الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا للجميع توفيقا لخيري الدنيا والاخرة واسأله سبحانه ان يكون معينا ناصرا للجميع كما اسأله جل وعلا قبولا للعمل الصالح وتجاوزا عن ظده وبعد هذا درس جديد من دروسنا في سنن الامام ابي داوود قال وهو الدرس الثالث عشر من دروس كتاب الادب من السنن قال المؤلف رحمه الله من الثقة مقبولة والاخرون قالوا بان مثل هذا يعتبر من الشذوذ لان هذا الثقة قد خالف من اه الرواة وبالتالي لا تقبل منه هذه المخالفة وقوله كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع باب التشديد في الكذب المراد بالكذب الاخبار بخلاف الواقع والتشديد فيه بيان انه من المحرمات التي يؤكد على تحريمها يجزم ويطلب طلبا قويا اجتنابها قال المؤلف حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا وكيا قال اخبرنا الاعمش ها واخبرنا مسدد قال اخبرنا عبد الله ابن داوود قال اخبرنا الاعمش عن ابي وائل عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق. فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا هذا حديث صحيح متفق عليه. وقوله اياكم اي احذروا اياكم والكذب اي اجتنبوه واحذروه فان الكذب يهدي يعني يوصل الى الفجور يعني الى الرغبة في المعاصي ويجعل الانسان يترك سبل الطاعة الى المعصية ومن الصدق الى ضده قال وان الفجور يهدي الى النار اي يكون طريقا موصلا الى النار وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب يعني انه يجتهد ان يكون من اهله اه يظن انه يستعمله حتى يكتب عند الله كذابا اي كثير الكذب ويسجل بهذا الوصف عند رب العزة والجلال. ثم قال وعليكم بالصدق اي اوصيكم بالصدق في الحديث اذ بالاخبار بالواقع فالزموه وتقربوا الى الله بالحديث به فان الصدق يهدي الى البر يعني ان من كان من اهل الصدق وفق للاعمال الصالحة التي يثنى على اصحابها ويكونون ممن يقدم على افعال الخيرات وان البر يهدي الى الجنة ان يكون سببا وطريقا الى الوصول للجنة وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق اي اي اه يحرص ان يكون من اهله يبذل الاسباب التي تجعله صادقا في حديثه حتى يكتب عند الله صديقا. اي كثير الصدق ممن يتكرر منه الصدق ويوجد منه ذلك. كما قال تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار جحيم قال الامام ابو داوود حدثنا مسدد ابن مسرهد قال اخبرنا يحيى عن بهز ابن حكيم قال حدثني ابي عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث في كذب ليضحك به القوم. ويل له ويل له. ويل اي هلاك عظيم وقوله للذي يحدث اي يتكلم مع الناس يحادثهم في كذب اي اخبروا بخلاف الواقع من اجل ان يضحك الناس و هذا الحديث حديث آآ جيد لاسناد وقد اخرجه اهل السنن في اسناده بهز ابن حكيم قال حدثني ابي عن ابيه وقد ورد اختلاف كثير بين اهل العلم في هذه السلسلة والاظهر انها ان احاديثها من قبيلي الحسن قال المؤلف حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن ابن عجلان ان رجلا من موالي عبد الله ابن عامر ابن ربيعة العدوي حدثه عن عبد الله بن عامر انه قال دعتني امي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت هاه تعال او اعطيك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اردتي ان تعطيه؟ قالت اعطيه تمرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة هذا الحديث فيه رجل مجهول فالاسناد لم يثبت عن اه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الرجل الذي من موالي اه عبدالله بن عامر مجهول ومن ثم لم يثبت هذا الخبر قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا حفص بن عمر قال اخبرنا شعبة اخبرنا محمد بن الحسين قال اخبرنا علي بن حفص قال اخبرنا طبعا عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم قال ابن حسين في حديثه عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه سلم قال كفى بالمرء اثما ان يحدث بكل ما سمع هذا الحديث قد ذكره الامام مسلم في المقدمة مسندا ومرسلا. قال ابو داوود ولم يذكر حفص ابا هريرة قال ابو داوود ولم يسنده الا هذا الشيخ يعني علي ابن حفص المدائني هذا الخبر قد رواه بعضهم بدون ذكر الصحابي. وهو ابو هريرة وهذه رواية الاكثري بينما ذكره احد الرواة فذكر فيه الصحابي فعلى رواية الجمهور يكون الخبر مرسلا اي منقطعا بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين التابعي الراوي عنه وعلى الرواية الاخرى التي اشار اليها المؤلف وهي رواية محمد ابن حسين يكون الخبر مسندا وآآ هناك منهجان لاهل العلم في التعامل مع مثل هذا فبعضهم يقول بان هذه آآ زيادة ثقة وزيادة تيه ان الانسان لا يحدث بحديث حتى يتأكد من صحته ويعرف هل يؤثر تأثيرا في الناس او يكون تأثيره تأثيرا سيئا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت قول المؤلف باب في حسن الظن قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد حاوى اخبرنا نصر ابن علي عن مهنىء ابي شبل. قال ابو داوود افهمه منه جيدا عن حماد ابن سلمة عن محمد ابن واسع عن شتير قال نصر شتير بن نهار عن ابي هريرة قال نصر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حسن الظن من حسن العبادة. قال ابو داوود ثقة بصري هذا الراوي مهنىء قد وثقه ابو داوود هنا وتكلم اخرون فيه فقال فيه ابو حاتم هو مجهول قوله هنا ولم افهمه منه جيدا اي لم افهم من نصر ابن علي هذا السماع جيدا وقوله من حسن العبادة اي من جملة العبادة المستحسنة التي يتقرب بها الى الله جل وعلا ولا شك ان حسن الظن بالله تعالى من الامور المطلوبة. وقد قال الله جل وعلا في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء وهكذا حسن الظن باهل الايمان من الامور المطلوبة. لقوله تعالى لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا قال الامام ابو داوود حدثنا احمد ابن محمد المروزي قال اخبرنا عبد الرزاق قال انباءنا معمر عن الزهري عن علي ابن عن صفية قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فاتيته ازوره ليلا فحدثته فقمت فانقلب نبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار اسامة بن زيد. فمر رجلان من الانصار فلما رأى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرع فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما انها صفية بنت تحيي قال سبحان الله يا رسول الله. قال ان الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم. فخشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا او قال شرا هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان قوله عن صفية هي صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفان اي لابسا في المسجد لطاعة الله عز وجل. فاتيته اي ان صفية زارته صلى الله عليه وسلم في اعتكافه ليلا يعني في الحرم آآ في المسجد النبوي وفيه جواز زيارة المعتكف وفيه حديث المعتكف مع اهله وفيه جواز خروج المرأة ليلا للحاجة قالت فحدثته فقمت فانقلبت اي اردت ان ارجع الى بيتي و فقام معي ليقلبني اي ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يذهب معها ليوصلها الى منزلها ففي هذا جواز خروج المعتكف ما يحتاج اليه قالت قال وكان مسكنها اي مسكن صفية في دار اسامة بن الزيد. وكان هذا خارج المسجد. بخلاف بيوت بعض نسائه قال فمر رجلان من الانصار اي مر والنبي صلى الله عليه وسلم فقد رجع مع صفيه يقلبها فلما رأى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اسرع اي في المشي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما اه اي لا تسرعا في المشي فليس هناك شيء يستدعي اه ان تقوم بالاسراع في المشي وليس هناك امر آآ تنكرانه او تكرهانه وثم قال انها صفية اي هذه المرأة التي معي هي زوجتي صفية بنت حيي فقال سبحان الله اي استكبر ان ان يظن في رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من السوء. سبحان الله يا رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يجري من الانسان مجرى الدم يعني انه في اغوائه وفي شدة اتصاله وبعض وقيل بانه على ظاهره قال فخشيت اي حذرت من ان يقذف اي يلقي الشيطان في قلوبكما شيئا اي من وساوس السوء او تهمة الشر قال المؤلف باب في العدة اي وعد الانسان لغيره حدثنا قال المؤلف حدثنا ابن المثنى. قال اخبرنا ابو عامر قال اخبرنا ابراهيم ابن طهمان عن علي ابن عبد لا عن ابي النعمان عن ابي وقاص عن زيد بن ارقم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا وعد الرجل واخا ومن نيته ان يفي فلم يفي ولم يجيء للميعاد فلا اثم عليه هذا الحديث لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اسناده اسناد مجهول مظلم ففيه ابو النعمان مجهول وفيه ابو وقاص مجهول ومن ثم لا يعول على هذا الخبر. وقوله اذا وعد الرجل اخاه يعني المسلم ومن نيته ان يفي اي انه كان عازما على الوفاء بذلك الوعد فلم يفي يعني انه لم يقم بالوفاء بالوعد ولم يجيء للميعاد يعني لعله لعذر منعه فلا اثم عليه ولكن هذا الحديث كما تقدم انه حديث لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالتالي لا يعول عليه في حكم. قال المؤلف حدثنا محمد بن يحيى ابن فارس النيسابوري. قال اخبرنا محمد بن سنان قال اخبرنا ابراهيم بن طهمان عن بديل عن عبد الكريم ابن ابن عبد الله عن عبد الكريم ابن عن عبد الكريم عن عبد الله ابن شقيق وبعضهم رواه عن عبدالكريم ابن عبد الله ابن شقيق عن عبدالله بن شقيق عن ابيه عن عبد الله ابن ابي الحمساء قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل ان يبعث وبقيت له وبقيت له بقية ووعدته ان اتيه بها في مكانه فنسيت فذكرت بعد ثلاث. فجئت فاذا هو في مكانه. فقال يا فتى لقد شققت علي انا ها هنا منذ ثلاث انتظرك قال ابو ابو داوود قال محمد ابن يحيى هذا عندنا عبد الكريم ابن عبد الله ابن شقيق وقال ابو داوود هكذا بلغني عن علي ابن عبد الله وقال ابو داوود بلغني ان بشر ابن السري رواه عن عبدالكريم بن عبدالله بن شقيق اذا هناك اختلاف في هذا اللفظ. هل هو عن عبد الكريم عن عبد الله ابن شقيق كما هو روى الرواية الاولى وبالتالي عبد الله بن شقيق معروف من التابعين وان كان ابوه لا يعرف بل ابوه جاهلي لم يدرك الاسلام. ولكن هذا ليس هو الصواب في الرواية انما الصواب في الرواية انه عن عبد الكريم ابن الله بن شقيق وعبد الكريم هذا مجهول وبالتالي هذا الخبر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي في الفاظ هذا الخبر واضحة وليس فيها اه شيء يحتاج الى اه الشرح او توضيح المعنى. ويبقى مسألة ان من وعد انسانا بشيء غير منهي عنه فحينئذ ما حكم الوفاء الوعد معه اه لا شك ان الوفاء بالوعد امر مشروع ومرغب فيه. ولكن هذا هل هو واجب او مستحب فجمهور اهل العلم قالوا بانه مستحب لو تركه فاته الفضل ولكنه لا يأثم آآ بذلك وقد روي عن جماعة منهم آآ عمر بن عبد العزيز وبعض الظاهرية ان ذلك على وجوب ان ذلك على الوجوب واللي المسألة آآ استدلالات وخلافات بين آآ الفقهاء هناك ايضا من فرق بين الوعد الذي يترتب عليه التزام فاذا فعل ذلك الالتزام وجب الوفاء بالوعد وبين الوعد الذي ليس مرتبطا بالتزام فلا يجب الوفاء به قال المؤلف باب فيمن تشبع بما لم يعط اي نسب الى نفسه ما ليس بحقيقة. فقال اعطاني فلان ولم يعطه شيئا كانه اشبع بطنه باشياء لم تصل اليه قال المؤلف حدثنا سليمان بن حرب قال اخبرنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن اسماء بنت ابي ابي بكر ان امرأة قالت يا رسول الله ان لي جارة تعني ضرة يعني زوجة اب هل علي جناح ان تشبعت لها بما لم يعطي زوجي قال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط تلابس ثوبي زور. هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه البخاري ومسلم قول قولها هنا ان امرأة قالت يا رسول الله ان لي جارة المراد بالجارة زوجة آآ الزوج الزوجة الاخرى للزوج وفسرها الراوي قال تعني ذرة. وقيل لهما هذا الاسم جاره لانهما يسكنان في الغالب في مكان متجاور ولذا سمي بذلك وآآ دائمة ولقرب محلهما في الغالب فكان كالجارين المتقارب بين قوله هنا هل علي هل علي جناح؟ اي هل يلحقني اثم؟ وحرج ان تشبعت لها بما لم يعطي زوجي اي ان ذكرت لها ان زوجي اعطاني اشياء وهو لم يعطني اياها تكثرت باكثر مما عندي. واظهرت لجارتي وضرتي انه يعطيني اكثر مما يعطيها انما تريد بذلك رفعة مكانتها عليها وادخال الغيظ على قلبها فقال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى اي المدعي انه قد اعطي اشياء وهو لم تعطيها يتكثر بذلك عند الاخرين. ويتزين بالباطل فهو كلابس ثوبي زور. اي ان هذا الفعل فعل مذموم يذم كما يذم من لبس ثوبي الزور. وثوب الزور آآ ثوب الرياء الذي يشعر الناس بانه على معنى ويكون على خلاف ذلك. ومن هذا ان البس لباس اهل الزهد وليس كذلك ومنه ايضا ان يظهر للناس انه على صفة معينة وليس كذلك قال المؤلف باب ما جاء في المزاح المراد بذلك ما يسلوا الناس به ويدخل السرور عليهم ويغير نمط حياتهم والمراد بهذا هل هو امر جائز؟ او ليس من الامور الجائزة قال المؤلف حدثنا وهب بن بقية قال انبانا خالد عن حميد عن انس ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله احملني فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا حاملوك على ولد ناقة قال وما اصنع بولد الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهل تلد الابل الا النوق هذا حديث صحيح الاسناد وقوله ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله احملني اي اعطني ناقة اركب عليها فاتنقل بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان حاملوك على ولد ناقة فهم الرجل من هذه الكلمة انه سيحمل على قوار صغير او قاعود صغير. وبالتالي لن يتمكن من حمله. ومن هنا قال وما بولدي الناقة. لان ولد الناقة في ظنه انه صغير السن وصغير السن من الابل لا يصلح للركوب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهل تلد الابل الا النوق يعني هذا البعير الكبير الذي يركبه الناس من الذي جاء به؟ ومن الذي ولده؟ انما ولدته ناقة فهذا البعير الكبير ولد ناقة والناقة هي انثى اه الابل في هذا استعمال لكلمة مزاح فكلمه بكلمة ليستنكرها ثم اذا تأمل فيها وجد انها صحيحة وفيه اشارة الى ان الانسان اذا سمع كلمة قبل ان ينكرها ينبغي به ان يتأملها. وان يتفكر فيها. كما ان في الحديث اباحة المزاح الدعابة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح اصحابه لكنه لا يقول الا حقا قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا يحيى ابن معين اخبرنا حجاج بن محمد قال اخبرنا يونس ابن ابي اسحاق عن ابي اسحاق عن العيزار ابن حريث النعمان بن بشير قال استأذن ابو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا. فلما دخل تناولها ليلطمها وقال لا اراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه وخرج ابو بكر مغضبا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج ابو بكر كيف رأيتني انقذتك من الرجل؟ قال فمكث ابو بكر اياما ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدهما قد اصطلحا فقال لها فقال لهما ادخلاني في سلمكما كما ادخلتماني في حربكما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلنا قد فعلنا هذا الحديث رجاله ثقات وظاهره صحة الاسناد ولكن النسائي قد اخرج هذا الخبر ولم يذكر فيه ابا اسحاق السبيعي وبالتالي يبقى في باتصال الخبر نظر وتأمل وقوله هنا استأذن ابو بكر فيه استئذان الرجل في الدخول على بيوت الاخرين حتى على بيت ابنته وقوله هنا فسمع صوت عائشة عاليا. يعني ان النبي يعني ان ابا بكر وهو عند الباب سمع صوت عائشة وقد رفعته وليس في البيت الا رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ فهم ان رفع الصوت هو على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما دخل تناولها ليلطمها اي امسكها من اجل ان ظربة بكفه. وقد تكون في الوجه وقد تكون في غيره. والاغلب ان ان يكون ضربا في اه الوجه وقد يكون ضربا في الخد بخصوصه آآ قال تناولها ليلطمها لم يظربها بعد ولكنه على وشك فقال لا اراك ترفعين قوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيه تأديب الرجل لابنته. وفيه ايضا ان المرأة تقدم زوجها وتقوم بحقه ولا ترفعوا الصوت عليه وقوله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه اي يمنع ابا بكر من ضرب ابنته ولطمها وخرج ابو بكر مغضبا. اي قد امتلأ غضبا على عائشة لما صدر منها من رفع الصوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج ابو بكر كيف رأيتني انقذتك من الرجل اي خلصتك منه او ومن ارادته ان يلطم وان يضرب وجهك بهذا الحديث ان الرجل يجوز له ان يذكر فضله على المرأة وفي هذا اه في هذا لم يقل عن ابيك. وانما قال من من الرجل على سبيل الجد بالسرقة ولا على سبيل اللعب والميزاح بما في ذلك من ادخال الغيب ومن آآ ادخال الهموم على صاحب المتاع ثم قال على جهة التمثيل ومن اخذ عصا اخيه قال رأيتني انقذتك من الرجل. فعدل من لفظة ابيك الى الرجل لان كلمة الرجل فيها اشارة الى الرجولية كانه اشار الى انه انما غضب لله ولرسوله فكان في هذه الجملة واستعمال كلمة الرجل نوع ممازحة من النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة مع اما كان بينهما من الحديث قبل ذلك الذي سماه ابو بكر بعد هذا حربا قال فمكث ابو بكر ايام اي بقي ولبث لم يزر عائشة عددا من الايام ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما يعني النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة قد اصطلحا اي زال ما بينهما سابقا فقال لهما ادخلاني في سلمكما كما ادخلتماني في حربكما اي اجعلاني اشترك معكما في الحديث الذي ليس فيه مرادة ولا مناقشة كما دخلت كما دخلت سابقا في ما حصل بينكما من اه المشاكلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلنا اي ادخلناك في سلمنا قال قال الامام ابو داوود حدثنا مؤمل ابن الفضل قال اخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلا عن عن بشرى بن عبيد الله عن ابي ادريس الخولاني عن عوف بن مالك الاشجعي قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي غزوة تبوك وهو في قبة من ادم فسلمت فرد وقال ادخل فقلت اكل لي يا رسول الله؟ قال كلك فدخلت هذا الحديث آآ اصله عند الامام البخاري قد اخرجه ابن ماجة مطولا وآآ الحديث الذي في الصحيح ليس فيه ذكر آآ الدخول قال قال المؤلف حدثنا صفوان بن صالح قال اخبرنا الوليد قال اخبرنا عثمان ابن ابي العاتكة قال انما قال ادخل كل من صغري القبة قال قول عوف بن مالك اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ويعني وهو قد ذهب لهذه الغزوة سنة تسع وهو في قبة اي خيمة صغيرة من ادم اي صنعت من الجلد فسلمت يعني على النبي صلى الله عليه وسلم فرد السلام عليها. وقال ادخل يعني في القبة فقلت اقل لي اي ادخل بجميع بدني او ببعض بدني قال اكل لي يا رسول الله؟ قال كلك فدخلت وهذا لان القبة اه صغيرة وبالتالي اراد ان يمازحه وان اذكر له اه صغر القبة التي هو فيها اه اه والاسناد الاخر فيه عثمان ابن ابي العاتكة لبعض اهل العلم فيه كلام. قال المؤلف حدثنا ابراهيم بن مهدي قال اخبرنا شريك عن عاصم عن انس انه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا ذا الاذنين هذا حديث حسن الاسناد قوله يا ذا الاذنين يعني يا صاحب الاذنين. هذه الكلمة فيها الث له على استماع دروس الخير الاستماع الى ما يعود عليه بالنفع فمناجاته وبذلك انما هي على جهة آآ مخاطبة بهذا اللفظ انما هو على جهة المزاح مع وفيها اشارة الى ترغيبه في حسن آآ الاستماع قال المؤلف باب من يأخذ الشيء من مزاح المراد من هذا ان بعض الناس يأتي الى حوائج الاخرين فيأخذها كأنه على جهة المزاح فبعض من يأخذ اغراظ غيرهم على جهة المزاح اذا لم يفطن له كملكها واخذها وتصرف فيها فان فطن له قال انما اخذتها على جهة المزاح فردها وقد نهي عن ذلك لما فيه من الترويع ولما فيه من احتمال ضياع اموال الاخرين قال المؤلف حدثنا محمد بن بشار قال اخبرنا يحيى عن عن ابن ابي ذئب هاء واخبرنا سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي قال اخبرنا شعيب بن اسحاق عن ابن ابي ذئب عن عبد الله ابن السائب ابن يزيد عن ابيه عن جده انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يأخذن احدكم متاع اخيه لاعبا ولا جاد. قال لاعبا جاد. وقال سليمان لاعبا ولاجئ وقال سليمان لعبا ولا جدا. ومن اخذ عصا اخيه فليردها لم يقل بشار ابن يزيد وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث قد اخرجه الترمذي وقال حسن غريب وقوله هنا لا يأخذن احدكم متاع اخيه نهي عن اخذ الاخرين ولو على سبيل المزح الهزل وهكذا نهي عن اخذ اموال الاخرين على سبيل اه الجد فلا يأخذ مالا لغيره على سبيل الهزل والمزاح ثم يحبسه عنده فبعض الروايات فيها لاعبا جادا يعني انه يأخذ السلعة فان انتبه له قال انما انا لاعب مازح فيقوم بردها فان لم ينتبه له كان جادا في الاخذ وبالتالي مسك ما اخذه واستولى عليه بينما سليمان بن عبدالرحمن قال في روايته لعبا ولا جدا. اي لا يأخذ اموال الاخرين فليردها وبالتالي اي سلعة اخذها المرء من غيره ولو كانت قليلة وجب عليه ان يردها بشار ابن يزيد لم يقل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اقتصر على عن عبدالله ابن السائب قال المؤلف حدثنا محمد بن سليمان الانباري قال اخبرنا ابن نمير عن الاعمش عن عبده عن الاعمش عن عبدالله ابن صار عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى قال حدثنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم. فنام رجل منهم فانطلق بعضهم الى حبل معه فاخذه ففزع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم ان يروع مسلما قوله كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم يعني هذا شأنهم وطريقتهم انهم يذهبون معه في اسفاره وغزواته قال فنام رجل منهم يعني من الصحابة فانطلق بعظهم يعني بعظ الصحابة الى حبل معه. كان يحتاج اليه فاخذه فلما استيقظ الرجل فزع يعني انه خاف بسبب فقد هذا الحبل وخشي ان يلحقه ضرر بسبب ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم اي لا يجوز لمسلم ان يروع ان يخوف مسلما وهذا يشمل سبيل الجد وسبيل اه الهزل ففي هذا تحريم اخذ اموال الاخرين على سبيل المزاح قال المؤلف رحمه الله باب ما جاء في التشدق في الكلام والمراد به التوسع في الكلام من غير احتياط ولا احتراز كأنه من شدة تكلفه في الكلام يلوي طرف طرفي اه فمه وجانبيه قال المؤلف حدثنا محمد بن سينان الباهلي وكان ينزل العوقة. قال اخبرنا نافع بن عمر عن بشر بن عاصم عن ابيه عن عبدالله انه قال قال عن عبدالله قال ابو داوود هو ابن عمرو وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها هذا الحديث الذي اخرجه الامام ابو داوود رحمه الله تعالى حديث قد اخرجه الترمذي في سننه قال وكان ينزل العوقة وهي طرف من اطراف اه البصرة وقوله في هذا الحديث ان الله يبغض البليغ من الرجال اي شديد الفصاحة الذي يتمكن بفصاحته من اخذ حقوق غيره الذي يتخلل بلسانه اي يأكل بلسانه ويتحرك بلسانه حركة شديدة اه كما تفعل البقرة التي تتخلل بلسانها وخص البقرة لان جميع البهائم تأخذ النبات باسنانها. بينما البقرة تجمع بلسانها و فيه يعني ترك شدة البلاغة خصوصا في اخذ اموال وحقوق الاخرين قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا ابن السرح قال اخبرنا ابن وهب عن عبد الله ابن المسيب عن الظحاك ابن شرحبيل عن ابي هريرة انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم صرف الكلام لي يسبي به قلوب الرجال او الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا هذا حديث فيه عبدالله بن المسيب هذا روى عنه ابن وهب ولكنه مجهول ولم يوثق ولم يوثقه احد الا ان ابن ابن حبان ذكره في اه الثقات قوله قال من تعلم صرف الكلام اي انواعه وطريقة استعماله بحيث يتمكن من المحاجة بانواع الباطل فان الحجاج والمجادلة لها طرائق صادقة ولها طرائق خادعة يظن انها موصلة وليس الامر كذلك قال من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال اي ليستميلهم ويملكهم لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا كانه انما اراد بذلك الرياء والسمعة ولم تكن مقاصده اخروية. ولذا لم يقبل منه قال المؤلف حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن اسلم عن عبد الله ابن عمر انه قال قدم رجلان من المشرق فخطب فعجب الناس يعني لبيانهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من بيان لسحرا او ان بعض البيان لسحرا هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه اه الامام البخاري قوله قدم رجلان من المشرق الاشهر عند اهل الحديث انهما الزبرقان ابن بدر وعمرو بن الاهتمي ولهما صحبة وكان قدومهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة التاسعة قال قدم رجلان من المشرق فخطبا من المشرق اي جهة الشرق فخطب يعني اديا خطبة عند النبي صلى الله عليه وسلم فعجب الناس يعني لبيانهما فتعجبوا من حسن خطبتهما ومن قدرتهما على الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا. اي ان بعض البيان يماثل سحر في استمالة القلوب وبالتالي يصرف هذه القلوب او ان هذا البيان يعجز ان يؤتى بمثله وبالتالي يوصف بهذا الوصف وعلى كل فان هذا الخبر ينهى او ظاهره انه انما هو وصف البيان الواضح وبالسحر الذي فيه صرف الاصل في السحر انه يقال على ما خفي ولطف سببه فلما خفيت طريقتها او لما خفيت اه طريقة استخدام هؤلاء للبيان المؤثر على النفوس قيل فيه ذلك قال المؤلف رحمه الله تعالى ولا يعني هذا ذم البيان الذي يتوصل به الى ايصال الحقوق لاصحابها قال المؤلف رحمه الله حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني انه قرأ في اصل اسماعيل ابن عياش وحدثه محمد ابن اسماعيل ابنه عن ابيه. قال حدثني ابي قال لحدثني ظمضم عن شريح ابن عبيد قال حدثنا ابو ظبي ان عمرو بن العاص قال يوما وقام رجل فاكثر القول فقال عمرو لو قصد في قوله لكان خيرا له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد رأيت او امرت ان اتجوز في القول ان الجواز هو خير هذا الحديث في رواة اكثر من راوي يوصف بانه صدوق وبالتالي فالخبر حسن الاسناد فيه نكتة بديعة الا وهي ان الامام ابا داود ذكر انه جاء الى حمص وكان محمد بن اسماعيل ابن عياش فيها فقال سمعت عنه ولم اته ليحدثني فانظر الى هذا الحديث كيف وقع حديث ابن ابن حديث محمد ابن اسماعيل ابن عياش في سنن ابي داوود وهذا الخبر فيه علة اخرى وهي ان سليمان ابن عبد الحميد وهو صدوق آآ لم يروه بالسماع وانما رواه من طريقين احدهما بوجادة من كتب اسماعيل ابن عياش والثاني انه قد رواه عن محمد ابن اسماعيل ابنه عنه فابو داوود لم يحدث عن محمد ابن اسماعيل مع كونه كان موجودا في معه في مدينة واحدة ولكنه محدثة عن من حدث عنه وقوله في هذا آآ الخبر قوله في هذا آآ الخبر قام رجل فاكثر القول يعني اطال الكلام والخطبة فقال عمرو يعني عمرو ابن العاص رضي الله عنه لو قصد في قوله لكان خيرا له. اي لو اقتصر على بعض هذا الكلام واختصره وحاول ان يجعله كلاما آآ مختصرا موصلا الى المعنى لك انا خيرا له اي لكان افضل في الحديث له ولكان اوصل للمعاني الى من استمع له ولكان ابعد عن السآمة والملالة من حديثه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد رأيت يعني علمت رؤية رؤيا علمية او امرت ان اتجوز في القول اي اتخفف بالكلام ولا اطيل فيه فان الجواز يعني الاقتصار على ما يكفي من الكلام وعلى اقل قدر مجزئ منه فان الجواز هو خير. يعني هو الافضل والاحسن بما في ذلك من تمكن المستمعين من وعي الحديث والكلام ومعرفة مقاصده ولما في ذلك ايضا من ابعاد السآمة والملل عنهم. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. واسأل الله جل وعلا ان يسعدكم واعذروني ان كنت اطيل الحديث معه وان كنتم ترغبون ان اقصره فيما يأتي فلا بأس ان شاء الله تعالى. هذا والله اعلم وصلى الله الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا