بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين. وعلى اله واصحابه اجمعين. من تبعا باحسان الى يوم الدين اه نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه المجلس الثامن من مجالس التعليق على حماسة ابي تمام. وقال ابو كبير الهزلي واسمه عامر بن الحليس ولقد سريت على الظلام بمرشم جلد من الفتيان غير مثقل ممن من به وهن عواقد حبك النطاق فشب غير مهبل ومبرئ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء مغيل حملت به في ليلة في ليلة مسؤدة كرها وعقد نطاقها لم يحلى لي فاتت به حوش الفؤاد مبطنا سهودا اذا ما نام ليل الهوجلي واذا نبذت له الحصاة رأيته ينزو لوقعتها طمور الاخيل واذا يهب من المنام رأيته كرطوب كعب الساق ليس بزملي ما ان يمس الارض الا منكب منه وحرف الساق طي المحملي واذا رميت به الفجاج رأيته يهوي مخارمها هوي الاجدلي واذا نظرت الى اسرة وجهه برقتك برق العارض المتهلل صعب الكريهة لا يرام جنابه ماضي العزيمة كالحسام المقصلي يحمي السحاب اذا تكون كريهة واذا هم نزلوا فمأوى العجل هذه القصيدة لابي كبير الهذلي اسمه عامر بن الحليس لها قصة وهي ان ابا كبير الهزلي هذا تزوج والدة تأبط بشر اسمه ثابت بن جابر بن السفيان الفهمي وقد تقدم وتزوجها وما زال يتأبط شرا غلام صغير فرآه الغلام وهو يكثر التردد والدخول على امه فرابه منه ذلك وعرف ابو كبير ذلك في وجه الغلام فلما شب وهو معرض عنه افزعه ذلك افزع ذلك ابا كبير. وذكر ذلك لامه فقالت تحيل عليه ان استطعت قتله فقال له هل لك في الغزو؟ فقال نعم. وخرج معه وسار ليلتهما ونهارهما كاملا لم ينزلا ولم يصيبا رزقا ولا طعاما فلما امسيا بعد سير الليل كله والنهار نزل به ابو كبير بازاء قوم لصوص له عداوة معهم ورأى ناره فبعثه الى النار يبحث عن طعام فقال اذهب فالتمس لنا طعاما من تلك النار فقال اهذا وقت الطعام؟ لا ابى لك قال ابو كبير لقد جعت فخرج ابو خرج الغلام وهو شاب يعني اه تأبط شرا الى النار فوجد عليها للصيد من اشد العرب لصوصية وشجاعة فتعرضا له وضرب احدهما فقتله ثم كر على الثاني فقتله واخذ الخبز وجاء به الى ابي كبير الهزلي فقال له ماذا صنعت؟ قال كل ولا تسأل عن الحكاية كلا اشبعك الله. ولا تسأل عن الخبر. فاكل ابو كبير ولم يكن تأبط شره. ثم انه الح عليه ان يخبره اخبره انه وجد للصين وانهما تعرضا تعرضا له وقتلهما وجزى عليه فخافه ابو كبر. ابو كبير كانت خطته ان يتعب الغلام ويرهقه حتى يستثقل في النوم فا يقتله حتى يستثقل في النوم فيقتله. فخرج واصاب ابلا ورجع بها وكانت بلادهم على مسافة ثلاث ليال. او اكثر فكان يقول له كان ابو كبير يقول لتأبط شرا آآ اننا نخشى على انفسنا وعلى ابلنا فلابد ان ان نقتسم الليل حراسة تحرص نصف الليل واحرص نصف الليل فرضي الغلام تلك القصة الخطة. فكان ابو كبير اذا جاء وقته نام. واذا ايضا ان تأبط شرا نام في وقت حراسته هو ايضا كانت الحراسة عليه نهامة هو ايضا كان هذا آآ طبعا يقتضي ان ابا كبير ينام الليل كله وتأبط الشريان ينام نصف الليل هكذا. لانه ابى كبيرا ينام على الحالتين بتعبد سراني انما ينامون السهوكة لما كان في الليلة الثالثة رأى ابا كبير ان آآ يمكن ان يكون فاتعبه السفر والسهر لانه لا ينام الا نصف ليلة منذ ليال عديدة اشتركه حتى نام في نصفه من الليل فاخذ حصاة ورمى بها يختبر انتباهه فلما رمى بالحصاة قفز تأبط شرا وجلس منتصبا انتصاب الساق فقال ما هذه الوجبة؟ قال لا ادري لعل الابل تحركت فطافت تأبط شرا وعسى ربي الابل فلم يرى شيئا ورجع فنام. بعد وقت ايضا لما رأى ابوه كبير ان تأبط شرا قد استحكم منه النوم اخذ حصاة الصغار من التي قبلها صغيرة. ورمى بها. فجلس وقال ما هذا؟ فاجابه نفس الجواب فخرج فطاف بالابل وعسوا ولم يرى شيء. رجع. ونام فاخذ ابو كبير حصاة صغيرة جدا. فرمى بها جلسة منتصفا. والتفت اليه وقال يا هذا لقد رابني امرك ان سمعت صوتا تهذا لاقتلنك. فقال ابو كبير والله لقد بت احرس الابل خشية ان ان تتحرك او يسمع صوتا ويقتلني. ثم رجع طبعا الى رجع الى بيتيه تمام فترك امه وقال ان ام هذا الغلام لا يمكن ان ان تكون زوجي ابدا. فتركها وقال آآ القصيدة وهي قصيدة اطول من هذا وقد اختار منها ابو تمام الحماسة هذا القدر مع اختلاف نسخ الحماس تي في زيادة بعض الابيات واسقاطها وقال ولقد سريت على الظلام اي في الظلام بمغشامين. الميرشامو الشخص الذي يركب رأيه ورأسه فلا يرده شيء يعني اذا سار في امر يهم به فانه لا لا يرده شيء عما عما هو فيه من يركب رأسه فلا يثنيه عن مراده شيء. جلد اي صبور من الفتيان جمع فتن. والفتاة تطلق في كلام العرب على الشاب بالحدث وتطلق ايضا على السخي الكريم تارة يطلقون الفتى يريدون من فيه فتوة اي كرم وسخاء ويطلقونها تارتنا باعتبار السن على الشاب الحدث وتجمع جمع قلة على فتية وجمع كثرة على فتيان. وقرأ قول الله تعالى وقال لفتيته جعلوا بضاعتهم في رحالهم وقال لفتيانه وقال لفتيته قراءتان متواترتان غير مثقل يعني انه حسن القبول محبب الى الناس ممن حملن به وهن عواقد حبك النطاق فشب غير مهبل تزعم العرب ان الولد اذا حملت به امه مكرهة غلبت عليه صفات الرجال فقال ان امه حملت به ممن حملن به اي حمل به النساء وهن عواقد حبك النطاق لم تحلل انطقتهن نطاق شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها بترسل الاعلى الى الاسفل الى الاسفل والاسفل الى الارض نطاق شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها فترسل اعلاها الى الاسفل واسفلها الى الارض يعني ان امه حملت به وهي مكرهة اذا حملت به وهي تشد نطاقها وهن عواقد النطاق الحبوب جمع حباك وهو ما يشد به النطاق فشب نشأ وصار شابا غير مهبل اي ثقيل وقيل لا يدعى عليه فيقال هبلتك امك اي فقدتك ومبرئ من كل غبر حيضة يعني انه بريء اي سالم من كل غبر اي بقايا حدة حيضة الحيض يعني ان امه حملت به في طهر ولم تحمل لم تحمل به وبها بقايا حيض فهو مبرأ من غبر اي بقايا الحيضة ومبرؤون ايضا من فساد المرضعة من الفساد الذي ينشأ عن لبن المرضعة اذا لم يكن اه مريئا بالنسبة للردع ودائم مغيلي اه المغير اشتقاقه من الغيل والغيل لبن الحامل وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغير اي ارضاع الحامل ثم اخبر ان الروم تفعله ولا يضر اولادهم. فاذن في ذلك وهذا من اجتهادات النبي صلى الله عليه وسلم الدنيوية كاجتهاده في مسألة التأبير وهي ليست شرعا فلذلك اذا بدا له المصلحة فانه احيانا يرجع عن رأيه كما هو معلوم يعني انه حملت به امه وهي طاهر غير حائض ولم يفسد عيشه فساد لبن المراضع ولا لبن الحوامل حملت به في ليلة مسؤدة يروى مسؤدة ويروى مسؤدة والمعنى مفزعة والزهد الخوف والفزع فاذا قلنا حملت به في ليلة مسؤودة كانت مسدودة حال من المرأة حمدت به المرأة حال من الضمير في به حملت آآ لا اقصد من الضمير في حملت حال من الضمير في حملت ويمكن ان توصف به الليلة على وجه التوسع من باب ما يسمى بالمجاز العقلي وهو اسناد الفعلي وما في حكمه الى ما ليس له عند المتكلم فان ان العرب ربما اسلم اسندتي العاملة للظرف او المصدر ونحو ذلك لملابسة بينهما ومنه ما تقدم من قوله شرنا اذا المرء لم يحتل وقد جد جده فنسب الفعل الى الماستر جد جده اه في ليلة مزهودة نسب الخوف الى الليلة لوقوعه فيها على حد قول الله تعالى بل مكر الليل اي مكر في الليل كرها حملت به كرها وقلنا ان العرب تزعم ان المرأة اذا حملت وهي مكرهة غلب على الولد اه صفات الرجال وعقد نطاقها لم يحلل تقدم هذا في قوله وهن عواقد حبك النطاق باتت به حوش الفؤاد فجاءت به ولدت هذا الغلام وهو تهبط شرا فؤادي اي مجتمع الفؤاد جيد الذهن وقيل حوشة بمعناها وحشي غير مخالط للناس مبطنة عضامي للبطن سهودا اي صبورا على السهاد وهو العرق هذا منه اذا ما نام ليل الهوجل يكثر الشهداء اي السهرة اذا نام الهوجل الهوجل البطيء الثقيل والاحمق ونسب النوم الى الليل على وجه التوسع من باب المجاز العقلي الذي ذكرناه انفا يعني اذا نام الهوجل اي البطيء الثقيل فان هذا الغلام ليس كذلك واذا نبذت له الحصاة رأيته ينزل لوقعتها تمور الاخرين. اذا نبذت رميت له الحصاة رأيته ينزوا ان يذهبوا لواقعتها عندما تقع على الارض يذب طموراء يزوب الاخير وقالوا طمارا كضرب بمعنى وثب وقفز ونقز تمور الاخيل الاخيل طائر ذو خلاء ان ينزوا كما ينزو هذا الطائر. يثبك مثل وثوبه واذا يهب من المنام اذا يهب ان يستيقظوا من المنام. هب من المنام هب النائم استيقظ وقام وضاربه بالضمة هب يا هوب على غير قياس لان القياس في فاعل الفتح اذا كان مضاعفا لازما ان يكون مضارعه في الكسر وكذلك هبت الريح ايضا بالضم تهب وهب السائر اه في سيره هبابا اسرع قال لبيد ولها هباب في الزمام كانها صهباء خف مع الجنوب جهامها واما هب السيف اهتز ومضارعها بالكسر قال العلامة احمد بن جمد الشنقيطي رحمه الله تعالى كسر يهب السيف يهتز الم والعين في النوم وفي الريح تضم يعني انا كده قلت هب السيفو اي اهتز تكسر المضارعة على القياس فتقول يهب واذا قلت هبت الريح او هب النائم تقول يهب بالضم العين اي عين الفعل في النوم وفي الريح تضم والعين ايضا في النوم وفي الريح الانسان عادة يضم عينه في النوم ويضم عينه في الريح عندما يكون في الريح ايضا فانه يغمض عينيه يضم عينيه. واذا كان في النوم ايضا كذلك والعين في النوم وفي الريح توضع كسر يهب السيف يهتز الم والعين في النوم وفي الريح تضم واذا يهب من المنام رأيته كرتوبي اي انتصاب كعب الساق. ينتصب كما ينتصب الساق والساق منتصب دائما ليس بزملي ليس بضعيف اؤمن. ثم لو الضعيف النوم وصف حاله ووصف هيئة اضطجاعه وخبرته في السير في الصحراء لانه سافر معه والسفر مظنة اطلاع الانسان على احوال صديقه يقولون آآ في من يدعي اه الخبرة بشخص هل سافرت معه لان السفر اه تكتشف به حقائق الانسان خلقه وعادته جلادته وقوته وصبره. تعرف ذلك من خلال السفر. هل سافرت معه وهذا طبعا قديما السفر الان يعني ليست فيه مشقة قد قد لا يفصح الان السفر عن حقيقة آآ الانسان اه ما ان يمس الارض يقول انه اذا نام اي اضطجع اذا اضطجع لا يمس الارض الا منكبه وحرف ساقه لخفته وضمور ظهره وبطنه فهو منطوي ينطوي طي المحمل. المحمل حمالة السيف شبهه به في لطافته وضمره ما ان يمس الارض الا منكب منه حرف الساق طج المحملي واذا رميت به الفجاجة اي سرت به في الفجاج جمع فج وهو الطريق الواسع من قبل الجبل الفج رأيته يهوي مخارمها. مخارم كجعفر وهو انف الجبل وانقطع انف الجبل هوية الهوي بالضم والصعود والهوي بالفتح النزول. اي هو يصعد في تلك المخارم وفي تلك الجبال كانه اجدل اجدل الصقر كا كصعود الصقور واذا نظرت الى اسرة وجهه اذا نظرت الى اسرة وجهه جمع سر وهو الخطوط خطوط الجبهة بركة لمعة كما يلمع البرق الذي يكون في العارض سحاب معترض في الافق قالوا هذا عارض ممطرنا المتهدد المتشقق بالبرق صعب الكريهة اي هو صعب الميراث في الحرب. لا يرام جنابه لا يمكن لاحد ان يروم ان يقصد جنابه آآ يعني ان جنابه محمي ما حماه فلا يستطيع احد احد ان اه يقربه ماضي العزيمة اذا عزم عزم اي صمم على الامر اذا عزم اي صمم على الامر فانه يمضي عزيمته وينفذ اه عزيمته ورأيه كالحسام الحسام السيف القاطع المقصد مقصل من قصلة معناه قاطع ولم يفعلوا من الات من اسماء الالات اي قطاعي يحمي السحاب الى اصحابه السحاب والاصحاب والصحابة اه كلمة صاحب لها جموع كثيرة. قال بعضهم قد جمع الصاحب اهل اللغة بوزن الشبان صح وزن فرهة صحبة والركب والجياع والاشهاد كذا الصحابة بفتح الصاد. يحمي الصحابة اذا تكون عظيمة اي اذا وقعت عظيمة اي امر عظيم القتال ونحو ذلك فانه يحميهم واذا هم نزلوا فانه يكون مأوى العجة لجمع عائل وهو الفقير يؤوي الفقراء حين يرجعون اليه. اه وصفه بهذه الاوصاف اه تركه وامه وسار على وجهه. ونقتصر عليها القدر. سبحانك اللهم وبحمدك. انت نستغفرك ونتوب اليك