هذا خير لك من ان يرفعوك في مقام او في منزلة انت تعلم انك لا تستحق. تصبح لابس لابس ثوب او بزور من يرضى ان يلبس ثوب زور؟ من ذلك يا اخوان على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين. قال حافظ ابن رجب رحمه الله تعالى القسم الثاني. طلب والعلو على الناس بالامور الدينية كالعلم والعمل والزهد. فهذا افحش من الاول واقبح واشد فسادا وخطرا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. فهذا هو الدرس الثاني في على رسالتي الحافظ ابن رجب في شرح حديث ما ذئبان جائعان وقد سبق انه رحمه الله بين ان الحرص على الدنيا والشرف يفسد دين الانسان من عدة جهات فذكر رحمه الله ان طلب الرياسات مفسدة للدين وطلبوا الجاه والمال والانشغال به مفسد للدين. فكيف اذا كان ذلك باي طريق ثم انه رحمه الله ذكر امرا مهما لا سيما للمنتسبين الى العلم وهو ان يجعل الانسان العلم او الدين سلما للوصول الى الغايات الدنيوية الدنية فهذه وان لبست بلباس الدين فالله جل وعلا العالم بالقلوب. وليحذر المسلم من هذا الوصف وذكر رحمه الله انهم على صنفين ومر معنا الصنف الاول وقفنا على القسم الثاني ممن يطلب فالشرف والعلو على الناس بالامور الدينية فعلى بركة الله نبدأ. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام فان العلم والعمل والزهد انما يطلب بها ما عند الله من الدرجات العلى والنعيم المقيم. ويطلب بها ما عند الله القرب منه والزلفة لديه. يعني الناس اصبحوا الان على قسمين الذين يفسدون دينهم ب اه الرياسات اصبحوا على قسمين. منهم من يطلب المباح لاجل الرياسة ومنهم من يطلب بالدين الرياسة هذا هو القسم التالي ان يدخل في قلب الانسان طلب الشرف والعلو بالدين وهذا كما قال رحمه الله افحش من الاول لماذا افحش من الاول عندك سؤال مهم لماذا هذا القسم افحش من الاول لان الاول يطلب بالدنيا الدنيا وينشغل بالدنيا عن الدين فعنده مفسدة واحدة اما هذا فانه يلبس لباس الدين ويطلب به الدنيا هذا محرم شرعي ثم ايضا يفسد الدين ولهذا كان يفحش لماذا يفسد الدين؟ لانه لاجل الوصول الى غاية الشرف والمقامات الدنيوية الدنية تجده يلوي النصوص الشرعية وحينما نذكر النصوص التي اوردها يتبين لنا هذا المعنى نعم. قال الثوري انما فضل العلم لانه به الله والا كان كسائر الاشياء. كلام عظيم يا اخوان كلام عظيم العلم اذا لم يؤدي الى خشية الله تبارك وتعالى لم يكن له فضل بل ان صاحبه ذمه اشد من غيره كما قال سبحانه افرأيت الذي اعطيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاب وقال سبحانه مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا امنوا التوراة دراية وحفظا ثم لم يحملوها عملا نعم فاذا طلب بشيء من هذا عرض الدنيا الفاني فهو ايضا نوعان. احدهما ان يطلب به المال فهذا من نوع الحرص على المال وطلب بالاسباب المحرمة وفي هذا الحديث عن النبي وفي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ان اصيب به عرض الدنيا لم يجد عرض الجنة يوم القيامة يعني ريحها خرجه الامام احمد وابو داوود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث ينبغي للانسان ان يكتبه في اول كل كتاب يريد ان يدرسه حتى اذا ما فتح وقاية الكتاب يصحح نية نفسه هذا حديث عظيم كان السلف يعلمون طلابهم بمثل هذه الاثار وبمثل هذه الاحاديث ولذلك البخاري افتتح كتابه بحديث انما الاعمال بالنيات نعم وسبب هذا والله اعلم ان في الدنيا جنة معجلة وهي معرفة الله تعالى ومحبته والانس به والشوق الى لقائه وخشيته وطاعته والعلم النافع يدل على ذلك فمن دله علمه على دخول هذه الجنة المعجلة في الدنيا دخل الجنة في الاخرة. ومن لم يشم رائحتها لم يشم رائحة الجنة في الاخرة ولهذا كان اشد الناس عذابا ولهذا كان اشد الناس عذابا في الاخرة عالم لم ينفعه الله بعلمه وهو اشد الناس حسرة يوم القيامة. حيث كان معه الة يتوصل بها يتوصل بها الى اعلى اعلى الدرجات وارفع مقامات فلم يستعملها الا في التوصل الى اخس الامور وادناها قيمة واحقرها. فهو كمن كان معه جواهر نفيسة لها قيمة عظيمة فباعها ببعر او شيء مستقذر لا ينتفع به. بل حال من يطلب الدنيا بعلمه اقبح واقبح وكذلك من يطلبها باظهار الزهد فيها فان ذلك خداع قبيح جدا. الله اكبر والله هذا امر عظيم كان يعني ونحن صغار كانوا يذكرون لنا قصة ان احد المعلمين المشايخ كان يقول لطلابه ان العلم ثمنه عظيم لا يقدر فكان احد الطلاب جائعا فمر على رجل يبيع الفواكه فقال له يا هذا اعطني موزة تعطيك مسائل من العلم فقال له بياع الفواكه ان هذه المسائل لا يشترى بها الفواكه هذه المسائل لا تساوي شيئا عندي يقول فغضب الطالب فجاء الى شيخه منزعجا قال انك تقول ان العلم لا يقدر بثمن وان البقال لم يبع لم يعطني موزة في مقابل مسألة او مسألة فقال له قل هذه القطعة من الذهب واذهب اليه وقل له اعطني موزة فذهب واعطاه اياه فنظر اليه فذهب فحسبه نحاسا فالقاه قال لا يساوي فلسا ولا ابيعك بهذا شيئا فرجع الى شيخه قال يا بني يا شيخنا لم يبعني قال اذهب الان خذ هذه اه هذا الدينار الذهبي الى الجواهر الذي يعرف قيمة الذهب وقل له يعطيك فلوسا فذهب واعطاه في مقابل الدينار الذهبي فلوسه قال خذ واحدة واذهب وانظر كم يعطيك فذهب فاعطاه شيئا من الموز. فرجع ومعه الزيادة من المال والموز. قال انظر لا يقدر قدر العلم الا اهل العلم لا يعرف الانسان قيمة هذا العلم الا اذا حسن لذته لا يبيع العلم بعرض من الدنيا الفانية ولذلك لما كان الائمة علموا هذا الشيء واحسوا بهذا الشيء فانهم رحمهم الله تبارك وتعالى ما باعوا علمهم فكم من صاحب دنيا يريد ان يطوع العالم كما يريد او يطوع طالب العلم كما يريد فان كان العالم او طالب العلم قد احس بقيمة العلم لن يطاع لانه لا يطيع الا الله عز وجل اذا كان الائمة يعانون بدأوا يضربون ويسجنون على العين لكنهم حسوا بلذته فكان كل امر في مقابل العلم هينا لينا وكان حلاوة العلم في قلوبهم وكانت حلاوة العلم في قلوبهم احسن من كل الوان التي يتحلى بها الناس. نعم وكان ابو سليمان الداراني يعيب على من لبس عباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي اكثر من قيمة العباءة العباءة هذه التي يتزيى بها عباءة العلم مثل كان في عهد ابن سليمان التراني كان العلماء لهم زيد وكان العباد لهم زي فكان يعيب على الرجل الذي يلبس العباءة وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا لانه اذا كان في قلبه شهوة من شهوات الدنيا مناصب او مال او جمع او او الى اخره فان العباءة اغلى عند الله منه لانه باع دينه بعرض من الدنيا. نعم يشير الى ان اظهار الزهد في الدنيا باللباس الدام انما يصلح لمن فرغ قلبه من التعلق بها بحيث لا يتعلق قلبه بها باكثر من قيمة ما لبسه في الظاهر. حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا. وهكذا فكان حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. فكان عليه الصلاة والسلام يلبس من اللباس الدني. ولا يترفه على اصحابه وكان عليه الصلاة والسلام لا ينظر الى الدنيا الا كما ينظر احدنا الى شيء يستخدمه ثم يرميه نعم وما احسن قول بعض العارفين وقد سئل عن الصوفي فقال الصوفي من لبس الصوف على الصفاء وسلك طريق المصطفى ذاق الهوى بعد الجفا وكانت الدنيا منه خلف القفا. طيب. ابيات جميلة من لبس الصوف على الصفا وسلك طريق المصطفى وذاق الهوى بعد الجفاء. وكانت الدنيا منه خلف القفا فهذا هو الرجل الزائف في عرف السلف ربما يقولون عن الرجل الزائد شوفي ولا يقصدون اصحاب الطرق انتبهوا لا يقصدون اصحاب الطرق اما الطرقية هؤلاء فكانوا يسمونهم الطرقية كانوا يسمونهم الطرقية وهذا المصطلح انما حل في البصرة والمصطلحات في نفسها اذا لم تكن مخالفة للشرع ولا يراد منها معنى فاسدا فانها تكون مقبولة ولكن لما لبس الناس اليوم هذه المصطلحات وارادوا من ورائها معاني فاسدة فهي مذمومة فزهد السلف امر ممدوح وتسمي الخلس بالتصوف على حالهم من البدع والمحدثات فحالهم واسمهم مذموم. نعم النوع الثاني من يطلب بالعمل والعلم والزهد الرياسة على الخلق والتعاظم عليهم وان ينقاد الخلق ويخضعون له ويصرفون الي وان يظهر للناس زيادة علمه على العلماء ليعلو به عليهم ونحو ذلك. ويدخل في هذا من يطلب بالعلم من يطلب بالعلم والعمل والزهد يطلب بذلك الرياسة على الناس حتى يقول قال فلان فقوله لا يؤجر قال فلان فقوله لا يناقش هو لا يقول هذا الكلام لكن لسان حاله كأن قوله منزل فمن يعارض فكأنما عارض الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا والله من اخطر ما يكون على المشايخ وعلى العلماء وعلى طلبة العلم هذا من اخطر ما يكون ولهذا نجد الائمة الذين دخل الزهد الحقيقي في قلوبهم كانوا يقولون قولنا حق يحتمل الخطأ وقول غيره قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب من كانوا يسفهون من يخالفهم وهذا امر خطير يا اخوان امر عظيم ان يجلس الانسان ويطلب العلم والعمل والزهد. لماذا؟ حتى يكون قوله كقول الحاكم كأنه قاضي كانه مفتي البلد كانه الوزير الذي لا ينبغي كسر كلامه او الامير الذي لا ينبغي رد قوله هذا امر خطير يا اخوان اذا رفع من نفسه بمنزلة جعل قوله كقول القاضي ملزم الحكم للخصمين ملزم الحكم للناس فهذا يكون على خطأ فكيف اذا نزه نفسه بمنزلة الحاكم فكيف اذا نزل مقاله منزلة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرى ان من يخالفه خالف السنة على طول هذا امر خطير يا اخوان وهذا يوجد في بعض صغار طلبة العلم الذين زمزمون قبل ان يتحصربوا فاذا بهم يرون قولهم منزلا لا يجوز مخالفتهم وربما ينسبون ذلك الى المشايخ والعلما زورا وبهتانا ويدخل في هذا الباب من يطلب بالعمل والعلم والزهد يطلب الرئاسة على الناس ها؟ فيقبل الناس رأسه يفتحون له الابواب اذا دخل يقومون له وهذا شيء غريب جدا هذا ما كان معروف عند علماء السلف رضوان الله تعالى عليه والله لو يقرأ الانسان لعلماء السلف والمتبعين لهم من الخلف يجد امرا عجيبا من التواضع مثل مفتي الانام الشيخ ابن باز رحمة الله عليه فربما يسمع الكلمة من شخص لا يعرفه فلا يسفه اذا كان حقا يقره ولو كان هذا الحق مما علمه ابن باز قبل ولادة هذا الرجل يقبله كأنه لاول مرة يسمعه واذا كان باطلا رده باحسن طريقة واسلوب هذا حال علماء السلف تواضع وعدم انزال النفس منزلة الرئيس المطاع هذا امر خطير يا اخوان الذي يرى انه ليس لاحد ان يخالف قوله وان من يخالف قوله فقد خرج عن السنة فهذا امر خطير يا اخوان هذا ليس لكل احد بل ليس لاحد الا اذا كانت المسألة من المسائل المجمع عليها فحينئذ يقال من خالف فقد خرج من السنة اما مسائل يختلف فيها فينتصب بعض صغار طلبة العلم ويجعل قوله حكما فصلا قضاء امرا مطاعا فهذا والله يدخل تحت هذا الصنف اذا لم يدخل هذا الفعل تحت هذا الصنف فهذا صنف خيالي لا وجود له والواقع ان العلامة ابن رجب انما يتكلم عن شيء له واقع ووجود له واقع ووجود كنا نظن ونحن صغار ان الانقياد التام للشيخ لا وجود له الا عند ان الطرق اصحاب الطرق لماذا المداراة لماذا المجاراة نعم وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة وان الجمود والتقليد المطلق لا وجود له الا عند اصحاب المذاهب المقلدة الجامدين ولكننا اليوم نجمع بين الفينة والفينة هاتين الصفتين في المنتسبين الى السنة في بعض طلبة العلم المنتسبين الى السنة ولله الحمد هذا لا وجود له فيه كبار المشايخ والعلماء ولكن يوجد في بعض المنتسبين الى السنة تأثروا تأثروا بالسمع والطاعة المطلقة الموجودة عند الطرقية كثر بالجنود اذا قلت قولا على طول يقول لك انت اعلم من الشيخ هذا عين القول المقلدة الجامدة. اذا قلت هذا القول قال لك انت تعلم من الامام ابي حنيفة؟ لا ماني اعلم الامام ابي حنيفة ومن قال لك اني اعرف من الامام علي؟ او الامام الشافعي لكنني ارد قولهم بقول امام مثلهم فما تضيع في ان يناقش قول عالم في هذا الزمان بقول عالم اخر هذا الذي يقول لا يمكن هذا هو عين ما يدخل تحت هذا فلنحذر يا اخوان وانا اقول هذا الكلام ولا اجاب. اقول ان طلبة العلم له دور لهم دور كبير في ايصال بعض منتسبين للعلم من الطلبة الى ان يجعلوهم يحسون ان قولهم هو الحق وان قول غيرهم باطل حتى يحسوا انهم هم الفرقان بين السنة والبدعة نسأل الله السلامة والعافية. فاتقوا الله يا طلبة العلم انزل الناس منازلهم اتقوا الله عز وجل لماذا كلما رأيتم طالب علم ها تطبلون له وترفعون من شأني سمعت قبل ايام لقب لبعض المنتسبين الى العلم وانا يعني من اليقين في مكان ان هذا اللقب لو قيل للامام احمد لما رضيه بل دون هذا اللقب قيل لفقيه الزمان الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه فاسكت المتكلم واما اليوم فنسمع فلان الحجة الحجة هكذا يقول الحجة الثقة المزكى يا سبحان الله هذه القاب وما ينفعك تزكية فلان لك وانت تعلم من نفسك خلاف ما يقول فلان فلنتقي الله عز وجل نتقي الله سبحانه وتعالى في انفسنا تتقي الله سبحانه وتعالى في دعوتنا لا نجعلها مشابهة للدعوات الاخرى فتنجرف وتنحرف هي دعوة ليس فيها تعد على العلماء وليس فيها تقليدا للعلماء دعوة بين ضلالتين بين الضلالة الجمود المطلق لاقوال العلماء اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وبين ضلالة ترك العلماء وعدم المباهاة بهم تسألوا على الذكر ان كنتم لا تعلمون هذا هو الحق انا لا اقول هذا الكلام او الذي جاءني اقول هذا الكلام الواقع الذي نعيشه اليوم كأن القائل يقول القول ما قالت حذاء. اذا قالت حذاري فصدقوها. هذا ليس بصحيح يا اخوة كل احد يؤخذ من قوله ويرد الا قول صاحب هذا القبر واشار الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا قول الامام مالك فهقول الامام احمد والشافعي وابو حنيفة والسفيان والسفيانان وهو قوله الائمة هذا قول سفيانين وقول الائمة فينبغي لنا ايها الاخوة ان نتقي الله عز وجل. لا نكون عون للشيطان فنجعل هذا الرجل يرى نفسه فوق لماذا يا اخي؟ اذا اخطأ حتى شيخك اذا اخطأ انا ما اقول لك لازم انت تبين خطأ قدام الناس اذا اخطأ خذ بيده اجلس اسمعوا جلسة قل يا شيخنا قلت كذا وكذا وفي كتابي كذا قولك مخالف كذا وكذا ما المانع لماذا نجامل في الله عز وجل فلانه شيخنا هذا ما يصح نعم قد يكون من الادب ان الانسان حتى اذا علم من شيخه الخطأ لا يرد هو عليه. يمكن يجعل طالب علم اخر يكلم الشيخ. هذا من الادب مثل ما ابوه. لان الشيخ والدك الوالد اذا اخطأ فالافضل انك تجعل مثله ينصحه لا تكلمه انت فمشايخنا هم اباؤنا نجلهم ونوقرهم ونحترمهم. ولكن الجمود على اقوالي جعلوا اقوالهم كالنصوص المنزلة او كالاهتمام هذا ليس من هدي المتبعين للسلف هذه دخيلة يا اخوان وان لبسوها بلباس السنة فينبغي لنا ان نتنبه لهذا. اسأل الله جل وعلا ان يجمع شمل اهل السنة على الكتاب والسنة وفهم السلف. وان يبعد المفرقين من بيننا. نعم قال رحمه الله النوع الثاني اقرأه من نوعه جزاك الله خير النوع الثاني من يطلب بالعمل والعلم والزهد الرياسة على الخلق والتعاظم عليهم وان انقاد الخلق ويخضعون له ويصرخون وجوههم اليه وان يظهر للناس زيادة علمه على العلماء ليعلو به عليهم ونحو ذلك. ومن علامات هؤلاء انك تجد لا يتركون عالما الا وينبشون له نبشة كأنهم يقولون انا وجدت خطأ لفلان وفلان. ما بقي احد الا وعنده خطأ عنده هل كان من طريقة العلماء السابقين تتبع العلماء تتبع اهل العلم ما كان هذا ديدنهم ولا كان ديدنهم تتبع اهل البدع الا اذا اشتهر وظهر فحينئذ يتصدى له اهل العلم. والا فالاصل انهم اهل البدع في بدعهم يتركونهم حتى يندثروا ولا ينشرون مقولاتهم اما اليوم مع الاسف تجد شاب من الاغنام كل يوم ماسك واحد من المشايخ وطلبة العلم الموجودين كل يوم تطلع غلط حق واحد تعجبت من انسان لم اجد عالما في هذا الزمان الا وله عليه تنكيت فقلت لاحد المحبين اريد منك عالما واحدا من السابقين لو تنكيت على كل العلماء الذين كانوا في زمانه ان كان فعل هذا الصاحب الذي انت تصحبه حقا بس نحن ما نجادل نريد ان ننظر الى عمل سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم هل تعرفون عالما ينتقد كل يعني مثل ابن تيمية رحمة الله عليه انتم تعلمون ان شيخ الاسلام ابن تيمية من اكثر الناس ردا على كل احد صحيح لكننا لو جمعنا العلماء الموجودين في زمانه لا نجد انه تتبع كل واحد منهم في كل ما يقوله الا المبتدع بس طيب وين العلماء الاخرين الذين كانوا مع ما عندهم اخطاء لا عندهم طيب ليش ما ذكرها ابن تيمية انه لم يكن هذا مقصوده لم يكن مقصوده التعالي واظهار ها؟ مفاسد فلان وفلان وفلان. انما المقصود نشر الحق شتان بين هذا وهذا نعم فهذا موعده النار لان قصد التكبر على الخلق محرم في نفسه فاذا استعمل فيه الة الاخرة كان اقبح وافحش من ان يستعمل فيه الات الدنيا من المال والسلطان. الله المستعان. وفي السنن عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال من طلب العلم ليماري به السفهاء او يجاري به العلماء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله النار. خرجه الترمذي من حديث كعب ابن مالك وخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر وحذيفة وعنده فهو في النار. وخرج ابن ماجة وابن حبان في صحيحه من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتمارسوا وفيه السفهاء ولا لتخيروا به المجالس لتخيروا به المجالس. فمن فعل ذلك فالنار النار. وخرجه ابن عدي من حديث ابي هريرة هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وزاد فيه ولكن تعلموه لوجه الله والدار الاخرة. هذا الحديث احد طرقه متكلم يعلم من نفسي كل انسان كما قال الله بل الانسان على نفسه والله الذي لا اله الا هو انت تعلم من نفسك لو قالوا لك انت مقصر انت كذا وانت كذا لكنه بمجموع طرقه حديث له الشواهد. وهو حديث يجعل الانسان يخاف على نفسي خطر يراجع نيته يراجع عمله لا تعلموا العلم الكباه به العلماء يريد ان يستطيع ان يناظر جلست مع فلان وخاصمت وكذبت فلان فاسكته ولا لتمار به السفهاء ولا يتخير به المجالس تجلسون في الاماكن ها المقدمة كان صلى الله عليه وسلم اذا دخل المجلس يجلس حيث ينتهي به المجلس صلوات ربي وسلامه عليه فمن جعل ذلك فالنار النار اسأل الله السلامة والعافية اسأل الله ان يصلح نياتنا وقلوبنا وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا تعلموا العلم لثلاث لتمار به السفهاء او لتجادل به الفقهاء او لتصلحوا به وجوه الناس اليكم. وابتغوا بقولكم وفعلكم ما عند الله فانه يبقى ويفنى ما سواه وعلامة الذي يمارس الفهاء ويجادل الفقهاء له علامة ما هي هذه العلامة؟ انتبهوا للعلامة. لتصرفوا به وجوه الناس. هذه العلامة تجريد ان يصرف وجوه الناس الى نفسه فلان عنده غلط غلط فلان عنده خطأ فلان قال كذا وهو ليس بصواب يعني ما المراد؟ انظروا اليه هذا هو المرض والا لو كان ليس هذا هو المقصد لكان المقصد بيان الحق وليس تتبع الخلق نعم وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابي هريرة اذا تشوفون في كلامي غلط ان تسكت انا خصمكم يوم القيامة والله اذا رأيتم شيء من كلام تعتقدون او تشمون انه غلط لا بد ان تغير ان تناصحه فان الانسان قليل بنفسه كثير باخوانه فوالله الذي لا اله الا هو اني قلت لشيخنا الشيخ عبيد الجابر قلت له انت والدي وانا ابنك ووالله لو رفعت العصا لتضربني والله لا ارفع يدي لاصد ولكن والله لا ابيحك وانت ابي اذا رأيت مني خطأ ان تسكت عليه وتنصحني كما تنصح ابنك عبد العزيز وانا اقول لكم انتم انتم جلساء اسمعوا مني كلام خطأ والله لا ابيحكم هذا حق من حقوق الابن على اب وحق من حقوق الاخ على اخيه في ثلاثة منهم العالم الذي قرأ القرآن ليقال قارئ وتعلم العلم ليقال عالم وانه يقال له قد قيل ذلك امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. وذكر مثل ذلك في المتصدق ليقال انه جواد. وفي المجاهد ليقال انه شجاع كان ابو هريرة رضي الله عنه اذا حدث بهذا الحديث يغشى عليه حديث عظيم يا اخوان والله حديث عظيم يخاف الانسان على نفسه نسأل الله ان يصلح النيات. وعن علي رضي الله عنه قال يا حملة العلم اعملوا به فانما العالم من عمل بما علم فوافق عمله علمه وسيكون اقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف علمهم عملهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى ان الرجل ليغضب على جليسه اذا جلس الى غيره ويدعه اولئك لا واعمالهم في مجالسهم تلك الى الله عز وجل. الله اكبر. هذا والله رأيناه عيانا بيانا ان احدهم يفتخر بان بان الذين يجلسون عنده بالالاف والملايين سبحان الله العظيم ومتى كان جلوس الناس الى العالم دليلا على علمه بعض الناس اليوم من المنتسبين الى العلم يعني يفتخر بان متابعيه بالملايين لو كان هذا دليلا على العلم الى كان هي مقلوبة ما بعد يحتج يقول انا اعاني من متابعيني اكثر منكم هذا لا يقوله الا سفيه واحد العشا دليلا يا اخوان في سنة الغزو والله يا اخوان انا رئيس الشيخ ابن باز قبل الغزو في سنة ثمانية وثمانين لكن الجلسات الاخرى المتكررة مع الشيخ بن باز كان في سنة الغزو والله الذي لا اله الا هو في درس الفجر وهو ابن باز وهذا الكلام هو قد جاوز الستين يعني هو هذا في سنة تسعين الذين يحضرون عند في صلاة الفجر لا يتعدون اصابع اليد بل احيانا اربعة اشخاص واحيانا ستة اشخاص حضرنا للشيخ ابن باز درس في صلاة الفجر كان الجلوس انا لا اعرف يعني هل كلهم كانوا جالسين طلاب علم ولا لا؟ كان الجلوس كلهم لا يتعدون اصابع اليد لكن اللي معه كتب تقريبا يا اربعة يا خمسة بينما كان احد المحاضرين لما جاء الى مسجد الحضور قيل عشرين الف انسان هذا مو حجة هذا ليس حجة. نعم وعن علي رضي الله عنه وقال الحسن لا يكون حظ احدكم من العلم ان يقال عالم وفي بعض الاثار ان عيسى عليه السلام قال كيف يكون من اهل العلم من يطلب ليحدث به ولا يطلبه ليعمل به. بل لا ينبغي كلمة العالم هذه ما هي هينة ترى اللي واحد منا نقول نرجو من الله عز وجل هذا ليس تواضع هذا حقيقة كل واحد اعلم بنفسه. نرجو من الله عز وجل ان نحشر في عادات طلبة العلم كان شيخ للشيخ احمد بن عطية الغامدي تغمده الله برحمته. واسكنه فسيح جناته كان يقول تعرف العالم قلت له قلت له مني شي؟ قال ابن باز قلت وانت يا شيخ هذا الشيخ احمد يعطيني اول استاذ دكتور في قسم العقيدة في المملكة العربية السعودية قال وانت كان طالب علم قلت اذا انت طالب علم اجل حنا شنو كانت طلاب طلاب العلم قلت والله صدقت يا شيخنا قمت احب راسه ما نظيف يا اخوان يجب علينا ان نعرف قدر انفسنا لا نتجاوزها. ان انزلنا الناس ادون مما نستحق فهذا خير لكن ان يرفعك الناس فوق ما تستحق هذا هو الشر فاطلب الخير واحذر من الشر. نعم وقال بعض السلف بلغنا ان الذي يطلب الاحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة. يعني من ليس له غرض في طلبها الا ليحدث بها دون العمل بها مر معنا حديث لم يجد عرف الجنة وفي لمس بعد صلاة المغرب كانت لي محاضرة بعنوان من هم العلماء ارجو منكم ان تسمعوها حتى لا ينتسب الى العلم بل ليس اهلا له ولا ينتصب للعلم من يعرف من نفسه القصور. نعم ومن هذا القبيل كراهة السلف الصالح الجرأة على الفتيا والحرص عليها والمنازعة اليها والاكثار منها. وروى ابن لهيعة عن عبيد ابن ابي جعفر المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجرأكم على الفتية اجرؤكم على النار. وقال علقمة كانوا يقولون اجرؤكم على الفتيا اقلكم علما. وعن البراء قال ادركت مئة وعشرين من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل احدهم عن المسألة ما منهم من احد الا ود ان اخاه كفاه. وفي رواية فيردها هذا الى هذا وهذا الى هذا حتى ترجع الى الاول. لا اله الا الله. مئة وعشرين انسان ها البراءة اللي عازب من صغار الصحابة رضي الله تعالى عنه عجيب والله يا اخوان اليوم يعني نجد بعض المنتسبين للعلم الحمد لله انهم بعض وليسوا كل نجد بعض المنتسبين للعلم اذا وجه للسؤال الى غيره يتمعر وجهه لماذا؟ لم يوجه السؤال اليه. كان المفروض ان يفرح وان تبدو البشرى على وجهه لانه لم يسأل وكفى الله المؤمنين القتال يا اخي انت اذا ما سئلت هذه نعمة من الله عز وجل لكن لو سألت فاما ان تفتي بعلم واما ان تسكت بحلم. نعم وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه به لمجنون. وسئل عمر ابن عبد العزيز عن مسألة فقال ما انا على الفتية بجليد وكتب الى بعض عماله اني والله ما انا بحريص على الفتيا ما وجدت منها بدا. وليس هذا الامر لمن ود لان الناس احتاجوا اليه انما هذا الامر لمن ود انه وجد من يكفيه وعنه انه قال اعلم الناس بالفتوى اسكتهم واجهلهم بها انطقهم. الله! وقال سفيان الثوري رحمه الله رحمة الله عليه اكل الفقهاء وهم يكرهون ان يجيبوا في المسائل والفتية حتى لا يجدوا بدا من ان يفتوا. واذا اعفوا منها كان احب اليهم وقال الامام احمد رضي الله عنه من عرض نفسه للفتية فقد عرظها لامر عظيم. الا انه قد تلجأ الظرورة. قيل له فايما الكلام ام السكوت؟ قال الامساك احب الي. قيل له فاذا كانت الظرورة فجعل يقول الظرورة الظرورة. وقال الامساك اسلم له وليعلم المفتي انه يوقع عن الله امره ونهيه وانه موقوف ومسئول عن ذلك. قال الربيع ابن خثيم ايها المفتون انظروا كيف تفتون العلامة ابن القيم كتابه اعلام الموقعين عن رب العالمين حينما تتكلم بالعلم تذكر انك تنقل كلاما عن الله وعن رسوله فتح فلا بد ان تضع في ذهنك ان هذا الكلام الذي تقوله هل هو موافق لامر الله ورسوله واذا لم يكن موافقا فما قولك الا تدخل في ولا تقف ما ليس لك به علم الا تخشى ان تدخل فيه وان تقولوا على الله ما لا تعلمون كان شيخنا عبد المحسن العبار نفع الله به العباد والبلاد البدر كان اذا سئل في بعض المشايخ يشك في المسألة ولو واحد واثنين ثلاث اربعة في المئة ما يجاوب مرة سعود قال حتى اكون متيقنا منه قال ربيع بن خثيم ايها المفتون انظروا كيف تفتون. وقال عمرو ابن دينار لقتادة لما جلس للفتية تدري في اي عمل وقع وقعت بين الله وبين عباده وقلت هذا يصلح وهذا لا يصلح. وقتاد من هو قد كانوا يقولون عنه امام المغازي امام السيرة امام التفسير امام اللغة امام الشعر امام الاصول كل شيء فيه امام ومع ذلك عبر الدينار المكي يحذره لا اله الا الله وعن ابن المنكدر قال ان العالم داخل بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم. وكان ابن سيرين اذا سئل عن الشيء من الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان. هذا هذا بالحلال والحرام. فكيف اذا كان الكلام الاعراض هذا اخطأ هذا اخطر بعض الناس يظن هذا اسهل لا هذا من جهل الكلام في اعراض الناس اخطر من الكلام في اموال الناس. والكلام في اموال الناس اخطر من الكلام في الحلال الحرام انت حينما تقول فلان سني فلان مبتدع فلان ضال فلان مضل هذا اخطر من ان تقول هذا حلال واذا حرامته ليش؟ لان هذا تخرجه من السنة وهذي يمكن اجتهدت فيه فاخطأت لانه ليس فيه نص هذا حق ادمي وهذا حق الله حق الله جل وعلا يمكن يغفره الله حق الادمي لا يغفره الله نعم وكان النخاعي يسأل فتظهر عليه الكراهة ويقول ما وجدت احدا تسأل تسأل غيري وقال قد تكلمت ولو وجدت بدا ما تكلمت وان زمانا اكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء. وهذا منهج هذا النخل ابراهيم ابن يزيد ابن قيس النفعي من كبار طبقة الثانية من تلامذة ابن مسعود يعني تتلمذة على تلامذة ابن مسعود فيه اسباب عديدة فمنها نظر العبد الى سوء عاقبة الشرف في مسائل مهمة ما كيف نزهد في الدنيا يا اخوان كيف نزهد في الدنيا اليوم مع الاسف اصبح الناس ماديا وكانوا يقولون ان علم ابن مسعود اخذه مسروق وعلم مسروق اخذه ابراهيم وعن ابراهيم اخذ حماد وعن حماد اخذ ابو حنيفة نعم وروي عن عمر قال انكم لتستفتون تستفتوننا استفتاء قومك انا لا نسأل عما نفتيكم به. وعن محمد ابن واسع قال اول ما من يدعى الى الحساب الفقهاء. وعن ما لك انه كان اذا سئل عن المسألة كأنه واقف بين الجنة والنار وقال بعض العلماء لبعض المفتين اذا سئلت عن مسألة فلا يكن همك تخليص السائل ولكن تخليص نفسك اولا. نعم وقال لاخر اذا سئلت عن مسألة فتفكر فان وجدت لنفسك مخرجا فتكلم والا فاسكت. وكلام السلف في هذا معنى كثير جدا يطول ذكره واستقصاره. ومن هذا الباب ايضا كراهة الدخول على الملوك والدنو منهم وهو الباب الذي يدخل منه علماء الدنيا الى نيل الشرف والرياسات فيها. وخرج الامام احمد وابو داوود والترمذي والنسائي من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سكن البادية جفى ومن اتبع الصيد غفل ومن اتى ابواب السلاطين وخرج احمد وابو داود نحوه من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثه وما ازداد احد من السلطان دنوا الا ازداد من الله بعدا. وخرج ابن ماجة من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اناسا من امتي سيتفقهون في الدنيا ويقرؤون القرآن ويقولون نأتي الامراء يتفقهون في الدين في الدين. سيتفقهون في الدين ويقرأون القرآن ويقولون نأتي الامراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد الا الشوك. كذلك لا يشتنى من قربهم الا الخطايا هذا الحديث سنده ضعيف ولكن في الحديثين السابقين معناهما صحيح. نعم. وخرجه الطبراني ولفظه ان اناسا من امتي يقرأون القرآن في الدين يأتيهم الشيطان يقول لو اتيتم الملوك فاصبتم من دنياهم واعتزلتموهم بدينكم الا ولا يكون ذلك كما لا يجتبى من القتال الا الشوك كذلك لا يجتبى من قربهم الا الخطايا. وخرج الترمذي من حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذوا بالله من جب الحزن قالوا وما جب الحزن؟ قال واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة. قيل يا رسول الله من يدخله؟ قال القراء والمراءون باعمالهم وخرج ابن ماجة نحوه وزاد فيه وان من ابغض القراء الى الله الذين يزورون الامراء الجوهر ويروى من حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. ومن اعظم ما يخشى على من يدخل على الملوك الظلمة ان يصدقهم بكذب ويعينهم على ظلمهم ولو بالسكوت عن الانكار عليهم. فان من يريد بدخوله عليهم الشرف والرئاسة. وهو حريص عليهم لا يقدر على الانكار عليهم بل ربما حسن لهم بعض افعالهم القبيحة تقربا اليهم ليحسن موقعه عندهم ويساعدوه على غرضه كان جل السلف العلماء منهم لا يدخلون على الامراء والسلاطين الا اذا دعوا فاذا دعوا كانوا يذهبون لان الانسان اذا دعي له الحق والكرامة ان يقول وان يبين لكن اذا ذهب لنفسه فهو منجوب اذا دعي فهو منطوق لكن اذا ذهب من نفسه فهو ملجو. لانه يذهب لنفسه نعم. وقد خرج الامام احمد والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه من حديث كعب ابن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعد بعدي امراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه. وليس بوارد علي الحوض لم يدخل عليهم ولم يعنهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وانا منه. وهو وارد علي الحوض. وخرج الامام احمد معنى هذا الحديث من حديث حذيفة وابن عمر وخباب ابن الارتي وابي سعيد الخدري والنعمان ابن بشير رضي الله عنه قال كان كثير من السلف ينهون عن الدخول على الملوك لمن اراد امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ايضا. ليه؟ شيخنا الشيخ عبد السلام البرجس رحمة الله عليه رسالة جميلة في هذا الباب للدخول على الامراء فهو رحمه الله يعني من المشايخ الذين كان لهم عناية في هذا الباب. نعم وممن نهى عن ذلك عمر بن عبدالعزيز وابن المبارك والثوري والثوري وغيرهم من الائمة وقال ابن المبارك ليس الامر الناهي عندنا من دخل وعلى قدر محبتك لله يحبك الخلق المحبة التي ينجح بها هنا المقصود بهم الذين هم على صلاح وتقى. اما حب اهل الفسق والفجور والعوام. هذه لا عبرة بها لان العوام يحبون اهل الدنيا عليهم فامرهم ونهاهم انما الامر الناهي من اعتزلهم وسبب هذا ما يخشى من فتنة الدخول عليهم فان النفس قد تخيل للانسان اذا كان بعيدا عنهم انه يأمرهم وينهاهم ويغلظ عليهم. فاذا شاهدهم قريبا مالت النفس اليهم لان محبة الشرف كامنة في النفس. والنفس حسنوا له ذلك ولا ومداهنتهم وملاطفتهم. وربما مال اليهم واحبهم ولا سيما الا طفوه واكرموه. وقبل ذلك منهم وقد جرى ذلك لابن طاووس مع بعض الامراء بحضرة ابيه طاووس فوبخه طاووس على فعله ذلك. المقصود ابن طاووس عبد الله الطاووس المكي طاووس من ائمة التابعين واسيادهم وعبد الله كان من اه اخص الناس بعلم ابيه. نعم وكتب سفيان الثوري رحمه الله تعالى الى عباد ابن عباد وكان في كتابه اياك والامراء ان تدنو منهم او تخالطهم في شيء من الاشياء اياك ان تخدع ويقال لك لتشفع وتدرأ عن مظلوم او ترد مظلمة او ترد مظلمة مظلمة فان ذلك خديعة ابليس وانما اتخذها فجار القراء سلما وما كفيت من المسألة والفتية فاغتنم ذلك ولا تنافسه. واياك ان تكون كمن يحب يحب ان يعمل بقوله او ينشر قوله او يسمع قوله فاذا ترك ذلك منه عرف فيه. واياك وحب الرئاسة فان الرجل يكون حب الرئاسة احب اليه من الذهب والفضة. وهو باب غامض لا يبصره الا البصير من العلماء السماسرة. فتفقد بقلب واعمل بنية واعلم انه قد دنا من الناس امر يشتهي الرجل ان يموت والسلام. الله اكبر هذا الباب من المحقق ذكره كراهة ومن هذا الباب ايضا كراهة ان يشهر ان يشهر الانسان نفسه للناس بالعلم والزهد والدين. او باظهار الاعمال والاقوال والكرامات ليزار وتلتمس بركته ودعاؤه وتقبيل يده وهو محب وهو وتقبل يده تقبيل يدك او تقبل يدك وتقبل يده وهو محب لذلك ويقيم عليه ويفرح به او يسعى في اسبابه. الله ومن هنا كان السلف الصالح يكرهون الشهرة غاية الكراهة. منهم ايوب والنخاعي وسفيان واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين وكذلك الفضيل وداوود الطائي وغيرهما من الزهاد والعارفين وكانوا يذمون انفسهم غاية الذنب ويسترون اعمالهم غاية الستر قال رجل على داود الطائي فسأله ما جاء به فقال جئت ازورك فقال اما انت فقد اصبت خيرا حيث زرت في الله ولكن انا انظر ماذا لقيت غدا اذا قيل لي من انت حتى تزار؟ من الزهاد انت؟ لا والله من العباد انت لا والله من الصالحين انت لا والله وعدد خصال الخير على هذا الوجه ثم جعل يوبخ نفسه فيقول يا داوود كنت في الشبيبة فاسقا فلما ما شئت صرت مراءيا والمرائي اشر من الفاسق. وكان محمد بن واسع يقول لو ان للذنوب رائحة ما استطاع احد ان يجالسني وكان ابراهيم النخاعي اذا دخل عليه احد وهو يقرأ في المصحف غطاه. وكان اويس وغيره من الزهاد اذا عرفوا في مكان ارتحلوا عنه وكان كثير من السلف يكره ان يطلب منه الدعاء ويقول لمن يسأله الدعاء امني انا وممن روي عن ذلك عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما. وكذلك مالك بن دينار. وكان النخاعي يكره ان يسأل الدعاء. لان العالم وطالب العلم عليه ان ننبه العلماء بل عليهم ان ينبهوا العامة بان سؤال الدعاء خلاف السنة هذا شيء والامر الثاني اي ينبهوا العامة الى ان كونهم يقولون يا فلان ادعوا لي هذي هي ان تزكي الانسان يعلم من نفسه هل انت ممن استجيبت دعوته حتى تقول طيب ان شاء الله؟ كيف تقول طيب ان شاء الله اذا قال لك انسان ادعو لي تقول له الله يوفقك معناته انك انت وافقتها وقرت فلذا قال لك انسان ادعو لي قل له اذا اردت ان الله يجيب لك صلي ركعتين في جوف الليل وجهه الى الخير وكان النخاعي يكره ان يسأل الدعاء وكتب رجل الى احمد يسأله الدعاء فقال احمد اذا دعونا نحن لهذا فمن يدعو لنا؟ ووصف بعض الصالحين في العبادة لبعض ووصف بعض الصالحين واجتهادهم في العبادة لبعض الملوك. فعزم على زيارته فبلغه ذلك فجلس على قارعة الطريق يأكل فوفاه الملك وهو على تلك الحالة فسلم عليه فرد عليه السلام وجعل يأكل اكلا كثيرا ولا يلتفت الى الملك فقال الملك ما في هذا خير ورجع فقال الرجل الحمد لله الذي رد هذا عني وهو لائم. وهذا باب واسع وها هنا نكتة دقيقة وهي ان الانسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك ان يري انه متواضع عند نفسه. فيرتفع لذلك عندهم ويمدحونه به وهذا من دقائق ابواب الرياء. وقد نبه عليه السلف الصالح. هذه نكتة مهمة يا اخوان نكتة مهمة لا ينبغي للانسان ان يعني يذم نفسه وفي نيته انه يريد ان الناس يعتقدوا فيه الصلاح الامر الخطير ايضا كما لا ترضى ان الناس يرفعونك فوق مقامك فلا تلوم نفسك وانت تريد ان الناس يعتقدوا فيك هذا خطأ عظيم نعم قال مطرف بن عبدالله الشخير كفى بالنفس اطراء ان تذمها على الملأ كانك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه وقد تبين بما ذكرنا ان حب المال والرياسة والحرص عليها يفسد دين المرء حتى لا يبقى منه الا ما شاء الله كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم واصل محبة المال والشرف من حب الدنيا واصل حب الدنيا اتباع الهوى. قال وهو ابن منبه من من اتباع الهوى الرغبة في الدنيا ومن الرغبة فيها حب المال والشرف ومن حب الشرف استحلال المحارم. وهذا كلام حسن فانه انما عتب على صاحب المال والشرف الرغبة في الدنيا وانما تحصل الرغبة في الدنيا من اتباع الهوى لان الهوى داع الى الرغبة في الدنيا وحب المال والشرف فيها والتقوى تمنع من اتباع الهوى وتردع عن حب الدنيا. قال الله تعالى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. وقد وصف الله تعالى اهل النار بالمال والسلطان في في مواضع من كتابه فقال تعالى واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابية ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ما لي هلك عني سلطانية. واعلم ان النفس تحب الرفعة والعلو على ابناء جنسها. ومن هنا نشأ الكبر والحسد ولكن العاقل ينافس في العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله و وجواره ويرغب عن العلو الفاني الزائل الذي يعقبه غضب الله وسخطه وانحطاط العبد وسفوله وبعده عن الله وطرده فهذا العلو الفاني الذي يذم وهو العتو والتكبر في الارض بغير الحق. القضية قضية عكسية وطرية من احب العلو في الدنيا اذله الله. ومن تواضع لله رفعه الله نعم واما العلو والحرص عليه فهو محمود. قال الله تعالى وفي ذلك العلو الاول اما العلو الاول مظبوط واما العلو الاول والحرص عليه فهو محمود نعم قال الله تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. وقال الحسن اذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الاخرة. فهذه علامة مات يعني اذا اردت ان تعرف طلبة العلم والمشايخ الذين يقتدى به انظر الى صفات عبادته كان العلم داع الى التعبد انتهيته من اهل الصف الاول اذا رأيته من اهل تكبيرة الاحرام حريصين على العبادات والطاعات مع علم هذا ان شاء الله يرجى له الخير لكن اذا اذا رأيته نسأل الله السلامة والعافية لا تراها في صلاة الجماعة في صلاة الفجر والله اني لاعرف رجل في المدينة يشير الناس اليه بالبنات اليوم وينسبونه الى انه فلان وفلان وفلان وكان من الذين يسكنون عندي في يوم الخميس والجمعة صلاة الفجر لا يشهدها طيب انظر لا يشهد صلاة الجماعة فهذا اي خير يرجى من ورائه يقول العذر طيب عذر يوم يومين ثلاثة اربع في الشهر اربع جمع كلها عذر اذا رأيت طالب العلم لا يحرص على الصف الاول لا يحرص على فضائل فاذا اي شيء سيحرص عليه؟ سؤال مهم العلم يدعو الى الحرص على الفضائل. فاذا كان هو لا يحرص على الفضائل فاي خير يرجى من وراءه نعم وقال الحسن اذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الاخرة. وقال اهيب ابن الورم ان استطعت الا يسبقك الى الله احد فافعل وقال محمد بن يوسف الاصبهاني العابد لو ان رجلا سمع برجل او عرف رجلا اطوع لله منه فانصدع قلبه لم يكن بعجب بعجب نعم بعجب وقال رجل لمالك ابن دينار رأيت في المنام مناديا ينادي ايها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت احدا ارتحل الا محمد بن واسع فصاح مالك وغشي عليه. ففي درجات الاخرة الباقية يشرع التنافس وطلب العلو في منازلها. والحرص على ذلك في اسبابه والا يقنع الانسان منها بالدون مع قدرته على العلو. واما العلو الفاني المنقطع الذي يعقب يعقب مصاحبه غدا حسرة وندامة وذلة وهوانا وصغارا فهو الذي يشرع الزهد فيه والاعراض عنه ينظرون الى رصدتهم في البنوك لابد من خطوات عملية حتى نرزق الزهد نسأل الله جل وعلا ان يجعل الدنيا في ايدينا لا في القلوب. فمنها نظر العبد الى سوء عاقبة الشرف في الدنيا بالولاية والامارة لمن لا يودي حقها في لمن لا يؤدي حقها في الاخرة ومنها نظر العبد الى عقوبة الظالمين والمكذبين ومن ينازع الله رداء الكبرياء. وفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة امثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون الى سجن في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الانيار يسقون من عصارة اهل النار طينة الخبال. وخرجه الترمذي وغيره من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية لغيره من وجه اخر في هذا الحديث يطأهم الناس باقدامهم وفي رواية اخرى من وجه اخر يطأهم الجن والانس والجواب بارجلهم حتى يقضي الله بين عباده. واستأذن رجل عمر رضي الله عنه في في القصص على الناس فقال له اني تخاف ان تقص عليهم فترتفع عليهم في نفسك حتى يضعك الله تحت ارجلهم يوم القيامة. ينبغي للانسان ان يكون ثقيلا لا يكون جسر على جهنم الناس يتعدونه ويوصلون للجنة وهو نسأل الله السلامة والعافية على الجسر هذا امر خطير يا اخوان نعم ومنها نظر العبد الى ثواب المتواضعين لله في الدنيا بالرفعة في الاخرة فانه من تواضع لله رفعه. ومنها وليس هو في قدرة ولكنه من فضل الله ورحمته ما يعوض الله عباده العارفين به. الزائدين فيما يفنى من المال والشرف مما يعجله الله لهم في الدنيا من شرف التقوى وهيبة الخلق لهم في الظاهر ومن حلاوة المعرفة والايمان والطاعة في الباطن. هذه يعني طرق لجعل القلب يزهد في الدنيا واذا اضفنا الى ذلك ان الدنيا ان الدنيا تمنع العمل بالاخرة تشغل عن الاخرة ان الدنيا لها بنون من يريد ان يكون من ابناء الدنيا كما قال علي رضي الله عنه ان للدنيا بنون وان للدنيا بنين وللاخرة بنين فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا. نعم وهي الحياة الطيبة التي وعدها الله لمن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن وهذه الحياة الطيبة لم يذقها الملوك في الدنيا ولا رئاسات والحرص على الشرف كما قال ابراهيم ابن ادهم لم يعلم لم يعلم المبلغ لو جعلت لو يعلم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليهم السيوف ومن رزقه الله ذلك اشتغل به عن طلب الشرف الزائل والرئاسة الفانية. قال الله تعالى ولباس التقوى ذلك خير. وقال من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. وفي بعض الاثار يقول الله عز وجل انا العزيز فمن اراد العز فليطع العزيز. ومن اراد عز الدنيا والاخرة وشرفه وشرفه وشرفهما فعليه بالتقوى ومن اراد عز الدنيا والاخرة وشرفهما فعليه بالتقوى. الله. وكان حجاج بن ابطاح يقول قتلني حب الشرف فقال له سواه لو اتقيت الله شرفت شرفت. الله اكبر. وفي هذا المعنى يقول القائل شعرا الا انما التقوى هي العز والكرم وحبك للدنيا هو الذل والسقم وليس على عبد تقي نقيصة اذا حقق التقوى وان حاك او حجم. الله وقال صالح الباجي الطاعة امرة والمطيع لله امير مؤمر على الامراء. الا ترى هيبته في صدورهم في في في صدورهم في صدورهم يجوز يجوز في اللغة صدور وصدور. نعم الا ترى هيبته في صدورهم ان قال قبلوا وان امر اطاعوا ثم يقول يحق لمن احسن خدمتك ومننت عليه محبتك ان تذل ان تذلل له الجبابرة حتى يهابوه لهيبته في صدورهم من هيبتك في في قلبه. وكل الخير من عندك باوليائك قال كثير من السلف ان من هب الله عز وجل هابه الناس جعل الله له الهيبة اذا كان في قلبه هيبة من الله. نعم. وقال بعض السلف الصالح من من اسعد بالطاعة من مطيع الا وكل الخير بالطاعة الا وان المطيع لله ملك في الدنيا والاخرة. وقال ذو النون من اكرم واعز ممن انقطع الى من ملك الاشياء من الى من ملك الاشياء بيده. الله. دخل محمد بن سليمان امير البصرة على حماد ابن سلمة وقعد بين يديه اسأله فقال له يا ابا سلمة ما لي كلما نظرت اليك وابتعدت فرقا منك؟ قال لان العالم اذا اراد بعلمه وجه الله كل شيء وان اراد ان يكفر به الكنوز خاف من كل شيء. ومن هذا قول بعضهم على قدر هيبتك لله يخافك وعلى قدر محبتك لله يحبك الخلق وعلى قدر اشتغالك بالله تشتغل الخلق باشغالك. هنا المحبة يحبون من يعطيهم ما يريدون. نعم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما يمشي ووراءه قوم من كبار المهاجرين فالتفت فرآهم فخروا على ركبهم هيبة له فبكى عمر وقال اللهم انك تعلم اني اخوف لك منهم فاغفر لي. وكان العمري الزاهد قد خرج الى الكوفة الى ليعظه وينهاه فوقع الرعب في عسكر الرشيد لما سمعوا بنزوله حتى لو نزل بهم عدو مئة الف نفس لما فما زادوا على ذلك وكان الحسن لا يستطيع احد ان يسأله هيبة له وكان خواص اصحابه يجتمعون ويطلب بعضهم من بعضا يسألون عن المسألة فاذا حضروا مجلسه لم يجصروا على سؤاله حتى ربما مكثوا على ذلك سنة كاملة هيبة له يعني من هؤلاء الذين كنت اهابوا ان اسأله يعني بل مات رحمه الله ولم يستطيع النسب الشيخ حماد والله ما استطعت ان يعني هي بقى سبحان الله العظيم نعم وكذلك كان مالك ابن انس يهاب ان يسأل حتى قال فيه القائل شعرا يدع الجواب ولا يراجع هيبة والسائلون نواكس الاذقان نور الوقار وعز سلطان التقى فهو المهيب وليس ذا سلطان. وكان يزيد العقيلي يقول من اراد بعلمه وجه الله تعالى اقبل الله عليه بوجهه واقبل بقلوب العباد عليه. ومن عمل لغير الله صرف الله وجهه عنه صرف قلوب العباد عنه. وقال محمد بن واسع اذا اقبل العبد بقلبه على الله اقبل الله عليه بقلوب المؤمنين. وقال ابو يزيد البسطامي رحمه الله طلقت الدنيا ثلاثا بتاتا لا رجعة لي فيها وصرت الى ربي وحدي وناديته بالاستعانة الهي ادعوك دعاء من لم يبقى له غيرك. فلما عرف صدق لما عرف صدق الدعاء من قلبي واليأس من نفسي كان اول ما ورد علي من اجابة هذا الدعاء ان ان انساني نفسي بالكلية ونصب الخلائق بين يدي مع اعرابي عنهم ويزيد البستان له كلام جيد وله كلام يعني في حال الشطحات كما يسمونها نعم وكان يزار من البلدان فلما رأى ازدحام الناس عليه قال وليتني صرت شيئا من غير شيء اعد واصبحت للكل مولى لانني لك عبد وفي الفؤاد امور ما تستطاع تعد لكن كتمان حالي احق بي واشد. كتب وهب بن منبه الى مكحول اما بعد فانك اصبت بظاهر علمك عند الناس شرفا ومنزلة. فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفا واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى. وهببني منبه من كبار التابعين الزهاد اليمن ومكحول الشام من كبار التابعين من زهاد اهل الشام حتى قيل انه ما رؤي ازهد منه في الشام بعد ابي الدرداء نعم. ومعنى هذا ان العلم الظاهر من تعلم الشرائع والاحكام والفتاوى والقصص والوعظ ونحو ذلك مما يظهر للناس يحصل به لصاحبه عندهم منزلة وشرف. والعلم الباطن المودع في القلوب بمعرفة الله وخشيته ومحبته ومراقبته والانس والشوق الى لقائه والتوكل عليه والرضا بقضائه والاعراض عن عرض الدنيا الفاني والاقبال على جوهر الاخرة الباقي. كل هذا يوجب صاحبه عند الله منزلة وزلفة واحدى المنزلتين تمنع من الاخرى. فمن وقف مع منزلته عند الخلق واشتغل بما حصل له عندهم العلم الظاهر من شرف الدنيا وكان همه حفظ هذه المنزلة عند الخلق وملازمتها وتربيتها خوفا من زوالها كان ذلك حظه من الله وانقطع به عنه فهو كما قال بعضهم ويل لمن كان حظه من الله الدنيا وكان السري السقطي يعجب ممن يرى من مما يرى من علم الجنيه وحسن خطابه وسرعة جوابه فقال له يوما وقد سأله عن مسألة فاجاب واصاب اخشى ان يكون حظك من الله لسانك فكان الجنيد لا يزال يبكي من هذه ومن اشتغل بتربية منزلته عند الله بما ذكرنا من العلم الباطن وصل الى الله فاشتغل به عما سواه وكان له في ذلك شغل عن طلب المنزلة عند الخلق ومع هذا فان الله يعطيه المنزلة في قلوب الخلق والشرف عندهم وان كان لا يريد ذلك لا يقف معه ولا يقف معه بل ولا يقف معه بل يهرب منه اشد الهرب ويفر من اشد الفرار. خشية ان يقطعه الخلق عن الحق جل جلاله. قال الله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا. اي في قلوب عباده وفي حديث ان اذا احب عبدا نادى يا جبريل اني احب فلانا فيحبه جبريل ثم يحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض عند الصالحين يرى له القبول في الارض عند اهل الصلاح والتقى نعم والحديث معروف وهو مخرج في الصحيح وبكل حال فطلب شرف الاخرة يحصل معه شرف الدنيا وان لم يرده صاحبه ولم يطلبه وطلب شرف الدنيا يمنع شرف الاخرة. ولا يجتمع معه. والسعيد من اثر الباقي على الفاني. كما في حديث ابو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من احب دنياه اضر باخرته ومن احب اخرته اضر بدنياه فاثروا ما يبقى على ما يفنى خرجه الامام احمد وغيره وما احسن ما قال ابو فتح البستي امران مفترقان لست تراهما يتشوقان لخلطة وتلاقي طلب المعاد مع الرياسة والعلا. فدع الذي يفنى لما هو باقي. تم الكلام على شرح والحمد لله على كل حال وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات. نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين