وتفسير الاية اي ومن بعض الليل قم من نومك فصلي بالقرآن زيادة لك كما قال تعالى قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في تفسير القرآن الكريم سورة الاسراء الاية السادسة والسبعون وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها واذا ايلبسون خلافك الا قليلا ولقد اوشك الكفار ان يزعجوك بعداوتهم اياك ليخرجوك من مكة لكن منعهم الله من اخراجك حتى هاجرت بامر ربك ولو اخرجوك لم يبقوا بعد اخراجك الا زمنا يسيرا ربنا يقول وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها بمعنى لقد قارب هؤلاء المشركون ان يزعجوك ويستخفوك من مكة لكثرة ايقاع الاذى بك ليخرجوك منها واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا اي ولو اخرجك قومك من مكة فلن يبقوا فيها بعدك الا قليلا حتى يهلكهم الله بعذاب عاجل يقول البقاعي في هذا المقام مبينا طريقة اهل الضلال في محاربة اهل الحق في كل زمان ومكان في هذه الاية بيانا لكون الجاهل لا يزال ينصب للعالم الحبائلة ويطلب لهم غوائل فيعود ذلك عليه بالوبال في الحال والمآل ولذلك الشر انما يضر اهله. والمؤمن مأمور بالصبر والعبادة والتوكل على الله تعالى وهذه الاية الكريمة فيها ايماء الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم سيخرج من مكة وان مخرجيه اي المتسببين في خروجه لا يلبثون بعده بمكة الا قليلا وفي هذه الاية الكريمة ان الله اذا اراد اهلاك امة تضاعف جرمها وعظم فيحق عليها القول من الله فيوقع بها العقاب كما هي سنته في الامم اذا اخرجوا رسولهم ولنتأمل جمال دلالات كلمات القرآن فالتعريف في الارض تعريف العهد اي من ارضك وهي مكة وقوله ليخرجوك تعليل للاستفزاز اي استفزازا لقصد الاخراج والمراد بالاخراج مفارقة المكان دون رجوع وبهذا الاعتبار جعل علة للاستفزاز لان الاستفزاز اعم من الاخراج وكم من الناس من ظلم وصار لا يستطيع ان يعود الى ارضه التي ولد فيها ونشأ فيها وترعرع فيها وشاب واشتهر ثم يقضي خليفة عمره بعيدا عن اهله فاولئك الذين ظلموه حتى هجروه ينالهم من الله تعالى العذاب الشديد الاية السابعة والسبعون سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنة تحويلا ذلكم الحكم بعدم بقائهم بعدك الا زمن يسيرا سنة الله المضطردة في الرسل من قبلك وهي ان اي رسول اخرجه قومه من بينهم انزل الله بهم العذاب ولن تجد ايها الرسول لسنتنا تغييرا بل ستجدها ثابتة مطردة اذا ربنا جل جلاله يقول سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا اي لو اخرجك الكفار يا محمد من مكة فلن يلبثوا فيها الا قليلا حتى نهلكهم بعذابهم كما هي عادتنا في اهلاك الامم الكافرة الذي ارسلنا اليهم رسلا من قبلك فاذوهم واخرجوهم من بلادهم ولا تجد لسنتنا تحويلا اي ولا تجد يا محمد تغييرا عما جرت به عادتنا ولا يقدر احد على تغييرها وقد بين ابن عاشور الحكمة في هذه السنة فقال وانما سن الله هذه السنة برسله لان تآمر الاقوام على اخراجهم يستدعي حكمة الله تعالى لان تتعلق ارادته بامره اياهم بالهجرة لئلا يبقوا مرموقين بعين الغباضة بين قومهم واجوارهم اذا هذا من رحمة الله تعالى ان الانسان قد يحرم من بعض النعم وفي ذلك رحمة من الباري ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد اذن له بهذا. كما اخرج البخاري في صحيحه لرقم الفين ومئة وثمانية وثلاثين. من حديث عائشة رضي الله عنها قالت لقل يوم كان يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم الا يأتي فيه بيت ابي بكر احد طرفي النهار فلما اذن له في الخروج الى مكة تأمل فلما اذن له في الخروج الى مكة لم يرعن الا وقد اتانا ظهرا فخبر به ابو بكر فقال ما جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة الا لامر حدث فلما دخل عليه قال لابي بكر اخرج من عندك. قال يا رسول الله انما هم ابنتا يعني عائشة واسماء قال اشعرت انه قد اذن لي في الخروج قال الصحبة يا رسول الله قال الصحبة قال يا رسول الله ان عندي ناقتين اعددتهما للخروج فخذ احداهما. قال قد اخذتها بالثمن وتأمل الى كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتأمل العفة التي ينبغي ان تكون عند طالب العلم حينما يتعلم ويعلم ويبذل لله ولوجه الله تعالى لا لاجل ان ينال لعاعة من هذه الدنيا ولذلك تأمل ان الصديق قد جعل اهل بيته على خدمة الدين وان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل ما له ونفسه في دين الله وفي بث العلم والدعوة. فقال بالثمن وهكذا ينبغي على الانسان ان يكون عفيفا غاية العفة. ينبغي على الانسان ان يكون عفيفا غاية العفة وينبغي على الانسان ان يبذل في هذا الدين. لا يتعلم الدين لاجل ان ينال المال انما يتعلم ليعمل ويعلم الاية الثامنة والسبعون اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا اقم الصلاة بالاتيان بها على اتم وجه في اوقاتها من زوال الشمس عن كبد السماء واسم ذلك صلاة الظهر والعصر الى ظلمة الليل وتشمل المغرب والعشاء واقم الصلاة واقم صلاة الفجر واطل القراءة فيها فصلاة الفجر تحظرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وتأمل في هذه الاية الكريمة من الاحكام الجليلة والمعاني الوفيرة اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل. اي ادي الصلوات المكتوبات على وجه التمام بجميع اركانها وشروطها وسننها في اوقاتها من ميل الشمس للزوال فيدخل في ذلك فيا صلاتا الظهر والعصر وقد جمع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الظهريتان والليليتان لاجل امر ما باعتبار انهما يجمعان عند السفر وعند العذر اذا تأويل الاية الكريمة ادي الصلوات المكتوبات على وجه التمام بالاركان والشروط والسنن من ميل الشمس للزوال فيدخل في ذلك صلاة الظهر والعصر الى اقبال الليل واجتماعه ويدخل في ذلك صلاتا المغرب والعشاء كما قال تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل وقال سبحانه فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون قال وقرآن الفجر اي واقم صلاة الفجر ولذلك روى ابو برزة الاسلمي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر ما بين الستين الى المئة يعني المئة اية وعن جابر بن سمرة قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بطاقة فالقرآن المجيد وكانت صلاته بعد تخفيفا ولذلك ينبغي تخصيص صلاة الفجر بشيء من الطول ان قرآن الفجر كان مشهودا اي ان صلاة الفجر محظورة تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار اذا يشهد ملائكته ليه؟ ملائكة النهار هذه الصلوات وينزل هؤلاء ويسعد هؤلاء فهو في اخر ديوان الليل واول ديوان النهار وفي هذه الاية الكريمة دليل واضح على تعلق وجوب الصلاة باول الوقت واستحباب التغليس لصلاة الفجر ولان طول القراءة في هذا الصلاة مطلوب ولن يتم هذا المطلوب الا اذا شرع في ادائه في اول الوقت وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فيه ان القراءة في الصلاة ركن لان العبادة اذا سميت ببعض اجزائها دل على فرضية ذلك ويؤخذ من هذا مشروعية اطالة قراءة القراءة في صلاة الفجر لانه خص الفجر باضافة القراءة اليه والتخصيص بالذكر يدل على كونه اكمل من غيره وايضا لفضل القراءة فيها اذ تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار لذا بين الفقهاء ان السنة ان تكون القراءة في صلاة الفجر اطول من القراءة في سائر الصلوات ان قرآن الفجر كان مشهودا فيها ان الوقت يعني شرط لصحة الصلاة وانه سبب لوجوبها لان الله امر باقامتها لهذه الاوقات. طلاب من شروط صحت الصلاة العلم بدخول الوقت ولنتأمل جمال دلالات الكلمات القرآن فربنا جل جلاله يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم باقامة الصلاة تامة ظاهرا وباطنا في اوقاتها لدلوك الشمس اين ييرانها الى الافق الغربي بعد الزوال فيدخل في ذلك صلاة الظهر وصلاة العصر الى غسق الليل اي الى ظلمته فدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء وقرآن الفجر اي صلاة الفجر ونستفيد من ذلك ان الظهر والعصر يجمعان والمغرب والعشاء يجمعان للعذر. لان الله جمع وقتهما جميعا وهكذا ينبغي على الانسان ان يتفكر بالدلالات الايات الاية التاسع والسبعون ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ومن الليل فقم ايها الرسول وصل بعضا منهم لتكون صلاتك زيادة لك في رفع درجاتك متحريا ان يبعثك ربك يوم القيامة شافعا للناس مما هم فيه من اهوال يوم القيامة ويكون لك مقام الشفاعة العظمى الذي يحمده الاولون والاخرون وهذا مقام عظيم ينبغي على كل عبد ان يفقه معانيه وهذا الخطاب ليس خاصا للنبي صلى الله عليه وسلم قال ليه كل امرء من هذه الامة النصيب من ذلك؟ فينبغي ان يأخذ من الليل قال ومن الليل فتهجد به نافلة لك. وتأمل لك اي هذه الزيادة يزيدها الانسان ويعلم ان عمله له يقدمه لنفسه قال عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا اي افعل هذا الذي امرتك به فيبعثك ربك يوم القيامة شفيعا في اهل الموقف فيحمدك الاولون والاخرون ولذلك كلنا نحفظه حيث جابر الذي يرويه في البخاري عن علي بن عياش عن شعيب ابي حمزة عن محمد بن المنتذر عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة. وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة اذا على العبد ان لا يفرط في قيام الليل فقيام الليل يوجب علو الدرجات في الجنة قال تعالوا لنبيه ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فجعل ربنا جزاءه على التهجد بالقرآن بالليل ان يبعثه المقام المحمود وهو اعلى درجاته صلى الله عليه وسلم وهنا يعني نقف وقفات النهار والليل وفيهما من المعاني العظيمة وفي هذا النظم يعني كم من بعثت من النوم الذي هو الموت الاصغر بالصلاة والعبادة فسيبعثك ربك من بعد الموت الاكبر مقاما محمودا عندك. وعند جميع الناس وهذا التعديل يعني فيه تخوين مسألة قيام الليل حتى لا يفرط الانسان بقيام الليل حتى لا يفرظ الانسان بقيام الليل والانسان حينما يحافظ على الصلاة ويؤدي الصلوات فهذا يعينه على تحمل اعباء الحياة وتكاليفها فالمؤمن عندما يقيم الصلاة فهو يتصل بالله سبحانه وتعالى. ويستمد منه المعونة والقوة ولذا لما يقول المصلي اياك نعبد واياك نستعين فهو يطلب من الله الاستعانة في جميع الامور في العبادات وفي غيرها اذا الصلاة تغذي روح المصلي بذكر الله وتشحذ همته وتقوي عزيمته لانها معراجه الى الله لان الصلاة معراجا بالروح الى الله تعالى. ولذلك الصلاة اين فرضت؟ فرضت ليلة الاسراء والمعراج فالمؤمن يستمد القوة والعزيمة والرفد حينما يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى يناجيه يبدأ بالحمد ثم الثناء ثم التمجيد ثم يخاطب ربه بالكافي الحضور اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم ولذلك ربنا قال واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين والنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر يعني فزع الى الصلاة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كانت لديه اعمال كبيرة وحمل يعني اكبر واشد التكاليف حينما امره الله تعالى برسالة الاسلام وهي رسالة الى العالمين واذا ربنا قال تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. اذا هذه الامانة وهذه المسؤولية هي كبيرة جدة وربنا قال انا سنلقي عليك قولا ثقيلا وذكر ما يحتاجه يحتاج ان يقوم الليل كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج ان يقوم الليل وكان يقوى على ذلك. وكل مؤمن هو مطالب باداء هذه الرسالة والقيام بحق الدعوة الى الله. فالكل انسان به حاجة الى وقراءة القرآن وتدبر المعاني حتى ينال حتى ينال الانسان القوة التي تقويه على طاعة الله سبحانه وتعالى اذا هكذا امره ربنا. الاية الثمانون وقل رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وقل ايها الرسول رب اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاك واجعل لي من عندك حجة ظاهرة تنصرني بها على عدوي وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق. اي وقل يا محمد الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الخطاب للجميع. رب اجعل دخولي المدينة وكلما ادخل فيه من الاعمال مدخلا حسنا وفقني فيه لمرضاتك واجعل خروجي من مكة وكل ما اخرج منه مخرجا حسنا مرضيا توفقني فيه توفقني فيه لطاعتك واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا اي واجعل لي يا رب من عندك حجة بينة وملكا وسلطة وغلبة تظهر بها ديني وتنصرني بها على من عاداني فهنا مدخل الصدق ومخرج الصدق هو المد يعني المدخل والمخرج الذي يكون صاحبه فيه ضامنا على الله وهو دخول وخروج بالله لله وفي الله. مو هكذا ينبغي على الانسان في كل شيء يجعل الانسان اموره لله تعالى وهذا الدعاء من انفع الدعاء للعبد لماذا؟ لانه لا يزال داخلا في امر وخارجا من امر فمتى كان دخوله لله وبالله وخروجه كذلك كان قد ادخل مدخل صدق واخرج مخرج صدقا ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اذا على العبد ان يجتهد دواما ان يكون على الصدق مؤديا حق الله فما ذكر مضافا الصدق شيء الا لكونه عظيما ولذلك اضيف الى مدخل الصدق ومخرج الصدق في هذه الاية مقربة ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق والجاء ايضا قدم الصدق في سورة يوسف اية الثانية ولسان الصدق في سورة الشعراء الرابعة والثمانين ومقعد الصدق في سورة القمر الاية الخامسة اذا حقيقة الصدق في هذه الاشياء هو الحق الثابت المتصل بالله الموصل الى الله وهو ما كان به وله من الاقوال والاعمال وجزاء ذلك في الدنيا والاخرة. فالانسان يجعل نفسه في كل شيء لله تعالى وليتأمل المرء ان الانسان لا يستغني عن ولاية الله طرفة عين فقد اختير هذا الاسم المشتق مدخل مدخل مخرج من الفعل المتعدد للاشارة الى ان المطلوب دخول وخروج ميسران من الله تعالى وواقعان باذنه وذلك دعاء لكل دخول وخروج مباركين. لتتم المناسبة بين المسؤول وبين الموعود به. وهو المقام المحمود والمقام المحمود للنبي صلى الله عليه وسلم لكن على كل احد ان يسعى بالفوز والظفر في ذلك اليوم فمما يجعل الانسان على الفوز والظفر ان يكون في كل دخول وفي كل خروج يقصد وجه الله متل الواتساب حينما تدخل منه وتخرج منه او اي موقع يعني اجعل دخولك لله وخروجك في الله في كل شيء اجعل العمل لله تعالى تفعل ما يغضب الله سبحانه وتعالى. اذا هذه الاية الكريمة اجعل لنفسك نصيبا وافرا منها. كل يوم وفي كل مدخل وفي كل مخرج. وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني ان مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا وتأمل المعنى اي ادع ربك فقل يا ربي ادخلني يا ربي ادخلني فيما هو صلاح وخير لي مدخل صدق وهو مدخل الهداية والرشد والتوفيق يعني اجعل دخولك الى هذا الشيء فيه ثواب وخروجك منه فيه ثواب واخرجني مما هو شر من الاقوال والاعمال مخرج صدق وهب لي من لدنك حجة ثابتة تنصرني بها على جميع من خالفني فان الدليل الصحيح الثابت يعد من اعظم السلاح على الاعداء عند الجدال وعند الاختلاف وعند الدعوة وعند البيان ينبغي على الانسان ان يتعلم امر هذا الدين ولذلك المقام المحمود من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم التي خصه الله تعالى بها يوم القيامة لكن على كل احد ان يسعى لتصحيح العمل دخولا وخروجا واثناء العمل قبل العمل اثناء العمل بعد العمل لاجل ان يعتز بهذا العمل لان العمل الصالح عز للانسان في الدنيا والاخرة فينبغي على الانسان ان لا يفرط في شيء في كل دخول وفي كل خروج وفي كل مكان وفي كل ساعة وفي كل لحظة يعني يجعل الانسان امرا لله تعالى ولذلك هذه الاية عامة المراد ادخاله عليه الصلاة والسلام في كل ما يدخل فيه ويلابسه من مكان او امر واخراجه منه فيكون عاما في جميع الموارد والمصادر يعني ينبغي على الانسان ان يسعى لذلك دواما في كل شيء الاية الحادية والثمانون وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. وقل ايها الرسول لهؤلاء المشركين جاء الاسلام وتحقق ما وعد الله به من نصره وذهب الشرك والكفر ان الباطل ذاهب متلاش لا يثبت امام الحق اذا ربنا يقول وقل جاء الحق وزهق الباطل اي وقل يا محمد جاء الحق من عند الله وثبت وذهب الباطل المخالف لشرع الله محله كما قال تعالى بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق وقال سبحانه وتعالى قل ان ربي يقذف بالحق علام الغيوب. قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعد وقال ربنا كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة وكان حول البيت ستون وثلاث مئة نصب جعل يطعنها بعود في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعد ان الباطل كان زهوقا ان الباطل ذاهب لا بقاء له عند مجيء الحق وتأمل ينبغي علينا ان نبث الحق حيثما كنا يقول لك الباطل لا ينتشر الا اذا سكت اهل الحق وتأمل وصف الباطل انه زهوق. فهذا وصف هذا وصف الباطن ولكنه قد يكون له صولا وروجان اذا لم يقابله الحق فعند مجيء الحق يظمحل الباطل فلا يبقى له حراك ولهذا لا يروج الباطل الا في الازمان والامكنة الخالية من العلم بايات الله وبيناته واذا علينا دوام ان نبث الايات ومعانيها وان نبث السنة النبوية وان نبث الاعتقاد الصحيح وتأمل في قوله زهوقا صفة مبالغة في اضمحلاله وعدم ثبوته في وقت الاية الثانية والثمانون وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وننزل من القرآن ما هو شفاء للقلوب من الجهل والكفر والشرك وما هو شفاء للابدان اذا رقيت به وما هو رحمة للمؤمنين العاملين به ولا يزيد هذا القرآن الكفار الا هلاكا. لان سماعه يغيظهم ويزيدهم تكذيبا واعراظا ان وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ايها ننزل من القرآن ما هو شفاء لما في قلوب المؤمنين من الشبهات والشهوات وشفاء لما في ابدانه من الامراض ورحمة للمؤمنين العاملين بما فيه يكون سبب نجاتهم من العذاب ودخولهم الجنة ونيل السعادة الابدية ولا يزيد الظالمين الا خسارا. اي ولا يزيد القرآن الظالمين انفسهم بالكفر الا هلاكا. فلا يزيدهم سماع القرآن الا بعدا عن الحق وتكذيبا وكفرا وذلك بسبب تكذيبهم بالقرآن وتركهم العمل به فلا ينتفعون به لاعراضهم عنه فينبغي على الانسان ان يتزود من كتاب الله دواما الاية الثالثة والثمانون واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأبى بجانبه اذا مسه الشر كان يؤوسا. واذا انعمنا على الانسان بنعمة مثل الصحة والغنى عن شكر الله وطاعته وتباعد تكبرا واذا اصابه مرض او فقر ونحوهما كان شديد القنوط واليأس من رحمة الله واذا انعمنا على الانسان اعرض ونأى بجانبه اي اذا انعمنا على الانسان بنعمة كرزق او نصر او صحة او فرح او نجاح او فوز او ظفر اعرض عن عبادة الله وشكره واعرض عن ذكره وتدبر اياته. وابتعد عن طاعة ربه فلم يمتثل امره ولم يجتنب نهيه وربنا قال واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا ضد المسة كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ولذلك الانسان عليه ان لا ينسى هذه الساعات الشديدة التي تمر في حياته ويدعو ربه ليستذكر انعام الله عليه. وليزداد تضرعا الى ربه وربنا قال واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه. فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفوا ربنا يقول واذا مسه الشر كان يؤوسا. ايوة اذا اصاب الانسان الضر كفقر او مرض او بؤس او ذهاب صديق عزيز كان قانطا من الفرج بعد الشدة يائسا من رحمة ربه سبحانه وتعالى الاية الرابعة والثمانون والكل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهل قل ايها الرسول كل انسان يعمل على طريقته التي تشابه حاله في الهداية والضلال فربكم اعلم بمن هو اهدى طريقا الى الحق قل كل يعمل على شاكلته. اي قل يا محمد مخبرا الناس كل انسان يعمل على وفق نيته. وبحسب طريقته التي تليق به وتناسب اخلاقه وطبيعته ومذهبه وعادته التي يلفها فالكافر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي والاعراض عن المنعم والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبة المنعم بها ولا يتشاغل بالنعمة عن شكر المنعم وهنا انتبه احذر ان تتشاغل بالنعمة عن شكر المنعم اذا ربنا يقول قل كل يعمل على شاكلته وهنا الخضاب للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن ايضا مطالبون بان نؤدي الدعوة فنخبر الناس كل انسان يعمل على وفق نيته وبحسب طريقته التي تليق به وتناسب اخلاقه وطبيعته ومذهبه وعادته التي يرثها طحال الكافر انه يعمل بما يشبه طريقته بالمقابلة النعم بالمعاصي. والاعراض عن المنعم. اما المؤمن فهو يعمل بما يشاكله من شكر النعم ومحبة المنعم بها والثناء عليه والتودد اليه والحياء منه يستحي المؤمن ان يعصي الله برعاية ومن خلال المؤمن انه يراقب الله ويعظم الله ويجل الله سبحانه وتعالى قال فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا. اي فربكم ايها الناس اعلم بالمؤمن والكافر منكم ومن هو اهدى طريقا الى الحق من غيره وسيجازي كل عامل بعمله الاية الخامسة والثمانون ويسألونك عن الروح قولي الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ويسألك ايها الرسول الكفار من اهل الكتاب عن حقيقة الروح فقل لهم لا يعلم حقيقة الروح الا الله. وما اعطيتم انتم وجميع الخلق من العلم الا قليلا في جنب الله ويسألونك عن الروح اي ويسألك الكفار يا محمد. عن ماهية الروح التي بها الحياة. ما حقيقة؟ قل الروح من امر ربي. اي قل يا محمد لهم الروح من شأن ربي استأثر بعلمها فهو الذي خلقها ولا يعلم حقيقتها احد غير الله وما اوتيتم من العلم الا قليلا. اي وما اتاكم الله ايها الناس من العلم الا شيئا قليلا مما يعلمه سبحانه الاية السادسة والثمانون ولئن شئنا لنذهبن والله لو شئنا الذهاب بالذي انزلنا اليك ايها الرسول من الوحي بمحوه من الصدور والكتب لذهبنا به. ثم لا تجد من ينصرك ويتولى اردها ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك اي اقسم يا محمد لان اردنا لنزيلن القرآن الذي اوحيناه اليك من قلبك فلا يبقى منه شيء محفوظ في الصدور ولا مكتوب في السطور وكما قدرنا على انزاله نقدر على اذهابه ثم لا تجد لك به علينا وكيلا اي ثم لا تجد لك محمد ناصرا ينصرك فيمنعنا من ازالة القرآن من صدرك. او يقوم برده الى ليت بعد ذهابه عنك وهذا فيه اشارة الى ان نعمة القرآن هي اعظم النعم وان زوال القرآن من صدر الانسان او ان الانسان لا يفقه القرآن او ينزع عنه فقه القرآن هذا من اخطر شيء في هذه الدنيا وان من اعظم النعم ان يمتلئ وقت الانسان بالقرآن وخدمة القرآن من فوائد الايات في الايات دليل على شدة افتقار العبد الى تثبيت الله اياه وانه ينبغي له ان لا يزال متملقا لربه ان يثبته على الايمان. يعني متضرعا الى ربه فعلى الانسان ان يسأل الله الثبات على هذا الدين. والاستقامة عليه والزيادة فيه عند ظهور الحق يظمحل الباطل ولا يعلو الباطل الا في الازمنة والامكنة التي يكسل فيها اهل الحق. فينبغي على الانسان ان لا يفرط في نصرة الحق ومن ينصر الحق فانما ينصر نفسه. لان الله ناصر دينه الشفاعة الشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب من الشبه والجهالة والاراء الفاسدة والانحراف السيء والمقاصد السيئة اذا القرآن هو شفاء شفاء من الشبهات وشفاء من الشهوات وشفاء من امراض الكبر والغرور والعجل. وفيه شفاء للابدان وانت حينما تقرأ فهذا النفس يذهب بالقراءة ويعود بالقراءة فاعلم انها انفاس مباركة. تعود لك الى بركة الدنيا والاخر في الايات دليل على ان المسؤول اذا سئل عن امر ليس في مصلحة السائل فالاولى ان يعرض عن جوابه ويدله على ما يحتاج اليه ويرشده الى ما ينفعه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا