بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ما بعد سورة الكهف تحدث عنها العلماء وصنفت فيها المصنفات وهي من اكثر السور قد صنفت بمصنفات مستقلة تكلم فيها العلماء ومما كتبه الدكتور عصام العويد فرج الله عنا وعنهم وعن امة الاسلام يقول في كل سبعة ايام تأوي اليها اي هذه السورة لتأمن من غوائل الفتن سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة. القرآن واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها اثر لاي فتنة. التوحيد وبينهما اربع فتن كبار فتنة الدين ونجاتها فيه واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا والمال ونجاتها في ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله ان ترني انا اقل منك مالا وولدا والعلم ونجاتها بالصبر والسلطة ونجاتها بالعدل هي كهفك من الفتن فؤوا اليها. ينشر لك ربك من رحمته انتهى كلامه وفقه الله تعالى هذه السورة سئلت قبل ايام. هل نقرأها في كل جمعة؟ قلت نعم نقرأها في كل جمعة او في كل اسبوع نعم الاحاديث الواردة في قراءتها يوم الجمعة فيها مقال وقد بحثها باحثون ولكن جاءت اثار كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين في قراءتها ايام الفتن فهذه السورة العظيمة تتحدث عن كبريات الفتن وفيها قوارب النجاة. فنسأل الله ان ينجينا من كل فتنة من مقاصد السورة بيان منهج التعامل مع الفتن فالانسان يحذر الفتن ويحذر السيئات التفسير الاية الاولى بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له وجاء الثناء بصفات الكمال والجلال وبالنعم الظاهرة والباطنة لله وحده الذي انزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم القرآن ولم يجعل لهذا القرآن اعوجاجا وميلا عن الحق اذا الاية الاولى كما قال ابن كثير حمد نفسه على انزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه فانه اعظم نعمة اي انزال القرآن اعظم نعمة يقول ابن ابن كثير فانه اعظم نعم انعمها الله على اهل الارض اذ اخرجهم به من الظلمات الى النور حيث جعله كتابا مستقيما لعبة جاية فيه ولا زيغة بل يهدي الى صراط مستقيم بينا واضحا جليا نذيرا للكافرين وبشيرا للمؤمنين اذا هذا هو القرآن الذي هو سبب جميع السعادات فربنا يقول الحمد لله انزل على عبده الكتاب وتعريف الكتاب للعهد اي الكتاب الكامل الغني عن الوصف بالكمال المعروف بذلك من بين الكتب الحقيق باختصاص اسم الكتاب به الحمد لله الذي انزل على عبده وفي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بعنوان العبودية تنبيه على عظمة المنزل والمنزل عليه كما تدل عليه الاضافة الاختصاصية ولذلك في سورة التكوير ذكر شرف سند القرآن فذكر ربنا الرسول الملكي والرسول بشيري. اذا اخواني القرآن هو الهادي الى ما فيه كمال العباد والداعي الى ما به ينتظم صلاح المعاش والميعاد وما احسن قول الطبري حين اجمل تفسير الاية الحمد لله الذي خص برسالته محمدا صلى الله عليه وسلم وانتخبه لبلاغها عنه فابتعثه الى خلقه نبيا مرسلا وانزل عليه كتابه قيما ولم يجعل له عوجا ولذلك السعيد الذي يقوم بهذا الكتاب ويبلغه للناس وفي التعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبد مضافا الى ظمير الجلالة تنبيه على بلوغه صلى الله عليه وسلم اعلى معارج العبادة وهذا تشريف اي تشريف واشعار بان شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون عبدا للمرسل لا كما زعمت النصارى في حق عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهذه السورة مع جميع السور المبدوءة بحمد الله تعالى نستذكر السبب في حمد الله تعالى فننظر هنا اذ رتب استحقاق الحمد على انزاله الكتاب تنبيها على انه اعظم نعم الله تعالى علينا ولماذا القرآن اعظم النعم؟ لانه الهادي الى ما فيه كمال العباد. والداعي الى ما به ينتظم صلاح المعاش والمعاد قال ولم يجعل له عوجا اي انزله على عبده والحال انه لم يجعل فيه اي نوع من الميل والزيغ عن الحق. والتناقض والاختلاف والخلل في الفاظه معانيه فاخباره صادقة واحكامه عادلة وهو اعظم المواعظ اذا قالوا هنا في التفسير القرآن ولم يجعل لهذا القرآن اعوجاجا وميلا عن الحق. طبعا العوج فقد الاستقامة والعوج الزيغ والانحراف. هذا الكتاب ليس فيه زيغ ولا فيه انحراف وهنا ربنا جل جلاله حمد نفسه لنتعلم كيف نحمد الله سبحانه وتعالى وربنا سبحانه وتعالى هو المحمود على كل حال له الحمد في الاولى والاخرة وهذا فيه تعليم العباد ان يفتتحوا كل امر مهم بحمد الله سبحانه وتعالى الاية الثانية قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا اه بل جعله مستقيما لا تناقض فيه ولا اختلاف ليخوف الكافرين من عذاب قوي من عند الله ينتظرهم ويخبر المؤمنين الذين يعملون الاعمال الصالحات بما يسرهم ان لهم ثوابا حسنا لا يدانيه ثواب اذا ربنا يقول قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان اجرا حسنا قيمة اي انزله مستقيما قائما على مصالح العباد في دينهم ودنياهم مهيمنا على سائر الكتب السابقة مصدقا لها وشاهدا بصحتها كما مر في سورة الاسراء ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم قيما لينذر بأسا شديدا سمى الله تعالى كتابه قيما ومن معانيها ان القرآن يقوم على امورك ويرعاها ويدلك على مصالحك كلها والشدة على الياء قيمة لها دلائل. اذا هذا القرآن فيه صلاح الدنيا والاخرة. فيه صلاح الانسان وصلاح اهله وصلاح الذرية وتأمل كم يأتي من هذا الفضاء القنوات الفضائية والخطوط الاثيرية والشبكات العنكبوتية فالنجاة منها ان نعلم ابناءنا هذا القرآن وان نجعلهم يتدبرون المعاني ويعملون بالايات لينذر بأسا شديدا من لدنه اي انزل الله القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لينذر الكافرين عذابا شديدا في الدنيا والاخرة يأتيهم من عند الله كما في سورة الانعام واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا اي وانزل الله القرآن على نبيه ليبشر المؤمنين بالله ورسوله وبكل ما يجب عليهم الايمان به وقد صدقوا ايمانهم بقيامهم بالاعمال الصالحة يبشرهم بان لهم ثوابا عظيما جميلا وهو الجنة ولذلك الجنة هي رحمة الله تعالى وانت بقراءة القرآن تستدر رحمة الله تعالى. نسأل الله ان يجعلنا جميعا من المرحومين الاية الثالثة ماكثين فيه ابدا خالدين في هذا الثواب ابدا فلا ينقطع عنهم ماركثين فيه ابدا ايه والحال انهم باقون في الاجر الحسن الذي اعده الله لهم. بلا زوال ولا انقطاع كما قال تعالى والذين امنوا والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا. ومن اصدق من الله قيلا وقال سبحانه يبشرهم ربهم برحمة منه. ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا. ان الله عنده اجر عظيم اذا تكفى هذا المعنى في كتاب الله تعالى لاننا في هذه الدنيا كل نعيم نتنعم به فله منغصات اما ان نرحل عنه واما ان يرحل عنا ولذلك الانسان يطلب نعيما لا يزول وهو نعيم الجنة. فهنا في هذه الاية الكريمة ماكثين فيه ابدا ولما يمر معنا خالدين فيها ابدا علينا ان نستذكر هذه النعمة العظيمة والانسان تكون له قوة في هذه الحياة ثم تضعف وهذا من رحمة الله ان قوانا تضعف حتى نعلم اننا نحور الى ربنا في عمل الانسان لاجل النعيم الذي يبقى ولاجل القوة التي لا تزل الاية الرابعة وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ويخوف اليهود والنصارى وبعض المشركين الذين قالوا اتخذ الله ولدا اي وينذر الكافرين الذين قالوا اتخذ الله لنفسه ولدا ماذا ينذره؟ ينذرهم عذابه الشديد في العاجل والاجل. ولذلك الذنوب والمعاصي لها اظرار في العاجل الاجل اذا القرآن الكريم قد اشتمل على كل عمل صالح موصل لما تستبشر به النفوس وتفرح به الارواح فعلى الانسان ان يهتم بكتاب الله تعالى فهذا الكتاب قيم ولا زيغ فيه وربنا جل جلاله لم يجعل له عوجا فهو كتاب عظيم يأخذك الى الاستقامة دوام يحصن الانسان فيه نفسه واهل بيته هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله