بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الثانية والتسعون بعد المئتين الاية السابعة والتسعون ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيا ومن يوفقه الله للهداية فهو المهتدي حقا ومن يخذله عنها ويضله فلن تجد ايها الرسول لهم اولياء يهدونهم الى الحق ويدفعون عنهم الضر ويجلبون لهم النفع ونحشرهم يوم القيامة يسحبون على وجوههم لا يبصرون ولا ينطقون ولا يسمعن منزلهم الذي يأوون اليه جهنم كلما سكن رهيبة كلما سكن لهيبها زدناهم استعالا وتأمل هذا الامر الرهيب المخيف على الانسان ان يرقب قلبه هل يتخوف ام لا يتخوف حينما ترده هذه الاية فان لم يكن يخاف فليراجع نفسه جيدا وتأمل في هذه الاية الكريمة ومن يهد الله فهو المهتدي اي ومن يهده الله فيوفقه للايمان به وبرسوله وبما جاء به فهو المهتدي حقا ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه اي ومن يضلله الله عن الحق فيخذله عن الايمان بالله ورسوله فلن تجد لهم ناصرين من دون الله فلن تجد لهم ناصرين من دون الله ينقذونهم من عذابه ويهدونهم الى الحق وتأمل مصير هؤلاء الذين لم يهتدوا في الدنيا ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما وتأمل الانسان في هذه الدنيا حينما يجعل وجهته الحرام. ويجعل وجهه بالنظر الى الحرام يمنة ويسرا ويذهب مع مع هاتفه حيث اشتهى هذا فيفا سيحشر الذي لم يكن على الصراط في الدنيا فربنا قال ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ايوة نجمع الضالين يوم القيامة وهم يمشون على وجوههم عميا لا يبصرون لانهم في الدنيا كانوا لا ينظرون الى الحق بل يمرون بالحق ولا يتبصرونه وبكما لا يتكلمون لانه ما كان في الدنيا يتكلمون بالحق والدعوة الى الله وصم من لا يسمعني لانهم كانوا لا يسمعون الحق واذا مروا بالحق اعرضوا عنه قال تعالى عن حال هؤلاء مأواهم جهنم اي مقر الظالين ومنزلهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا اي كلما سكن لهيبنا لجهنم في اجسام الكافرين وتهيأت في الانضفاء زدناهم نارا تتلهب وتتأجج في اجسامهم والانسان يرى في الدنيا عذابا ويبتلى في هذه الدنيا بل ان من رحمة الله تعالى ان الله يبتلينا باننا لو لم نبتلى ولو لم تمر بنا هذه الشدائد قصارى فينا طغيان ولصار فينا تجبر وتكبر وعتوب ولكن الله تعالى يهذبنا بهذه الابتلاءات فهذا الابتلاء يجد فيه الانسان العذاب اما العذاب الحقيقي والعذاب الاكبر هو عذاب يوم القيامة ولذلك كل اذى يمر به الانسان فليتفكر موقف يوم القيامة وانت قد تحب انسانا ويحبك انسان وتخلص له في المودة والعلاقة لكن فجأة يخرج من حياتك وربما يؤذيك ثم تحاول ان تصل ما بينكم ثم يؤذيك ثم يؤذيك. وايضا تنتفع في هذا تنتبه حينما تعمل في هذه الدنيا تظن نفسك على صواب. ربما انت على خطأ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون حتى يبقى الانسان دواما يصحح المسار مع ربه ومولاه اذا جميع هذه الابتلاءات التي نبتلى بها هي من رحمة الله تعالى بنا لاجل ان نرعوي دواما. ولاجل ان نراقب انفسنا ولاجل ان نسير الى الله تعالى بين مطالعة منا ومشاهدة عيب النفس الاية الثامنة والتسعون ذلك جزاء باياتنا وقالوا وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمدعون خلقا جديدا ذلك العذاب الذي يلقونه هو جزاءهم بسبب كفرهم باياتنا المنزلة على رسولنا وبقولهم استبعادا للبعث اي اذا متنا وصرنا عظاما بالغا واجزاء مفتتة انبعث بعد ذلك خلقا جديدا ربنا جل جلاله ما بين المصير قال ذلك جزاؤهم بانهم كفروا باياتنا فتأمل تجد شخص في هذه الدنيا يهتم بايات الله القرآنية ويعطى القرآن افضل الاوقات ويقدم ورده اليومي ويهتم بتعلم القرآن وبحفظه وبتفسيره وبتعليمهم ويجعل غالب الاوقات مع كتاب له في خدمة كتاب الله وتجد اخرين مقصرين مفرطين قد جعلوا كتاب الله وراء ظهورهم. فربنا قال عن اولئك المقصرين قال داعن فجزاؤهم بانهم كفروا باياتنا اي جزاء المشركين بحشرهم على وجوههم عميا وبركما وصما وادخال يعني وادخالهم جهنم وزيادتهم من عذابها هو بسبب كفرهم في الدنيا بايات الله تعالى وحججه وربنا جل جلاله لم يظلمهم ابدا بل ربنا جل جلاله يجازيهم بما يستحقون وقال واذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا. اي وبسبب قولهم انكارا لوقوع بعثهم يوم اي اذا صرنا في قبورنا عظاما بالية وترابا هل سيبعثنا الله بعد موتنا خلقا جديدا؟ اذا ربنا جل جلاله يحاسب ولما ذكروا ما يتشبثون به لانكار البعث رد عليهم بقوله الاية التاسع والتسعون اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم وجعل لهم اجلا وجعل لهم اجلا لا ريب فيه فابى الظالمون الا كفورا اولم يعلم هؤلاء المنكرون للبعث ان الله الذي خلق السماوات وخلق الارض على عظمهما قادر على ان ليخلط مثلهم فمن قدر على خلق ما هو عظيم قادر على خلق ما دونه وقد جعل الله لهم في الدنيا وقتا محددا تنتهي فيه حياتهم وجعل لهم اجلا لبعثهم. لا شك فيه ومع ظهور ادلة بعث ابى المشركون الا جحودا بالبعث مع وضوح ادلته اذا تأمل هذا الخطاب وكيف ان القرآن الكريم يريدنا ان نستعمل عقولنا بحيث نعقل بها الخير وننعقل بها عن الشر ونستعمل جميع النعم في مرات مثلها. قال او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم اي او لم ينظر هؤلاء المنكرون للبعث في علم ان الله الذي خلق السماوات والارض وابدعهما من العدم بقدرته على غير مثال سابق فهو الذي فطر السماوات والارض والسماوات والارض اعظم منهم انه سبحانه وتعالى قادر على اعادة خلقهم بعد ثناء اجسادهم فالقادر على خلق ما هو اكبر واعظم منكم اقدر على خلقكم بلا شك وجعل لهم اجلا لا ريب فيه. اي وجعل الله لموت المشركين وبعدهم يوم القيامة وقتا محددا لا شك في مجيئه فربنا قال جعل لكل انسان اجل وقد جعل لهذه الدنيا اجل فابى الظالمون الا كفورا. اي فابى المشركون الا جحودا وتكذيبا بوقوع بعثهم يوم القيامة وجحودا لنعمته عليهم وتماديا في عبادة غيره. ظلما منهم بعد قيام الحجة عليهم الاية في المئة قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي. اذا اكتم خشية الانفاق وكان الانسان قتورا قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين لو كنتم تملكون خزائن رحمة ربي التي لا تنفذ. ولا تنقضي. اذا لم تنعتم من انفاقها خوفا من نفاذها حتى لا تصبحوا فقراء ومن طبع الانسان انه بخيل الا ان كان مؤمنا فهو ينفق رجاء ثواب الله. تأمل اخي الكريم ان المؤمن ينفق رجاء ثواب الله ولا يريد جزاء في الدنيا من صاحبه ولا يريد المدح ولا يمن عليه ولا يؤذيهم ولا يسمع ولذلك المن والاذى في العطية باب من اخطر الابواب قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي اذا لامسكتم خشية الانفاق. اي قل يا محمد لهؤلاء المشركين لو انكم تملكوا كون ما يملكه الله من خزائن رزقه اذا لامسكتم عنان تعطوا منها لاحد شيئا خشية من الانفاق لماذا؟ لشدة بخلكم ولخوفكم من الفقر لنفاذ الخزائن مع انها لا تنفذ ابدا ثم بين ربنا السبب فقال وكان الانسان قتورا. اي وكان الانسان بخيلا ممسكا مضيقا قد طبع على البخل والشح فهو يبخل في الشيء الذي ينبغي عليه ان يعطيه ويكون شحيح بحيث يريد ان يأخذ ما ليس له ولما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين ما لقي من التكذيب جاءت تسليته بقصة موسى مع فرعون وقومه كما في الاية الحادية بعد المئة ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات فاسأل بنين السرائيل اذ جاءهم فقال له كونوا اني لاظنك يا موسى مسحورا ولقد اعطينا موسى تسع دلائل واضحة تشهد له وهي العصا واليد والسنون ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فاسأل ايها الرسول اليهود حين جاء موسى اسلافهم بتلك الايات فقال له فرعون اني لاظنك يا موسى رجلا مسحورا لما تأتي به من الغرائب وتأمل ان اصحاب العصيان يردون الحق بالباطل وربنا جل جلاله ارسل الانبياء والمرسلين ومعهم الايات التي تثبت صدقهم ولكن الذي يرد الايات يردها بالكلام الباطل ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات اي ولقد اتينا موسى تسعة معجزات. واضحات ودلائل قاطعات يبين صدقه وصحة نبوته ولكن هل امن فرعون لم يؤمن فرعون ولا قومه برسالة موسى مع كثرة هذه المعجزات التي اوتيها. ووضوحها قلت ذلك لو اجبنا هؤلاء الذين سألوك يا محمد تلك الايات المقترحة لما استجابوا ولا امنوا الا ان يشاء الله اذا لست اول رسول كذبه الناس رغم تأييده بالمعجزات فاسأل بني اسرائيل اذ جاءهم اي فاسأل يا محمد اليهود المعاصرين لك حين جاءهم موسى بالهدى والايات البينات فقال له فرعون اني لاظنك يا موسى مسحورا اي فقال فرعون لموسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال له عنادا ومكابرة اني لاظنك يا موسى قد سحرت فتأثر عقلك وفسد وصرت تهدي وتأتي بكلام مختلف الاية الثانية بعد المئة قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماء والارض بصائر بصير واني لاظنك يا فرعون مثبورا. قال موسى ردا عليه لقد ايقنت يا فرعون انه ما انزل هذه الايات الا الله رب السماوات والارض انزلهن دلالات على قدرته وعلى صدق رسوله ولكنك جحدت واني لاعلم انك يا فرعون هالك قاصد قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر اي قال موسى لفرعون لقد استيقنت يا فرعون ان هذه الايات التسع ما انزلها الا الله. رب السماوات والارض الذي لا يقدر على الاتيان بها احد سواه انزلها حججا واضحة تدل الناس على قدرة الله ووحدانيته وصدق رسالتي واني لاظنك يا فرعون مثبورا. اي واني لاظنك يا فرعون هالكا. ولذلك الثبور يطلق على الهلاك مرحبا الاية الثالثة بعد المئة معه جميعا فاراد فرعون ان يعاقب موسى وقومه باخراجهم من مصر فاهلكناه ومن كان معه من جنوده جميعا بالغرق فاراد ان يستفزهم من الارض اي فاراد فرعون ان يخرج بني اسرائيل من الارض بالقتل او بالطرد والابعاد منها فاغرقناه ومن معه جميعا اي فابرقنا فرعون في البحر ومن معه من الجنود اجمعين الاية الرابعة بعد المئة وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا وقلنا من بعد اهلاك فرعون وجنوده لبني اسرائيل اسكنوا ارض الشام فاذا كان يوم القيامة اتينا بكم جميعا الى المحشر للحساب وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض اي وقلنا لبني اسرائيل من بعد هلاك في فرعون اسكن الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا اي فاذا جاء وقت قيام الساعة جئنا بكم وبعدوكم من قبوركم الى موقف القيامة جماعات مختلطة من جهات واصناف شتى فنميز سعداءكم من اشقيائكم ونجازي كلا بعمله ولذلك الانسان يصبر في هذه الدنيا لانه يجازى وفي هذه الدنيا قد تذهب لنا حقوق عند اخرين نحاول اخذها اول وهلا ثم لا نستطيع. سنصبر ونحتسب ونعلم ان الله سبحانه وتعالى سيرد لنا ذلك جزاء وافرا يوم القيامة فعلى الانسان ان يصبر وان يحتسب من فوائد الايات الله تعالى هو المنفرد بالهداية والاطلال فمن يهده فهو المهتدي على الحقيقة ومن يضلله ويخذله فلا هادي له. اذا على الانسان ان يطلب الهداية من عند الله تعالى وان يراقب ربه دواما وان يسعى ان يكون على محاب الله تعالى وان يتوكل الانسان على ربه وقد يخذلك الناس بل قد يخذلك اقرب الناس اليه قد يخذلك اقرب الناس اليك فتوكل على الله والجأ الى الله سبحانه وتعالى واحتسب الاجر من عند الله تعالى. فاعبده وتوكل عليه ما هو الكفار ومستقرهم ومقامهم جهنم. كلما سكنت نارها زادها الله نارا تلتهب اذا ليعلم الانسان خطورة الموقف والانسان يمر تمر فيه مواقف ويوضع فيه مكان يقول لا اتحمل اذا عليك ان تتفكر هل ستتحمل نار جهنم فكر بها مليا واعمل لاجل الخلاص منها ومن سجنها وحرها ولا سبيل الى ان تتخلص منها الا ان تتخلص من سجن السيئات في هذه الدنيا احذر المعاصي واحذر السيئات فانها سبب لكل البليات وجوب الاعتصام بالله عند تهديد الطغاة والمستبدين وهذا كثيرا ما يحصل على الانسان ان يتوكل على ربه ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه الطغاة والمستبدون يلجأون الى استخدام السلطة والقوة عندما يواجهون اهل الحق لانهم لا يستطيعون مواجهتهم بالحجة والبيان فهذا شيء من اهل الباطل وعي الانسان ان يستخدم الحق دواما وان يكون مع الحق وان ينصر الحق وربنا جل جلاله ينصر اولياءه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم