اي اخرج متاعك القه. والمتاع ما يكون في البيت مما يتمتع به من مثل من مثل الفرش اه المتكأ ونحوه فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه يعني لماذا وضعت لماذا وضعت متاعك ما يحق شرعا قال اذهب فاصبر فيه الترغيب في الصبر على اذى الجار. واحتمال ما يصدر منه من امور مخالفة قال فاتاه مرتين او ثلاثة. يعني انه يشكو جاره. فقال اذهب فاطرح متاعك في الطريق الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا من المهتدين مسله جل وعلا ان يبصرنا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يجعلنا ممن يميز فيها ويتمكنوا من استخراج الفوائد والاحكام من نصوصها قال المؤلف رحمه الله باب فيمن ضم اليتيم اي ما اجر وثواب اولئك الذين يكفلون الايتام ويقومون بهم والايتام من مات ابوه قال المؤلف الامام ابو داوود حدثنا محمد بن الصباح ابن سفيان قال انبأنا عبد العزيز عن ابن ابي حازم قال حدثني ابي عن سهل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وقرعنا بين اصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام البخاري رحمه الله تعالى المراد بكافل اليتيم من قام على اموره وتولى مصالحه وقام بتربيته واليتيم ومن مات ابوه وهو صغير ويشمل هذا الذكر والانثى قوله انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة اي بعضنا قريب من بعض في الجنة كقرب هذه الاصابع بعضها مع بعضها الاخر قيل القرب بمعنى قرب المنزلة وقيل المراد به القرب في وقت الدخول. بحيث يكون كل منهما ممن يسرع دخوله في الجنة. ولعل الجميع مراد وفي هذا فضيلة رعاية الايتام وعظم اجر القائم عليهم ومن قام بشيء من امور اليتيم كان له من الاجر بقدر ذلك قال المؤلف رحمه الله باب في حق الجوار المراد بالجوار التقارب في منازل السكن وحق الجوار يعني ما له من الاحسان والكرامة قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد قال اخبرنا حماد عن يحيى بن سعيد عن ابي بكر بن محمد عن عمر عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى قلت ليورثنه هذا حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم قوله ما زال جبريل يوصيني بالجار اي ان جبريل تكررت وصاياه علي وترغيبه في ان اقوم بحق الجار. وان اوصي الامة بحفظ حقه بالاحسان اليه بالقيام بما ينفعه ودفع الاذى عنه. قال حتى قلت ليورثنه قيل المراد بذلك اي ان النبي صلى الله عليه وسلم ظن من كثرة وصاة جبريل بالجار انه وسيصل الامر به الى ان يجعله او ان يبلغ حكم الله فيه انه يرث كما يرث يفسره ما ورد في هذا الخبر بلفظ حتى ظننت انه يجعل له ميراثا اه وبعضهم قال بان المراد انه سينزله منزلة الورثة من جهة البر صلة ولا يبعد ان يكون كل واحد منهما مرادا بهذا اللفظ. قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا سفيان عن بشير ابي اسماعيل عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما انه ذبح شاة فقال اهديتم لجاري اليهودي فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. هذا حديث صحيح الاسناد وقوله اهديتم لجاري هذا سؤال منه من لله ابن عمرو انه ذهب ذبح شاة فقال اهديتم لجار اليهودي؟ اي هل قدمتم له عطية وهدية واعطيتموه من هذه الشاة التي ذبحناها فاني سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبرائيل يوصيني بالجار فان لفظة الجار عامة لان انها اسم مفرد معرف بال الاستغراقية فكان مفيدا للعموم فيشمل المسلم والكافر يشمل كذلك آآ المتقي ومن ليس كذلك. وفي هذا دلالة على ان هناك الفاظ للعموم تفيد العموم بنفسها. وفيه دلالة على ان الاسم المفرد المعرف اهل الاستغراقية يفيد العموم قال المؤلف رحمه الله حدثنا الربيع بن نافع ابو توبة قال اخبرنا سليمان بن حيان عن محمد بن عجلان عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره قال اذهب فاصبر فاتاه مرتين او ثلاثة فقال اذهب فاطرح متاعك في الطريق. فطرح متاعه في الطريق. فجعل الناس فيخبرهم خبره فجعل الناس يلعنونه فعلى الله به وفعل وفعل فجاء اليه جاره قال له ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه هذا حديث حسن الاسناد سليمان ابن حيان هو ابو خالد الاحمر صدوق ومحمد بن عجلان كذلك وابوه كذلك وقوله جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره اي يذكر له بعض ما يلحقه من الاداء وفي هذا جواز ذكر الغيبة في التقاظي اذا كان سيرتب عليها في الطريق فيخبرهم خبره فجعل الناس يلعنونه اي يقومون بالدعاء على جاره الذي اذاه فيقولون فعل الله به وفعل وفعل. وحينئذ خشي جاره مما هذه الادعية فجاء اليه جاره فقال له ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه اي عد الى بيتك وادخل متاعك في البيت فانني بعد اليوم لن اوذيك ولن يصدر مني شيء وذيك قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني قال اخبرنا عبد الرزاق قال انبأنا عمران الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان تؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت هذا حديث صحيح الاسناد قد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم وقوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فيه ان من اعظم الدوافع التي تدفع الانسان الى سلوك طريق الحق والتزام الطاعة ان يكون مؤمنا بالله فيؤمن به انه الرب وانه المعبود فيدفعه ذلك الى التزام ما جاء عنه. ومما يدفع الى الالتزام بشرع الله الايمان باليوم الاخر فان من امن بان هناك يوما اخر يحاسب فيه العباد على اعمالهم جعله وذلك يستعد لذلك اليوم بالاقدام على افعال الخير وقوله هنا فليكرم ضيفه. المراد بالضيف من يقدم على الانسان يريد قراءه وضيافته اهل العلم قد قرروا ان المكان والبلد الذي يوجد فيه من يقوم اكرام حوائج الظيوف واهل الغرابة انه لا يلزم اهل ذلك البلد اكرام الضيف واما في القرى التي لا يجد الضيف من يقوم باموره فان احمد قال يجب الضيف في هذه الحال واستدل عليه بهذا الخبر فان قوله فليكرم ضيفه فعل مضارع مسبوق بلام الامر فيكون للوجوب وقوله ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره. اي لا يفعل فعلا يكون مؤذيا للجار هكذا لا يصدر منه صوت يتأذى منه الجار. وقد جاء في رواية الشيخين فليكرم جاره وفي رواية اخرى فليحسن الى جاره ثم قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا اي ليقصر كلامه على الكلام الذي يعود بالخير بحيث يكون مما يحبه الله ورسوله وبالتالي يؤجر عليه وينال به الاجر والثواب او ليصمت اي ليسكت وفي هذا دلالة على الترغيب في كلام الخير مما يعود بالنفع في الدنيا والاخرة على النفس او على الاخرين. وفي هذا دلالة على ان الافضل ان يترك الانسان الكلام المباح الذي لا خير فيه لقوله او ليصمت ومن المعنى في هذا ان من تكلم بالمباح فقد يجره ذلك الى غير المباح قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا مسدد ابن مسرهد وسعيد ابن منصور ان الحارث ابن عبيد حدثهم عن ابي عمران الجوني عن طلحة عن عائشة انها قالت قلت يا رسول الله ان لي بايهما ابدى؟ قال بادناهما بابا. قال ابو داوود قال شعبة في هذا الحديث طلحة رجل من قريش وطلحة هذا يرى اكثر اهل الحديث انه طلحة ابن عبد الله ابن عثمان القرشي التيمي وقد احتجاء به البخاري في صحيحه. وروى عنه هذا الخبر. والحارث بن عبيد الاظهر انه صدوق وقوله في هذا الخبر قلت يا رسول الله ان لي جارين يعني يسكن عندي جاران قريبان من منزلي. بايهما ابدأ؟ اي في الاكرام والتقدير والصلة والهدية ونحو ذلك. فقال بادناهما اي باقربهما وفي هذا دلالة على ان الجيران ليسوا على مرتبة واحدة وان بعضهم اولى من بعضهم اخر في التقدير والاكرام الهدية والصلة قال المؤلف باب في حق المملوك المراد بالمملوك من كان تحت الملك بحيث يتمكن صاحبه من بيعه وذلك انه كان في في الزمن الاول مماليك يملكون ويباعون ويشترون في الغالب انهم يؤخذون تبايا واسرى في المعارك. فيملكون ويباعون ويسترقون وفي زماننا الحاضر من فضل الله عز وجل على الناس ان ذلك زال ولم يعد موجودا عند الناس. ذلك ان الشرع المبارك كان يرغب في اعتاق المماليك. وتحريرهم قد جعل وسائل متعددة فرغب في الاعتاق وجعل عليه اجرا عظيما وجعل الاعتاق من طرائق آآ التخلص من بعظ ما يلحق بالذمة كما في الكفارات وهكذا جعل من الطرائق في هذا الباب ان من ملك قريبا له فانه يعتق وعليه في طرائق كثيرة جاءت بها الشريعة لتحرير المماليك قال المؤلف رحمه الله حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا محمد بن الفضيل عن مغيرة عن ام موسى عن علي رضي الله عنه انه قال كان اخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة. اتقوا الله في ما ملكت ايمانكم هذا الحديث فيه ام موسى قال عنها ابن حجر مقبولة فالخبر لم يثبت من هذا اسناد وان كان قد ورد من غيره وقوله كان اخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته وحرصه على تبليغ العلم والخير والدعوة الى الناس حتى في سياق الموت وقوله الصلاة الصلاة اي انني امركم بان تحافظوا على الصلوات وان تواظبوا عليها تقوم بشرائطها واركانها وواجباتها. وقوله اتقوا الله فيما ملكت ايمانكم اي احسنوا الى المماليك والرقيق وخففوا عنهم ما يطيقهم من الواجبات وقال المؤلف رحمه الله حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا جرير عن الاعمش عن المعرور بن قال رأيت ابا ذر بالربذة وعليه برد غليظ وعلى غلامه مثله. قال فقال القوم يا با ذر لو كنت اخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا فكانت حلة وكسوت غلامك ثوبا غير قال فقال ابو ذر رضي الله عنه اني كنت ساببت رجلا وكانت امه اعجمية حيرته بامه فشكاني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابا ذر انك امرؤ فيك جاهلية قال انهم اخوانكم فظلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوه خلق الله هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى قال المعرور ابن سويد رأيت ابا ذر الصحابي بالربذة وهو موضع قريب من توفي فيه ابو ذر رضي الله عنه وعليه برد غليظ يعني انه كان لابسا لباسا يستر بدنه الا رأسه. وهذا البورد غليظ. بمعنى انه قوي اه اه قال وعلى غلامه مثله اي ان الغلام قد لبس بردا يماثل البرد الذي على ابي ذر قال فقال القوم يا ابا ذر لو كنت اخذت الذي على غلامك يعني اخذت البرد الذي على فجمعته مع البرد الذي عليك. فحينئذ سيكون ثوبا جميلا تعتاده الناس. فان من كان عليه برد واحد لم يكن من الجمال والهيئة والتستر مثل ما لو كان عليك بردان قال لو اكنت اخذت الذي على غلامك فجعلته مع هذا اي جمعت بين البردين فكانت حلة لان العرب تسمي اه اه تسمي الثوبين اللذان اللذان يلبسان حلة قال وكن وكسوت غلامك ثوبا غيره. يعني قماشا اخر ونوعا من من انواع اللباس غير هذا اللباس. قال فقال ابو ذر مبينا السبب الذي جعله اوي نفسه بغلامه اني كنت ساببت رجلا. اي تكلمت على رجل بالسب والقدح في وجهه وكانت امه اعجمية يعني ان امه لم تكن من العرب فعيرته بامه كأنه قال له يا ابن السوداء قال فشكاني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ان من لحقه السب آآ ذهب الى النبي صلى الله عليه سلم ليخبره بكلام ابي ذر فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر انك امرؤ فيك جاهلية لان تعير الانسان بامر ليس في يده مثل اللون او نحو ذلك هذا من امور الجاهلية ومثله تعيير الانسان بامر عائد الى غيره. ولذا قال انك امرؤ فيك جاهلية اي فيك خلق من اخلاقهم وطريقة من مسالكهم في بتعيير الناس بما ليس من ايديهم ولا من عملهم. وبتنقص الانسان من خلال القدح في ابيه او امه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم انهم اي هؤلاء المماليك اخوانكم اي من جهة الدين قال تعالى انما المؤمنون اخوة فالجميع من ذرية ادم ثم قال فظلكم الله عليهم يعني بان جعلكم سادة وجعلهم مماليك لكم فمن لا يلائمكم فبيعوه اي من لا يتناسب مع ما تريدونه من المماليك لم يوافقكم فحينئذ بيعوه ولا تظلموه ببقائه معكم. ولا تعذبوا خلق الله بانواع العقوبات عندما لا في فعله قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد قال اخبرنا عيسى ابن يونس قال اخبرنا الاعمش عن المعرور ابن سويد قال دخلنا على ابي ذر بالربد فاذا عليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا ابا ذر لو اخذت برد غلامك الى بردك فكانت حلة وكسوته ثوبا غيره. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اخوانكم جعلهم الله تحت ايديكم. فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليكسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه. فان كلفه ما يغلبه فليعنه هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامامان البخاري ومسلم وقوله في هذا الخبر اخوانكم اي ان هؤلاء المماليك هم في الحقيقة اخوانكم جعلهم الله تحت ايديكم اي انكم اصبحتم تملكونهم وتتصرفون فيهم فمن كان اخوه يعني مملوكا تحت يده فليطعمه مما يأكل. اي ليشربه في الطعام في الاكل الذي يأكله وليكسه مما يلبس اي ليجعل لباسه من جنس لباس الذي يلبسه ولا يكلفه ما يغلبه اي لا يقوم بامره بامور شاقة تخرج عن طاقته وعن قدرته. فان كلفه ما يغلبه اي طلب منه ان يؤدي ما يمكن ان ان يعجز عنه فليعنه على ذلك العمل. وفيه امر السيد بان يطعم بان اطعم مماليك مما يأكل وان يلبسه يلبسهم مما يلبس. وجمهور اهل العلم الا ان ذلك لعلى الاستحباب وليس على الايجاب. وقد حكى النووي رحمه الله الاجماع على ذلك والواجب على السيد ان ينفق على مملوكة بالمعروف بما يماثل نفقة امثال وقال المؤلف قال ابو داوود رواه ابن نمير عن الاعمش نحوه قال ابو داوود حدثنا محمد بن العلا قال اخبرنا ابو معاوية حاء واخبرنا ابن المثنى قال انا ابو معاوية حدثنا محمد بن العلاء عن الاعمش ابو معاوية عن الاعمش عن ابراهيم التيمي عن ابيه عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال كنت اضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا اعلم ابا مسعود قال ابن المثنى مرتين لله اقدر عليك منك عليه. فالتفت فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت قلت يا رسول الله هو حر لوجه الله. قال اما لو لم تفعل لرفعتك النار او لمستك النار حدثنا ابو كامل قال اخبرنا عبد الواحد عن الاعمش باسناده ومعناه نحوه قال كنت اضرب غلاما لي بالصوت ولم يذكر امر العتق هذا حديث صحيح وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه وقوله كنت اضرب اي في وقت من اوقات خالفني غلامي فبدأت بضربه الغلام المملوك قال كنت اضرب لي اي مملوكا فسمعت من خلفي صوتا اي سمعت كلاما يتكلم به احد من خلفي اعلم ابا مسعود اي انه اراد ان ينبهني وان التفت اليه ثم قال لا الله يقدر عليك منك عليه. اي ان قدرة الله عليك اشد من قدرتك على هذا الغلام لذلك خف من الله فيه فيه خاف من الله على نفسك بعدم فعلك هذا الظرب لهذا الغلام قال فالتفت فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم اي نظرت من خلفي لينظر مصدر صوت فاذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهالني صدور هذا الكلام منه ولذا قال يا رسول رسول الله هو حر لوجه الله. اي انه اعتقه وذلك لوجه الله اي طلبا سبحانه وتعالى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما لو لم تفعل اي لو لم تقم تاقه لنفعتك النار اي احرقتك من جميع جوانبك او لمستك النار وفي هذا الحديث الترغيب في ترك عقوبة المماليك ولو اخطأوا وفيه الرفق بهم شنو صحبتهم وجماهير اهل العلم على انه لا يجب على الانسان ان يعتق مملوء سلوكه اذا قام بضربه ويرون ان الاعتاق في هذه الحال مندوب رجاء آآ ان يكفر الذنب وآآ ان يكون ذلك من اسباب زوال الاثم ورأى بعضهم كبعض الظاهرية وجوب هذا الاعتاق قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن عمر الرازي قال اخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد عن مؤرق عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لائمكم من مملوكيكم فاطعموه مما تأكلون واكسوه مما مما تكتسون ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله قوله في هذا هذا حديث صحيح الاسناد وقوله من لائمكم اي من ناسبكم من المماليك وافقكم ورأيتم انه انه يقوم بحوائجكم فاطعموه مما تأكلون. اي ليشارككم في نوع اكلكم. واكسوه مما تكتسون اي من نوع الثياب التي آآ تلبسونها ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه وهو لا تعذبوا خلق الله. اي لا تجعلوه عندكم وبالتالي تقومون بتعذيبه وبضربه انه لم يلائمكم قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابراهيم بن موسى قال انباءنا عبدالرزاق انبأنا معمر عن عثمان بن زفر عن بعض بني رافع بن مكيت عن رافع بن مكيت وكان ممن شهد الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن الملكة يمن وسوء الخلق شؤم هذا حديث مجهول الاسناد بعض بني رافع بن مكيت مجهول وكذلك عثمان بن زفر. وبالتالي فلم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله حسن الملكة يمن في بعض النسخ نماء وسوء الخلق شؤم قال المؤلف رحمه الله تعالى والمراد باليمن البركة وزيادة النما المراد بالشؤم الهلكة والسوء قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابن المصفى قال اخبرنا بقية قال اخبرنا عثمان ابن زفر قال حدثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيت وكان رافع من جهينة قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسن الملكة يمن وسوء الخلق شؤم. لعل محمد بن خالد هذا هو المشار اليه في الخبر الاخر في قوله عن بعض بني رافع و لكنه هناك رواه عن رافع وهنا رواه عن الحارث ابن رافع رواه عن عمه الحارث ابن رافع وعلى كل فهذا الخبر ايضا مجهول وذلك ان عثمان ابن زفر ومحمد بن خالد بن راشد ابن مكيت مجهول ايضا ثم هو مرسل فان الحارث ابن رافع تابعي وبالتالي فان الخبر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا احمد بن سعيد الهمداني واحمد بن عمر بن السرح وهذا حديث الهمد وهو اتم. قال حدثنا ابن وهب. قال اخبرني ابو هانئ الخولاني عن العباس بن جليد الحجري. قال سمعت عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. يقول جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كم نعفو عن الخادم فصمت ثم اعاد اليه الكلام فصمت فلما كان في الثالثة قال اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة هذا الحديث فيه ابو هاني الخولاني وهو صدوق فالخبر حسن الاسناد وقوله قال كم نعفو عن الخادم؟ اي كم مرة نتجاوز عن اخطاء الخادم؟ والخادم اسم يشمل الذكر والانثى. قال فصمت اي لم يتكلم بل سكت اما لانه لا جواب عنده وينتظر الوحي واما انه اراد ان يفكر في سؤاله واما انه كان لا يرغب في تعيين عدد معين في العفو قال ثم اعاد اليه الكلام فصمت فلما كان في الثالثة قال اعفو عنه في كل يوم سبعين مرة. والجمهور على ان ذكرى السبعين على التكثير وليس فليعتقوها اي ليقوموا تحريرها من الرق قال المؤلف حدثنا مسدد ابو كامل قال حدثنا مسدد وابو كامل. قال اخبرنا ابو عوانة عن فراس عن ابي صالح ذكوان عن زادان قال اتيت ابن عمر وقد اعتق مملوكا له فاخذ من الارض عودا او شيئا فقال ما لي للتحديث قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا ابراهيم بن موسى الرازي انبأنا حاء واخبرنا مؤمل ابن الفضل الحراني قال اخبرنا عيسى قال اخبرنا فضيل عن ابن ابي نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال حدثني ابو القاسم نبي التوبة صلى الله عليه وسلم انه قال من قذف مملوكه وهو بريء وهو بريء مما قال جلد له يوم القيامة حدا. قال مؤمل اخبرنا عيسى عن الفضيل يعني ابن غزوان هذا حديث حسن الاسناد مؤمل ابن الفضل الحراني صدوق. وقد ورد عند البخاري ومسلم بمعناه وقوله حدثني نبي التوبة بان مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبول التوبة مما يكون في الاعتقادات او في الاقوال او في الافعال وقوله من قذف مملوكه اي اتهم مملوكه بالزنا وهو يعني المملوك بريء من هذه الاتهام ومما قال جلد له اي ان السيد سيجلد يوم القيامة حدا القذف وفي هذا بيان ان قاذفة مملوكة لا يجب عليه الحد في الدنيا. ولكن اذا رأى القاضي ان يعزره بما يردعه عن ذلك فلا بأس قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا مسدد قال اخبرنا فضيل بن عياض عن حصين عن هلال ابن يساف قال كنا نزولا في دار سويد بن مقر وفينا شيخ فيه حدة جارية فلطم وجهها فما رأيت سويدا اشد غضبا منه ذاك اليوم. قال عجز عليك الا وجهها لقد رأيتنا سابعة سبعة من ولد مقرن وما لنا الا خادم فلطم ابصارنا وجهها فامرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعتقها قال المؤلف حدثنا مسدد قال اخبرنا يحيى عن سفيان قال حدثني سلمة ابن كهيل قال اخبرني معاوية بن سويد بن مقرن قال قال لطمت مولى لنا فدعاه ودعاني فقال اقتص منه فانا معشر بني مقر كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا الا خادم فلطمها رجل منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقوها قالوا انه ليس لنا خادم غيرها. قال فلتخدمهم حتى يستغنوا. فاذا استغنوا فليعتقوه الحديث الاول قد اخرجه الامام مسلم في صحيحه قوله في هذا الخبر كنا نزولا في دار سويد ابن مقرن اي اننا اتينا سافرين نريد الظيافة فنزلنا في دار سويد. قال وفينا شيخ اي رجل كبير السن فيه اي فيه غضب وفيه تأثر بادنى كلمة تقال له قال ومعه جارية يعني مملوكة فلطم وجهها اي انه ضرب وجهها لكونها لم تمتثل امره ولم تسر على مراده قال فما رأيت سويدا يعني ابن مقرن اشد غضبا منه ذلك اليوم وقال عجز عليك الا وجهها يعني لم تجد مكانا تضربها فيه الا في وجهها وفي صفحة هذا الوجه وما رق من بشرته وحر الوجه افضله وارفعه ثم قال سويد لقد رأيتنا سابعة سبعة اي انهم في بيت واحد من ولد مقر وما لنا الا خادم اي لا يوجد عندنا الا خادم جارية تخدمنا قال فلطم اصغرنا وجهها اي ظربها على وجهها. قال فامرنا النبي صلى الله عليه وسلم عتقها يعني انهم رغبهم في ذلك. تكفيرا لذنوبهم. والجمهور يرون ان على الاستحباب ورأوا انه لا يلزمهم ذلك وانهم رضوا بهذا العتق وتبرعوا به وذلك ان اللطمة من احدهم والملك لهم جميعا. فلا يعاقب البقية بخطأها هذا الواحد وقوله في الخبر الاخر قال معاوية بن سويد بن مقرن لطمت مولى لنا اي ظربته وجهه في على خده في بكفي وقوله فدعاه ابي اي ان والده سويد بن مقرن دعا ذلك المولى ودعا وهو معاوية فقال سويد للمولى اقتص منه. اي يا مولى اظرب معاوية ابن سويد وخذ منه القصاص وافعل به مثل ما فعل بك من لطم الوجه قال فان معشر بني مقرن وقد استدل بعضهم بهذا على اثبات القصاص في اللطمة ونحوها وجمهور اهل العلم وهو مشهور مذهب الائمة الاربعة انه لا يوجد قصاص في ذلك وان لي الولاية تقرير التعزيز بما يراه قال فانا معشر بني مقرن كنا سبعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم اي اننا سبعة اشخاص من البنين من ابناء مقر ومن ابناء مقر نعيش في بيت واحد وليس لنا الا خادم اي لا يوجد عندنا من يقوم بحوائجنا الا خادم. وماذا وهي مملوءة قال فلطمها رجل منا اي ظرب احد هؤلاء السبعة هذا الخادم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقوها اي امرهم ان يخفف عنهم من وزرهم باعتاقهم. قالوا انه ليس لنا خادم غيرها. اي لا يوجد من يخدمنا غيرها قال فلتخدمهم اي هذه الجارية التي لطمت لتقم بخدمتهم ما دام انهم يحتاجون اليه فاذا استغنوا عنها بان يجدوا غيرها ممن يقوم بخدمتهم. فاذا استغنوا فيه من الاجر ما يسوى او ما يساوي هذا. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لطم مملوكه او ضربه فكفارته ان يعتقه هذا حديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الامام مسلم قال زادان اتيت ابن عمر اي جئت اليه زائرا وقد اعتق مملوكا اي حرره من ملكي وكان مملوكا له فاخذ ابن عمر عودا اي قطعة من آآ شجرة من جذع شجرة او شيئان يعني شيء يماثله. فقال ما لي من الاجر ما لي فيه من الاجر ما يساوي هذا اي ان اعتاقي لهذا المملوك لا لا اجر لي فيه. وذلك لانني انما اا اعتقته لكوني قد لطمته وبالتالي فهذا من الكفارة فلا يكون لي هكذا فهم ابن عمر رضي الله عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لطم اي من ضرب في وجهه بكفه مملوكه او ضربه فكفارته اي ما يكفر الله به سيئاته التي نتجت عن هذا الفعل بان يعتقه ان يحرره وهذا قد اخذ به بعض الظاهرية ورأوا ان من ضرب مملوكه خصوصا في لطمتي وجب عليه ان يعتقه. والجمهور على ان هذا ليس من الواجبات وانما هو من مستحبات قال المؤلف رحمه الله باب ما جاء في المملوك اذا نصح. اي اذا كان من يملك من العبيد قام بنصح سيده. فاخلص في الخدمة و طلب ما هو احسن ما يكون للسيد فما هو اجره؟ وما ثوابه؟ قال المؤلف حدثنا عبد الله بن مسلمة ابي عن ما لك عن نافع عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد فاذا نصح لسيده واحسن عبادة الله فله اجره مرتين. هذا حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان وقوله ان العبد يعني المملوك اذا نصح لسيده اي احسن في خدمة سيده واخلص له في لذلك تقرب بهذا لله عز وجل. فامتثل امر السيد. واقام باحسان وهكذا احسن عبادة الله فله اجره مرتين ان يضاعف له الاجر لانه قد قام بطاعة الله سبحانه وقام بطاعة مملوكه لو قامت بطاعة مالكه قال المؤلف باب في من خبب مملوكا على مولاه. خببه اي افسد هذا المملوك على مولاه اي على سيده. بحيث جعله لا يطيعه ولا يقوم بتنفيذ امره وتخبيب المملوك على سيده من كبائر الذنوب ومن عظائم آآ ومن عظائم الجرائم وقد جاء في الحديث من خبب امرأة او مملوكا فعلى سيده فليس منا. وفي حديث اخر لا ادخلوا الجنة خب ولا خائن وقال المؤلف رحمه الله حدثنا الحسن بن علي قال اخبرنا زيد بن الحباب عن عمار ابن رزيق عن عبدالله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى ابن يعمر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خبب زوجة امرء او مملوكه فليس منا. هذا حديث صحيح قد اخرجه الامام النسائي في سننه وقوله من خبب زوجة امرئ اي خدعها وافسدها على زوجها وحسن اليها تركته بالخلع او الطلاق او مملوكه اي خبب المملوك على سيده بان افسده عليه وذلك بان قام بتحريظه على سيده وتأليبه عليه. ومن ذلك ان يجمل اليه الهروب من السيد او ان يجعله يشدد على سيده ان يطلب بيعه او بان يفعل به شيئا من الفواحش. قال فليس منا اي ليس من اهل ومن اهل احسن الامور مما يدل على ان هذا الفعل من كبائر الذنوب اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا جميعا لطاعته. وان يستعملنا في مرضاته. وان يجعلني واياكم من اهل عبادته كما اسأله سبحانه ان يتولى شأننا كله ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اعظم اجورنا واكثر ثوابنا بفضلك واحسانك يا ارحم الراحمين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين