الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم يوم الدين قال الامام القرطبي رحمه الله تعالى قوله تعالى وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو فيه سبع مسائل الاولى قوله تعالى وقلنا اهبطوا حذيفت الالف منهبطوا في اللفظ. لانها الف وصل. وحذفت الالف من قلنا في اللفظ لكونها وسكون الهاء بعدها لسكونها وسكون الهاء بعدها ورواه محمد بن المصفى عن ابي حيوة ضم الهاء في اهبطوا وهي لغة يقويها انه غير متعد والاكثر في غير المتعدي ان يأتي على يفعل والخطاب لادم وحواء والحية والشيطان. في قول ابن عباس وقال الحسن ادم وحوا والوسوسة وقال مجاهد والحسن ايضا بنو ادم وبنو ابليس والهبوط النزول من فوق الى اسفل اهبط ادم بسرنديب في الهند في جمل يقال له بوذ ومعه ريح الجنة فعلق بشجرها واوديتها فامتلأ ما هناك طيبا ومن ثم يؤتى بالطيب من ريح ادم عليه السلام وكان السحاب يمسح رأسه فاصلع فاورث ولده الصلع وفي البخاري عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله ادم وطوله ستون ذراعا هذا الذي ذكره عن ادم وانه هبوطه بالهند يكاد المؤرخون يتفقون عليه ولكن بالتفصيل الذي ذكره ومروني في الاسرائيليات ولا يثبت سندا كونه يؤتى بالطيب من الهند هذا صحيح. وهذا الواقع من الهند وما والاها من البلدان في شرق اسيا نعم واخرجه مسلم وسيأتي وفي البخاري عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم خلق الله ادم بطوله ستون ذراعا واهل الجنة كما جاء في الاحاديث والاثار طولوا طول ابيهم ستون ذراعا والعرض سبعة يا اهل الجنة هذا وارد في المسند وغيره نعم واهبطت حواء بجدة وابليس بالاظلة والحية ببيسان وقيل بسجستان وسيستان اكثر بلاد الله حيات ولولا العربد الذي يأكلها ويفني كثيرا منها لاخلي السجستان من اجل الحيات ابو الحسن المسعودي المسعودي صاحب التاريخ تاريخه من اشهر التواريخ للمؤرخين به عناية ولا يخلو من تشيع مسعودي لا يخلو من تشيع لكنه من ضمن التواريخ التي ينقل منها ولا يصدق كل ما فيها لا تقبلن من التواريخ كلما كتب الرواة وخط كل بنان المؤرخون ينقلون ينقلون ما يجدون نعم الثانية قوله تعالى بعضكم لبعض عدو بعضكم مبتدأ وعدو خبره والجملة في موضع نصب على الحال والتقدير وهذه حالكم وحذفت الواو من بعض من وبعضكم لان في الكلام عائدا كما يقال رأيتك السماء تمطر عليك والعدو والسماء تمطر عليك اول حال حذفت لوجود الرابط بدونها نعم والعدو خلاف الصديق وهو من عدا اذا ظلم وذئب عدوان يعدو على والعدوان الظلم الصراح وقيل هو مأخوذ من المجاوزة من قولك لا يعدوك هذا الامر اي لا يتجاوزك وعداه اذا جاوز هو لا يتعداك الى غيرك هذا الامر لا يتعداك الى غيره وعداه اذا جاوزه فسمي عدوا لمجاوزة الحد في مكروه صاحبه ومنه العدو بالقدم لمجاوزة الشيء والمعنى ان متقاربان فان من ظلم فقد تجاوز قلت وقد حمل بعض العلماء قوله تعالى بعضكم لبعض عدو على الانسان نفسه وفيه بعد وان كان صحيحا معنى. لان الانسان قد يظلم نفسه ظلم الانسان لنفسه اذا عصى الله جل وعلا فقد ظلم نفسه لانه عرضها للانتقام من الله جل وعلا. نعم يدل عليه قوله عليه السلام ان العبد اذا اصبح تقول جوارحه للسانه اتق الله فينا فانك اذا استقمت استقمنا. وان اعوججت اعوججنا فان قيل كيف قال عدو ولم يقل اعداء ففيه جوابان احدهما ان بعضا وكلا يخبر عنهما بالواحد على اللفظ وعلى المعنى وذلك في القرآن اللفظ مفرد. بعظ وان كان يشتمل على افراد نعم وذلك في القرآن. قال الله تعالى وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. على اللفظ وقال تعالى وكل اتوه داخلين على المعنى والجواب الاخر ان عدوا يفرد في موضع الجمع. قال الله عز وجل وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا. بمعنى اعداء. وقال تعالى يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو وقال ابن فارس العدو اسم جامع للواحد والاثنين. والثلاثة والتأنيس. وقد يجمع الثالثة والامثلة آآ من القرآن موجودة وذكر المؤلف منها ما ذكر من حيث ان العدو والبعض يطلق على الواحد وعلى الاثنين والجمع نعم الثالثة لم يكن اخراج الله تعالى ادم من الجنة واهباطه منها عقوبة له. لانه اهبطه بعد ان تاب عليه وقبل توبته وانما اهبطه اما تأديبا واما تغليظا للمحنة والصحيح في اهباطه وسكناه في الارض ما قد ظهر من الحكمة الازلية في ذلك وهي نشر نسله فيها ليكلفهم ويرتب على ذلك ثوابهم وعقابهم الاخروي الجنة والنار ليستا بدار تكليف. فكانت تلك الذنب المتوعد عليه بالعقوبة قبل التوبة يستحق عليه العقوبة قد يكون اخراجه من سنة عقوبة له قبل ان يتوب ثم بعد ان تابع تاب الله عليه واجتباه واداه واصطفاه حصل له ما حصل من الحكم والمنافع التي من اجلها اهبط نعم فكانت تلك الاكلة سبب اهباطه من الجنة. ولله ان يفعل ما يشاء. وقد قال اني جاعل في الارض خليفة وهذه منقبة عظيمة وفضيلة كريمة شريفة وقد تقدمت الاشارة اليها مع انه خلق من الارض وانما قلنا انما اهبطه بعد ان تاب عليه. لقوله ثانية قل له اهبطوا. وسيأتي الرابعة قوله تعالى ولكم في الارض مستقر. ابتداء وخبر اي موضع استقرار. قال اهو ابو العالية ابن زيد وقال السدي مستقر يعني القبور قلت وقول الله تعالى جعل لكم الارض قرارا يحتمل المعنيين قالوا مستقر ومستودع مستقر ومستودع المستقر وجه الارض وسطحها والمستودع هو القبر وهنا يقول مستقر يعني القبور قلت وقول الله تعالى جعل لكم الارض قرارا يحتمل المعنيين والله اعلم الخامسة قوله تعالى ومتاع المتاع ما يستمتع به من اكل ولبس ايات وحديث وانس وغير ذلك ومنه سميت متعة النكاح. لانها يتمتع بها وانشد سليمان بن عبدالملك حين وقف على قبر ابنه ايوب اثردفن اثر دفنه وقفت على قبر غريب بقفرة متاع قليل من حبيب مفارق السادسة قوله تعالى الى حين اختلف المتأولون في الحين على حسن بن علي لما طلق زوجتين وبعث بالمتاع مع الساعي الواسطة قال انظر ما يقول كل واحد عشرة الاف انظر ما تقول كل واحدة قال اعطيت واحدة ما قالت شيء اخذت المال وسكتت السوق الثاني قالت متاع قليل من حبيب مفارق يعني هذا هذا شرط الان ما هي بشيء بالنسبة لها مطلق اختلف المتأولون في الحين على اقوال وقالت فرقة الى الموت. وهذا قول من يقول المستقر هو المقام في الدنيا وقيل الى قيام الساعة وهذا قول من يقول المستقر هو القبور. وقال الرفيق الى اجل والحين الوقت البعيد حينئذ تبعيد من قولك الان قال خويلد ابي الرماد عظيم القدر جفنته حين الشتاء كحوظ المنهل اللقذي لقف الحوض لقفا اي تهور من اسفله واتسع وربما ادخلوا عليه التاء. قال ابو وجزة العاطفون فحينما من عاطف والمطعمون زمان اين المطعم والحين ايضا استبعاد ما في احد يطعم لكن هؤلاء صفتهم انهم مطعمون في هذا الحين الوقت والظرف الشديد نعم والحين ايضا المدة ومنه قوله تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر والحين الساعة قال الله تعالى او تقول حين ترى العذاب. قال ابن عرفة الحين القطعة من الدهر كالساعة فما فوقها وقوله فذرهم في غمرتهم حتى حين. اي حتى تفنى اجالهم ومنه قول وقوله تعالى تؤتي اكلها كل حين. اي كل سنة وقيل بل كل ستة اشهر وقيل بل غدوة وعشيا قال الازهري وهذا يختلف اختلاف الاشجار باختلاف النباتات منها ما يؤتي اكله كل سنة ومنها ما يؤتي اكله كل ستة اشهر ومنها ما يؤتي كل في اقل من ذلك منها ما يؤتي اكله باكثر من ذلك كالحبل بعض من يحمل تسعة اشهر وهذا في بني ادم كثير منهم من يزيد على ذلك ومنهم من يقصر والدواب منها ستة اشهر ومنها السنة ومنها ما هو اكثر من ذلك نعم قال الازهري الحين اسم كالوقت يصلح لجميع الازمان كلها طالت او قصرت والمعنى انه ينتفع بها في كل وقت. ولا ينقطع نفعها البتة قال والحين يوم القيامة والحين الغدوة والعشية قال الله تعالى سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ويقال عاملته محاينة من الحين واحينت بالمكان اذا اقمت به حين وحان حين كذا اي قرب قالت بثينة وان سلوي عن جميل لساعة من الدهر ما حانت ولا حان حينها السابعة لما اختلف اهل اللسان في الحين اختلف اختلف فيه ايضا علماؤنا وغيرهم فقال الهراء الحين حينان حين لا يوقف على على حده والحين الذي ذكر الله جل ثناؤه تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ستة اشهر قال ابن العربي الحين المجهول لا يتعلق به حكم والحين المعلوم هو الذي هو الذي تتعلق به الاحكام ويرتبط به التكليف واكثر المعلوم سنة ومالك يرى في الاحكام والايمان اعم الاسماء والازمنة والشافعي يرى العرب الحين قد يكون امده قريب وقد يكون امده بعيد مثل الساعة تحدث ساعة الساعة قد تكون دقائق يعني مدة وقد تكون اكثر من ساعة ساعتين او ثلاث يعني مدة من الزمن الساعة المحددة التي عندنا بستين دقيقة لا والشافعي يرى الاقل وابو حنيفة توسط فقال ستة اشهر ولا معنى لقوله لان المقدرات عنده لا تثبت قياسا وليس فيه نص عن صاحب الشريعة. وانما المعول على المعنى بعد معرفة مقتضى اللفظ لغة ومن نذر ان يصلي حينا فيحمل على ركعة عند الشافعي. لانه اقل النافلة قياس على ركعة الوتر وقال مالك واصحابه اقل الناهلة ركعتان فيتقدر الزمان بقدر الفعل وذكر ابن خويزمداد في احكامه ان من حلف الا يكلم فلانا حين او لا يفعل كذا حين ان الحين سنة قال واتفقوا في الاحكام ان من حلف الا يفعل كذا حينا او لا يكلم فلانا حين ان الزيادة على سنة لم تدخل في يمينه قلت هذا الاتفاق انما هو في المذهب قال مالك رحمه الله من حلف الا يفعل شيئا الى حين او زمان او دهر فذلك كله سنة وقال عنه ابن وهب لانها تشتمل على جميع الفصول تشتمل على جميع الفصول يحمل على السنة نعم وشو عند التطبيق. اذا حلف كذا حينا نوى شيء وقت محدد. ولا ولا جرى العرف بتنزيل اللفظ على زمن محدد لابد ان انتهى فيه لا شيء نعم وقال عنه نوة انه شك في الدهر ان يكون سنة وحكى ابن المنذر عن يعقوب وابن الحسن ان الدهر ستة اشهر عن ابن عباس واصحاب الرأي وعكرمة وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبيده في قوله تعالى تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. انه ستة اشهر وقال الاوزاعي وابو عبيد الحين ستة اشهر وليس عند الشافعي في الحين وقت معلوم ولا للحين غاية قد يكون الحين عنده مدة الدنيا وفي الدهر ابلغ اذا قيل تهرا لمدة طويلة جدا نعم وقال لا نحنثه ابدا. والورع ان يقضيه قبل انقضاء يوم وقال ابو ثور وغيره الحين والزمان على ما تحتمله اللغة يقال قد جئت من حين ولعله لم يجئ من نصف يوم قال الطبري الشافعي وبالجملة الحين له مصارف ولم يرى الشافعي تعيين محمل من هذه المحامل لانه مجمل لم يوضع في اللغة لمعنى معين وقال بعض العلماء في قوله تعالى يحمل عليه ما ينويه المتكلم المتحدث ماذا تقصد بالحين؟ ماذا تقصد بالدهر له قصد معين حمل عليه وان كان العرف يحمل على شيء اولى ما يحمل عليه وقال بعض العلماء في قوله تعالى الى حين فائدة فائدة بشارة الى ادم عليه السلام ليعلم انه غير باق فيها. ومنتقل الى الجنة التي وعد بالرجوع اليها وهي لغير ادم دالة على المعاد فحسب والله اعلم لان غيرهم بني ادم ما بشر لكن من بشر في الجنة من ضمنت له الجنة كالرسل والانبياء والعشرة ومن جاء النص في بشارته يكون حكمه حكم ادم الى حين الى وقت رجوعك الى ما وعدت اليه نعم قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه. انه هو التواب الرحيم قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فيه ثمان مسائل الاولى قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات تلقى قيل معناه فهم وفطن وقيل قبل واخذ وكان عليه السلام يتلقى الوحي من يستقبله ويأخذه ويتلقفه نقول خرجنا نتلقى الحجيج اي نستقبلهم وقيل معنى تلقى تلقن منه ومنه التلقي الركبان الذي جاء النهي عنه في البيع استقبالهم نعم وقيل معنى تلقى تلقن. وهذا في المعنى صحيح ولكن لا يجوز ان يكون التلقي من التلقن في الاصل لان احد الحرفين انما يقلب ياء اذا تجانسا مثل تظن من تظن وتقصى من تقصص ومثله تسريت من تسررت وامليت من ام لملت وشبه ذلك ولهذا لا يقول تقبل من قال ولهذا لا يقال من تقبل ولا تلقى من تلقن اعلم وحكى مكي انه الهمها فانتفع بها وقال الحسن قبول ابن ابي طالب ابو طالب وش اسمه له مؤلفات مطبوعة ما نبي من الجوال ما نبي من الجوال مقيد لكن ابو طالب اسمه عارف انه بعيد عنكم قليل الورود ذكره شوي كتب غير متداولة بعد اسمه حموش وقال الحسن قبوله قبولها تعلمه لها وعمله بها الثانية واختلف اهل التأويل في الكلمات. فقال ابن عباس والحسن وسعيد ابن جبير هو مجاهد هي قوله ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وعن مجاهد ايضا سبحانك اللهم لا اله الا انت ربي ظلمت نفسي فاغفر لي انك انت الغفور الرحيم وقالت طائفة رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع بذلك هي الكلمات وقالت طائفة المراد بالكلمات البكاء والحياء والدعاء وقيل الندم والاستغفار والحزن قال ابن عطية وهذا يقتضي ان ادم عليه السلام لم يقل شيئا الا الاستغفار المعهود وسئل بعض السلف عما ينبغي ان يقوله المذنب فقال يقول ما قاله ابواه ربنا ظلمنا انفسنا الاية وقال موسى ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي وقال يونس لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وعن ابن عباس ووهب ابن ووهب ابن منبه ان الكلمات سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي. انك خير الغافرين. سبحانك اللهم وبحمدك لا لا اله الا انت عملت سوءا وظلمت نفسي فتوب علي انك انت التواب الرحيم وقال اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله استغفروا لذنوبهم وقال محمد ابن كعب هي قوله لا اله الا انت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي. انك انت التواب الرحيم. لا اله الا انت سبحانك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني. انك انت الغفور الرحيم. لا اله الا انت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي. فارحمني انك ارحم الراحمين وقيل الكلمات قوله حين عطس الحمدلله والكلمات جمع كلمة. والكلمة تقع على القليل والكثير. وقد تقدم الالفية مالك وكلمة فيها كلام قد يؤم ان يقصد الكلام وهي كلمة وحدة اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة التوحيد لا اله الا الله وهي كلمات نعم الثالثة قوله تعالى فتاب عليه اي قبيل توبته او وفقه للتوبة. وكان ذلك في يوم عاشوراء في يوم جمعة على ما يأتي بيانه ان شاء الله تعالى وتاب العبد رجع الى طاعة ربه. وعبد تواب كثير الرجوع الى الطاعة واصل التوبة الرجوع يقال تاب وثاب واب واناب رجع الرائعة ان قيل لم قال عليه ولم يقل عليهما وحواء مشاركة له في الذنب وقد قال ولا تقربا هذه الشجرة وقالا ربنا ظلمنا انفسنا الجواب ان ادم عليه السلام لما خوطب في اول القصة بقوله اسكن خصه بالذكر للتلقي فلذلك كملت القصة بذكره وحده وايضا لان المرأة حرمة ومستورة فاراد الله الستر لها. ولذلك لم يذكرها في معصيتي في قوله وعصا ادم ربه فغوى وايضا لما كانت المرأة تابعة للرجل في غالب الامر لم تذكر كما لم يذكر فتام موسى مع موسى في قوله الم اقل لك وقيل انه دل بذكر التوبة عليه انه تاب عليها اذ امرهما سواء قاله الحسن وقيل انه مثل قوله تعالى واذا رأوا تجارة او لهوا اليها اي التجارة لانها كانت مقصود القوم فاعاد الضمير عليها ولم يقل اليهما والمعنى متقارب وقال الشاعر رماني بامر كنت منه ووالدي بريئا ومن فوقي رماني بريئان وفي التنزيل والله ورسوله احق ان يرضوه فحذف اجازا واختصارا الخامسة قوله لان رضا الرسول من رضا الله جل وعلا رضى الرسول تابع لرضى الله جل وعلا نعم الخامسة قوله تعالى انه هو التواب الرحيم وصف نفسه سبحانه وتعالى بانه التواب وتكرر في القرآن معرفا ومنكرا واسما وفعلا وقد يطلق على العبد ايضا تواب. قال الله تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين قال ابن العربي ولعلمائنا في وصف الرب بانه تواب ثلاثة اقوال احدها انه يجوز في حق الرب سبحانه وتعالى. فيدعى به كما في الكتاب والسنة لا يتأول وقال اخرون هو وصف حقيقي نوعه من حال المعصية الى الى حال الطاعة وقال اخرون توبة الله على العبد. قبوله توبته وذلك يحتمل ان يرجع الى قوله سبحانه وتعالى قبلت توبتك وان يرجع الى خلقه الانابة والرجوع في قلب المسيء واجراء الطاعات على التوفيق من الله جل وعلا توفيق من الله جل وعلا للعبد بان يلهمه التوبة يوفقه يوفقه اليه اما خلق التوبة والانابة في قلبه العبد هذا من اساليب الاشاعرة نعم وجراء الطاعات على جوارحه الظاهرة السادسة لا يجوز ها ولا يتاهون المهم ما يضاف الى الله جل وعلا يعتقد على لفظه ما يتأول السادسة لا يجوز ان يقال في حق الله تعالى تائب اسمها فاعل من تاب يتوب. لانه ليس لنا اطلق عليه من الاسماء والصفات الا ما اطلقه هو على نفسه او نبيه عليه السلام او جماعة المسلمين يعني ما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع وان كان في اللغة جاء وان كان في اللغة محتملا جائزا هذا هو الصحيح في هذا الباب. على ما بيناه في الكتاب الاسمى في شرح اسماء الله الحسنى قال الله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار. وقال وهو الذي يقبل التوبة عن عباده. وانما قيل لله عز وجل تواب. لمبالغة الفعل وكثرة قبوله عباده لكثرة من يتوب اليه. السابعة اعلم انه ليس لاحد قدرة على خلق التوبة. لان الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بخلق الاعمال خلافا للمعتزلة ومن قال بقولهم وكذلك ليس لاحد ان يقبل توبة من اسرف على نفسه. ولا ان يعفو عنه قال علماؤنا وقد كفرت اليهود والنصارى بهذا الاصل العظيم في الدين اتخذوا احضارهم ورهبانهم اربابا من دون الله جل وعز وجعلوا لمن اذنب ان يأتي الحبر او الراهب فيعطيه شيئا ويحط عنه ذنوبه افتراء على الله قد ظلوا وما كانوا مهتدين. وعندهم ما يسمى صكوك الغفران عند الاحبار والرهبان صكوك يعطونا من اذنب في مقابل المال الثامنة فرأى ابن كثير وتلقى ادم من ربه كلمات والباقون برفع ادم ونصب كلمات والقراءتان ترجعان الى معنى لان ادم اذا الكلمات فقد تلقته وقيل لما كانت الكلمات هي المنقذة لادم بتوفيق الله تعالى بتوفيق الله تعالى له لقبوله اياها ودعائه بها كانت الكلمات فاعلة وكأن الاصل على هذه القراءة وتلقت ادم من ربه كلمات لكن لما بعد ما بين المؤنث وفعله حسن حذف علامة التأنيث. وهذا كان المؤنث اذا كان الفاعل مؤنث حقيقي متصل بالفعل وجب تأنيث الفعل واذا كان المؤنث حقيقي الفاعل مؤنث حقيقي وفصل بينه وبين فعله جاز. التأنيث والتذكير واذا كان المؤن الفاعل مؤنث غير حقيقي تعبروا عنه بالمجازي جاهزة التأنيث ما لم يكن الفاعل ظمير يعود الى مؤنث سواء كان حقيقي او مجازي وطلع الشمس وتقول طلعت الشمس واما اذا قلت الشمس طلعت لابد من التأنيث نعم قال فلانة حكى سيبويه قال فلانة وكل قاعدة لها ما يخرج عنها نعم وهذا اصل يجري في كل القرآن والكلام اذا جاء فعل المؤنث بغير علامة ومنه قولهم حضر القاضي اليوم امرأة وقيل ان الكلمات لما لم يكن لما لم يكن تأنيثه حقيقيا حمل على معنى الكلم فذكر وقرأ الاعمش ادم من ربه مدغمة وقرأ ابو نوفل بن وقرأ ابو نوفل بن ابي عقرب انه بفتح الحمزة على معنى لان لون القراء نوفل ابن ابي عقرب ابو نوم ابو نوفل ابن ابي عقرب القراء معروف منهم لكن اذا جاء شخص بقول ينفرد به حسن التنبيه عليه نعم وكسر الباقون على الاستئناف واضغم الهاء في الهاء ابو عمرو وعيسى وطلحة فيما حكى ابو حاتم عنهم. ابو حاتم ايش من ابو حاتم يا شيخ؟ ما هو بالرازي صاحب الحديث ابو حاتم بن حبان اللغة ابو حاتم السجستاني لغوي نعم وقيل لا يجوز لان بينهما واوا في اللفظ لا في الخط قال النحاس اجاز سيبويه ان ان تحذف هذه الواو وانشد له زجل كأنه صوت حاد اذا طلب الوسيقة او زمير على هذا يجوز الادغام وهو رفع بالابتداء والتواب خبره والجملة خبر ان ويجوز ان يكون هو توكيدا للهاء. ويجوز ان تكون فاصلة على ما تقدم وقال سعيد بن جبير لما اهبط ادم الى الارض لم يكن فيها شيء غير النسر في البر والحوت في البحر وكان النسر يأوي الى الحوت فيبيت عنده. فلما رأى النسر ادم قال يا حوت لقد اهبط اليوم الى الارض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه فقال الحوت لان كنت صادقا ما لي منه في البحر منجى ولا لك في البر منه مخلص قوله تعالى الان في هذه القصة خوفهم من ادم انهم لا ينجون منه لا في البر ولا في الجو ولا في البحر حقيقي ايش معناها في البحر يصيدونه لكن كلهم منجى شو شو ؟ ما خلى التعميم صعب ما لكم منجا ولا مخلص ولا في البر مخلص. صحيح انه ابن ادم سلط على هذه الاشياء وصلهم الظرر منه ما ينجو احد وقال الحوت لان كنت صادقا ما لي منه في البحر منجى ولا لك في البر منه مخلص يعني ما ينجو شيء في البحر ولا في البر كانوا قصد الجنس جنس النجاة وجنس المخلص موجود هذا ان كان الكل العنجول ولا في البر الا يخلصون خلص الكثير من اجل الكثير لكن وش اصل هذه القصة؟ سعيد ابن جبير وجهه ابو نعيم في الحلية الخبر على انه مقطوع من رواية محمد بن حميد الرازي وضعيف بن عبدالله الخمي عن جعفر بن ابي المغيرة امي عن سعيد بن جبير وجعفر هذا ليس بالقوي سعيد بن جبير في سعيد بن جبير المقصود ان الخبر ليس بذاك قوله تعالى قوله تعالى قل اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قوله تعالى قل نهبط كرر الامر على جهة التغليظ على جهة التغليظ وتأكيده كما تقول لرجل قم قم وقيل كرر الامر لما علق بكل امر منهما حكما غير حكم الاخر تعلق بالاول العداوة البيت اللي فيه تأكيد اللفظي احبس احبسي اتاك اللاحقون المقصود ان تأكيد اللفظي موجود نعم ايه فعلق بالاول العداوة وبالثاني اتيان الهدى وقيل الهبوط الاول من الجنة الى السماء. والثاني من السماء الى الارض. وعلى هذا يكون في فيه دليل على ان الجنة في السماء السابعة كما دل عليه حديث الاسراء على ما ياتي جميعا نصب على الحال وقال وهب ابن منبه لما هبط ادم عليه السلام الى الارض قال ابليس للسباع ان هذا عدو لكم فاهلكوه. فاجتمعوا وولوا امرهم الى الكلب وقالوا انت اشجعنا وجعلوه رئيسا فلما رأى ذلك ادم عليه السلام تحير في ذلك فجاءه جبريل عليه السلام وقال له امسح يدك على رأس الكلب ففعل فلما رأت السباع ان الكذب ان الكلب الف ادم تفرقوا واستأمنه الكلب فامنه ادم. فبقي معه ومع اولاده وقال الترمذي الحكيم نحو هذا وان ادم عليه السلام لما اهبط الى الارض جاء سئل السباع فاشلاهم على ادم ليؤذوه وكان اشدهم عليه الكلب فاميت فؤاده. فروي في الخبر ان جبريل عليه السلام امره ان يضع يده على رأسه فوضعها فاطمئن اليه والفه. فصار ممن يحرسه ويحرس ولده ويألفهم ويموت فؤاده بفزع من الادميين فلو رمي بمدر ولى هاربا ثم يعود الفا لهم. ففيه شعبة من ابليس وفيه شعبة من مسحة ادم عليه السلام. فهو بشعبة ابليس ينبح ويهز ويعدوا على الارض وبمسحة يهزه. عندك ساعي او يهروا يهروا فهو بشعبة ابليس ينبح ويهر ويهر ويعدو على الادمي وبمسحة ادم مات فؤاده حتى ذل وانقاد والف به وبولده يحرسهم ولهثه على كل احواله. من موت فؤاده. ولذلك شبه الله سبحانه وتعالى العلماء السوء بالكلب على ما ياتي بيانه في الاعراف ان شاء الله تعالى ونزلت عليه تلك كمثل الكحل تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث اعوذ بالله ونزلت عليه تلك العصا التي جعلها الله اية لموسى. فكان يطرد بها السباع عن نفسه قوله تعالى فاما يأتينكم مني هدى اختلف في في معنى قوله هدى. فقيل كتاب الله قاله السجن قاله السدي وقيل التوفيق للهداية وقالت فرقة الهدى الرسل وهي الى ادم من الملائكة والى بنيه من البشر. كما جاء في حديث ابي ذر الاجر وفي قوله مني اشارة الى ان افعال العباد خلق لله تعالى خلافا للقدرية وغيرهم كما تقدم وقرأ الجحدري هدي وهو لغته ليل يقولون هدي وعصي ومحي وانشده النحويون لابي ذئب يرثي بنيه سبقوا هويا واعنقوا لهواهم وتخرم ولكل جنب مصرع قال النحاس وعلة هذه اللغة عند الخليل وسيبويه ان سبيل ياء الاضافة ان يكسر وما قبلها فلما لم يجز ان تتحرك الالف ابدلت ياء وادغمت وما في قوله اما زائدة على ان التي علاء التي للشر. شاهدوا للبيت سبقوها واياكم مرة مشى واحد ابن عقيل وغيره من الشواهد. ايه من ها لماذا ولد في جروح الالفية نفس الشاهد هنا هوية هوية وما في قوله اما زائدة على ان التي للشرط وجواب الشرط الفاء مع الشرط الثاني في قوله فمن تبع ومن في موضع رفع بالابتداء وتبع في موضع جزم بالشرط فلا خوف جوابه قال سيبويه الشرط الثاني وجوابه هما جواب الاول الشرط الاول وقال الكسائي فلا خوف عليهم. جواب الشرطين جميعا قوله تعالى ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون الخوف هو الزعر. ولا يكون الا في المستقبل وخاوفني فلان فخفته اي كنت اشد خوفا منه والتخوف التنقص ومنه قوله تعالى او يأخذهم على تخوف وقرأ الزهري والحسن وعيسى ابن عمر وابن ابي عمر نعم عيسى بن عمر وابن ابي اسحاق ويعقوب فلا خوف بفتح بفتح الفاء على التبرئة يعني على ان نافية للجنس فلا خوف نافية للوحدة والاختيار عند لا حول ولا قوة نعم والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين عن الابتداء. لان الثاني معرفة لا يكون فيه الا الرفع الجنسية لا تدخل الا على نكرة لا حول ولا قوة لان لا لا تعمل في معرفة فاختاروا في الاول الرفع ايضا ليكون الكلام من وجه واحد ويجوز ان تكون لا في قولك فلا خوف بمعنى ليس والحزن والحزن ضد السرور. ولا يكون الا على ماض وحزن الرجل بالكسر فهو حزن وحزين واحزنه غيره وحزنه ايضا. مثل اسلكه وسلكه ومحزون بني عليه قال اليزيدي وزنه لغة قريش واحزنه لغة تميم وقد قرأ بهما واحتزن وتحزن بمعنى والمعنى في الاية فلا خوف عليهم فيما بين ايديهم من الاخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا وقيل في وقيل ليس فيه دليل على نفي اهوال يوم القيامة وخوفها على المطيعين لما وصفه الله تعالى ورسوله من شدائد القيامة الا انه يخففه عن المطيعين واذا صاروا الى رحمته فكأنهم لم يخافوا والله اعلم الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن والحزن معنى الواحد نعم قوله تعالى والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون قوله تعالى والذين كفروا اي اشركوا لقوله وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار الصحبة الاقتران بالشيء في حالة ما في زمان ما. فان كانت الملازمة والخلطة فهي كمال الصحبة. وهكذا هي صحبة اهل النار لها وبهذا القول ينفك الخلاف في تسمية الصحابة رضي الله عنهم اذ مراتبهم متباينة على ما نبينه في براءة ان شاء الله. وباقي الفاظ الاية تقدم معناها والحمدلله الحمد لله اللهم صلي وسلم