الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم التوفيق لخيري الدنيا والاخرة وبعد فهذا درس جديد من دروس كتاب الادب من سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى نبتدئه بباب المصافحة باب المصافحة والمراد بالمصافحة اخذ كل واحد من المتقابلين بيدي الاخر اليمنى وامساكه بها بحيث يضع صفح كفه بصفح كف صاحبه والاصل في المصافحة ان تكون بيد واحدة قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا عمرو بن عوف قال اخبرنا او انبأنا هشيم انابيب بلج عن زيد ابن ابي الحكم العنزي عن البراء بن عازب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلمان فتصافحا وحمد الله واستغفره غفر لهما هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه زيد ابي فيه زيد ابو الحكم العنزي مجهول قال عنه ابن حجر مقبول وقوله واستغفراه اي طلبا المغفرة اما ان يكون كل واحد طلبها لنفسه او لصاحبه قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا ابو خالد وابن نمير عن الاجلح انا ابي اسحاق عن البراء رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل ان يتفرقا هذا حديث فيه الاجلح ابن عبد الله الكندي وقد اختلف اهل العلم فيه فضعفه جماعة وممن ضعفه ابو زرعة وابو حاتم الامام احمد وابن حبان وقواه اخرون كابن معين وابن عدي وجماعة والاظهر انه صدوق الرواية فخبره حسن وفي هذا الحديث استحباب المصافحة عند اللقيا واما حمد الله والاستغفار عند ذلك فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم وظاهر هذا ان المصافحة انما تكون عند اللقيا واما بعد جلوس الناس مدة فانه لا يدخل هذا الحديث في المصافحة حينئذ ولذا نقل جماعة من اهل العلم ان المصافحة بعد الصلوات المكتوبة او بعد صلاتي الصبح والعصر لا اصل لها في الشرع ولذا رأى جماعة انها اذا قرنت بالعبادة اصبحت من الامور المبتدعة ولذا قال علي القاري ان محل المصافحة المشروعة اول الملاقاة قال المؤلف رحمه الله حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد انبأنا حميد عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال لما جاء اهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءكم اهل اليمن وهم اول من جاء بالمصافحة هذا حديث صحيح وقد جاء المصافحة عدد من الاحاديث منها ما اخرج الامام البخاري في الصحيح وعن قتادة رحمه الله قال قلت لانس بن مالك رضي الله عنه فكانت المصافحة في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم كما اخرج الشيخان من حديث ابن كعب في حديث التوبة قال فيه ودخلت المسجد فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام الي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني قال كعب فلا انساها لطلحة قال المؤلف رحمه الله باب في المعانقة حدثنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا حماد قال انبأنا ابو الحسين يعني خالد ابن ذكوان عن ابن بشير ابن كعب العدوي عن رجل من عنزة انه قال لابي ذر حيث سيرا او سير من الشام. اني اريد ان اسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه قال اذا اخبرك به اذا اخبرك به الا ان يكون سرا قلت انه ليس بسر هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم؟ اذا لقيتموه؟ قال ما لقيتوه قط الا صافحني وبعث الي ذات يوم ولم اكن في اهلي فلما جئت اخبرت انه ارسل الي فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت تلك اجودا واجود هذا الحديث لم يثبت فيه رجل مبهم قال عن رجل من عنزة ومن ثم لم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله حيث سير من الشام اي ان ابا ذر اخرج من الشام قد كان يسكن بدمشق وكان ذلك في زمن عثمان وكان عثمان قد عين معاوية واليا على الشام وكان يتكلم ابو ذر باخذي وكنز الذهب والفضة. وعدم انفاقها في سبيل الله. فكان ذلك من باب اعتراض معاوية عليه. فاخرج من الشام وقوله اذا اخبرك يعني اذا لم اذا سألتني سأخبرك عن الحديث الا ان يكون سرا وقوله فلما جئت يعني رجعت الى اهلي قال هل كان يصافحكم اذا لقيتموه؟ يعني هل عند مقابلته تتصافحون؟ فقال اما لقيته قط الا صافحني. وبعث الي ذات يوم. ولما اكن في اهلي فلما جئت يعني رجعت الى يا اهلي اخبرت انه ارسل الي فاتيته وهو على سريره يعني على المكان المرتفع الذي يجلس عليه انا قد صنع من جريدي النخل قال فالتزمني اي عانقني فكانت تلك هذه المرة التي فيها الالتزام اجود يعني احب وافضل عندي من المصافحة قال المؤلف باب ما جاء في القيام المراد بذلك هل اذا دخل الداخل على الانسان يجوز ان يقوم له لاستقباله او لا قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا حفص بن عمر قال اخبرنا شعبة عن سعد ابن ابراهيم عن ابي امامة ابن سهل ابن حنيف عن ابي سعيد الخدري ان اهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد ارسل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء على حمار اقمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا الى سيدكم او الى خيركم فجاء حتى قعد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد ابن بشار اخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة بهذا الحديث. قال فلما كان قريبا من قال للانصار قوموا لسيدكم هذا حديث صحيح وقد اخرجه الامام البخاري وقوله ان اهل قريظة يعني قبيلة قريظة وذلك بعد غزوة الاحزاب حيث تآمرت قبيلة بني قريظة مع قريش ومن كان معها على النبي صلى الله عليه وسلم فنقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من الاحزاب بعد ان فرق الله تلك القبائل عاد الى بني قريظة وحاصرهم فلما طال عليهم الحصار طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يحكم فيهم سعد ابن معاذ وذلك انهم كانوا من حلفائه فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى سعد ابن معاذ من يحضره فجاء به على حمار اقمر يعني ابيض فقال النبي صلى الله عليه وسلم للانصار قوموا الى سيدكم استدل بهذا على جواز القيام للقادم لامر النبي صلى الله عليه وسلم. قيل ذلك لاكرامه. وقيل لاعانته في النزول عن الحمار لمرضه لانه قد اصيب يوم الاحزاب قال المؤلف رحمه الله حدثنا الحسن بن علي وابن بشار قال اخبرنا عثمان ابن عمر قال انباءنا اسرائيل عن ميسرة عن حبيب عن المنهال ابن عمر عن عائشة بنت طلحة عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت ما رأيت احدا فهسمتا ودلا وهديا. وقال الحسن حديثا وكلاما. ولم يذكر الحسن السمت والهدي والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله عنها كانت اذا دخلت عليه قام اليها فاخذ بيدها فقبلها واجلسها في مجلسه وكان اذا دخل عليها قامت اليه فاخذت فقبلته واجلسته في مجلسها هذا حديث صحيح. وقد اخرجه الترمذي والنسائي قول عائشة ما رأيت احدا يعني لم اشاهد احدا من الناس كان اشبه يعني برسول بالله صلى الله عليه وسلم سمتا ودل اي هيئة وطريقة وحالا وقال الحسن يعني الحسن بن علي شيخ ابي داود حديثا وكلاما يعني انها اشبه به في الحديث والكلام من فاطمة رضي الله عنها كانت اي فاطمة اذا دخلت عليه يعني على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام اليها اي وقف من مجلسه وذهب اليها ليستقبلها فاخذ بيدها فقبلها قيل قبل رأسها او ما بين عينيها اجلسها في مجلسه يعني في صدر المجلس وكان صلى الله عليه وسلم اذا دخل عليها يعني على فاطمة قامت اليه اي وقفت وذهبت اليه لتستقبله فاخذت بيده فقبلته واجلسته في مجلسها واستدل بهذا على جواز القيام للقادر للقادم من اجل استقباله واكرامه وحمله بعضهم على انهم انما ارادوا ان يجلسوا هذا القادم في مجلس صاحب المنزل الاظهر الاول قول المؤلف باب في قبلة الرجل ولده. اي هل يقبل الرجل اولاده خصوصا للصغار حددنا قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد اخبرنا سفيان عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الاقرع بن حابس ابصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا قال ان لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم هذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان قوله ان الاقرع ابن حابس وهو رئيس لقبيلته ابصر اي شاهد ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا يعني ابن بنته الحسين ابن علي رضي الله عنه فقال الاقرع ان لي عشرة من الولد يعني عندي عشرة اولاد ما فعلت هذا يعني التقبيل بواحد منهم. يعني انه لم يقبل احدا منهم كانه انف وتكبر من ان يقبل الصبيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم اي من ليس في قلبه اي ان الشخص الذي ليس في قلبه رحمة بمثل هؤلاء الصبيان فانه حينئذ لا من عند الله جل وعلا. فمن لم يكن رحيما بالاطفال شفيقا عليهم فانه يخشى ان يحرم ان يحرم الرحمة قال المؤلف حدثنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا حماد قال اخبرنا هشام ابن عروة عن عروة ان عائشة رضي الله عنها قالت ثم قال تعني النبي صلى الله عليه وسلم ابشري يا عائشة فان الله قد انزل عذرك وقرأ عليها القرآن فقال ابواي قومي بلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت احمد الله عز وجل لا اياكما قول عائشة ثم قال تعني النبي صلى الله عليه وسلم ابشري يا عائشة. يعني انه اراد ان يبشرها بتكذيب الله عز وجل لاهل الافك الذين تكلموا في عرضها فان الله انزل عذرك عند البخاري انزل براءتك وقرأ عليها القرآن يعني في قوله تعالى ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم الاية وقرأ عليها الايات فقال ابوا عائشة ابو بكر وامها ام رومان قومي قالوا لعائشة قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقبيل المرأة لرأس زوجها فخصوصا عند وجود سببه فقلت احمد الله عز وجل لا اياكما. يعني ان هذا الامر انما جاءتني البراءة. من عند رب بالعزة والجلال ومن ثم لن احمد فيه احدا سوى الله جل وعلا ولا يعني هذا انه لا يجوز للانسان ان يحمد غيره. ولكن الحمد الكامل الذي لا يعتريه نقص انما يكون لله عز وجل وحده قال المؤلف باب في قبلة ما بين العينين قال المؤلف هددنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا علي بن مسهر عن اجلح عن الشعبي ان النبي صلى الله عليه وسلم تلقى جعفر بن ابي طالب فالتزمه قبل ما بين عينيه هذا الحديث مرسل فان عامر الشعبي لم يدرك عهد النبوة وهو من التابعين. فخبره منقطع من قبيل المرسل وتقدم الكلام في الاجلحي وقوله تلقى جعفر ابن ابي طالب اي استقبله. ولعل ذلك عند قدومه من سفر قوله فالتزمه اي عانقه وقبل ما بين عينيه قال المؤلف رحمه الله تعالى باب في قبلة الخد حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا المعتمر عن اياس ابن دغفل قال رأيت ابا نظرة قبل خدك الحسن رضي الله عنه يعني الحسن ابن علي رضي الله عنه وعن ابيه هذا حديث جيد للاسناد وقوله رأيت وهو من عمل التابعين وليس مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم وابو نظرة هو منذر بن مالك وهو من الثقات وقد قبل خد الحسن رضي الله عنه ثم قال المؤلف حدثنا عبد الله بن سالم قال اخبرنا ابراهيم بن يوسف عن ابيه عن ابي اسحاق عن البراء رضي الله عنه قال دخلت مع ابي بكر اول ما قدم المدينة فاذا عائشة ابنته مضطجعة قد اصابتها حمى فتهى ابو بكر فقال لها كيف انت يا بنية وقبل خدها هذا الحديث باسناده ابراهيم بن يوسف والعلماء مختلفون فيه فطائفة ظعفته وطائفة قالوا حديثه حسن فهو صدوق ولكن قالوا بانه لم يسمع من ابيه ومن ثم قالوا الخبر منقطع وقوله دخلت مع ابي بكر اول ما قدم المدينة يعني اول قدومه الى مدينة فاذا عائشة ابنته مضطجعة قد اصابتها حمى يعني الحرارة الشديدة فقال لها كيف انت يا بنية يعني يسألها عن حالها قوله وقبل خدها يعني رحمة بها قول المؤلف باب في قبلة اليد حددنا احمد بن يونس قال اخبرنا زهير اخبرنا يزيد ابن ابي زياد ان عبدالرحمن بن ابي ليلى حدثه ان عبد الله ابن عمر حدثه وذكر قصة قال فدنونا يعني من النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده هذا الحديث ضعيف الاسناد في اسناده يزيد ابن ابي زياد وهو ضعيف وقوله فدنون اي قربنا من النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلماء في حكم تقبيل اليد فالامام مالك كان ينكر ذلك و بل قيل عنه بانه يرى انها السجدة الصغرى واكثر اهل العلم على اباحتها اذا لم يكن فيها تكبر وتعظيم ان فعل به ذلك قال المؤلف رحمه الله باب في قبلة الجسد حدثنا عمرو بن عون قال انبأنا خالد عن حصين بالصاد ببعض النسخ حسين بالسين وهو خطأ صوابه حصين وابن عبدالرحمن السلمي ابن عم منتصر ابن عم منصور ابن المعتمر قال الامام ابو داوود حدثنا عمرو بن عون قال انبأنا خالد عن حصين عن عبدالرحمن بن ابي ليلى عن اسيد بن حضير رجل من الانصار رضي الله عنه قال بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بين يضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال اصبرني قال اصطبر قال ان عليك قميصا وليس علي قميص ورفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه قال انما اردت هذا يا رسول الله هذا حديث صحيح الاسناد قوله في هذا الخبر قال بينما هو يحدث اين اسيد يتحدث عن نفسه او ان الكلام لعبد الرحمن ابن ابي ليلى يذكر عنه سيد ابن حضير انه كان يحدث قوم اي يخبرهم ببعض الوقائع. وكان فيه مزاح اي انه تكلم بكلام يضحكهم قال فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود اي ضربه على سبيل المزاح في خاصرته في جنبه فقال فقال اسيد اصبرني يعني مكني من استيفاء القصاص منك حتى اطعنك في خاصرتك كما فعلت بي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصطبر اي استوفي القصاص واعقدني من نفسي فقال ان عليك فقال اسيد ان عليك قميصا وليس علي قميص والاصل في القصاص المساواة قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه اي ان اسيدا احتضن النبي صلى الله عليه وسلم واعتنقه وجعل يقبل كشحه وما بين الخاصرة وما بين اضلاع جنبه فقال انما اردت هذا يا رسول الله يعني اردت تقبيلك قال المؤلف رحمه الله حددنا محمد بن عيسى بن الطباع قال اخبرنا مطر بن عبدالرحمن الاعنق قال حدثتني ام ابان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع. وكان في وفد عبد القيس قال لما ضمن المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله وانتظر المنذر الاشد حتى اتى عيبته فلبس ثوبيه. ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ان فيك خلتين يحبهما الله الحلم والاناة. قال يا رسول الله انا اتخلق بهما ام الله جبلني عليهما؟ قال بل الله جبلك عليهما؟ قال الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه ام ابان بنت الوازع ابن زارع قال ابن حجر فيها مقبولة وقوله وكان يعني زارع في وفد عبد القيس الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم. قال لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر اي نسارع في النزول عن الرواحل. فنقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله. وانتظر المنذر الاشد. يعني انه تأخر عنا حتى اتى عيبته يعني الموطن الذي يضع فيه ثيابه ثم اتى النبي صلى الله عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خلتين اي خصلتين وخلقين يحبهما الله الحلم والاناة يعني عدم التعجل في امورك والتثبت والوقار فقال يا رسول الله انا اتخلق بهما اي انا الذي اكتسبت هاتين الصفتين ام الله جبلني عليهما اي خلقني عليهما قال بل الله جبلك عليهما فقال الحمد لله الذي جبلني على خلتين اي خصلتين وخلقين يحبهما الله ورسوله قال المؤلف باب في الرجل يقول جعلني الله فداك المراد بالفداء يعني انه يحميه من ان يقع في الشر كونوا مقدما عنه بحيث يقام مقامه. قال المؤلف حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد حاء واخبرنا مسلم قال اخبرنا هشام عن حماد يعني ابن ابي سليمان عن زيد ابن وهب عن ابي ذر انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر فقلت لبيك وسعديك يا رسول الله وانا فداؤك هذا حديث جيد الاسناد قوله فيه قال يا ابا ذر فيه مناداة الرجل بكنيته لما في ذلك من الاشعار بتقديره ومكانته وقوله لبيك وسعديك اي اجيبك اجابة بعد اجابة. اجابة تسعدك فقال يا وانا فداؤك اي انا افديك واكون مكانك واحميك ولو علي ما لا ارضاه وفي الحديث الجواب للغير عند المناداة بلفظ لبيك وسعديك وفي الحديث ايضا جواز تفتية الانسان غيره بنفسه ففيه ففيه دليل على جواز قول جعلني الله فداءك قال المؤلف رحمه الله تعالى باب في الرجل يقول انعم الله بك عينا اي هل يدعو الانسان لغيره بان يكون سببا لقرة عين الاخرين به كما قال تعالى وهب لنا من ازواجنا وكما قال تعالى هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا سلمة بن شبيب قال اخبرنا عبد الرزاق قال انبأنا معمر عن قتادة او غيره ان عمران بن حصين قال كنا نقول في الجاهلية انعم الله بك عيناه وانعم صباحا فلما وكان الاسلام نهينا عن ذلك قال عبدالرزاق قال معمر يكره ان يقول الرجل انعم الله بك عيناه ولا بأس ان يقول انعم الله عينك هذا الحديث منقطع فان قتادة رحمه الله لم يسمع من عمران ابن حصين رضي الله عنه وقوله كنا في الجاهلية نقول اي ان هذا مما يدعو الناس به بعضهم في الجاهلية قبل الاسلام انعم الله بك عينا اي اقر بك عين من تحبه او اقر عينك بمن تحب بوهو ونقول وانعم صباحا. اي اننا ندعو اه توالي النعم على صاحبه في الصباح كأنه يقول اكثر الله عليك النعم في صباحك او طاب عيشك في هذا الصباح قال فلما كان الاسلام اي لما جاء الله بهذا الدين ودخلنا فيه نهينا عن ذلك اي عن الكلام بهذا الكلام وهذا الحديث كما تقدم لم يثبت فهو منقطع ولذا فالنهي عن ذلك لم اثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال جل وعلا والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن ثابت البناني عن عبدالله بن رباح الانصاري قال اخبرنا ابو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر في سفر له فعطش طيشو فانطلق سرعان الناس. قال فلزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة حفظك الله بما حفظت به نبيه هذا الحديث حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم وقد اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى فيه قصة طويلة قد اخرجها الامام مسلم في صحيحه ولعلي اشير اليها قوله في هذا الخبر فانطلق سرعان سرعان الناس اي المسرعون في الخروج قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر له فعطشوا اي لحقهم قلة الماء وعدم الشرب له. قال فانطلق سرعان الناس. يعني ذهبوا يبحثون عن الماء قال فلزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة اي بقيت عنده لاخدمه واقوم بحراسته وحفظه فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال حفظك الله بما حفظت به نبيه لانه دعا له بالحفظ كما انه آآ كما انه قام ببذل الاسباب بحفظ نبيه صلى الله عليه وسلم والحديث بسياقه في صحيح مسلم قال ابو قتادة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انكم تسيرون عشيتكم وليلتكم الماء ان شاء الله غدا قال فانطلق الناس لا يلوي احد على احد قال ابو قتادة فبين فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى ابهار الليل وانا الى به قال فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فما لعن راحلته فاتيته فدعمته من غير ان وكذا حتى اعتدل على راحلته. قال ثم سار حتى تهور الليل ما لعن راحلته. قال فدعمته من من غيري ان اوقظه حتى اعتدل على راحلته. قال ثم سار حتى اذا كان من اخر السحر ما لا ميل لتنهي اشد من الميلتين الاوليين حتى كاد ان ينجفل. فاتيته فدعمته فرفع رأسه فقال من هذا؟ قلت ابو قتادة. قال متى كان هذا مسيرك مني؟ قلت ما زال هذا مسيري منذ الليلة قال حفظك الله بما حفظت به نبيه ثم قال هل ترانا نخفى على الناس ثم قال هل ترى من احد؟ قلت هذا راكب. ثم قلت هذا راكب اخر حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب بن. قال فما لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق فوضع رأسه ثم قال احفظوا علينا صلاتنا انا اول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم والشمس في ظهره قال فقمنا فزعين ثم قال اركبوا فركبنا فسرنا حتى اذا ارتفعت الشمس نزل ثم دعا بميظأة كانت معي فيها شيء مما قال فتوضأ منها وضوءا دون وضوء. قال وبقي فيها شيء مما ثم قال لابي قتادة احفظ علينا ميظأتك فسيكون لها نبأ ثم اذن بلال بالصلاة فصلى رسول قول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم صلى الغداة فصنع كما يصنع كل يوم. قال وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث وفيه قصة طويلة قد ذكرها مسلم رحمه الله تعالى ولعلنا ان شاء الله ان نقف عند هذا الحديث ونكمل بقية احاديث اللقيا والقيام في الغد باذن الله جل وعلا. بارك الله فيكم اسعدكم الله في دنياكم واخراكم. ورزقكم الله علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة كما اسأله سبحانه وتعالى ان يسعدكم وان يبارك لكم وان يوفقكم لكل خير. كما اسأله جل وعلا صلاحا لاحوال المسلمين وامنا في اوطانهم واستقرارا لاحوالهم ورغدا في عيشهم وبسطة في اجسادهم وسلامة في ابدانهم ومحبة بين قلوبهم كما اسأله جل وعلا ان يكفيهم شر انفسهم وشر اعدائهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله اصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين