ان يطعنه و هذا الحديث فيه جواز آآ جواز رد المعتدي بالتجسس بافساد الوسيلة التي ان يتجسس بها على الاخرين بدون اذنهم قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن سهيل عن ابيه قال حدثنا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا درس جديد نتدارس فيه عددا من ابواب كتاب الادب من سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى نبتدئها بقوله باب في الاستئذان يراد بالاستئذان طلب الاذن بالدخول والاستئذان امر مرغب فيه وقد جاء الترغيب فيه في كتاب الله سبحانه وتعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وذلك ان اهل البيت قد يكون عندهم من الامور التي يريدون اخفائها وعدم اطلاع خرين عليها. ولذا جاءت الشريعة بالترغيب في الاستئذان قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها فذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فان لم تجدوا فيها احدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكى لكم. والله بما تعملون عليم والاستئذان يغاير السلام. ولذا يستحب ان يجمع بينهما. قال تعالى فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم لعلكم تعقلون قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن عبيد قال اخبرنا حماد عن عبيد الله بن ابي بكر عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشق سن اول مشاقه قال فكأني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختله ليطعنه هذا حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم وقوله ان رجلا اطلع يعني حاول ان ينظر من بعض فتحات الباب او الجدار على بعض حجر النبي صلى الله عليه ان لم وقوله فقام اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص وهو نصر السهم الطويل غير قال فكأني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختله اي يراوده من اجل ابو هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اطلع في دار قوم بغير اذنهم فقأوا عينه فقد هدرت عينه هذا الحديث اصله عند الشيخين ولفظه عند مسلم قوله من اطلع يعني من حاول ان يشاهد ما في داخل البيوت من خلال من خلل الباب او الجدار بغير اذنهم اي من دون ان يأذنوا له ففقعوا عينه اي كسروها او قلعوها او اه ضربوها بشيء حاد فقد هدرت عينه اي بطلت وبالتالي لا يجب فيها لا يجب فيها دية ولا قصاص وهذا الحديث قال جمهور اهل العلم به ومن ذلك الامام الشافعي واحمد وبالتالي قالوا بان بانه اذا هدى اذا فقعت العين في مثل هذه الحال فلا يجب ظمان لا من دية ولا من قصاص ولكنهم يقيدون هذا بما اذا زجره فلم ينزجر ولكن بعضهم يقيد هذا بما اذا زجره فلم ينزجر. وهناك قول اخر بانه لا ضمان مطلقا لظاهر الخبر وهو اولى وقال الامام ابو حنيفة بانه اذا فقأ عينه وجب عليها الظمان لان من دخل بيت غيره بغير اذنه لم يجز ان تفقأ عينه الدخول اوفى النظر بدون دخول اقل وبالتالي لا يبيح فقأ العين وحمل حديث الباب على المبالغة والاظهر انه يعمل بظاهر الخبر. وان الاولى ان يعمل الحديث النبوي قال الامام ابو داوود رحمه الله تعالى حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن قال اخبرنا ابن وهب عن سليمان ابن بلال عن كثير عن وليد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل البصر فلا اذن هذا الحديث فيه وليد بن رباح وهو صدوق كما ان فيه كثير ابن زيد الاسلمي مولاهم وقد اختلف فيه والاظهر انه صدوق ومن ثم فالخبر حسن الاسناد قوله اذا دخل البصر يعني انه اذا تمكن الانسان من مشاهدة ما بداخل البيوت ببصره فحين اذا لا فحينئذ لا يبقى للاستئذان معنى لانه لما دخل بصره كانه قد دخل بنفسه ودخول البصر محرم وهكذا دخول المرء بيت غيره اذنه من الامور المحرمة فكأنه يقول بان الدخول بالبدن محرم فيماثل الدخول بالبصر قال المؤلف رحمه الله حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا جرير حاء وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا حفص عن الاعمش عن طلحة عن زيد قال جاء رجل قال عثمان سعد يعني ابن ابي وقاص فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن فقام على الباب. قال عثمان مستقبل الى الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هكذا عنك او هكذا فانما الاستئذان من النظر هزيل تابعي وان كان مخضرما وبالتالي فان رواية لهذا الخبر من قبيل رواية المرسل. وبالتالي هذا الخبر منقطع باسناده مرسل لم يتصل الاسناد قال المؤلف حدثنا هارون هارون ابن عبد الله قال اخبرنا ابو داوود الحفري عن سفيان عن الاعمش عن ابن مصرف عن رجل عن سعد نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الاسناد فيه رجل مبهم لم يعرف حاله وبالتالي لم يثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف باب كيف الاستئذان اي ما هي الطريقة التي يستعمل فيها الاستئذان قال ابو داوود حدثنا يحيى بن حبيب اخبرنا روح حاء واخبرنا ابن بشار قال اخبرنا ابو عاصم انبأنا ابن جريج قال اخبرني عمرو بن ابي سفيان ان عمرو بن عبدالله بن صفوان اخبره عن كلدة ابن حنبل ان صفوان ابن امية بعثه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وظغابيس. والنبي صلى الله عليه وسلم باعلى مكة قال فدخلت ولم اسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم وذلك بعدما اسلم صفوان ابن امية قال عمرو واخبرني ابن صفوان بهذا اجمع عن كلدة ابن الحنبل ولم يقل سمعته منه قال ابو داوود قال يحيى بن حبيب امية ابن صفوان ولم يقل سمعته من كلدة ابن الحنبلي وقال يحيى ايضا عمرو بن عبدالله ابن صفوان اخبره ان كلدة ابن الحنبلي اخبره هذا الحديث حديث جيد لاسناد بل صحيح الاسناد وقد اخرجه الترمذي والنسائي ابن جريج وان كان مدلسا الا انه صرح بالسماع وقوله هنا ان صفوان ابن امية بعثه اي ارسله ارسل كلده ابن حنبل والى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وجداية ولد الظبي ولد الظبي ويكون عمره قرابة الستة الاشهر قال وظغابيس وهي صغار الخيار والقثاء والنبي صلى الله عليه وسلم باعلى مكة قال كلدة فدخلت ولم اسلم فقال ارجع فقل السلام عليكم وذلك بعدما اسلم صفوان ابن امية وفي هذا وجوب وجوب السلام. وان من طرائق الاستئذان لفظ السلام. فاذا قال السلام اليكم كأنه بمثابة الاستئذان في الدخول قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا ابو الاحوص عن منصور عن ربعي. قال اخبرنا رجل من بني عامر انه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال االجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه اخرج الى هذا فعلمه الاستئذان. فقل له قل السلام عليكم اادخل فسمعه الرجل فقال السلام عليكم اادخل فاذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل قال حدثنا هناد بن السري عن ابي الاحوص عن منصور عن ربعي بن حراش قال حدثت ان رجلا من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال ابو داوود وكذلك حدثناه مسدد حدثنا ابو عوانة عن منصور ولم يقل عن رجل من بني عامر حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي عن رجل من بني عامر انه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال فسمعته فقلت السلام عليكم اا ادخل هذه الاسانيد فيها الاشارة الى الاختلاف في اتصال هذا الخبر فان ربعي يا ابن حراش ليس من الصحابة وبالتالي لا بد ان يكون بينه وبين الحوادث التي وقعت في زمن النبوة رجل قد شاهدها فمرة قال اخبرنا رجل من بني عامر فيكون صحابيا ولا يظر ابهامه ومرة قال حدثت ان رجلا من بني عامر فيكون هناك رجل ساقط وبالتالي نحتاج الى معرفته ومن ثم وقع الاختلاف بين الرواة فوقع الاختلاف بين اهل الحديث في هذا الخبر تصحيحا وتضعيفا. وحكم بالاتصال او الانقطاع. وان كان الاكثر يرى انه متصل وقوله استأذن اي طلب الاذن بالدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال االجوا وهذا من الولوج الذي هو الدخول. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادم اخرج الى هذا فعلمه فيه مشروعية تعليم الاخرين الطرائق الشرعية والاداب الاسلامية قال فقل له قل السلام عليكم اادخل. في هذا بيان كيفية الاستئذان وفيه مشروعية الجمع بين والاستئذان وفيه اختيار لفظة اادخل بدل لفظة االجو و فيه مبادرة الرجل الى امتثال تعليم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال السلام عليكم اادخل وفيه استحباب الاذن بالدخول لمن طلب الدخول كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم قال الامام ابو داوود باب كم مرة يسلم الرجل في الاستئذان اي اذا استأذن الانسان للدخول في بيت غيره فكم مرة يستأذن واذا اراد ان يستأذن بالسلام فكم مرة يكرر السلام اذا لم يرد عليه قال الامام ابو داوود حدثنا احمد بن عبدة قال اخبرنا سفيان عن يزيد ابن قصيفة عن ابن سعيد عن ابي سعيد الخدري قال كنت جالسا في مجلس من مجالس الانصار فجاء ابو موسى فزعا. فقلنا له ما افزعك؟ قال امرني عمر ان اتيه فاتيته فاستأذنته وهو ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فقال ما منعك ان تأتيني فقلت قد جئت فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا استأذن احدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قال لتأتيني على هذا بالبينة قال فقال ابو سعيد لا يقوم معك الا اصر القوم قال فقام ابو سعيد معه فشهد له قوله في هذا هذا الحديث حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم قال ابو سعيد كنت جالسا في مجلس من مجالس الانصار فيه استحباب الاجتماع عند آآ اهل الخير والصلاح قال فجاء ابو موسى فزعا اي خائفا مترددا لهفا. فقلنا له ما افزعك اي ما الذي افك قال امرني عمر ان اتيه اي طلب مني عمر ان احظر عنده قال فاتيته فاستأذنت ثلاثا. اي طلبت الدخول ثلاث مرات فلم يؤذن لي اي لم يأتني الاذن بالدخول. ولم يأذن لي عمر بالدخول عليه ليبدو انه كان في عمل وشغل اشغله عن ان يأذن له قال فرجعت اي عدت الى موطني. فقال عمر ما منعك ان تأتيني؟ يعني ان عمر رضي الله عنه طلب من ابي موسى ان يعود اليه مرة اخرى. ثم سأله ما الذي جعلك لا تجيب لطلب عندما طلبت منك ان تأتي الي فقال ابو موسى او فقال ابو سعيد قد جئت يعني قد حضرت عندك بناء على امرك لكني استأذنت ثلاثة اي طلبت الدخول عليك ثلاث مرات فلم يؤذن لي وقد قال وحينئذ رجعت لان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا استأذن احدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع فقال عمر رضي الله عنه لابي سعيد لتأتيه فقال عمر رضي الله عنه لابي موسى لتأتيني اني على هذا بالبينة اي احضر شهودا يشهدون بان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اللفظ وانما اراد عمر ان يتوثق في ذلك واراد ان يكون من شأن الناس الا يرووا الخبر والا بعد توثقهم وكانه وكانه قال باحتمال وجود واسطة بين ابي موسى والنبي صلى الله عليه وسلم وبالتالي اراد ان يتوثق في الخبر والا فقد وقع اجماع الصحابة على قبول خبر واحد. وروايته للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو سعيد فقلت لا يقوم معك الا اصغر القوم. اي ان هذا حديث مشهور عرفه الناس جميعا صغارهم وكبارهم حتى ان الصغار حفظوا هذا اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم بالتالي لن يقوم معك الا اصغر القوم. فقام ابو سعيد معه مع ابي موسى الى عمر فشهد له بان هذا الحديث الذي رواه ابو موسى قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم لم وليعلم هنا ان وجود رواية اثنين لا يخرج الخبر من كونه خبرا وخبر ولذا فليس الحديث مما يدل على ان عمر لا لا يجيز رواية خبر الاحاد. وقد ثبت عن عمر رضي الله عنه في وقائع متعددة انه خبأ انه قبل الى خبر الواحد بل كان عنده اجتهادات تركها من اجل خبر واحد. كما كان عنده اجتهادات في تغيير دية الاصابع بحسب منافعها. فلما روي له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في كل اصبع عشر من الابل ترك اجتهاده وعمل بخبر واحد. وهكذا عمل خبر حمل ابن مالك في دية الجنين وعمل بخبر عبدالرحمن بن عوف في اخذ الجزية من المجوس في حوادث كثيرة قبل فيها عمر اخبار الاحاد قال الامام ابو داوود حدثنا مسدد قال اخبرنا عبد الله بن داوود عن طلحة بن يحيى عن ابي بردة عن ابي موسى انه اتى عمر فاستأذن ثلاثا فقال يستأذن ابو موسى يستأذن الاشعري يستأذن عبد الله ابن قيس فلم يأذن له فرجع فبعث اليه عمر ما ردك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن احدكم ثلاثة فان اذن له والا فليرجع. قال ائتني ببينة على هذا فذهب ثم رجع فقال هذا ابي فقال ابي يا عمر لا تكن عذابا على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر لا اكون على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث جيد الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى وقوله عن ابي بردة عن ابي موسى يروي الخبر عن ابيه انه اتى عمر فاستأذن اي طلب الاذن بالدخول ثلاثا فقال في المرة الاولى يستأذن ابو موسى وفي الثانية يستأذن الاشعري وقال في الثالثة يستأذن عبد الله ابن قيس والاشعري نسبة الى قبيلة ينتسب اليها ابو موسى وعبدالله ابن قيس هو هو اسم ابي موسى فلم يأذن عمر له فرجع ابو موسى فبعث اليه عمر ما ردك اي ما الذي جعلك لا تنتظر حتى اذن لك فقال ابو موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن احدكم ثلاثا فان اذن له والا فليرجع جع فقال ائتني ببينة اي بشاهد يشهد على ذلك. فاتى بابي قيل بان الحديثين قد حصل في مرتين مختلفتين وقيل بانه انما حصل ذلك مرة واحدة واحظر ابا سعيد وحده وابي واحظر ابيا ابي ابن كعب وحده وبالتالي وبالتالي آآ هي نجمع بين هذه الاخبار في جمع بان ابي بن كعب جاء بعد ان شهد ابوه سعيد قال المؤلف حدثني يحيى بن حبيب قال اخبرنا روح قال حدثنا ابن جريج قال اخبرني عطاء عن عبيد بن عمير ان ابا موسى استأذن على عمر بهذه القصة. قال فيه فانطلقا بابي سعيد فشهد له فقال اخفي علي هذا من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهاني الصفق بالاسواق ولكن تسلم ما شئت ولا تستأذن قوله في هذا الخبر ناب موسى استأذن على عمر اي طلب الاذن بهذه القصة يعني التي وردت بالاسانيد السابقة قال فيه فانطلق يعني اتى ابو موسى بابي سعيد سعد ابن مالك فشهد ابو سعيد لابي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اللفظ اذان وثلاث فان اذن لك والا فارجع فقال عمر اخفي علي هذا اي هل هل جهلت هذا من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال الهاني اي اشغلني واغفلني الصفق بالاسواق اي التجارات والبيع والشراء وذلك انهم عند البيع يقوموا كلا المتبايعين بضرب يده بيد الاخر علامة على امظاء العقد ثم قال ثم قال ولكن تسلم ما شئت ولا تستأذن. يعني كانه اراد ان يرفع مكانة ابا موسى فقال استأذن وادخل ولا تحتاج الى اذن بعد هذا اليوم فاعطاه اذنا عاما قال المؤلف رحمه الله حدثنا زيد بن اخزم قال اخبرنا عبد القاهر بن شعيب قال اخبرنا هشام عن حميد بن هلال عن ابي بردة بن ابي موسى عن ابيه بهذه القصة قال فقال عمر لابي موسى اني لم اتهمك ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد هذا الخبر اسناده حسن عبدالقاهر بن شعيب صدوق وقوله فيه فقال عمر اني لم اتهمك اي لم انسب اليك الخطأ والظلال في نقل هذا الخبر او الكذب في روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد فكان عمر اراد ان يتوثق الناس من رواياتهم والا والا يتسارعوا في نسبة الاحاديث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون ذلك من اسباب تثبتهم في الرواية قال المؤلف حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ربيعة بن ابي عبدالرحمن وعن غير واحد من علمائهم في في هذا فقال عمر لابي موسى اما اني لم اتهمك ولكن خشيت ان يتقول الناس على الله صلى الله عليه وسلم ما لك هو امام دار الهجرة ما لك بن انس وربيعة شيخه وربيعة الرأي فقيه اهل المدينة ولكن الخبر فيه جهالة فانه قال فيه عن غير واحد من علمائهم فكأن هذا فكأن هذا اجتهاد من هؤلاء العلماء في تفسير موقف عمر رضي الله عنه في مطالبة ابي موسى بشاهد يشهد معه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الخبر قال الامام ابو داوود حدثنا محمد ابن المثنى وهشام ابو مروان المعنى. قال قال محمد بن المثنى اخبرنا الوليد بن مسلم قال اخبرنا الاوزاعي قال سمعت يحيى بن ابي كثير يقول حدثني محمد بن عبدالرحمن بن اسعد بن زرارة عن قيس بن سعد قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله. قال فرد سعد ردا خفيا فقال قيس فقلت الا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذره يكثر علينا من السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله. فرد سعد ردا خفيا. ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليكم ورحمة الله ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعه سعد فقال يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك وارد عليك ردا خفيا تكثر علينا من السلام. قال فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وامر له سعد بغسل فاغتسل ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران او ورس فاشتملا بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على ورحمتك على ال سعد بن عبادة قال ثم اصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام فلما اراد الانصراف قرب له سعد حمارا قد وطأ عليه بقطيفة فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيس فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب ابيت ثم قال اما ان تركب واما ان تنصرف قال فانصرفت قال هشام ابو مروان عن محمد ابن عبد ابن اسعد ابن زرارة. قال ابو داوود رواه عمر ابن عبدالواحد وابن سماعة عن الاوزاعي مرسلا ولم يذكرا قيس بن سعد ظاهر اسناد المؤلف الصحة والاتصال فيه الوليد بن مسلم ثقة الا انه يدلس وقد صرح بالسماع في طبقات الاسناد ومن هنا امن منه التدليس. واشار المؤلف الى اختلاف في هذا الخبر فمنهم من جعله خبرا مرسلا. رواه محمد بن عبدالرحمن بن اسعد بن زرارة بدون ان يذكر قيس ابن سعد فيكون الخبر لم يتصل واخرون جعلوه من رواية محمد بن عبدالرحمن عن قيس ابن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زارهم وفي الحديث من الفوائد مشروعية زيارة المريض كما زار النبي صلى الله عليه وسلم سعدا وفيه زيارة الامام وصاحب الولاية لافراد ولايته بسبب من الاسباب وبذا زار رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا و في هذا الحديث من الفوائد ان اطلاق لفظ السلام يكفي في الاستئذان واستحباب زيادة ورحمة الله على لفظة السلام عليكم وفي هذا ايظا جواز ان يكون رد السلام خفيا. وان كان الاولى اسماع المسلم السلامة وقال قيس فقلت الا تأذن يعني قال لي والده سعد الا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اي الا تعطيه الاذن بالدخول فقال ذره اي اتركه من اجل ان يكثر علينا من السلام. وهذا بمثابة دعاء فسلم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة. فلما لم يؤذن له رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينئذ اتبعه سعد اي ذهب وراءه ليدركه فيلحقه ليرجع معه فقال سعد يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك وارد عليك ردا خفيا لتكثر علينا لا من السلام فيه الاعتذار من عدم تمكن الانسان من الاذن او الرد على مكلمه حدثه قال فانصرف معه اي رجعوا الى بيت سعد وامر له وامر له سعد بغسل فاغتسل. اي انه امر بشيء مما يوضع في الاغتسال من آآ خطمي او آآ اسنان او نحو ذلك قال ثم فاغتسل يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واراد بذلك ان يأخذ البركة منه صلى الله عليه وسلم وهذا خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم لان جسده مبارك ولا يجوز ان يقاس غيره عليه لعدم ثقتنا بوجود البركة في غيره. ثم اننا اذا نظرنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لهم مكانة ومنزلة كابي بكر وعمر لم نجد ذلك من تانيهم قال فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه قال ثم ناوله اي اعطاه ملحفة المراد ملاحف متعددة مصبوغة بزعفران او ورس وهو ورق او جذوع الرمان يكون فيها. قال فاشتمل بها. والملحفة شيء من الثياب التي يلتحف فالانسان بها في منامه. قال فاشتمل بها اي تغطى غطى بدنه بها قال ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يعني ليدعو لسعد وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على ال سعد بن عبادة قال ثم اصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام اي انهم قدموا له طعاما. وفي هذا مشروعية تقديم الطعام للضيف وفيه ايضا دعاء الزائر المريض له بالشفاء والعافية. وفيه ايضا دعاء عائد المريض لاهل المريض وفيه ايضا جواز تقديم الطعام عند عيادة المريض قال فلما اراد الانصراف يعني لما رغب النبي صلى الله عليه وسلم ان ينصرف بعد زيارته يساعد قرب له سعد حمارا. اي من اجل ان يركب عليه قد وطأ عليه او قد وطأ عليه بقطيفة اي جعله سهلا لينا وطيئا وبقطيفة القطيفة نوع من انواع القماش الذي فيه آآ غزل او مخمل اه يكون سهل الركوب ويتمكن الانسان من الجلوس عليه سهولة ولين قال فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انه ركب ذلك الحمار. وفيه جواز وضع طيفتي على الحمار وفيه جواز ركوب الحمار للتنقل فقال سعد يا قيس اصحب رسول صلى الله عليه وسلم في مشروعية قلب والرجوع مع الزائر من باب له قال يا قيس فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب يعني اركب معي على الحمار وفيه جواز الارتداف من الاثنين على الحمار قال فابيت يعني اراد ان يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بان لا يركب معه فيثقل اه فيثقلا الركب على الحمار ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اما ان تركب واما ان تنصرف فرأى قيس ان من باب الكرامة الا يركب معه ولو ترتب على ذلك ان ينصرف فانصرف قال المؤلف رحمه الله حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني في اخرين قالوا اخبرنا بقية ابن الوليد قال محمد بن عبدالرحمن عن عبدالله بن بشر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتى باب وقوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الايمن او الايسر. ويقول السلام عليكم السلام عليكم وذلك ان الدور لم تكن عليها يومئذ ستورا هذا حديث حسن الاسناد محمد بن عبدالرحمن صدوقا وبقية ابن الوليد ثقة ولكنه مدلس وقد صرح بالسماع هنا قال عبدالله بن بشر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتى باب قوم يعني اذا اراد ان ان يدخل عليهم عند الاستئذان لم يستقبل الباب اي لم يكن في مقابلته فانه اذا كان اما الباب فانه عند فتح الباب اه قد يتمكن من مشاهدة ما في داخل البيت ويقع بصره على اهل البيت. ولكن يعني كانت الصفة التي يكون عليها ان يأتي الباب من جوانبه ما من ركنه الايمن او الايسر فيميل عن وجه الباب. ويختار الانسب منهما. ويقول السلام عليكم. اي ان ثقته في الاستئذان ان يتلفظ بلفظ السلام. ويقول السلام عليكم. السلام عليكم يعني كأنه يكررها من اجل ان يتحقق من انها قد سمعت وقد جاء في الاخبار انه يستأذن ثلاثة قال وذلك يعني العلة في هذا ان الدور يعني المساكن في ذلك الباب لم تكن عليها يومئذ ستور يعني كانوا بعد وقت النبوة اذا وظعوا بابا وظعوا خلفه بتارة بحيث اذا فتح الباب لم يتمكن من كان خارج الباب من مشاهدة من وراء الستارة وبالتالي اذا فتح الباب ولم يكن هناك ستارة فانه قد يتمكن من اه رؤية اهل البيت يقع بصره على من في داخله. ولذا استحب ان يكون الانسان عند الاستئذان على احد ادي طرفي الباب قال المؤلف رحمه الله باب في الرجل يستأذن بالدق قال المراد بهذا انه يقوم بالاستئذان بضرب الباب باليد من اجل ان يتنبه انه عند الباب قال المؤلف حدثنا مسدد قال اخبرنا بشر عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه انه ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم في دين ابيه. قال فدققت الباب. فقال من هذا؟ فقلت انا قال انا انا كانه كرهه. اصل هذا الخبر عند الشيخين واسناده اسناد صحيح قوله ذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم في دين ابي والد جابر هو عبدالله بن حرام. توفي وترك جابرا. وكان على والده فذهب جابر الى النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ان يساهم معه في سداد دين ابيه الذي مات في غزوة احد وكان عليه دين كثير. وكان الغرماء قد جاءوا اليه وتشددوا عليه وطالبوا بحقوقهم كاملة قال فدققت الباب اي ضربته بيدي من اجل ان يعرف اني عنده. فقال فالنبي صلى الله عليه وسلم من هذا اي من الذي يدق الباب قال جابر فقلت انا ولم يذكر اسمه صراحة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا انا كانه كرهه لان هذه الكلمة لا تبين من هو الذي عند الباب ولا الابهام. ولذا ينبغي ان يذكر الانسان اسم نفسه. فيقول انا ولذا اما دخلت ام هانئ او استأذنت ام هانئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذه؟ قالت انا ام هاني او يصف الانسان نفسه بما يكون معروفا عند من يريد ان يستأذن عليه فالمقصود ان جابرا جاء يستعين بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له فكلم النبي الله عليه وسلم غرماءه من اجل ان يضعوا عنه بعض دينه فلم يفعلوا. فامره ان يذهب الى بستانه ونخله وذهب معه النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له فيه على الله فيه بركة فتمكن من سداد الديون من ثمرة ذلك البستان حينما بارك الله وفي ثمرته وبقي بقية منه قال الامام ابو داوود حدثنا يحيى ابن ايوب عن المقابري اخبرنا اسماعيل عن ابن جعفر اخبرنا ابن عمرو عن ابي سلمة عن نافع ابن عبد الحارث قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تحائطا فقال لي امسك الباب فضرب الباب فقلت من هذا وساق الحديث؟ قال ابو داوود يعني حديث ابي موسى الاشعري قال فيه فدق الباب هذا الحديث حسن الاسناد فيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو صدوق. فالخبر حسن قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت حائطا اي بستانا من البساتين. فقال لي يعني النبي صلى الله عليه وسلم امسك الباب اي اغلق الباب ولا تأذن لاحد بالدخول وكن من داخل البستان قال فظرب الباب يعني جاء رجل فظرب الباب. وهذا هو الشاهد من الخبر وفيه اه جواز ان يكون الاستئذان بالدق والظرب على الباب. ومثله اي وسيلة يفهم منها ان بالباب احدا قال فقلت من هذا؟ اي انه سأل من عند الباب يضربه؟ وقال وساق الحديث يعني ان نافع ابن ابي عبد الحارث اورد الحديث في هذا الباب وفيه ان انه قد استأذن عليه جماعة من الصحابة منهما ابو بكر وعثمان وعلي وفي قصة كثيرة قد طويلة قد اخرجها بعض اهل العلم وقال ابو داوود يعني يعني حديث ابي موسى يعني انه ساق حديثا يماثل حديث ابي موسى الاشعري الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى بستان عند بئر اريس. قال فجاء ابو موسى فجلس عند الباب وقلت علم او لن ادخل احدا حتى اخذ له الاذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجاء ابو بكر فدفع الباب فقلت من هذا؟ قال ابو بكر فاستأذن آآ وقلت يا رسول الله هذا ابو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة الى اخر ما ورد في حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال المؤلف رحمه الله باب في الرجل يدعى ايكون ذلك اذنه؟ يعني اذا ارسل شخص الى اخر وقال له تعالى واحضر عندي فهل هذا يكون بمثابة الاذن له؟ فيدخل بدون استئذان او لا وظاهر فعل ابي موسى الاشعري مع عمر انه لم يعتبر اه طلب حضوره اذنا بالدخول اولي قال المؤلف رحمه الله حدثنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن حبيب وهشام عن محمد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الرجل الى الرجل رسول الرجل الى الرجل اذنه هذا حديث صحيح الاسناد وقوله اذنه اي انه بمنزلة اذنه سماحه له بالدخول عليه. بمعنى انه لا يحتاج معه الى استئذان. ولكن لا شك ان بذل الاستئذان في مثل ذلك اولى واحسن. لا سيما مع بعد الوقت او مع انشغال من طلب حضور صاحبه اليه كما في حادثة عمر قال المؤلف حدثنا حسين بن معاذ قال اخبرنا عبد الاعلى قال اخبرنا سعيد عن قتادة عن ابي رافع عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا دعي احدكم الى طعام جاء مع الرسول فان ذلك له اذن. قال ابو داوود يقال قتادة لم يسمع من ابي رافع شيئا. وعلى ذلك فيكون هذا الخبر منقطع حكما. فان قتادة يدلس ولم يصرح هنا بسماع وروى عن ابي رافع واكثر اهل العلم صرحوا بان قتادة لم يسمع من ابي رافع. فالخبر منقطع وقوله فان ذلك له اذن اي انه يقوم مقام اذنه. ولذا قرر اهل العلم قاعدة الا وهي ان ان الاستئذان يلاهي الا هي ان الاذن العرفي بمثابة الاذن اللفظي. فما عده اهل العرف اذنا فانه يكون كذلك. ومن صوره لو جاء بالطعام فوضعه عند ضيفه لم يحتج حينئذ الى ان يصرح له بالاذن في تناول الطعام لان من المعهود ان وضع الطعام امام الضيف يكون بمثابة الاذن له في ان بتناول ذلك الطعام منه ما قاله ابو داوود من ان قتادة لم يسمع من ابي رافع شيئا شكك فيه حافظ ابن حجر فقال وقد ثبت سماع قتادة من ابي رافع في الحديث الذي في البخاري في كتاب التوحيد من رواية سليمان التيمي عن قتادة ان ابا رافع حدثه قال والمنذر بنى على كلام ابي داود. ولذلك قال اخرجه البخاري تعليق طبعا بمعنى انه ليس على شرط الامام البخاري رحمه الله تعالى من اجل قطاعي في سنده وعلى كل فالخلاف في هذا مقرر معروف عند اهل العلم بالحديث. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين