اذا جاءك زيد فاكره. هذا معلوم انه شرطي و ويستقبل من الزمان. طيب واذا رأوا تجارة او لا وانفضوا اليها علي في الماضي ما في اشكال انها نزلت في الماضي فدل على ان اذا تأتي لهذا وهذا ولكن الاصل في ايذاء انها تأتي لما يستقبل من الزمان فعلى هذا قوله جل وعلا اذا جاء نصر الله والفتح معناها ان الفتح ما كان قد جاء بعد سلم على مكة وفي صحيح البخاري عن عمرو ابن سلمة قال لما كان الفتح بادر كانت العرب كلها لا سيما القبائل التي لا وصيت لها ولا جمع لها وهي تابعة وقبائل نجد اه كما قال في وفد عبد القيس ان بيننا وبينك هذا الحي من مضى وقبائل طي ثم ان الله عز وجل لما غلب اظهر غلبة نبيه على هؤلاء الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد فان الرسائل التي اثرت عن الامام الحافظ عبدالرحمن ابن رجب رحمه الله تعالى في مجملها هي رسائل عظيمة ونافعة لا سيما ما يتعلق بالرقايب وقد اجتهد رحمه الله حتى في رسائله المتعلقة بالتوحيد وبالتفسير او بالفقه ان يخاطب القلوب وهذا امر عظيم ان لا يكون آآ طلبنا للعلم لذات العلم وانما لنؤثر بالعلم على القلوب لنجعل هذا العلم وعاء القلب له وعاء مع العمل و ما اختاره اخواننا في هذه الديوانية المباركة والمشروع المبارك من قراءتنا هذه الليلة لرسالتين الاولى في تفسير سورة النصر والثانية في تفسير سورة الاخلاص اتاني رسالتان عظيمتان وقد سار رحمه الله في تفسير هاتين السورتين على منوال عظيم ذكر اولا كون السورتين اين نزلت ومتى نجحت وهذا مهم جدا لطالب العلم ان يعرف مكان نزول السورة والايات لانه بذلك يفهم المعنى المراد لما يقرأ ايات العفو والصفح و يعلم انها مكية يدرك ان ذلك في وقت ولما يقرأ ايات الامرة بالقتال يدرك ان ذلك في وقت القوة فلا يصبح عنده اشكال ثم انه رحمه الله يبين من خلال ما كتب فضائل السورة وهذا ايضا شيء مهم حتى يكون ذلك ادعى للبحث والتعمق والاهتمام بالصور ثم انه رحمه الله تعالى اه يبين مفردات الكلمات آآ في السورتين في سورة الاخلاص اه بين المواضع التي ينبغي ان نقرأ فيها بهذه السورة وسردها رحمه الله وهذا شيء عظيم لانه متعلق بالجانب العملي واهتمامه بالكلمات ليس اهتماما مجردا لغويا وانما بيان لمعاني الكلمات مع اختيارات دقيقة يخاطب القلوب فشرح رحمه الله المواد بالنصر والمراد بالفتح وبين رحمه الله تعالى المراد بالتسبيح والمراد بالاستغفار وفي سورة الاخلاص ركز على معنى الاحد ومعنى الصمدية ومعنى كونه جل وعلا لم يلد ولم يولد ومعنى انه سبحانه لم يكن له كفوا احد فهذا اه هاتان الرسالتان دائرتان على هذه المواضيع المهمة التي لا يسع احاد الامة الا ويعلمها لا سيما ما يتعلق بسورة الاخلاص ونبدأ ان شاء الله تبارك وتعالى في سورة النصر لانه مقدم في القرآن في الترتيب ثم نبدأ بعد ذلك بسورة الاخلاص الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الاجل وعبدالرحمن بن رجب رحمه الله وعفا عنه بمنه وكرمه امين فالكلام على سورة النصر جاء في حديث انها تعدو ربع القرآن وهي مدنية هذا الحديث من حيث الاشراد مختلف فيه بين التصحيح والتضعيف فالترمذي رحمه الله روى الحديث وحسنه وغيره ظعف الحديث وعلى كل حال فالسلف رحمهم الله اذا رأوا ان الاسناد ليس فيه طعن شديد. يتساهلون في رواية الفضائل وليس معنى هذا ان الفظائل يقبل فيه الحديث الظعيف وانما مراد بالتساهل يعني من حيث الرواية يذكر فيقال مثلا هي سورة النصر يروى انها تعدل ثلث القرآن وفي صحيح مسلم وهي مدنية بالاتفاق. بمعنى انها نزلت بعد الهجرة الى المدينة. وهي من اواخر ما نزل. تعلمون ان هناك خلافا واختلافا بين علماء الامة في معنى المدني والمكي والصواب الذي استقر عليه امر اكثر ان المدني كل ما نزل بعد الهجرة وان نزلت الاية في تبوك او نزلت في خيبر او نزلت في مكة وهو الفتح المقصود به مكة وما حصل يوم الطائف. نعم ورواه ايضا من طريق عبد الاعلى عن معمر عن عكرمة عن عكرمة مرسلا وكذا هو في تفسير عبدالرزاق عن معمر. اخبرني من سمع وان المكي ما نزل قبل الهجرة. وان نزل في الاية في الطائف فاذا الصحيح ان العبرة في وصف الاية او السورة بالمكي والمدني للمكان. وانما الزمان. نعم وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال اخر سورة نزلت من القرآن جميعا اذا جاء نصر الله والفتح. وهذا لا معارض ما جاء ان هناك ايات نزلت بعد هذه السورة لان تلكم الايات مضمومة الى سور اخرى فمن قال ان اخر ما نزل اليوم اكملت لكم دينكم فهي ضمن ايات سورة المائدة ومن قال ان اخر ما نزل ايات الدين او ايات الربا او قوله جل وعلا واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله وهو الصواب الراجح فهذا من حيث الاية لا من حيث السورة نعم واختلف في وقت نزولها فقيل نزلت في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مسند الامام احمد عن محمد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت اذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيت الي نفسي بانه مقبول في تلك السنة عطاء هو ابن السائل اختلط باخره يعني هذا الحديث من رواية عطاء ابن السايب ولو لم يكن من رواية عطاء لكان الحديث نصا بانه نزل في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم ويشهد له ما اخرجه البزار في مسنده والبيهقي من حديث موسى ابن عبيدة عن عبدالله بن دينار وصدقة بن يسار عن ابن عمر قال نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى وهو في ابسط ايام التشريق. في حجة الوداع اذا جاء نصر الله والفتح فعرف انه الوداع. فامر صاحبته القصواء فرحلت له فرحلت له ثم ركب فوقف للناس بالعقبة فحمد الله واثنى عليه وذكر خطبة طويلة هذا اسناد ضعيف جدا وموسى ابن عبيدة قال احمد لا تحل عندي الرواية عنه. وعن قتادة قال عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد لها سنتين وهذا يقتضي انها نزلت قبل الفتح وهذا هو الظاهر لان قوله اذا جاء نصر الله والفتح يدل دلالة ظاهرة على ان الفتح لم يكن قد جاء بعد لان اذا ظرف بان اذا ظرف لما يستقبل من الزمان هذا هو المعروف في استعمالها وان كان قد قيل انها تجيء للماضي كما في قوله واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها. نعم في فرق بين اذا التي تكون لما يستقبل من الزمان وبين اذا التي تكون شرطية. اذا رأوا تجارة فيكون فتكون هذه السورة على قول قتادة هو الصواب انها نزلت في السنة الثامنة قبل فتح مكة والنبي صلى الله عليه وسلم توفي في السنة العاشرة وقوله ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه وقد اجيب عن ذلك بانه اريد ان هذا شأنهم ودأبهم لم يرد به الماضي بخصوصه. وسنذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاء نصر الله والفتح يعني اذا في الموضعين بمعنى الوصفية اذا في الموضعين بمعنى الوصفية اي ان هذه صفتهم يرون التجارات فينصرفون اليها ويتركون الطاعات نعم وسنذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاء نصر الله والفتح وجاء اهل اليمن ومجيء اهل اليمن كما قيل في حجة الوداع قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح اما قال المصنف ان مجيء اهل اليمن انما كان في حجة الوداع ولكن هذا الاطلاق فيه نظر فان اهل اليمن ليسوا قبيلة واحدة من اهل اليمن الاشعريين وكان قدومهم متقدما و ايضا هناك قبائل اخرى مثل الدوس وقد جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في عام الوفود ومنهم من جاءك بهريرة قبل ذلك لكن اذا كان المقصود اهل اليمن يعني كلهم اواخرهم فهذا صحيح انما كان في حجة الوداع قوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح اما نصر الله فهو معونته على اذا الراجح ان سورة النصر نزلت قبل فتح مكة وبعد صلح الحديبية عصام حديبي في السنة السادسة وفتح مكة في السنة الثامنة في شهر رمضان فعلى هذا يحتمل ان يكون قبل اه شهر رمظان باشهر وايام ويحتمل غير ذلك لكن قول قتادة انها نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم في سنتين اما نصر الله فهو معونته على الاعداء حتى غلب النبي صلى الله عليه وسلم العرب كلهم واستولى عليهم من قريش وهوازل وغيرهم. وذكر النقاش عن ابن عباس ان النصر هو سلط الحديبية. واما الفتح فقيل هو فتح مكة بخصوصها. قال ابن عباس وغيره لان العرب كانت تنتظر باسلامها ظهور النبي صلى الله عليه كانت تنتظر قريش ويقولون ان غلبت قريش كنا معهم وان غلب محمد كنا معه فلما فتح الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم مكة ونصره الله على قريش ثم على هوازن وثقيف في الطايف لم يبقى بيت عربي الا وجاؤوا واسلموا طواعية او كرها. ومن ومن دخل في الاسلام كرها كان بعد ذلك مع المرتدين كما قاتلهم الصديق رضي الله عنه. لكن هذا كله حصل بعد فتح مكة. نعم. وفي صحيح البخاري عن عمرو ابن سلمة قال لما كان الفتح بادر كل قوم باسلامهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الاحياء تلوم باسلامها فتح مكة فيقولون دعوه وقومه فان ظهر عليهم فهو نبي. التلون معروف يقول تلوم الرجل من الالم يعني تتقلب ها؟ بين الامرين وتتحول القبائل هذي كانت تتحول تنظر اين نتحول الى اهل مكة ولا الى المدينة ينتظرون الغلبة. نعم وعن الحسن قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قالت العرب اما اذا ظفر محمد باهل مكة وقد اجارهم الله من اصحاب الفيل فليس لكم به يدان. فدخلوا في دين الله افواجا. قوله الحسن مرسل لكنه تفسير والتفاسير السلف من التابعين ومن بعدهم مقبول قد يقول قائل كيف ادرك الحسن هذا الكلام من المرض؟ لا يبعد ان يكون سمعه لا يبعد ان يكون سمعه ومعنى قوله رحمه الله فليس لكم به يدان يعني هذه الكلمة تطلق ويراد منها العجز والظعف ليس لكم به قدرة ونصرة. نعم وقيل ان الفتح يعم مكة وغيرها مما فتح بعدها من الحصون والمدائن كالطائف وغيرها من مدن الحجاز واليمن وغير ذلك وهو الذي ذكره ابن عطية. اما اهل اليمن فلم يقاتلوا حتى يعني انما دخلوا في الاسلام طواعية لم يحصل قتال للنبي صلى الله عليه وسلم لا مع اهل اليمن ولا مع اهل عمان ولا مع اهل البحرين انما كان قتاله صلى الله عليه وسلم مقتصرا على اهل الحجاز في مكة والمدينة وما حولها من القبائل قطفان واسلم وغفار واسلموا غفار جاء واسلموا في الاخير طواعيته وثقيف وهوازن في الطايف دخل الناس في دين الله افواجا. نعم وقوله ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا الصواب ان المقصود بالنصر اذا جاء نصر الله ان المقصود به فتح مكة وما روي ان المقصود به صلح الحديبية فهذا ضعيف صلح الحديبية هو الفتح المقصود في سورة الفتح. انا فتحنا لك فتحا مبينا المقصود به صلح الحديبية انا فتحنا لك فتحا مبينا. المقصود بهذا الكلام صلح الحديبية واما اذا جاء نصر الله المقصود به فتح مكة نعم وقوله ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا المراد بالناس العموم على قول الجمهور. وعن مقاتل انهم اهل اليمن وفي مسند الامام احمد من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن ابي البختري عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها فقال الناس حيز وانا واصحابي وقال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. وان مروان كذبه فصدق فصدق رافع ابن خديج وزيد ابن ثابت ابا سعيد على ما قال. هذا الحديث ايضا يدل على ان المقصود بنصر الله تبارك وتعالى هو بعد فتح مكة ما حصل اه المقصود بدخول الناس في دين الله افواجا ما حصل بعد فتح مكة وهي التي سميت بعام الوفود سنة تسع من الهجرة سميت بعام الوفود لان الوفود كانت تفد بعد فتح مكة من مختلف البلدان الى النبي صلى الله عليه وسلم وتظهر ولاءها وتظهر دخولها في الاسلام حتى ان مسيلمة الكذاب الاشر جاء واظهر الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم ما بايعه وهذا معلوم في السيرة فالصواب رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا هذا نتيجة الفتح اذا جاء نصر الله يعني فتح مكة طيب من يقول القائل والفتح هل هذا من باب عطف البيان لا يقول العلماء قد يكون هذا من باب العطف ولكن قد يكون مرادفا مرادا به شيء اخر. فنصر الله المقصود به ان الله عز وجل نصر نبيه على القبائل والفتح فتح مكة واذا كان الواو لا يقتضي الجمع فيكون فتح فتح مكة ونصر الله ما حصل في الطايف. او العكس نصر يكون نصره نصر الله نبيه على القبائل من حيث ما احد تجرأ ان يقاتله بعد سور الحديبية الا ما حصل من اليهود والزمهم الله والفتح فتح مكة والطايف معا. ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا هذا الذي حصل في عام الوفود من بعد فتح مكة الى قدوم النبي صلى الله عليه وسلم الى حجة الوداع. نعم وهذا يستدل به على ان المراد بالفتح فتح مكة فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح لا هجرة ولكن جهاد ونية وايضا فالفتح المطلق هو فتح مكة كما في قوله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل. ولهذا قال الناس حيز وانا واصحابي حيز وروى النسائي من طريق حيز يعني الفئة والجماعة الفئة والجماعة كما قال الله عز وجل الا متحيزا الى فئة يعني من يتحيز فالنبي صلى الله عليه وسلم قال الناس حيز وانا واصحابي حيز نعم وروى النسائي الطريق هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت اذا جاء نصر الله والفتح الى اخر السورة قال نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين انزلت فاخذ باشد ما كان اجتهادا في امر الاخرة. وهذا فيه دلالة ان الانسان اذا اظهر الله له علامات الموت فان عليه ان يجتهد ولا شك ان من علاماته دنو الاجل كون الانسان يشيب من علامات دنو الاجل كون الانسان يكون في مرظ شديد فعليه ان يؤدي ما عليه من الحقوق وان يجتهد ويجد في العبادة ولا ينشغل بغير ذلك من الامور. نعم فاخذ باشد ما كان اجتهادا في امر الاخرة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء اهل اليمن وجاء الفتح فتح مكة جاء نصر الله ما حصل في الطائف وجاء اهل اليمن يعني وفودا فقال رجل يا رسول الله وما اهل اليمن؟ قال قوم رقيقة قلوبهم لينة قلوبهم الايمان يمان والحكمة يمانية والفقه يماني وروى ابن جرير يقول بعض الناس ان الايمان يمان ان هذا خاص في المخاطبين ان هذا خاص في المخاطبين ولا دليل على التخصيص فان قوله صلى الله عليه وسلم الايمان يمان انما وقع الخبر على المبتدأ فالايمان يمان اي منه المقصود منه لان كلمة يمن فيه الياء والميم والنون وعلى قول من يرى ان الياء مبدلة من الهمزة فهي نفس مشتقة كلمة الامن كلمة الايمان فالامن الياب اصل كلمة الايمان ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الايمان يمان يعني ان كان الايمان باقيا فيبقى في اهل اليمن ولا شك انهم قبلوا الاسلام بدون اي قتل وهذا دليل ان الايمان يمان وفي اشارة ايضا الى ان اهل اليمن لا يمكن انهم يعني يخرجون من الاسلام بالكلية فيبقون مع الايمان ما بقي اهل الاسلام يبقون مع الدين ما بقي اهل الاسلام لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر وخبره حق وقوله عام وقوله صلى الله عليه وسلم الايمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان ليس هذا على سبيل العموم المطلق وانما هذا على سبيل العموم الاغلب والا فكلنا نعلم ان هناك من اهل اليمن من لم يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم ومن اهل اليمن من ليس عنده حكمة من اهل اليمن من ليس عنده فقه وانما المقصود الغالب نعم ومن تمام فقههم ما مر معنا في بعض كلام ابن رجل رحمه الله انهم فقههم في العمل لا في الكلام والجدل ولذلك لو تنظرون الى مؤلفات علماء اهل اليمن تجد انهم قليلين في التأليف مع انهم من اول الناس دخولا في الاسلام قبلها العراق والشام ولكنهم قليلين في يعني في التأليف وفي الكتابة لانهم انما علمهم وحكمتهم وفقهم في العمل. نعم ورواه ايضا من طريق عبد وروى ابن جرير من الطريق الحسين ابن عيسى الحنفي عن معمر عن الزهري عن ابي حازم عن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة اذ قال الله اكبر الله اكبر جاء نصر الله والفتح. جاء اهل اليمن قيل يا رسول الله وما اهل اليمن قال قوم رقيقة قلوبهم لينة طباعهم الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية. وفي قول النبي صلى الله عليه جاء نصر الله الفتح جاء لليمن فيه دلالة على جواز استخدام اللفظ الذي ورد عاما مرادا بالخصوص انه يمكن ان يستخدم من حيث العموم فنحن نقطع ان الاية لما نزلت اذا جاء نسأل الله الفتح المراد به شيء معين اذا هو مطلع مربي معين العام الذي ولد به الخصوص ومع ذلك استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم بالعام استخدمه في العموم فادخل فيهم اهل اليمن وجعل هذا من نصر الله ومن فتح الله جعل هذا من نصر الله ومن فتح الله مع ان نصر الله المقصود به فارسل وهذا يدل على اختصاص اهلهم. وهذا لا يدل على اختصاص اهل اليمن بالناس المذكورين في الاية. وانما يدل على لانهم داخلون في ذلك فان الناس اعم من اهل اليمن. قال ابن عبدالبر لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي العرب رجل كافر دخل الكل في الاسلام بعد حنين والطائف. ومنهم من قدم ومنهم من قدم وفده ثم كان بعد من الردة ما كان ورجعوا وكلهم الى الدين. كلام الحافظ حافظ المغرب العلامة ابو عمرو ابن عبد البر يعني صحيح فلم يبقى احد الا واظهر الاسلام لكن منهم من دخل في الاسلام وتمكن الاسلام من قلبه. ومنهم من نظر للاسلام كمسلمة فانه امر الاسلام وجاء مع وفد قومه الى المدينة ولكنه بقي في رحله ولم يخرج الى النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا ظاهر انه انما اظهر الاسلام نفاقا. نعم قال ابن عطية المراد والله اعلم العرب عبدة المراد والله اعلم العرب عبدة الاوثان. واما النصارى بنو ثغر فما اراهم قط في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن اعطوا اعطوا الجزية يعني نصارى بنو تغلب وغيرهم نصارى نجران هؤلاء اه الغالب فيه منهم دخلوا في الاسلام ايضا ولكن بقي فيهم من دفعوا الجزية لعمر وثبت هذا بالاسانيد انهم كانوا يدفعون الجزية لعمر ثم انه رضي الله عنه بدا له ان يخرجهم تطبيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى في الجزيرة دينار والافواج الجماعة اثر الجماعة كما قال الله تعالى كلما القي فيها فوج وفي المسند من طريق الاوزاعي حدثني ابو عمار قال حدثني جار جار لجابر ابن عبد الله قدمت من سفر فجاءني جابر ابن عبدالله يسلم علي فجعلت احدثه عن افتراق الناس وما احدثوا. فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الناس دخلوا في دين الله افواجا وسيخرجون منه افواجا وقول هذا الحديث ضعيف لان فيه رجل لم يسمى الناس الذين دخلوا في دين الله افواجا يعني وفدا بعد وفد حتى سمي العام بعام الوفود وفدا بعد وفد. نعم وقوله فسبح بحمد ربك فيه قولان حكاهما ابن الجوزي احدهما ان المراد السابق وابن عطية الاندلس صاحب المعروف نعم وقوله فسبح بحمد ربك فيه قولان حكاهما ابن الجوزي احدهما ان المراد به الصلاة نقله عنه ابن عباس والثاني التسبيح المعروف. ابن الجوزي مزيته في تفسيره زاد المسير انه يذكر الاقوال قد يرجح قد لا يرجح. يذكر كل ما قيل في الاية بغض النظر عن صحته او ضعفه بغض النظر عن كونه صح او لم يصح وهو يذكر الاقوال ولكن مع ذلك قد تفوته بعض الاقوال لكنهم يعني كثيرا ما يروي الاقوال المعقولة والمنقولة فيقول في الاية كذا تفسير هذي ازيد تفسيره انه يجمع الاقوال جمعا وعلى كل حال المراد بالتسبيح بالاية فسبح بحمد ربك على العموم. المراد به العموم الصلاة والتسبيح المطلق ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم اتى بالامرين معا والثاني تسبيح المعروف وفي الباء في بحمدك بحمد قولان احدهما انها لمصاحبة فالحمد مضاف الى المفعول اي فسبحوا حامدا لهم. والمعنى اجمع بين تسبيحه وهو تنزيه عما لا يليق به من النقائص وبين تحميده. وهو اثبات ما يليق به من هذا معنى باء المصاحبة عيب مثل ما تقول انت تقول اكلت الخبز بالجبن. اي مصاحبة. ومثل قول الانسان سافرت ها بسيارتي يعني مصاحبة فالباء تأتي بمعنى المصاحبة. وهنا فسبح بحمد ربك اي سبحه مع الحمد وهذا جائز. نعم والثاني انها الاستعانة والحمد مضاف الى الفاعل اي سبحه بما حمد به نفسه. اذ ليس كل تسبيح بمحمود بمحمود كما ان تسبيح المعتزلة يقتضي تعطيل كثير من الصفات. كما كان بشر من ريسي يقول سبحان ربي الاسفل عامله الله بما يستحق كل المسلمين يقولون سبحان ربي الاعلى وهذا الظال يقول هذا الكلام وهذا المعنى صحيح ان الباء باء الاستعانة مثل لما يقول الانسان كتبت بالقلم اي كتبتم مستعينا بالقلم فعلى هذا كما قال المصنف يكون مظاف الحمد مضاف الى الفاعل والمعنى سبحه بما حمد ربك نفسه الله عز وجل حمد نفسه باي شيء بانه منزه عن العيوب والنقصان والنقائص اذا انت سبحه كذلك نعم وقوله واستغفره ايطلب ايطلب والذي يظهر والله اعلم ان الاية عامة فسبح بحمد ربك تشمل معنى وتشمل معنى المصاحبة. وهذا من بلاغة القرآن. ان الله جل وعلا يتكلم بكلام كونوا محتملا للمعنيين مرادا لان كلا المعنيين صحيح. نعم وقوله واستغفره ايطلب مغفرته والمغفرة هي وقاية شر الذنب لا مجرد ستره لا مجرد ستر في فرق بين الستر والمغفرة يمكن ان الانسان يستر الشيء ولكن لا يتجاوز عنا مثل ولله المثل الاعلى لو ان انسان رأى عيبا في ابنه ستره ولما جاء من الغد يريد منه المصروف لم يعطه فعاقبه تأملوا معي سترى ولما يبين للناس فعله ولم يبين له فعله ولكن عاقبه فالستر قد يكون معه عقاب ولكن المغفرة ستر مع عفو طيب والعفو؟ عدم المؤاخذة على الذنب وان كان وان لم يحصل معه سادخل هذا شيخ يعني الانسان قد يعمل ذنب فيفضح يمكن الله يعاقبه يمكن يعفو عنه فاذا فيه الكلمات هذي متقاربة وبينها تداخل فعندنا ستير بمعنى انه جل وعلا يستر العيوب وانت تقول اللهم اني اسألك ان تسترني بسترك الجنة هذا المكر وتسأل الله عز وجل العفو من ذنوب قد نظرتها غيبا نميمة امام الناس هذي ما يمكن سترها اغتبت يعني كيف تسترها؟ خلاص وقعت والناس سمعوها فانت تسأل الله العفو اشياخ ثم تسأل الله المغفرة يشمل الأمرين معا فلذلك كان اسم الله الغفور يشمل الامرين معا. نعم والفرق بين العفو والمغفرة ان العفو محو اثر الذنب. الله اكبر وقد يكون بعد عقوبة عليه بخلاف المغفرة فانها لا تكون مع العقوبة. العفو محو اثر الذنب هذا من معاني العفو ومن معاني العفو عدم المؤاخذة عدم المؤاخذة وقد تكون بعد الفضيحة وقد تكون بلا فضيحة. نعم وقوله انه كان توابا بشارة الى انه سبحانه يقبل توبة المستغفرين المنيبين اليه فهو ترغيب في الاستغفار وما ذكر ما معنى الواو في قوله واستغفروا فسبح بحمد ربك واستغفره هل هذه جملة مستأنفة او ان الواو هنا بمعنى المعية فيجمع بين التسبيح والحمد والاستغفار الذي يظهر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ان الواو واو معيته ايسبحوا حامدا ومستغفرا وقوله انه كان تواب اشارة الى انه سبحانه يقبل توبة المستغفرين المنيبين اليه فهو ترغيب في الاستغفار وحث على التوبة وقد فهم طائفة من الصحابة رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالتسبيح والتحميد والاستغفار عند مجيء نصر الله والفتح شكرا لله على هذه النعمة كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ثمان ركعات ثمان ركعات وكذلك صلى سعد يوم فتح المدائن وكانت تلك تسمى صلاة الفتح هذا على قول يعني بعض الفقهاء وبعض الفقهاء يسميها صلاة الضحى نعم واما عمر وابن عباس فقال بل كان مجيء النصر والفتح بل كان مجيء النصر والفتح علامة اقتراب اجله وانقضاء عمره فامر فامر ان يختم عمله بذلك ويتهيأ للقاء الله والقدوم عليه على احسن احواله واتمها. فانه لما جاء نصر الله والفتح بحيث صارت مكة دار اسلام وكذلك جزيرة العرب كلها ولم يبقى بها كافر ودخل الناس في دين الله افواجا وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالات ربه وعلم امته مناسكهم وعباداتهم وتركهم على البيضاء ليلها كنهارها ولم يبق له من الدنيا حاجة فحينئذ تهيأ للنقلة الى الاخرة فانها خير له من الاولى. ولهذا نزلت اليوم اكملت لكم دينكم بعرفة وعلم الامة مناسكهم مناسكهم وقال لهم لعلي لا اراكم بعد عامي هذا. وقال لهم هل بلغت؟ قالوا نعم واشهد الله عليهم بذلك وودع الناس فقالوا هذه حجة الوداع. وقال يوما وهو خطيب قبل ان يصاب بالمرض ان عبدا خيره الله بين الدنيا وبين الاخرة فاختار ما عند الله فقام ابو بكر فقال نفديك يا رسول الله بانفسنا فتعجب الصحابة من فعل ابي بكر كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يحكي رجلا خيره الله ويقول ابو بكر هذا قال الراوي فكان ابو بكر افقهنا فكان ابو بكر افقهنا نعم وقد خير صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وبين لقاء ربه. فكان اخر ما سمع منه فكان اخر ما سمع منها اللهم الرفيق الاعلى ونظير هذا الفهم في بعض الروايات بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى ولا فيه دلالة على ان الانبياء صلوات ربي وسلامه عليهم لا يقبضون حتى يخيروا وهذه المسألة اتفاقية بين الانبياء لا يقبضون حتى يخيروا وفي السورة ايها الاخوة ان الانسان لا بأس لا بأس ان الانسان ان يحسن من حال نفسه اذا حس بالقرب من الله عز وجل. نعم ونظير هذا الفهم الذي فهمه عمر من هذه السورة ما فهمه ابو بكر من قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته ان عبدا خير بين بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه. وقد سبق من حديث ابن عباس ما يدل على ذلك وفي صحيح البخاري من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع اشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا ابناء مثله فقال عمر انه ممن قد علمتم فدعاهم ذات يوم فادخله معهم فما رأيت انه دعاني فيهم يومئذ الا ليريهم. فقال ما تقولون في قول الله عز وجل اذا جاء نصر الله والفتح. فقال بعضهم امرنا ان نحمد الله او نستغفره اذا جاء نصرنا وفتح وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي هكذاك تقول يا ابن عباس فقلت لا. قال ما تقول؟ قلت هو اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلمه قال اذا جاء نصر الله والفتح فذاك علامة اجله فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فقال عمر ابن الخطاب ما اعلم منها الا ما تقول وقد رويت هذه القصة عن ابن عباس من غير وجه وفي المسند عن ابي رزين عن ابن عباس قال لما نزلت اذا جاء نصب لمصلي المكتوبة ان يستغفر عقبها ثلاثا وكان وكما يشرع للمتهجد من الليل ان يستغفر بالاسحار. قال تعالى وبالاسحار يستغفرون وقال والمستغفرين بالاسحار لكل الاستغفار يمتد من بعد ما تقوم من اخر الليل الى ان الله والفتح علم النبي صلى الله عليه وسلم انه قد نعيت اليه نفسه. وقد سبق من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه السورة اخذ في اشد ما كان اجتهادا في امر الاخرة. وروى الخرائطي في كتاب الشكر من طريق شاذ من طريق شاذ ابن فياض عن الحارث ابن شبل عن ام النعمان الكندية عن عائشة قالت لما نزلت هذه الاية انا فتحنا لك فتحا مبينا. اجتهد النبي صلى الله وعليه وسلم في العبادة فقيل له يا رسول الله ما هذا الاجتهاد؟ اليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال افلا اكون عبدا شكورا ضعيف. وروى البيهقي من طريق سعيد وهو ضعيف يعني بهذه القصة. والا فاصل الحديث افلا اكون عبدا شكورا؟ في الصحيح روى البيهقي من طريق سعيد بن سليمان عن عباد ابن العوام عن هلال ابن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال ما نزلت اذا جاء نصر الله نحو الفتح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال انه قد نعيت الي نفسي فبكت ثم ضحكت ثم ضحكت فقالت اخبرني اخبرني انه قد نعيت الي نفسي فبكيت فبكيت ثم اخبرني انك اول انك اول اهلي لحاقا بي فضحكت فضحكت وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من التسبيح والتحميد والاستغفار بعد نزول هذه السورة. ففي الصحيحين عن مسروق ما سبق من فهم ابن عباس وابن عمر يسميه بعض المفسرين بالتفسير الرشاري واذا كان المقصود بالتفسير الاشاري هو ما يفهم من سبب نزول الاية او ما يفهم من مقتضى ومدلول اللفظ او ما يفهم من لازم اللفظ فهذا حق لا ينكر اما التفسير الاشارة الذي يذهب اليه المتصوفة في تفاسيرهم فهذا تفسير باطل تحميل للنصوص ما لا تحتمل كما يقول بعضهم ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة يقول اذبحوا حظ الشيطان من قلوب انفسكم بالاشارة ما ادري باي اشارة هذي فإذا نقول ان فهم عمر وفهم ابن عباس مبناه على سبب النزول معنى مبناه على سبب النزول وما يكون وما يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من انه قال انه نعيت لي نفسي هذا نص نعم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من التسبيح والتحميد والاستغفار بعد نزول هذه السورة في الصحيحين عن مسروق عن عائشة فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي تأول القرآن. وفي المسند مسلم عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر في اخر امره من قول سبحان الله وبحمده استغفر الله واتوب اليه وقال ان ربي كان اخبرني اني سارى علامة في امتي وامرني اذا رأيتها ان اسبح بحمده واستغفره انه كان توابا فقد رأيته اذا جاء نصر الله والفتح السورة كلها. وروى ابن جرير من طريق حفص قال حدثنا عاصم عن الشعبي عن ام سلمة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر امره لا يقوم ولا يقعد ولا ولا يجيء الا قال سبحان الله وبحمده فقلت يا رسول الله انك تكثر من قول سبحان الله وبحمده لا تذهب ولا تجيء ولا تقوم ولا تقعد الا قلت سبحان الله وبحمده قال اني امرت بها فقال اذا فجاء نصر الله والفتح الى اخر السورة غريب. وفي المسند عن ابي عبيدة عن عبد الله ابن مسعود قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الى نصر الله والفتح كان يكثر اذا قرأها وركع ان يقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ذلك انت التواب الرحيم ثلاثة واعلم ان التسبيح والتحميد فيه اثبات صفات الجمال ونهي النقائص والعيوب والاستغفار يتضمن وقاية شر الذنوب فذاك حق الله وهذا حق عبده ولهذا في خطبة الحاجة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. حق الله عز وجل جيه وتحميده وحق العبد طلب المغفرة من الله هذا شيء عظيم ان يجمع الانسان بين مال ربه جل وعلا وماله من حاجة عند ربه سبحانه وتعالى. نعم وكان رجل في زمن الحسن البصري معتزل الناس فسأله الحسن عن حاله فقال اني اصبح بين نعمة ودم سأحدث للنعمة حمدا وللذنب استغفارا. فانا مشغول بذلك فقال الحسن الزم ما انت علي فانت عندي افقه من الحسد هو خاتمة الاعمال الصالحة. فلهذا امر النبي امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعله خاتمة عمره. كما اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور مئة مرة. وهذه نصيحة اوجهها لنفسي ولكم لا تجلس في مكان الا وتأخذ على نفسك عهد انك تقتدي برسول الله تستغفر الله يؤذن لصلاة الفجر. قال بعض العلماء بل الى الاقامة نعم. وكما يشرع الاستغفار عقب الحج قال تعالى ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم. وكما ختم المجالس بالتسبيح والتحميد والاستغفار. وهو كفارة المجلس وروي انه يختم به الوضوء ايضا. وسبب هذا ان العباد مقصرون عن القيام جاء في ختم الوضوء بهذا في سنده مقال وقد ضعفه جمع من اهل العلم. نعم وسبب هذا ان العباد مقصرون عن ان العباد مقصرون عن القيام بحقوق الله كما ينبغي وادائها على الوجه اللائق بجلاله وعظمته وانما يؤدونها على قدر ما يطيقون. فالعارف يعرف ان قدر الحق اعلى اجل من ذلك فهو يستحي من عمله ويستغفر من تقصيره فيه كما يستغفر غيره من ذنوبه وغفلاته. وكلما كان الشخص بالله اعرفك كان له اقوى وبرؤية تقصيره ابصر ولهذا كان خاتم المرسلين واعرفهم لرب العالمين صلى الله عليه وسلم. يجتهد في على ربه ثم يقول في اخر ثنائه لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. ومن هذا قول مالك ابن دينار لقد هممت ان اذا اذا مت ان اقيد ان اقيد ثم ينطلق بي كما ينطلق بالعبد الابق الى سيده. فاذا سألني ان قلت يا رب لم ارضى لك لم ارضى لم ارض لك نفسي طرفة عين. وكان كهمش وهذا ما لك ابن دينار وما ادراك ما لك العابد المشهور الله اكبر. نعم. وكان كهمس يصلي كل يوم الف ركعة. فاذا صلى اخذ بلحيته ثم يقول لنفسه قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيت لله طرفة عين فائدة الاستغفار يرد مجردا ما يرد عن بعظ السلف انهم كانوا يصلون الف ركعة ويقومون بكذا عشرين الف تسبيحة في اليوم هذا ان كان هو من الامر المباح لكن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام سددوا وقاربوا كما مر معنا في قراءتنا لكتابة فائدة الاستغفار يرد مجردا ويرد مقرونا بالتوبة فان ورد مجردا دخل فيه طلب وقاية شر الذنب الماظي بالدعاء والندم عليه وقاية الذنب المتوقع بالعزم على الاقلاع عنه ووقاية الذنب المتوقع بالازمنة الاقلاع ووقاية الذنب المتوقع بالعزم على الاقلاع الانسان لما يقول استغفر الله ماذا يريد بكلمة استغفروا الله يريد هذه الامور الثلاثة الاول ان يقيه الله عز وجل شر ذنوبه الماضية والثاني انه نادم على ما قد فعل والثالث انه يستغفر الله وقاية لما قد يرد من الذنوب وهذا الاستغفار الذي يمنع الاصرار بقوله ما اصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة وبقوله لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار خرجهما ابن ابي الدنيا. الاول حديث صحيح. واما الثاني ففي رفعه نظر. نعم وكذا في قوله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولن يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. وفي الصحيح اذا اذنب عبد ذنب الحديث. وهو المانع من العقوبة في قوله وما كان كان الله معذبهم وهم يستغفرون. وان ورد مقرونا بالتوبة اختص بالنوع الاول. فان لم يصحبه الندم على الذنب الماضي بل كان سؤالا مجردا فهو دعاء محض. وان صحبه ندم فهو توبة. والعزم على الاقلاع من تمام التوبة. والتوبة اذا قبلت فهل تقبل جزما ام ظاهرا؟ فيه خلاف معروف. فيقال الاستغفار المجرد هو التوبة مع طلب المغفرة بالدعاء. والمقرون بالتوبة وطلب المغفرة بالدعاء فقط. وكذلك التوبة اذ ان اطلقت دخل فيها الانتهاء عن المحظور. وفعل المأمور ولهذا علق علق الفلاح عليها وجعل من لم وجعل من لم يتب ظالما. فالتوبة حينئذ تشمل فعل كل وترك كل محظور ولهذا كانت بداية العبد ونهايته وهي حقيقة دين الاسلام ولهذا كانت بداية العبد ونهايته وهي حقيقة دين الاسلام. وتارة تقرن بالتقوى او بالعمل فتختص حينئذ بترك المحظور والله واعلم وفي فضائل الاستغفار احاديث كثيرة منها حديث جلاء القلوب تلاوة القرآن والاستغفار. وحديثك ان تاب ونزع صقل قلبه. وحديث ابن ادم انك لو بلغت انك لو بلغت ذنوبك عنان السماء. ثم استغفرت على ما كان منك غفرت لك ولا ابالي. وحديث ابن عمر كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد رب اغفر مئة مرة بالسيارة في السوق في البيت. اول شيء خلص هذا وبعدين من الاعمال المباحة لك شهر المهم ان هذا الشيء عظيم ولها اثر في النفس ما تجلس في شيء الا تستغفر الله اولا مئة مرة ثم تنشغل بالامور المباحة الاخرى سواء اتصال او غيره لا تذهب الى مكان بلا مجلس مسجد الى مكان زيارة رحم الا وتنشغل اولا بالاستغفار. نعم وحديث ابي هريرة مرفوعا اني لاستغفر الله في اليوم اكثر من سبعين مرة واتوب اليه اخرجه البخاري. ومن حديثه مرفوعا لو لم تذنب لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم خرجه مسلم. وانا في نظري ان الاستغفار تأتي على عبارتين عبارات استغفر الله وعبادة ربي اغفر لي فاذا كنت تريد الدعاء فانت تقول استغفر الله استغفر الله اذا كنت تريد التوبة وبيان التقصير اما اذا كنت تريد الدعاء فتقول ربي اغفر لي وتب علي ربي اغفر لي وتب علي ولكلا اللفظين اثر على النفس. نعم وفي المسند من حديث عطية عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يأوي الى فراشه استغفر الله الذي لا لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه. غفر الله له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر. وان كانت مثل رمل عالج وان كانت عدد ورق الشجر وحديث من اكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا اخرجه احمد من حديث ابن عباس ويعبده قوله تعالى استغفروا ربكم انه كان غفارا. وقوله وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا قال رياح القيس لي نيف واربعون ذنبا قد استغفرت لكل ذنب مئة الف مرة. وقال الحسن لا لا تملوا من الاستغفار لا تملوا من الاستغفار وقالوا تمنيناها ها لو لو كان لا تملوا وقال بكر المزني ان اعمال بني ادم ترفع فاذا رفعت صحيفة فيها استغفار رفعت بيضاء الله واذا رفعت ليس فيها الصبر كاستغفار رفعت سوداء وعلى الحسن قال اكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي اسواقكم فانكم ما تدرون متى تنزل المغفرة. قال لقمان لابنه اي بني عود لسانك اللهم اغفر لي فان لله ساعات لا يرد فيها سائلا. ورؤيا عمر بن عبدالعزيز في النوم فقيل له ما وجدت اطول؟ قال الاستغفار. استغفار ايها الاخوة يشمل اه التوبة والوقاية ويشمل جر النقص جر الكسر الذي يكون في العمل التصميدول ولا خلاص لعلنا نكتفي لكن ما ادري اخذ الوقت علقت كثير الله يحفظك طيب لعلنا ان شاء الله في المرة القادمة نقرأ تفسير سورة الاخلاص وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه