ابن مسعود رضي الله عنه ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة. ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث اليه الملك فيؤمر بكاتم نقرأ الان رسالة القضاء والقدر والقراءة مع الشيخ اسلام. جزاك الله خير تعبناك اليوم يا الله يا رب احتسبوا الاجر كل شي باجره ترى. النفس داعية الى الدعة ها نفس داعية الى الداعية. لكنها كالطفل انشب على شيء شابه. نعم بسم الله الحمد لله. قال المصنف رحمه الله تعالى الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في لله حق جهاده حتى اتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فاي ايها الاخوة الكرام اننا في هذا اللقاء الذي نرجو ان يفتح الله علينا فيه من خزائن فضله ورحمته وان يجعلنا من الهداة المهتدين. ومن القادة المصلحين ومن المستمعين المنتفعين نبحث في امر مهم يهم جميع المسلمين الا وهو قضاء الله وقدره والامر ولله الحمد واضح ولولا ان التساؤلات قد كثرت ولولا ان الامر اشتبه على كثير من الناس ولولا كثرة من خاض في الموضوع بالحق تارة وبالباطل ونظرا الى ان هؤلاء الى ان الاهواء انتشرت وكثرت وصار الفاسق يريد ان يبرر لفسقه بالقضاء والقدر لولا هذا وغيرهما كنا نتكلم في هذا الامر. والقضاء والقدر ما زال النزاع فيه بين الامة قديما وحديثا فقد روي ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على اصحابه وهم يتنازعون في القدر فنهوا عن ذلك. واخبر انهما اهلك الذين من قبلكم الا هذا الجدال ولكن فتح الله عباده المؤمنين السلف الصالح الذين سلكوا طريق العدل فيما علموا وفيما قالوا وذلك ان قضاء الله تعالى وقدره من ربوبيته سبحانه وتعالى لخلقه فهو داخل في احد اقسام التوحيد الثلاثة التي قسم اهل العلم اليها توحيد الله عز وجل. بالنسبة للقضاء والقدر هو من حيث الجملة الصق بتوحيد الربوبية. الصاق بتوحيد الربوبية وذلك اذا الى امرين. الاول ما يتعلق بعلم الله عز وجل هو الثاني ما يتعلق بفعل الله عز وجل وخلقه وكتابته. فمن هذه الحيثية الايمان بالقضاء والقدر هو ان تقر وتعترف بان الله علم الاشياء وانه كتبها وانه خلق الاشياء. اذا هذا متعلق بالربوبية لكن من الجانب الثاني اذا نظرنا الى فعل العبد وهو انه يتعبد الى الله عز وجل بالرضا بالقضاء وبمعاملة بمقابلة القضاء ان كان نعمة بالشكر وان كان ذنبا فبالاستغفار والتوبة وان كان مصيبة فبالصبر او الرضا فهذا توحيد الوهية. انتبهتم الان؟ فالقضاء والقدر له متعلقة ما يتعلق بالرب داخل في جانب توحيد الربوبية. ما يتعلق بالعبد داخل في جانب توحيد الالوهية. فالعبد يتعبد الله ها بالايمان بالقضاء والقدر. صح ولا لا؟ نتعبد ايش لله عز وجل بالقضاء والقدر. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله القسم الاول توحيد الالوهيات وهو افراد الله قال بالعبادة القسم الثاني توحيد الربوبية وهو افراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير. القسم الثالث توحيد الاسماء والصفات وهو توحيد توحيد الله تعالى باسمائه وصفاته. فالايمان بالقدر هو من ربوبية الله عز وجل. ولهذا قال الامام احمد رحمه الله تعالى القدر قدرة الله انتهى لانه من قدرته ومن عمومها بلا شك وهو ايضا سر الله تعالى المكتوم الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. مكتوب في المحفوظ في الكتاب المكنون الذي لا يطلع عليه احد. ونحن لا نعلم بما قدره الله لنا او علينا او بما قدره الله تعالى في مخلوقات الا بعد وقوعه او الخبر الصادق عنه. ايها الاخوة ان الامة الاسلامية انقسمت في القدر الى ثلاثة اقسام القسم الاول وغلو في اثبات القدر وسلبوا العبد قدرته واختياره وقالوا ان العبد ليس له قدرة ولا اختيار. وانما هو مسير لا مخير كالشجرة في مهب الريح ولم يفرقوا بين فعل العبد الواقع باختياره وبين فعله الواقع بغير اختياره. هؤلاء قالوا ها؟ القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء. شلون يعني انت مصكر يدين ثم تلقيه في البحر ثم تقول له دير بالك لا تصير مبلل هذا ما يمكن هذا قول الجبرية هذا هو الجبرية ولا شك ولا شك ان هؤلاء ضالون لانهم مما يعلم بالضرورة من الدين والعقل والعادة ان الانسان يفرق بين الاختياري والفعل الاجباري. القسم الثاني غلوا في اثبات قدرة العبد واختياره حتى نافوا ان يكون لله تعالى مشيئة او اختيار او خلق فيما يفعله العبد وزعموا ان العبد مستقل بعمله حتى غلا طائفة منه فقالوا ان الله تعالى لا يعلم بما يفعله العباد الا بعد ان يقع منهم وهؤلاء ايضا غلوا وتطرفوا تطرفا عظيما في اثبات قدرة العبد واختياره. القسم الثالث وهم الذين امنوا فهداهم الله تعالى لما اختلف فيه من الحق وهم اهل السنة والجماعة. سلكوا في ذلك مسلكا وسطا قائما على الدليل الشرعي وعلى الدليل وقالوا ان الافعال التي يحدثها الله تعالى في الكون تنقسم الى قسمين. القسم الاول ما يجريه الله تبارك وتعالى من فعله في مخلوقاته هذا الاختيار لاحد فيه كانزال المطر وان بات الزرع والاحياء والاماتة والمرض والصحة وغير ذلك من الامور الكثيرة التي التي تشاهد في بمخلوقات الله التي تجاهد في مخلوقات الله تعالى وهذه بلا شك ليس لاحد فيها اختيار وليس لاحد فيها مشيئة. وانما فيها لله الواحد القهار. القسم الثاني ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الارادة فهذه الافعال تكون باختيار فاعليها وارادتها لان الله لان الله تعالى جعل ذلك اليهم قال الله تعالى يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. وقال تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. والانسان يعرف الفرق بين فيقع منه باختياره وبينما يقع منه باضطرار واجبار فالانسان ينزل من السطح بالسلم نزولا اختياريا يعرف انه مختار ولكنه يسقط هاويا من السطح ويعرف انه ليس مختارا لذلك. ويعرف الفرق بين الفعلين وان الثاني اجبار والاول اختيار وكل انسان يعرف ذلك وكذلك الانسان يعرف انه اذا اصيب بمرض سلس البول فان البول يخرج منه بغير اختياره. واذا كان سليما من هذا المرض فان البول يخرج منه باختياره ويعرف الفرق بين هذا وهذا. ولا احد ينكر الفرق بينهما وهكذا جميع ما يقع من العبد يعرف الفرق بينما يقع اختياريا وبينما يقع اضطرارا واجبارا. بل ان من رحمة الله عز وجل ان من الافعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه منه شيء كما في فعل الناس. كما في فعل الناس والنائم يقول الله تعالى في قصة اصحاب الكهف ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وهم الذين يتقلبون ولكن الله تعالى نسب الفعل اليهم الفعل اليه الى نفسه. اي نعم. احسن الله اليكم. وهم الذين يتقلبون ولكن الله تعالى نسب الفعل اليه. لان النائم لا اختيار له ولا اخذوا بفعله فنسب فعله الى الله عز وجل فنسب فعله الى الله عز وجل ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من نسي وهو صائم فاكل او وشرب فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه. فنسب هذا فنسب هذا الاطعام وهذا الاسقاء الى الله عز وجل. لان الفعل وقع منه بغير ذكر بغير بغير ذكر فكأنه صار بغير اختياره. وكلنا يعرف الفرق بينما يجده الانسان من الم من الم لغير لاختياره وما يجده من خفة في نفسه احيانا بغير اختياره. ولا يدري ما سببه وبين ان يكون الالم هذا ناشئا من فعل هو الذي اكتسبه او هذا الفرح ناشئا من شيء هو الذي اكتسبه. وهذا الامر ولله الحمد واضح لا غبار عليه. ايها اننا لو قلنا بقول الفريق الاول الذين غلوا في اثبات القدر لبطلت الشريعة من اصلها. لان القول بان فعل العبد ليس فيه اختيار يلزم منه ان لا يحمد على فعل محمود. ولا يلام على فعل مذموم لانه في الحقيقة بغير اختيار وارادة منه. وعلى اهذا فالنتيجة اذا ان الله تبارك وتعالى يقول تعالى عن ذلك علوا كبيرا ظالما لمن عصى اذا عذبه وعاقبه على معصية لانه عاقبه على امر لا اختيار له فيه. ولا ارادة وهذا بلا شك مخالف للقرآن صراحة. يقول الله تبارك وتعالى وقال قرينه هذا ما لدي عتيد القي في جهنم كل كفار عنيد. مناع للخير معتد مريب الذي جعلنا الله والها اخر فالقياه في العذاب الشديد. قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد. فبين سبحانه ان هذا العقاب ومنه ليس ظلما بل هو كمال العدل لانه قد قدم اليهم بالوعيد. وبين لهم الطرق وبين لهم الحق وبين لهم الباطل ولكنهم داروا لانفس من يسلكوا طريق الباطل فلم يبق لهم حجة عند الله عز وجل. ولو قلنا بهذا القول الباطل لبطل قول الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. فان الله تبارك وتعالى نفى ان يكون للناس حجة بعد ارسال الرسل لانهم قامت عليهم الحجة بذلك فلو كان القدر حجة لهم لكانت هذه الحجة باقية حتى بعد بعث الرسل. لان قدر الله تعالى لم لم يزل ولا يزال موجودا قبل ارسال الرسل وبعد ارسال الرسل اذا فهذا القول تبطله النصوص ويبطله الواقع كما فصل للامثلة السابقة اما اصحاب القول الثاني فانهم ايضا ترد عليهم النصوص والواقع والواقع ذلك. والواقع كذلك الواقع كذلك. نعم. احسن الله اليكم. والواقع كذلك لان النصوص صريحة في ان مشيئة الانسان تابعة لمشيئة الله عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وربك يخلق ما يشاء ويختار والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. طبعا كون مشيئة العبد داخله في مشيئة الرب لا يعني الجبر. ولنضرب مثال الان نحن نعرف ان هناك عساكر وجنود في الدولة. اليس كذلك حينما يرى العساكر عدوا وهذا العدو ربما يسبه او يشتهه. يود لو يقاتل هو عنده ارادة ولا ما عنده ارادة؟ عنده لكن لا يقاتل لماذا؟ لاحظ الان لان ارادته تابعة لارادة الامير او تابعة لارادة الملك. هذا مثال في الدنيا متصور ان الارادة الادنى داخلة في الاعلى ولا يلزم منه الجبر. ولا يلزم منه الجبر. فكيف اذا قلنا ان عبادة ارادة العباد داخلة تحت المشيئة العامة لرب العباد انه يلزم منه الجبر. هذا ما هو صحيح. نعم قال رحمه الله والذين يقولون بهذا القول هم في الحقيقة يبطلون لجانب من جوانب الربوبيات وهم ايضا مدعون بان في ملك الله تعالى يشاؤه ولا يخلقه الله تبارك وتعالى شأن لكل شيء. خالق لكل شيء مقدر لكل شيء. وهم ايضا مخالفون لما يعلم بالاضطرار من لان الخلق كله ملك لله عز وجل ذوى ملك لله عز وجل ذواته وصفاته. لا فرق بين الصفة والذات ولا بين المعنى وبين اذا فالكل لله عز وجل ولا يمكن ان يكون في ملكه ما لا يريد تبارك وتعالى. ولكن يبقى علينا اذا كان الامر راجعا الى مشية الله تبارك وتعالى. وان كله بيده فما طريق الانسان اذا وما حيلة الانسان اذا كان الله تعالى قد قدر عليه الا يضيء ان يضل ولا يهتدي فنقول الجواب عن ذلك ان الله تبارك وتعالى انما يهدي من كان اهلا للهداية ويضل من كان اهلا للضلالة يقول الله تبارك وتعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ويقول تعالى فدم كان قضيهم ميثاقهم عناهم واجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضيع ونسوا حظا. ونسوا حظا مما ذكروا به فبين الله تبارك وتعالى ان اسباب اضلاله لمن ضل انما هو بسند من العبد نفسه. والعبد كما اسلفنا انفا لا يدري ما قدر الله تعالى له. لانه لا يعلم بالقدر الا بعد وقوع المقدور فهو لا يدري هل قدر الله له ان يكون ضالا ام ان يكون مهتديا؟ فما باله يسلك طريق الضلال ثم يحتج بان الله طريق الحسي اذا فالطريق المعنوي مواز له ولا يختلف عنه ابدا ولكن النفوس والاهواء هي التي تتحكم احيانا في العقل وتغلب على العقل. والمؤمن ينبغي ان يكون عقله غالبا على هواه واذا حكم عقله فالعقل بالمعنى الصحيح يعقل صاحبه. يعقل صاحبهما عما تبارك وتعالى قد اراد له ذلك افلا يجدر به ان يسلك طريق الهداية ثم يقول ان الله تعالى قد هداني للصراط المستقيم. ايجدر به ان يكون جبريا عند الضلالة قدريا عند الطاعة كلا لا يليق بالانسان ان يكون جبريا عند الضلالة والمعصية فاذا ضل او عصى الله قال هذا امر قد كتب عليه وقدر عليه ولا يمكنني ان اخرج عما قضى الله وقدر. واذا كان في جانب الطاعة وفقه الله تعالى للطاعة والهداية زعم ان ذلك منه ثم من به على الله وقال انا اتيت به من عند نفسي فيكون قدريا في جانب الطاعة جبريا في جانب المعصية هذا لا يمكن ابدا فالانسان في الحقيقة له قدرة وله اختيار وليس باب الهداية باخفى من باب الرزق. وباخفى من ابواب طلب العلم والانسان ما هو معلوم لدى الجميع قد قدر له ما قدر من الرزق ومع ذلك هو يسعى في اسباب الرزق في بلده وخارج بلده يمينا وشمالا لا يجلس في في بيته ويقول ان قدر لي رزق فانه يأتي به. بل هو يسعى في اسباب الرزق مع ان الرزق نفسه مقرون بالعمل. كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد. فهذا الرزق ايضا مكتوب كما ان العمل من صالح او سيء مكتوب فما بالك تذهب يمينا وشمالا وتجوب الارض والفيافي طلبا لرزق الدنيا ولا تعمل عملا صالحا لطلب رزق الاخرة والفوز بدار النعيم. ان بين واحد ليس بينهما فرق فكما بين واحد. نون المثنى دائما مكسور ونون الجمع مفتوح فانت تقول مسلمين وتقول مسلمينا. احسن الله اليكم ان البابين واحد ليس بينهما فرق كما انك تسعى لرزقك وتسعى لحياتك وامتداد اجلك فاذا مرضت بمرض ذهبت الى اقطار الدنيا تريد الطبيب. تريد الطبيب الماهر الذي يداوي مرضك ومع ذلك فان لك ما قدر من الاجل لا يزيد ولا ينقص. ولست تعتمد على هذا وتقول ابقى في بيتي مريضا طريحا وان قدر الله لي ان الاجل امتد. بل نجدك تسعى بكل ما تستطيع من قوة وبحث لتبحث عن الطبيب الذي ترى انه اقرب الناس ان يقدر الله الشفاء على يديه فلماذا لا يكون عملك في طريق الاخرة وفي العمل الصالح كطريقك فيما تعمل للدنيا. وقد سبق الناس يعلمون ان الحياة والاجل مقدر. وان الارزاق مقدرة. وان العمل الصالح مقدر. فلماذا في جانب الرزق في جانب الاجل يسعون لما يعني يصلحهم وفي جانب العمل لا يسعون. هذا دليل على التناقض كلنا نعلم كم من صحيح مات من غير علة وكم من عليل عاش من حينا من الدهر ومع نتعالج ونتطبب. فكذلك نعلم ان هناك اقوام واناس يدخلون الجنة واناس فقام يدخلون النار فهل هذا يعني ان لا نعمل؟ لا يجب ان نعمل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد سبق ان قلنا ان القضاء سر مكتوم لا يمكن ان تعلم عنه. فانت الان بين طريقين طريق القضاء سر مكتوم من وجهين. الاول انه من علم الله وعلم الله لا يمكن الاطلاع عليه. علم الله لا يمكن الاطلاع عليه. ما يمكن انسان يطلع على علم الله ويشوف هل هو اسمه مكتوب في ولا اسمه مكتوب في النار ما يمكن. فهذا سر مكتوب. علم الله سر مكتوم. لا يمكن الاطلاع عليه الامر الثاني ان هناك مسائل في القضاء والقدر لا يمكن للعقول القاصرة ان تعرف الحكمة فيها فاذا ينبغي التوقف في هذا الباب على النصوص الواردة. نعم. قول رحمه الله قد سبق وان قلنا ان القواسر مكتوم لا يمكن ان ان تعلم عنه فانت الان بين طريقين طريق يؤدي بك الى السلامة والى الفوز والسعادة والكرامة وطريق يؤدي بك الى الهلاك والندامة والمهانة. وانت الان واقف بينهما ومخير ليس امامك من يمنعك من سلوك طريق اليمين ولا من سلوك طريق الشمال اذا شئت ذهبت الى هذا اذا شئت ذهبت الى هذا فما بالك تسلك الطريق الشمال ثم تقول انه قدر علي. افلا يليق بك ان تسلك طريق اليمين وتقول انه لي فلو انك اردت السفر الى بلد ما وكان امامك طريقان احدهما معبد قصير امن والاخر غير معبد وطويل ومخوف لوجدنا انك تختار المعبد القصير الآمن ولا تذهب الى ولا تذهب الى الى الطريق الذي ليس بمعبد وليس بقصير وليس بامن. هذا يعقل صاحبه عما يضره. ويدخله فيما ينفعه ويسره. بهذا تبين لنا ان الانسان يسير في عمله الاختياري الايراني اختياري سيجبر يوم انه كما يسير لعمل دنياه سيرا اختياريا. وهو ان شاء جعل هذه السلعة او تلك تجارته فكذلك ايضا هو في سيره الى الاخرة يسير رغم اختيارية بل ان طريق الاخرة ابين بكثير من طريق الدنيا. لان الذي بين طريق الاخرة هو الله تعالى في تابعوا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. فلابد ان تكون طريق الاخرة اكثر بيانا واجلى وضوحا من من طرق من طرق الدنيا وذلك فان الانسان يصير في طرق الدنيا التي ليس ضامنا لنتائجها ولكنه يدع طريق الاخرة التي نتائجها مضمونة لانها ثابتة بوعد الله والله تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد. بعد هذا نقول ان اهل السنة والجماعة قرروا هذا وجعلوا عقيدة ان الانسان يفعل باختياره وانه يقول كما يريد. ولكن ارادته واختياره تابعان لارادة الله تبارك وتعالى ومشيئته. ثم يؤمن واهل السنة والجماعة بان مشيئة الله تعالى تابعة لحكمته. وانه سبحانه وتعالى ليست مشيئته مطلقة مجردة ولكنها مشيئة تابعة لحكمته لان من اسماء الله تعالى الحكيم والحكيم هو الحاكم المحكم الذي يحكم الاشياء كونا وشرعا. ويحكمها عملا والله تعالى بحكمته يقدر الهداية لمن ارادها لمن يعلم سبحانه وتعالى انه يريد الحق. وان قلبه على الاستقامة ويقدر الضلالة ولمن لم يكن كذلك لمن لم يكن كذلك لمن اعرض لمن لمن اذا عرض عليه الاسلام يضيق صدره كانما يصعدوا في السماء فان حكمة الله تبارك وتعالى تاب ان يكون هذا من المهتدين الا ان يجدد الله له عزما ويقلب ارادته لا ارادة اخرى. والله تعالى على كل شيء قدير ولكن حكمة الله تاب الا ان تكون الاسباب مربوطة بها بها مسبباتها ومراتب القضاء والقدر عند اهل السنة والجماعة اربع مراتب المرتبة الاولى العلم وهي ان يؤمن الانسان ايمانا جازما بان الله تعالى بكل شيء عليم. وان يعلم ما في السماوات والارض جملة وتفصيلا سواء كان ذلك من فعله او من فعل مخلوقاته. وانه لا يخفى على الله شيء في الارض ولا في السماء المرتبطة الثانية الكتابة هي ان الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء. وقد جمع الله تعالى بين هاتين المرتبتين في قوله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. فبدأ سبحانه بالعلم وقال ان ذلك في كتاب اي انه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول ما خلق الله القلم قال فله اكتب قال ربي ماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة. ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما نعمله اشيء مستقبل ام شيء قد قد قضي وفرغ منه؟ فقال صلى الله عليه وسلم انه قد قضي وفرغ منه وقال وحين سئل افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب الاول؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم فانت يا اخي اعمل وانت ميسر لما خلقت له. ثم تلى صلى الله عليه وسلم ثم تلى صلى الله عليه وسلم قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره نصرة المرتبة الثالثة المشيئة وهي ان الله تبارك وتعالى شائن لكل موجود او معدوم في السماوات او في الارض. فما وجد موجود الا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم الا بمشيئة الله تعالى وهذا ظاهر في القرآن الكريم وقد اثبت الله تعالى مشيئته في فعله ومشيئته في فعل العباد قال تعالى ولو شاء ربك ما فعلوه ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. فبين الله تعالى ان فعل الناس كائن بمشيئته واما في قوله تعالى فكثير قال تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها وقوله ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة الى ايات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى فلا يتم الايمان بالقدر الا ان نؤمن بان مشيئة الله عامة عامة لكل موجود او معدوم فما من معدوم الا وقد شاء الله تعالى عدمه. وما من موجود الا وقد شاء الله تعالى وجوده. ولا يمكن ان يقع شيء في السماوات ولا في الارض قل الا بمشيئة الله تعالى المرتبة الرابعة مرتبة الخلق. اي ان نؤمن بان الله تعالى خالق لكل شيء. فما من موجود في السماوات والارض الا الا الله خالقه حتى الموت. يخلقه الله تبارك وتعالى وان كان هو عدم الحياة. يقول الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فكل شيء في السماوات او في الارض فان الله تعالى خالقه لا خالق الا الله تبارك وتعالى. وكلنا يعلم ان ما يقع من من فعله سبحانه وتعالى بانه مخلوق له في السماوات والارض والجبال والانهار والشمس والقمر والنجوم والرياح. والانسان والبهائم كلها مخلوقات لله وكذلك ما يحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات واحوال كلها ايضا مخلوقة لله عز وجل ولكن قد يشكل على الانسان كيف يصف ان نقول ان نقول في فعلنا وقولنا الاختياري انه مخلوق لله عز وجل. فنقول نعم يصح ان نقول ذلك لان فعلنا وقولنا ناتج عن امرين احدهما القدرة والثاني الارادة فاذا كان فعل العبد ناتجا عن ارادته وقدرته فان الذي خلق هذه الارادة وجعل قلب الانسان قابلا للارادة هو الله عز وجل. وكذلك الذي خلق فيه القدرة هو الله هو الله عز وجل. ويخلق السبب التام الذي يتولد والمسبب نقول ان خالق السبب التام خالق للمسبب. اي ان خالق المؤثر خالق للاثر ووجه كونه تعالى خالقا لفعل العبد ان نقول ان فعل العبد وقوله ناتج عن امرين هما الارادة والقدرة. فلولا الارادة لم يفعل ولولا القدرة لم يفعل لانه اذا اراد وهو عاجز لم يفعل لعجزه عن الفعل. واذا كان قادرا ولم يرد لم يكن الفعل فاذا كان الفعل ناتجا عن ارادة جازمة وقدرة كاملة فالذي خلق الارادة الجازمة والقدرات الكاملة هو الله. وبهذه الطريق عرفنا كيف يمكن ان نقول ان الله تعالى خالق لفعل العبد خالق لفعل العبد والا فالعبد هو الفاعل في الحقيقة فهو المتطهر وهو المصلي وهو المزكي وهو القائم وهو الحاج وهو المعتمر وهو العاصي وهو المطيع لكن هذه الافعال كلها كانت ووجدت بارادة وقدرة مخلوقتين لله عز وجل والامر ولله الحمد واضح. وهذه المراتب الاربع المتقدمة يجب ان يثبت لله عز وجل. وهذا ان تثبت لله عز وهذا لا ينافي ان يضاف الفعل الى فاعله من ذوي الارادة كما اننا نقول النار تحرق والذي خلق الاحراق فيها هو الله تعالى بلا شك ليست محرقة بطبيعتها بل هي محرقة بكون الله تعالى جعلها محرقة. ولهذا لم تكن النار التي القي فيها ابراهيم محرقة. لان الله قال لها كوني برداه وسلاما على ابراهيم فكانت بردا وسلاما على ابراهيم فالنار بذاتها لا تحرق ولكن الله خلق فيها قوة الاحراق وقوة الاحراق هي هي في مقابل فعل العباد كارادة العبد وقدرته. فبالارادة قدرته يكون الفعل وبالمادة المحرقة في النار يكون الاحراق. فلا فرق بين هذا وهذا ولكن العبد لما كانت لما كان ارادة وشعور واختيار وعمل صار الفعل ينسب اليه حقيقة وحكما. وصار مؤاخذا بالمخالفة معاقبا عليها لانه يفعل باختيار ويدعو باختيار. واخيرا نقول على المؤمن ان يرضى بالله تعالى ربا. ومن تمام رضاه بالربوبية ان يؤمن قضاء الله وقدره ويعلم انه لا فرق في هذا بين الاعمال التي يعملها بين وبين الارزاق التي يسعى اليها. وبين الاجال التي يدافعها الكل بابه سواء والكل مكتوب والكل مقدر وكل انسان ميسر لما خلق له اسأل الله عز وجل ان يجعلنا ممن ييسرون لعمل اهل السعادة وان يكتب لنا الصلاح في الدنيا والاخرة والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم قال نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. تمت بحول الله بحمد الله تعالى. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. عندنا في كويت هناك وزارة اسمها وزارة التخطيط تخطط للاهداف الخمسية او العشرية او ثلاثين سنة او خمسين سنة صح وتكتب هذه الخطأ وتكتب ان لابد من عمال يعملون كذا ومهندسين يفعلون كذا وكذا يفعلون كذا ثم اذا جاء وقت التنفيذ فيأتي هؤلاء المهندسون والبناؤون وكذا يعملون هل هؤلاء مجبورون؟ لان اولئك كتبوا ولا باختيارهم فالله اجل واعظم سبحانه وتعالى. نسأل الله ان يبشرنا واياكم بالحق ان شاء الله بعد الصلاة ناخذ رسالة اسماء الله وصفاته