وان كان ثابتا في اللغة اذا كان المقصود الحقيقي بالاسم منتفيا عنه ثابتا لغيره كقوله تعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهدي الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا مجلس معقود في قراءة رسالة العلامة الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى ومع رسالته فصل في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وقد بحث التفسير المتعلق بهذه الاية والمسائل والاحكام المتعلقة بهذه الاية من جهات عدة اولها في بيان وجه حصر الخشية. معاني الخشية وان العلم موجب للخشية. وعلامة ذلك لزوم الطاعة والاحساس بلذة العبادة والعلم. الوحشة والبعد عن المعاصي وان المعاصي والاثام فظلا عن البدع والشرك والكفران اسبابها من اسباب العظيمة الجهل بالله تبارك وتعالى. فلولا الجهل ما وقع من وقع في الكفر ولا وقع من وقع في الشرك ولا وقع من وقع في البدعة ولا وقع من وقع في المعاصي. ثم رحمه الله تعالى افاد فوائد عظيمة كما سنسمع عند قراءتنا لهذه الرسالة لكن هذه يعني صورة ذهنية لهذه الرسالة اللطيفة التي بين ايدينا. فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم. فصل في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. دلت هذه الاية على اثبات الخشية للعلماء بالاتفاق وعلى نفيها عن غيرهم على اصح القولين وعلى نفي العلم عن غير اهل الخشية ايضا. اما الاول فلا ريب فيه فان الصيغة انما تقتضي تأكد ثبوته في المذكور بالاتفاق لان خصوصية ان افادة التأكيد واما ما فالجمهور على انها كأن ثم قال جمهور نحاتي هي الزائدة التي تدخل على ان وانا وان وليت ولعل وكأن فتكفها عن العمل. لان الاصل في في العاملة ان تكون مختصة فاذا اختصت بالاسم او الفعل ولم تكن كالجزء منه وعملت فيه. وان واخواتها مختصة بالاسم كيف تعمل فيه؟ فاذا دخلت عليها ما ازالت اختصاصها. فصارت تدخل على الجملة الاسمية والفعلية فبطل عملها وانما عملت مع النافية على على اللغة التي نزل بها القرآن وهي لغة اهل الحجاز استحسانا لمشابهتها لليس وذهب بعض اهل الكوث وذهب بعض الكوفيين وابن دستوريا الى وابناء اللغة. نعم الى ان ما مع هذه الحروف اسم مبهم لمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والابهام وفي ان الجملة بعده مفسرة له ومخبركم مخبر بها عنه. كلام ابن درستوي له وجه. لا يمكن ان نقول ان ما كافة فقط عنهم مسمى فنفى عنهم مسمى الشيء مع انه في الاصل شامل لكل موجود من حق وباطل. لما كان لما كان لا يفيد ما لا يفيد ولا منفعة فيه يؤول الى الباطل الذي هو العدم. فيصير بمنزلة معدوم لاجل كف العمى. لان اذا قلنا ان الاتيان بماء لاجل كف عملي ان فان معنى هذا انه ليس له معنى اخر في المعنى. وانما هو عمل اعرابي وهل لهذا قلنا ان كلام ابن دروستوي له وجه. وبعض الكوفيين. ولكن الاوجه قول من قال ان كلمة انما مفيدة للحصر. سواء قلنا ان ماء هنا هي معنى كأن او ما التي تفيد كف العمل. هل انما يخشى الله من عباده العلماء هل معناها حصر الخشية للعلماء؟ هذا المعنى مفهوم. ومتفق عليه ولكن هل تنفى الخشية عن غيرهم رجح المصنف انها تنفى على اصح القول. وعلى نفي العلم عن غير اهل الخشية وهذا ايضا متفق عليه. اذا جهتان متفق عليهما وجهة مختلف فيهما كون الخشية التامة محصورة في العلماء فهذا بالاتفاق. وكونه الخشية منفية عن من لا يعلم فهذا متفق عليه. لكن المقصود نفي اي نوع من الخشية او الخشية التام. المختلف في هل غير العالم ينفى عنه الخشية بالاطلاق او ان يكون ينفى عنه تمام الخشية وكمالها المصنف رجح الاول. والذي يظهر هو الترجيح الثاني. فان بعض العوام ربما يقع منه الذنب والمعصية من جهات وهو يخشى الله من جهة اخرى وهذا مؤكد لصحة عقيدة اهل السنة والجماعة. ان المسلم قد يحب الله من جهة وقد يغيب عن حب من جهة اخرى قد يخشى الله من وجه ويغيب عن خشية الله من وجه اخر. اذا معنى الاية انما يخشى الله من عباده العلماء وجه الحصر. انما هو على وجهي التمام وعلى وجه الكمال. نعم. احسن الله اليكم. وذهب طائفة من الاصوليين واهل البيان الى ان ما هذه نافية واستدلوا بذلك على افادتها الحسرة وان ان افادت الاثبات المذكور وما افادت النفي فيما عداه. وهذا باطن باتفاق اهل المعرفة باللسان. فانما تفيد توكيد الكلام اثباتا او نفيا لا تفيد الاثبات وما زائدة كافة لا نافية. وهي الداخلة على سائر اخواتهن لكن وكأن وليت ولعل وليس في دخولها على هذه الحروف نافية نافية وليس وليست في دخولها على هذه الحروفنا بالاتفاق فكذلك الداخلة على ان وان. وقد نسب القول بانها نافية الى ابي الى ابي علي الفارسي لقوله في كتاب الشيرازيات ان العرب عاملوا انما معاملة النفي. والا في فصل الضمير لقوله وانما يدافئ يدافع عن احسابهم انا ومثلي انا او مثلي. وهذا لا يدل على انما نافية على ما لا يخفى. وانما مرادهم انهم اجروا انما مجرى النفي. والا والا في هذا الحكم لما فيها من معنى النفي ولم يصرح بان النفي مستفاد من ما وحدها على كل حال ما قاله عن طائفة من الاصوليين واهل البيان وهم البلاغيون اهل البيان اذا اطلق المقصود بهم اهل البلاغة. والفصاحة المختصون البلاغة سواء انواعه الثلاثة البيان او البديع او غيره. ان ان هذا القول ضعيف الذي يظهر انه ليس ضعيف من جهة المعنى. لان ان في لغة العرب لو قيل لنا ترجموا ان في لغة العرب فنقول معناه حقا. معناه يقينا. لانها مفيدة للتأكيد. معناه معناه مؤكد كدر. اذا ان له معنى دلالي وله معنى اعرابي فلا ينبغي لاجل المعنى الاعرابي ان نلغي المعنى اللفظي للكلمة والعرب تسمي هذه الحروف بحروف المعاني. لان لها معاني مع ما بعدها او مع ما قبلها اذا ان معناها يقينا او مؤكدا. فاذا قال هؤلاء الاصوليون واهل البيان ان معناه التأكيد معناه اليقين. ثم قالوا ما ليس الجملة مستقيمة. يقينا ليس يخشى الله من عباده العلماء الا العلماء فيقدرون بعد ذلك جملة الا وهذا التطويل في الكلام لكن لا يقال ان قولهم باطل. لان الاصل في الكلام عدم التقدير. فقولهم ما بمعنى ليس ثم يقول ليس يخشى الله من عباده الا العلماء يحتاج الى تقدير اخر ولذلك الاصوب هو ما قاله في الاول. نعم. احسن الله اليكم. وقيل انه لا يمتنع ان في هذه الاية بما في هذه الاية بمعنى الذي والعلماء والعلماء خبر والعائد مستتر في يخشى واطلقت ما على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. او ما ملكت ايمانكم يعني هذا القول ايضا له وجه. انما تأتي بمعنى الذي اه مرادا به العقلاء. مرادا به العقلاء قالها وقد جاء اطلاق ما على الملائكة ومعقل العقلاء. وجاء اطلاق ما عن العقلاء من البشر. فانكحوا ما طاب لكم اي الذي او ما ملكت ايمانكم الذي ملكت ايمانكم. فاذا جاءت كلمة ماء بمعنى الذي فالفعل الذي بعده يكون الظمير فيه مضمرا. يعني تقدره انت فمعنى وما ملكت ايمانكم او الذي ملكته ايمانكم الظمير غير موجود لكن انت تقدره. هكذا في الاية اذا قلنا ان ماء بمعنى الذي فيكون المعنى ان الذي يخشى الله من عباده العلماء والامر كما قال والعلماء خبر ان الذي يخشى الله من عباده العلماء وهنا يأتي السؤال طيب اقحام جملة يخشى الله من عباده ايش يكون قالوا تقدير الظمير فالمعنى ان الذي يخشى الله من عبادي هم العلماء او يخشى الله هم من عباده العلماء فعلى كل حال هذا ايضا له وجه نعم احسن الله اليكم. واما دلالة الاية على الثاني وهو نفي الخشية عن غير العلماء. فمن صيغته انما اما قول الجمهور وانما هي الكافة فنقول اذا دخلت ما الكافة على ان افادت الحصر هذا هو الصحيح وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول اصحابنا كالقاضي وابن عقيل والحلواني والشيخ موفق الدين وفخر الرازي اسماعيل وين فخر وفخر الدين اسماعيل ابن علي صاحب فخر الدين ويقول من اصحابنا هذا ترى حنبلي الرازي موب حنبلي الرازي شافه على قول وحنفي على قول. نعم. احسن الله اليكم. فلا تدخل هذا بهذا. وفخر الدين احسن الله اليك. وفخر الدين اسماعيل ابن علي صاحب ابن ابن هم. ابن المنى او ابن المنجع. نعم للمنى نعم. وعندكم نسخة ثانية من المنى ها؟ ما في منجا في نسخة على كل حال. المهم المقصود به هو فخر الدين اسماعيل ابن علي نعم الحنبلي. نعم. احسن الله اليكم. وهو قول اكثر الشافعية كابي حامد وابي الطيب والغزالي وقول طائفة من الحنفية كالجرجاني يعني كالجرجاني وكثير من المتكلمين في القاضي ابي بكر وغيره وكثير من النحات وغيرهم بل قد حكاه ابو علي كما ذكره الرازي عن عن النحات جملة ولا ولكن اختلفوا في دلالة عن النفي هل هو بطريق منطوق او بطريق المفهوم؟ فقال كثير من اصحاب الاخ القاضي في احد قوله وصاحبه ابن ابن والشيخ موفق الدين ان دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول ابي حامد وابي الطيب من والجرجاني من الحنفية وذهبت طائفة من اصحابنا كالقاضي في قوله الاخر وابن عقيل والحلواني الى ان دلالتها على بطريق المفهوم وهو قول كثير من الحنفية والمتكلمين واختلفوا ايضا هل هل دلالتها على النفي بطريق النص او الظاهر فقالت طائفة انما تدل على الحصر ظاهرا. ويحتمل التأكيد وهذا الذي حكاه الامدي عن القاضي ابي بكر والغزة وغيرهم في نطق كلمة الاعمودي بظم الميم وليس بالكسر. اه اه قيل نسبة الى منطقة يقال لها امد. اما الامدي نسبة الى اه يعني الجائي والمراد هنا نسبة للمنطقة وليس نسبة الى الفعل. الامودي نعم. احسن الله اليكم. وغيرهم من وهاي وهو قول يشبه من قول من يقول ان دلالتها بطريق المفهوم فان اكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر الى النص وظاهر كلام كثير من اصحابنا وغيرهم ان دلالتها على النفي والاثبات فداهما بطريق النص. لانهم جعلوا انما كالمستثنى والمستثنى منه سواء. وعندهم ان الاستثناء من الاثبات نفي. ومن النفي اثبات لها لا لا محتمل واما من قال ان الاستثناء ليس اثبات النقيض بل لدفع الحكم اما مطلقا او في الاستثناء من الاثبات وحده كما يذكر عن الحنفية وجعل من باب المفهوم الذي ينفونه فهو يقول ذلك فيه انما بطريق الاولى فظهر بهذا ان المخالف في افادتها الحصر هو وقول هو قول هو من القائلين بان دلالتها على النفي بالمفهوم. وهم قسمان احدهما من لا يرى كون المفهوم حجة كليتك الحنفية ومن وافقهم من المتكلمين. والثاني من يراه حجة في الجملة ولكن ينافيه ها هنا بقيام ولكن ينفيه ها هنا لقيام الدليل عنده على انه لا مفهوم لها. واختاره بعض المتأخرين من اصحابنا وغيرهم وبيان ذلك ان انما مركبة من ان المؤكد وماء الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من ان والزائد لا معنى والزائد لا معنى له. نعم نعم اكثر ما يقال انه يفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها. فاما ان يحدث معنى اخر وقد تقدم بيان بطلان قول من ادعى ان ما نافية وان النفي فيما عدا المذكور مستفاد منها وايضا فورودها لغير الحصر كثير جدا كقوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجل قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. وقول النبي صلى الله الله عليه وسلم انما الربا في النسيئة. وقوله انما الشهر تسع وعشرون. وغير ذلك من وغير ذلك من نصوص ويقال انما العالم زيد ومثل هذا لو اريد به الحصر لكان لغزا وقد يقال ان اغلب مواردها مواردها ان اغلب مواردها لا تكون في لا تكون فيه للحصر. فان قوله تعالى انما الله اله واحد تفيد الحصر المطلقات فانه سبحانه وتعالى له اسماء وصفات كثيرة. له اسماء وصفات كثيرة غير توحده غير توحده الالهية وكذلك قوله قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد. فانه فانه لم يحصل الوحي لم يحصل الوحي اليه. في هذا وحده. وكذلك قوله انما انت منذر. ومثل وهذا كثير جدا ومما يبين عدم افادة هذا الحصر قوله صلى الله عليه وسلم ما من نبي من الانبياء الا وقد اوتي فمن الايات ما امن على مثله البشر. وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله اليه. فارجو ان نكون اكثرهم تابعين يوم القيامة فلو كانت انما للحصر لبطلت ان تكون سائر ايات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته سوى القرآن ايات له تدل على صدقه لا تفيد الحصر في مثل هذا الكلام وما شابهه. والصواب انها تدل على الحصر ودلالتها عليه بالاضطرار من لغة العرب كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنهي وغير ذلك. ولهذا ارجو انما حروف النفي والاستفهام في قوله تعالى انما تجزون ما كنتم تعملون. فانه كقوله وما لقوله انما الهكم اله واحد. وقوله ان الله اله واحد. انما الهكم الله الذي لا اله الا هو فانه فانه كقوله وما من اله الا الله وقوله ما لكم من اله غيره. ونحو ذلك ولهذا ولهذا كانت كلها واردة في سياقنا في الشرك وابطال الهية ما سوى الله سبحانه. واما انها مركبة من ان ما الكافة فمسلم ولكن قولهم ان ماء الكافة اكثر ما تفيد قوة التوكيد لا تفيد معنى زائدا يجاب عنه احدهما ان مال كافة قد تثبت معنى زائدا وقد ذكر ابن مالك انها اذا دخلت على الباء احدثت مع التقليد كقول الشاعر فلان صرت فلئن صرت لا تحير جوابا لبما قد ترى وانت خطيب قال وكذلك تحدث في الكاف معنى وكذلك تحدث في الكاف معنى التعليل. في نحو قوله تعالى اذكروه كما ولكن قد قد نوزع ولكن قد نزع في ذلك وادعى ان وادعي ان الباء متى فلسببية؟ وان الكاف بمجردها تفيد التعليل. والثاني ان يقال لا ريب ان ان الكلام وما الزائدة تقوي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصة في هوتا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به وهذا من نوع التوحيد والثبوت ليس معنى اخر مغايرا له. وهو الحصر المدعى ثبوته بدخول فلم يخرج عن افادة قوة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكر اذ مستنكر ثبوت معنى اخر بدخول الحرف الزائد من غير ما يفيده الحرف الاول الوجه الثالث ان ان المكفوفة المكفوفة بما استعملت في الحصر فصارت حقيقة عرفية فيه يصير له واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه اصل الوضع. وهكذا يقال في الاستثناء فانه وان كان في الاصل الاخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفية في مناقضة مستثنى منه. وهذا شبيه بنقل بنقل اللفظ عن المعنى الخاص الى العام اذا صار حقيقة عرفية فيه كقولهم لا اشرب له شربة ماء ونحو ذلك. وكنقل الامثال دائرة ونحوها مما ليس هذا موضع بسطه. وهذا الجواب ذكره ابو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي ان دلالة انما على الحصر انما هو بطريق العرف والاستعمال لا باصل وضع اللغة وهو قول حكاه غيره في المسألة. واما قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. وقوله صلى الله عليه وسلم انما وقوله انما الشهر تسع وعشرون. وقولهم انما العالم زيد ونحو ذلك فيقال معلوم من كلام العرب بانهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارة لانتفاء ذاته وتارة لانتفاء فائدته ومقصوده. ويحصرون الشيء في غيره تارة حصار جميع الجنس فيه وتارة للانفصال المفيد او الكامل فيه. ثم انهم تارة يعيدون النفي للمسمى وتارة الى الجسم قد يكون اولى بالعدم من المعدوم المستمر عدمه. لانه قد يكون فيه ضرر. فمن قال الكذب فلم يقل شيئا. ومن لم اعمل ما ينفعه بل يضره فلم يعمل شيئا. ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكفار قاف قال ليسوا بشيء في ويقول اهل الحديث عن بعض عن بعض الرواة المجروحين او الاحاديث الواهية ليس بشيء. اذا لم يكن مما ينتفع به في في رواياته لظهور كذبه عمدا او خطأ. ويقال ايضا لمن خرج عن موجب الانسانية في الاخلاق ونحوها. هذا ليس بادمي ولا الانسان وما فيه انسانية ومنه قول النسوة عن يوسف عليه السلام ما هذا بشرا؟ ان هذا الا لكم كريم. وكذلك قول الله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. وقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس ليس المسكين بهذا الطواف الذي لترد اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان انما المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا فيسأله ولا يسأل الناس الحافا. وكذلك قال ما تعدون المفلس فيكم. قالوا الذي لا درهم لهم ولا دينا قال ليس ذلك بالمفلس ولكن المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات بحسنات امثال الجبال امثال الجبال ويجئ وقد شتم هذا وضرب هذا واخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فاذا لم فقال له حسنة اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم القي في النار. وقال ما تعدوا له طوئا رخوبا فيكم قالوا الرخوب من لا يولد له. قال الركوب من لم من لم يقدم من ولده شيئا وكذلك قال عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. الاسوأ في ظبط السرعة بالسرعة فتح الراء والعين. ظم الصاد نعم. احسن الله اليك وقوله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى وانما الغنى غنى النفس ورينا فهذا كله نفي لحقيقة الاسم من جهة المعنى الذي يجب اعتباره فان اسم الرخوب والمفلس والغنى والغنى والغني والغنى والشديد ونحو ذلك انما تعارفه الناس فيمن عدم ماله وولده او حصل له في بدنه والنفوس تجزع من الاولين وترغب في الاخريين في الاخرين. في الاخرين فيعتقد انه هو الاسهم في الاخرين. نعم. اولين اخرين. نعم. احسن الله اليك. فيعتقد انه هو المستحق لهذا الاسم دون غيره فبين صلى الله عليه وسلم ان حقيقة ذلك المعنى ثابتة لغير هذا المتوهم وجه المقدر بذلك الغير. فان من عدم المال والولد يوم القيامة حيث يضر عداه فحيث يضر عدمه احق احق باسم المفلس والرقوب ممن ممن يعدم ما هو مما يعدمهما حيث قد لا يتضرر بذلك ضررا معتبرا. وكذلك وجود غنى النفس وقوتها. احق بالمدح والطلب من قوة البدن وغنى المال. وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم انما الربا في النسيئة. ولا ربا الا في النسيم فان جبل عامة الشامل للجنسين والجنس الواحد المتفقة صفاته انما يكون في النسيا. واما ربا الفضل فلا لا يكون الا في الجنس الواحد ولا يفعله احد الا اذا اختلفت الصفات كالمضروب بالتبر والجيد والجيد بالرديء اما مع استواء الصفات فلا يبيع احدا درهم بدرهمين وايضا فربا الفضل انما حرم لانه ذريعة الى ربا نسيا كما في مسند عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تبيعوا الدرهم بالدرهمين فاني اني اخشى عليكم وهو وهو الربا. فالربا فالربا المقصود الاول هو ربا النسيئة. فاذا باع مائة بعشر مائة بمائة وعشرين مع اتفاق الصفات ظهر ان الزيادة قابلت الاجل الذي لا منفعة فيه. وانما دخل فيه للحاجة. ولهذا لا لا يضمن ولهذا لا يضمن الاجال باليد ولا بالاتلاف. فلو بقيت العين في يده او المال في في ذمته مدة لم يضمن لم يضمن الاجل بخلاف زيادة الصفة فانها مضمونة في الاتلاف والغصب. وفي المبيع اذا قابلت غير فلهذا قيل انما الربا في النسيئة ولا ربا الا في النسيئة. فان المستحق فان المستحق وقال اسمي الربا في الحقيقة هو ربا نسيه. وكذلك نفى الاسماء وكذلك نفى نفى الاسماء. نفي نفي الاسماء الشرعية لانتفاع بعض واجباتها كقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الى قوله اولئك هم المؤمنون حقا فهؤلاء هم المستحقون لهذا الاجتماع على الحقيقة الواجبة دون من اخل بشيء من واجبات الايمان. ولهذا ينفي ايمانه الاسلام عمن في عمل انتفى عنه بعض واجباتها كقوله لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. الحديث. وقوله ومن سمع المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. وقوله المؤمن من امنه الناس على جبالهم اموالهم والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله. ومثل هذا كثير. وكان وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم انما الشهر تسع وعشرون وقوله الشهر تسع وعشرون. فان هذا هو عدد الشهر لازم الدائم واليوم الزائد على ذلك جائز يكون في بعض في بعض الشهور ولا يكون في بعضها خلال التسعة والعشرين فانه يجب عددها واعتبارها بكل حال. وهذا كما يقال الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فهذا هو الذي لا بد منه وما زاد على ذلك فقد يجب على الانسان وقد يموت قبل التمكن. فلا يكون الاسلام في حقه الا ما تكلم به فحاصل الامر ان الكلام الخبري هو اما اثبات او نفي. فكما انهم في الاثبات يثبتون الشيء اسمنت يثبتون للمسمى اسم الشيء اذا حصل فيه مقصود الاسم. وان انتهت سورة المسمى فذلك في النفي فان ادوات النفي تدوم انتفاء اسم بنتفاء مسمى قد يدل تارة على انه لم يوجب صلاة. لم يوجب صلاة وتارة لانه لم توجد حقيقة مقصودة بالمسمى وتارة لانه لم تحمل تلك لم تحمل تلك الحقيقة وتارة لان ذلك المسمى فلا ينبغي ان يكون المقصود المقصود غيره. نعم. وتارة لاسباب اخرى وهذا حسب ما حسب ما يقتضيه الكلام وحسب كما يقتضيه سياق الكلام وما اختارنا به من القرائن اللفظية التي تخرجه عن كونه حقيقة عند الجمهور. لكون المركب قد صار موضوعا ذلك المعنى ومن القواعد الحالية التي تجعله مجازا عند الجمهور. واما اذا اذا اطلق الكلام مجردا عن القريبتين فمعناه والسلب المطلق وهو اكثر الكلام. وهذا الجواب ملخص ملخص من كلام شيخ الاسلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله. واما قوله تعالى انما الله اله كلام شيخ الاسلام ويلخص لنا يعني فائدة النعمة اما البحث بالتفصيل وفائدة انما فذكرته في كتابه التبيان في انواع علوم القرآن في بيان معاني الحروف ومنها حرف النماء. وهو موجود باكثر من هذا واطول من هذا في كتب الاصوليين. الذين ادخلوا فلسفتهم في اللغة العربية. لكن طالب العلم يكفيه ان يفهم ان انما او اي اسلوب حصري يأتي في كلام الناس وفي كلام الشارع وفي كلام اللغة العربية في الاصل يعني عرفا وشرعا ولغة انما تأتي على ثلاثة انحاء. تأتي لنفي الاسم. كقولك آآ في الاثبات انما رجل عندنا فكأن المعنى ما عندنا امرأة. اذا انت نفيت الاسمية وحقيقة الشيء. وهذا هو الاصل عند الاطلاق تأتي انما لنفي المعنى دون الاسم. فعندما تقول اه مم ان ما عندنا رجل ثم نظرنا فوجدنا رجلا عندك. فالنفي هنا والحصر المقصود به معنى الرجولية فكأنك تقول عندنا مسمى الرجل لكن حقيقته ما هو برجال. وهذا يأتي. لذلك ننتبه مثل قوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة الا بالطهور. طيب واحد يمكن يقول والله انا صليت بدون وضوء شلون تقولون ما في صلاة بالطهور؟ لا لا صلاة الا بالطهور يعني حكمه حكمه وليست صورة الفعل. وصورة الفعل قد تكون من غير قد تكون من غير المتيمم قد تكون من المستهزئ قد تكون من المنافق اذا لابد ان ننتبه ان النفي قد يكون للاسم قد يكون لحقيقة الشيء دون الاسم. قد يكون لكمال الشيء. ولكن اذا كان في اه خطاب ما يتعلق بمسائل الاعتقاد ومسائل اه الفقه فان الشريعة لا تأتي نفي لمجرد الكمال. ومن هنا نفهم معنى لا صلاة الا بفاتحة الكتاب هذا النفي والحصر لا يمكن ان يكون للكمال. وانما لحكم الصلاة. اي لا توجد صلاة شرعية بدون فاتحة لا ايمان لمن لا امانة له. ما يصير تقول المقصود الايمان الكامل المستحب. لا. الشريعة لا تأتي بالحصر والنفي على مجرد الكمال المستحب. فلابد ان تدرك ان النفي والحصر انما هو الكمال الواجب او حقيقة الشيء او لاسم الشيء واما الكمال المستحب فقد يأتي في كلام او في كلام الناس ولكن لا يأتي في كلام الشارع. هذه خلاصة يعني هذه المسألة. نرجع الى الاية انما يخشى الله من عباده العلماء. قد يوجد عالم فاجر لا يخشى الله عز وجل. مبتدع فاجر ظالم فاسق. اذا نفهم هنا ان المراد بالحصر حصر حقيقة العالم وليس مسماه. ومسمى العالم قد يوجد. كما قال جل وعلا في محكم التنزيل مثله الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا. اذا هم حملة علماء ولذلك الله عز وجل سماهم احبار قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم بابا من دون الله وقال فرأيت الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منه اتيناه اياتنا يقول يعني عادوا اذا افهم ان انما يخشى الله من عباده العلماء مع ان الواقع انه قد يوجد عالم مبتدع. عالم مشرك كعلماء اليهود والنصارى. عالم مبتدع كعلماء الضلالة. عالم فاسق عالم فاجر عالم ظالم قد يوجب. فنفهم ان الحصر المقصود به حقيقة معنى العالمين وليس اسم وليس الاسم. ولا يمكن ان نحمل ان المقصود هنا ان الخشية من الصفات المستحبة حب في العلماء. لا يمكن لان الحصر يأبى هذا المعنى. اذا الخشية لازمة للعالم. فاذا رأيت عالما اخشى الله لا يجوز ان تطلق عليه اسم العالم الا بقيت. فتقول عالم ضلالة علموا البدعة. عالم فسق علموا الظلم وهكذا ونحو ذلك. نعم. احسن الله اليكم واما قوله تعالى انما الله اله واحد وقوله انما انت منذر ونحو ذلك. فالجواب عنه ان يقال الحصر تارة يكون من كقوله انما الهكم الله الذي لا اله الا هو ونحو ذلك وتارة يكون خاصا بما يدل عليه سياق الكلام فليس الحصر ان ينفي عن الاول كل كل ما سوى الثاني مطلقا. بل قد ينفي عنه ما ما يتوهم انه ثابت له من ذلك النوع الذي اثبت له في الكلام فقوله اننا الله اله واحد. فيه نفي تعدد الالهية في حقه سبحانه وانه لا اله غيره ليس المراد انه لا صفة له سوى وحدانيته الالهية. وكذلك قوله انما يوحى الي انما الهكم اله واحدة فان المراد به انه لم يوحى الي في امر الالهية الا التوحيد ولا الاشراك الا التوحيد للاشراك والعجب ان ابا حيان الاندلسي انكر على الزمخشري ادعاء الحصر في هذه الاية لاستلزامه عنده انه لم يوحى اليه غير التوحيد قال ان الحصر ان مات انما تلقى انما تلقي من جهتي. انما المفتوحة الهمزة النم. النمل مفتوحة الهمزة قال ولا يعرف القول بافادتها الحصر الا عند الزمخشري وحده. ورد على ذلك شيخ ورد عليه بعد ذلك ورد ذلك عليه شيخنا ابو محمد ابن هشام بناء بناء على ان ان المفتوح فرع من ان المكسورة على المكسورة على الصحيح. يعني المقصود هو مقصود ابن هشام ان ان وان في الاحكام متساوية الا من جهة الورود. فتعلمون ان ان تكسر لاسباب معينة كالابتداء واتيانه بعد القول وما في معناه ونحو ذلك. اما ان فتفتح لانها في درج الكلام او تفسيره. اما ما عدا فهي وهي سواء هذا مراد ابن هشام. نعم. احسن الله اليكم. ولهذا صح عن الزنا وقال ولهذا صح للزمخشلي ان ان يدعى انه يدعي ان يدعي انها تفيد الحسرة كأنما انتهى. وهذا كله اولى حاجت اليه في هذه الاية فانما لحصر مستفاد لحصر مستفاد فيها من انما المكسورة التي في اول الاية فلو فلو فلو فرض ان المفتوحة لا تفيد الحصر لم ينتفي بذلك الحصر في الاية على ما لا يخفى. وكذلك قوله تعالى قال انما انت منذر. اي لست رب اي لست ربا لهم ولا مجازيا ولا محاسبا. وليس عليك ان تجبرهم على ولا ان تتكلف لهم طلب الاية التي يقترحونها عليك انما انت منذر فليس عليك الا الانذار كما قال ان فان فعليك البلاغ وعلينا الحساب. وقال فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ومن ها هنا يظهر الجواب عن قوله وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فانه ما من نبي الا وقد اوحي اليه من الايات ما امن على مثله البشر. وان وانما كان الذي اوتيته وحين اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. فالكلام انما سيق لبيان ايات الانبياء العظام الذين امن الذي امن هم بسببها الخلق الكثير. معلوم ان اعظم ايات النبي صلى الله عليه وسلم التي امن عليها اكثر امته هي الوحي. وهو الذي كان ادعوا له الخلق كلهم من اسلم في حياته خوفا فاكثر فاكثرهم دخل لما في قلبه بعد ذلك بسبب سماع الواحد بمسلم مسلمة الفتح. مسلمة الفتح وغيرهم. فالنبي توجه فالنفي توجه الى انه لم اياته التي اوجبت اسلام الخلق الكثير من جنس ما كان لمن قبلهم مثل ناقة صالح وعصى موسى ويده وابراء المسيح وابراء المسيح الاكمع والابرص واحياء الموتى ونحو ونحو ذلك. فان هذه اعظم ايات الانبياء قبله. وبها امن البشر لهم اما اياته وصلى الله عليه وسلم التي امن البشر عليها في حياته وبعد وفاته فهي الوحي الذي اوحي اليه. وهي التي توجب ايمان البشر الى يوم القيامة. كما قال تعالى واوحى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن ولهذا قيل ان ايات الانبياء انقطعت بموتهم وايته صلى الله عليه وسلم باقية الى يوم القيامة فمما لم ينتفعا انما في شيء من هذه الانواع التي تاهموها ان الحصر قد جاء فيها وفي مثلها بالا كما جاء بانما فانه جاء لا ربا الا في النسيان كما جاء انما الربا في نسيه. وجاء في القرآن وما محمد الا رسول قد اخرجت من قبله الرسل كما جاء انما انت منذر وكقول وكذلك قوله ما المسيح ابن مريم الا رسول؟ ومثل ذلك كثير. فهذا وجه افادته. الحصر في هذه الاية على القول المشهور. وهو ان ما في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء هي الكافة واما على قول من جعلها موصولة فيفيض الحصر من جهة وهو انها اذا كانت موصولة فتقدير الكلام ان الذين يخشون الله هم العلماء وهذا ايضا يفيد فان الموصول يقتضي العموم لتعريفه. وان كان عاما لزم ان يكون خبره عاما ايضا. لان لا يكن الخبر واخص من المبتدأ. وهذا النوع من الحصر يسمى حصر المبتدأ في الخبر. ومتى كان المبتدأ وعامدا فلا ريب فيه سعادته الحصر. واما دلالة الاية على الثالث وهو نفع العلم عن غير اهل الخشية. فمن جهة الحصر ايضا فان الحصر المعروفة طرد الشيء فهو حاصل. فهو حصر. الاول فهو حصر الاول في الثاني. حصر الاول في الثاني فهو حصر الاول في الثاني وهو ها هنا حصر الخشية في العلماء. واما حصر الثاني في الاول فقد ذكره الشيخ ابو العباس ابن تيمية رحمه الله وانه قد يكون مرادا ايضا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين مثل ذلك. كقوله انما انما نديرو من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب. وقوله انما انت منذر من يخشاها وقوله انما يؤمن باياته الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع. قال وكذلك الحصر في الاية اعمى اعني قوله انا يخشى الله من عباده علماء فيقتضي ان كل من خشى الله فهو عالم. او يقتضي حال من يخشى الله من يخشى ومن يخشى الله. يعني كلام شيخ الاسلام واضح. ان الحصر يصير من الطرفين فمن يقول مثلا انما انت منذر. يصح ان تقول انما المنذر رسول الله. تعكس تقول انما يخشى الله العلماء. ويصح ان تقول انما العلماء يخشون الله. فالحصر من الطرفين فيقتضي ان كل من خشي الله فهو عالم. وهذا هو حقيقة العالم ويقتضي ان العالم هو الخاشع او الذي يخشى الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم. وبيان الحصر الذي ذكره الشيخ رحمه الله في هذه الاية ان انما تنذر من اتبع الذكرى وخشي الرحمن بالغيب. فيه الحصر من الطرفين فانه اقتضى ان انذاره مختص بمن تبع الذكرى وخشي الرحمن بالغيب فان هذا هو المختص بقبول الانذار والانتفاع به. فلذلك نفل انذر عن غيره. والقرآن مملوء بان الانذار انما هو للقاء الاخاء. للقاتل. نعم. للقاتل خاصة. ويقتضى ويقتضي انه لا الذكرى ويخشى الرحمن بالغيب الا من انذر اي من قبل انذاره وانتفع من قبل انذاره وانتفع به فان اتباع الذكر وشيطان الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الانذار كما يختص قبول الانذار والانتفاع به باهل كما يختص قبول الانذار الدفاع به باهل الخشية واتباع الذكر. وكذلك قوله انما انت منذر من يخشاها. وقوله وانما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا. العبارة السابقة مملوء بان الانذار الي خالص وقوله انما يؤمن باياتنا الذين يتذكروا بها الجزاء فان انحسار الانذار في اهل الخشية والانذار كالحصار اهل الخشية في اهل الانذار الذين خروا سجدا في اهل الايمان ونحو ذلك ونحو ذلك فكذلك قوله انما يخشى الله من عباده العلماء وقد فسرها السلف بذلك ايضا كما سنذكره ان شاء الله تعالى ونذكر شواهد وها هنا نكتة حسنة وهي ان ان قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قد قد علم انه قد علم انه يقتضي ثبوة الخشية للعلماء لكن هل يقتضي ثبوتها جنس العلماء كما يقال انما يحج المسلمون او لا يحج الا مسلم فيقتضي ثبوت الحج لجنس المسلمين لا لكل فرد طرد منهم او يقتظي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء لكل واحد واحد من العلماء. هذا الثاني هو الصحيح وتقريره من جهتين. الجهة الاولى ان الحصر ها هنا من الطرفين حصر الاول في الثاني وحصر الثاني في الاول. كما تقدم بيانه فحصل خشية في العلماء فحصر الخشية في العلماء يفيد ان كل من خشي الله فهو عالم. وان لم يفد بمجرده ان كل عالم فهو يغفر الله ويفيد ان ان من لا يخشى الله ان من لا يخشى فليس بعالم. وحصر العلماء في اهل الخشية يفيدون ان كل عالم خاش خاش. ان كل عالم خاش فاجتمع من مجموع الحصرين. اصله اصله خاش اصله خاشي حذف الياء. نعم. احسن الله اليكم. فاجتمع من مجموع اخواني في بيوت خشيتي لكل فرد من افراد العلماء. والجهة الثانية ان المحصور ان المحصور هل هو مقتضى ام مقتضى؟ هل هو مقتضى فيه او هو شرط له. قال الشيخ ابو العباس رحمه الله في هذه الاية وامثالها هو مقتضى. فهو عام فان العلم بما عند ربه الرسل يوجب الخوف. ومراده بالمقتضى العلة المقتضية. وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كاسباب الوعد والوعيد ونحوهما فانها مقتضيات وهي عامة. ومراده بالشرط ما يتوقف كثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي من عدم من علمه وعلم مشروط. ولا يلزم من وجوده وجود مشروط الاسلام بالنسبة للحج والمانع بخلاف الشرط وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود. وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع انما يتم على قول من من يجوز تخصيص العلة واما من لا يسمى واما واما من لا ما يسمى من لا من لا يسمي علة. واما من لا يسمي علة الا ما استلزم الحكم ولزم من وجوده وجود وهو على كل حال فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة اجزاء العلة. فالمقصود هنا ان العلم اذا كان سببا مقتضيا للخشية ثبوت الخشية تماما لجميع افراد العلماء لا تتخلف الا لوجود مانع ونحوه. لا شك ان المقصود انما يخشى الله من عباد العلماء. المقصود حصر الخشية في كل فرد. لان الالف واللام في كلمة العلماء الجنس واذا قلنا لاستغراق الجنس فهو يشمل كل فرد منهم. وليس المقصود هنا مجرد الجنس. نعم. احسن الله اليكم. فصل قد تقدم بيان دلالة الاية على ان من خشي الله واطاعه وامتثل اوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لانه لا يخشاه الا عالم. وانا في الخشية عن غيره العلماء هنا في العلم عن غيرهم الخشية ايضا. وان من لم يخشى الله فليس بعالم. وبذلك فسرها السلف. فعن ابن عباس قال يريد انما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني. وعن مجاهد الشعبي العالم من خاف الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار لله جهلا وذكر ابن ابي الدنيا عن عطايا خرسانه في هذه الاية قال العلماء بالله الذي لا يخافون وعن الربيع ابن اسم في هذه الاية قال من لم يخش الله فليس بعالم الا ترى ان داود قال ذلك كأنك جعلت العلم خشيتك والحكمة الايمان بك وما علم من لم يخشك وما علم من لم يخشى وما حكمته من لم يؤمن بك وعن الربيع عن ابي العالية يؤتي الحكمة من يشاء قال الحكمة فان خشية الله رأس كل حكمة. وروى سالم من طريق عكرمة. طبعا هنا المصنف كانه لم يفرق وان الخشية والخوف. ولا شك ان الخشية والخوف بينهما عموم. وخصوص خشية متظمنة لمعنى الخوف. لكن الخوف لا يتضمن معنى الخشية. فالخشية خوف عظيم اما الخوف فقد يخاف الانسان من الشيء ولا يعظمه. كما يخاف الظالم ولا يعظمه. وكما يخاف من السبع العادي ولا يعظمه اذن الخشية مخصوصة بالعلماء. لانهم عرفوا محامد الله جل وعلا وعرفوا جماله جلالة فحينئذ حصل لهم الامران معا. الخوف والتعظيم. الخوف لما علموا من صفاته القهرية و الجلالية والخشية والتعظيم لما علموا من صفاته الجمالية ومن صفاته الترغيبية ونحوها. نعم. احسن الله اليكم والدارمي من طريق الاكريم اتى عن ابن عباس انما اخشى الله من عباده العلماء. قال من خشي الله وعالم وعن يحيى ابن جعدة عن علي قال يا حملة العلم اعملوا به فانما العالم من عمل فانما فانما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله. وسيكون اقوام يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم يخالف علمهم عملهم. يخالف علمهم عملهم وتخالف سريرتهم وعلانيتهم. وتخالف سريرتهم علانيتهم. يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا. حتى ان الرجل لا يغضب على جليسه ان يجلس الى غيره ويدعه. اولئك لا تصعد اعمالهم في مجالسهم الى الله عز وجل. وعن مسروق قال كفى بالمرء علما ان يخشى الله عز وجل جهل لن يعجب بعمل بعلمه. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ان يعجب بعلمه نعم. لا هو الكلام الان على العلما ويصير بعلم. ان يعجب بعلمه. لا ينبغي انسان ان ان يعجب بعلمه ولا بعمله. اما العمل اه اذا احسن فيه بشر به فذلك من عجلة وش اما العلم فمهما علم لا يجوز ان يعجب به. لان فوق كل ذي علم عليم. ولان علمه كلما ازداد فيه علم قصر نفسه وطول العلم. فكيف يعجب من كلما زاد من الشيء علم سعته وعلم وسعه وعلم ضعفه وعجزه عن ادراك شيء يسير منه فظلا عن ادراك كونه او كماله او اكثره. نعم احسن الله اليكم. وعن ابن عمر رضي الله عنه وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لا يكون الرجل لا يكون الرجل عالما حتى لا يحسد ما فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بعلمه ثمنا. وعن ابي النحو وعن ابي حازم نحوه نحوه ومنه قول الحسن انما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة البصير دينه المداوم على عبادة ربه. وعن عبيد الله بن عمر ان عمر بن الخطاب سأل عبدالله بن سأل عبدالله بن بسلام ملئ ارباب العلم؟ قال الذين يعملون بما يعلمون. وقال رجل للشعبي افتني ايها العالم. فقال فانما العالم من يخاف الله. وعن الربيع ابن انس عن بعض اصحابه قال علامة العلم خشية الله عز وجل وسئل سعد ابن ابراهيم من افقه اهل المدينة؟ قال لربه وسئل الامام احمد عن معروف وقيل له هل كان معه علم؟ فقال كان معه اصل العلم خشية الله عز وجل. ويشهد لهذا قوله تعالى امن هو قانت يحذر الاخرة فيرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وكذلك قوله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون منه قريبا وقوله انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم. وقوله ثمان ربك للذين عملوا السوء بجهالة. ثم تابوا من بعد لذلك اصلحوا ان ربك من بعدها لغفور رحيم. قال ابو العالية سألت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فقالوا كل من عصى الله عز وجل فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب. وعن قتادة ولا اجمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان كل من عصى ربه فهو جهالة عمدا كان او لم يكن وكل ما شهادة عمدا كان او لم يكن وكل من عصى الله عز وجل فهو جاهل. وقال مجاهد من او شاب فهو بجهالة. وقال ايضا من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته وقال ايضا من عمل سوءا خطأ او اثما عمدا فهو جاهل حتى ينزع منه. وقال ايضا هو وعطاء الجهالة العمد. رواه النووي حاتم وغيره. قال وروي عن قتادته عمرو بن مرة ورياح ذلك وروى وروي عن مجاهد الضحاك قال ليس من ليس من ليس من جهالته ان لا يعلم حلالا ولا حرام ولكن من جهالته حين دخل فيه. وقال عكرمة الدنيا كلها جهالة. وعن الحسن البصري انه سئل عنها فقال هم قوم لم لم يعلموا ما لهم وما عليهم. قيل له ارأيت لو كانوا علموا قال فليخرجوا منها فانها جهالة. ومما يبين ان العلم يجيب الخشية وان فقدها ويستنزف فقد الخشية الوجوه احدها ان العلم لله تعالى وما له من الاسماء والصفات من كبرياء والعظمة والجبروت والعزة. وغير ذلك يوجب خشيته وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية وبهذا فسر الاية ابن عباس فقال يريد انما ايخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلمكم بالله احبكم له وخشية وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وفي المسند وفي كتاب الترمذي من حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني ارى ما ترون واسمع ما لا تسمعون. ان السماء ارضت وحق لها ان تلط. ليس فيها موضع اربع اصابع الا وملك واضع جبهته ساجد لله عز وجل. والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولا وما تلذذتم بالنساء على الفرش. ولخرجتم الى الى الصعداء الى الصعدات الى الصعودات. ولخرجتم من الصعدات تجهرون الى الله عز وجل. وقال الترمذي حسن غريب قال الحديث لو تعلمون ما اعلم لو ضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. حديث ضعيف. ومما يدل على ذلك ان عليه الصلاة والسلام وهو اعلمنا واخشانا لله عز وجل كان يتلذذ بالحلوى والعسل وبالطيب وبالنساء وكان هذا لا ينافي العلم. نعم. احسن الله اليكم. وذكر ابو نعيم قريب من اخوه نعيم وذكر ابو نعيم وغيره بالاسناد عن ابن عباس انه قال للنفل الذين كانوا يختصمون ويتمارون او ما علمتم ان لله عبادا اصمتهم خشية الله من غير بكم ولا عيب. وانهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء. العلماء بايام الله. غير انهم اذا تذكروا عظمة الله طاشت لذلك عقوله وانكسرت قلوبهم وانقطعت السنتهم حتى اذا استفاقوا من ذلك تسارعوا الى الله عز وجل بالاعمال يعدون يعدون انفسهم من المفرطين مع المفرطين وانهم لاكياس اقوياء مع الظالمين والخاطر وانهم لابرار برآء الا انهم لا يستكثرون الا الكثير. ولا يرضون له بالقليل. ولا ولا ولا يدلون عليه بالاعمال هم حيثما لقيتموهم مهتمون مشفقون وجدون خائفون. ما احوجنا في مثل هذه الايام الى مثل هذه الصفات العظيمة. ما احوج المشايخ والمنتسبين الى العلم الى هذه الصفة نعم. احسن الله اليكم. وروى ابن ابي الدنيا اثر عن زياد ابن ابي حبيب انه بلغه ان من جملة العابدين من يسير من عينه امثال الانهار من البكاء. فاذا رفع رأسه قال سبحانك ما تخشى حقا حق خشيتك؟ قال تعالى ذكره لكن الذين يحلفون باسمي كاذبين لا يعلمون ذلك وعن يزيد الرقاشي يقع وعن يزيد الرقاشي. نعم. وعن يزيد الرقاشي قال ان لله تبارك وتعالى ملائكة حول العرش تجري اعينهم مثل الانهار الى يوم القيامة يميدون. كانهم ينفخهم الريح من خشية الله فيقول الرب عز وجل ملائكتي ما الذي يخيفكم وانتم عندي؟ فيقولون يا رب لو ان اهل الارض اطلعوا على عزتك وعظمتك على ما اطلعنا عليها ما اساءوا طعاما ولا شرابا. ولمصطوا في وفيهم الا خرجوا الى الصحارى يثورون كما تثور البقر. القاعدة تحفظها كل حديث فيه ذكرى الوجد او فيه ذكرى المجد مادو او ذكر الميلان فهذا لا يصح. نعم. احسن الله اليكم ومثل هذا كثير جدا. والمقصود ان ان العلم بالله واسمائه وصفاته وافعاله من قدره وخلقه والتفكر في وجاء بآياته المسموعة المتلوة واياته الشاهدة المرئية من عجائب مصدوعته وحكم المبتدعاته ونحو ذلك ونحو ذلك مما يجيب خشية الله ويمنع من ارتكاب نهيه والتفريط في اوامره وهو اصل العلم النافع. ولهذا قال طائفة من السلف كعمر ابن عبدالعزيز وسفيان ابن عيينة وابن عيينة ابن عيينة اعجب الاشياء قلب عرف ربه ثم عصاه وقال بشر ابن الحارث لو تفكر الناس بعظمة الله لما عصوا الله. وفي هذا المعنى يقول الشاعر كيف يعصى الاله؟ او كيف يجحده الجاحد؟ وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد حيدوف ولله في كل تحريكة وتسكينة ابدا شاهدوا. سبحان الله. الوجه الثاني ان العلم بتفاصيل امر الله والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعي والوعيد والثواب والعقاب مع تيقن مراقبة الله واخضاعه ومشاهدته ومقته العاصي وحضور الكرام الكاتبين. كل هذا يوجب الخشية وفعل المأمور وترك المحظور. وانما يمنع وفيها ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الامور والغفلة من اضداد العلم والغفلة والشهوة اصل قال تعالى طبعا الغفلة اصل الشر في المعاصي. والشهوة والهواء اصل الشر في البدع والشركيات. نسأل الله ان يحفظنا واياكم بحفظه. وياكلنا واياكم برعايتي نعم. احسن الله اليكم. قال تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه والشهوة وحدها لا تستقل بفعل السيئات الا مع الجهل. فان صاحب الهوى لو استحضر هذه الامور المذكورة وكانت موجودة في ذكره لاوجبت له الخشية القامعة لهواه. ولكن غفلته عنها مما يوجب نقص ايمانه الذي اصله الجازم المترتب على التصور التام. ولهذا كان ذكر الله وتوحيده والسلام عليه يزيد الايمان. والغفلة والاعراض عن ذلك يضعفه هو ينقصه كما قال كما كان يقول من يقول من الصحابة اجلسوا بلا نؤمن ساعة. وفي الاثر المشهور ويرحم مدى المسلمين عن ابي الجعفر الفطمي عن جده عمير ابن حبيب. عمير ابن حبيب وكان من الصحابة قال الايمان يزيد وينقص؟ قيل وما زيادته ونقصانه؟ قال اذا ذكرنا الله وحدنا وسبحناه فتلك زيادته. واذا واغفرنا ونسينا فذلك نقصانه. وفي مسندي الامام وفي مسندي الامام احمد والبزار. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جددوا ايمانكم. قالوا وكيف نجدد ايماننا يا رسول الله؟ قال قولوا لا اله الا الله. ولهذا كان ولهذا كان الصحيح المشهور عن الامام احمد الذي عليه اكثر اصحابه واكثر علماء السنة من جميع طوايف انما في القلب من التصديق والمعرفة يقبل الزيادة والنقصات. فالمؤمن يحتاج دائما كل وقت الى تجديد ايمانه وتقويته يقينه وطلب الزيادة في معارفه والحذر من اسباب الشرك والريب الشرك والريب والشبهات ومن هنا يعلم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسبقه وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فانه لو كان مستحضرا في تلك الحالة لاطلاع الله عليه ووقته له مع من مع ما توعده الله به من العقاب المجمل والمفصل استحضارا تاما لم تنع منه بعد ذلك وقوع وانما وقع فيما وقع فيه لضعف ايمانه ونقصه. يعني الان لو قيل لرجل ما فهو يسرق هناك كاميرا مباشرة يقلع عن الدم. لماذا؟ صار عنده علم انهم يرونه الذي يزني او يشرب الخمر او يسرق يقال عنه ليس بمؤمن ليس بمؤمن بايش؟ بسمع الله له في في هذه الحالة بنظر الله اليه في هذه الحالة. والا لو كان كذلك فانه لو وضعت الكاميرا لانقلع فكان يجب عليه ان ينقلع عن الذنب لنظر الله. وسمع الله وقدرة الله عز وجل. فهذا وجه ليس بمؤمن ليس المقصود نفي الايمان بالتمام اي ليس مؤمن برؤية الله له بنظر الله اليه وهذا احد الا وجه في تفسير هذا الحديث. نعم الوجه الثالث ان تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه وتصور حقيقة المحبوب يوجب مطالبة فاذا لم يهرب منه فاذا لم يهرب فاذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على ان تصوره لذلك ليس تاما وانما وان كان قد تصور الخبر عنه وتصور الخبر وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير غير تصور المخبر به المخبر به فاذا اخبر بما فاذا اخبر بما هو محبوب او مكروه او مكروه له ولم يكذب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بامور اخرى عن تصور ما اخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب. وفي الاثر المعروف الحسني عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم علمان. فعلم في القلب فذلك فذلك العلم النافع. وعلم على فذاك حجة الله على ابن ادم. الوجه الرابع ان كثيرا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه الرفاعيه بحقيقة قمحه وبغض الله له وتفاصيله وتفاصيل الوعيد فيه. وان كان عالما باصل تحريمه وقبحه لكنه يكون مجاهلا بما ورد فيه من التقليد والتشديد ونهاية القبح. فجهله بذلك هو الذي جرأه عليه واوقعه فيه ولو كان عالما بحقيقة بقبحه لاوجب ذلك العلم تركه خشية ان خشية من عقابه. ولهذا فان القول الصحيح الذي عليه السلف وائمة السنة انه يصح من بعض عن بعض الذنوب دون بعض الخلاف اللي بعض المعتزلة. فان احد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالاخرين جهله بقبحه مرتبته فلا يقلع عنه. وكذلك قد يقهروها ويغلبه في احدهما دون الاخر. فيقلع عما لم يغلبه هواه في دون ما غلبه فيه هواه. ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودة لاقلع عن الجميع. لان اصل الخشية عنده موجودة ولكنها غير تامة. وسبب نقصها اما نقص منه واما غلبته هواه. فنقص توبته شاء من كون المقتضى المقتضى للتوبة من احد الذنبين اقوى من المقتضى للتوبة من الاخر. وكون المانع من التوبة من احدهم ما اشد من الماء من الاخر. الخامس ان كل منالم علم تام جازم بان فعل شيء يضره ضررا راجحا ولم يفعله فان هذا خاصة خاصة فان هذا خاصة العاقل فان نفسه تنصرف عما يعلمه ضرره بالطبع. فان الله جعل في النفس حبا لما ينفعها وبغضا لما يضرها فلا يفعل ما يجزم بانه يضرها الراجح ولا يقع ذلك الا مع ضعيف كاين العقل فان السقوط من موضع عال او في نهر مغرق والمرور تحت حالة يخشى سقوطه ودخول النار المتأججة ورمي المال في البحر ونحو ذلك لا يفعله من هو تام العقل العلمي بان هذا ضرر لا منفعة فيه. وانما يفعله من لم يعلم ضرره كالصبي والمجنون والساهي والغافل واما العاقل فلا يقدم على ما يضر مع علمه بما فيه من الضرر الا لظنه ان منفعته راجحة اما ان يجزم بان ضرره مرجوحا او يظن ان خيره راجح كالذي يركب البحر ويسافر ويصفارا خطرة للربح. فانه لو جزم بانه يخسروا لما فعل ذلك وانما اقدم عليه لترجيح السلامة عنده هو الربح. وان كان قد يكون مخطئا في هذا الظن. وكذلك الزاني والسارق ونحوهما لو حصل لهم جزم باقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك لم يقدموا على ذلك. فاذا علم هذا فاصل يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بانها تضرهم ضررا راجحا. اظن انها تنفعه نفعا راجحا وذلك كاف ولا فكله جهل اما بسيط واما مركب. ولهذا يسمى حالة فعل السيئات الجاهلية. من هذا يسمى حالة فعل ولهذا ما يسمى حال فعل السيئات الجاهلية فان صاحبها في حال في حال الجاهلية. ولهذا كان الشيطان يزين السيئات ويأمر بها ويذكر ما فيها من المحاسن التي يظن انها التي يظن انها منافع لا مضار. كما اخبر الله تعالى عنه في قصة ادم انه قال منها فبدت لهما سوءاتهما. وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالقين وقال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانه لصدونهما للسبيل ويحسبون انهم مهتدون. وقال تعالى افمن وزين له سوء عمله فرآه حسنا. وقال تعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتلى شركاؤهم ليرجوهم وليلبسوا عليهم دينهم. وتزين اعمالهم يكون بواسطة الملائكة والانبياء والمؤمنين للخير وتزيين الشياطين الانس الانس والجن للشر. وقال تعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم الشورى جاءهم ليؤدوهم وليلبسوا عليهم دينهم. ومثل هذا كثير. فالفاعل بالذنب لو جزم وبانه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله لكنه يزين لهما فيه من لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظن انها مصلحة. ولا يجزم بوقوع عقوبة ليرجوا العفو بحسناتنا وبعفو الله ونحو ذلك. وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الانفس. ولو كان وعلم كامل لعرف لعرف به ضرر السيئة. واوجب له ذلك خشية من اتى من واقعتها هذا بالوجه السادس وهو ان لذات الذنوب لا نسبة لها الى ما فيها من الالام والمفاسد البتة فانها ذاتها سريعة انقضاء وعقوباتها والامها ضعف ذلك. ولهذا قيل ان الصبر على المعاصي اهون من الصبر على عذاب الله اه وقيل رب شهوة او رمت حزنا طويلا وما فيه وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب من اللذة فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه سمومي بما يمرض ويقتل او يقتل. ومن ها هنا يعلم انه لا يؤثر لذات الذنوب الا من هو جاهل بحقيقة بها كما لا يؤثر اكل الطعام المسموم لذته الا من هو جاهل بحاله او غير عاقل. ورجاءه التخلص من شرها بتوبتنا وعفوك او غير ذلك كرجاء اكل الطعام المسموم الطيب الخلاص من شر سمه بعلاج او بغيره وهو في غاية الحمق الجهل فقد لا يتمكن من التخلص منه بالكلية فيقتله سمه او وقل لا يتخلص منه تخلصا تاما فيقول مرضه. وكذلك وقد لا يتمكن من التوبة فان من وقع في ذنب تجرأ على غيره. وهان عليه خوض الذنوب عسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل من عقوبة الذنب الذنب بعده. وقد دل على وقد دل على ذلك القرآن في غير موضع. وانه واذا قدر انه تاب منا فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الحاصلة التي تمحو اثره بالكلية. وان قدر ان حسنة قال فلا يزال حسنة حسنة. قال فلا يزال حسنة تقبل فيسجد وسيئة تغفر فيسجد فلا ترى الخلائق منه الا السجود. قال حتى تنادي الخلائق بعضها بعض بعضها بعض طوبى لهذا العبد انه انه وقدر انه تمكن من ذلك فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة الندم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الاعمال الصالحة المشقة من الالم والمشقة ولهذا قال الحسن ترك الذنب ايسر من طلب التوبة ويكفي المذنب ما فاته في حال شغاله اشتغاله بالذنوب والاعمال الصالحة التي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها. وقد اختلف بعض الناس في التائب هل يمكن عوده الى ما كان عليه قبل قبل والقول بانه لا يمكن عوده الى ما كان عليه قول ابي سليمان الدارني وغيره واختلفوا وكذلك اختلفوا في خوتي الى استكملت شروطها شروطها هل يجزم بقبولها على قولين؟ طبعا قول ابي سليمان الداراني بان التائب من المعصية آآ لا يمكن عوده الى ما كان عليه هذا فيه نظر. بل كم من تائب من كفره او شركه او بدعة او معصية صار حاله الثاني احسن من حاله الاول. وذلك لان بعض الناس تحرقه نار الكفر او الشرك او البدعة او المعصية فيصير ابعد من هذه الافات لانه قد ذاق قرارتها فهذا وجه وقول ابي سليمان الدراني مرجوح. نعم احسن الله اليكم. فالقاضي ابو بكر وغيره من المتكلمين على انه لا لا يجزم بذلك ولكن كثير من اهل ولكن كثير من اهل السنة والمعتزلة وغيرهم على انه يقطع بقبولها. وان قدر انه عفي عنه من غير توبة. فان كان ذلك بسبب امر مكفر نعلبو كالمصائب الدنيوية وفتنة امر مكفر عنه كالمصائب الدنيوية وفتنة القبر واهوال البرزخ واهوال الموقف ونحو ذلك فلا يستنب عاقل ان ما في هذه الامور من الالام والشدائد اضعاف اضعاف ما حصل على المعصية من اللذة وينعف عنه بغير سبب ومن هذه الاسباب المكفرة ونحوها فانه لابد ان تلحقه عقوبات كثيرة منها ما فاته من ثواب المحسنين فان الله تعالى وان عفا عن الذنب عن المذنب فلا يجعله كالذين امنوا وعملوا الصالحات. كما قال تعالى ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ما يحكمون. وقال ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في ان نجعل المتقين كالفجار. ولهذا قال بعض السلف عد ان المسيء قد عفي عن اليس قد فاته ثواب المحسنين؟ ولولا ان الله تعالى رضي اهل الجنة كلهم بما حصل لهم من المنازل لتقطعت اصحاب اليمين حسرات العلامة فاتح من منازل المقربين من امكان مشاركتهم لهم في الاعمال التي نالوا بها منازلهم العالية وقد جاء في الاحاديث والاثار انهم يقولون الم نكن مع هؤلاء في الدنيا؟ فيقال كنتم تفطرون وكانوا يصومون وكنتم تنامون وكانوا يقومون. وكنتم تبخلون وكانوا ينفقون ونحو ذلك. وكذلك جاء ان الرجل من اهل عليين لا يخرج فيسير في ملكه فما تبقى خيمة من خيم اهل الجنة الا دخلها من ضوء وجهه فيستبشرون فيقولون واها لهذه الريح هذا رجل من اهل عليين قد خرج يسير في ملكه وقد روي من حديث ابن مسعود مرفوعا وروي من كلام كعب ومنها ما يلحقه من الخجل والحياء من الله عز وجل عند عرضه عليه وتقريره باعماله وربما كان ذلك اصعب عليه من دخول النار ابتداء. وقد اخبر بذلك بعض المحتضرين المحتضرين في زمان السلف عند احتضاره وكان اغمي عليه حتى ظن انه مات ثم افاق فاخبر بذلك وجاءت تصديق ذلك في الاحاديث والاثار. كما روى عبدالله ابن الامام احمد في كتاب الزهد باسناد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال يدني الله عز وجل العبد يوم القيامة فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها كلها فيستره من الخلائق كلها. كلها ويدفع اليه كتابه في ذلك الستر. فيقول في ذلك الستر فيقول اقرأ يا ابن ادم كتابك قال فيمر بالحسنة فيبيض لها وجهه ويسر بها قلبه. قال فيقول الله عز وجل اتعرف يا عبدي؟ فيقول نعم يا ربي اعرف. فيقول اني قد قبلتها منك. قال فيخر لله ساجدا. قال فيقول يقول الله عز وجل ارفع رأسك يا ابن ادم وعد وعد في كتابك قال فيمر فيسود لها وجهه ويوجل منها قلبه. وترتعد منها فرائصه. ويأخذ منه الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره قال فيقول الله عز وجل لا تعرف يا عبدي فيقول نعم يا رب اعرف. قال فيقول اني قد غفرت هالكه. قال فلا يزال لم يعصي الله قط ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله عز وجل مما قد وقفه عليه. روي معنى ذلك كان ابي موسى وعبدالله بن سالم وغيرهما. ويشهد بهذا الحديث عبدالله بن عمر الثابت في الصحيح من حديث النجوى ان النبي صلى الله عليه قال اذا كان يوم القيامة دعا الله دعا الله بعبده فيضع عليه كنفه فيقول الم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا كده يعني يضع عليه طرفه وفسر الكنف ايضا بمعنى فيظهر عليه كنافة اي فيظعه بين يديه بحيث لا يراه الا هو وهو لا يراه الا الله عز وجل. نعم الله عليك. فيقول الم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول العبد بلى يا رب. فيقول فاني قد سترتها وعليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم. وهذا كله في حق من يريد الله عز وجل ان يعفو عنه ويغفر له. فما الظن بغير ولهذا في مراسيل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله ان يستر على عبده يوم القيامة ذنوبه فيما بينه وبينه ثم غفرها له. ولهذا كان اشهر القولين ان هذا الحكم عام في حق التائب وغيره وقد ذكره ابو سليمان الدمشقي عن اكثر العلماء واحتجوا بعموم هذه الاحاديث مع قوله تعالى ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرته ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا وقد نقل ذلك صريحا عن غير واحد من السلف كالحسن البصري وبلال بن حكيم وبلال بن حكيم اهل الشام كما روى ابن ابي الدنيا وابن منادى وغيرهما عن الحسن انه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب؟ قال لا دون ان يوقفه عليه ثم يسأله عنه ثم في رواية من منادى وغيره ثم بكى الحسن وقال لو لم نبكي الاحياء لو لم نبكي الا حياء لو لم نبكي الا حياء من ذلك المقام لكان يحق لنا ان نبكي فنطيل. وذكر ابن ابي الدنيا عن بعض السلف لانه قال ما يمر علي اشد من الحياء من الله عز وجل. وفي الاثر المعروف. الذي رواه ابو نعيم وغيره ابن مرثد ان الاسود بن يزيد لما احتضر بكى فقيل له ما هذا الجزع؟ قال ما لي لا تجزع ومن احق بذلك مني؟ والله لو اتيت بالمغفرة من الله عز وجل لهمني الحياء من حزن ما قد صنعت. ان الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه. هذا واقع في الدنيا. اذا اخطأت في حق شخص ما ثم سامحك كل ما تراه تستحي منه. وهذا واقع. فنسأل الله عز وجل ان يغفر لنا تقصيرنا وان يغفر لنا ذنوبنا. وان يتوب علينا وعليكم. نعم ومن هذا قول الفضيل بن عياض بالموقف واسوا اتاه منك قد عفوت وان عفوت. والمقصود هنا الام الذنوب ومشاقها وشداتها التي تزيد على لذاتها اضعافا مضاعفة لا تتخلف عن صاحبها لا مع توبة ولا عفو. فكيف اذا لم يوجد احد منهم ويتضح هذا مما نذكره في الوجه السابع وهو ان المقدمة المقدم على موافقة المقدمة على موافقة المحظور عندما فاوجب اقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به. فظن انه تحصل له لذته العاجلة ورجى ان يتخلص من بطبيعته بسبب من الاسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذة ولا يلحقه مضرة وهذا من اعظم الجهل والامر بعكس باطنه فان الذنوب يتبعها ولابد من الهموم والالام وضيق الصدر والنكد وظلمة القلب وقسوته اضعاف اضعاف ما فيها من اللذة ويفوت بها من حلاوة الطاعة وانوار الايمان وسرور القلب وبهجة ببهجة الحقائق والمعارف ما لا يوازي الذرة منه جميع الدنيا فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك وتفوته الحياة الطيبة فينعكس قصده فينعكس قصده بارتكاب المعصية فان الله ضمن لاهل الطاعة الحياة الطيبة ولاهل المعصية العيشة الضنك. قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له وقال وان الذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون. وقال ولنذيقنهم من العذاب الاليم وقال في اهل الطاعة من عمل صالحا من ذكر انثى ومؤمن فلنحيينه حياة طيبة. قال الحسن وغيره من السلف لنرزقنه يجد حلاوتها في قلبه وما فسرها بقناعته فهو صحيح ايضا من انواع الحياة الطيبة الرضا بالمعيشة فان الرضا كما وقال عبدالواحد ابن يزيد جنة الدنيا ومستراح العابدين. وقال تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة. والله يحب المحسنين. كما قال عن ابراهيم عليه السلام اتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين. ومثل هذا كثير في القرآن فما هي الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين امر ثابت بالنصوص المستفيضة. وهو مشهور محسوس يدركه بالذوق لمن حصل له ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته. والاثار عن السلف والمشايخ العارفين في هذا الباب كثيرة موجودة حتى كان بعض السلف يقول لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. وقال اخر لو علموا ما نحن فيه لقاتلوه فقتلونا ودخلوا في وقال ابو سليمان اهل الليل في ليلهم الذ من اهل الله و في لهوهم ولولا الليل ما احببت ولولا الليل ما احبب ولم الليل ما احببت الفقهاء في الدنيا وقال انه ليمر على القلب اوقات يضحك فيها ضحكا قال ابن المبارك وغيره مساكين اهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا اطيب ما فيها. قيل وما طيروا ما وما اطيب ما فيها؟ قال معرفة معرفة الله. وقال اخر اوجد اوجدني الله قلبا طيبا حتى اقول ان كان اهل الجنة في مثل في مثل هذا فانهم في عيش طيب. وقال مالك ابن دينار ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر وهذا باب واسع جدا. والمعاصي تقطع هذه المواد وتغلق ابواب هذه الجنة المعجلة وتفتح ابواب الجحيم العاجلة من الهم والغم والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الرب عز وجل وعن مواهبه السنية الخاصة باهل التقوى كما ذكر ابنها في الدنيا باسناده عن علي رضي الله عنه قال جزاء المعصية الوهن في العبادة والضيق في العيش تعسف اللذة. قيل وما التعس في اللذة؟ قال لا ينال شهودا حلالا الا جاء ما يبغضه اياها. وعن الحسن قال العمل بالحسنة نور في القلب وقوة في البدن والعمل بالسيئة ظلمة في القلب ووهن في البدن. وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن قال ان للحسنة ثوابا في الدنيا وثوابا في الاخرة وان للسيئات ثوابا في الدنيا وثوابا في الاخرة فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدين النور في القلب والقوة وفي البدن مع صحبة حسنة جميلة وثوابها في الاخرة. رضوان الله عز وجل. وثواب في الدنيا العمى في الدين والظلمة في القلب والوهن في البدن مع عقوبات ونقمات وثوابها في الاخرة سخط الله عز وجل والنار. وروى ابن ابي الدنيا باسناده عن ما لك ابن دينار قال ان لله عقوبات عقوبات فتعاهدوا فتعاهدوهن من انفسكم في القلوب والابدان وضنكم وضنك في العيشة. ووهن في العبادة وسخط في الرزق. وعن وانه قال ما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب. ومثل هذا كثير جدا. وحصل الامر ما قاله قداسة غيره من السلف ان الله لم يأمر العباد بما امرهم به حاجته اليهم ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به بل امرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما ففيه فسادهم وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من اصحاب وغيرهم كالقاضي ابي اعلى وغيره وان كان بينهم في جوائز وقوع خلاف ذلك عقلا نزاع مبني على ان العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح ام لا؟ وكثير منهم بالحسن التيمي يا ابي التميمي وابي الخطاب على ان ذلك لا يجوز عقلا لا يجوز عقلا ايضا. واما من قال بوقوع ذلك مثل ذلك شرعا فقوله شاذ مردود والصواب انما امر الله به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم واخرتهم فان نفس الايمان بالله ومعرفته وتوحيده وعبادتي ومحبتي واجلاله وخشيته وذكره وشكره هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها فلا صلاح للنفوس ولا قرة للعيون ولا طمأنينة ولا نعيم للارواح ولا لذات لها في الدنيا على الحقيقة الا بذلك. فحاجتها الى ذلك اعظم من حاجة الطعام والشراب والنفس بكثير. فان حقيقة العبد وخاصيته هي وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له الا بتألهه لالهه الا بتألهه لاله الحق الذي لا اله الا هو. ومتى فقد ذلك جهلك وفسد ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة. وكذلك ما حرمه الله على عباده هو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم. ولهذا اذا حرم عليهم ما يصدهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر وبين انه يصد عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد اخر ذكرها ففيهما وكذلك سائر ما حرمه الله فانه مضرة لعباده في دينه ودنياه واخرتهم كما ذكر ذلك السلف. واذا تبين هذا وعلم ان صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما امرهم الله به واجتناب ما نهاهم عنه تبين ان من طلب حصول اللذة والراحة في فعل المحظور وترك المأمور فهو غاية فهو في غاية الجهل والحمق. تبين ان كل من عصى الله فهو جاهل. كما قاله السلف ودل عليه القرآن كما تقدم ولهذا قال كتب عليكم وهو كتب عليكم القتال وهو كره لكم عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وقال ولو انا كتبنا عليهم اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل من ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا ادنى اجرا عظيما ولا هديناهم صراطا مستقيما. وقال تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين صلوا على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر على الملكين باب الى هاروت وماهوت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. فيتعلمون منه وما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم الا باذن الله. ويتعلمون ما يمرهم ولا ينفعهم. ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. ولبس ما شروا به انف انفسهم لو كانوا يعلمون. ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ليمون. فاخبر انهم علموا ان من اشتراه اي تعوض به في الدنيا فلا خلاق له في الاخرة. ثم قال ولبئس ما شارع به ان انفسهم لو كانوا يعلمون فيدل هذا على انهم لم يعلموا شيئا ما شاء لم يعلموا شيئا لم يعلموا شيئا. لم يعلموا شيئا ما شروا. ما شروا. وقد اختلف المفسرون في الجمع بين اثبات العلم ونفيه هنا فقالت طائفة منهم الذين علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق هم الشياطين الذين يعلمون الناس السحر والذين قيل لهم والذين قيل فيهم لو كان لو كانوا يعلمون هم الناس الذين يتعلمون. قال ابن جرير وهذا القول خطأ مخالف معايا للتأويل على ان قوله ولقد علموا انه عائد الى اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ثم اختارهم جليل الذي ان الذين علموا انه قال فلم يشتروا هم اليهود والذين قيل عنهم لو كانوا يعلمونهم والذين يتعلمون من الملكين وكثير منهم وكثير وكثيرا ما يكون فيهم الجهال بامر الله ووعده ووعيده وهذا ايضا ضعيف فان الضمير فيه معائد الى واحد وايضا فان الملكين يقولان لمن يعلمانه وان انما نحن فتنة فلا تكفر فقد اعلمه تحريمه وسوء عاقبته. طبعا القول بان هم الذين يتعلمون من الملكين على القول بان هاروت وماروت ملكان. بناء على زعم اليهود. فاليهود عندهم في هذه الاية زعماء الاول ان سليمان عليه السلام اه سخر الناس بالسحر ان الذين علما الناس السحر ملكان واسمهما هاروت. والصواب ان في الموضعين للنفي وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل فبناء على هذا يكون المعنى اه فان الملكين المزعومين. نعم. احسن الله اليكم وقالت طائفة ان ما نفى عنهم العلم بعد ما اثبته لانتفاء ثمرته او فائدته وهو العمل بموجب بموجبه ومقتضاه. فلما انتفى عنه والعمل بعلمه جعله جهالا لا يعلمون كما يقال لا علم الا ما نفع. وهذا حكاه ابن جرير وغيره وحكى الماوردي وحكى قولا بمعنى لكنه جعل العمل مضمرا وتقديره لو كان يعملون بما يعلمون. وقيل ان من اشتراه فلا خلاق فهو الى نصيب له في الاخرة من الثواب لكنهم لم يعلموا انه يستحق يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب. وهذا حكاه الموردي وغيره وهو ضعيف ايضا فان الضميران عائدا عادا الى اليهود فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة وان عاد الى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقول ان لهم انما نحن في الدار وهذا تذكر وعلى افلا تكفر والكفر لا والكفر على الكفر لا يخفى على احد. والكفر لا يخفى على احد ان صاحبه يستحق العقوبة. وان عاد اليه ما هو الظاهر فواضح. وايضا فاذا علموا انما لان من اشتراه ماله في الاخرة من خلاق فقد علم وانه يستحق العقوبة ان الخلاق النصيب من الخير فاذا انه ليس ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم ان له نصيبا من الشر. فقد علم ان له نصيبا من الشر. لان اهل التكليف في الاخرة لا يخلو واحد منهم عنان يحصل له واما خير او شر. لا يمكن انفكاكه عنهما جميعا البتة. وقال الطالبة علموا ان من اشتراه فلا خلق له في الاخرة لكنهم ظنوا انهم ينتفعون به في الدنيا. ولهذا اختاروه وتعوضوا به عن ثواب الاخرة وشرابه انفسهم وجهدوا انه في الدنيا يضرهم ايضا ولا ينفعهم فبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون. ذلك وانهم انما باعوا انفسهم وحظهم من في اخرة ما يضرهم من الدنيا مما يضرهم في الدنيا ايضا ولا ينفعهم. وهذا القول حكاه الموردي وغيروه وهو الصحيح. فان الله عز وجل قال اي هو في نفس الامر يضرهم ولا ينفعهم. بحال نفعهم بحال في الدنيا وفي الاخرة ولكنهم لم يعلموا ذلك لانهم لم يقدموا عليه الا لظنهم انه ان ينفعهم في الدنيا. ثم قال فلقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق. اي قد تيقنوا ان صاحب السحر لا حظ له في الاخرة. وانما يختاره لما يرجو من نفعه وقد يسمون ذلك العقل المعيشي اي العقل الذي يعيش به الانسان في الدنيا معيشة عيشة طيبة. قال الله تعالى ولبئس ما انفسهم لو كانوا يعلمون. اي ان اي ان هذا الذي تعرضوا به عن ثوابل. تعوضوا به عن ثواب الاخرة في الدنيا مذموم مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك. ثم قال ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون يعني انهم لو اختاروا لو اختاروا الايمان والتقوى بدل السحر لكان الله يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم من يطلبوه في الدنيا ما هو خير لهم مما يطلبه مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الايمان والتقوى من الخير الذي هو حجاج والمضرات ما هو اعظم مما يحصلونه بالسحر من خير الدنيا ماء ويدخر لهم من ثواب من الثواب في الاخرة. والمقصود هنا ان كل من اثر معصية اسأل الله على طاعته ظانا انه ينتفع بايثار المعصية في الدنيا فهو من جنس من اثر السحر الذي ظن انه ينفعه في الدنيا على التقوى والايمان التقى وامر لكان خيرا له وارجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضاره ومكروهاته. ويشهد بذلك ايضا ما في مسند البزاري من حديث حذيفة قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال هلموا فاقبلوا فاقبلوا اليه فجلسوا فقال هذا رسول الله هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي انه لا تموت نفسا حتى تستكمل رزقها ان القاها عليها فاتقوا الله واجملوا في الطلب. وليحملنكم استبطاء الرزق ان تاخذوا من معصية الله فان الله لا ينال ما عنده الا بطاعته. فصل اذا تبين هذا فقد علم ان العلم يستلزم الخشية من هذه الوجوه كلها لكن على الوجه الاول يستلزم الخشية العلم بالله وجلاله وعظمته وهو الذي فسر فسر الاية به جماعة من السلف ويتقدم وعلى الوجوه الاخر تكون الخشية ملازمة للعلم باوامر الله ونواهيه واحكامه وشرائعه واسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره ولكن ولا تنافي بين هذا العلم والعلم بالله. فانهما قد يجتمعان وقد يتفرد احدهما عن الاخر. واكمل الاحوال اجتماعهما جميعا وهي حالة الانبياء عليهم السلام وخواص الصديقين ومتى اجتمع كانت الخشية حاصلة من تلك الوجوه كلها. وان وانفرد احدهما ومن خشيته بحيث ما حصل من ذلك العلم. والعلماء الكم مرئوا اولوا العلم في الحقيقة الذين جمعوا الامرين. وقد ذكر الحافظ واحمد ابن عدين حدثنا احمد العدي. ابن عدي حدثنا احمد ابن عبد الله ابن صالح ابن لا يوجد لا يوجد في المحدثين من اسمه عدي كلهم عدي عدي نعم احسن الله اليكم. قال حدثنا الشيخ ابن بهلول قال حدثنا اسحاق قال لاسحاق بن الطباعي قال لي سفيان ابن عيينة عالم بالله عالم بالعلم عالم بالله ليس بعالم بالعلم عالم بالعلم ليس بعالم بالله. عالم بالله عالم بالعلم. نعم. هذا هو العالم. عالم بالله ليس بعالم بالوزن. نعم. هذا اللي يخاف من الله بس ما عنده علم بالاحكام. قال قلت لا قال قلت لاسحاق فهمني واشرحه لي قال عالم بالله عالم بالعلم. حماد بن سلمة عالم بالعلم ليس بعالم بالعلم. مثل ابي الحاج العابد عالم بالعلم ليس بعالم بالله فلان وفلان وذكر بعض الفقهاء وروى الثوري عن ابي حية التيمي سعيد ابن حيان عن رجل قال قال العلماء ثلاثة فعالم بالله ليس عالما بامر الله وعالم بامر الله ليس عالما بالله وعالم بالله ليس وعالم بالله عالم بامر الله. فالعالم بالله وباوامر الله الذي يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض. والعالم بالله ليس بعالم بامر الله الذي يخشى الله لا يعلم الحدود والفرائض والعالم بامر الله وليس لعالم بالله الذي يعلم الحجج والفرائض ولا يخشى الله عز وجل. واما بيان انتفاء الخشية ينتفي معه العلم فان العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وصده الجهل. فان فاذا انتفت فائدته وصار حالة صار حاله صار حالة محالة. صار حالة محالة عند عدمه وهو الجهل. وقد تقدم ان الذنوب انما تقع عن جهالة بين بين دلالة بينا دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك. فيلزم حينئذ ان ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاع فائدة العلم ومقتضاه هو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى واذا خاطبهم قالوا سلاما. يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم صائما فلا يرفث ولا يفسق افلا يرفث ولا يجهل نمرة فان امرء شاتم هو وقاتله فليقل اني امرئ صائم. وهذا كما يوصف لا وهذا كما يوصف من لا به من لا ينتفع به بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحق والانقياد له بانه اصم وابكى ابكم اعمى قال تعالى صمم فهم لا يعقلون. ويقال ايضا انه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل كما قال تعالى ولقد رأنا جهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام من هم اضل اولئك هم الغافلون. فساد العالم فسلب العلم والعقل والسمع فسلب العلم والعقل والسمع والبصر. واثبات الجهل والبكر والصمم والعمل في حق من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها الكفار والمنافقين ومن او من شرك او من شركهم او من شاركهم في بعض ذلك كله من باب واحد وهو سلب اسم الشيء المسمى المقصود اللي هو فائدته وان كان وان كان موجودا وهو باب واسع وامثلته كثيرة في الكتاب والسنة انتهى ما ذكره الشيخ ونفع الله به وفسح في مدته. نقل من نسخة مكتوب عليها منصورته بلغ مقابلة على اصله هو باث هو بيدي هو بيدي كاتبه وصاحبه الفقيه الفاضل الاوحد المستعيل المحصل زكي الدين او الخير محمد ابن الشيخ القدوة العارفين محمد بن عبد القادر بن عبد بن محمد بن علي بن الحجاز المدني الحنبلي نفعه الله ابن الحجار ابن الحجار ابن الحجار المدني الحنبلي نفعه الله ونفع به وذلك في شهر رجب سنة خمس وثمانين وسبع مئة بظهر دمشق المحروسة. واجزت له ما يجوز لي عن ما يجوز لي وعني روايته بشرطه له عبدالرحمن شرطي له عبدالرحمن ابن احمد ابن رجب الحنبلي عفا الله عنه. جزاك الله خير صباح الخير بقي في الاية امران ننبه عليه. الاول ان كان انما يفيد الحصر. فما وجه تقديم آآ الفعل المفعول على الفاعل. يعني لو كان في غير القرآن لكان الكلام انما يخشى العلماء الله. فوجه تقديم المفعول اولا تبركا باسم الله عز وجل وثانيا ان في تقديم المعمول افادة حصر اخر. معناه ان علم بالله لا يخشى سواه. بينما العالم بينما الذي ليس بعالم قد يخشى الله وقد كغيره فهذا وجه تقديم اسم اه اه الله او وجه تقديم المعمول في في بل يخشى. التنبيه الثاني انه قرأ قراءة شاذة. انما يخشى الله من عباده العلماء. وهذه قراءة الشاذة حكاها ابو حنيفة اللغوي ولكن لم يقرأ به احد من السلف. وحينئذ فمعنى الخشية ليس تا هو الخوف وانما معنى الخشية هو التعظيم. فيكون المعنى انما يعظم الله في الارض من عباده العلماء. وذلك لان العلماء لما عظموا الله جل وعلا عظمهم بالله. لما احبوا الله احبهم الله لما احبوا الله احبهم الله. ولما احبهم الله احبهم الله. فهذا فهذه القراءة وان كانت شاذة لكن معناه يستقيم بتفسير الخشية بمعنى التعظيم. وعند ابي حنيفة اللغوي ان من الخشية في اللغة التعظيم. واسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم خشيته فهو ورأس العلم واصله ونسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل خلواتنا كجلوات وان يجعلنا واياكم ممن يراقبونه في السر والعلن. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين