الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذا مجلس معقود لقراءة قاعدة جليلة في توحيد الله عز وجل واخلاص الوجه والعمل له من ما كتبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذه القاعدة عظيمة جدا من فقيها مراد القوم باطلاقهم لمعنى التوحيد ومراد الله جل وعلا باطلاقه لمعنى الايمان ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم وحذر من الشرك فنبدأ على بركة الله في هذه في قراءة هذه الرسالة المباركة ونحن في يوم الاربعاء ليلة الخميس الثامن من ذي القعدة عام خمسة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالده ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وسلم تسليما. وبعد فهذه قاعدة جليلة في توحيد الله جل وعلا واخلاص الوجه والعمل له له عبادة واستعانة. اذا اطلق فالمقصود قد يكون به الاخلاص قد يكون به مطلق الانقياد الظاهري والباطني ويقول العبد اخلصت وجهي لله قلب وقد يكون المعنى اخلصت وجهي لله يعني انقيادي ظاهرا وباطنا. نعم. قال الله تعالى قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء. تعز من تشاء وتذل من تشاء. الاية وقال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. ثم اذا مسكم الظرف اليه وقال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. وقال تعالى في الاية الاخرى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا راد لفضله. وقال تعالى اياك نعبد اعبد واياك نستعين. وقال تعالى فاعبده وتوكل عليه. وقال تعالى عليه توكلت واليه انيب. وقال تعالى الا يسبح لله ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وقال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال تعالى قل ارأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره الاية من سورة الزمر قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره وارادني برحمة هل هن ممسكات رحمتي الاية؟ وقال تعالى من دونه فلا يملكون قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ وما لهم فيهما من شرك وما يا له منهم من ظهير. ولا تشفع ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له يعني هذه الايات وحولها ومثلها واضعافها كل هذا يرى على القضيتين ان الملك لله وحده لا شريك له فينبغي الاستعانة به وحده تبارك وتعالى وما دام الملك له والامر بيده ولا راد لقضاء ولا معقب لحكمه الملك ملكه والسلطان سلطان. اذا يجب عبادته وحده تبارك وتعالى وهما امران الله بالعبادة مبناه على كون الرب تبارك وتعالى وحده الخالق المالك المدبر فمن فهم هذا المعنى لا يمكنه ان يستعين بغير الله ومن فهم هذا المعنى لا يمكنه ان يصرف العباد لغير الله وكل خلل في توحيد العبادة شبابه احد هذين الامرين اما نقص في فهم معنى العبادة وفهم معنى الاخلاص واما نقص في فهم معنى الاستعانة وقال تعالى قريت للذين زعمتم من دوني فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته. ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا وقال تعالى ولا تدعو مع الله الها اخر لا اله الا هو. كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون. وقالت تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. الذي خلق السماوات والارض وبينهما الاية. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة الاية. ونظائر وهذا في القرآن كثير. وكذلك في الاحاديث. وكذلك في اجماع الامة لا سيما اهل العلم والايمان منهم. فان هذا عندهم قطب واحد قطب رحى الدين كما هو الواقع. نظائر كون العبادة لله ونظائر كون الاستعانة لا تكون الا بالله هذا هو اصل اصل مدار دعوة القرآن لو قال لك قائل ما خلاصة رسالة القرآن تقول خلاصة رسالة القرآن عبادة الله وحده لا شريك له الاستعانة به ومتابعة نبيه هذي خلاصة رسالة القرآن وخلاصة ما في الاحاديث كلها ما في كتب الصحيحين والسنن الاربعة والمشانيد مع التسعة وغيرها كل الاحاديث مدارها على هذين الامرين اخلاص الوجه لله عز وجل ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة والاستعانة واجماع الامة منعقد على هذا الامر قبل وجود الزائرين قبل وجود المنحرفين قبل وجود المحرفين قال ولا سيما اهل العلم والايمان منهم فان هذا يعني توحيد الالوهية عندهم قطب رحا الدين القطب انما يطلق على ما عليه مدار الشيء واصله ومنه سمي القطب الجنوبي والقطب الشمالي لان ما دار رحى الارض عليهما وقطب رحى الدين على توحيد العبادة قال رحمه الله ونبين هذا بوجوه نقدم قبلها مقدمة وذلك ان العبد بل كل حي بل وكل مخلوق سوى الله هو فقير محتاج الى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره المنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة. والمضرة هي من جنس الالم والعذاب فلابد له من امرين احدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع ويلتذ ويلتذ به والثاني هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود والمانع من دفع المكروه. وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا اربعة اشياء. لو تأملت في واقع الناس لذلك قال الشيخ كما هو الواقع لو تأملت في واقع الناس تجد ان العقلاء منهم سواء كانوا مسلمين او او كفار موحدين ومشركين مخلصين ومنافقين يبحثون عن ماذا؟ يبحثون عن جلب المنافع ودفع المظر وهذا هو المطلوب المقصود المحبوب وان اخطأ بعضهم في فهم في فهم المحبوب وفي فهم نافع والضار والثاني انهم يبحثون عما يوصلهم الى هذا المحبوب الاول المطلوب المقصود المحبوب عند اهل التوحيد هو العبادة والثاني المعين الموصل لهذا المحبوب هي الاستعانة فهنا اربعة اشياء احدها امر هو محبوب مطلوب الوجود والثاني امر مكروه مبغظ مطلوب العدم ثالث الوسيلة الى حصول المطلوب المحبوب. والرابع الوسيلة الى دفع المكروه. فهذه الاربعة الامور ضرورية للعبد بل ولكل حي لا يقوم وجوده وصلاحه الا بها. واما ما ليس بحي فالكلام فيه على وجه اخر اذا تبين ذلك فبيان ما ذكرته من وجوه احدها ان الله تعالى هو الذي يحب ان يكون هو المقصود المدعو المطلوب وهو المعين على المطلوب وما سواه هو المكروه. وهو المعين على دفع المكروه. فهو سبحانه الجامع للامور الاربع دون ما سواه. وهذا معنى قوله اياه اياك نعبد واياك نستعين فان العبودية تتضمن المقصود المطلوب لكن على اكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به على المطلوب. فالاول من معنى الالوهية والثاني من معنى الربوبية اذ الاله هو الذي يؤله في عبد محبة وانابة واجلالا واكراما والرب هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه الى جميع احواله من العبادة وغيرها وكذلك قوله تعالى عليه توكلت واليه انيب. وقوله فاعبده وتوكل عليه. وقوله عليك توكلنا واليك واليك المصير. وقوله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. وسبح بحمده. وقوله تعالى عليه توكلت واليه ما تاب. وقوله وتبتل اليه تبتيلا. رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا. فهذه مواضع تنتظم هذين الاصلين الجامعين. يعني هذه سبعة مواضع في كتاب الله تضمن التصريح بالامرين وهو ان العبادة لله على وجه الخلوص وان الاستعانة بالله على وجه الاخلاص واحيانا تقدم العبادة واحيانا تؤخر واحيانا تقدم الاستعانة واحيانا تؤخر فعليه توكلت اليه انيب المقدم ما هو الاستعانة واياك نعبد واياك نستعين العبادة فاعبدوا وتوكل عليه. العبادة مقدمة. عليه توكلنا واليك نبنا واليك المصير تقدم الاستعانة وهكذا وذلك لان العبد بحاجة الى الاستعانة قبل العبادة. ومع العبادة وبعد العبادة ولا يمكنه الاستغناء عن الاستعانة طرفة عين. نعم الوجه الثاني ان الله جل وعلا خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والانابة اليه محبتي والاخلاص له بذئب فبذكره تطمئن القلوب. وبرؤيته في الاخرة تقر عيونهم ولا شيء يعطيهم في الاخرة اليهم من النظر اليه جل وعلا. ولا شيء يعطيهم في الدنيا اعظم من الايمان به وحاجتهم اليه في عبادتهم اياه وتألههم كحاجتهم واعظم في خلقه لهم ربوبيته اياهم فان ذلك هو الغاية المقصودة لهم وبذلك يصيرون عاملين متحركين ولا صلاح لهم ولا فلاح ولا نعيم ولا لذة تحبه لاجل الله لانه يقويك على طاعة الله تحبه لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ترتاح نعم قال رحمه الله واما من جهة الربوبية فشيء اخر كما نقرره في موضعه بدون ذلك بحال بل من اعرض عن ذكر ربه فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. ولهذا كان الله جل وعلا لا ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ولهذا كانت لا اله الا الله احسن الحسنات. وكان التوحيد قول لا اله الا الله رأس الامر. فاما توحيد الربوبية. الذي اقر به الخلق وقرره اهل الكلام فلا يكفي وحده. بل هو ومن الحجة عليهم. وهذا معنى ما يروى يا ابن ادم خلقت كل شيء لك وخلقتك لي. فبحقي عليك الا اشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له. هذا منصوص القرآن خلق لكم ما في السماوات وما في الارض لكم خدمتكم سخر لكم هم ما في السماوات لذلك انت ترى ان البشر في الظاهر والجن في الخفاء يسخرون كل شيء من الدواب والهوام والزرع والذرع وو الى اخره لمصالحهم ولا عكس ما رأينا انسانا مسخرا لحيوان ولن تراه ان الله سخر كل شيء لك اما انت فطلب منك ان تكون مسخرا له مذللا له بالاختيار لا بالاضطرار مذللا له بارادتك الطائعة جلبا ودفا. تطلب الخير من الله وتطلب دفع من الله لا من سواه. هذا هو معنى لا اله الا الله. نعم قال رحمه الله واعلم ان هذا حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. كما في الحديث الصحيح الذي رواه معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم انه قال اتدري ما حق الله على عباده؟ قال قلت الله ورسوله اعلم. قال حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشرك به شيئا. اتدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك؟ قال قلت الله ورسوله اعلم. قال حقهم الا يعذبهم وهو يحب ذلك ويرضى به. طبعا هذا الحق الذي هو حق العباد على الله بقدر ما تأتي به بقدر ذلك تستحق النجاة وبقدر ما تنقصه ينقص عنك الاستحقاق النجاة فكن منه على ذكر ولا تنسى بقدر ما تأتي بهذا الحق بقدر ذلك تستحق النجاة من العذاب قال رحمه الله وهو يحب ذلك ويرضى به ويرضى عن اهله ويفرح بتوبة من عاد اليه. كما ان في ذلك لذة العبد وسعادته ونعيمه. وقد بينت بعض معنى محبة لذلك وفرح به في غير هذا الموضع. بينه رحمه الله في رسالته المعروفة في العبودية. بين معنى محبة الله عز وجل ودرجات هذه المحبة فليس في الكائنات ما يسكن العبد اليه ويطمئن به ويتنعم بالتوجه اليه الا الله سبحانه. ومن عبد غير الله وان احبه وحصل له به مودة في الحياة الدنيا ونوع من ومفسدة مفسدة لصاحبه اعظم من مفسدة التذاذ اكل الطعام المسموم فلو كان فيهما الهة لو لو كان نعم لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. فسبحان الله رب العرش عما يصفه فان قوامهما بانت بانت بان تأله الاله الحق فان قوامهما بان تؤله الاله الحق. نعم فان قوامهما بان تؤله الاله الحق فلو كان فيهما الهة غير الله لم يكن الها حقا. اذ الله لا سمي له ولا مثله فكانت تفسد الانتفاء ما به صلاحها هذا من جهة الالهية. ولهذا ايها الاخوة تنتبهوا ان الكائنات الموجودات قد يجد الانسان منها منفعة انية وقتية ومضرة انية وقتية لكن لا يمكن للانسان ان يجد المسكنة الى شيء على وجه الدوام وانظر انت الى نفسك اذا كنت متزوج انظر الى زوجتك كم تسكن اليها ومع ذلك قد تجد منها ما هو مضرة لك ينظر الابن الى ابيه كم يسكن اليه ويطمئن اليه وربما يحصل بينه وبينه وحشة في بعض الاحوال ان كان لا ينبغي انظر الى اخيك كم تعتظد به وربما يحصل بينك وبينه مضرة انظر الى جارك كم تؤدي حقه؟ ربما يحصل فكل منفعة آنية ورائها مفسدة حتى الاكل والشرب تاكل تاكل اذا وصلت الخمسين تقول لا بريك يجيني سكر يجيني ضغط انت الان بل لو ان الشاب اكل الشيء اكثر من اللازم يمرظ صح ولا لا حتى المشروبات التي ليست يعني مضرتها ظاهرة لو اكثر الانسان منها مثلا عنب العنب معروف انه نافع لو ان الانسان اكل خمسة كيلو من العنب يغشى عليه لماذا يغشى عليه؟ السكر يرتفع فاذا كل منفعة انية وكل مضرة في انية لكن الذي تسكن اليه النفوس على وجه الدوام ولا تجدوا من منه نفرة ابدا على مر الايام هو الملك العلام سبحانه هذا ينبغي للعبد ان يجعل حبه وبغضه المنافع الانية لله وفي الله. فيرتاح حتى الطعام واعلم ان فقر العبد الى الله جل وعلا ان يعبد الله لا يشرك به شيئا. ليس له نظير فيقاس به. لكن يشبه بعض الوجوه حاجة الجسد الى الطعام والشراب وبينهما فروق كثيرة. نعم العبد في نفسه مفتقر افتقارا شديدا للعبادة لا يمكنه التخلص به فطري مصبوغ عليه صبغة الله كما انه فطرك عن الاكل والشرب والاكسجين فطرك على العباد. ولهذا انت ترى ان الذين لم يعرفوا عبادة الله اعبدوا غير الله. لماذا يعبدون غير الله؟ لماذا لا يجلسون هكذا بدون عبادة لانهم يجدون حاجتهم مثل الانسان لا يجد طعاما ولا يجد ماء طيبا نظيفا سيأكل الميتة وسيأكل وسيشرب المال قدر ليش حاجة ضرورية يراها فالعبادة ظرورة في النفس ضرورة للنفس ضرورة في حياتي لا يمكن التخلص منها حتى الذين يدعون الالحاد هم في واقع الامر مؤلهون لاهوائهم يؤلفون لاهوائهم لكنهم يغفلون نعم فان حقيقة العبد قلبه وروحه وهي لا صلاح لها الا بالهها الله الذي لا اله الا هو لا تطمئنوا في الدنيا الا بذكره. وهي كادحة اليه كدحا فملاقيته ولابد لها من لقائه ولا صلاح لها الا بلقائه ولو حصل للعبد لذات او سرور بغير الله فلا يدوم ذلك. بل ينتقل من نوع الى نوع ومن شخص الى شخص يتنعم بهذا في وقت وفي بعض الاحوال وتارة اخرى يكون ذلك الذي يتنعم به والتذ غير منعم له ولا ملتذ له بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده ويضره ذلك. وهذا مشاهد نجد ان العبد آآ اذا حصل له لذة وسرور بشيء ما لا يدوم على ذلك فمثلا الذين يشربون المحرمات يبدأون بشرب الخمر. ثم بعد ذلك يصبح عندهم الامر الخمر امرا عاديا ويحبون ان ينتقلوا الى نوع اخر من المخدرات الى نوع اخر الى نوع اخر حتى يموتوا ما وجدوا لذتهم التامة كذلك الزنا الذين تعودوا على الزنا يجنون ثم بعد ذلك تجد ان هذا عندهم اصبح امرا ما له لذة في نفوسهم فينتقلون الى شيء اخر حتى ربما يصل الامر ببعضه اذا الى الزنا بالاطفال ومع ذلك لا لا يشبع ما يمكن ان هذه النفس لا يمكن ان تشبع الا بالعبادة لا يمكن ان ترتع الا في العبادة لا يمكن ان ترتاح الا في عبادة الله. نعم واما الهه فلابد له منه في كل حال وكل وقت. وانما كان واينما كان فهو معه. ولهذا قال امامنا ابراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم لا احب الآخرين. وكان اعظم اية في القرآن الكريم. الله لا اله الا هو الحي القيوم وقد بسطت الكلام في معنى القيوم في موضع اخر وبينا انه الدائم الباقي الذي لا يزول ولا ولا يعدم ولا يفنى بوجه من الوجوه طبعا معنى لا احب الافلين الصحيح من اقوال اهل العلم اي لا احب الذي يأفل ها ويغفل عن المخلوقات هذا المقصود واما تفسير لا احب الافلين بانه لا يحب المتحركين فهذا كلام فاسد من كلام المتكلمين واعلم ان هذا الوجه مبني على اصلين. احدهما على ان نفس الايمان بالله وعبادته ومحبته واجلاله هو غذاء الانسان وقوته وصلاحه وقوامه وقوته احسن. احسن الله اليك وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه اهل الايمان. الله اكبر وكما دل عليه القرآن لا كما يقول من يعتقد من اهل الكلام ونحوهم ان عبادته تكليف ومشقة وخلاف مقصود القلب لمجرد الامتحان والاختبار او لاجل التعويض بالاجرة كما يقوله المعتزلة وغيرهم فانه وان كان في الاعمال الصالحة ما هو عليه على خلاف هوى النفس. والله سبحانه يأجر العبد على الاعمال المأمور بها مع المشقة. كما قال تعالى ذلك بان انهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب. الاية. وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها اجرك على قدر نصبك فليس ذلك هو المقصود الاول بالامر الشرعي. وانما وقع ضمنا وتبعا لاسباب ليس هذا موضعها وهذا يفسر يفسر في موضع ولهذا لم يجيء في الكتاب والسنة وكلام السلف اطلاق القول على الايمان اطلاق القول على الايمان والعمل الصالح انه تكليف كما كما يطلق ذلك كثير من المتكلمة والمتفقهة وانما جاء ذكر التكليف في موضع النفي كقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لا لا تكلف الا نفسك لا يكلف الله نفسا الا نفسك. نعم. لا تكلف الا نفسك. لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها ايوة ان وقع في الامر تكليف فلا يكلف الا قدر الوسع. لا انه يسمى جميع الشريعة تكليفا. مع ان غالب ها قرة العيون وسرور القلوب. ولذات الارواح وكمال النعيم. وذلك لارادة وجه الله والانابة اليه. وذكره التوجه وتوجه الوجه اليه فهو الاله الحق الذي تطمئن اليه القلوب. ولا يقوم غيره مقامه في ذلك ابدا. قال الله الله تعالى فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سم يا؟ نعم. فهذا اصل. هذا شيء مهم جدا ان الانسان يدرك ان قوة النفس غذاء النفس بقاء النفس صلاح النفس بالعبادة وكما ان البدن قوامه على الاكل والشرب والهواء حقيقة قوام النفس على العباد ان كانت هذه العبادة لله تبارك وتعالى هذه النفس وخلصتها من الاكدار واصبحت شفافة لا تحب الا لله ولا تبغض الا لله ولا تعطي الا لله ولا تمنع الا لله يصبح حياته كلها لله جل وعلا يرى انه مهما يفعل به سيده وهو يرى اهلية ذلك بل ويشرف بعبادة ربه ويرى الشرف في طاعة مولاه اذا كان الجنود اليوم والعساكر يتشرفون باوامر الملوك والامراء العبد الذي عرف معنى العبودية يتشرف بطاعة الله كم معي يا اخي تخيل فقط مجرد خيال ان الله لم يقبل منا التوبة لم يأمرنا بالسجدة. كيف كنا نتخلص من تبعاتنا وذنوبنا واثامنا. كيف كنا سنبقى بالله عليكم نحن نعلم ان ابداننا اذا توسخت نذهب الى الماء نتنظف لكن نفوسنا كيف ننظفه ما لها؟ طريق ولا سبيل الا الاستغفار والتوبة والذكر طريقته لذلك ايها الاخوة هذا امر عظيم ولذلك لما زكت نفوس الملائكة اصبحوا في منزلة الذكر والتسبيح والتحميد والتهليل به بقاؤهم به ديمومتهم واهل الجنة يلهمون الذكر والتسبيح والنبي عليه الصلاة والسلام يقول اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني ولذلك تسمية العبادات تكليفا تسمية متأخرة تسمية اعتزالية تسربت ودخلت في بعض كتب اهل السنة يعني التكليف منفي في القرآن لا يكلف الله نفسا الا وسعها. الله يقول لا يكلف يقول لا تكليف لا تشريف وين تكليف الاصل الثاني النعيم في الدار الاخرة ايضا مثل النظر اليه لا كما يزعم طائفة من اهل الكلام ونحوهم انه لا نعيم ولا لذة الا بالمخلوق. من المأكول والمشروب والمنكوح ونحو ذلك. بل اللذة والنعيم التام في حظهم من الخالق سبحانه وتعالى. كما في الدعاء المأثور اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة رواه النسائي وغيره في صحيح مسلم وغيره عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة نادى مناد يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه يقولون معه الم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال في كشف الحجاب فينظرون اليه سبحانه. فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وهو الزيادة فبين النبي صلى الله عليه وسلم انهم مع كمال تناعمهم بما اعطاهم الله جل وعلا في الجنة لم يعطهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وانما يكون احب اليهم لان تنعمهم وتلذذهم به اعظم من التنعم والتلذذ بغيره. فان اللذة تتبع الشعور بالمحبوب. فكلما كان الشيء احب الى الانسان كان حصوله الذ له. وتنعمه به اعظم وروى وروي ان يوم الجمعة يوم يوم المزيد. وهو يوم الجمعة من ايام الاخرة وفي الاحاديث والاثار ما يصدق هذا قال الله تعالى في حق الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم انهم لصالوا الجحيم باب الحجاب اعظم انواع العذاب. ولذة النظر الى وجهه اعلى اللذات. ولا تقوم حظوظهم من سائر المخلوقات مقام حظهم منه تعالى وهذان الاصلان ثابتان في الكتاب والسنة وعليهما اهل العلم والايمان ويتكلم فيهما مشايخ الصوفية العارفون وعليهما اهل السنة والجماعة وعوام الامة. وذلك من فطرة الله التي فطر الناس عليها. وقد يحتجون على من ينكرها بالنصوص والاثار وبالذوق والوجد اخرى اذا انكر اللذة. فان ذوقها ووجدها ينفي انكارها. وقد يحتجون بالقياس في الامثال وهي الاقيسة العقلية. نعم الاصل الثاني ان ندرك كما ان البدن في الدنيا بحاجة الى الاكل والشرب فان الله جل وعلا جعل لهذا البدن لذة في الجنة حتى تكون الملذات تامة طيب اذا كانت لذة الابدان في الجنة بالاكل والشرب والجماع والحياة التامة. فاين لذة الارواح لذة الارواح في الجنة في امرين الاول اللي ذكرناه ذكر الله عز وجل فيلهمون التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد كما تلهمون النفس والثاني لذة مشتركة بين النفس وبين البدن وهو النظر الى الله جل وعلا اذا هناك ملذات البدن والنفس مشاركة وملذات للنفس والبدن مشاركة وملذة مشتركة وهذا يدلك على ظلالة قول من زعم المعتزلة ونحوهم انه ليس في الجنة ملذات الا البدن وهذا غير صحيح واهل السنة والجماعة يدركون ان النظر الى وجه الله اعلى الملذات وهذان الاصلان الاصل ان النعيم في الدنيا بعبادة الله والتأله له والنعيم في الاخرة بالنظر الى وجه الله عز وجل ثابتان في الكتاب اما في الكتاب وقد قال جل وعلا او من كان ميتا فاحييناه. اي بالايمان سماه ميتا فحين وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثلوا في الظلمات ليس بخارج منها وقال في الاية الاخرى ها وما يستوي الاعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الاحياء ولا الاموات افنجعل المسلمين كالمجرمين وهذا عام في الدنيا وفي الاخرة اما في الاخرة فتأمل هذه اللذة. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين بما كانوا يعملون والسنة جاءت ايضا بهذا الشيء الكثير وكذلك مشايخ الصوفية الذين اوتوا شيئا من المعرفة بالكتاب والسنة لا المشايخ الصوفية الظلال ومشايخ الصوفية المتبرقعين بالتصوف وبالزهد زورا وبهنا مشايخ الصوفية العارفين بالكتاب والسنة او عندهم شيء من العلم بالكتاب والسنة يدركون هذا حقيقة اللذة بالعبادة والطاعة والنظر وانتظار النظر الى وجه الله عز وجل. ولذلك كثر الكلام عن الجنيد في هذا الباب وعن السر ونحوهم وامثالهم وعليهم اهل السنة والجماعة وعوام الامة اي عامي لما تسأله حتى لو كان في المتربي في عند المعتزلة لما يكون بعيد عن آآ مشايخه لو تسأله لماذا تعبد الله سيقول لك يا لذة فيها طاعة هو يجد يستشعر بهذا ولن ينكر وجود الله عز وجل ورؤية الله في الاخرة. نعم. قال رحمه الله الوجه الثالث ان المخلوق ليس عنده للعبد نفع ولا ولا ضرر ولا عطاء ولا منع ولا هدى ولا ضلال. ولا نصر ولا خذلان ولا خفض ولا رفع ولا عز ولا ذل وبل ربه هو الذي خلقه ورزقه. وبصره وهداه واسبغ عليه نعمه. فاذا مسه الله بضر فلا يكشفه عنه غيره. واذا اصابه بنعمة لم يرفعها عنه سواه. واما العبد فلا ينفعه ولا يضره الا باذن الله. وهذا الوجه اظهر للعامة من الاول هذا خوطبوا به في القرآن اكثر من الاول. لكن اذا تدبر اللبيب طريقة القرآن وجد ان الله جل وعلا يدعو عباده بهذا الوجه الى الاول فهذا الوجه يقتضي التوكل على الله والاستعانة به ودعاه ومسألته دون ما سواه ويقتضي ايضا محبة الله جل وعلا عبادته لاحسانه الى عبده. واسباغ نعمه عليه وحاجته العبد اليه في هذه النعم. لكن اذا عبدوه احبوه وتوكلوا عليه من هذا الوجه. دخلوا في الوجه الاول. ونظيره في الدنيا من نزل به بلاء عظيم او فاقة شديدة خوف مقلق فجعل يدعو الله ويتضرع اليه حتى فتح له من لذة مناجاته ما كان احب اليه من تلك حاجة التي قصدها اولا. ولكنه لم يكن يعرف ذلك اولا حتى يطلبه ويشتاق اليه. والقرآن مملوء من ذكر القرآن مملوء من ذكر حاجة العباد الى الله دون ما سواه. ومن ذكر نعمائه عليهم ومن ذكر ما وعدهم في الاخرة من صنوف النعيم واللذات ليس عند المخلوق شيء من هذا. فهذا الوجه يحقق التوكل على الله والشكر له ومحبته على احسانه. لا شك ان الانسان اذا تأمل هذه الامور النصر والخذلان والخفض كله بيد الله وما وما الخلق الا اسباب فلا ينبغي الالتفات الى الاسباب التفات يكون الى خالق الاسباب انت حينما ترى المنفعة من الطعام هل تشكر الطعام اي عقل هذا مع ان الطعام سبب عندما ترى ان الماء سبب للري هل تشكر الماء؟ او تشكر الذي خلق الماء ووهبه لك فكذلك اذا وجدت انسانا ما شفع لك يوم القيامة الحمد لله الرب الذي يسره وان اتى به ليشفع لك ينبغي ان الانسان يكون مدركا لهذه الامور نعم. الوجه الرابع ان تعلق العبد بما سوى الله جل وعلا مضرة عليه اذا اخذ منه القدر الزائد على حاجته في عبادة الله فانه ان نال من الطعام والشراب فوق حاجته ضره واهلكه وكذلك من النكاح واللباس من احب شيئا حبا تاما بحيث يخالله فلا بد ان يسأمه. او يفارقه وفي الاثر المأثور احبب ما شئت فانك مفارقه. واعمل ما شئت فانك ملاقيه. وكن كما شئت فكما تدين كما تدين تدان. الله اكبر واعلم ان كل من احب شيئا لغير الله فلابد ان يضره محبوبه ويكون ذلك سببا لعذابه. ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقون في سبيل الله يمثل لاحدهم كنزه يوم القيامة شجاعا اقرع يأخذ بلهزمته يقول انا كنزك انا مالك وكذلك نظائر هذا في الحديث يقول الله جل وعلا يوم القيامة يا ابن ادم اليس عدل مني ان ان اولى كل رجل من ولي كل ان اولي كل رجل منكم ما كان يتولاه في الدنيا. واصل تولي الحب. فكل من احب شيئا دون الله جل وعلا ولاه الله الله يوم القيامة ما تولاه. واصلاه جهنم وساءت مصيرا. فمن احب شيئا لغير الله فالضرر حاصل له ان وجد. او فقد فان فقد عذب بالفراق وتألم. وان وجد فانه يحصل له من الالم اكثر مما يحصل له من اللذة. وهذا امر معلوم بالاعتبار والاستقراء. وكل من احب شيئا دون الله جل وعلا لغيره سبحانه. فان مضرته اكثر من منفعته. فصارت مخلوقات وبالا عليه. الا ما كان لله وفي الله. فانه كمال فانه كمال وجمال للعبد هذا معنى ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله جل وعلا ما والاه. رواه الترمذي وغيره. اذا تأمل تجد ان الانسان الذي يحب شيئا من الدنيا حبا ذاتيا حبا اعتزازيا والله يؤتى من هذا الناحية فاحذر فاحذر ان تحب شيئا حبا ذاتيا وحبا اعتزازيا وكذلك اذا افتخرت بالدنيا في شيء لذاتي فانك تؤتى من قبله. تأمل حال فرعون هذه الانهار تجري من تحتي اغرقه الله في النهر الذي اعتز به فرعون وقارون اوتيته على علم عندي فخسفنا به وبداره الارض وبالعمي بن باعور الذي افتخر بعلمه افرأيت الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوي فاياك والاغترار والاعتزاز بغير الله قال رحمه الله الوجه الخامس ان اعتماده على المخلوق توكله عليه يوجب الظرر من جهته فانه يخذل من تلك الجهة. وهو ايضا معلوم بالاعتبار والاستقراء. ما علق العبد رجاءه وتوكل وتوكله بغير الله الا خاب من تلك الجهة. ولا استنصر بغير الله الا خذل. وقد قال الله تعالى واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا. الله. وهذان الوجهان نعم. وهذان الوجهان في المخلوقات نظير العبادة والاستعانة في المخلوق. فلما قال اياك نعبد واياك نستعين. كان صلاح العبد في عبادة الله واستعانته. وكان في عبادة وكان في عبادة ما سواه والاستعانة بما سواه مضرته هلاكه وفساده. الله الوجه السادس ان الله جل وعلا سبحانه غني حميد كريم واجد رحيم فهو سبحانه محسن الى عبده مع غناه عنه. يريد به الخير ويكشف عنه الضر لا لجلب منفعة اليه من العبد. ولا لدفع مضرة بل رحمة واحسانا. والعباد لا يتصور ان يعملوا الا لحظوظهم. فاكثر ما عندهم للعبد ان يحبوه ويعظموه ويجلب له منفعة ويدفع عنه مضرة ما. وان كان ذلك ايضا من تيسير الله جل وعلا فانهم لا يفعلون ذلك الا لحظوظهم من العبد اذا لم يكن العمل لله فانهم اذا احبوه طلبوا ان ينالوا غرضهم من محبته سواء احبوه لجماله الباطن او الظاهر فاذا احب الانبياء والاولياء طلبوا لقاءهم فهم يحبون التمتع برؤيتهم. وسماع كلامهم ونحو ذلك وكذلك من احب انسانا لشجاعته او رياسته او جماله او كرمه فهو يحب ان ينال حظه من تلك المحبة ولولا التلذذة بما بها لما احبه. وان جلبوا له من ولولا التذاذه. نعم ولولا التذاذه بها لما احبه. وان جلبوا له منفعة كخدمة او مال او دفع عنه مضرة كمرض وعدو. ولو بالدعاء هاي او الثناء فهم يطلبون العوظ اذا لم يكن العمل لله فاجناد الملوك وعبيد المالك واجراء الصانع واعوان الرئيس كلهم انما يسعون في نيل اغراظهم به. لا يعرج اكثرهم على قصد منفعة المخدوم. الا ان يكون قد علم وادب من جهة اخرى. قد علم وادب الا ان يكون قد علم وادب من جهة اخرى فيدخل ذلك في الجهة الدينية. او يكون فيها اه طبع عدل واحسان من باب مكافأة والرحمة. والا فالمقصود بالقص الاول هو منفعة نفسه. وهذا من حكمة الله جل وعلا التي اقام بها مصالح خلقه وقسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. ورفع بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا اذا تبين هذا ظهر ان المخلوق لا يقصد منفعتك بالقصد الاول بل انما يقصد منفعته بك وان كان ذلك قد يكون عليك فيه ظرر اذا لم يراعي العدل. فاذا دعوته فقد من ضره ومن ضره اقرب من نفعه. يعني هذه قاعدة ذكرها شيخ الاسلام في العبودية لا يوجد انسان عاقل يعمل بلا اجرة لكن منهم من يعمل ويطلب اجرته من الله. ومنهم من يعمل ويطلب اجرته من الخلق الناس هذي احوالهم انما يعملون لاجل ان يطلبوا الاجرة لكن انتبهي الان كل منفعة مجلوبة اليك من احد فهو لغرض الا الله فان منافعه بلا وكل محبة منك لعبد ما اذا كان لغير الله فلمنفعة الا محبتك لله فانها تكون نافعة لك على وجه الدواء. نعم قال رحمه الله والرب سبحانه يريدك لك. الله. ولمنفعتك بك لا لينتفع بك. وذلك منفعة عليك بلا مضرة فتدبر هذا. فملاحظة هذا الوجه يمنعك ان ترجو المخلوق او تطلب منه منفعة لك. يعني حتى الاب يوقظ اولاده ليذهبوا الى المدرسة ليش يبي يتخلص من اعباؤهم اذا كبروا عشان يشتغلون ويروحون هذا مقصد. او لينتفع برواتبهم. هذا المقصد ترى لا تظن ان الاب يقول انا ابي ولدي يصير طبيب بس عشان الطب زين لا والله ما هو هذا مقصد لذلك انتبه لهذه القضية الرب سبحانه يريدك لك يأمرك لنفع نفسك ينهاك لدفع الظر عنك فكل ما تعمله لنفسك وكل من سواه يأمرك وينهاك ليش؟ لمنفعة نفسي. نعم فملاحظة هذا الوجه يمنعك ان ترجو حتى انت اقول حتى انا ما اجي اجلس هنا لمجرد منفعتك لاجل اريد منفعة من الله اذا ما في احد ينفع يعمل بدون صح ولا لا؟ الا ان يكون مجنونا. نعم فملاحظة هذا الوجه يمنعك ان ترجو المخلوق او تطلب منه منفعة لك فانه لا يريد ذلك بالقص الاول كما انه لا يقدر عليه ليحملنك هذا على جفوة الناس. وترك الاحسان اليهم واحتمال الاذى منهم. بل احسن اليهم لله لا لرجائهم. الله اكبر وكما لا وكما لا تخفهم اه وكما لا تخفهم ولا ترجهم. نعم وخفي الله جل وعلا في الناس ولا تخف الناس في الله. وارجو الله في الناس ولا ترجوا الناس في الله. وكن ممن قال الله فيه سيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى. وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. وقال فيه انما نطعمكم لوجه الله. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا الوجه السابع ان غالب الخلق يطلبون ادراك حاجاتهم بك وان كان ذلك ظررا عليك. فان صاحب الحاجة اعمى لا يعرف الا قضاءها الوجه الثامن انه اذا اصابك مضرة كالخوف والجوع والمرض فان الخلق لا يقدرون على دفعها الا باذن الله. ولا يقصدون دفعها الا لغرض لهم في ذلك الطبيب يبي يعالجك ويعالجك ببلاش لا والله يعالجك عشان فلوس. يعالجك عشان راتب والمصيبة انه هو يعالج ويريد ان يدفع المضرة عنك هو ما يستطيع يدفع المضرة عن نفسه نعم الوجه التاسع ان الخلق لو اجتهدوا ان ينفعوك لم ينفعوك الا بامر قد كتبه الله لك. ولو اجتهدوا ان يظروك لم يظروك الا بامر قد كتبه الله عليك فهم لا ينفعونك الا باذن الله ولا يضرونك الا باذن الله. فلا تعلق فلا تعلق بهم رجاءك. قال الله تعالى لا تعلق رجاءك بفان علق رجاءك بالباقي تبارك وتعالى. نعم قال الله تعالى امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا في غرور. امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور. والنصر يتضمن دفع الضرر والرزق يتضمن حصول المنفعة حصول حصول المنفعة. قال الله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. وقال تعالى اولم لهم حرما امنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدناه. فقال الخليل عليه السلام رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات الاية. وقال النبي صلى الله عليه وسلم هل ترزقون وتنصرون الا بضعفائكم دعائهم وصلاتهم واخلاصهم قال رحمه الله فصل جماع هذا انك انت اذا كنت هذا يعني خلاصة هذا الكلام ما هو يجمع الكلام السابق؟ نعم جماع هذا انك انت اذا كنت غير عالم بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها كما ينبغي فغيرك فمن الناس اولى الا يكونوا اولى الا يكون عالما بمصلحتك. ولا قادرا عليها ولا مريد لها. والله سبحانه هو الذي يعلم ولا تعلم ويقدر ولا تقدر. ويعطيك من فضله العظيم كما في حديث الاستخارة. اللهم اني استخيرك بعلم استقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب قال رحمه الله فصل وهو مثل المقدمة لهذا الذي امامه. وهو ان كل انسان فهو همام حارث حساس متحرك بالارادة. بل كل حي فهو كذلك له علم وعمل بارادته. والارادة هي المشيئة والاختيار ولابد في العمل الارادي الاختياري من مراد وهو المطلوب. ولا يحصل المراد الا باسباب ووسائل تحصله. فان حصل فعل العبد فلا بد من قدرة وقوة. وان كان من خارج فلا بد من فاعل غيره. وان كان منه ومن الخارج فلا بد من الاسباب ابكى الالات ونحو ذلك فلابد لكل حي من ارادة ولابد لكل مريد من عون يحصل به مراده فصار العبد مجبولا على ان يقصد شيئا ويريده. ويستعين بشيء ويعتمد عليه في تحصيل مراده. هذا امر حتم لازم ضروري في حق كل انسان يجده في نفسه. لكن المراد والمستعان على قسمين منه ما يراد لغيره ومنه ما يراد لنفسه والمستعان منه ما هو المستعان لنفسه ومنه ما هو تبع للمستعان والة له. فمن المراد فيما يكون هو الغاية والمطلوب فهو الذي اه يذل له يذل له طالب فهو الذي يذل له الطالب ويحبه وهو الاله المقصود ومنه ما يراد لغيره وهو بحيث يكون المراد هو ذلك الغير. فهذا مراد بالعطف ومن بالعرظ نعم يعني المقصود بالعرظ يعني عارظا يعني انت تأكل عارظا لو استطعت ان تتخلص من الاكل عشان ما تروح بيت الخلاء لما اكلت صح ولا لا؟ العاقل العاقل يقلل من الاكل لماذا؟ حتى لا يكثر من الذهاب الى بيت الخلا ومن المستعان ما يكون هو الغاية التي يعتمد عليه العبد ويتوكل عليه. ويعتضد به ليس عنده فوقه غاية في الاستعانة. ومن ما يكون تبعا لغيره بمنزلة الاعضاء مع القلب. والمال مع المالك والالات مع الصالح. فاذا تدبر الانسان حال نفسه قال جميع الناس وجدهم لا ينفكون عن هذين الامرين لا بد للنفس من شيء تطمئن اليه وتنتهي اليه محبتها وهو الهها ولابد لها من شيء تثق به وتعتمد عليه في نيل مطلوبها وهو مستعانها. سواء كان ذلك هو الله او غيره واذا فقد واذا فقد يكون عاما وهو الكفر كمن عبد غير الله جل وعلا مطلقا وسأل غير الله مطلقا. مثل عباد الشمس والقمر وغير ذلك الذين يطلبون منهم حاجات ويفزعون اليهم في النوائب. وقد يكون خاصا في المسلمين مثل من غلب عليه حب المال او حب الشخص او حب شخص او حب الرياسة او حتى صار آآ عبد ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد قميصة عيسى عبدالخميلة ان اعطي رضي وان منع سخط سخط تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش وكذلك من غلب عليه ثقة بجاهه وماله بحيث يكون عنده مقدومه من الرؤساء ونحوهم او خادم من الاعوان اجناد ونحوهم او اصدقاؤه او امواله وهي التي تجلب المنفعة الفلانية وتدفع المضرة الفلانية. فهو معتمد عليها بها والمستعان هو مدعو ومسئول وما اكثر ما تستلزم العبادة الاستعانة. فمن اعتمد عليه القلب في رزقه ونصره ونفعه وضره وضره خضع له وذل. وانقاد واحبه من هذه الجهة وان لم يحبه لذاته لكن قد يغلب عليه الحال حتى يحبه لذاته. وينسى مقصوده منه كما كثيرا ممن يحب المال او يحب من من يحصل له من يحصل له يحصل من يحصل له به العز والسلطة العزة والسلطان. واما من احبه القلب واراده وقصده فقد لا يستعينه ويعتمد عليه. الا اذا استشعر قدرته على تحصيل مطلوبه. كاستشعار المحب قدرة المحبوب على وصله. فاذا استشعر قدرته على تحصيل مطلوب استعان والا فلا. فالاقسام ثلاثة فقد يكون محبوبا غير مستعان وقد يكون مستعانا غير محبوب. يكون محبوبا غير المستعان كالولد ايوه وقد يكون مستعانا غير محبوب ها كلا كالملك الجبار تستعين به لامر ما وانت لا تحبه وقد يجتمع فيه الامران فاذا علم فاذا علم ان العبد لابد فاذا علم ان العبد لا بد له في كل وقت وحال. من منتهى يطلبه وهو اله ومنتهى يطلب منه وهو مستعانه. وذلك هو صمده الذي يصمد اليه في استعانته وعبادته. تبين ان قوله اياك نعبد واياك نستعين كلام جامع محيط اولا واخره. لا يخرج عنه شيء فصارت الاقسام اربعة. اما ان يعبد غير الله اما اما اما اما اما اما اما ان يعبد غير الله ويستعينه. وان كان مسلما فالشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل. واما ان يعبده ويستعين غيره مثل كثير من اهل الدين يقصدون طاعة الله ورسوله وعبادته وحده لا شريك له. وتخضع قلوبهم لمن يستشعرون نصرهم. ورزقهم من جهته من الملوك والاغنياء والمشائخ واما ان يستعينه وان عبد غيره مثل كثير من ذوي الاحوال وذوي القدرة وذوي السلطان الباطن او الظاهر. واهل الكشف والتأثير الذين نستعينونه ويعتمدون عليه ويسألونه ويلجأون اليه. لكن مقصودهم غير ما امر الله به ورسوله. وغير اتباع دينه وشريعته التي بعث الله بها رسوله. والقسم الرابع الذين لا يعبدون الا اياه ولا يستعين الا به. وهذا القسم الرباعي قد ذكر فيما بعد ايضا. لكنه تارة يكون بحسب العبادة والاستعانة وتارة يكون بحسب المستعان فهنا هو بحسب المعبود والمستعان لبيان انه لابد لكل لعبد من معبود مستعان وفيما بعد بحسب عبادة الله واستعانته فان الناس فيها على اربعة اقسام. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اذا عندكم اسئلة حول هذه الرسالة بعد الاذان ان شاء الله في فرق في التقسيمة الاخيرة صح آآ لاحظ الان يقول هنا اربعة اقسام يعبد غير الله ويستعين به مثل انسان يعبد عيسى واذا جاته مصيبة يقول عيسى المدد طيب القسم الثالث يعبده ويستعين بغيره مثلا الشأن يعبد اه الصنم يا ابو دعيشة اذا جاته مصيبة ما يقول يا عيسى يقول ما يقاد واضح الثانية طيب الصورة الثالثة ان يستعينه ها وان عبد غيره يعني انه لا يستعين الا به لكن قد يصرف الشيء من العبادات لغير الله الصورة الاولى العبادة لغير الله الاستعانة بالله وبغير الله. وليس بنفس المعبود اما هنا لا يستعينوه يستعينه لكن يعبد غيره في فرق. نعم ايه واما ان يعبده ويستعين غيره مثل كثير من هذا الدين الان كثير من اهل الاستقامة من اهل الديانة من اهل العبادة من اهل الصف الاول هم يعبدون الله جل وعلا ولكن قلوبهم متعلقة بالاسباب ويذهبون الى الامراء والملوك والرؤساء ها في حوائجهم وربما لا يخطر في بالي كثير منهم انهم في هذه الحاجة يسألون الله ولا لأ احمد الصحيح ما ذكره شيخ الاسلام. لا احب الافلين اي لا احب الذي يأفل ويغفل عن مخلوقه عن مصنوعيه عن المخلوقين. نعم لا غير صحيح كل سؤال آآ فيما هو مقدور للعبد يجوز. يجوز. انتبه الان لكن بشرط ان يكون القلب متعلقا بخالق واذا غفل القلب عن هذا دخل في الصورة اللي ذكرها مثل كثير من اهل الدين يقصدون طاعة الله ورسوله وعبادته لكنهم يتوجهون الى الملوك والاغنياء لا لا الافضل مسألة ثانية الافضل لا شك انه ترك المسألة مطلق كما قال المطعم رضي الله عنه بايعت رسول الله على الا اسأل احدا شيء. وعبادة يقول بايعنا رسول الله على الا نسأل احدا شيئا قد ذكرت لكم مرة ان يعني هذا الفهم يكون عميق ودقيق وصعب على بعض الناس انا ادركت والدي يعني منذ ان عقلت الى ان توفاه الله عز وجل قرابة اه ثلاثين سنة ما اذكر انه قال اريد كذا وكذا كان يعرض يقول لي لامي مثلا اذا اراد الماء يقول لو اتيت بالماء فسألته مرة ايش السبب قال حتى لا اسأل احدا شيئا هو صعب. لا شك الواجب اه بمعنى الجود الواجد بمعنى الجود والواجد بمعنى الذي يجد ما يعطي وليس اسما من اسماء الله بل واجب الواجد من صفات الله الواجب والماجد من صفات الله وليس من اسماء الله واخطر من ظن ان الواجد والماجد من اسماء الله ما يمكن العبادة ما تشبع منها حاجة النفس الى العبادة في حاجة البدن الى الطعام الا ان حاجة النفس الى العبادة اعظم من حاجة البدن الى الطعام البدن يحتاج الى الطعام وقتيا اذا شبع يتركه ثم يرجع يحتاجه مرة اخرى. اما العبادة والطاعة فالنفس لا تشبع منها البتة ولذلك النفوس الابية في عبادة في كل لحظة وفي كل دقيقة يخرج من عبادة الى عبادة. فاذا فرغت منصب اي من عبادة فانصب في عبادة يعني مثلا انت الان اليوم اخذنا حياتك اليوم مثلا صليت الفجر. بعد ما صليت الفجر جلست الاشراق. بعد جلوسك للاشراق ذهبت تطلب العلم مثلا او ذهبت الى الدوام فلما ذهبت الى الدوام قلت في نفسك يا رب اني انما اذهب حتى اعف نفسي عن السؤال واولادي ثم لما كنت في الدوام وانت تؤدي العمل تذكر الله وتسبح الله جل وعلا فلما سمعت اذان الظهر ذهبت وصليت الى الان الى النوم وانت في عبادة لا هذا خارج الدرس اش معنى لا يمل كما قال اه بعض المفسرين اي ان الله جل وعلا لا يصيبه الملل في اعطائكم ولا يتركوا عطاءكم حتى تتركوا انتم الطلب او تتركوا انتم ويصيبكم الملل. نعم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله