بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. منتباعا باحسان الى يوم الدين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ابدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس المكمل للعشرين. من التعليق على حماسة قد وصلنا الى قوله وقال عمرو بن معدي كلب الزبيدي ليس الجمال بمئزر فاعلموا ان رديت بردا ان الجمال معادن ومناقب اورثنا مجدا اعددت للحدثان سابغة وعداء علندا نهدا وذا شطب يقد البيض والابدان قدا وعلمت اني يوم ذاك منازل كعبا ونهدا قوم اذا لبسوا الحديد تنمروا حلقا وقد كل امرئ يجري الى يوم الهياج بما استعد لما رأيت نسائنا يفحصن بالمعزاء شدا وبدت لميس كانها بدر السماء اذا تبدى وبدت محاسنها التي تخفي وكان الامر جدا نازلت كبشهم ولم ارى من نزال الكبش بدا هم ينذرون دمي وانذر ان لقيت بان اشد كم من اخ لي صالح بوأته بيدي لحدا ما ان جزعت ولا هلعت ولا يرد بكائي زندا البسته اثوابه وخلقت يوم خلقت جدا اغني غناء الذاهبين اعد للاعداء عدا ذهب الذين احبهم وبقيت مثل السيف فردا آآ هذه القصيدة لعمرو بن معدي الزبيدي وهو شاعر اليمانية وفارسها آآ المعروف اه اسلم وارتد عن الاسلام ثم رجع الى الاسلام قال ليس الجمال بمئزر فاعلم وان رديت بردا يعني ان جمال الرجال ليس بحسن صورهم ولا بحسن لباسهم وانما هو بفعالهم الجميلة وبشجاعتهم ونجدتهم. ليس الجمال اي الحسن بمئزر اي ما يؤتزر به فاعلم ذلك وان رديت اي البست رداء لو لبست البرد رداء البرج واحد البرود وهي ثياب مخططة اه تلبسها العرب وتتزجن بها المعنى اذا اذا لبست ازارا جميلا ورداء جميلا فلا تظنن ان هذا هو الجمال هذا حلة حلة هي الثوب يكون هي اللباس يكون من ثوبين هما الازار وهو ما يستر به اسفل الجسم والرداء وهو ما يستر به اعلاه واذا جمع الانسان بين المئزر بين الازار والرداء يقال لبس فلان حلة ولا تقال الحلة الا اذا كانت من ثوبين كما ذكرنا يقول حتى ولو اه رديت اي آآ لبست رداء من البرود او ائتزرت بثجاب حسنة فلا تظنن ان هذا هو الجمال ان الجمال معادن ومناقب اورثنا مجدا الجمال معادننا اي وصول كريمة ومناقب خصال حميدة اورثنا مجدا اي شرفا يعني انا الجمال ينشأ جمال الرجال اي كمال الرجال ينشأ من امرين من جهة المعادن اي من جهة ما يرثه الانسان عن ابائه من الشرف والحسب ومن جهة ما يكسبه في نفسه ما يكتسب هو في نفسه من الخصال الحميدة والمناقب ما يفعل من الخصال الحميدة والمناقب التي تورثه مجدا آآ اي رفعة وسؤددا ثم قال اعددت للحدثان سابغة وعدانا علندا اعددت اي هيأت للحدثان الحدثان الدهر ونوائبه سابغة اي درعا سابغة اي ضعفية طويلة ومنه قول الله تعالى والنا له الحديد انعم السابغات وقدر في السرد السابقات جمع سابغة وهي الدرع الضعفي وعدان اي واعددت لحدثان الدهر اي لنوائب الدهر وحروبه فرسا عداء فعال من العدو هو الإسراع اي كثير العدو علن دا العلن دا الغليظ الشديد يجمع على علان الداء وعلى دين قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الالفية وخيروه في الزائدة سرندة وكل ما ضاها كالعلن بسم الله نهدا اي فرسا نهدا اي غليظا وذا شطب اي اعددت ايضا فرسا اعددت سيفا له طرائق يقد ان يقطع البيضاء انقدوا القطع طوله والقط نقطع عرضا قد الشيء قطعه طولا وقطه قطعه عرضا والبيض اسمه جنس بيضة وهي المغفر والابدان جمع بدنه المراد به الدرع القصيرة قال اه علقمة تخشخش ابدان الحديد عليهم كما خشخشت وسطا الحصاد جنوب ابدان الحديد اي دروع الحديد القصيرة تسمى بدنا قد دن اي قطعا يعني انه اعد سيفا يقطع آآ المغفرة ويقطع الدروع ايضا قدا يقدها قدا يقطعها قطعا وعلمت اني يوم ذاك منازل كعبا ونهدأ علمت اني يوم ذاك يمكن ان تكون الاشارة في قوله يوم ذاك الى يوم معهود بالنسبة للمخاطب يعرفه هذا المخاطب ويمكن ان يكون اراد بالاشارة السلاح المتقدم اي يوم ذاك يوم جمعت هذه العدة علمت انني مقاتلا انني مقاتل هذين الحجين كعبا ونهدأ قوم اذا لبسوا الحديد تنمروا حلقا وقد وصف اعداءه وهذا من الانصاف والقصائد التي يوصف فيها الاعداء بالقوة والشدة والصبر والجلادة تسمى المنصفات وقد مر معنا بعضها قوم اذا لبسوا الحديد اذا لبسوا دروع الحديد تنمروا يتشبهوا بالنمر او تلونوا بلونه حلقا اي لابسين حلقا اي دروعا نسجت حرقتين حرقتين. وقد وكد حلقان وكدا الكد بالكسر الجلد. اراد به اليلبة. وهو شبه الدرع تتخذ من الجلود واحيانا يلبسونها تحت درع الحديد لان درع الحديد آآ يشق على الانسان مباشرتها لجسده فيلبسون التحتة شبه درع من جلوده وربما تضرعوا باليلب وهو شبه درع تتخذ من الايد اي الجلود. بسم الله كل امرئ يجري الى يوم الهياج بما استعد. يعني ان كل انسان يذهب الى يوم هي جاية الحربي اه بما استعد بما اعده والمعنى ان الانسان ينبغي اذا اراد ان يتقدم الى امر ان يعد له عدته وهذا كقولهم قبل الرماء تملأ الكنائن مثلا اي اذا اردت امرا فاعد له عدته الكناين جمع كنانة وهي الجعبة التي توضع فيها السهام قبل ان ترامي املئ كنانتك لكي تكون جاهزا للمراماة قبل الرماية تملأ الكنائن لما رأيت نساءنا يفحصن بالمعزاء شدا وبدت لميسك انها بدر السماء اذا تبدى وبدت محاسنها التي تخفى وكان الامر جد نازلت كبشا فكلما رأيت نسائنا اي لما نشبت الحرب بيننا وبينهم وفر بعض اصحابنا عن النساء ورأيت بعض نسائنا وقد فررن وهن يفحصن اي يؤثرن بارجلهن في في الارض الغليظة الفحص ركض بالرجل ونحوها ونحو ذلك ومنه في الحديث من بنى لله آآ بيتا ولو مفحص قطاة اي قدر ما تفحص فيه القطاة اي تمد فيه رجلها تضرب فيه اذ لهبنا الله له بيتا في الجنة اه يفحصنا ان يؤثرن بارجلهن في الارض الغليظة بالمعزاء وهي الارض الغليظة ذات الحجارة شدا عدوا شد بمعنى عداء. اسرع وبدأ تلاميذه اي بدت المرأة التي يقال لها لميس وقد كشفت عن وجهها ذعرا فشبهها بانها بدر السماء بحسنها قال وبدتني من السؤال اي وقد كشفت محاسنها فتبدت حينئذ وكأنها بدر السماء في حسنها. اذا تبدأ وبدت اي ظهرت محاسنها التي تخفي في العادة يعني انها امرأة اه عفيفة اه زات اه عفة وليست ذات ريبة فلا تكشفوا عن محاسنها الا لشدة وفزع شديد فلما رأى على تلك الهيئة وقد بدت محاسنها اه كان لا بد من ان ينازل كبش القوم ان يقاتل ويبارز رأس اعدائه رئيسه وبدت محاسنها التي تخفى وكان الامر جدا انا ازلت كبشهم هذا جواب قوله لما رأيت نسائنا تنازلت اي بارزت كبشهم كبشه رئيس الكون اين المفر والكباش تنتطح واي كبش حاد عنها يفتضح بسم الله ولم ارى من نزال الكبش بدا. اي اما حالته حينئذ من نزال رئيسهم بانهم لن يهزموا الا بقتله اذا لم يقتل فانه فانهم لن ينهزمون فنازلت كبشه بارزته هم ينذرون دمي اي هم ينذرون لله قتلي. يقولون لله علينا سفك دم عمرو وانذر ان لقيت بان اشد. انا انذر ان لقيت اي لقيت عدوي لقيتهم بان اشد شد على العدو حمل عليهم كم من اخ لي صالح بوته بيدي لحدا؟ كان يفتخر بشجاعته فانتقل الى آآ الى ذكر صبره وعدم جزعه اي انه كثيرا ما يصاب لاحبابه وفي اخلائه فلا يصيبه من ذلك جزع ولا هلأ قال كم من اخ لي صالح قوته اي انزلته بيدي لحدا اي قبرا والمعنى فجعت به قتل في الحرب فدفنته ولم اجزأ مع انجازاته ولا هلعت الهلع افحش الجزاء وقد فسره القرآن قال الله تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلي ولا يرد بكائي زندا بكاء اي بكاء يعني ان لم اصبر على قتل الاحباب والاخلاء فما البديل هل ابكي؟ هل البكاء يرد؟ قتيلا؟ الزند ربما يعبرون به عن القليل يجرونه مجرى النقير والفتيل من الاشياء الحقيرة التي يعبرون بها عن القليل تقل بكائي لا يرد علي شيئا تافها فما بالك اه بفقد الاحبة الذي هو اعظم شيء وربما استعملوا الزند بمعنى القلة استعمال النقير والقطمير ويروى ولا يرد بكايا ردا اي مردودا والبكاء سيلان دميع دمع العين يقصر ويمد فيقال البكاء ويقال البكاء هما لغتان يعني قصره لا ليس خاصا بالضرورة كما فعله وهنا بكاء واجتمعا في قول الشاعر بكت عيني وحق لها وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل قالها بكاءها بالقصر ما يغني البكاء بالمد وهما عند المحققين من اللغويين بمعنى واحد وذهب بعض اصحاب الفروق اللغوية الى ان البكاء بالمد هو ما فيه دمع وصوت وان ما كان دون ذلك فهو بكا بدون همزة على قاعدتها ان زيادة الحرف في الاصل توذن بزيادة المعنى وهي قاعدة اغلبية وليست مطردة لان ترادف ايضا بين اه المجرد والمسجد واقع في كلام العرب فالعرب تقول اسراب بمعنى واحد فليس لا هذه قاعدة اغلبية وليست مطردة آآ اضطراد القواعد التي لا تتخلف البسته اثوابه اي كفنته وجهزته وخلقت يوم خلقت جدا. خلقت يوم خلقني الله جدا اي صبورا والمعنى انني خلقت جدا يعني خلقت صبورا اصلا فهذا صبر اكتسبته. هذا صبر نشأت عليه وهو طبيعة يرحمك الله. طب هو طبيعة وآآ غريزة وشنشنة جبلت عليها وايضا اصبروا الصبر المكتسب الذي احمل عليه نفسي في مواطن الحرم اغنية غناء الذاهبين اعد للاعداء عدا يقول اغني غناء الذاهبين اي اقوم مقام من ماتوا من قومي فالمراد بالذاهبين من ماتوا فانا اقوم مقامهم لاهلي وقومي وقيل المراد بالذاهبين الذين ذهبوا عن الحرب وتخلفوا فهو يقوم مقامهم ويقاتلوا في مكانهم اعد للاعداء عداء ويروى اعد للاعداء عدا قوله اعد احتمل ان يكون المعنى اه احسب ان يعدني الاعداء فيقولون عليكم بفلان فانه يوزن بكذا يوزن بمئة او بالف او نحو ذلك فهم يعدون اه شجاعتي ويزنونني بالرجال بقدر كذا من الرجال ويمكن ان تكون اعد اي اهيأ وقوله آآ اذا رويناها على انها اعد على انها اعد اه من الثلاثية فالمعنى انني اعدد لاعدائي عند المناظرة والمفاخرة مذاخرة كثيرة انني قتلت فلانا وقتلت فلانا وهزمت فلانا وهزمت فلان او المعنى اعد الاشياء التي اجهزها قتالهم ذهب الذين احبهم وبقيت مثل السيف فردا. يقول يا ابا الذين احبهم اي فجعت باحبابي فقتلوا وبقيت بعدهم مثل السيف فردا اعتبره ان يكون آآ بقيت فردا كالسيف يجعل في جفنه وغمده واحدا فلا يجعل في الجفن الواحد سيفان فلم يبق غيري واعتمدوا ان يكون بقيت مثل السيف اي بقيت وانا قوي صارم على اعدائي كالسيف في صرامته وقوته وانا منفرد بذلك آآ اي ليس لي مثل في ذلك وقال ايضا ولقد اجمعوا رجلي بها حذر الموت واني لفرور ولقد اعطفها كارهة حين للنفس من الموت هرير كل ما ذلك مني خلق وبكل انا في الروع جدير وابن صبح سادرا يوعدني ما له في الناس ما عشت مجير ولقد اجمع رجلي بها حذر الموت واني لفرور يصفنا احواله في الحرب وان من كان فارسا حاذقا بامور الحرب مثله فانه يصبر ويثبت في المواطن التي يحمد فيها الصبر والثبات واذا لم يجد مساغا لسيفه ولا لضربه وعلم انه مقتول دام حالته وان العدو سيظفر به فانه يفر ولا يكون الفرار عليه حينئذ آآ عيبا قال ولقد اجمع رجلي بها اي قد اجدني اه اجمع رجلي استحث اه فرسي برجلي حضر الموت مفعول لاجله واني لفرور في مثل هذا الموطن الذي يكون ثباتي فيه خسرانا علي لان اعدائي سيظهرون بي آآ لا محالة ففي مثل هذا الموطن آآ اي اذا كان الفرار اغنى والى مراغمة العدو ادنى فانني اذر وهذا كلام من جمع بين الشجاعة آآ الحزامة والحذر وهذا من تمام العقل ليثبت الرجل في المواطن التي ينبغي ان يثبت فيها والتي الثبات فيها شجاعة وآآ انه اذا علم انه مقتول لا محالة فانه يفر في المقابل ولقد اعطفها كارهة قد اعطف خيلي فرسي كارهة حين للنفس من الموت هرير. حين اه يكون للنفوس هرير هرير صوت الكلب دون النباح فحين تصوت الرجال صوتا كصوت هريري الكلاب من كراهتهم للقتال كل ما ذلك مني خلق ما زائدة اي كل ذلك خلق مني معهود مني. وبكل انا في الراعي جدير. بكل ذلك انا في الروعي اي عند الفزع جدير اي حقيق قالوا هو جدير بكذا وحقيق به. وقمل وقمن وآآ اولى به واحرى به واحق به وابن صبح سادرا يوعدني يقول مع ما ذكرت من شجاعتي وعلمي بمواطن الحرب فان هذا الرجل يوعدني ان يهددني على كونه سادرا السادر الذي لا يهتم بشيء ولا يبالي بما صدر منه او هو الذي لا يأتي الامر من جهته. لا يعرف كيف تؤتى الامور من جهاتها فانا على ما انا عليه من الشجاعة والعلم بمواطن الحرب وهو يوعدني ويهددني مع انه لا لا يعرف كيف الامور ولا يبالي بالاشياء التي يصنعها ما له في الناس ما عشت مجير؟ هل تهديد له اي ما له مجير مدة حياتي لا يستطيع احد ان يجيره مني ان يؤمنه من بأس وبطشه ونقتصر عليها القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك