الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كاين القراءة في سير العلماء والزهاد والعباد من اعظم ما يزيد الايمان ويرشد الانسان الى ما فيه صلاح دينه ودنياه لان الانسان بحاجة الى القدوات. وقد جعل الله تبارك وتعالى الانبياء قدوة لنا فقال سبحانه اولئك الذين هداهم الله فبهداهم مقتدر وقال صلى الله عليه وسلم بالحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين يعني بالاقتداء وقد كان عمر رضي الله عنه عنده الدنيا باجمعها ومع ذلك كان من ازهد الناس وربما يأتي الشيطان ويسول للانسان ان الانبياء قوم معصومون فكيف يقتدى به لولا انهم اهل لان يقتدى بهم لما جعلهم الله قدوة لنا فكونهم معصومين لا يعني انهم لا يدافعون شهوات انفسهم وليس معنى ذلك ان العبادة جبلة فيه ان العبادة جبلة فيه بل هم يجتهدون وينصبون ويتعبون ولذلك علم العلماء ذلك فساروا على نهجهم قراءة سير العلماء من اعظم الامور التي تنير للانسان الدروب وتهون على الانسان الخطوب لهذا ينبغي للانسان بين الفينة والفينة ان يقرأ في سير العلماء الاعلام لا سيما اهل الزهادة والعبادة منه اهل الورع والتقى وقد احسن الحافظ الذهبي رحمه الله حينما الف كتابه سير الاعلام النبلاء وجمع في هذه السير القدوات الذين ينبغي ان يقتدى بهم من علماء الامة وذكر مناهجهم بالعلم والعبادة والزهد والورع وفي كل النواحي الحياة والحافظ ابن رجب رحمه الله امام من ائمة هذا الميدان لما نظر ان الناس بحاجة الى القدوات لا سيما اذا انغمسوا في الملذات وراه الدنيا والشهوات فاختار مثل عبد الملك ابن عبد العزيز ابن عمر ابن عبد العزيز من نوادر ابناء الخلفاء الذين عرفوا للعلم والعمل والزهد والورع الاصل في ابناء الخلفاء ترف والميل الى الدنيا لكن ان يوجد في ابناء الملوك اهل علم وزهد وعبادة فهذا في حد ذاته دليل على انهم رأوا ملذات الدنيا لا تساوي شيئا عند عندما ذاقوا ملذة العلم والعبادة والورع والتقى فنقرأ في هذه السيرة العظيمة التي خطها يراع الامام الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى انا اقول للحافظ ابن رجب امام وان كنت لا اقول عن الذهب امام اقول حافظ لكن ابن رجب امام اماما يقتدى به في كل مناحي العلم وهو رحمه الله في مؤلفاته يخاطب قلوب الناس وكان رحمه الله قليل الخلطة للناس لكنه كان عظيم الانس بالله عز وجل كثيرة الجلوس في البيت مع كتبه ومع المتقدمين من اهل العلم فنقرأ ان شاء الله في هذه الليلة المباركة في هذا المكان المبارك هذه السيرة المختصرة التي كتبها الامام الحافظ ابن رجب في مؤلفاته. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقة وعليه اعتمادي هذه نبذة من مناقب عبد الملك ابن ابن عمر ابن عبد العزيز. الحمد لله الذي اسعد من شاء من خليفته ووفقه للقيام بطاعته واستعملهم فيما يرضيه مع صغر سن مع صغر سن احدهم وحداثته. ليتبين بذلك ان السعادة بيده والتوفيق بإرادته. نسأل الله من فضله احمده على سوابغ نعمه واسأله التوفيق لشكره والامداد بمعونته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله وامينه على وحيه وخيرته وخيرته من بريته صلى الله عليه وعلى اله وصحابته والتابعين لمناهجه وسنته اما بعد. لمنهاجه وسنته اما بعد فان في سماع اخبار الاخيار مقويا للعزائم ومعينا على اتباع تلك الاثار وقال بعض العارفين الحكايات جند من جنود الله تقوى بها قلوب المريد ثم تلا قوله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. المريد كلمة مجملة يطلق ويراد منها اذا وجدته في كتب السلف فالمقصود الذي يريده الاخرة ويبحث عن الاخرة ويزهد في الدنيا اما المريد باصطلاح الصوفية وهو الذي يلتزم قول شيخه مطلقا نعم وقد رأيت ان اجمع في هذا الجزء اخبار عبدالملك ابن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن عبدالعزيز القرشي الاموي رضي الله عنهما لسبب اقتضى ذلك لقد كان رحمه الله مع حداثة سنه مجتهدا في العبادة ومع قدرته على الدنيا وتمكنه منها راغبا مغفرا للزهادة. فعسى الله ان يجعل في سماع اخباره لاحد من ابناء جنسه اسوة لعل احدا كريما من ابناء الدنيا تأخذه بذلك حمية على نفسه ونخوة مع انه لن يخلو سماع اخبار الصالحين من تأصيل رفقة التي هي القلوب وازالة للقسوة. هذه اهداف عظيمة لاجلها الامام رحمه الله كتب هذه الرسالة ومن عجائب ما يذكر في ترجمة ابي حفص عمر ابن عبد العزيز ان ابنه عبد الملك هذا هو الذي اثر عليه في الزهد قد كان عمر ابن عبد العزيز في المدينة ولم يكن يعرف بذلك الزهد نعم وايضا ففي ذكر مثل اخبار هذا السيد الجليل مع سنه توبيخ لمن جاوز سنه وهو بطال ولمن كان بعيدا عن اسباب الدنيا وهو اليها ميال والله تعالى المسؤول ان يوفقنا وسائر اخواننا المؤمنين لما وفق له عباده الصالحين وان يعيننا على ما اعانهم عليه بمنه وكرمه امين. وقد قسمته احد عشر بابا الباب الاول في ذكر عبادتي اجتهاده وتهجده وبكائه واخفائه من لفي ذلك. الباب الثاني في ذكر علمه وفقهه وفهمه. الباب الثالث في هذه الليلة الخارطة الذهنية كيف؟ لتصور هذه الترجمة المنيفة لهذا الزاهد الورد نعم. الباب الثالث في ذكر زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير وبعده عن الاسراف. الباب الرابع في ذكر حلمه وكرمه الغيظ الباب الخامس في ذكر كلامه في قصر في قصر الامل ومبادرة قبل هجوم الموت بالعمل. الباب السادس في ذكر صلابته في الدين وقوته في تنفيذ الحق واجتهاده على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواعظه لابيه. الباب السابع في ذكر هوان نفسه عليه في ذات الله رضاه بكل ما يناله من الاذى في تنفيذ اوامر الله. الباب الثامن في شدة حذر حذره من الظلم وتنزهه من ذلك التاسع في ذكر مرضه ووفاته الباب العاشر في ذكر سنه ومقدار عمره الباب الحادي عشر في ثناء العلماء عليه من اهل زمانه ومدحهم له. الباب الاول في ذكر عبادته واجتهاده وتهجده وبكائه واخفائه لذلك لو روى الحافظ ابو نعيم في كتاب حلية الاولياء باسناده عن بعض مشيخة اهل الشام قال كنا نرى ان عمر ابن عبد العزيز انما ادخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك رحمه الله. ولا يأتي احد المحققين يسمي نفسه محققا وهو محكك ويقول هذا ضعيف الاخبار التي تروى عن السلف والتواريخ لا يبحث عن اسانيدها الا اذا كانت مخالفة للكتاب والسنة. والا لما صحت الاخبار عندنا بالكلية هذه طريقة ليست سوية في كتابة الاخبار والا لم من ذلك تخطئة العلماء السابقين حينما يكتبون الاخبار باسانيد لا تصح او باسانيد فيها ضعفاء او غير ذلك. وينبغي التنبه لهذه القضية الاسانيد وضعها العلماء لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة الذي يكون فيه تعلق بالدين اما اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذن لنا ان نحدث من كلام اهل الكتاب وهو مصاب بالتحريف والتغيير اذا كان موافقا لما عندنا اذن لنا ان نحدث اذا كان مخالف لما عندنا رددناه اذا لم يكن موافقا ولا ولا مخالفا فاذن لنا بالرواية مطلقا. فكيف بكلام امتنا وعلمائنا وائمتنا هاي الطريقة عوجة يا اخوان تنبهوا لها حتى لا تفقدوا قيمة الكتب التي الفها السلف. نعم وروى الامام ابو عبيد القاسم ابن سلام في كتاب فضائل القرآن باسناده عن عاصم ابن ابي بكر ابن عبدالعزيز ابن مروان وهو ابن اخي عمر ابن عبدالعزيز قال وفدت الى سليمان ابن عبد الملك ومعنا عمر ابن عبدالعزيز. فنزلت على ابنه عبد الملك وهو عزب نعم فكنت معه في الفصيح عزاء حنا عندنا يسمونه اعزاء هذا ليس من فصيح فصيح عزاء وهو عزب فكنت معه في بيت فصلينا العشاء لذلك يقولون رجل عجب وامرأة عزبى نعم واوعى كل رجل منا الى فراشه ثم قام عبد الملك الى المصباح فاطفئه ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم ايقظت فاذا هو في هذه الاية افرأيت افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا ممتعون. الاية فيبكي ثم يرجع اليها فاذا فرغ منها فعل مثل ذلك حتى قلت سيقتله البكاء. فلما رأيت ذلك قلت لا اله الا الله والحمدلله كالمستيقظ من النوم لاقطع ذلك عليه فلما سمعني سكت فلم اسمع له رحمه الله تعالى الله اكبر الباب الثاني في ذكر علمه وفقهه وفهمه روى ابن ابي في تاريخه عن سليمان ابن يسار قال ركبت انا ركبت انا وعمر بن عبدالعزيز ومعنا عبدالملك بن عمر بن عبد العزيز بدير مران وفيها الوليد بن عبدالملك فقال عبدالملك ابن عمر ارأيت المرأة تطلق ثم تحيض الثالثة فقلت قد حلت فقال عبد الملك فاينما يذكر عن ابن عباس فقال ذرنا منك بحديث عن زيد ابن ثابت ومعاوية بن ابي سفيان ومعنى هذه المسألة ان الاقراء الثلاثة التي تعتد بها المطلقة اذا طلقت في اثناء طهر ثم حاضت حيضتين وطهرت ثم شرعت في الحيضة الثالثة انها تنقضي بمضي الاطهار الثلاثة عليها بذلك. وهو قول زيد ابن ثابت وغيره من الصحابة فعارضه عبدالملك بقول ابن عباس ان الاطراء هي الحيض فلا تنقضي عدتها حتى تطهر من الحيضة الثالثة واكثر علماء الحجاز على ما افتى به سليمان ابن يسار. فان الاقراء هي الاطهار وهو قول مالك والشافعي. واكثر علماء العراق على ان الاغراء هي الحيض وهو قول ابي حنيفة والمشهور عن الامام احمد واختلفوا في انقضاء عدتها بانقطاع الدم من الحيضة الثالثة ان لا تنقضي عدتها حتى تغتسل على قولين مشهورين لهم. روى الدورقي في كتاب مناقض عمر ابن عبد العزيز باسناده عن حفص عن حفص ابن عمر ان عمر ابن عبد العزيز جمع الناس واستشارهم في رد مظالم الحجاج فكان كلما ان شاء الله رجلا قال له يا امير المؤمنين ذاك امر كان في غير سلطانك ولا ولايتك. فكان كلما قال له رجل ذلك اقامه حتى خلص بابنه عبد الملك فقال له هو عبد الملك يا ابا ما من رجل استطاع ان يرد مظالم الحجاج ان لم يردها ان ان ان يشركه فيها. يشركه ان يشركه فيها فقال عمر لولا انك ابني لقلت انك افقه الناس. وهذا الذي قاله عبد الملك ومدحه عليه ابوه هو الصواب فان الامام اذا قدر على رد مظالم من قبله من الولاة وجب عليه هو ذلك بحسب الاستطاعة علماء السلف كانوا يقسمون العلماء ثلاثة الحاكم اذا رأى الظالم الذي قد قد وقع اوقع الظلم قبله ثم جاء وجد تلك المظالم لا يجوز له ان يبقي الامر على ما كان بل يجب عليه ان ينزع الظلم ويرفع الظلم ويجري العدل نعم وعلماء السلف كانوا يقسمون يقسمون العلماء ثلاثة اقسام. قسم يعرفون الله ويخشونه ويحبونه ويتوكلون عليه وهم العلماء بالله وقسم يعرفون امر الله ونهيه وحلاله وحرامه وهم العلماء بامر الله. وقسم يجمعون بين الامرين وهم اشرف العلماء حيث جمعوا بين العلم بالله والعلم بامر الله. وكان عمر بن عبدالعزيز وابنه عبد الملك من هذا القسم وكذلك اكثر السلف رضي الله عنهم يجمعون بين العلم بالله الذي يقتضي خشيته ومحبته والتبتل اليه وبين العلم بالله الذي يقتضي معرفة الحلال والحرام والفتاوى والاحكام ومنهم من كان متوسعا في كلا العلمين كالحسن البصري وسفيان واحمد بن حنبل ومنهم من كان نصيبه ومن احدهما اوفر من نصيبه من الاخر. واما المتأخرون فقل فيهم من جمع بين العلمين الذي كان عليه علماء المسلمين. وسلك كلاهما طريقين والله الموفق للخير والمعين عليه بمنه وكرمه. هذا الذي يذكره الحافظ ابن رجب سواء في عبادته او في علمه او في زوجه انما هي طرف من الاخطاء والا فان عبد الملك كان اشهر من ذلك بكثير ولكن القوم كانوا يخفون عباداتهم يخفون علمهم وزهدهم نعم الباب الثالث في ذكر زهده في الدنيا وقناعته باليسير وبعده من الاسراف. رواه ابن المبارك في كتاب الزهد له اسناده عن ميمونة بن مهران قال قال لي عمر ابن عبد العزيز اما دخلت على عبد الملك يعني ابنه قال فاتيت الباب فاذا صيف فقلت استأذن لي عليه فقال ادخل فان عنده الناس او امير او امير هو فدخلت عليه. فقال من انت فعرفت ثم حضر طعامه فاتى بقرية مدنية. وهي عظام اللحم ثم اتي بثريدة ان قد ملئت خبزا وشحما ثم اتي بزبد وتمر فقلت لو كلمت امير المؤمنين يخصك منه بخاصة فقال اني لارجو انه يكون اوفى حظا عند الله من ذلك. اني في الفين كان سليمان الحقني فيهما والله لو كان ابي في نفسه لما فعل ولي غلة ولي غلة بالطائف ان ان سلمت لي اتاني غلة طلة الف درهم فما اصنع باكثر من ذلك؟ فقلت في نفسي انت لابيك. وقد رويت هذه القصة من وجه اخر وان ميمونة بن مهران قال دخلت على عبد الملك وبين يديه قليل من طعامه فما منعني من الاكل معه الا الابط عليه. يعني الابقاء عليه ولا يبعد ان تكون القصة والواقعة مرتين مرة رآه ومعه شيء قليل من الطعام لا يكفي الا لواحد ومرة رآه وهو يأكل طعام الفقراء. الله اكبر وروى يعني ابن خليفة المسلمين ويأكل عظم اللحم الذي طبخ فقط ولا يأكلوا اللحم تي عجيب سبحان الله وروى الدورقي باسناده عن ميمونة بن مهران قال قال عمر بن عبد العزيز ابن عبد الملك قد اعجبت به فما ادري اهو كذلك ام حب الوالد للولد؟ فانا احب ان تأتيه فتصبر ما عنده فان كان على ما ظننت اخبرتني فحمدت فحمدت الله علي وان كان غير ذلك وان كان غير ذلك جابته فإن ادبته فإنما هو ابن اخيك. المقصود جواز اختبار الوالد للابن. هل يفعل ذلك ديان هل يفعل ذلك عن قناعة او يفعل ذلك تصنعا نعم قال ميمون ابن مهران فانتهيت اليه فاستأذنت فدخلت عليه واذا تحته مسح خلق وشاء وشاركونا نعم شاذكونه خلق ومرفقة قد ترفق بها فوسع لي لاجلس معه فجلست مقابله فقلت ما ها هنا احب اليك واذا بين يديه مائدة عليها ثلاثة ارغم وقصعة فيها خل وزيت فقلت هذا طعامك في كل يوم. فقال ان امير المؤمنين صير الدهر اثلاثا كيوم خبز ولحم ويوم لبن ويوم خبز وزيت. فبين انا كذلك اذ جاء غلام له فقال قد فرغناك فاعرض عنه فعاود فقلت ما هذا الذي فرغ؟ قال الحمام قلت هل الحمام لك؟ قال لا. قلت فلاحد من اخوانك؟ قال لا. قلت فلاحد من اهل بيتك؟ قال لا قلت فلامير المؤمنين. قال لا قلت فبما استحللت ان ان تفرغ حمام المسلمين. فلعل فاذا رجل يجيء من اقصى المدينة في حال بينه وبين الحمام او تعطيه بقدر شغل حمامه تماما للتسخين حمام الغسل او او تعطيه بقدر شغل حمامه فهذه نفقة باطلة هذا اريد ان انهيه الى امير المؤمنين قال قال اوتستر علي يا عم؟ والله ما يسرني انه وجد علي ساعة من نهار. ثم اتاني عنه الرضا ولا ان لي الدنيا وما فيها ولك علي لا ادخل الحمام الا ادخل الحمام الا ليلا ومع ضعفة الناس. قال قلت له افعل فخرجت من عنده فما رأيت افضل من عمر ابن عبد العزيز ولا ابنا افضل من عبد الملك رضي الله عنهما وقد رويت هذه القصة من وجه اخر وفيه ان عبد الملك قال لولا برد بلادنا ما دخلته يعني الحمام ليلا ولا نهارا وقد ذكر بعض اهل العلم انه انما اراد افراغ الحمام لانه كان يكره ان يراه احد بالحمام فيخشى ان تظهر عورته وهذا سبب وجيه نعم لكن كل هذا يدل على ان هذا الشبل من ذاك الاسد نعم وقد رويت هذه القصة من وجه اخر وفيه ان عبد الملك قال لولا برد بلادنا ما دخلته يعني الحمام ليلا ولا نهارا. وانه انما كان امتنان من دخوله مع الناس خشية ان يرى ان يرى فيه منكرا. فيؤدب فاعله فربما فيؤدب فاعله فربما خشي ان يجاوز حد الادب او ان ينسب الى شيء من الظلم في ذلك وسيأتي ذكر ذلك فيما بعد ان شاء الله تعالى هذا مع ان طائفة من اعيان العلماء رأوا خلاء الحمام وزيادة صاحبه كذلك لما في مثل ذلك من السلامة من رؤية المنكرات مثل كشفه للعورة وغيرها. وان من رأى ذلك عروة ابن الزبير وابو جعفر وابو جعفر ابن علي الباقر وسفيان الثوري رحمه الله. اما ميمون ابن مهران فقد كره ذلك وعلل بانه واما ميمون ابن ابن مهران فقد كره ذلك وعلل بانه قد يأتي الرجل الضعيف من مكان بعيد فيمتنع فيمتنع من دخوله حينئذ لاخلائه وعلله ايضا في رواية اخرى بان هذه نفقة كبير وسرف نفقة كبر وسرف ولكن هذا اذا كان المقصود باقلائه مجرد التكبر والتعاظم التعاظم دون السلامة من رؤية المنكرات والله اعلم. الصواب والله اعلم ان هذه المسألة فيها تفصيل اذا كان لا يوجد في البلد الا حمام واحد فلا يجوز لاحد من الوجهاء واصحاب الاموال ان يدفع مالا فيمنع الناس عنه حتى يدخل هو وينتهي لان ذلك يضر الاخرين. اما اذا كانت الحمامات متعددة فله ان يدفع لاحد اصحاب الحمامات شيئا ليخص نفسه فلا يدخل الباب الرابع في ذكر حلمه وكرمه الغيظ روى ابن ابي الدنيا في كتاب العفو وذم الغضب من حديث يعقوب ابن عبدالرحمن عن ابيه قال امر عمر ابن عبد العزيز غلامه باب غضب عمر فقال له عبد الملك يا ابتاه وما هذا الغضب؟ والاختلاط؟ فقال عمر انك لتتحلم يا عبد الملك يا عبد الملك فقال له عبد الملك لا والله ما هو التحلم ولكنه الحلم قال وقال عمر بن عبدالعزيز لولا ان اكون زين لولا ان اكون زين لي من امر عبدالملك ما ما يزين في الوالد من ولده لرأيت انه اهل للخلافة. والله كان اهلا للخلافة ومراد عبدالملك رحمه الله ان الحلم عنده صفة لازمة له وهو مجبول عليها ولا يحتاج ان يتعاطاه ويتكلفه من غير ان يكون عنده حقيقة وروى الدورقي هذه القصة في كتابه وعنده ان عبد الملك قال لابيه لا والذي اكرمك بما اكرمك به ان ملأني غضب قط والمعنى ما ملأني الغضب قط ان بمعنى ما هو. وروى ابو نعيم في الحلية باسناده عن اسماعيل ابن ابي الحكم قال غضب عمر بن عبدالعزيز يوما فاشتد غضبه وكان فيه حدة. وعبد الملك ابن ابن عمر ابن عبدالعزيز حاضر فلما سكن قال يا امير المؤمنين انت في قدر في قدر نعمة الله عليك وموضعك وموضعك الذي وضعك الله به وما ولاك من امر عباده يبلغ بك الغضب ما ارى قال كيف قلت؟ قال فاعاد عليه كلامه فقال له عمر اما تغضب يا عبد الملك؟ قال ما تغني سعة جوفي ان لم ارد فيه غضب حتى لا يظهر منه شيء اكرهه. قال وكان له فقير رحمه الله تعالى. الباب الخامس في ذكر كلامه في قصر الامل والمبادرة قبل هجوم الموت بالعمل. روى ابو بكر الاجري في كتاب فضائل عمر ابن عبد العزيز لما دفن سليمان لما دفن سليمان بن عبدالملك لما دفن سليمان بن عبدالملك قطب الناس ونزل ثم ذهب يتهيأ مقيلا. فاتاه ابنه عبدالملك فقال يا امير المؤمنين من لك ان تعيش الى الظهر؟ قال ادنوا مني اي بني. فدنى منه والتزمه وقبل بين عينيه وقال الحمد لله الذي خرج من صلب من يعينني على ديني فخرج فلم يقل فلم يقل وامر مناديه ان ينادي الا من كانت له مظلمة فليرفعها. يعني من نفس اليوم الذي تولى الخلافة عمر رضي الله عنه نادى الناس برفع المظالم وهذا هو الواجب نعم وروى الحافظ ابو نعيم باسناده عن ابراهيم بن ابي قبل قال جلس عمر بن عبدالعزيز يوما للناس فلما انتصف النهار ضجر ومل وكلا فقال للناس شأنكم حتى اليكم فدخل يستريح ساعة فجاء ابنه عبد الملك فسأل عنه قالوا دخل فاستأذن عليه فاذن له فلما دخل قال يا امير المؤمنين ما ادخلك؟ قال اردت ان استريح ساعة؟ قال اوامنت الموت ان ياتيك ورعيتك ينتظرونك وانت محتجب عنهم فقال عمر فقام عمر من ساعته وخرج الى الناس. وقال ابن ابي الدنيا في كتاب العزاء حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا محمد ابن يحيى ابن اسماعيل عن ابيه قال مات ابن لعمر. ابن عبدالعزيز فجاء عمر فقعد عند رأسه وكشف الثوب عن وجهه فجعل ينظر اليه ويستجمع فجاء عبد الملك ابنه فقال اشغلك يا امير المؤمنين ما اقبل من الموت عليك بل هو بل هوى في شغل بل هو بل هوى في شغل عما حل لديك فكان قد لحق تقصده فشغلك يا امير ما اقبل من الموت اليه يعني اه هوى في نفس حب الولد شغلك ان تتذكر انت الموت الذي سيكون ستكون انت اليه وتصير اليه فكان قد لحقته به لحقت به وساويته تحت التراب بوجهك. الله فبكى عمر ثم قال رحمك الله يا بني فوالله انك لعظيم البركة ما علمت ما علمتك على هديك نافع عظة لمن ولمن وعظت ويل الله ان كان الذي رأيت من جزع على اخيك ولكن لم ولكن لما علمت ان ملك ان ملك الموت دخل داري فراعني دخوله فكان الذي رأيت ثم امر بجهازه الباب السادس في ذكر صلابته في الدين وقوته في تنفيذ الحق واجتهاده على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواعظه لابيه في روينا من حديث خير الجعفي عن محمد ابن ابان قال جمع عمر ابن عبد العزيز قراء اهل الشام وفيهم ابن ابي زكريا الخزاعي فقال ان قد جمعتكم لامر قد اهمتني هذه المظالم التي في ايدي اهل بيتي ما ترون فيها؟ قال ما نرى وزرها الا على من غصبها. قال فقال لعبد الملك ذكر ابنه ما ترى اي بني قال مثل السؤال اللي نسأل عنها كثير يجي بعض الناس يقول ابوي كان مرابي يقول له ابوي كان عنده اموال حرام وش يسوي بعض الناس اليوم يفتون له يقول له ما لك شغل هذا ابوك ياخذ الوزر هذا ليس بصحيح اموال الحرام يجب التخلص منها. والمظالم يجب رفعها. ما تقول ابوي سوى جدي سوى انا ما لي شغل هذا كلام غلط عظيم انت تشاركهم اذا استمريت على هذا الحرام تعرف ان هذه الارض وهذه المزرعة التي اخذها جدك من فلان ها ورثتها انت انه مال حرام كيف تسير ذلك لنفسك نعم ما ترى اي بني؟ قال ما ارى من قدر على ان يردها فلم يردها والذي اغتصبها الا سواء. فقال صدقت اي بني ثم وقال الحمد الله الذي جعل لي وزيرا من اهلي عبدي الملك عبد الملك ابني وروى الحافظ ابو نعيم باسناده الى ميمونة بن مهران قال بعث الي عمر بن عبدالعزيز والى مكحول والى ابي قلابة فقال ما ترون في هذه الاموال التي اخذت هؤلاء الائمة سليمان ابن يسار مأمون ابن المهران مكحول الشامي وكلاب عبد الله بن زيد الجرمي ائمة العلماء في الشام في زمن عمر ابن يعني يشار الى كل واحد منهم على انه امام في الدنيا المكحول الشامي من ازهد الناس من اهل الشام كان ميمون ابن مهران من افقه الناس وابو قلابة من اروى الناس الله كيف جمع الله لعمر امثال هؤلاء نعم ما ترون في هذه الاموال التي اخذت من الناس ظلما فقال مكحول يومئذ قولا ضعيفا فكره فقال ارى ان تستأنف فنظر الي عمر كالمستغيث بي فقلت يا امير المؤمنين ابعث الي عبد الملك فاحضره. الظاهر ابعث الى ابعث الى عبد الملك فاحضره فانه ليس بدون من رأيت. فلما دخل عليه قال يا عبد الملك شهادة من ميمون ابن المقام. ان عبد الملك يساوي طولا وبقلابة في علمهم وفقهم وزهدهم لم يكن فوقهم فليس بدوني نعم فانه ليس بدون من رأيت فلما دخل عليه قال يا عبد الملك ما ترى في هذه الاموال التي قد اخذت من الناس ظلما وقد حضروا يطلبونها وقد عرفنا مواضعها. قال ارى ان تردها فان لم تفعل كنت شريكا لمن اخذها وهذا يحصل يا اخوان حتى في بعض المسائل والقصص تيجي انسان يفتخر يقول انا جدي الرابع كان مع الناس في معركة كذا وقتل كذا انسان يفتخر والله ان هذا المفتخر كالقاتل نفسه هذا امر خطير كيف تفتخر بقتل ابيك المسلمين تفتخر بسلب ابيك اموال المسلمين. هذا امر عجيب يا اخي هذا من الجاهلية الاولى تكون مشارك له هذا موجود اليوم ولا لا؟ بعض الناس يجي في الاشعار يقول انا جدي فلان وسوى كذا وسلب كذا وراح غار عنها كذا طيب هذا كأنه اللي يغار عليهم واللي سلب منهم يهود ولا نصارى مسلمين شلون تفتخر بهذا؟ المفروض تحط راسك في الرمل وتستحي من هذا الكلام لكن وين الديانة راحت نسأل الله السلامة والعافية. وروى يعقوب بن سفيان باسناده عن جويرية بن اسماع عن اسماعيل بن ابي حكيم. جويرية بن اسماء اسمه واسم ابيه صيغة اسم مؤنث وهو مذكرة دويلية ابن اسماء اسم رجل واسماء اسم رجل نعم قال كنا عند عمر عند عمر ابن عبد العزيز تفرق الناس ودخل للقائلة فاذا مناد ينادي الصلاة جامعة ففزع فزعا شديدا مخافة ان يكون قد جاء فسق من وجه من الوجوه او حدث حدث قال جويرية وانما كان دعا مزاحما يعني فقال يا مزاحم ان هؤلاء ان هؤلاء القوم يعني بني عمه من الخلفاء الذين كانوا قبله قد اعطونا عطايا والله ما كان لهم ان يعطونا اياها وما كان لنا ان نقبلها. وان ذلك قد صار الي وليس علي فيه دون الله محاسب. قال له مزاحم يا امير المؤمنين هل تدري كم ولدك؟ هم كذا وكذا فذرفت عيناه فجعل يستدمع ويقول اكل اكلهم الى الله عز وجل ثم انطلق مزاحم من ساعته في وجهه ذلك حتى استأذن على عبد الملك ابن عمر فاذن له وقد اضطجع للقائل فقال عبد الملك ما جاء بك يا مزاحم هذه الساعة هل حدث من حدث؟ قال اشد اشد اشد اشد الحدث وعلى بني ابيك قال وما ذاك؟ قال دعاني امير المؤمنين فذكر له ما قال عمر فقال عبد الملك فما قلت له؟ قال قلت يا امير المؤمنين هل تدري كم هم كذا وكذا قال فما قال لك؟ قال جعل يستجمع ويقول اكلهم الى الله عز وجل فقال عبد الملك بئس وزير الدين انت يا مزاحم ثم وثب وانطلق الى باب عمر فاستأذن عليه فقال الاذى فقال الاذن ان امير المؤمنين قد وضع رأسه للقائلة فقال استأذن لي لا ام لك. قال فسمع عمر الكلام فقال من هذا؟ قال عبد الملك قال ائذن له فدخل عليه وقد اضطجع على القائلة فقال ما حاجتك يا بني هذه الساعة؟ قال حديث حدثنيه مزاحم فقال قال فاين وقع رأيك من ذلك قال وقع رأيي على انفاذه قال فرفع عمر يديه وقال الحمد لله الذي جعل من ذريتي من يعينني على ديني نعم يا بني اصلي الظهر ثم اصعد المنبر فاردها علانية على رؤوس الناس. قال عبد الملك ومن لك يا امير المؤمنين ومن لك ان بقيت الى الظهر ان تسلم لك نيتك الى الظهر. فقال عمر قد تفرق الناس ورجعوا للقائل قال عبد الملك تأمر مناديك ينادي الصلاة جامعة فيجتمع الناس قال اسماعيل فنادى المنادي الصلاة جامعة فخرجت وفاتيت للمسجد وجاء عمر وصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان هؤلاء القوم وقد كانوا اعطونا عطايا. والله ما كان لهم ان يعطوناها وما كان لنا ان نقبلها منهم. وان ذلك قد صار ليس علي فيه دون الله تعالى محاسب الاواني قد رددتها وبدأت بنفسي واهلي بيتي وبدأت بنفسي واهل بيتي اقرأ يا مزاحم قال وقد جيء بسفط بسفط قبل ذلك او قال جون فيها تلك الكتب يعني كتب الاقطاعات. قال قرأ مزاحم كتابا منها فلما فرغ من قراءته ناوله عمر وهو قاعد على المنبر فقصه بالجن يعني المقراف فاستأنف مزاحم كتابا اخر فجعل يقرأ فلما فرغ منه دفعه الى عمر فقصه قصة ثم استأنف كتابا اخر فما زال كذلك حتى نودي لصلاة الظهر. والمراد من هذه الحكاية ان عمر رضي الله عنه رد التي كانت بيده مما اقطعه اياها بنو عمه الخلفاء قبله فرد ذلك الى بيت المال ولم يبقى في يده شيء. وان عبد الملك ابن انه حثه على فعل ذلك وعلى المبادرة اليه حين عزم على خشية على عليه خشية ان تنفسح ان تنفسح ان تنفسخ عن ذلك ان اخره الى صلاة الظهر او يموت قبل فعله. اذا يا اخواني اذا حصلت لنا نية في عمل خير نبادر لان الانسان ما يدري اما ان يأتيه الموت فيموت دون العمل او تنفسخ عن زيمة اذا رأيت من نفسك نية في العلم لا تصوف لعلك ان تموت قبل ان تصل او ان النية تنفصل هذه فائدة عظيمة يا اخوان البدار البدار. نعم ورواه الحافظ ابن نعيم باسناده باسناد لهو ان عبد الملك دخل على ابيه فقال يا امير المؤمنين ماذا ماذا تقول لربك اذا اتيته وقد تركت حقا لم تحيه وباطلا لم تمته وباسناد لهو ان عبد الملك ابن عمر دخل على ابيه فقال يا امير المؤمنين ان لي عليك حاجة فادخلني وعنده مسلمة ابن عبد الملك فقال عمر اسروا دون عمك فقال نعم فسر دون عمك؟ فقال نعم. فقام مسلمة فخرج وجلس عبد الملك بين يديه فقال يا امير المؤمنين ماذا فانت قائل لربك غدا اذا سألك فقال رأيت بدعة فلم تمتها وسنة فلم تحيها فقال له يا بني اشيء من ملكه الرعية الي ام رأيته من قبل نفسك؟ قال لا والله ولكن رأي رأيته من قبل نفسي وعرفت انك فما انت قائل؟ فقال له ابوه رحمك الله وجزاك عن والدك خيرا. فوالله اني لارجو ان تكون من الاعوان على الخير يا بني ان قومك قد شدوا هذا الامر عقدة عقدة وعروة عروة. عقدة عقدة عقدة وعروة عروة ومتى اريد مكابرتهم على ما في ايديهم لم امن ان ان يفتقوا علي فتقا تكثر فيه الدماء. والله لزوال الدنيا اهون من ان يغرق في نصبتي هجمة من دم او ما ترى ان يأتي على ابيك يوم يوم من ايام الدنيا الا وهو يميت فيه بدعة ويحيي فيه سنة حتى يحكم الله وبين قومنا بالحق وهو خير الحاكمين. ذلك يقولون ان ابناء الخلفاء ولي العهد من بعدي وغيرهم سأهم هذا الفعل الذي فعله عمر من ارجاع المظالم وخشوا على ما في ايديهم من فعلوا ما فعلوا انهم يقولون دس السم لعبد الملك كما ذكره بعض ولعمر بن عبد العزيز حتى مات نعم وروى عبدالله بن الامام احمد في كتاب الزهد باسناده عن ابن شوذب قال جاءت امرأة عبد الملك ابن عمر اليه وقد ترجلت ولبست ازارا ورداء ونعلين فلما رآها قال اعتدي اعتدي. وقوله اعتدي كناية عن الطلاق وانما طلقها لما رآها قد تشبهت بالرجال في اللباس. وقد لعن لعن رسول الله صلى الله عليه من تشبه من النساء بالرجال كما لعن من تشبه من الرجال بالنساء لان الاصل ان الرجال والرجال خاص بالرجال. نعم الباب السابع في ذكر هواني نفسي عليه في ذات الله ورضاه بكل ما يناله من الاذى في تنفيذ اوامر الله عز وجل. روى الامام احمد في بالزهد باسناده عن ميمونة بن مهران ان عبدالملك بن عمر قال لابيه يوما يا ابه ما منعك ان تم ان تم ان تمضي لما تريد من العدل فوالله ما كنت ابالي لو لو غلت بي وبك القدور في ذلك. الله اكبر وقال جويرية بن اسماء قال عبدالملك ابن عمر يا امير المؤمنين ما منعك ان تنفذ رأيك في هذا الامر. فوالله ما كنت لو تغلي بي وبك القدور في نفاذ هذا الامر وقال الربيع بن سبرة قال عمر ابن عبد العزيز يوما والله لوددت لو عدلت يوما واحدا وان الله توفى نفسي فقال له ابنه عبد الملك وانا والله لوددت لو عدلت فواق ناقة وان الله توفى نفسي فقال عمر الله الذي لا اله الا هو فقال عبد الملك الله الله الذي لا اله الا هو ولو جاشت بي وبك القدور فقال عمر جزاك الله خيرا وقال سليمان بن حبيب المحاربي قال عبدالملك ابن عمر ابن عبدالعزيز والله ما من احد اعز علي من عمر ولا ان اكون سمعت بموته احب الي من ان اكون كما رأيته قلت العارفون بالله المحبون له يرضون بما تقتضيه مقاديره وان كانت شاقة على النفوس مؤلمة لها ويتلذذون بذلك ولا سيما كما ان كان اذاهم في تنفيذ اوامر الله والدعاء الى طاعة الله. وكان هذا مقام عمر بن عبدالعزيز عمر بن عبدالعزيز وابنه عبد الملك رضي الله عنهما وكان عمر ابن عبد العزيز قد رسخ في هذا المقام الرفيع حتى يقول اصبحت ومالي سرور في مواضع القضاء والقدر. وكان ابو تراب النخشبي وهو من اعيان مشايخ العارفين ينشد هذه الابيات لا تخدعن فللمحب دلائل ولديه من تحف الحبيب مسائل منها تنعمه بمر بلائه وسروره في كل بما هو فاعله. فالمنع منه عطية والفقر اكرام وبر عاجله. فالمنع منه عطية والفخر اكرام لكننا قوم نستعبد. الباب الثامن في ذكر شدة حذره من الظلم وتنزهه من ذلك كان عبدالملك رحمه الله يكره ان يدخل نفسه في تأديب اهل الفساد خشية ان يتعدى الحدود الشرعية وهو غير قاصد لذلك او خشية ان ينسب الى الظلم وهو منه بريء. فروى عبدالله بن بطة بن الفقيه الزاهد المجاب الاب ابن الفقيه الزاهد المجاب الدعوة وهو من اعيان علماء الحنابلة في كتاب الحمام باسناده عن ميمونة بن مهران قال اتيت عبد الملك ابن ابن عمر ابن عبدالعزيز فاستأذنت عليه فقعدت عنده ساعة فاعجبت به فجاء الغلام قال فرغنا مما امرتنا به فقال قلت وما ذاك؟ قال الحمام امرت امرته ان امرته ان يخليه لي قلت اني كنت قد اعجبت بك حتى سمعت هذا. قال وما ذاك يا عماه؟ قال ارأيت الحمام ملكا لك؟ قال لا. قلت فمن الذي يحملك ان تصد عنه غايته غايته وتعطله على اهلك. قال ان تعطله يعطله عليهم فانا غلة غلة يومه قلت هذه نفقة كبر خلطها اسراف كانك تريد بذلك الابهة فانما انت رجل من المسلمين كاحدهم يجزئك ان تكون مثلهم. فقال والذي عظم من حقك ما يمنعني ان ادخل معهم الا ان ارى رعاعا بغير مآذن فاكره ان اؤدبهم على الازار فيصفون ذلك على على سلطاننا خلصنا الله ومنهم كفافا قال قلت تدخله ليلة؟ قال افعل ولولا برد بلادنا ما دخلته ليلا ولا نهارا. الباب التاسع في ذكر مرضه ووفاته رضي الله عنه وقال ابن ابي الدنيا حدثنا علي ابن مسلم قال حدثنا سعيد بن عامر قال عمر بن قال قال عمر بن عبدالعزيز لعبد الملك ابني ما شيء كنت احب ان اراه فيك الا قد رأيته الا شيئا واحدا قال ما هو؟ قال موتك قال ارأكه الله. الله اكبر عبد الملك مجاب الذهب مجاب الدعوة ما يتقبل الله اكبر مات قبل ابيه. نعم وروى الحافظ ابو نعيم باسناده عن سليمان بن حبيب المحاربي ان عبد الملك بن عمر اصابه الطاعون في خلافته ابيه ثبات. وروى ابن ابي الدنيا باسناده عن مشيخة من قريش قال دخل عمر بن عبدالعزيز على ابنه في وجعه فقال يا بني كيف تجد؟ قال اجدني في الحق. قال يا بني ان تكن في ميزاني احب الي من ان اكون في ميزانك فقال ابنه وانا يا ابه لان اكون ما تحب احب الي من ان يكون ما احب وروى ايضا باسناده ان تكون في ميزان احب الي من ان اكون في ميزان عمر بن عبد العزيز وصل الى هذه المرتبة ان الله اذا اختار له ان يموت ابنه وهو ينظر اليه ويحتسب الاجر حتى يكون في ميزانه ان ذلك لا يسخط وهذا عين توحيد والعقيدة بالرضا بالقضاء. نعم وروى ايضا باسناده عن زياد بن حسان انه شهد عمر بن عبدالعزيز حين دفن ابنه عبدالملك. قال فلما سوى قبره بالارض وجعلوا في قبره خشبتين من زيتون احداهما عند رأسه والاخرى عند رجليه ثم جعل قبره بينه وبين اين القبلة؟ ثم استوى قائما واحاط به الناس فقال رحمك الله يا بني فلقد كنت بارا بابيك وما زلت وما ما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا وما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا ولا والله ما كنت اشد سرورا ولا ارجى لحظي مني ولا ارجى لحظي من الله فيك. الله اكبر منذ وضعتك في الموضع الذي صيرك الله الي فرحمك الله وغفر ذنبك وجزاك بأحسن عملك وتجاوز عنه وتجاوز وزع عن مسيئه ورحم كل شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب رضينا بقضاء الله وسلمنا لامره والحمد لله رب العالمين ثم انصرف رحمه الله تعالى قول عمر ورحم كل شافع يشفع له يعني كل داع لان الدعاء عند القبر هو نوع شفاعة يظن الناس ادعيتهم بعضا الى بعض فيصبح نوع شفاعته. نعم. وروى الحافظ ابو نعيم له ان عمر ابن عبد العزيز كتب الى عبد الحميد نائبه على الكوفة كتابا ينهى فيه ان يناح على ابنه على ابنه كما كانت سعادة الناس حينئذ في النياحة على الملوك واولادهم يعني ما في شيء اسمه حيدان لأنه ابن امير المؤمنين وخليفة المسلمين الذي ملكه منا الصين الى المغرب ينهى الناس عن الحداد على ابنه. وهذا دليل ان الحداد على الملوك ابناء الملوك كان موجود احكي لنا من المحدثات والبدع نعم وفيه ان عبد وفيه ان عبد المالك ابن امير المؤمنين كان عبدا من عباد الله احسن الله اليه في نفسه واحسن الى ابيه فيه اعاشه الله ما احب ان يعيشه ثم قبضه اليه حين احب ان يقبضه وهو فيما علمت بالموت وهو فيما علمت بالموت مرتبط نرجو فيه من الله رجاء حسنا فاعوذ بالله ان تكون لي في شيء من الامور تخالف محبة الله فان خلاف ذلك لا يصلح في في بلائه عندي. واحسانه الي ونعمته علي ثم قال احببت ان اكتب اليك بذلك واعلمك من قضاء الله فلا اعلم من ينوح عليه في شيء من قبلك ولدت من قبلك ولا اجتمع عليه ذلك احد من الناس ولا رخصت فيه لقريب ولا بعيد واكفني في ذلك بكفاية الله ولا الومنك فيه ان شاء الله. والسلام عليك. وروى الامام احمد ناد له ان عمر ابن عبد العزيز تتابعت عليه مصائب مات اخ له ثم مات مزاحم مولاه ثم مات عبد الملك ابنه فلما كان هؤلاء الثلاثة كلهم كلهم كانوا من الزهاد العقبة وكانوا من وزراء خير الله اخوه مزاحم وعبد الملك نعم فلما مات عبد الملك رحمه الله حمد الله واثنى عليه ثم قال لقد دفعت لقد دفعته لقد دفعته الي لقد دفعته الي النساء في الخرق فما زلت ارى فيه السرور وقرة العين الى يومي هذا فما رأيت فيه امرا اقر لعيني من امر قد رأيته فيه اليوم. الله قال الزبير بن بكار لما هلك عبد الملك ابن عمر قال ابوه يا بني لقد كنت كما قال الله عز وجل المال والبنون زينة الحياة الدنيا واني لارجو ان تكون اليوم من الباقيات الصالحات التي هي خير ثوابا وخير املا. والله ما يسرني اني دعوتك فاجبتني. هذا دليل على الرضا بالقضاء. نعم. وذكر ابن المؤدب في مناقب عمر بن عبدالعزيز باسناده عن علي بن خالد بن يزيد قال لما مات عبد الملك ابن عمر دخل عمر فنظر نظر اليه فخرج وهو وروى ابو نعيم باسناد له ان عبد الملك لما مات عزى الناس اباه فعزاه اعرابي من بني كلاب هز امير المؤمنين فانه لما قد ترى يغذى الصغير يغذى الصغير ويولد. هل ابنك الا من سلالة هذا ما لكل على حوض المنية مورده كما وقعت منه تعزية ما ما وقعت تعزية الاعرابي فما وقعت منه تعزية ما وقعت تعزية الاعرابي الباب العاشر في ذكر سنه ومقدار عمره. روى محمد بن عثمان بن ابي شيبة عن من جاب ابن الحارث عن يحيى ابن عبد الملك ابن ابي عتبة عبدالملك ابن عمر كان ابن تسع عشرة سنة حين مات رحمه الله. لا اله الا الله يعني كل هذا الزهد او هذا العلم وهذا الورع فاكتسبه ومات ولم يتجاوز العشرين. سبحان الله. نعم. وذكر القاضي ابو عبدالله القضاعي القضاعي في في كتابه بتاريخ الخلفاء قال عاش عبد الملك ابن عمر ابن عبد العزيز تسع عشرة ونصفا. يعني لم يكمل له شيء وذكر ابو الفرج ابن الجوزي في كتاب اعمار الاعيان قال عبدالملك ابن عمر لا يتيقن عمره ولكنه مات صبيا في حياة ابيه رحمهما الله تعالى. الباب الحادي عشر في ثناء العلماء عليه ومدحهم له فمنهم ابوه وامير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز عزيز رضي الله عنه وقد سبق بعض كلامه في ثنائي عليه كان عمر ابن عبد العزيز شديد الحب لابنه عبد الملك والاعجاب به وحديثه. ولكنه كان لشدة خوفه وقوته وفي وضعه يخاف الا يكون ابنه في الامر كذلك. وانه زين له فيه ما يزين للوالد من ولده فكان يتوقف احيانا ويسأل غيره وقد ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم. وروى الدورقي باسناد لهو ان عمر قال لابنه عبد الملك يوما يا عبد الملك اني اخبرك خبرا. لا والله ان رأيت ان رأيت فتى ماشيا قط امسك منك نسكا ولا افقه منك فقها ولا اقرأ منك ولا ابعد من صبوة في صغير ولا كبير قد مر معنا انه من يوم اندفعته النساء اليه وهو رآه مبتسما ما رأى منه كبوة سبحان الله وهذا يؤكد ما قاله هو قال التحلم؟ قال بل حلم شيء جبله الله عنه لذلك يسأل الانسان من فضله لنفسه من فضل الله لنفسه من فضل الله لذريته نعم. قال وقال عمر بن عبدالعزيز والله لولا ان يكون بي زينة من امر عبدالملك ما يزين في عين الوالد من ولده ارأيت انه اهل للخلافة وباسناد له اخر ان عبد الملك لما توفي جعل ابوه يثني عليه يثني عليه عند قبره يثني عليه عند قبره فقال له رجل يا امير المؤمنين لو بقي كنت تعهد اليه؟ قال لا. قال لم لما وانت تثني عليه؟ قال اخاف ان يكون زين في عيني منه ما يزين في عين الوالد من ولده. ومنهم ميمون ابن مهران من التابعين وكان خصيصا خصيصا خصيصا خصيصا وكان خصيصا لعمر بن عبدالعزيز ومن خواصه جلسائه ووعاظه والمهتمين التذكير ووعظه نعم وقد تقدم بعض ذكر ثنائه على عبد الملك وروى الامام احمد باسناده عن ميمونة ابن مهران قال ما رأيت ثلاثة في بيت خير من عمر بن عبدالعزيز وابنه عبدالملك ومولاه المزاحم. ومنهم الربيع ابن سبرة. روى ابن ابي باسناده عن الربيع ابن سبوة انه دخل على عمر بن عبدالعزيز لما هلك ابنه عبدالملك واخوه سهل ومزاحم مولاه في ايام متتابعة فقال له الربيع اعظم الله جزاءك يا امير المؤمنين فما رأيت احدا اطيب اصيب باعظم من مصيبتك في ايام متتابعة والله ما رأيت مثل ابنك ابنا ولا مثل اخيك اخا ولا مثل مولى هناك مولى قط ومنهم سيار ابن الحكم انه قال قال ابن لعمر ابن عبد العزيز يقال له عبدالملك وكان يفضل على ابيه عمر يا ابا اطه الحق ولو ساعة من نهار. بهذا القدر من هذه السيرة العطرة لهذا العالم العابد الصغير في سنه الذي توفاه الله عز وجل لكن كبير في عمله وتوجيهاته نسأل الله جل وعلا ان يعيننا واياكم على انفسنا. وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين