بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. متبعا باحسان الى يوم الدين. بعون الله تعالى الدرس السابع عشر من التعليق على حماسة بتمام. وقد وصلنا الى قول المؤلف رحمه الله تعالى وقال معدان بن جواس الكندي. معدان هذا شاعر مخضرم والشعراء المخضرمون هم الذين عاشوا في الجاهلية والاسلام. كحسان ابن ثابت رضي الله تعالى عنه فانه شاعر مخدر لانه قال الشعر في الجاهلية وقاله في الاسلام كذلك. واما من قال الشعر في الجاهلية وترك وهو في الاسلام فانه لا يسمى مخضرما كحال لبيد بن ربيعة العامري فانه آآ اسلم رضي الله تعالى عنه وحسن اسلامه وعاش زمنه طويلة في الاسلام ولكنه ترك الشعر حين اسلم. فهذا من الشعراء الجاهلين. معدود في الشعراء الجاهليين وليس اه في الاسلاميين وان كان مسلما رضي الله تعالى عنه وارضاه. وقد اه اه اسلم في خلافة عمر فهو من التابعين. وقيل ان هذين البيتين بحجيجة بن المضرب الكندي. وان سببهما انه قال ذلك قال هذين البيتين يعتذر للنعمان بن المنذر وكان النعمان قد غزى قبيلة تميم نذروا به اي علموا انه قادم اليهم وتجهزوا. فقاتلوه وهزموه فاخبر النعمان ان آآ حجية هذا هو الذي انذرهم بان الملك قادم اليهم فنذروا اي عالموا بانه قادم اليهم وتجهزوا. فاراده ان يعتذر للنعمان عن هذا ان يقول انه لم ينذر تماما. وانه انما جاء اليهم لان اخته فيهم متزوجة فيهم فاراد ان يسلم على اخته ولم يأتهم نذيرا اه بجيش النعمان. وهذا على القول بان الابيات لحجيجة والا فانه هو صدر بانها لمعدان بن جواس الكندي وكلاهما الكندي قال ان كان ما بلغت عني فلامني صديقي وشلت في من يدي الانامل وكفنت وحدي منذرا في ردائه وصادف حوطا من اعادي قاتلوا في خرم في اوله ان كان ينقصه متحرك يقول اذا كان هذا الخبر الذي بلغت عني صحيحا فاني ادعو على نفسي بان يلومني اصدقائي جميعا وان تشل اي تسترخي وآآ تعل اصابعي ان تصاب بالشلل. وان يقتل اخي منذر وان يقتل يقتل ابن حوط فهذا الكلام لفظه ولفظ الخبر ان كان ما بلغت عني فلا مني صديقي ومعناه الدعاء والمراد به القسم اه انه ان كان الامر كذلك فانا ادعو على نفسي بهذه الاشياء فقوله ان كان يحتمل ان تكون ناقصة ويكون الخبر محذوفا فالتقدير ان كان ما بلغت عني صادقا فلامني هذا جواب شرط ويحتمل ان تكون آآ تامة وعليه فلا تحتاج اصلا الى خبر اي ان وقع ما بلغت عني فلامني اللوم تنبيه الشخص على مكان الضر منه والصديق هنا يريد به جنس الصديق من حيث هو ان يدعو على نفسه بان يجفوني الاصدقاء وان يلوموني وادعو على نفسي بان تشل يميني والشلل تقبض واعتلال يكون في الكف في الاصابع كما هو معلول. معلول. قال ابن المرحل وشلة الكف معنى الشلل تقبض ليجد بعض العلل. وخص الانامل آآ بانها هي غالب ما يحصل به الانتفاع من اليد. وكفنت اي وادعوه على نفسي بان يموت اخي منذر وان يموت وليس معه الا انا ولا اجد ما اكفنه به الا رداءه فكفنت وحدي منفردا ليس معي احد منذرا اي اخي منذر. في ردائه اي وفوجئت باخي ادعو ان افجع باخي بان يموت وان اكفنه بنفسي وليس معي من يعينني على ذلك وصادف حوطا حوطا هو ابنه. ايوة اني ايضا ادعو على نفسي بان يقتل ابني بان يصادفه احد من اعداء فيقتله. وقال زفر بن الحارث الكلابي وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ليالي لاقينا جذام وحميرا فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ببعض ابت عيدانه ان تكسر ولما لقينا عصبة تغليبية يقودون جردا للمنية ضم را سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ولكنهم كانوا على الموت باصبر يقول وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة حسبنا ايظا حسيبها مزللة الماضي باختلاف المعنى قال ابن مالك في المثلث حسب للعبد وللظن حسب وحسب فهم منه صار لا حسب وحسيب اي شريف المنتسب يحسب اباءنا ذوي انتخابه. حسب الشيء عده يحسبه والفعل كان سار نحن امة امية لا نكتب ولا نحسب بضم السين لا نعد. الا نحسب. وما حسب بكسر السين فمعناها وان نحسب الشيء وان تقول العرب ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة. هذا مثل ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة. والمعنى ان شبيه هالشيء لا يلزم ان يكون عينه اذا رأيت شيئا يشبه شيئا فاعلم انه قد يكون غيره قد لا يكون هو نفسه ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة يقول نحن تعودنا على على ان نهزم اعداءنا. تعودنا ان نهزم اعداءنا فلما لقينا جذام وحمير. قبيلتان من القبائل اليمنية المعروفة قبيلة جزام وقبيلة حمير حسبنا كل بضاعة شحمت اي وننا ان هاتين القبيلتين كالاعداء الذين كنا دائما نهزمهم وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة تلاقينا او ليالي تلاقينا جزاما وحميرا. ايضا انهم كالناس الذين كنا في العادة ثم وجدناهم على خلاف ذلك فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ببعض ابت عيدانه ان تكسر قرعو ضربو الشيء على الشيء يقول لما ضربنا ببعض النبع على النبع النبع شجر تتخذ منه الرماح يصنعون منه القسي وهو اجود ما تصنع منه القسيم. ويقابله الغراب بالتحريك فهو اردأ ما تصنع منه الكي سي. قال المتنبي فلا تنال كاليالي ان ايديها اذا ضربن كسرنا النبع بالغرام يعني انها قوية حتى ولو كان سلاحها الدهر لو كان سلاحه الغرب الذي هو اردا آآ ما تتخذ منه الكسي والرماح. وكان عندك النبع فانه يكسره. فلما قرأنا النبع بالنبع بعضه ببعض بدل ابت عيدانه ان تكسر. يعني ابت آآ ابى تعذر هزم اه ان يهزم بعضنا بعضا. لجلادة عدونا وقوتهم وتحملهم ولجلادتنا ايضا وتحملنا وصبرنا فقوله ان تكسر اي تتكسر اي امتنع كل منا عن الهزيمة امتنع كل منا عن الهزيمة وصبر كل منا في الحرم ولما لقينا عصبة تغليبية يقودون جردا للمنية ضم را سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ولكنهم كانوا على الموت اصبر تقول ولما لقينا عصبة تغلبية بكسر اللام على العصر تغلب وقد تفتح اللام في النسب فيقال تغلبي ايضا فيمكن ان يقال ولما لقينا عصبة تغلبية بالتخفيف كما اخفه آآ النمر في النسبة اليه بالنمر يقودون جردا اي خيلا جردا اي قصار الشعر للمنية قوله للمنية متعلق بي يقودون ان يقودون للمنية خيلا ضمرا. ويحتمل ان يكون ايضا يتعلق بضمارن التي تأخرت عنها اي ضمرا للمنية اي خيلا دمرت للقتال. العرب كانت تدمر الخيل لكي تكون سريعة لان الفرس اذا كان لحيما كان بطيئا فليجري ذلك كانوا اذا ارادوا الحرب تقصوا من ارزاق الخيل يدمرونها حتى تكون سريعة. فاذا ارادوا ان يغزوا بعد تضميرها اطعموها فحينئذ ستكون على اسرع ما يمكن وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل المدمرة وحدها والخيل التي لم تدمر ايضا قسم الخيل الى قسمين الى الخيل المدمرة وخيل غير مدمرة وسبق بين المدمرة وبين غير المدمرة سقيناهم كأسا هذا تعبير مجاز. يعني اننا قاتلناهم وصبرنا على قتالهم فكأننا نسقيهم الموت سقونا بمثلها قابلناهم بمثل ما بدأونا به من ساقي الموت ولكنهم كانوا على الموت اصبر. اعترف لعدوه بانهم كانوا اقوى وكانوا اصغر فكانوا اشجع منا وهذه الابيات من المنصفات والمنصفات هي قصائد ينصف فيها الشعراء اعدائهم الغالب في الشاعر انه لا ينصف عدوه وانه يذكر ان اعداءه كانوا جبناء وانهم ولوا فرادى ومثنى وانهزموا ولكن هناك شعراء انصفوا اعداءهم. فوصفوا بأس اعدائهم وشجاعة اعدائهم. وقصائد تسمى بالمنصفات ويقال ان اول من انصف عدوه هو آآ المهلهل بن ربيعة حين قوله آآ عند قوله كانها غدوة وبني ابينا بجنب عنيزة رح يا مديري جعل اعدائهم كفؤا لهم في الحرب. ومن المنصفات العباس ابن مرداس السلمي رضي الله تعالى عنه. فلم ارى مثل الحي حيا مصبحا ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا تكرر احمال الحقيقة منهم واضرب منا بالسيوف القوانصة اذا ما حملنا حملة نصبوا لنا صدور المذاكي والرماح الدواعس اذا الخيل جالت عن صريع نكرها عليهم فما يرجعن الا عوابسا فهذا من المنصفات لانه ايضا وصفهم بالصبر وقال ولم ارى مثل الحج حيا مصبحا ولا مثلنا يوم اتقينا فوارسها اكر واحمال الحقيقة منهم وصفهم بانهم يعطفون على العدو ويحمون الحقيقة يحمون الذمار وما يجب عليهم حمايته اذا ما حملناه حملة تنصبوا لنا صدور المذاكي والرماح الدواعي سائدة الخيل جالت عن صريع نكرها عليهم فما يرجعن الا عوابيسا ومن ذلك ايضا قول اوس بن حجر وتروى ايضا كذلك لعمرو بن معدي الزبيدي اجاعلة ام الحصين خزاية علي فراري ان لقيت بني عبسي لقيت ابا شئسا وشأسا ومالكا وقيسا فجاشت من لقائي نفسي لاقونا فضموا جانبينا بصادق من الطعن فعل النار بالحطب اليبسي. لقونا فضموا جانبين بصادق من الطعن فعل النار بالحطب اليبسي وبعض اهل الادب آآ لا يعد هذه الابيات من آآ من آآ المنصفات لانه يشترط في المنصفات ان ان لا يكون اه قد حكم لاحد الطرفين فالمعترف بهزيمته اه اه عنده لا يسمى منصفا وان كان الانصاف هو ان تصف عدوك بحقيقته دون ان تتحامل عليه. ومن الانصاف اعترافك بالهزيمة اذا كنت قد هزمت وان تعتذر بما يليق من الاعتذار. وقال عامر بن طفيت وهو عامر بن الطفيل آآ بن مالك احد بني عامر بن صعصعة وآآ وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه والعياذ بالله لم يسلم كان قد وفد معه اربد وهو اخو لبيد لامه. كان عامر قد اتفق مع اربد على ان ليشغل عامر النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث وان يقتله اربد. فجاء عامر الى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الاسلام فلم يقبل الا بشروط وقال ان تجعل لي الامر من بعدك وان لنا نصف الارض ونحو ذلك فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من اشتراطه. من اشتراطاته. فقال عمرو بن الطفيل ام لانها عليك خيلا جردا ورجالا مردا. يعني المدينة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا الله ذلك وابناء قيله يعني الانصار الانصار الاس والخزرج امهما قيلت وبنت ارقم الغسانية ثم خرجا من عنده فلما خرج قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اكفني عامرا واربد بما شئت فلما خرج قال عامر لاربت لقد كنت اهابك واخشاك والله لا اعدك رجلا بعدها لقد شغلت الرجل عنك فلم تصنع شيئا قال والله ما اردت قتله الا حلت بيني وبينه وما اريد ان اقتلك. فكان من آآ نعمة الله سبحانه وتعالى على نبيه وحفظه اياه انه كان كلما هم بضربه حال بينه وبينه عمرو ابن الطفل نفسه. ثم سار وتحققت فيه ما دعوت النبي صلى الله عليه وسلم بالهلاك والموت والعياذ بالله. فاما عامر فجاء الى قوم من بني سلول واصابته غدة واحتضر عندهم فجعل يقول اغدة كغدة البعير وموتا في بيت امرأة سلولية واما اربد فاصابته صاعقة من السماء فاهلكته والعياذ بالله. قال طلقت ان لم تسألي اي فارس حليلك اذ لاقى صداء وخثعما اقر عليهم دعلجا ولبانه اذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحم تقول لامرأته طلقت احتمل اه ان يكون المعنى انت طالق ان لم تفعلي ما قلت لك ويمكن ان يكون دعاء عليها بان يصير عاقبة امرها الطلاق اي جعل الله خاتمة خاتمة امرك الطلاق ان لم تفعلي هذا الامر ان لم تسألي اي فارس يعني آآ نفسه اي بلاءه في هذه الحرب في الحرب التي وقعت حليلك اي زوجك حليل الزوج لانه يحال المرأة اذ لاقا صداء وخزعما قبل يمانيتان معروفتان صداع اكر اي اعطف مهري فرسي عليهم اعطف عليهم دعلجا وهو فرس فرسه اسمه فرسه ولبانه اي صدره اللبان الصدر اذا ما اشتكى اي اذا اذا اشتكى وقع الرماح في صدره تحمحم حمحمة صوت للفرس دون الصهيل صوت دون الصهيب ونسب الحمحمة للصدر توسعا ومجازا قال ولبانه اذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحم على سبيل التوسع والمجازي لان اللبانة هو موضع الطعن اللي بان الصدر وهو الذي يقع فيه الطعن من الفرس كما قال عنترة بن شداد فازور عن وقع القنابل بانه وشكى الي بعبرة وتحمحمي اه نقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك