و على هذا ليس الباعة في قوله تعالى بما كنتم تعملون هذه الباء ليست باب معاوضة وذكر بعد ذلك الاشكال الذي اورده بعض الناس او يرد في ذهن بعض الناس الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ان يسر لنا هذا اللقاء في التعليق على كتاب المحجة في سير الدرجة للعلامة الحافظ المحدث الفقيه ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى هذه الرسالة العظيمة المحجة بمعنى الطريقة الواضحة التي ينبغي سلوكها في سير الانسان في الدرجة والدلجة الظلام هنا يريد رحمه الله بهذه هذه الرسالة وبهذا العنوان بيانها طريقة المستنيرة العلمية التي ينبغي ان يسير عليها طالب العلم في سيره الى الله عز وجل في غياهب الظلمات ظلمات البدع والمعاصي ظلمات النفس الامارة بالسوء حتى نتصور ما في الكتاب تصورا ذهنيا اختصر ما فيه ثم نبدأ بقراءته مع التعليق على ما تيسر منه بدأ المصنف رحمه الله كتابه لحديث وبنى على هذا الحديث الكتاب كله والحديث في ذكر الدلجة واستعينوا بشيء من الدرجة يعني من الليل ثم ذكر الاصل العظيم في النجاة وانت تسير الى الله جل وعلا الاصل العظيم في سيرك الى الله هو فضل الله عز وجل فينبغي للانسان ان يدرك هذا انه ما يتحرك ولا يسكن ولا يقدم ولا يحجم الا بفضل من الله تبارك وتعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة معلوم ان الشراء تكون فيه ان تكون يكون فيه المعارض بعدما انتهى من هذا بين رحمه الله ان السائر على المحجة لابد له من الحمد مع يقين على ان الشقاوة والسعادة مبنيان على عدل الله ورحمته ليس هكذا احباطا وما ينبغي الاشتغال به للعامل والبعد عن الكسل فهذا ما نبه عليه رحمه الله ان السالف ينبغي عليه ان يجتهد وان يترك الكسل والخذل والخذلان ثم انه رحمه الله نبه على نقطة مهمة وهي ان الاعمال الصالحة في نفسها بما فيها الحمد والشكر والطاعة والعبادة هي بفضل الله وكما قال بعض العلماء حمده بحاجة الى حمده وشكره بحاجة الى شكر لان ذلك كله من الله فلا بد ان يستيقظ السالك الى الله عز وجل السائر على المحجة في غياهب الظلام لا بد ان يعلم ان الاعمال لا يكون ثمنا للنجاة وانما النجاة بفضل الله عز وجل وان الاعمال التي شرعها الله تبارك وتعالى انما رتب الشارع عليها فاظلمه سبحانه وتعالى ففضل الله مرتب على الاعمال. وليست الاعمال سببا لنيل رحمة الله ولا لنيل فضل الله عز وجل الاعتراف بفظل الله اولا واخرا وظاهرا وباطنا من اعظم الاسباب الموصلة الى الله عز وجل في غياهب الظلام لابد للعبد من بذل الاسباب الشرعية والنظر الى احب الاعمال الى الله عز وجل والاتيان بها وهذا تحتاج فيه الانسان الى فقه ليعلم ما هو المحبوب عند الله تبارك وتعالى بنفسه وما هو المحبوب في هذا الوقت على خصوصه وما هو المحبوب في هذا المكان بخاصته وما هو هذا المحبوب عند سببه وها هنا يرد سؤال اذا كان الامر كله بفضل الله فكيف يتفوق العبد على الاخر يتفوق العبد على الاخر بسلوك الصراط المستقيم وهي القاعدة الجليلة العظيمة التي لا نجاة الا بها فما سبق من سبق ولا يمكن لاحد ان يلحق السابق الا بالاتباع وهذا الاتباع مبناه على ترك الغلوب والجفاء مبناه على التيسير الى التعسير مبناه على بذل الوسع والغاية لا على المشقة والتكليف الذي لا يطيقه العبد الصبر على الصراط و في الاخير نبه على اهمية التنبه الى ان العبرة بالخواتيم وان الناس الذين يصلون الى الله على نوعين ثم ختم الرسالة رحمه الله باحوال الواصلين ثم باحوال من ركن الى الدنيا واحوال من ركن الى الاخرة. واخيرا نبه على قضية عظيمة وهي محبطات الاعمال فهذه هي آآ الصورة الذهنية لهذه هذه الرسالة العظيمة وان شاء الله تبارك وتعالى تعلق على ما يحتاج الى تعليق يسير مع يعني اعترافنا بان الرسالة كبيرة وان الوقت ضيق لكن فلا يدرك كله لا يترك العمر. بسم الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة ابن رجب رحمه الله تعالى بسم بسم الله الرحمن الرحيم. خرج البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن ينجي احدا لن ينجي احدا منكم عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا الا ان يتغمدني الله برحمته سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغ. وخرجه ايضا في موضع اخر في كتابه ولفظه ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدجة. الروح هو اه الذهاب في اخر النهار. والغدوة العمل في اول النهار وهذا الحديث اصل في الحرص على العمل من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس بيضاء نقية فطالب العلم يا طالب العلم استعن بهذا الوقت في طلب الله عابدا كذاكرا استعن بهذا الوقت على العبادة والذكر. نعم وخرج ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال سددوا وقاربوا وابشروا فانه لا يدخل الجنة احدا لا يدخل الجنة احدا عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله بمغفرة ورحمة. وخرج ايضا من حديثها عن النبي صلى الله قال ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله وهذا بالاجماع لكن لابد ان نستيقظ ان العذاب بعدل الله والنعيم بفضل الله ومبنى ذلك على حكمة الله مبنى ذلك على حكمة الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا واعلموا انه لن يدخل لن يدخل احدكم عمله الجنة. وان احب الاعمال الى الله ادومها وان قل اشتملت هذه الاحاديث الشريفة على اصل عظيم وقاعدة مهمة ويتفرع عليها مسائل شتى من مسائل السير والسلوك الى الله تعالى في طريق الموصل اليه. اقرأ شيخ العنوان. فلذلك لا نقرأ العناوين المربعة هذه ليست من المصلى. نعم اما الاصل فهو ان فهو ان عمل الانسان لا ينجيه من النار ولا يدخله الجنة. وان ذلك كله انما يحصل بمغفرة الله ورحمته قال الله سعادته بل يضاعفها عشرا فتقسم على الغرماء فيستوفونها كلها وتبقى لهم عليه مظالم فيطرح عليه من سيئاتهم فيدخل بها النار. فهذا عدله وذاك فضله. هم. ومن هنا قال يحيى ابن معاذ اذا بسط فضله لم يبق لاحد وقد دل القرآن العزيز على هذا المعنى في مواضع كثيرة كقوله تعالى فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار. وقوله يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم وقوله تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم يدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار. فقرن بين دخول الجنة والنجاة من النار وبين المغفرة والرحمة. فدل على ان انه لا ينال شيء من ذلك بدون مغفرة الله ورحمته. قال بعض السلف الاخرة اما عفو الله او النار والدنيا اما عصمة الله او الهلكة وكان محمد ابن واسع يودع اصحابه عند موته ويقول عليكم السلام الى النار او يعفو الله. فاما قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. وقوله كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. فقد اختلف العلماء في معنى ذلك على قولين احدهما ان دخول الجنة برحمته ولكن ولكن انقسام المنازل بحسب الاعمال. قال ابن عيينة كانوا يرون النجاة من النار بعفو الله ودخول الجنة بفضله واغتسال المنازل بالاعمال. والثاني ان الباء المثبت ان الباء المثبتة لقوله تعالى بما كنتم تعملون وقوله بما اسلفتم في الايام الخالية باء السببية. وقد جعل الله العمل سببا لدخول الجنة والمعنيين معا لا تنافي بينهما فعلى هذا يكون المعنى الاول والثاني مثبتا لان القاعدة في تفسير القرآن انه اذا احتمل الكلام المعنيين كلام الله. اذا احتمل المعنيين فانهما يكونان مرادين لان العموم يدل على ذلك اه تلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. اذا قلنا الباء لبيان المنازل ورثتموا منازلها بما كنتم تعلمون واذا قلنا الباء سببية ورثتموها بسبب اعمالكم وليست باب عوظ وليست باب عوظ. نعم والباقي المنفية والبار المنفية في قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله باء المقابلة والمعاوضة والتقدير من يستحق احد دخول الجنة بعمل يعمله فازال بذلك توهم من يتوهم ان الجنة ثمن الاعمال وان صاحب العمل على الله دخول الجنة كما يستحق من دفع الثمن سلعة الى صاحبها تسليم سلعته. فنفى بذلك هذا التوهم وبين ان العمل وان كان سببا لدخول الجنة فانما هو من فضل الله ورحمته. فصار الدخول مضافا الى فضل الله ورحمته ومغفرته لانه وهو المتفضل بالسبب والمسبب المرتب عليه. ولم يبقى الدخول مرتبا على العمل نفسه. هذا كلام عميق يا اخوان لا تنسى ان الله عز وجل الذي بين ان الاعمال سبب لدخول الجنة هو الذي اعانك على هذا العمل فدل على ان فظله انت تسير فيه حتى في ايجادك العمل فلو فرضنا ان الباء هناك في الاية ان الباء هناك في الاية سببية فمن الذي اوجد السبب فيك الله سبحانه وتعالى نعم وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يقول للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي. نسأل الله ان يرفعك ما للعباد عليه عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع هذا البيت مشهور يا اخوان من عبادي عليه حق واجب وهذا باجماع اهل السنة والجماعة لكن بقيد الا ما اوجب الله على نفسه خلافا للمعتزلة الذين يقولون انه يجب على الله كذا وكذا فهم يوجبون على الله ومن العبد حتى يوجب على الله اهل السنة يقولون ليس شيء واجب على الله. ولكن الله يوجب على نفسه ما يشاء فاوجب على نفسه اثابة الطائعين علم ان فلانا لا يريد الخير فتعامل معه معاملة العدل علم ان فلانا يريد الخير فتعامل الله عز وجل معه في الفضل. نعم فان قيل فقد روي فقد فان قيل فقد روى حبيب ابن الشهيد عن الحسن انه قال الحمد لله ثمن كل نعمة ولا اله الا الله الجنة. وروي هذا المعنى مرفوعا من حديث انس وابي ذر وغيرهما وان كانا في اسانيدها ضعفا. ويشهد لذلك قوله عز وجل ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة السيئة واذا جاء عدله لم يبقى لاحد حسنة. وايضا فقد ثبت عن نبينا والله يا اخوان لا يمكن ان يكون العبد الذي من ديدنه انه يسأل الله من فضله ان يكون كالمعرض عند الله ما يمكن والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. فجعل الجنة ثمنا للنفوس سوى الاموات. فالجواب ان الله سبحانه وتعالى بفضله ورحمته وكرمه ومنه وطوله خاطب عباده بما ندبهم اليه من طاعته على بحسب ما يتعارفونه بينهم في تصرفاتهم المعهودة المألوفة لهم. وجعل نفسه مشتريا منهم مستقرضا وجعلهم بارعين له ليكون ذلك ادعى الى استجابتهم لدعوته ومبادرتهم الى طاعته والا ففي الحقيقة الكل له وملكه ومن فضله واحسانه فالنفوس والاموال كلها ملك له كما امرنا عند المصائب ان نقول انا لله وانا اليه راجعون. ومع هذا فقد مدح من بذل له نفسه ماله وجعله بائعا له ومقرضا. كالذي كالذي له ملك يبيعه ويقرضه لغيره ممن لا يملكه عليه. كذلك كالاعمال كلها من فضله ورحمته وقد مدح عليها ونسبها الى عامدها وجعلها شكرا منه لنعمة نعمه ومكافأة لها انسان لطيف لا ينساه الانسان. قد يكون الانسان له ملك فيقول لاخر اشتري مني هذا فيقول ليس عندي ما اشتري به فيقول خذه بثمن مؤجل فيملكه وعندنا هو المتفضل فالملك ملك الله عز وجل النفوس والانسان وتصرفاته كل ذلك ملك لله عز وجل فاذا عرظ علينا انه يشترينا هذا من فضله سبحانه وتعالى. نعم. وقد روى ابن ماجة من حديث انس المرفوع ما انعم الله على عبده نعمة فقال الحمد لله الا كان ما اعطي افضل مما اخذ وكان قال عمر بن عبدالعزيز والحسن وغيرهما من السلف واشكل ذلك على كثير من العلماء قديما وحديثا. وعلى ما وعلى ما معناه ظاهر فان المراد بالنعم النعم فان المراد بالنعم النعم الدنيوية والحمد من النعم الدينية. يعني الذي يقول الحمد لله كان ما اعطي من الحمد افضل مما اخذ من النعم لان حمده قوله الحمد لله نعمة دينية وما اخذ نعم دنيوية والنعمة الدينية باقية والنعم الدنيوية زائدة نعم والنعم الدينية افضل من النعم الدنيوية ولكن لما كان الحمد منسوبا الى العبد لفعله له وقيامه به جعله الله لاعظم النعمتين مكافئا بها للنعم مكافئا بها مكافئا بها للنعمة الاخرى. ولهذا جاء في الاثر والحمد لله حمدا يوافي نعمه ويدافع نقمه ويكافئ مزيده. فبهذا الاعتبار يكون الحمد ثمنا للجنة باعتبار ان الحمد شيء عظيم. نعمة دينية لا تزول. نعم وعند تحقيق النظر كالجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين. ولهذا يقول اهل الجنة عند دخولها الحمد لله الذي الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق. فلما اعترفوا لله بنعمته عليهم بالجنة لاسبابها من الهداية وحمدوا الله على ذلك كله جوزوا بان نودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون فاضيف العمل اليهم وشكروا عليه. ونظير هذا ما قاله بعض السلف ان العبد اذا اذنب ثم قال يا رب انت قضيت علي قال له ربه انت اذنبت وانت عصيت فان قال العبد يا رب انا اخطأت وانا اسأت وانا اذنبت. قال الله انا قضيت عليك قدرت وانا اغفر لك ومما يتحقق به معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله او لن ينجي احدا عمله ان مضاعفة الحسنات انما هي من فضل الله عز وجل واحسانه. حيث جاز بالحسنة عشرا ثم ضاعفها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. فهذا كله فضل منه عز وجل. ولو جاز بالحسنة مثلها كالسيئات لم تقوى الحسنات على احباط السيئة فكان يهلك صاحب العمل لا محالة وهذا وجه جميل هذا وجه جميل لماذا الانسان لا يستطيع ان يدخل الجنة بعمله؟ لان الله لو جازاه بعمله لكان العمل كل حسنة بحسنة كما ان كل سيئة بسيئة لكن من فضل الله انه عامل المحسنة بالتضعيف والمضاعفة وهذا دليل على انه الامر راجع الى فضل الله. نعم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في صفة الحسنات ان كان وليا لله ففظل ففظل له مثقال ذرة ظاعفها الله له حتى يدخله بها الجنة وان كان شقيا قال الملك يا رب فنيت حسناته وبقي له طالبون كثير. قال خذوا من سيئاتهم فاضيفوها الى سيئاته ثم صكوا له صكا الى النار. فتبين بهذا ان من اراد الله سعادته اضعف الله له حسناته حتى يستوفي منها الغرماء ويبقي له منها مثقال ذرة فتضاعف له ويدخل بها الجنة وذلك من فضل الله نسأل الله من فضله. نسأل الله من فضله. نسأل الله من فضله. نعم. ومن اراد الله شقاوته وله غرماء لم تضاعف حسناته كما تضاعف لمن هذا في الدنيا انت اذا دخلت عند ملك من تقول له اعطني هذا مو بفلوسك ولا فلوس لابوك ها يعاملك بالعدل كما قال الرجل دخل على امير المؤمنين معاوية فمنعه الحجاج فقالوا اذهب وقل له اخوك اهل الحاجب خافوا دخل على معاوية قال اخوك عند الباب علم من قال لها يعني رجل من المسلمين خرج فدخل قال اي اخوة بيني وبينك؟ قال لست ابن ادم؟ قال بلى. قال وانا ابن ادم. قال اعطوه دينارا. درهما قال ويحك دخلت عليك تعطيني درهما؟ قال واعطيت كل اخ لي من ابناء ادم درهم ما بقي لي لبيت المال شيء فالمعاملة بالعدل حتى في عند ملوك الدنيا غير المعاملة بالفضل لما الانسان يدخل على الملك من ملوك الدنيا مع ان ملكه هو محدود يقول له انت تعطي وانت كريم وانت كذا وانت كذا وانا جايك من فظلك يعطيك ما لا يعطي من يأتيه ويسأله عقله فما بالكم باكرم الاكرمين جل في علاه؟ نعم وايضا فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من نوقش الحساب هلك وفي رواية عذب من نوقش الحساب هلك وفي رواية عذب وفي رواية خصم وخرج ابو نعيم من حديث علي رضي الله وخرج ابو نعيم من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا اوحى الله الى نبي من انبياء بني هذه الالفاظ لا تعارض بينها خصم يعني بمعنى انه لا حجة له وهلك لانهما يستطيع ان يدافع عن نفسه وعذب هذه النتيجة وخرج ابو نعيم من حديث علي رضي الله عنه مرفوعة اوحى الله الى نبي من انبياء بني اسرائيل قل لاهل طاعتي من امتك لا يتكلم عن على اعمالهم فاني لا اقاس عبدا الحساب يوم القيامة اشاء ان اعذبه الا عذبته. وقل لاهل معصيتي من امتك لا يلقوا بايديهم فاني اغفر الذنب العظيم ولا ابالي. العظيم ولا ابالي. وقال عن المقصود من هذا اثر المنقول من الاسرائيليات ان الانسان لا يكون قلبه متوكلا على عمله انما قلبه متوكل متعلق بربه ولا يكون العاصي معظما لذنبه وانما يكون معظما لربه فيدع الذنب نعم وقال عبدالعزيز بن ابي روان اوحى الله الى داوود عليه السلام يا داوود بشر المذنبين وانذر المصدق المصدقين المصدقين فكأنه عجب فقال يا رب ابشر ابشر المذنبين وانذر المصدقين المصدقين الذين يتصدقون وانذر المصدقين؟ قال نعم بشر المذنبين انه لا يتعاظمني ذنب لانه لا يتعاظمني ذنب اغفره وانذر المصدقين اني لا اضع عدلي وحسابي على عبد الاله من التصديق لكن المذنبين ليسوا مكذبين عشان كذا انا قلت يعني وصلت قال ابن عيينة المناقشة سوء الاستقصاء حتى لا يترك منه شيء. وقال ابن زيد الحساب الشديد الذي ليس فيه شيء من العفو والحساب اليسير الذي تغفر ذنوبه وتقبل حسناته فتبين لهذا انه لا نجاة للعبد بدون المغفرة والعفو والرحمة والتجاوز وانه متى اقيم العدل المحض على عبد هلك ومما يبين ذلك ايضا قوله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم. فهذا يدل على ان الناس يسألون عن النعيم في الدنيا وهل قاموا وبشكره ام لا؟ فمن ولد بالشكر على كل نعمة من عافية وستر وستر وصحة جسم وسلامة حواس وطيب بعيش واستقصي ذلك عليه لن تفي اعماله كلها بشكر بعض هذه النعم. وتبقى سائر النعم غير غير مقابلة غير مقابلة بشكر فيستحق صاحبه فيستحق صاحبها العذاب بذلك. يعني الواحد يقيس اي نعمة من النعم التي انعم الله بها عليك لو تنظر اليه تجد انه لا قيمة له في الدنيا ابدا العقل بكم تبيعوا العين القدم الاحساس الشم سمع بصر هذه النعم لو جاء انسان وقال يا اخي اعطيك الدنيا اعطني عقلك ما يضر اذا الدنيا لا تساوي عقلك فقط كيف نؤدي شكر هذه النعم هذا شيء عظيم يا اخوة الله اكبر نعم وخرج الخرائطي في كتاب الشكر من حديث عبدالله بن عمرو مرفوعا يؤتى بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الله للملائكة انظروا في عمل عبدي ونعمتي علي فينظرون فيقولون لا ولا بقدر نعمة واحدة من نعمك علي. لا اله فيقول انظروا في عمله في في عمله سيئه وصالحه فينظرون فيجدونه كثافة فيقول عبدي قد قبلت حسناته وغفرت لك سيئاتك وقد وهبت لك نعمي فيما بين ذلك. وخرج الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان الرجل فيأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لاثقله فتقدم النعمة من نعم الله فتكاد ان تنفذ تستنفذ ذلك الا ان يتطاول الله برحمته. يقولون ان هارون الرشيد كان في ابهة ملكي قال احد الوعاظ وهو يشرب الماء قال يا امير المؤمنين ارأيت لو انك منعت هذه الشربة من الماء بكم كنت تشتريها قال بنصف ملكه فشرب الماء قال يا امير المؤمنين ارأيت لو ان هذا الماء احتبس في بطنك وما خرج واذاك؟ بكم كنت تبيع ذلك؟ قال بنصف ملكي الاخر قال ملك يذهب بشربة ماء ها دخولا وبشربة ماء خروج لا يساوي شيئا فبكى هارون الرشيد هذا هو الحق يا اخوان نعم وخرج ابن ابي الدنيا من حديث انس رضي الله عنه مرفوعا يؤتى بالنعم يوم القيامة ويؤتى بالحسنات والسيئات فيقول الله لنعمة من نعمه خذي حقك من حسناته فما تترك له حسنة الا ذهبت بها. وباسناده عن وهب ابن منبه قال عبد عابد خمسين عاما فاوحى الله اليه اني قد غفرت لك قال يا رب ولم لا تغفر لي ولم اذنب فاذن الله لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصلي ثم سكن ونام فاتاه ملك فشكى اليه ما لقي من ضربان العرق فقال الملك ان ربك عز وجل فيقول عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذا العرق. لا اله وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا عن جبريل عليه السلام ان عابدا عبد الله عز وجل على رأس جبل في البحر خمسمائة سنة ثم سأل ربه ان يقبضه ساجدا. قال جبريل فنحن نمر عليه اذا هبطنا واذا عرجنا ونجد في ونجد في العلم في العلم في العلم لانه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الرب عز وجل ادخلوا عبدي الجنة برحمتي. فيقول العبد بعملي يا رب يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يقول الله تعالى للملائكة قيسوا عبدي بنعمي عليه وبعمله فيجدون نعمة البصر قد احاطت بعبادته خمس مئة خمس مئة خمس مئة سنة وبقيت نعم الجسد له. فيقول ادخلوا عبدي النار فيجر الى النار في نادي برحمتك يا رب ادخلني الجنة فيدخله الجنة. قال جبريل انما الاشياء برحمة الله يا محمد فمن حقق معرفة هذه الامور عرف ان العمل وان عظم فانه لا يستقيم بنجاة العبد ولا يستحق به على الله دخول الجنة ولا النجاة من النار. وحينئذ فيبلس العبد من عمله وييأس من الاتكال عليه ومن النظر اليه وان كثر العمل هو حسن فكيف بمن ليس له كثير عمل وليس له عمل حسن فان هذا ينبغي ان ان يشغله ان يشغله الفكر في التقصير في عمله ويشتغل بالتوبة من تقصيره والاستغفار منه. يعني اذا كان هذا حال العاملين فكيف بحال البطانية العامل الذي يعمل العمل يرجو الله ان يعامله بفضله فكيف بالبطال نعم. فاما من حسن عمله وكثر فانه ينبغي له ان يشتغل بالشكر عليه فان ذلك من اعظم نعم الله على عبده. فيجب مقابلته شكري عليه وبرؤية التقصير في القيام بشكره. كما كان نهيب بن الورد اذا سئل عن اجر عمل من الاعمال يقول لا تسألوا عن اجره سلوى عما يجب على من هدي له من الشكر عليه. وكان ابو سليمان يقول كيف يعجب عاقل بعمله؟ وانما يعد العمل من نعمة من نعم الله عز وجل وانما ينبغي له ان يشكر ويتواضع انما يعجب بعمله القدرية. يعني الذين لا يرون ان اعمال العباد مخلوقة لله عز وجل. وما احسن ما قال ابو بكر النشلي يوم مات داوود الطائي وقال ابن السماك بعد دفنه وقام ابن السماك بعد دفنه يثني عليه بصالح عمله ويبكي والناس يبكون ويصدقونه على مقالته ويشهدون بما يثني به فقام ابو بكر النهشلي فقال اللهم اغفر له وارحمه ولا تكله الى عملك. الله. وفي سنن ابي داود عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه مرفوعة لو عذب الله اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمه لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال واذنوباه واذنوباه قالها مرتين او فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم مغفرتك اوسع لي من ذنوبي. ورحمتك ارجع عندي من عملي فقالها ثم قال عد عادت ثم قال عد فعاد ثم فقال له قم فقد غفر لك ذنوبي ان فكرت فيها كثيرة ورحمة ربي من ذنوبي اوسع وما طمعي في صالح قد عملته ولكنني في رحمة الله اطمع. الحديث الذي في ابي داوود لو عذب الله اهل السماوات واهل ارضه عذبهم وهو غير ظالم هذا له حرف امتناع الامتناع يقول انه متى ما وجدت تعسيرا في امره انت على سداد فاعلم ان هذا ليس من دين الله عز الذي هو على السداد لا يجد تعسيرا بل يجد تيسيرا من الله يعني الله جل وعلا لا يعذب اهل السماوات واهل ارضي الا وهم ظالمون وليس المعنى ان الله عز وجل لو عذبهم وهم على الطاعة فانه لا يكون ظلما. الله جل وعلا نفى الظلم عن نفسه وما ربك بظلام واهل السنة عندهم ان الله جل وعلا لما نفى هذه الصفة عن نفسه دل على انها صفة نقص وهو منزه عنه وليس معنى انه يمتنع عليه هذه الصفة كما يقوله الاشاعرة. نعم فاذا تقرر هذا الاصل الشريف الاصل الشريف العظيم وعلم ان العمل بنفسه لا يوجب النجاة من النار ولا دخول الجنة. فضلا عن ان بنفسه الوصول الى اعلى ما في الجنة من منازل المقربين والنظر الى وجه رب العالمين وانما ذلك كله برحمة الله وفضله ومغفرته فذلك يوجب على المؤمن ان يقطع نظره عن عمله بالكلية والا ينظر الا الى فضل الله ومنته عليه كما سئل بعض العارفين اي الاعمال افضل؟ قال رؤية فضل الله عز وجل وانشد ان المقادير اذا ساعدت الحقت العاجز بالحازم تقدير الله عز وجل سابق لا شك لكن ليس معنى هذا ان العاجز ها يكون مثل عند الله لكن اذا الله جل وعلا اراد فانه يحسن حال العاجز ويلحقه بالحازم. نعم ويتعين حينئذ على العبد المؤمن الطالب للنجاة من النار ولدخول الجنة وللقرب من مولاه والنظر اليه في دار كرامته ان يطلب ذلك اسباب الموصلة الى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته. فبها ينال ما عند الله من الكرامة. اذ الله سبحانه وتعالى قد جعل للوصول الى ذلك اسبابا من الاعمال التي جعلها موصلة اليها. وليس ذلك موجودا الا فيما شرعه الله لعباده على لسان رسوله صلى الله عليه عليه وسلم واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم انه يقرب الى الله ويوجب رضوانه ومغفرته. وانه مما يحبه الله او انه من احب الاعمال الى الله عز وجل. فقد قال تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين. وقال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبه للذين يتقون. فالواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الاحسان. التي شرعها الله في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم والتقرب بذلك الى الله عز وجل فانه لا طريق للعبد يوصله الى رضا مولاه وقربه ورحمته وعفوه ومغفرته سوى ذلك وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاحاديث المشاري اليها في اول الجزء من رواية عائشة وابي هريرة رضي الله عنهما الى ان احب الاعمال الى الله عز وجل شيئان. احدهما ما داوم عليه صاحبه وان كان قليلا. وهكذا كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم وعمل اله وازواجه من بعده وكان ينهى عن قطع العمل وقال لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ولا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل يستجاب لاحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي فيستحسن عند ذلك ويدع الدعاء. هذا عبد الله بن عمرو بن العاص اللي قاله النبي صلى الله عليه وسلم لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ما ترك قيام الليل منذ ان سمع هذا الحديث حتى توفاه الله وقد جاوز السرية نعم قال الحسن اذا نظر اليك الشيطان فرآك مداوم على طاعة الله عز وجل فبغاك وبغاك فرآك مداوما ملك ورفضك وقد استمع عليه همان هم الدنيا وشقاء الاخرة فقيل له كيف لا تأتيه الاخرة بالسرور وهو يتعب في دار الدنيا ويذهب؟ قال كيف قبول كيف بالسلامة كم من رجل يرى انه واذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك. والثاني ان احب الاعمال الى الله ما كان على وجه السداد والاقتصاد والتيسير دون ما كان على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير. كما قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقال تعالى ما يريد الله ليجعل عليكم الحرج وقال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يسروا ولا تعسروا. وقال انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين وفي المسند عن ابن عباس قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاديان احب الى الله عز وجل؟ قال الحنفية السمع الحنيفية السمحة وفيه ايضا عن محجم ابن الادرع ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الى المسجد فرأى رجلا قائما يصلي فقال اتراه صادقا؟ فقيل يا نبي الله هذا فلان هذا من احسن اهل المدينة ومن اكثر اهل المدينة صلاة. فقال لا تسمعه فتهلكه مرتين او ثلاثة انكم امة اريد بكم اليسر وفي رواية اخرى له قال ان خير دينكم ايسره. وفي رواية اخرى له قال انكم لن تنالوا هذا الامر بالمغالبة نعم واخرجه حميد بن زنجوي وزاد فيه فقال واكلفوا واكلفوا من العمل ما تطيقون. فان الله لا يمل حتى تملوا. وعليكم بالغزوة والروحة وشيء من الدلجة. وفي المسند عن بريدة قال خرجت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي. فلحقته فاذا نحن بين ايدينا برجل مصلي يكثر الركوع والسجود. قال اتراه يرائي؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فترك يدي من ثم جمع بين يديه فجعل يصوبهما ويرفعهما ويقول عليكم هديا قاصدا عليكم هدي القاصدا عليكم هديا قاصدا فانه ومن يشاد هذا الدين يغلبه. يعني هكذا جمع يديه ثم قال ثم قال بهما هكذا عليكم هديا قاصدا هديا قاصدا. نعم. وقد روى وقد روي من وجه اخر مرسلا وفيه النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا اخذ بالعسر ولم يأخذ باليسر ثم دفع في صدره فخرج من المسجد ولم يرى فيه بعد ذلك. وقد انكر النبي صلى الله عليه وسلم على من عزم على التبتل وقيام الليل وصيام النهار وقراءة القرآن كل ليلة كعبد الله بن عمرو بن العاص وعثمان وعثمان بن مظعون والمقداد وغيرهم. وقال ولكني اصوم وافطر واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن السنة فليس مني لان هذا الدين ليس فيه رهبة الدين الحنيف ليس فيه رهبنة الرهبانية ابتدعها اهل الكتاب ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليه هذا الدين فيه تعبد وفيه يسر وفيه ما هو مبني على القصد وليس فيه ما هو تعسير وليس فيه ما هو مشقة نعم وانتهى بعبدالله بن عمرو ان يقرأ القرآن في كل سبع وفي رواية انه انتهى به الى قراءته في كل ثلاث وقال لا يفقه من قرأه في اقل من ثلاث وانتهى به في الصيام الى صيام داوود وقال لا صيام افضل من ذلك. وفي القيام الى قيام عليه السلام فقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة وعائشة سددوا وقاربوا المراد بالتسديد العمل بالسداد وهو والقصد والتوسط في العبادة فلا يقصر فيما امر به ولا يتحمل منها ما لا يطيقه. قال النظر بن شوميل السداد القصد في الدين والسبيل. وكذلك المقاربة المراد بها التوسط بين التفريط والافراط والافراط فهما كلمتان بمعنى واحد بمعنى واحد او متقارب. وهو المراد بقوله في الرواية الاخرى وعليكم هديا قاصدا. قوله وابشروا السداد سددوا ان الانسان لا يسرف في ولا يتجاوز الامر هذا هو السداد فعلى هذا الغاليين في خطر والمتخاذلين والمتكاسلين بخطر نعم قوله وابشروا يعني ان من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فليبشر فانه يصل ويسبق الذائب المجتهد في الاعمال. فان طريق الاقتصاد والمقاربة افضل من غيرها. فما سلكها فليبشر بالوصول فان الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في غيرها. وخير من وخير هدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فمن سلك طريقه كان اقرب الى الله من غيره وليست الفضائل بكثرة الاعمال البدنية لكن لكونها خالصة لله عز وجل صوابا على متابعة السنة وبكثرة معارف القلوب واعمالها. كم من الناس اليوم ينخدعون بالمظاهر منخلعون بالمظاهر فليس العبرة الا بالاخلاص والمتابعة والاخلاص عمل قلبي فلم يبقى الا المتابع نعم فمن كان بالله يعرف وبدينه واحكامه وشرائعه وله اخوف واحب وارجأ فهو افضل ممن ليس كذلك. وان كان ما اكثر منه عملا بالجوارح. والى هذا المعنى الاشارة في حديث عائشة رضي الله عنها بقول النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا واعلم انه لن يدخل احدا منكم عمله الجنة. وان احب الاعمال الى الله ادومها وان قل. فامر فامر بالاقتصاد في العمل وان يضم الى ذلك العلم باحب الاعمال الى الله. وبان العمل وحده لا يدخل الجنة. ولهذا قال بعض السلف ما سبقهم ابو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره. وقال بعضهم الذي كان في صدر ابي بكر رضي الله عنه محبة لله ورسوله والنصيحة لعباده. وقال طائر الذي يظهر لي ان هذا الكلام الذي جاء عن بعض السلف في حق ابي بكر حق ولكن المتتبع لسيرته يجب ان اعظم سبب من اسباب صدق ابي بكر هو شدة متابعته للنبي صلى الله عليه وسلم اعظم سبب من اسباب سبق ابي بكر عظيم متابعة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الاقوال حتى في الاقوال من اعظم الناس متابعة في احلك الظروف لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في صلح الحديبية قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم كيف نرضى الدنية في ديننا؟ قال يا عمر انه الله لن يضيعني لا معمر لابي بكر قال كيف نرضى الدنية في الطاهر ايه يا عمر؟ انه الله لن يضيع نبيه نفس الكتب تماما ما ينقص ولا يزيد. نعم وقال طائفته وقال بعضه الذي كان في صدر ابي بكر رضي الله عنه المحبة لله ورسوله والنصيحة لعباده. وقال طائفة من العارفين ما بلغ من بلغ بكثرة صيام ولا صلاة ولكن بسخاوة الانفس وسلامة الصدور والنصيحة للامة. زاد بعضهم وبذم نفوسهم وقال اخر انما تفاوتوا بالارادات ولم يتفاوتوا بكثرة الصيام والصلوات. وذكر لابي سليمان قولوا اعمار بني اسرائيل وشدة هذه في الاعمال وان من الناس من غبطهم بذلك فقال انما يريد الله منكم صدق النية فيما عنده او كما قال راعوا القلوب. الله مطلع على القلوب. اذا رأى الله عز الجميع صدق النية سلامة الصدر وذم النفس هذه امور عظيمة يا اخوة يسبق بها العبد كثيرا من الصائمين القائمين نعم وقال ابن مسعود لاصحابه انتم اكثر صوما وصلاة من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيرا منكم. قالوا وبما ذاك؟ قالوا كانوا ازهد منكم في الدنيا وارغب في الاخرة. يشير الى ان الصحابة فاقوا من بعدهم بشدة تعلق قلوبهم بالاخرة ورغبتهم فيها واعراضهم عن الدنيا بتحقيرها وتصغيرها وان كانت في ايديهم. فكانت قلوبهم منها فارغة وبالاخرة ممتلئة. وهذا الحال الحال ورثوها من نبيهم صلى الله عليه وسلم. فانه كان اشد الخلق فراغا بقلبه من الدنيا. وتعلقا بالله وبالدار الاخرة مع ملابسته للخلق بظاهره وقيامه باعباء النبوة وسياسة الدين والدنيا. وكذلك خلفاؤه الراشدون بعده. وكذلك اعيان التابعين لهم باحسان كالحسن وعمر ابن عبد العزيز. وقد كان في زمانهم من هو اكثر منهم صوما وصلاة. ولكن لم يصل يصل قلبه الى ما وصلت اليه قلوب هؤلاء من من ارتحالهم عن الدنيا وتوكلها الاخرة يعني هؤلاء الذين جاءوا بعض الصحابة اكبر مثال للخوارج اعظم صلاة اكثر صلاة اكثر صوما اكثر قراءة ومع ذلك هم ابعد الناس عن الحق. نعم فافضل الناس من سلك طريق النبي صلى الله عليه وسلم وخواص اصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية والاجتهاد في الاحوال القلبية فان سفر الاخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الابدان جاء رجل الى بعض العارفين فقال له قطعت اليك مسافة. فقال له ليس هذا الامر بقطع المسافات. فارق نفسك بخطوة وقد حصل لك مقصودك وقال ابو وقال ابو يزيد رأيت رب العزة في المنام فقلت له يا ربي كيف الطريق اليك؟ قال اترك نفسك وتعالى وما الى رؤية الله عز وجل في المنام ذكره جمع من اهل العلم انه ممكن لغير رسول الله صلى الله عليه والذي يعني ترجح انه ليس هناك دليل على امكانية رؤية الله عز وجل في المنام بل هو يعني يكون من الاشياء التي لم يرد فيها النص نعم ما اعطيت امة ما اعطيت هذه الامة ببركة متابعة نبيها صلى الله عليه وسلم حيث كان افضل الخلق وهديه اكمل الهدي مع ما يسر الله على يديه من دينه ووضع به من الاثار والاغلال عن امته. فمن اطاعه فقد اطاع الله واحبه الله واهتدى به هدى الله فمن جملة ما حصل لامته ببركته وتيسير شريعته ان من صلى منهم العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله. فيكتب له قيام ليلة وهو نائم على فراشه لا سيما ان نام على طهر وذكر حتى تغلبه عيناه. ومن صام منهم ثلاثة ايام من كل شهر فكأنما صام الشهر كله. فهو صائم لبقية الشهر في مضاعفة الله يفطر الله في رخصة الله والطاعن الشاكر له اجر الصائم الصابر. الله اكبر. ومن نوى ان يقوم من الليل فغلبته عيناه فنام كتب له ما نوى وكان نومه عليه صدقة دين يسر دين يسر سبحان الله والاحتساب فيه امر عظيم احتساب تسب هذه الامور عند الله عز وجل. نعم وقال ابو الدرداء يا حبذا نوم الاكياس وفطرهم فكيف يسبقون سهر الجاهلين؟ سهر الجاهلين وصيامهم ولهذا جاء في الحديث الصحيح رب قائم حظه من قيامه السهر وصائم حظه من صيامه الجوع والعطش رواه الطبراني واحمد ابن حمزة وقال بعضهم كم من مستغفر ممقوت وساكت مرحوم هذا مستغفر وقلبه فاجر وهذا ساكت وقلبه ذاكر. وقال بعض يظهر ان ما بين القوسين رواه الطبراني واحمد ابن حنبل ليس من كلام الناس لان الناصح لا يقدم على احمد ابن حنبل احد هذا من النساء خظار ليس من المصنف نعم وقال بعضهم ليس الشأن فيمن يقوم الليل انما الشأن في من ينام على فراشه ثم يصبح وقد سبق الركب. الله. وفي ذلك قيل من لي بمثل المدلل تمشي رويدا وتجي في الاول. هذا قيل في ابي بكر ابن الجوزي نقل هذا في ابي بكر الصديق قال من لي بمثل سيدك المدلل؟ نعم قوله صلى الله عليه وسلم اغدوا وروحوا وشيء من الدلجة كقوله في الرواية الاخرى استعينوا بالغزوة والروحة وشيء من الدرجة يعني ان هذه الاوقات الثلاثة تكون تكون اوقات تكون اوقات السير الى الله بالطاعات وهي اخر الليل واول واخر. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الاوقات في قوله تعالى واذكر اسم ربك بكرة واصيلا. ومن الليل فاسجد له ليلا طويلا بكرة هي الغدوة واصيلة هي الرواح ومن الليل هذه الدرجة فالاية يعني الحديث جاء وفق الاية. نعم. وقال تعالى وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن اناء الليل فسبح واطراف النهار لعلك ترضى. وقال تعالى وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن الليل فسبحه وادبار السجود. هذه الايات اول ما يراد منها الصلوات التي في هذه الاوقات من الفرائض ثم ما هو محاط بهذه الفرائض من النوافل والاذكار والتسبيحات ونحو ذلك يرحمك الله. وذكر الله تعالى ذكر في طرفي النهار في مواضع كثيرة من كتابه كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. وقال تعالى اغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. وقال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. وقال تعالى في زكريا عليه السلام فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا. وقال تعالى وسبح بالعشي والابكار. فهذه الاوقات الثلاثة يعني ان الانسان اذا ذكر اذكار صباح كم مساء اذكار الليل يكون قد ذكر الله في هذه الاوقات الثلاثة هذا اقل شيء نعم فهذه الاوقات الثلاثة منها وقتان وهما اول النهار واخره يجتمع في كل في كل من هذين الوقتين عمل واجب وعمل تطوع فاما العمل الواجب فهو صلاة الصبح وصلاة العصر وهما افضل الصلوات الخمس وهما البردان اللذان من حافظ عليهما دخل الجنة وقد قيل لكل منهما انها الصلاة الوسطى. واما عمل التطوع فهو ذكر الله بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس. وبعد العصر حتى تغرب الشمس قد ورد في فضله نصوص كثيرة وكذلك وردت النصوص الكثيرة في اذكار الصباح والمساء وفي وفي فضل من ذكر الله حين يصبح وحين يمسي وقد روي من حديث ابن عمر مرفوع ابن ادم اذكرني ساعة من اول النهار وساعة من اخره اغفر لك ما بين ذلك الا الكبائر او تتوب منها. اما الجلوس بعد طلوع الفجر طلوع الشمس طلوع صلاة الفجر الى طلوع الشمس قال دل عليه نصوص كثيرة اما الجلوس بعد العصر فلم يأتي فيه نص صريح. نعم. وكان السلف لاخر النهار اشد اشد تعظيما من اوله قال ابن مبارك بلغنا انه من ختم نهاره بذكر الله كتب نهاره كله ذكرى. وقال ابو الجد بلغنا ان الله تعالى ينزل مساء كل مساء كل مساء كل يوم الى السماء الدنيا ينظر الى اعمال بني ادم. ورأى بعض السلف ابا جعفر يثبت نزول الرب عز وجل مساء يعني في اخر النهار لم يثبت ان كان هذا من الاسرائيليات اه فلا عبرة بها لان الذي ورد نزول الرب عز وجل في الثلث الاخير من الليل نعم ورأى بعض السلف ابا جعفر القارئ في المنام فقال له قل لابي حازم يعني الاعرج الزاهد الكيس ان الله وملائكته تراءون مجلسك بالعشيات والظاهر ان ابا حازم كان يقص يقص على الناس اخر النهار. وقد جاء في الحديث كلمة يقص عند السلف معناه الوعظ والارشاد والتعليم وقد جاء في الحديث ان الذكر بعد الصبح احب من اربع رقاب وبعد العصر احب من ثمان رقاب. وايضا فيوم الجمعة اخره افضل من اوله ما يرجى في اخره من ساعة الاجابة هذا ثبت اخر ساعة من يوم الجمعة ثبت فيه الحج نعم ويوم عرفة اخره افضل من اولا لانه وقت الوقوف وكذلك اخر الليل افضل من اوله. كيف؟ وقت الوقوف ووقت نزول الرب عز وجل. نعم. كما قال السلف واستدل بحديث النزول الالهي وهذا كله مما يرجع به يرجح به قول من قال ان صلاة العصر هي الوسطى واما الوقت الثالث فهو الدلجة والادلاج سير اخر الليل والمراد به ها هنا العمل في اخر الليل وهو وقت الاستغفار كما قال تعالى بالاسعار وقال تعالى وبالاسحار هم يستغفرون. وهو اخر اوقات نزولي الهي المتضمن لاستعراض حوائج السائلين. واستغفار المذنبين بتوبة التائبين وسط الليل وسط الليل للمحبين وسط الليل للمحبين للخلوة بحبيبهم واخر الليل المذنبين يستغفرون من ذنوبهم. من عجز عن مشاركة المحبين في الجري معهم في ذلك المضمار. فلا اقل من مشاركة المذنبين في الاعتذار ورد في بعض الاثار ان العرش يهتز من السحر قال طاووس ما كنت اظن ان احدا ينام في السحر وفي الحديث الذي خرجه الترمذي من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل سير الدلجة اخر الليل يقطع به سفر الدنيا. ولهذا في الحديث الذي خرجه مسلم اذا سافرتم فعليكم بالدلجة فان الارض تطوى بالليل. قال بعض القدماء اصبر على مرض الادماج في السحر. وفي الرواح على الطاعات والبكاء والبكر. ولا تضجرن ولا ولا لا يعطى ولا يعطى الجسم ولا يعجزك مطلبها فالهم يتلى والضج اني رأيت وفي الايام تجربة للصبر عاقبة محمودة الاثر وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر الله يجعلنا واياكم امين وقد روي ان الاجتر دخل على علي بن ابي طالب رضي الله عنه بعد هدأة من الليل وهو قائم يصلي فقال يا امير المؤمنين صوم بالنهار وسهر بالليل وتعاون فيما بين ذلك. فلما فرغ من صلاته قال سفر الاخرة طويل يحتاج الى قطعه السيل يحتاج الى قطعه بسير الليل وهو الادلاج. كانت امرأة حبيب ابن محمد الفارسي توقظه بالليل وتقول قم يا حبيب فان الطريق بعيد وزادنا قليل وقوافل الصالحين قد صارت من بين ايدينا ونحن قد بقينا يا نائما بالليل كم ترقد؟ قم يا حبيبي قد دنا الموعد وخذ من الليل اوقاته وردا اذا ما هجع الرقد من نام حتى ينقضي ليله لم يبلغ المنزل لو يجهد. اقل شيء انك توتر قبل ان تنام اذا كنت ما تستطيع ان تقوم اقل ما يقال في شهر في شيء من الدرجة انك توتر قبل ان تأخذ وقوله صلى الله عليه وسلم قصد القصد تبلغه حث على الاقتصاد في العبادة والتوسط فيها بين الغلو والتقصير ولذلك كرره مرة بعد مرة. وفي مسند الجزار من حديث حذيفة رضي الله عنهما على الاغراء القصد القصد التبع الزموا القصد الزموا القصد تتلوه. نعم. وفي مسند البزاري من حديث حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ما احسن القصد في الفقر وما احسن القصد في الغنى وما احسن القصد في العبادة. وكان لمطرف بن عبدالله بن الشخير بن قد اجتهد في العبادة فقال له ابوه خير الامور او اوسطها الحسنة بين السيئتين وشر السير الحقحقة. قال ابو عبيد يعني ان الغلو في العبادة سيئة والتقصير سيئة الاقتصاد بينهما حسن. قال والحقحة ان يلح ان يلح في شدة السير حتى تقوم عليه راحلته وتعطب فيبقى منقطعا به سفره انتهى ويشهد لهذا المعنى الحديث المروي عن عبد الله ابن عمرو مرفوعة ان هذا الدين متين فاوغل فيه برفق ولا تبغض الى ولا تبغض الى نفسك عبادة الله فان المنبت لا سفرا قطع ولا ظهرا ابقى فاعمل عمل امرئ يظن انه لن يموت الا هلم واحذر حجر امرئ يخشى ان يموت غدا. المنبت هو المسرع فان المنبت لا سفرا قطع ولا ظهرا يعني يمشي على الخيل وهو مسرع يسرع يسرع يسرع يسرع وبعدين الدابة تعطب وهو ما يصل مثل اللي يسحب سيارة يبي يوصل بسرعة مني يروح لمكة كيمشي مية وثمانين تلقاه في الطريق يسوي حادث نعم اخرجه حميد بن زنجويه وغيره. وفي تكرير امره بالقصد اشارة الى ان الى المداومة عليه فان شدة السير والاجتهاد مظنة السآمة والانقطاع والقصد اقرب الى الدوام ولهذا جعل عاقبة القصد البلوغ كما قال من من ادلج بلغ المنزل. من ادلج ايمان بالليل وهذه كناية ان السير بالليل في قطع مسافات الدنيا والسير في الليل في الطاعات يقرب الى الله عز وجل. نعم فالمؤمن في الدنيا يسير الى ربه حتى يبلغ اليه كما قال تعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. وقال تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال الحسن يا قوم المداومة المداومة فان الله يجعل لعمل المؤمن اجلا دون الموت ثم تلا هذه الاية. وقال ايضا نفوسكم الوصول الاعظم الى ما يطلبه في مقعد صدق عند مليك مقتدر من لزم الصدق في طلبه اداه الصدق الى مقعد الصدق كلام عجيب من لزم الصدق في طلبه اداه الصدق الى مقعد الصدق فاصلحوا مطاياكم تبلغكم الى ربكم عز وجل. والمراد باصلاح المطايا الرفق بها وتعاهدها بما يصلحه من قوتها والرفق بها في السير. فاذا احس منها بتوقف في السير تعاهدها تارة بالتشويق وتارة بالتخويف حتى تسير. قال بعض السلف الرجاء قائد والخوف سائق والنفس بينهما كالدابة الحرون. فمتى فتر قائدها وقص سائقها وقفت تحتاج الى الرفق بها والحدو لها حتى يطيب لها السيف كما قال حادي الابل بالوادي بشرها دليلها وقال لها غدا ترين الطلحة والجبال. ولما كان الخوف كالسوط فمتى الح بالضرب بالسوط على الدابة تله تلفت؟ فلابد لها الضرب من حاد الرجال من حاد الرجاء يطيب لها السير بحذائه حتى تقطع. قال ابو يزيد ما زلت اقود نفسي الى الله وهي تبكي حين حتى سقتها وهي تضحك. كما قيل اذا شكت منك اذا شكت منك لا سير اوعدها روح القدوم فتحيا عند ميعادك. قال كليب العصر خليد او خليد قال خليد العصري ان كل حبيب يحب ان يلقى حبيبه فاحبوا ربكم وسيروا اليه سيرا جميلا لا مصعدا ولا مميلا فغاية السير يوصل لان من صار الى الله سير المصعد تنقطع نفسه ولا يستطيع ان يسهو ومن سار الى الله سيرا مبينا منحرفا يبتعد فالواجب على الانسان الاتباع عن الصراط المستقيم نعم وغاية السير يوصل المؤمن الى ربه ومن لا يعرف الطريق الى ربه لم يسلك اليه فيه. فهو والبهيمة سواء قال ذو النون السفلة من لا يعرف الطريق الى الله ولا يتعرف والطريق الى الله هو سلوك صراطه المستقيم الذي بعث الله به رسوله وانزل به كتابه وامر الخلق كلهم بسلوكه والسير فيه. قال ابن مسعود رضي الله عنها الصراط المستقيم تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في ابنائه وطرقه الجنة هاي مين اللي يحرق في واحد ممكن يحرك الواحد الشباب جالس عليه لا شوفوا والطريق الى الله هو سلوك صراطه المستقيم الذي بعث الله به رسوله وانزل به كتابه وامر الخلق كلهم بسلوكه والسير فيه قال ابن مسعود رضي الله عنه الصراط المستقيم تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في ادناه وطرقه الجنة. وعن يمينه جواد وعن يساره جواد اما رجال يدعون من مر بهم فمن اخذ في تلك الجواد انتهت به الى النار ومن اخذ على الصراط انتهى به الى الجنة ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. خرجه ابن جرير وغيره. فالطريق الموصل الى الله واحد وهو صراطه مستقيم السبل كلها سبل الشيطان من سلكها قطعت به عن الله واوصلته الى دار سخطه وغضبه وعقابه ربما سلك الانسان في اول امره على الصراط المستقيم ثم ينحرف عنه في اخر عمره فيسبق بعض سبل الشيطان فينقطع عن الله ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع او باع فيعمل بعمل اهل النار فيدخل النار. وربما سلك الرجل اولا بعض سبل الشيطان ثم تدركه السعادة في سلك الصراط المستقيم في اخر عمره فيصل به الى الله. هذا كله مبناه على الحكمة يرى الله جل وعلا من قلب العامل ركونا الى عمله او يرى من قلب العامل رياء وسمعة او يرى من قلب العامل غل وحقدا فيظله الله جل وعلا ويكشفه ويكشفه ويظهره ويرى من عمل الضال انه على جهالة وليس على عناد ولا على تكبر بيهديه الله عز وجل فالله جل وعلا يهدي الحكمة ويضل والشأن كل الشأن في الاستقامة على الصراط المستقيم من اول السير الى اخره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى الصراط المستقيم. هذا الخير كله لتكون من اول الشباب حتى وفاتك على الصراط المستقيم ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب اول ما تبادل لدين الصحابة امره احدهما؟ قالوا لعله الذين صحبوا محمدا صلى الله عليه وسلم يعني اكثر وقال الاخرون لعلهم الذين ولدوا بالاسلام فنشوا معه ما عرفوا نعم ما اكثر من يرجع اثناء الطريق او ينقطع فان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت خليل قطاع الثياف الى الحمى كثير واما الواصلون قليل. وفي الحديث الصحيح الالهي يقول الله عز وجل تقرب مني سرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا. تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة. وفي المسند والله اعلى واجل والله وهو اعلى واجل والله اعلى واجل. وفيه ايضا يقول الله يا ابن ادم قم الى الي امشي اليك وامشي الي اهرول اليك. من اقبل الينا تلقيناه من بعيد ومن اراد مرادنا اردنا ما يريد ومن سألنا اعطيناه فوق المزيد ومن عمل بقوتنا الن له الحديث. يا يا هذا لو انك قصدت باب ولي والي الشرطة لما اقبل اليك ولا تلقاك. وربما حجبك عن الوصول اليه واقصاك ملك الملوك يقول من اتاني يمشي اتيته هرولة. وانت عنه معرض وعلى غيره مقبل. لقد غبلت افحش الغبن وخسرت اكبر الخسران اظهر دليل قوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى مصلاه الا يتفلن قبل وجهه فان الله يقبل بوجهي على احدكم اذا قام يصلي شيء عظيم انت تقف الى الصلاة الله يقبل عليك لا ويجاوب الكلاب اذا قلت الحمد لله رب العالمين يجاوبك الله. قل حمدني عبدي اذا قلت الرحمن الرحيم يجاوبك الله يقول اثنى علي وهكذا والله ما جئتكم زائرا الا وجدت الارض تطوى لي ولا ثنيت العزم عن بابكم الا تعثرت بابياني. يا معشر المريدين قد وضح الطريق فما هذا فما هذا التأخر عن السلوك والتعويق؟ لقد وضح الطريق اليك حقا فما خلق ارادك افي الله شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم. يا قومنا اجيبوا داعي الله يا نفس ويحك قد اتاك هداك اجيبي فهذا داعي الله قد ناداك. كم قد دعيت؟ كم قد دعيت الى الرشاد فتعرضي واجبتي داع الغي حين دعاك. الوصول الى الله نوعان احدهما في الدنيا والثاني في الاخرة. فاما الاصول الدنيوية فالمراد به ان القلوب تصل الى معرفته فاذا عرفته احبته وانست به فوجدته فوجدته منها قريبا ولدعائها مجيبا وهذه ان المعرفة والمحبة على نوعين من يحب الله لربوبيته لانه وهذا شأن كثير من الناس فاذا ما انقطع عنهم نعم اذا به يتسخر ومن يحب الله تعبدا وتألها فهذا هو الشأن والقرآن لذلك كان النبي صلوات الله وسلامه عليهم حبهم من هذا النوع حب تألم وتعبد ولو نظر الناظر اليهم لوجدهم عانوا ما عانوا من الدنيا وخرجوا منها ولم يذوقوا نعيمها وهكذا اكثر المحبين كما في بعض الاثار ابن ادم اطلبني تجدني فان وجدتني وجدت كل شيء وان فتك فاتك وان فتك فاتك كل شيء برز المرسوم منا لا نخيب لا نخيب قط ظنا فاطلبونا تجدونا في قلوب قد تسعنا صابرات راضيات بالذي قد يصدر عنا كان ذو النون يخرج بالليل غالب الابيات التي لا ينسبها المصنف هي من شعره وهذا في كثير من مصنفاته رحمه الله كان ذو النون يخرج بالليل فيردد نظره في السماء ويردد هذه الابيات حتى يصبح وهي هذه. اطلبوا لانفسكم مثل ما انا قد وجدت سكنا ليس فيه هواه عناء ان بعدت قربني او او قربت منه دنا. واما الوصول الاخروي فالدخول الى الجنة التي هي دار كرامة الله لاولياءه ولكنهم في درجاتها متفاوتون في القرب بحسب تفاوت قلوبهم في الدنيا في القرب والمشاهد بحسب تفاوت قلوبهم في الدنيا في القرب والمشاهدة قال تعالى وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة والسابقون السابقون اولئك المقربون الله واياكم من الصالحين كان الشبلي يهيج يهيج يهيج يهيج في داره يقول على بعدكم لا صبر على من عادته القرب ولا يقوى على حجبك من تيمه تيمه الحب فان لم ترك العين فقد ابصرك القلب ادي الشيب دي من كبار الزهاد في زمان يقول على بعدكم لا صبر على من عادته القرب ولا يقوى على بك من تيمه الحب فإن لم ترك العين فقد ابصرك القلب الصراط المستقيم في الدنيا يشمل على ثلاثة درجات. درجة الاسلام ودرجة الايمان ودرجة الاحسان. فمن سلك درجة الاسلام الى ان يموت عليها منعته من الخلود في النار ولم يكن له ود من دخول الجنة. وان اصابه قبل ذلك ما اصابه. ومسلك على درجة الايمان الى ان عليها منعته من دخول النار بالكلية فان نور الايمان يطفئ لهب نار جهنم حتى تقول يا مؤمن جزء فقد اطفأ نورك ذهبي. وفي المسند عن جابر مرفوعا لا لا يبقي لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها. فتكون على المؤمن بردا سلامة كما كانت على ابراهيم حتى ان للنار ضجيجا من بردهم. هذا ميراث ورثه ورثه المحبوب من حال ابيهم ابراهيم عليه السلام ففي فؤاد المحب نار الهوى نار هوى اضطروا نار الجحيم اوردها ومن سلك على درجة الاحسان الى ان يموت عليها وصل بعد الموت الى الله للذين اشاروا الى الاية. وان منكم الا واردها على ربك حتما هل هذه الورود ولوج في النار او مرور على الصراط قولان والاشهر ان الورود مرورا على الصراط ومن سلك على درجة الاحسان الى ان يموت عليها وصل بعد الموت الى الله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وفي الحديث الصحيح اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه. فيقولون ما هو؟ الم يبيض وجوهنا؟ الم يثقل موازين الم يدخلنا الجنة ويجرنا من النار في كشف الحجاب فينظرون اليه فوالله ما اعطاهم الله شيئا احب اليهم ولا اقر لاعينهم من النظر اليه وهو زيادة ثم تلى للذين احسنوا الحسن وزيادة. نسأل الله عز وجل في النظر الى وجهك. اللهم امين. كل اهل الجنة يشتركون في الرؤية لكن يتفاوتون في القرب في حالة في حال الرؤية وفي اوقات الرؤية. عموم اهل الجنة يرون يوم المزيد وهو يوم الجمعة. وخواصهم ينظرون الى وجه الله كل يوم مرتين بكرة وعشية. عموم اهل الجنة لهم رزقهم فيها بكرة وعشية. وخواصهم يرون الله بكرة وعشية عارفون لا يسليهم عن محبوبهم قصر ولا يرويهم دونه نهر كان بعضهم يقول اذا جعت فذكره زاد واذا عطشت فمشاهدته سؤلي ومرادي. رؤي بعض الصالحين في المنام بعد موته فسئل عن حال رجلين من العلماء فقال تركتهما الان بين يدي الله عز وجل يأكلان ويشربان ويتنعمان. قيل له فانت؟ قال علم قلة رغبتي في الطعام فاباحني النظر اليه انت رؤية الله عز وجل قبل القيامة فهذه الرؤية متعلقة بالارواح. اما الابدان فلا والروح مع البدن معا لا تراه الا يوم القيامة. نعم. انت لي اذا ظمأت الى الماء وقوتي اذا اردت الطعام. وفي عن ابن عمر فوعا ان ادنى الكلام يعني فيه تجوز والا فان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لاكرم الخلق بعده انكم لستم كهيئاتي اني ابيت عند ربي يطعمني الناس فلا تواصل فلما قال لاكرم الخلق بعده واحسن الناس بعده اشرف الناس بعده واعظم الناس بعده انكم لستم مثلي دل على ان هذه المغفرة لا يبلغها احد. نعم. وفي مسند عن ابن عمر ان ادنى اهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه الفي يرى اقصاه كما يرى ابناه ينظر الى ازواجه وخدمه وان افضلهم منزلة لينظر الى وجه الله تبارك وتعالى كل يوم مرتين وخرجه الترمذي ولفظه ان ادنى اهل الجنة ان ادنى اهل الجنة منزلة لمن ينظر الى جنانه وازواجه ونعيمه وخدمه ومسيرة الف سنة واكرمهم على الله من ينظر الى وجهه غدوة وعشية. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناظرة يا ربها ناظرة. ولهذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن جرير ابن عبد الله البجل انكم لترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. قال فان استطعتم الا تغلبوا على عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. لما كان هذان الوقتان في الجنة وقتين للرؤية في حق خواص اهل الجنة. حصد حظ صلى الله عليه وسلم على المحافظة على الصلاة في هذين الوقتين في الدنيا. وهذا يعني ملحظ لطيف ملحظ عظيم لماذا حث على الغدوة والروحة لانهما وقتان من اوقات رؤية رب العالمين للخواص المحافظة على في هذين الوقتين يعني الطاعات يرجى له ان يكون من خواص الذين لهم النظر مرتين بكرة فمن حافظ على هاتين الصلاتين في الدنيا في هذين الوقتين وصلاهما على اكمل وجوههما وخشوعهما وحضورهما وادابهما فانه يرجى له ان يكون ممن يرى الله في هذين الوقتين في الجنة. مع ما في قلبه لهاتين الصلاتين والعظمة وما مع ما في قلبه للنظرة العظيمة لهتين الصلاتين. نعم لا سيما ان حافظوا بعدهما على الذكر وانواع العبادات حتى تطلع الشمس او تغرب. فان وصل العبد ذلك بدنجة اخر الليل فقد اجتمع له السير وفي الاوقات الثلاثة وهي الدنجة والغدوة والروحة فيوشك فيوشك ان يعقبه الصدق في هذا السير ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند ملكه من لزم الصدق في طلبه اداه الصدق الى مقعد الصدقة من لزم من لزم الصدق في طلبه اداه الصدق الى مقعد الصدق وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم. المحب لا يقطع والسؤال عمن يحب ويتجسس الاخبار ويتنسم الرياح ويستدل بالاثار لسلوك الطريق الى محبوبه. اسائلكم عنها من مخبر فما لي بنعم بعد فما لي بنعم بعد محسن علما فلو كنت ادري اين اقيم اهلها واي بلاد الله اذ اذا ضعنوا هم. اذا لسلكنا مسلك الريح خلفها ولو اصبحت نعم ومن دونها النجم. لقد كبرت همة الله مطلوبها. وشرفت نفس الله محبوبها. ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغيب والعشي يريدون وجهه. ما للمحب سوى ارادتي سوء مال المحب سوى ارادة حبه. ان المحب بكل بر لكل بر يفرح ان المحب بكل بر يضرع. قيمة كل قيمة كل امرئ ما يطلب. فمن كان يطلب الله فلا قيمة له من طلب الله فهو هو اجل من ان يقوم. الله اكبر ومن طلب غيره فهو اخس من ان يكون له قيمة قال الشبلي من ركن الى الدنيا احرقته بنارها فصار وماذا؟ تذروه الرياح ومن ركن الى الاخرة احرقته بنورها فصار سبيكة ذهب ينتفع به. ومن ركن الى الله احرقه بنور التوحيد فصار جوهرا لا قيمة له. له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى اجل من الدهر. وسئل الشبلي هل يقنع المحب بشيء من حبيبه قبل مشاهدته فاشهد. والله لو انك زوجتني بتاج كسرى ملكة المشرق ولو باموال الورى جدت لي اموال من بعد ومن قد بقي وقلت لي لا نلتقي ساعة اخترت يا مولى ان نلتقي ومن كبرت همته لم يرضى بطلب شيء سوى الله سبحانه وتعالى كل غدوي وضواحي غدوي ورواحي في مسائي وصباحي وكذا ذكرك روحي ثم الحاني وراحي انت سؤلي ونصيبي ومرادي ونجاحي. يا غياثي وملاذي لرشادي. هذه الاية كانت تشتد على الخائفين من العارفين فانها تقتضي ان من العباد من فصل في قوله تعالى وبدا له من الله ما لم يكونوا يحتسبون. المقدمين دايما يقولوا الفصل. نعم هذه الاية كانت تشتد على الخائفين من العارفين فانها تقتضين من العباد من يبدو له عند لقاء الله ما لم يكن يحتسب مثل ان يكون غافلا عما بين يديه معرضا عنه غير عامل ولا يحتسب له. فاذا كشف الغطاء عاين تلك الاهوال الفظيعة فبدا لهم ما لم يكن في حسابه. ولهذا قال عمر رضي الله عنه لو ان لي ملء لو ان لي ملء الارض ذهبا لافتديت به من هول المطبع وفي الحديث لا تمنوا الموت فان هول المطلع شديد وان من سعادة المرء ان يطول عمره ويرزقه الله الانابة وقال بعض حكماء السلف كم من موقف خزي يوم القيامة لم يخطر على بالك قط ونظير هذا قوله تعالى لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حليم بيان ما يصير هباء منثورا من من الاعمال النوع الاول ويشتمل على ما هو اعم من ذلك وهو ان يكون له اعمال يرجو بها الخير فتصير هباء منثورا وتبدل السيئات. وقد قال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة. وقال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. قال الفضيل في هذه الاية وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. قال عملوا اعمالا حسبوا انها حسنات فاذا هي سيئات. النوع الثاني وقريب من هذا ان يعمل الانسان ذنبا يحتقره ويستهوي به فيكون فيكون هو سبب هلاكه كما قال تعالى فيكون هو سبب هلاكه كما قال تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. وقال بعض العلماء انكم تعلمون انكم تعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. النوع الثالث واصعب ومن هذا من زين له سوء عمله فرآه حسنا قال تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا قال ابن عيينة لما حضرت محمد لما حضرت محمد بن المنكدر الوفاة جزع جزع فدعوا له ابا حازم فجاء فقال له من كذب ان الله يقول وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. فاخاف فاخاف ان يبدو لي من الله ما لم اكن اكتسب فجعل يبكيان جميعا. خرجه ابن ابي الدنيا وابن ابي حاتم. وزاد ابن ابي الدنيا فقال له اهله دعوناك لتخفف عليه فزدته فاخبره بما قال وقال الفضيل بن عياض اخبرت عن سليمان التيمي انه قيل له انت انت ومثلك؟ فقال مهما تقول هذا لا ادري ما يبدو لي من الله سمعت الله يقول وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. النوع الرابع وكان سفيان الثوري يقول عند هذه الاية ويل لاهل الرياء من هذه الاية. وهذا كما في حديث الثلاثة الذين هم اول من تسعى بهم النار العالم والمتصدق والمجاهد. النوع الخامس وكذلك من عمل اعمالا صالحة وكانت عليه فهو يظن ان اعماله تنجيه فيبدو له من الله ما لم يكن يحتسب فيبتسم الغرماء اعماله كلها ثم يفضل لهم فضل فيطرح سيئاتهم عليه ثم يطرح في النار. النوع السادس وقد يناقش الحساب فيطلب منه شكر النعم فاصغرها تستوعب اعماله كلها وتبقى بقية ونعم فيطالب فيطالب شكرها فيعذب. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من نوقش الحساب عذب او هلك. النوع قد يكون له سيئات تحبط تحبط بعض اعماله واعمال واعمال جوارحه سوى التوحيد فيدخل النار في سنن ابن ماجة في رواية ثوبان مرفوعة ان من امتي من يجيء باعمال امثال الجبال فيجعلها الله هباء مذكورا. وفيه هم قوم من جلدتكم يتكلمون بالسنتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. وخرج يعقوب ابن شيبة يعني يظهرون للناس الزهد والورع والصلاح واذا خلوا اشبه المنافقين. مع انهم ليسوا منافقين لانهم في نفوسهم موحدين. وهذا قوم على خطأ نعم وخرج يعقوب ابن شيبة وابن ابي الدنيا من حديث سالم مولى ابي حذيفة مرفوعا. ليجيء يوم القيامة اقواما معه فيجيء يوم القيامة اقواما معهم من الحسنات مثل جبال تهامة. حتى اذا جيء بهم جعل الله اعمالهم هباء ثم اكبهم في النار. قال خشيت ان اكون منهم قال اما انهم كانوا يصومون يصلون ويأخذون هنيهة من الليل لعلهم كانوا اذا عرض لهم شيء من الحرام اخذوه الله اعمالهم. وقد يحبط وقد يحبط العمل وقد يحبط العمل باخر. برياء خفي وعجب به ونحو ذلك ولا يشعر به هذه الامور السبعة الانسان منها. الشرك فانه محبط لكل الاعمال. احتقار الذنب سبب لعدم مغفرته. احتقار الذنب سبب لعدم مغفرته والامر الثالث ان الانسان يرى عمله متمنيا على الله ولا يعلم ماذا يبدو من الله عز وجل وايضا لا ينبغي للانسان ان يكون ظالما ويقول عندي حسناته. فالظلم عاقبته وخيمة عند الله. فهذه الامور السبعة التي تكون اعمال هباء منثورا ينبغي على كل مسلم ان يحذرها. قال العابد ان لم تأت الاخرة المؤمنة بالسرور قد اصلح همته يجمع ذلك كله يوم القيامة ثم يضرب به وجهه. نسأل الله السلامة نسأل الله السلامة والعافية ومن هنا كان عامر بن عبد قيس وغيره يقلقون من هذه الاية انما يتقبل الله من المتقين. وقال ابن عوف لا تثق بكثرة العمل فانك لا تدري ايقبل منك ام لا ولا تأمن ذنوبك فانك لا تدري هل كفرت عنك ام لا. لان عملك مغيب عنك مغيب عنك كله لا تدري ما الله صانع. كان ابن يقول لو ادري ان لي ركعتان متقبلتان تمنيت الموت وبكى النخاعي عند الموت وقال انتظروا رسول ربي ما ادري ايبشرني بالجنة ام بالنار وجزع وجزع غيره عند الموت فقيل له لما تجزع؟ قال انما هي ساعة ولا ادري اين يسلف بي. قال عمرو ابن العاص لا مت تقف عند رأسي ساعة وادعوا لي فاني لا ادري الى اين اصل؟ هذا صحابي وجزع بعض الصحابة عند موته فسأل عن حاله فقال ان الله قبض خلقه قبضتين قبضة للجنة وقبضة للنار ولست ادري في اي قبضتيني انا ومن تأمل هذا حق التأمل اوجب له القلق فان ابن ادم تعرض لاهوال عظيمة من الموت واهوال القبر والبرز واموال الموقف والصراط والميزان. واعظم من ذلك الوقوف بين يدي الله عز وجل ودخول النار ويخشى على ويخشى على نفسه الخلود فيها بان يسلب ايمانه عند الموت ولم يعمل المؤمن شيئا من هذه الامور فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. فتحقيق هذا يمنع ابن ادم القرار. رأى بعضهم قائلا يقول له وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدري في اي المحلين تنزل. وسئل بعض الموتى وكان عابدا مجتهدا عن حاله فانشد يقول وليس يعلم ما في القبر داخله الا الاله وساكن الاجداد. وقال غيره اما والله لو علم الانام لما خلقوا لما غفلوا وناموا. لقد خلقوا لما لو ابصرته عيون قلوبهم تابوا وهاموا. ممات ثم قبر ثم حشر وتوفيق واهوال عظام ليوم الحشر قد عملت رجال فصلوا من مخافته وصاموا ونحن نداء منا او نهينا كاهل الكهف ايقاظ نيام اخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تم بقلم العبد الفقير المقرب والتقصير راجعة في ربي بين الناس والمال ابن عبد الله الرحمن ابن عبد الرحمن العمري غفر الله له ولوالديه ولمشايخه واخواني وذريتي ولجميع المسلمين الاحياء. منهم والميتين امين والحمد لله الذي تتم الصالحات. اسأل الله جل وعلا ان يشرك بنا وبكم المحجة حتى يصير الله تبارك وتعالى بقلوبنا وباعمالنا وبفضله سبحانه نصل الى دار كرامته. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفره