عن قتل الاولاد كما اوصى بالاولاد في في الميراث. يوصيكم الله فتأمل هذه الرحمة وفي قوله ايضا ولا تقتلوا اولادكم خشية الله نحن نرزقهم واياكم في هذه الاية حجة في وجوب نفقة الاباء على الابناء الاية الثانية والثلاثون ولا تغربوا الزنا انه كان فاحشة سبيلا واحذروا الزنا وتجنبوا ما يشجع عليه انه كان متناهيا في القبح وساء طريقا لما يؤديه من اختلاط الانساب ومن عذاب الله ولا تقربوا الزنا اي ولا تدنو ايها الناس من فعل الزنا تنهى عن الزنا ونهى عن قربان الزنا زادت في معنى اي ابتعدوا عن مقدماته ودواعيه ثم علل جريمة الزنا قائلا انه كان فاحشة وساء سبيلا اي انه كان ذنبا عظيما غاية في القبح وهذه الغاية في القبح قبيح في الشرع قبيح في العقل قبيح في الفطرة وبئس طريقا طريق الزنا لانه يؤدي الى انواع من المفاسد في الدنيا والى العذاب والخزي في الاخرة اذا فما اسوأه من طريق والنهي عن قربانه ابلغ من النهي عن مجرد فعله لان ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فان من حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه خصوصا هذا الامر الذي يعني في كثير من النفوس اقوى داع اليه فالنهي عن قربان الزنا نهي عن جميع الاسباب الموصى اليه كاللمس والنظر والاختلاط ونحو ذلك من الوسائل التي توقع الانسان في المعاصي ولذلك المعصية خطوة تتبعها خطوات فيحذر الانسان الخطوة الاولى الاية الثالثة والثلاثون ولا تقتلن النفس التي حرم الله الا بالحق. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصب ولا تقتلوا النفس التي عصم الله دمها بايمان او بامان الا ان استحقت القتل بردة او بزنا بعد احصان او بقصاص ومن قتل مظلوما دون سبب يبيح قتله فقد جعلنا لمن يلي امره من ورثته تسلطا على قاتله فله ان يطالب بقتله قصاصا وله العفو دون مقابل وله العفو واخذ الدية فلا يتجاوز الحد الذي اباحه الله له بالتمثيل بالقاتل او بقتله بغير ما قتل به او بقتل غير القاتل انه كان مؤيدا معانا ربنا جل جلاله يقول ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق اي ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا اذا استحقت القتل شرعا ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطان. ايها من قتل ظلما بغير حق فقد جعلنا لولي المقتول سلطة وتسلطا على القاتل وهو بالخيار ان شاء قتله قصاصا وان شاء اخذ الدية وان شاء عفا عنه ثم قال ربنا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا اي فلا يتجاوز ولي المقتول ما حد له فيتعدى بقتل غير القاتل او يقتل بالواحد اثنين او اكثر او يمثل بالقاتل ان ولي المقتول كان معانا على القاتل لتسليطه عليه بالقصاص او باخذ الدية او بالعفو وفي هذه الاية ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق في اسناد التحريم الى الله بعث للنفوس على الخشية من الاقدام على المخالفة وتنبيه لها على ما يكفها من الاقدام وهو استشعار عظمة الله ولذلك الانسان في كل عمل يريد ان يعمله ينظر ينظر الى حق الله تعالى فيه حتى لا يتجاوز الانسان حقوق الله لان من جحد حق الله عاقبه الله تعالى باعز ما يملك الاية الرابعة والثلاثون ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده. واوفوا العهد ان العهد كان مسئولا ولا تتصرفوا في مال من مات والده من الاطفال الا بما هو اصلح له من تنميته وحفظه حتى يبلغه حتى يبلغ كمال عقله ورشده واوفوا بما بينكم وبين الله وبما بينكم وبين عباده من عهد دون نقض او نقص ان الله يسأل معطي العهد يوم القيامة هل وفى به فيثيبه او لم يفي به فيعاقبه فربنا يقول ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن. اي ولا تقربوا مال اليتيم الا بالطريقة التي هي احسن وافضل يعني احسن وافضل فيما يتعلق بمال اليتيم وهذي الاحسن والافضل تكون مشروعة وذلك يكون باصلاح هذا المال والمحافظة عليه وتثميره وتنميته وفي سورة النساء ربنا يقول واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدل الخبيث بالطيب ولا تأكل اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرا وفي السورة نفسها في سورة النساء قال ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وفي السورة نفسها تأمل ان الاية الاولى رقم اثنين بعدها بالرعايات الاية السادسة والان هذي بعدها باربع ايات الاية العاشرة قال ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا واذا في سورة الانعام في في الوصايا العشر ايضا ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن فعلى الانسان ان يحذر التفريط في الحقوق ولا سيما حقوق الايتام فان الامر فيها شديد للغاية وهذا النهي عن الولي والوصي وكذلك في المستشار وكذلك الشاهد ينبغي على الجميع ان يحفظوا هذه الاموال قال حتى يبلغ اشده اي لا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ الحلم والرشد بحيث يكمل عقله ويتمكن من تدبير ماله فاذا بلغ ذلك زالت عنه الولاية. وصار ولي نفسه ودفع اليه ماله. طبعا هذا يختبر كما في سورة النساء وابتلوا اليتامى ايختبروهم وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغ النكاح انت تختبره قبل ان يبلغ النجاح. حتى ترى هل هو ذكي يحفظ المال؟ ام انه سفيه يذهب المعلومة دي قال وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا ادفعوا اليهم اموالهم قال تعالى واوفوا بالعهد اي واوفوا ايها الناس بالعهود التي عاهدتم الله عليها وبالعقود التي بينكم وايضا في الوصايا العشر في سورة الانعام وبعهد الله اوفوا في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود ثم في هذه السورة ان العهد كان مسؤولا. اي اوفوا بالعهود. لان الله سيسألكم عنها يوم القيامة ويجازيكم على الوفاء بها وعدمه فلا تنقضوها الاية الخامسة والثلاثون واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. ذلك خير احسن تأويلا واتموا الكيل اذا كنتم لغيركم ولا تخسروه وزنوا بالميزان العد الذي لا ينقص شيئا ولا يرفسه ذلك الايفاء للكيل والوزن خير لكم في الدنيا والاخرة واحسن عاقبة من التطفيف لنقص المكاييل والموازن واوفوا الكيل اذا كلتم. اي واوفوا الناس الكيل اذا كلتم لهم واوفوهم حقوقهم وذات الزوج والزوجة والابن والاب والجميع. كل انسان عليه ان يوفي حقوق الاخرين اذا واوفوا الناس الكيل اذا كلتم لهم واوفوهم حقوقهم بالعدل تامة من غير نقص وفي سورة الانعام واوفوا الكيل والميزان للقسط لا نكلف نفسا الا وسعها. قال وزنوا بالقصط المستقيم اي وزن للناس بالميزان السوي الذي لا انحراف فيه ولا اعوجاجا ولا غش ولا خديعة في سورة الرحمن واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ولو تأملت سورة الرحمن لوجدتها قد امرت بالعدل من اول السورة الى اخرها قال ذلك خير واحسن تأويلا ادانة الوفاء في الكيل والميزان خير لكم ايها الناس من التطفيف واحسن عاقبة لكم في دنياكم. بالبركة وانشراح النفس وغير ذلك وفي الاخرة بالثواب الجزيل من عند الله سبحانه وتعالى الاية السادسة والثلاثون ولا تقف ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك اولئك كان عنه مسئولا. ولا تتبع يا ابن ادم ما لا علم لك به فتتبع الظنون والحدث ان الانسان مسئول عما استخدم فيه سمعه وبصره وفؤاده من خير او شر فيثاب على الخير ويعاقب على الشر اذا ربنا يقول ولا تقف ما ليس لك به علم اي ولا تقل او تفعل شيئا بمجرد الظن فتتبع ما لا علم لك به ولا دليل على صحته ومن ذلك رمي الناس وقذفهم بالباطل والشهادة عليهم بغير الحق واذا ربنا قال ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلالا وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. ان الذين يفترون على الله في هذه بقى لا يفلحون وربنا قال يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وربنا قال وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا فربنا لما نهى في هذه الاية الكريمة عن ذلك قال ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا وتأمل حتى في هذه الافظل كان عنه مسؤولا اي ان كل انسان مسؤول عن هذه الاشياء وتفسير هذه الاية اي ان سمع الانسان وبصره وقلبه تأمل ما يدور في القلب ثم يفيضوا على الجوارح ان سمع الانسان وبصره وقلبه كل هذه الاعضاء العظيمة العالية المنافع البديعة التكوين سيسأل الله الانسان عنها يوم القيامة سيسأله فيما استعملها وتسأل هي عما عمل فيها صاحبها فتشهد عليه بما قال وبما فعل من خير وشر وربنا قال ولتسألن عما كنتم تعملون وربنا قال حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا اعملوا فتأمل هذه النعم العظيمة السمع والابصار والافئدة هذه النعم يستخدمها الانسان في مرضات مسديها. ويحذر الانسان ان يفرط فيها الاية السابعة والثلاثون ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال لا نقول ولا تمش في الارض تكبرا واغتيالا انك ان تمشي فيها متعاليا لن تقطع الارض بمشيتك ولن تصل قامتك الى ما وصلت اليه الجبال طولا وارتفاعا فعلام التكبر اذا وهذا عياذ بالله يحصل عند كثيرين من التبختر والمشية المتكبرة وغير ذلك من التعامل مع الاخرين. فقال ولا تمش في الارض مرحا. اي ولا تمشي في الارض مختالا متبخترا متمايلا متكبرا كمشية الجبارين انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا اي انك ايها المتكبر المتعاظم في مشيته لن تثقب الارض بشدة وطئ قدميك عند اختيارك في مشيك ولن يبلغ طولك بتطاول بدنك للاعلى في مشيتك طول الجبال فما الذي يغريك بهذه المشيئة وقدرتك لا تبلغ بك هذا المبلغ اذا تواضع ولا تتكبر واعرف قدر ضعفك وعجزك ولذلك الامراض التي تصيب الانسان تذكر به ضعفه ومن اي شيء خلق يذكر ضعفه واي شيء نحتاج من الطعام والشراب وخروج هذا الطعام والشراب تذكر ضعفه فانت ايها الانسان محصور بين جمادين لا تقدر على التأثير فيهما. الارض التي تحتك والجبال الشامخة وذات هذه الارض والسماء ايات عظيمة يتفكر الانسان ويتدبر الانسان بما فيها لتأخذه الى عقبة الخالق فاذا تبصر عظمة الخالق خضع للخالق ولم يتكبر ولم يتبطر الاية الثامنة والثلاثون كل ما سبق ذكره كان السيء منهم عند ربك ايها الانسان ممنوعا لا يرضى الله عن مرتكبه بل يبغضه تأمل هذا الشيء المكروه يبتعد عنه الانسان والمرء في هذه الدنيا يسعى الى فعل ما يحبه الله. فربنا يقول كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها طيب الجميع ما ذكر في الايات السابقة من الاوامر والنواهي كان سيئه وهو ما نهى الله عنه قبيحا مبغضا عند ربك الذي احسن اليك احسانا لا ينبغي ان يقابل عليه الا بالشكر وهكذا ينبغي على الانسان ان يطالع النعم وان ينظر في عيب نفسه فاذا طالع النعم ازداد حبه لربه واذا طالب عيب نفسه تقرب الى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح وهكذا ها العبودية حب كامل وذل تام لمن له غاية البذل والاحسان من فوائد الايات اولا الادب الرفيع هو رد ذوي القربى بلطف ووعدهم وعدا جميلا للصلة عند اليسر والاعتذار اليهم بما هو مقبول. طبعا هذا ليس خاص بذوي القربى فقط. كل من جاءك من سائل اذا رددته فرده باحسان فان لم ترده بالماء الذي ينفعه واذا اعطيته الماء ايضا اجمع مع الاحسان القوي للاحسان الفعلي واذا لم تتيسر من المال فرده الرد الحسن الذي تجبر به خاطره وفؤاده ثانيا الله ارحم بالاولاد من والديهم فنهى الوالدين ان يقتلوا اولادهم خوفا من الفقر والاملاق. وتكفل برزق الجميع ثالثا في الايات دليل على ان الخلق ثالثا في الايات دليل على ان الحق في القتل الوليد فلا يقتص الا باذنه. وان عفا سقط القصاص رابعا من لطف الله ورحمته باليتيم ان امر اولياءه بحفظه وحفظ ماله واصلاحه وتنميته حتى ان يبلغ اشده فهذا من رحمة الله للجميع وان ربنا جل جلاله قد شرع لنا الدين لما يحفظ لنا هذه الحياة ولما يصلح لنا الاخرة فنسأل الله ان يحفظنا واياكم وامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد