الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فأرحب بكم ايها الإخوة الأعزاء في درس من دروس كتاب الادب من سنن الامام ابي داوود رحمه الله. قال الامام ابو داوود رحمه الله باب في الرجل يتكنى وليس له ولد اي يوصف ويسمى بانه ابو فلان وهو ممن لم يولد له بعد ما لصغره واما لعدم زواجه واما لعقمه واما لكوني ذريته من البنات فقط قال الامام ابو داوود حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد قال انبأنا ثابت عن انس ابن مالك انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولي اخ صغير يكنى ابا عمير وكان له نغر يلعب به فمات فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه فزنا فقال ما شأنه؟ فقالوا مات نوره. فقال ابا عمير ما فعل النغير هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه البخاري ومسلم وقول انس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا اي انه كان يزورهم ويوالي عليهم الزيارة. قال وكان لي اخ صغير. هذا الاخ من من والدته اخ له من امه ولعله من ابناء ابي طلحة قال وكان له نغر. النور طائر من نوع خاص من الطيور يشبه العصفور لكنه يخالفه في بعض صفاته. فمنها ان له له منقار احمر صغير وله ورأسه احمر بعضهم قال بان اهل المدينة يسمونه بلبل قوله يلعب به اي يتناوله ويشاهده ويحرك فيه ويخاطبه فمات يعني ذلك الطير فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم يعني زارنا كما اعتاد زيارتنا فرآه حزينا اي رأى ابا عمير هذا اخا انس حزينا اي قد بدا عليه التألم والتأسف فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنه اين السبب الذي جعله يحزن فقالوا مات نوره يعني طيره فقال النبي صلى الله عليه وسلم له يا ابا عمير ما فعل النمير وان نغير تصوير النور الذي هو وذلك الطير وهذا الحديث فيه من الفوائد زيارة اهل الايمان بعضهم لبعض وزيارة الفاضل للمخلوق المفضول وفيه ايضا تفقد نفسيات الصغار والاطفال ومراعاتها ومخاطبتهم بما يتناسب مع عقلياتهم وفي هذا الحديث جواز التكنية للشخص ولو لم يولد له. فقد سمي هذا ابا عمير وفي هذا الحديث جواز تملك الطيور وجواز بيعها وفي هذا الحديث اه جواز اتخاذ الطير وفي هذا الحديث ايضا ملاطفة الصغير بالكلام الجميل. وفي هذا الحديث انتقاء السجع في الالفاظ قال المؤلف رحمه الله باب في المرأة تكنى المراد بذلك ان تكون المرأة قد تكنت باسم ابنائها فيقال ام فلان ونحو ذلك قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد وسليمان ابن حرب المعنى قال اخبرنا حماد عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة انها قالت يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى قال فاكتني بابنك عبدالله يعني ابن اختها قال مسدد عبدالله ابن الزبير قالت فكانت تكنى بام عبدالله قال ابو داوود هكذا رواه قرآن ابن تمام ومعمر جميعا عن هشام نحوه ورواه ابو اسامة عن هشام عن عباد ابن حمزة وكذلك حماد بن سلمة ومسلمة بن قعنب عن هشام كما قال ابو اسامة اسناد المؤلف الاول اسناد صحيح وقوله هنا وحماد هو ابن زيد قوله عن عائشة انها قالت يا رسول الله كل صواحب اي النساء اللاتي حولي ممن بيني وبينهم معرفة لهن كنى وذلك لانهن قد جعلهن اولاد فاصبحن يتكنين بهؤلاء الاولاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة فاكتني بابنك عبدالله. يعني ابن اختها قال مسدد عبدالله ابن الزبير فانه ابن اسماء بنت ابي بكر فهي خالتها فهي خالته قالت فكانت تكنى بامي عبدالله وقوله هنا في هذا في هذا آآ هكذا يعني باسناد هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رواه قران ابن تمام ومعمر جميعا عن هشام بينما رواه ابو اسامة حماد بن اسامة عن هشام يعني بن عروة عن عباد ابن حمزة عباد ابن حمزة ابن عبد الله ابن الزبير عن عائشة كذلك رواه حماد بن سلمة ومسلمة بن قعنب عن هشام كما قال ابو اسامة يعني ان حماد بن زيد وقران بن تمام ومعمر رووا هذا الحديث عن هشام ابن عروة عن ابيه عروة ابن الزبير عن عائشة ام المؤمنين بينما رواه ابو اسامة وحماد بن سلمة ومسلمة بن كعنب عن هشام عن عباد ابن حمزة عن عائشة وقد تابع ابا اسامة وحمادا وجماعة كما في الادب المفرد البخاري من حديث وهيب عن هشام عن عباد ابن حمزة وعلى كل فلا يمتنع ان يكون الخبر قد رواه هشام بالطريقين فان هشاما امام عالم ومن ثم لا يستغرب منه ان يروي خبرا من طريقين قال الامام ابو داوود باب في المعاريظ المراد بالمعاريظ اظهار التكلم بكلام يفهم منه يفهم منه غير غير ما يبطنه المتكلم به فهو نوع من فهو التورية واذا التعريض كلام قد يفهم منه معنى صحيح ويفهم منه معنى مخالف ويتبادر الى المستمع المعنى المخالف فيظنه على ذلك قد يستعمل الانسان المعاريض للتخلص من بعض المآزق التي تمر به وقد جاء في حديث الهجرة ان ابا بكر الصديق كان اذا سئل من هذا الذي بين يديك؟ فقال هذا يهدي هذا يهديني السبيل فمن سمعه ظن انه يعرفه الطريق في الارض وهو يريد انه يعرفه الطريق الى الله جل وعلا الذي يسلم به من النار ويدخل به الجنة فهذا نوع من انواع المعاريض قال المؤلف حدثنا حيوة بن شريح الحظرمي امام مسجد حمص قال اخبرنا بقية ابن الوليد عن زبارة ابن مالك الحضرمي عن ابيه عن عبدالرحمن ابن خبير بن نفير عن ابيه عن سفيان ابن اسيدني الحظرمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كبرت خيانة ان تحدث اخاك حديثا هو لك به مصدق وانت له به كاذب هذا الحديث فيه ظبارة ابن مالك الحظرمي مجهول. وبالتالي لا يعتمدها على هذا الخبر بل هو خبر مجهول وقوله كبرت اي عظمت خيانة ان تحدث اخاك اي ان تتكلم مع اخيك حديثا هو لك به مصدق اي يصدقك صاحبك وانت له اي لاخيك به كاذب في مفهوم اخيك لانه ائتمنك فيما تحدثه به فاذا كذبت فقد خنت امانته المعاريظ قد جاء فيها حديث بالصحيح وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في المعاريض لمندوحة عن الكذب ولكن ما الذي يترتب على المعاريظ؟ وهل يفهم او هل المعنى المرتب على كلام كلم ينبني على فهمه هو او على فهم السامع له فان كان ذلك في مجلس القضاء فانه يكون تكون المؤاخذة الشرعية على فهم القاضي وفهم الخصم وهكذا وهذا شبه اتفاق بين الفقهاء واما اذا كان الكلام قد وثق باليمين. فجمهوره على ان مريضة تنفع في ذلك وان الكلام يفسر بما يقصده بما يسمعه المتكلم وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم يمينك على ما يصدقك به صاحبك واما فيما عدا ذلك فان الاصل ان الكلام يحمل على مراد المتكلم وبذا وجاء في الحديث ان في المعاريض لمندوحة عن الكذب قال الامام ابو داوود باب في زعم اي هل من المناسب ان ينقل الانسان حديثا لا يتأكد من صحته ولا من قائله ويقول فيه زعموا او لا يحق له ذلك قال ابو داوود حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال اخبرنا وكيع عن الاوزاعي عن يحيى عن ابي قلابة انه قال قال ابومسعود ابو مسعود لابي عبدالله او قال ابو عبد الله لابي مسعود ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بئس مطية الرجل زعموا قال ابو داوود ابو عبد الله هذا هو حذيفة هذا الحديث فيه انقطاع في اسناده فان ابا قلابة عبد الله ابن زيد الجرمي لم يسمع من حذيفة ولا من ابي مسعود بالتالي لم يثبت هذا الخبر وقوله بئس مطية الرجل اي من المطية المركوب من الدواب وبئس بمعنى انه يذمها ويستنقصها وزعموا اي ان ينقل الحديث بدون ان يتأكد بدا من صحته ولا من الثقة بالمتكلم به وقال المؤلف باب في اما بعد في الخطب يعني هل تستخدم هذه الكلمة؟ والمراد بها ما يكن من شيء مهما يكن من شيء بعد فان فهذا هو المقصود بهذه الكلمة وتستعمل للانتقال في الحديث من كلام الى كلام اخر قال الامام ابو داوود حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال اخبرنا محمد بن فضيل عن ابي حيان عن ابي عن يزيد ابن حيان عن زيد ابن ارقم ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم فقال اما بعد هذا حديث جيد لاسناد وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه وقوله خطبهم يعني انه خطب الصحابة فقال اما بعد يعني ايه انه استعمل هذه الكلمة في خطبته. ولذا كأنه يرى استحباب تظمين الخطبة لهذه الكلمة من جهة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف باب في الكرم وحفظ المنطق والكرم بسكون الراء. وقد تفتح يوصف به من يكون عدلا اه موثوقا قد يطلق تطلق هذه الكلمة على العنب وشجرة العنب وقد جاء في الحديث النهي عن تسمية العنب بهذا الاسم وقوله وحفظ المنطق اي انه ينبغي بالانسان الا يتكلم بكلمة الا وقد راعى معناها وشهد ما تؤديه من المعاني بحيث لا يستعمل في كلامه الفاظا الا اذا كان كانت تلك الالفاظ غير مخالفة لما في الكتاب والسنة وهكذا يجتنب الفاظ اهل الجاهلية وما فيه اشعار بمخالفة الادب والمروءة قال المؤلف حدثنا سليمان ابن داوود قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني الليث ابن سعد عن جعفر ابن ربيعة عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقولن احدكم الكرم فان الكرم الرجل ولكن قولوا حدائق الاعناب بهذا الحديث هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الشيخان في صحيحيهما وقوله لا يقولن احدكم الكرم يعني لا يطلق هذا الاسم على الاعناب ولا على بساتين الاعناب وارشد الى انه يقال ها يقال للاعناب بساتينها حدائق الاعناب فنهاهم عن تسمية هذه الشجرة بهذا الاسم كرما لانه مشتق من الكرم والعرب تقول رجل كرم بمعنى كريم وبالتالي فان اطلاقه على على العنب ليس مناسبا ثم ان الاعناب قد يتخذ منها شراب الخمر الممنوع منه شرعا فصان اسم الكرم الذي فيه الكرامة عن اشجار الاعناب لما يؤول اليه وبالتالي منعهم من اطلاق اسم صلاة العتمة على صلاة العشاء قال المؤلف حدثنا مسدد قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال اخبرنا مصعر ابن كدام عن عمرو بن مرة عن سالم بن ابي الجعد قال قال رجل بعض العنب من هذا المعنى المخالف للشرع. ولذا وصف المسلم لهذا الوصف لانه يتوقى شرب الخمور ويمتنع من الاقدام على تعاطيها كرما وعزة وبالتالي سماه كرما وكرما قال المؤلف باب لا يقول لا يقول لا يقول المملوك ربي وربتي اي ان المملوك لا يقول لسيده مالك او مالكته ربي وربتي بان هذا الاسم فيه اشارة للربوبية التي هي توالي الخيرات والقيام كل ما يحتاجه العبد قال المؤلف حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن ايوب وحبيب ابن الشهيد وهشام عن محمد عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم عبدي وامتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل المالك فتاي وفتاتي. وليقل المملوك سيدي وسيدتي فانكم المملوكون والرب الله تعالى هذا حديث صحيح الاسناد وقوله لا يقولن نهي يفيد التحريم والمنع لا يقولن احدكم عبدي وامتي لان العبودية انما تكون لله جل وعلا. كما قال عن انبيائه الا تعبدوا الا الله ومن ثم فالجميع عبيد لله. فلا يجوز ان يطلق على المملوك اسم العبودية ثم قال ولا يقولن المملوك ربي وربتي الربوبية معناها تولي الانسان وبانواع النعم والربوبية لله جل وعلا فهو القوائم على حوائج خلقه وبالتالي نهى المملوك ان يطلق هذا اللفظ على سيده قال وليقل المالك فتاي وفتاتي فان كلمة فتاي تعني انه من الشباب وهذا هو الغالب في الخدم. وتشير الى القوة قال وليقل المملوك سيدي وسيدتي لان سيدي ليست مختصة بالله جل وعلا. بخلاف كلمة الرب ومن هنا فلا حرج في اطلاقها قال فانكم المملوكون. والرب الله تعالى. فيه اشارة الى المعنى الذي من اجله منع من ان يقول المملوك ربي وربتي او ان يقول السيد عبدي وامتي قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا ابن السرح قال انبأنا ابن وهب قال اخبرني عمرو بن الحارث ان ابا يونس حدثه عن ابي هريرة في هذا الخبر ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال وليقل سيدي هذا حديث صحيح الاسناد ايضا ولم يذكر فيه وليقل سيدي ومولاي اي مكان قوله سيدي وسيدتي وعلى كل فان اطلاق المملوك لمالكه لفظ السيد وسيد ومولاي خرج فيه وفي هذه الاحاديث جواز اطلاق العبد على مالكه لفظ سيدي قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا عبيد الله ابن عمر ابن ميسرة قال اخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني ابي عن قتادة عن عبدالله بن بريدة عن ابيه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للمنافق سيد فانه ان يك سيدا فقد اسخطتم ربكم عز وجل هذا حديث جيد الاسناد وفيه النهي عن اطلاق لفظ السيد على المنافق وذلك ان المنافق يظهر الخير وهو ممن يبطن الشر بالتالي لا يحسن ان يطلق عليه اسم مستحسن مثل لفظ السيد واما من لم يكن من اهل النفاق فانه لا بأس ان يطلق عليه اسم السيد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للانصار قوموا لسيدكم. يريد بذلك سعدا ابن معاذ قال المؤلف باب لا يقال خبثت نفسي المراد بذلك ان الخبث يطلق على الشيء الباطل ومنه ما بطل في الاعتقادات او في ما بطل بمخالفته للحق او مخالفته للصدق او كان مكروها للنفوس تنفر منه ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قول هذا اللفظ. قال المؤلف حدثنا احمد بن صالح قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابي امامة ابن سهل ابن حنيف عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم خبثت نفسي وليقل لقست نفسي هذا حديث صحيح وقد اتفق الشيخان على اخراجه وقوله وليقل لقست نفسي معنى هذه اللفظة ان نفسي اصبحت ثقيلة غير راغبة في هذا الامر. وتنثر منه في هذا ترك اللفظ القبيح وهو لفظ الخبث واستعمال اللفظ المقابل له ثم قال المؤلف حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقولن احدكم جاشت نفسي ولكن ليقل لقس نفسي قوله في النهي عن جاشة لا يقولن هذا نهي والاصل في النهي التحريم وقوله احدكم اي من الرجال والنساء. وقوله جاشت نفسي. الاصل في هذا لفظ ان المراد به ان النفس دارت وتهيأت للغثيان و لذا فان اطلاقها على ما تستقبحه النفس ليس معنى ليس آآ من اطلاق لفظ مستحسن ومن هنا امر بتغييره واطلاق اللفظ الاخر بان يقول لقست نفسي ناقصات نفسي ولقصت نفسي كأن فيه معنى المنازعة ومعنى عدم القبول والارتياح لهذا الباب. والحديث اخرجه الشيخان قال المؤلف حدثنا ابو الوليد الطيالسي قال اخبرنا شعبة عن منصور عن عبد الله ابن يسار عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء اه ثم شاء فلان هذا الحديث رجاله ثقات وقوله لا تقولوا نهي عن التلفظ بهذا اللفظ. ما شاء الله وما ما شاء فلان ايان تربط الامور بمشيئة الله ومشيئة غيره من الخلق على سبيل العطف كان هناك تساويا بينهما وفي هذا معارضة لحقيقة الامر فان مشيئة العباد مرتبطة بمشيئة الله كما قال سبحانه وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ومن ثم لا يصح ان يشرك بين مشيئة الله ومشيئة العباد وارشدهم الى ان يقولوا ما شاء الله ثم شاء فلان وفي هذا الارشاد الى التأدب في الالفاظ مع الله جل وعلا ومعرفة حقيقة الحال و بعض اهل العلم قال بانه لو قال ما شاء الله وحده لكان اولى قال المؤلف باب حدثنا مسدد قال احدثنا يحيى عن سفيان بن سعيد قال حدثني عبد العزيز بن رفيع عن من الطائي عن عدي بن حاتم عن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال من اطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقال قم او قال اذهب فبئس الخطيب انت هذا الحديث اخرجه حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه. وقد تقدم هذا الخبر في كتاب الصلاة وقد شرحناه شرحا مفصلا. هناك وقوله ان خطيبا فيه ان الخطب كانوا يخطبون في وقت النبي صلى الله عليه وسلم للموعظة وارشاد للعباد فقال من يطع الله ورسوله وفيه خطبة المفضول بحضور الفاضل والقاء المفضول المحاضرة بين يدي الفاضل فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد يعني انه جمع بين الله ورسوله قال ومن يعصهما فجمع بين الله وبين رسوله في ظمير واحد يرجع اليهما فقال قم او قال اذهب فبئس الخطيب انت. اي لا تكمل خطبتك ولا تأتي بمثل هذا الامر الذي تكلمت به فانه لما جمع بين الله وبين رسوله في ظمير واحد ومن يعصهما منعه وقد استشكل اهل العلم هذا مع ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل المنادي يقول ان الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الاهلية فقال طائفة حديث الباب في خطبة ومثلها حقه الاسترسال في الحديث والحديث الاخر انما هو في النداء ومثله يختصر الكلام فيه قال المؤلف حدثنا وهب بن بقية عن خالد يعني بن عبدالله عن خالد يعني الحذاء عن ابي تميمة عن ابي عن رجل قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان قال لا تقل تعس الشيطان فانك اذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوة ولكن قل بسم الله فانك اذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب هذا حديث لا بأس باسناده واسناده جيد وقوله هنا كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فيه جواز الارتداف على الدابة قوله فعثر الدابة اي سقطت اي سقطت الدابة و زلت وبالتالي تأثرت من هذه من هذا السقوط قال فقلت تعس الشيطان اي ان هذا الرجل لما رأى الدابة قد سقطت قال هذه الكلمة تعس الشيطان اي هلك الشيطان فهذه اللفظة قد تشعر بان للشيطان اثرا وبانه هو الذي اسقطهم او ان له مشاركة في ذلك فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن استعمال هذه اللفظة قيل مطلقا وقيل في مثل هذا الموطن. فقال لا تقل تعس الشيطان. تعس بمعنى هلك سقط قال فانك اذا قلت ذلك اي تكلمت بهذه الكلمة وقلت تعس الشيطان فحينئذ يتعاظم الشيطان اي يرى نفسه كبيرا وعظيما لانهم بدأوا يخافون منه ولانهم نسبوا بعض الوقائع والحوادث الكونية اليه حتى يكون مثل البيت يعني من كبره وعظمه. ويقول بقوة يعني انا الذي اثرت عليهم في سقوطهم بسبب قوة وحدث هذا الامر بقوة ولكن قل بسم الله اه فهذا يحمي العبد ويذكره بمعية الله له. فانك اذا قلت ذلك يعني بسم الله تصاغر يعني الشيطان حتى يكون مثل الذباب. يعني اصبح صغيرا قيراط وفي هذا النهي عن اطلاق هذه اللفظة تعيس الشيطان خصوصا عند وقوع شيء من المصائب. وفي هذا الحديث جواز الارتداف على الدابة وفي هذا الحديث تصحيح الالفاظ التي فيها نوع مخالفة وفي هذا الحديث التذكير بان نسبة الحوادث للشيطان نسبة كاذبة وتجعله يتعاظم في نفسه قال المؤلف رحمه الله حدثنا القعنبي عن مالك واخبرنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن سهيل بن ابي لصالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعت وقال موسى اذا قال الرجل هلك الناس فهو اهلكهم. قال ابو داوود اذا قال ذلك تحزنا لما يرى في يعني في امر دينهم فلا ارى به بأسا. واذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس هو المكروه الذي نهي عنه هذا الحديث قد اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى وهو حديث صحيح الاسناد. وفيه النهي عن نسبة الهلاك او الفساد الى الاخرين سواء بعموم المجتمع او ببعض افرادهم فان الاصل الا يتكلم المؤمن الا بافعال الخير حتى يقتدى بها ويسار على نهجها. اما اذا كلم الناس المنكر وتحدثوا عنه وذكروا شيوعه في المجتمع فان هذا اه يهون زلك المنكر على النفوس. ويسهلها عليهم. وبالتالي يقدمون عليها ها وقوله اذا سمعت الرجل يعني اذا تكلم بهذا الكلام وفي اللفظ الاخر اذا قال الرجل وقال هلك الناس يعني انهم وقعوا في الهلاك سواء في المعاصي والذنوب او البدع او استحقوا العقوبة بسبب اه سوء اعمالهم فانه حينئذ يكون هو اشدهم هلاكا. وهكذا في احدى الروايتين فهو اهل لكم يعني انه اكثرهم هلاكا فهو اهلكهم بفتح بمعنى انه هو السبب في هلاكهم هذا حديث صحيح الاسناد محمد بن الحنفي هو ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقوله انطلقت اي ذهبت انا وابي يقول عبد الله عن والده محمد ابن الحنفية. انطلقت انا وابي الى صهر لنا وفي الرواية الاخرى هو اهلكهم بمعنى انه اكثرهم هلاكا وفي هذا النهي عن تيئيس الناس من طاعة الله جل وعلا ورحمته. وفي هذا ايضا ان انه لا ينبغي الحديث بالمعاصي والذنوب والسيئات وانما يتحدث عما لدى الاخرين من الطاعة من فعل الخير و كلام الامام ابي داود بقصر ذلك على من اه اراد به التعجب اعجاب بنفسه وتحقير الاخرين فهذا تخصيص للحديث وحمل له على بعض افراد به و عند اهل العلم ان تخصيص الحديث النبوي على ثلاثة انواع. النوع الاول تخصيص الحديث بلفظ وارد وحديث اخر. وهذا جائز باتفاق اهل العلم. والنوع الثاني تخصيص الحديث بعلة منصوصة وهذا وقع فيه اختلاف والجماهير على جواز التعليل به لكون العلة لها مفهوم ومن مفهوم ان يقتصر الحكم عليها والنوع الثالث قصر الحديث وتخصيصه بناء على علة مستنبطة من الحديث وليست بمنصوصة وهذا جماهير اهل العلم لا يجيزونه ولا يرظونه. ومن امثلة ذلك ما فعله الامام ابو داوود هنا فانه استنبط علة لهذا المنع الوارد في الحديث ثم ان المعنى في ذلك الا يعجب الانسان بنفسه والا يحقر الاخرين ويتصاغرهم واما اذا لم يكن الامر كذلك قال فهو ليس بمراد في الحديث وهذا كما قلت بانه من تخصيص عموم الحديث بالعلة المستنبطة ومثل هذا لا يصح التخصيص به على الصحيح. قال الامام ابو داوود باب في صلاة العتمة قال المراد بالعتمة صلاة العشاء ومراد المؤلف هل يجوز ان نطلق اسم العتمة على العشاء فنقول صلاة العتمة او لا يحق لنا ذلك. قال المؤلف حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا سفيان عن ابن ابي لبيد عن ابي قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم الاوانها العشاء. ولكنهم يعتمون بالابل حديث صحيح وقد اخرجه الامام مسلم وقوله لا تغلبنكم اي لا تكون الاعراب اقوى منكم بحيث تجعلكم بدل ان تطلقوا على الصلاة صلاة العشاء صلاة العتمة قوله هنا لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم يعني صلاة العشاء الاوانها صلاة العشاء. وقد قال الله تعالى ثلاث ومن بعد صلاة العشاء فسماها رب العزة والجلال. صلاة العشاء فينبغي التقيد بهذا السم وقوله ولكنهم يعتمون بالابل يعني ان الاعراب يقومون بادخال الابل في ذلك الوقت لانه وقت الظلمة وبالتالي يستعملون اسم العتمة لانهم يعتمون ابلهم ويدخلونها في الظلمة قال مشعر اراه من خزاعة ليتني صليت فاسترحت فكأنهم عابوا ذلك عليه. فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا بلال اقم صلاة ارحنا بها هذا حديث جيد الاسناد وقول مصعر اراه اي اظن ان هذا الرجل آآ الصحابي من قبيلة خزاعة قوله ليتني صليت فاسترحت لها معنيان هل يريد استرحت من الصلاة او انه يريد استرحت بالصلاة اي بالاشتغال باعمال الصلاة لما في الصلاة من مناجاة بالعزة والجلال فكأنهم عابوا عليه ذلك. فقالوا كيف يقال هذا اللفظ عن الصلاة استرحت صليت فاسترحت قال لهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الاستدلال بالحديث النبوي على اطلاق الاسماء وعلى اثبات الاحكام سمعت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا بلال اقم الصلاة وفي هذا ان المسؤول ومن يقيم للصلاة هو المؤذن وفيه ان من يأمر المؤذن بالاقامة هو الامام قال سمعته يقول يا بلال اقم الصلاة ارحنا بها. اي انهم يستريحون عند دخولهم في الصلاة. فينزل ينزل الله عليهم راحة في صلواتهم وذلك انهم يناجون الله ويخاطبونه سبحانه وتعالى قال المؤلف حدثنا محمد ابن كثير انباءنا اسرائيل حدثنا عثمان ابن المغيرة عن سالم ابن ابي الجعد عن عبد الله ابن محمد بن الحنفية قال انطلقت انا وابي الى صهر لنا من الانصار نعوده فحظرت الصلاة. فقال لبعض اهله يا جارية ائتوني بوضوء لعلي اصلي فاستريح قال فانكرنا ذلك عليه. فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قم يا بلال فارحنا بالصلاة يا بلال قم فارحنا بالصلاة والمراد به من بينهم وبينه علاقة زوجية من الانصار نعوده يحتمل انه عيادة مريض. قال فحظرت الصلاة اي جاء وقتها. فقال لبعض اهله يا جارية ائتوني بوضوء اي احضروا لي ماء اتوضأ به لعلي اصلي فاستريح قد تفهم منها الراحة بالصلاة وهذا مراده وقد يفهم منها الراحة من الصلاة وهذا الذي فهمها ابن الحنفية. قال فانكرنا عليه ذلك فقال الانصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قم يا بلال اي لاقامة الصلاة فارحنا بالصلاة قال الامام ابو داوود حدثنا هارون ابن زيد ابن ابي الزرقاء قال اخبرنا ابي قال اخبرنا هشام بن سعد عن زيد ابن اسلم عن عائشة انها قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسب احدا الا الى الدين هذا الحديث منقطع الاسناد. فان زيد ابن اسلم لم يسمع من عائشة رضي الله عنها وبالتالي لم يثبت هذا الخبر وهشام بن سعد قد تكاد تقدم الكلام فيه قوله قالت ما سمعت هذا للنفي. ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسب احد ان يعني يذكر نسبته ويقوم بنسبته الى ما ينتسب له الا الى الدين وهذا الخبر ليس متعلقا بصلاة العشاء وتسميتها بصلاة العتمة قال المؤلف باب فيما روي من الرخصة في ذلك. اي في تسمية صلاة العشاء بصلاة عتمة قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال انبأنا شعبة عن قتادة عن انس رضي الله عنه قال كان فزع بالمدينة فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لابي طلحة فقال ما لا شيء او ما رأينا من فزع. وان وجدناه لا بحر هذا الحديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان وقوله كان فزع اي جاءنا في المدينة خوف وصياح وحديث كثير من اجل ان يفزع لاستنقاذه قال فركب المدينة وذلك ان بعضهم قال ووصل العدو الى المدينة فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لابي طلحة فرسان لابي طلحة ومن اجل ان ينظر لصحة هذا الخبر فذهب فعاد فقال لاصحابه ما رأينا شيئا. اي لم نقابل عدوا وانما كانت اشاعة كاذبة مغرضة وما رأينا من فزع اي لم نجد امامنا شيئا يفزعنا و يحتاج منا الى استدراكه ثم وصف الفرس فقال ان وجدناه يعني الفرس لبحر اي انه يجري جريا سريعا كجري البحر قد اطلق على الفرس اسم البحر. وهذا من تشبيه الشيء بما يماثله. فكانه واراد ان جريه كجري ماء البحر او لانه يسبح في جريه كالبحر اذا ماج فعلى بعض ما بعض مائه فوق وبعضه الاخر فهكذا آآ كأن المؤلف يقول بانه اذا جاز اطلاق اي اطلاق اسم البحر لما يوجد من المناسبة بين المعنيين فيمكن ان نستدل بذلك على جواز اطلاق اسم العتمة على صلاة العشاء لان العتمة هي الظلمة وصلاة العشاء لا تصلى في لا تصلى الا في الظلمة وهذا استدلال قياسي لكنه لم تتوافر فيه شروط القياس اركانه وبالتالي حكم جماعة من اهل العلم على الاستدلال بهذا الخبر بانه تكلف ظاهر وبالتالي لا يصح ان يستدل به وقد جاء في الحديث الذي اخرجه الشيخان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولو يعلمون ما وفي العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا وقد حاول جماعة الجمع بين هذه الاخبار بان احاديث النهي من اجل الا يغلب اسم العتمة على صلاة العشاء و قال بعضهم في ان احاديث النهي لمن لا لمن اه يعرف اطلاق اسم العشاء على هذه الصلاة واما حديث الجواز فلمن لا يعرف اطلاق اسم العتمة على صلاة العشاء بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين