بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الاية الثانية والستون فلما جاوزا قال لفتاه اتنا غدا انا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا فلما تعديا ذلك المكان قال موسى عليه الصلاة والسلام لخادمه اتنا طعام الغدوة لقد لقينا من سفرنا هذا تعبا شديدا وتأمل ان الانسان به حاجة الى الطعام وهذا يدل على افتقاره لربه ومولاه وفي هذا حكم جليلة وفي الطعام الذي يصل الينا ونأكله نعم متعددة حتى وصل الينا وفيه نعم شرعية حينما يبدأ الانسان بقوله بسم الله ثم ينتهي بحمد الله فيه نعم جليلة الاية الثالثة والستون قال ارأيت اذ اوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال الغلام ارأيت ما حصل حين التجأنا الى الصخرة فاني نسيت ان اذكر لك امر الحوت وما انساني ان اذكره لك الا الشيطان فقد حي الحوت واتخذ له طريقا في البحر يحمل على التعجب وهذا من رحمة الله تعالى بعباده انه يريهم الايات والسعيد هو الذي يتعظ بهذه الايات التي يراها ويعظم ربه ويلجأ الى الله ويخشى ربه الاية الرابعة والستون قال ذلك ما كنا نبغى اثارهما قصصا قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لخادمه ذلك ما كنا نريد فهو علامة مكان العبد الصالح فرجع يتتبعان اثار اقدامهما لئلا يضيع لئلا يضيع عن الطريق حتى انتهي الى الصخرة ومنها الى مدخل الحوت اذا هي علامة واية ولذلك هذه العلامات الان التي نعرف بها الطرق هي من نعم الله علينا. فينبغي على العبد ان يستذكر كل نعمة انعم الله بها الاية الخامسة والستون فوجد عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من وعلمناهم اللدنا علما فلما وصل مكان فقد الحوت وجد عنده عبدا من عبادنا الصالحين وهو الخضر عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام اعطيناه رحمة من عندنا وعلمناه من عندنا علما لا يطلع عليه الناس وهو ما تضمنته هذه القصة فربنا جل جلاله يعلم من يشاء من عباده ما يشاء الاية السادسة والستون قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما انت رشدا قال له موسى في تواضع وتلطف هل اتبعك على ان تعلمني مما علمك الله من العلم ما هو رشاد الى الحق وفي هذا تعليم لكل من يتعلم من احد ان يطلب منه برفق ولين وثواب الاية السابعة والستون قال انك لن تستطيع معي صبرا قال الخبر انك من تطيق الصبر على ما تراه من علم لانه لا يوافق ما لديك من علم فربنا جل جلاله يحكم ما يشاء ويحكم ما يريد ويعلم من شاء من عباده ويأمر بما يشاء. فربنا له الخلق وله الامر والعبد مطالب بان ينفذ امر الله تعالى الاية الثامنة والستون وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا وكيف تصبر على ما ترى من الافعال التي لا تعلم وجه الصواب فيها لانك تحكم فيها بمبلغ علمك هذا ما توقعه الخبر وكان كما توقع الان التاسع والستون قال ستجدني ان الله صابرا ولا اعصي لك امرا قال موسى ستجدني ان شاء الله صابرا على ما ارى منك من افعال. ملتزما بطاعتك لا اعصي لك امرا امرتني به وهذا يدل على ان موسى كان متشرفا لاخذ العلم ولاجل الاستفادة وهكذا ينبغي على الانسان ان يكون ذا همة في طلب العلم الاية السبعون قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه وذكرى قال الخضر لموسى ان اتبعتني فلا تسألني عن شيء مما اقوم به حتى اكون انا البادئ وجهك هذا شرط والمسلمون على شروطهم الاية الحادية والسبعون انطلقا حتى اذا ركبا في السفينة خرقها قال اخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا امرا فلما اتفقا على ذلك انطلقا الى ساحل البحر حتى لقيا سفينة فركب فيها دون اجرة تكرمة للخضر فخرق الخضر السفينة بقلع لوح من الواحها فقال له موسى اخرقت السفينة التي حملنا اهلها فيها بغير اجرة رجاء ان تغرق اهلها لقد اتيت امرا عظيما الاية الثانية والسبعون. قال الم اقل انك لن تستطيع معي صبرا قال الخضر لموسى الم اقل انك لن تضيق معي صبرا على ما ترى هنا ذكار في هذه المرة الاية الثالثة والسبعون قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا قال موسى للخضر لا تؤاخذني بسبب تركي لعهدك نسيانا ولا تضيق علي وتشدد في صحبتك. باعتبار ان امر النسيان امر معفو الاية الرابعة والسبعون فانطلقا حتى اذا لقيا غلاما فقتله قال اقتلت نفسك زكية بغير نفس قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا فانطلقا بعد نزولهما من السفينة يمشيان على الساحل فابصر غلاما لم يبلغ الحلم يلعب مع غلمان فقتله الخضر فقال له موسى اقتلت نفسا طاهرة لم تبلغ الحلم دونما ذنب لقد اتيت امرا منكرا وهنا قد انكر عليه لان الامر في طاهره اشدة. لكن الباطل لم يكن موسى يعلمه من فوائد الايات استحباب كون خادم الانسان ذكيا فطنا كيسا ليتم له امره الذي يريده فالانسان يختار ومع ذلك على الانسان ان يحسن الى الخادم وان يحسن للعامل وكلما ترفق الانسان مع الضعفاء كلما ارتفع عند الله ان المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به وان الموافقة لامر الله يعان ما لا يعان غيره. يعني الشيء الموافق لامر الله يعاني فيه الانسان ما لا يعان غيره وكلما كان الانسان على الجادة كلما اعين التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم اياه الطف خطاب. ينبغي على الانسان ان يكون رفيقا مع الجميع. والمعلم له خصوصية النسيان لا يقتضي المؤاخذة ولا يدخل تحت التكليف ولا يتعلق به حكم فامر النسيان امر مختلف تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه وان كان دونه في العلم بدرجات كثيرة. يعني على الانسان ان يتعلم حتى لو تتعلم ممن هو اصغر منك اذا كنت في علم لا تعلمه حتى وان كنت متميزا بعدة علوم اضافة العلم وغيره من فضائل الله تعالى. والاقرار بذلك. والشكر لله عليها. فربنا جل جلاله هو العالم وهو الذي يعلم عباده والاسلام مهما تعلم فهو مفتقر الى تعليم الله اياه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته