الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا درس جديد هو الدرس الرابع عشر من دروسنا في كتاب الادب من سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى قال فيه باب ما جاء في الشعر الشعر وزن الكلام واخراجه على هيئة مرتبة مقطعة باوزان معروفة قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابو الوليد الطيالسي قال اخبرنا شعبة عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لان جوف احدكم قيحا خير له من ان يمتلئ شعرا هذا الحديث قد حديث صحيح وقد اخرجه الامامان البخاري ومسلم قال ابو علي بلغني عن ابي عبيد انه قال وجهه ان يمتلئ قلبه حتى يشغله او يشغله ذلك عن القرآن وذكر الله. فاذا كان القرآن والعلم الغالب فليس جوف هذا عندنا ممتلئا من الشعر وان من البيان لسحرا قال كان المعنى ان يبلغ من بيانه ان يمدح الانسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب الى قوله ثم يذمه في صدق فيه حتى يصرف القلوب الى قوله الاخر فكأنه سحر السامعين بذلك قوله هنا لن يمتلئ جوف احدكم قيحا اي ان يصيبه جرح وبالتالي يكون فيه قيح وهذا القيح يملأ جوف الانسان فهذا دليل على مرضه وعدم سلامته مع كون هذا القيح من النجاسات قال خير له من ان يمتلئ شعرا يعني المراد الا يكون في قلبه الا الشعر فقط لانه قد امتلأ به كما ذكر كما ذكر ابو علي اللؤلؤي صاحب ابي داوود وهو الذي روى السنن عنه وآآ بهذا فسر هذا الخبر وهذا ظاهره انه يشمل جميع الاشعار وبعض اهل العلم قصه بالاشعار المذمومة في الشرع مما فيه مخالفة سواء كان من اه الامور التي فيها زم للاخرين او فيها مخالفة عقدية او نحو ذلك وحمله اخرون على فظول المباحات من الاشعار واستثنوا منه ما كان حقا مما يدل او يرغب في ذكر الله وفي مدحه وفي الزهد وفي المواعظ في الترغيب في افعال آآ الخير وقد ذكر اهل العلم جملة فيما يتعلق ب باب الشعر ان حسنه حسن وان قبيحه قبيح وعلى كل فهذا هذا الحديث انما هو فيمن ملأ جوفه من الشعر حتى اشغله عن المهام الشرعية والعلوم الشرعية التي يحتاج اه الى معرفتها والعمل بها قال المؤلف حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال حدثنا ابو بكر ابن عبدالرحمن ابن الحارث ابن هشام عن مروان ابن الحكم عن عبدالرحمن ابن الاسود ابن عبد يغوث عن ابي ابن كعب ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من الشعر حكمة هذا الحديث حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام البخاري و فيه ان بعض الشعر مرغب فيه وفيه معان حق نافعة ويمنع صاحبه من اخلاق السفاهات والجهل وذلك من اشتعال المو كأشعار المواعظ ونحوها قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد قال اخبرنا ابو عوانة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يتكلم بكلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من بيان سحرا وان من الشعر حكم وبعضهم قال حكما هذا الحديث في اسناده سماك وهو صدوق حديث الصدوق حسن ولكن بعض اهل العلم تكلم في خصوص رواية سماك ابن حرب عن عكرمة وضعفها قد قال الله تعالى واتيناه الحكم صبيا المراد بالحكم هنا الحكمة وقوله ان من البيان سحرا اي تأثيرا على القلوب وتغييرا لما فيها قال المؤلف حدثنا محمد ابن يحيى ابن فارس قال اخبرنا سعيد ابن محمد قال اخبرنا ابو تميلة قال حدثني ابو جعفر النحوي عبدالله ابن ثابت قال حدثني صخر بن عبدالله بن بريدة عن ابيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من البيان سحرا وان من العلم جهلا وان من الشعر حكما. وان من القول عيالا. فقال الصعصعة بن صوحان صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم. فاما قوله ان من البيان سحرا فالرجل يكون عليه الحق وهو الحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق واما قوله ان من العلم جهلا فيتكلف العالم الى علمه ما لا يعلم فيجهله ذلك او يجهله ذلك واما قوله وان من الشعر حكما فهذه فهي هذه المواعظ والامثال التي يتعظ الناس بها واما قوله من القول عيالا فعرظك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده هذا الحديث مجهول الاسناد باسناده ابو جعفر النحوي عبدالله بن ثابت وهو مجهول وقد سبق ايراد كلام الامام ابي كلام صعصعة بن صوحان في تفسير الفاظ هذا الخبر قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا ابن ابي خلف واحمد بن عبدة المعنى قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن الزهري عن سعيد انه قال مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد فلحظ اليه فقال كنت كنت انشد وفيه من هو خير منك هذا الحديث من رواية سعيد ابن المسيب وهو لم يسمع من عمر وبالتالي فالخبر منقطع وحسان هو حسان بن ثابت الشاعر المعروف وقوله وهو ينشد الشعر اي يقوله ويقرأه وقوله فلحظ اليه اي اعطاه اشارة. آآ تشير اليه بان المسجد ليس موطنا للشعر قال المؤلف حدثنا احمد بن صالح اخبرنا عبد الرزاق قال انبأنا معمر عن الزوري عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة بمعناه زاد فخشي ان يرميه برسول الله صلى الله عليه وسلم فاجازه. هذا حديث صحيح وقد اه اه اخرجه البخاري ومسلم بدون الزيادة بالمعنى وقوله هنا فخشي ان يرميه يعني ان عمر خشي من حسان ان يرد كلامه بامره بالخروج من المسجد بذكر حادثته مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه انشد الشعر في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد فلم ينكر عليه. وحينئذ اجازه عمر اي اجاز عمر حسان ان يلقي الاشعار في المسجد قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن سليمان المصيصي لويل لوي قال اخبرنا ابن ابي الزناد عن ابيه عن عروة وهشام عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد فيقوم عليه يهجو من قال فيا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في ورسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث حسن الاسناد ابن ابي الزناد صدوق فالخبر حسن وقد اخرجه الترمذي وقال فيه حسن صحيح وقوله عن عروة وهشام عن عروة ابن الزناد يروي هذا الحديث عن ابيه ابي الزناد عن عروة وكذلك ابن ابي الزناد يروي الخبر عن هشام عن عروة ولذا قال هذا اللفظ وقوله قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا اي مكان علو ليتمكن من القاء ليتمكن حسان من القاء شعره في المسجد فيقوم عليه يهجو من ورسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي لفظ بدون الواو من قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم اي يرد هجاء المشركين من عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان روح القدس جبريل مع حسان اي يناصره ويؤيده ما نافح يعني ما دافع حسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا جواز قول الشعر واستعمال الشعر في مناصرة الدعوة وفيه ايضا استعمال الوسائل الاعلامية الممكنة برد اصحاب الشائعات ومن يحاول ان يصد الناس عن دعوة الحق قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا احمد بن محمد المروزي قال حدثني علي ابن حسين عن ابيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس انه قال والشعراء يتبعهم الغابون فنسخ من ذلك واستثنى وقال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون هذا الحديث باسناده علي ابن حسين ابن واقد وقد اختلف فيه رأى جماعة تضعيفه فيضعفون خبره واخرون رأوا انه صدوق ومن ثم قالوا بان حديثه من قبيل الحسن وقوله والشعراء يتبعهم الغاوون اي ان الظالين من الناس يسيرون على طريقة الشعراء قال فنسى اخ من ذلك كلمة النسخ في الزمان الاول اوسع من مدلولها عند المتأخرين. فكان الاوائل يطلقون اسم النسخ على التخصيص ولذا لا بد ان يعلمن من شروط النسخ ان يكون الناسخ في خطاب متأخر وهنا جاء الخطاب بالاستثناء في نفس الخطاب. وبالتالي لا يسمى نسخا على طريقة المتأخرين وانما تسمى كذلك على طريقة المتقدمين وقوله الا هنا للاستثناء. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا هذا الصنف من الشعراء الذين يتصفون بهذه الصفات لا يقال عنهم بان الذين يتبعونهم هم الغاوون وقوله وذكروا الله كثير التنبيه على ان الشعر لم يشغلهم عن ذكر الله تعالى هذه الاية الاخيرة نزلت بسبب من كان من كان يزاول الشعر من صحابة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون. جاء عبدالله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم الشعراء جاؤوا وهم يبكون فقالوا يا رسول الله لقد انزل الله هذه الاية وهو يعلم ان شعراء فهذا هلاكنا فانزل الله تعالى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا. وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا عليهم هذه الاية قال المؤلف رحمه الله باب ما جاء في الرؤيا والمراد بالرؤيا ما يشاهده النائم في اثناء نومه و الرؤيا قد تقع على جهة التلبيس من الشياطين. فمثل هذا لا يلتفت اليه وقد تكون من الله جل وعلا وبعضها يقع على وفق ما شاهده الانسان وبعضها يكون على جهة وعلى جهة التمثيل وظرب اه الامثلة وبالتالي تحتاج الى شيء من التفسير قال المؤلف رحمه الله حدثنا عبدالله بن مسلمة عن ما لك عن اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة عن زفر بن صعصعة عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى احد منكم الليلة رؤيا ويقول انه ليس يبقى بعدي من النبوة الا الرؤى الصالحة هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الامام مالك في الموطأ بمثل اسناد المؤلف لكن النسائي اخرجه من حديث زفر بن صعصعة عن ابي هريرة مباشرة بدون ان اذكر اباه ولكن المحفوظ ما ذكره المؤلف مما يوافق ما ذكره ما لك ابن انس في وقوله كان اذا انصرف من صلاة الغداة يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اتم صلاة الفجر يقول يعني لاصحابه هل رأى احد منكم الليلة رؤيا؟ اي هل شاهدتم في من امكم رؤيا ويقول انه ليس يبقى بعدي من النبوة. اي ان النبوة تنقطع وما يخبر الله به الخلق وما يوحيه اليهم ينقطع الا الرؤى الصالحة وهي التي ترى في المنام وليست من احاديث النفس ولا من تلاعب الشياطين بل هي ويا حسنة صادقة وقال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن كثير قال انبأنا شعبة عن قتادة عن انس عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رؤيا المؤمن جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة هذا الحديث الذي ذكره المؤلف هنا قد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وفيه بيان ان الرؤية المنامية التي ليست من تلاعب الشياطين ولا من حديث النفس. يكون فيها شيء من الوحي الذي يوحي هي رب العزة والجلال للعبد كما يكون هناك وحي انبياء الله عليهم السلام وقال طائفة بان المراد ان الرؤيا المنامية قد يكون فيها اخبار عن الوقائع الغيبية وعن الاخبار مستقبلية ولذا سميت بهذا الاسم ونسب اليها انها جزء من ستة جزءا من النبوة وانبه هنا الى ان هذه الجزئية اختلفت الاحاديث في مقدارها زيادة ونقصا ولعل الاختلاف انما هو في الفهم بحيث يجبر النقص او يكون المراد لذلك التقريب او آآ يكون المراد بذلك جزء هذه الرؤيا وليس كما وقد يحتمل احتمالات آآ اخرى قال المؤلف رحمه الله حدثنا قتيبة بن سعيد قال اخبرنا عبد الوهاب عن ايوب عن محمد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المسلم او المؤمن ان ان تكذب واصدقهم رؤيا اصدقهم حديثا والرؤيا ثلاث. فالرؤيا الصالحة بشرى من الله. والرؤية ويا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه. فاذا رأى احدكم ما اكره فليقم فليصلي ولا يحدث بها الناس. قال واحب القيد واكره قال واحب القيد واكره الغلة او قال الغل والقيد ثبات في الدين. قال ابو داوود اذا اقترب الزمان يعني اذا اقترب الليل والنهار يعني يستويان اصل هذا الخبر في الصحيحين وهو حديث صحيح ورجاله كلهم ثقات وقوله اذا اقترب الزمان لعل المراد بذلك ان تمضي اوقات الزمان في اعتقاد الناس بسرعة ونجد هذا في ازمنتنا هذه ما يدخل الشهر الا واذا به قد مضى ولا نبتدأ السنة الا ونحن نشاهد ختامها وهكذا قال اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم ان تكذب بل تقع الرؤيا وظاهره ان الرؤيا تقع على ظاهرها وانها لا تحتاج الى تفسير قال واصدقهم يعني اصدق الناس في الرؤيا هم اصدقهم في الحديث فمن كان يصدق في حديثه ولا يكذب فيها فانه حينئذ تصدق رؤياه ثم قسم الرؤيا فقال والرؤيا ثلاث الرؤيا الصالحة بشرى من الله اي بشارة من الله للرائي او المرئي له والرؤيا تحزين من الشيطان. اي هناك نوع ثان من الرؤيا بحيث يكون تكون الرؤيا من الشيطان يقذفها في قلب نائم من اجل ان يجعله يحزن بسبب رؤياه تلك واما الثالثة فرؤيا مما يحدث به المرء نفسه يعني ان الانسان قد يكون حال اليقظة يتكلم بامور معينة ويحدث بها نفسه هو فلما نام بعد ذلك مباشرة رأى ما كانت تحدثه به نفسه رآه في منامه وقال فاذا رأى احدكم يعني في المنام ما يكره اي ما لا ترغبه نفسه فليقم اي من مقامه ومن مكانه او من نومه فليصلي يعني اذا كان نشيطا وفي بعض الروايات انه يستعيذ من الشيطان. في بعضها انه يبصق عن يساره. وفي بعض كانه يتحول عن جنبه ولا بأس ان يجمع بينها قال ولا يحدث بها الناس اي لا يخبر الاخرين بتلك الرؤية التي كرهها قال واحب القيد اي ما وجد فيه تقييد لليدين وربط لهما قال واكره الغل والمراد به الطوق الذي يجعل على الانسان فمن رأى نفسه مغلولا في النوم فهذا امر مكروه فانه يدل على انه قد ركبه دين او عنده مظالم او يحكم عليه في القظاء وبينما القيد قال بعد ذلك والقيد ثبات في الدين. اي انه يشعر بثبات الانسان في دينه ورسوخه وتمكنه من ذلك واكثر اهل العلم على ان لفظة قال واحب القيد واكره الغل انها من كلام ابي هريرة وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هناك اشياء ودلالات في هذا الخبر على آآ امور الرؤيا فمن ذلك ان الانسان اذا ان الانسان ينبغي به ان يصدق في حديثه بل يجب عليه ذلك ويتعين وفيه ان صادق الحديث تصدق رؤياه وفيه ان من الرؤيا ما يكون من الله لاخبار بمستقبل او تذكير بمهم وبالتالي يكون بشرى من الله وفي هذا ان الله جل وعلا يعد الناس السعة والفظل والشيطان يعدهم الحزن والهم وفي هذه وفي هذا الحديث ان ما فكر فيه الانسان قبل منامه ثم رآه في منامه فانه من حديث النفس وفي هذا الحديث ذكر بعض الطرائق التي تستعمل عند وجود الرؤية المكروهة ومن ذلك ان يستيقظ الانسان او ان يصلي وان يمتنع من بها عند الاخرين قال المؤلف حدثنا احمد بن حنبل قال اخبرنا هشيم قال ان بان يعلى ابن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه ابي رزين او ابي رزين روزين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر. فاذا عبرت وقعت قال واحسبه قال ولا تقصها على ولا تقصها الا على واد او ذي رأي اي هذا الحديث فيه وكيع بن عدس وهو وفيه جهالة. فالخبر لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله الرؤيا على رجل طائر يعني انها لا تستقر ولا تثبت فالرؤية التي لم تعبر لا يكون لها واقع ولا اه تصوير في حياة كأنها رجل طائر طار وبالتالي لا استقرار له قال ما لم تعبر اي ما لم يوجد احد يقوم بتفسيرها و تعبيرها الاف اذا عبرت او عبرت وقعت يعني انه اذا جاء احد فقام بتفسير تلك الرؤيا فانه بالتالي يلحقه حكمها قال هنا قال واحسبه قال ولا تقصه ولا تقصها الا على واد اي لا تقم بتفصيل رؤياك ورواية احداثها على الاخرين الا على شخص يحبك ويودك او على ذي رأي اي صاحب عقل وعلم قيل بالرواية وقيل احكام الله جل وعلا قال المؤلف رحمه الله حدثنا النفيلي قال سمعت زهيرا يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت ابا وسلمة يقول سمعت ابا قتادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا من والحلم من الشيطان. فاذا رأى احدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات. ثم ليتعوذ من شرها فانها لا تضره هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه البخاري ومسلم وفيه تقسيم ما يراه الانسان في منامه الى ثلاثة اقسام الى قسمين القسم الاول الرؤيا ومراده ما كان صالحا منها. فان حكمه انه من الله. والثاني الحلم المراد به ما يرى في المنام من من خيالات فاسدة. فهذه تكون من الشيطان هو الذي يلقيها في نفس اه النائم قال فاذا رأى احدكم شيئا يكرهه اي اذا رأى مناما لا ترغبه النفس بل ترغب في عدم وقوعه فحينئذ عليه ان يتخذ اجراءات ازالة اثر الرؤيا. ومنها ان ينفث عن يساره ثلاثة ان ينفث عن يساره ثلاثا واي يبصق عن يساره ثم ليتعوذ من شرها. اي ليسأل الله عز وجل ان يحميه من شر تلك الرؤيا هي المكروهة فانه متى فعل ذلك فان هذه الرؤيا لا تضره ومن ثم فان التعوذ بالله والتفل عن اليسار من اسباب سلامة الانسان من ان يقع به ما رآه في منامه ولا شك ان الاسباب لها تأثيرها وبالتالي على الانسان ان يراعي فعل الاسباب قال المؤلف حدثنا يزيد بن خالد الهمداني وقتيبة بن سعيد الثقفي قال اخبرنا الليث عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأى احدكم رؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا. ويتحول عن جنبه الذي كان عليه هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الامام مسلم وقوله في هذا الحديث اذا رأى احدكم رؤيا اي انه متى رأى في منامه هذه رؤيا وكان يكرهها اي ان تفاصيلها لا تتوافق مع مراده ومرغوبة. فليبصق عن يساره به اي ليتفل وثلاث مرات كانه قد اظهر استعاذته من الشيطان بذلك. واظهر اه لجوئه الى الاحتماء بالله عز وجل ولذا قال وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا. فيقول اعوذ بالله اعوذ بالله ويتحول عن جنبه الذي كان عليه اي ينقلب من جهة الى جهة اخرى فهذه وسائل من وسائل حماية الانسان من الرؤية المنامية التي لا يرغب بوفيهات. اولا ان يبصق عن يساره ثلاثة ثانيا ان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا. ثالثا ان يتحول عن جنبه الذي كان عليه وقد تقدم معنا في الحديث السابق انه يقوم وانه يصلي وانه لا اذكرها للاخرين قال المؤلف حدثنا احمد بن صالح قال اخبرنا عبد الله بن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب قال اخبرني وسلمة ابن عبد الرحمن ان ابا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة او لكأنما رأني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الشيخان وقوله في الخبر من رآني اي ان من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم في رؤيا في رؤيا المنام وكان على نفس صفاته التي ذكرها اهل الاختصاص بحيث لم يذكر شبيها او لم يرى شخصا اخر مغايرا له في الصفات من رأى من رآني في المنام يعني بصفاته المعروفة المعهودة فسيراني في اليقظة هكذا رواية بعضهم و واخرون رووا هذا اللفظ فقالوا لك انما رآني في اليقظة لكأنما رآني في في اليقظة وبالتالي نعرف الفرق بين هذين اللفظين. فالاول يقول بان رؤيته في المنام ستكون نتيجة لرؤيته في الاخرة والاخر يقول من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فحينئذ يشبه ويماثل من رآه في اليقظة قال ولا يتمثل الشيطان بي اي ان المعنى الذي من اجله اثبت انه رأى انه رأى لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فان ذلك كان رؤية له حق حقيقة علله بقوله فان الشيطان لا يتمثل بي. اي ان الشيطان لا يستطيع ان يتشبه هاء برسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤلف حدثنا مسدد وسليمان ابن داوود قال اخبرنا حماد قال اخبرنا ايوب عن عكرمة لابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة حتى ينفخ فيها. وليس حتى ينفخ فيها وليس بنا فخر ومن تحلم كلف ان يعقد شعيرة ومن استمع الى حديث قوم يفرون به منه صب في اذنه او قال في اذنه الانك يوم القيامة هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان البخاري وقد اخرجه الشيخ البخاري في الصحيح رحمه الله تعالى وقوله من صور اي من قام بوضع صورة آآ ومراده هنا من ذوات الارواح عذبه الله بها يوم القيامة. فان تصوير فان تصوير بني ادم وتصوير المخلوقات الحية انما هو فعل الله جل وعلا فلم يصح من احد ان يضاهيه في ذلك قال من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة حتى ينفخ فيها. اي يستمر عذابه ويقال له انفخ في هذه الروح وفي هذه الصورة حتى يكون فيها روحا ولكنه سيعجز عن ذلك. وبالتالي سيستمر في عذابه ومن هنا قال بنافخ اي ليس بقادر على ان ينفخ في شيء عنده فيزول بذلك عذاب الله تعالى عنه. فانه وان نفخ بفمه فلن ينفخ الروح في تلك الصور وقوله ومن تحلم اي من ادعى كذبا وزورا انه رأى شيئا من الاحلام حلم وحل مع فلان فانه يكلف ان يعقد شعيرة ان يطلب منه ويوم القيامة ان يعقد شعيرة ان ان يربط طرفيها في بعضهما وليس بفاعل حينئذ. وهكذا مما رتبت عليه العقوبة من استمع اي ابى سماع حديث قوم يفرون به منه اي انهم لا يريدون ان يستمع فمن كان كذلك صب اي وضع وسكب في اذنه او اذنيه الانك اي رصاص المذاب يوم القيامة. وفي هذه وفي هذا الحديث تحريم التصوير لذوات الارواح وفيه ايضا المنع من الكذب في الرؤيا المنامية. وان ذلك من كبائر الذنوب. وفيه ايضا تحريم ان الانسان الى احاديث غيره ممن لا يريد منه ان يسمع ذلك الحديث قال المؤلف رحمه الله حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد بن ثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع واتينا برطب من رطب ابن طاب. فاولت ان الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الاخرة. وان ديننا قطاب هذا الحديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه. قال رأيت الليلة اي شاهدت في منامي الليلة وكانوا يطلقون لفظة الليلة قبل قبل زوال الشمس على الليلة الماضية ويطلقون الليل بعد زوال الشمس على الليلة الاتية قال رأيت الليلة كانا في دار عقبة ابن رافع عقبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالعاقبة الحميدة وذلك في الاخرة. لان نياتهم اخروية وقال ابن رافع قال ففسرتها بالرفعة في الدنيا قال واتينا اي احظر عندنا واتينا برطب من رطب ابن طاب اه ابن اه طاب صاحب نوع من انواع التمر. معروف عند اهل المدينة قال فاولت ان الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الاخرة وان ديننا قطاب وان ديننا قطاب. لان اسم التمر ابن طاب قوله هنا فاولت ان الرفعة لنا في الدنيا فهذا سنة الله في الكون ان يرفع علماء الشريعة كما قال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات قال والعاقبة في الاخرة لان الله جل وعلا قال والعاقبة للمتقين. وقوله ان ديننا قد طاب اي انه قد اختار ما تطيب به النفوس. وتحصل احسن به الاحوال وتستقيم به الامور وتجتمع به الكلمة قال المؤلف رحمه الله باب ما جاء في التثاؤب التثاؤب انفتاح الفم عند ثقل النعاس. قال المؤلف حدثنا محمد بن يونس قال اخبرنا زهير عن سهيل عن ابي عن ابن ابي سعيد الخدري عن ابيه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تثائب احدكم فليمسك على فيه فان الشيطان يدخل هذا الحديث حديث صحيح وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه قال المؤلف حدثنا ابن العلاء عن وكيع عن سفيان عن سهيل نحوه انه قال اذا تثاءب في الصلاة فليكظم ما استطاع وقوله في هذا الخبر اذا تثائب اي اذا جاءه التثاؤب وانفتح فمه بسبب ذلك فليمسك على افيه اي فليظع يده على على فمه ممسكا الفم لئلا يخرج منه شيء من من الصوت قال فان الشيطان يعني انه عند التثاؤب فان الشيطان يتمكن من الدخول في البدن وبالتالي نغلق باب دخوله بوظع اليد على الفم وقد ورد انه يضع يده على فيه او يضع آآ شيئا اخر وفي الرواية الاخرى قال فليكظم اي ليقم بشد انفاسه وحبس فمه لئلا يخرج لئلا يخرج منه حينئذ هل هذا الحكم في التثاؤب الذي يكون في الصلاة فقط او كذلك يشمل جميع انواع التثاؤب قال اظهر ان كلمة في الصلاة في هذه الرواية ليست من باب التقييد للحكم. وانما من التعريف به. ومن ثم لا يختص هذا الحكم بحال الصلاة. ولا يقال قالوا بان المطلق يحمل على المقيد ان ذكر الصلاة هنا ليس من اجل بالتقييد قال المؤلف حدثنا الحسن بن علي قال اخبرنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا ابن ابي ذئب عن سعيد عن ابيه عن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب العطاس ويحب التثاؤب فاذا تثائب احدكم فليرد ما استطاع ولا يقل ها ها فانما ذلكم من الشيطان منه هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام البخاري رحمه الله تعالى وقوله ان الله يحب العطاس فيه اثبات صفة المحبة لله عز وجل. وانه كما يحب الاشخاص كذلك يحب عددا من افعال وقوله ويكره التثاؤب. اي انه لا يرغب فيه. والتثاؤب نفس يوجد نفس يفتح الانسان به فمه في الغالب. يوجد عند النعاس وثقله وعند وجود الكسل ونحو ذلك قال فاذا تثاب احدكم فليرد ما استطاع اي ليقوم باجهاد نفسه من اجل الا ايخرج منه شيء من هذا التثاؤب وبالتالي يكون قد امسك نفسه واذا لم يستطع امساك نفسه فعليه ان يرده بان يضع شيئا على فمه من او يد او اه نحو ذلك قال فليرده ما استطاع ولا يقل ها ها وفي الامر وفي الامر ردي التفاؤل آآ احكام هذه الجارحة وابعاد السآمة عنها وابعاد سل وفي ذلك معنى اخر وهو ان الشيطان يضحك منه كما في هذا الخبر وفي اشارة الى وجود آآ نفس ثقيلة قال ولا يقل هو هو يعني لا يصدر صوتا عند التثاؤب. اه وفإنما ذلكم يعني هذا التثاؤب الذي يصدر معه الصوت من الشيطان اي هو الذي جعل هو الذي مكنك من اخراج هذا الصوت او هو الذي اغواك اخرج هذا الصوت وذلك ان التثاؤب يشعر بضعف ويشعر بنعاس قد غلب ومن ثم يأتي الشيطان فيضحك على ابن ادم. لان الشيطان يريد من ابن ادم ان تضعف حاله والا يتمكن من مقابلته. فهذا شيء من الاحكام المتعلقة ثقة بامور هذا الباب في العطاس وفي الشعر وآآ امور هذه الابواب الثلاثة التي تقدمت معنا فاولها في الشعر وثانيها في وثالثها في التثاؤب. بارك الله فيكم جميعا. ووفقكم الله لكل خير. وجعلني واياكم من المهتدين كما تسأله جل وعلا ان يوفق القائمين على شؤون اه المسجد الحرام والمسجد نبوي وان يبارك في جهودهم وان يوفقهم لوضع الخطط التي تعود على الناس انتفاع وبتيسير الامور هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين