اي على جسده او على ثوبه آآ شيء من الزعفران وبالتالي اصبح لونه اصفر و والزعفران قد ورد النهي عن لبسه وعن تطيب الرجال به. وكان رسول الله صلى الله عليه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد ارحب بكم احبتي الاعزاء ممن يستمعون هذا اللقاء من لقاءاتنا في قراءة كتاب كتاب الادب من سنن الامام ابي داود وهذا هو المجلس الثالث ونبتدئه بباب حسن العشرة والمراد بالعشرة المعاشرة وهي المخالطة والمراد بها ما يعامل به الانسان غيره سواء فيما يتعلق باقواله او بافعاله او بهيئته وحسن العشرة قد امر بها خصوصا بين الازواج كما في قول الله تعالى وعاشروهن بالمعروف ويشمل ذلك القيام بالواجب والمستحب تجاه من يخالطه الانسان وترك ما يمنع منه فحسن العشرة يشمل طيب الاقوال وجميل الافعال وحسن الهيئات مع كف الاذى قد روى المؤلف في هذا الباب عددا من الاحاديث اولها ما رواه قال حدثنا عثمان ابن وابي شيبة قال اخبرنا عبد عبد الحميد يعني الحماني قال اخبرنا الاعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل ما بال فلان يقول ولكن يقول ما بال اقوام يقولون كذا وكذا هذا الحديث قد اخرجه الامام النسائي ايضا بمعناه واسناده جيد صحيح الاسناد قول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم اي ان الطريق التي يعتادها النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا بلغ اهو اي وصل اليه خبر عن اه رجل ما شيء اي اه اه مما تكره ولا يستحسن من الافعال والاقوال. لم يقل ما بال فلان يقول يعني لم يخطب بذلك امامه الناس ولم ينسبه الى قائله احترازا من ان يكون ذلك سبابا او غيبة هما ممنوع منه في الشرع ولكن يقول ما بال اقوام يقولون كذا وكذا اي لم يكن يصرح باسمه ولكنه على جهة العموم ونقل هذه الكلمة على جهة انكارها وبيان مخالفتها للشرع قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا عبيد الله ابن عمر ابن ميسرة قال اخبرنا حماد بن زيد قال اخبرنا سلم العلوي عن رضي الله عنه ان رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه اثر صفرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه. فلما خرج قال لو امرتم هذا ان يغسل ذا عنه. هذا الحديث ظعيف الاسناد. في اسناده في اسناده سلم العلوي وقد ظعفه ابن معين وجماعة من اهل آآ العلم والحديث وقد ورد عند الترمذي والنسائي ولكنه ضعيف الاسناد لحال سلم الذي ذكرنا قبل قليل وقوله في هذا الخبر ان رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه اثر الصفرة عليه وسلم قل ما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه اي ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخاطب الرجل مباشرة بما يكون منفرا له لما خرج اي الرجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لو امرن هذا ايها الحاضرون لو امرتم هذا الرجل الذي على ثيابه اثر سفرة ان يغسل ذا يعني اثر الصفرة عنه يعني عن ثيابه قال ابو داوود سلم ليس هو علويا. كان يبصر في النجوم وشهد عند علي ابن ارطاه على رؤية الهلال فلم يجز شهادته. وتقدم معنا انه اه ظعيف وبالتالي فالخبر ظعيف باسناد ثم اورد المؤلف قال حدثنا نصر بن علي قال اخبرني ابو احمد قال اخبرنا سفيان عن حجاج ابن فراهصة عن رجل عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه حاء واخبرنا محمد بن المتوكل العسقلاني قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا بشر ابن رافع عن يحيى ابن ابي عن ابي سلمة عن ابي هريرة رفعاه جميعا. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بر كريم والفاجر حظ لئيم هذا الحديث من الاحاديث التي تكلم فيها وتكلم على اسنادها. وقد ورد من طريقين الطريق الاول فيه رجل مجهول قال عن رجل عن ابي سلمة وفيه الحجاج ابن فرافصة وقد ظعفه الجمهور والطريق الثاني فيه بشر بن رافع وهو ايضا قد وهو ايضا ضعيف وقد تكلم فيه ضعفه الامام احمد وجماعة. وان كان اخرون قد اثنوا عليه. وآآ حين وجد تردد بين اهل العلم في هذا الخبر وقد حسن هذا الخبر جماعة من اهل العلم. وفي المقابل آآ زعم القزويني انه خبر اه ضعيف ولكن قد اه ورد من الطريق الاخر وبالتالي لا يصح هذا الحكم عليه وقوله رفعاه جميعا اي ان نصر بن علي ومحمد بن المتوكل قد رويا هذا الخبر مرفوعا سندا الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله المؤمن غر كريم اي موصوف بهذين الوصفين. فكونه غرا اي انه يقبل ما وجد من غيره و اه يلتمس الاعذار للاخرين ويقبل ظواهرهم وهو كريم بمعنى انه يعامل الناس املة حسنة والفاجر اي الفاسق. والمخالف لطريقة الشرع. خب او خب فالفاء فالخاء يجوز فيها الفتح والكسر والخبو قيل المراد به من يسعى لافساد العلاقات بين الناس وقوله لئيم قيل المراد به سيء الخلق وقيل بانه بخيل وحينئذ آآ اه هذا الحديث فيه الترغيب بكرم الاخلاق وبالتجاوز عن اخطاء الاخرين كما ان فيه النهي عن الافساد في العلاقات بين الناس وكذلك فيه النهي عن اللؤم بان يكون الانسان غير محسن للتعامل مع قال المؤلف حدثنا مسدد اخبرنا سفيان عن ابن المنكدر عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال بئس ابن العشيرة او بئس رجل العشيرة ثم قال صلى الله عليه وسلم ائذنوا له فلما دخل الان له القول فقالت عائشة يا رسول الله النت له القول وقد قلت له ما قلت فقال صلى الله عليه وسلم ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه او تركه الناس لاتقاء فحشه هذا الحديث الذي ذكره المؤلف هنا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. وقولها رضي الله عنها استأذن رجل اي طلب رجل دخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه انه لا يدخل على الانسان الا باذن منه قال فقال بئس ابن العشيرة او بئس رجل العشيرة. العشيرة القبيلة. والمراد به انه اياه يذم انتساب هذا الرجل قيل بان هذا الرجل لم يكن اسلم في ذلك الوقت وكان مضادا للاسلام واهل الاسلام وانما تكلم هذه الكلمة بئس انما تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة بئس ابن العشيرة من اجل الا يغتر به احد من الناس ممن لم يكن يعرف حاله. و هذا المتكلم او هذا الداخل اكثر اهل العلم على انه عيينة بن حصن وقد قالوا بانه لما اه اه ده استأذن على رسول الله لم يكن اسلم بعد وقد ورد انه ارتد مع المرتدين وجيء به اسيرا الى ابي بكر رضي الله عنه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذنوا له اي اسمحوا له بالدخول. فلما دخل الان له القول اي تكلم معه بكلام سهل لين بالفاظ طيبة وحينئذ استغربت عائشة رضي الله عنها ذلك فلما خرج قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم على جواز على جهة آآ الاستفسار عن فعله لا على جهة الاعتراظ عليه. فقالت يا رسول الله النت له القول اي تكلمت بالكلام الجميل اللطيف معه وقد قلت له ما قلت عندما قلت بئس ابن العشيرة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة اي ان اكثرهم سوءا في المنزلة واقل واقل في الرتبة من ودعه اي تركه او تركه اي لم اه يعامله الناس بما يستحق من الافعال اتقاء فحشه والفحش هو الشيء الكبير الذي اه لا يستحسن ذلك من قبيح الاقوال والافعال وفي رواية البخاري قال من تركه الناس اتقاء شره فهذا الحديث فهذا الحديث فيه عدد من الفوائد التي آآ يدل عليها منها جواز مداراة اهل الشر اتقاء وشرهم ما لم يكن تحسينا لفعلهم وترغيبا في العمل بمثل عملهم. وينبغي ان يفرق بين المداراة وبين المداهنة. فالمداراة بذل شيء من الاقوال او الافعال فليؤي الدنيا من اجل ان نستجلب صلاح الاحوال. وهذا امر مستحب. واما المداهنة فهي ترك امر ديني من اجل استجلاب شيء من الدنيا. والنبي صلى الله عليه وسلم انما اعطاه امرا دنيويا في الرفق في مكالمته. ومع ذلك لم يمدحه بحيث يكون كاذبا في مدحه وآآ بالتالي نفرق بين هذين الامرين. وبعض اهل العلم استدل بهذا الحديث على جواز غيبة الفاسق. وبعضهم قصره على من اعلن فسقه هذا فيه نظر فان الاصل الا يتكلم بمعايب الاخرين. النصوص التي نهت عن الغيبة نصوص عامة لم تفرق بين اهل الفسق وغيرهم ما لم يكن هناك مصلحة اخرى و بهذا الخبر ايضا من الفوائد جواز بيان حال الشخص متى خشي من ان به فهذا هو الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بهذه الكلمة وفي هذا الحديث من الفوائد مشروعية اختيار الاقوال الجميلة والالفاظ المستحسنة مع الموافق والمخالفين. واورد المؤلف بعد ذلك فقال حدثنا عباس العنبري اخبرنا اسود بن عامر قال اخبر الناشرين عن الاعمش عن مجاهد عن عائشة في هذه القصة قالت فقال تعني النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء السنتهم هذا الحديث اه تكلم فيه بعضهم من جهة اتصاله فقالوا بان مجاهدا لم يلقى عائشة روايته عنها مرسلة. وان كان عدد من الائمة صححوا حديث مجاهد عن عائشة قوله قالت فقال تعني النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان من شرار الناس فيه ان الناس ينقسمون على مراتب وليسوا على رتبة واحدة. وقوله الذين يكرمون. اي يعاملون بالحسنى ويتلطف في في التعامل معهم اتقاء السنتهم. اي ان سبب اكرام الاخرين لهم الخشية من ان يتكلموا عليهم او ان يتلفظوا معهم بالالفاظ غير الجميلة. ولذا بالانسان ان يتلطف في القول. ومتى وسوس له الشيطان؟ فقال ان الشيطان لن يكرموك ولن يقدروك ولن ولن يستجلبوا رضاك ولن يوافقوا على مطلوبك الا اذا تكلمت عليهم وقدحت فيهم فحين اذ يعارض الانسان امر الشيطان له بذلك ويعلم ان تصريف الامور بيد رب العزة والجلال وايني امتنع الشيء عنه اول الامر فانه في اخر الامر سيعود اليه. ثم قال المؤلف رحمه الله حدثنا احمد بن منيع قال اخبرنا ابو قطن قال انبأنا مبارك عن ثابت عن انس قال ما رأيت رجل رجلا التقم اذن النبي صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ اخذ بيده وما رأيت رجلا اخذ بيده فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده هذا الحديث في اسناده مبارك بن فضالة القرشي العدوي مولاهم البصري وقد تكلم فيه وضعفه عدد من الائمة منهم الامام احمد والنسائي وابن معين فالحديث ضعيف الاسناد وقوله ما رأيت ما رأيت رجلا التقم اذن النبي صلى الله عليه وسلم اخذ اذنه ووضعها بجوار فمه من اجل ان يناجيه وان يتكلم معه بالاسراء. فينحي رأسه يعني يبعد رأسه عن ذلك المتكلم حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه قال المؤلف رحمه الله حدثنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن عائشة رضي الله وعنها ان رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس اخو العشيرة فلما دخل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه فلما خرج قلت يا رسول الله لما استأذن قلت بئس عشيرة فلما دخل انبسطت اليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان الله لا يحب الفاحش متفحش سئل ابو داوود عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم بئس اخو العشيرة فقال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة هذا الحديث حسن الاسناد في اسناده محمد بن عمرو وهو صدوق فالخبر حسن الاسناد وقوله ان رجل ادنى اي طلب الاذن بالدخول على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس اخو العشيرة اي ان حاله غير مرغوب فيه وان ما يتصف به من الصفات غير مستحسنة. فلما دخل انبسط اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي توسع له في الحديث وتبسم له والان له القول و قال وكلمه يعني انه اطال الحديث معه. فلما خرج قلت يا رسول الله تقوله عائشة اما استأذن قلت بئس اخو العشيرة فلما دخل انبسطت اليه وتقول ذلك على جهة معرفة المعنى والحكمة في فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا على جهة قاضي عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان الله لا يحب الفاحشة والاصل في الفحش كبير الشيء والمراد به تجاوز الانسان الحدود التي ترسم له في ارا ولعل المعنى في هذا ان مقابلة الشخص بذكر عيوبه له من الفحش والله جل وعلا لا يحب الفحشاء وانما المشروع في ذلك ان يتأنى الانسان بصاحبه وان يرفق به لعله لا ينفر منه. ومن المعاني في هذا ان ما ذكر قبل قليل من معنى وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان لا ينخدع احد بحالي ذلك الرجل ولعله قبل اسلامه ورأى الامام ابو داوود ان هذه الكلمة مما يختص به النبي صلى الله عليه وسلم لان الحديث والنصوص الواردة في المنع من الغيبة عامة ليس بخاصة فلما رأى هذا الحديث يقابل تلك النصوص رأى ان هذا فعل والاصل والفعل قد يحمل على الخصوصية النبي صلى الله عليه وسلم والجمهور على انه لا يحمل خبر على الخصوصية الا بدليل ولكنهم اول هذا الخبر وبينوا المعنى فيه ببعض المعاني التي ذكرتها قبل قليل قول المؤلف باب في الحياء الحياء صفة في النفس. تمنع صاحبها من الاقدام على ما لا يستحسن من الاقوال الافعال اه تمنع الانسان من اه ترك القيام بالواجبات المناطة به قد جاء في النصوص ان الله عز وجل حيي ستير وقد قال تعالى ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها وبعض اهل العلم قال بان معنى الحياة في اللغة تغير وانكسار يعتري الانسان من آآ وفي ما يعاب به. وهذا المعنى تفسير للحياء ببعض الاثار التي قد توجد معه. وان كانت ليست هي ذات قوله قال الامام ابو داوود حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله عن ابن عمر رضي الله عنه هما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الانصار وهو يعظ اخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم دعه فان الحياء من الايمان. هذا حديث صحيح متفق عليه. قوله ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الانصار فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وتفقده لاحوال اصحابه وفيه ان اصحاب الولاية يتفقدون احوال الناس قوله وهو يعظ اخاه في الحياء اي ان ذلك الانصاري يتكلم مع اخيه وينهاه عن الحياء اه ويذكر له ان الحياء قبيح ويزجره عن الاتصاف به. ويخوفه من الاثار المترتبة على الحياء كانه وقد ورد في بعظ الاخبار انه يقول له كانه يقول له قد اظر بك الحياء. فقال رسول صلى الله عليه وسلم دعه اي لا تنصح اخاك بترك الحياء. واتركه على حالته من الحياء فان الحياء من الايمان اي من شعب الايمان وقد جاء في الحديث الاخر والحياء شعبة من شعب الايمان فيه دلالة على ان اعمال القلوب تدخل في بمسمى الايمان وفيه الترغيب في صفة الحياء وانها صفة مستحسنة قال الامام ابو داوود حدثنا سليمان ابن حرب قال اخبرنا حماد عن اسحاق بن سويد عن ابي قتادة قال كنا مع ابن حصين وثم بشير بن كعب فحدث عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله او قال الحياء كله خير. فقال بشير بن كعب انا نجد في بعض الكتب ان منه سكينة ووقارا ومنه ضعفا. فاعاد عمران الحديثة فاعاد واعاد بشير الكلام قال فغضب عمران حتى احمرت عيناه وقال الا اراني احدثك عن رسول صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن كتبك. قال قلنا يا ابا نجيد ايهن ايهن انه اي انه انه هذا الحديث قد ذكره الامام مسلم بمعنى قوله في هذا الحديث كنا مع عمران بن حصين وهو من فضلاء الصحابة رضوان الله عليه. والراوي عنه ابو قتادة تميم العدوي البصري اسم والده نزير قال كنا مع عمران بن حصين وثم بشير بن كعب يعني انه وجدوا في المجلس بشير بن كعب وهو من التابعين وليس من الصحابة. قال فحدث عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله. في هذا الترغيب في الاتصاف بصفة الحياء وبيان جميع انواع الحياة مرغب فيها. لكنه قد يدخل في اسم الحياء ما لا يدخل في معناه لا حقيقة من مثل ترغيب الناس في الخير ونصيحتهم والامر بالمعروف ونحو ذلك و بالتالي ليست هذه المعاني مما يدخل في اسم الحياء. فالحياء فالحياء الشرعي يدفع صاحبه الى التزام الواجبات والقيام بها فانه كما من الخلق يستحي من الخالق سبحانه وتعالى فاعترض بشير ابن كعب على عمران ابن حصين فقال انا نجد في بعض الكتب يعني كتب الامم السابقة او كتب الحكماء ان منه يعني من الحياء سكينة ووقار. يعني ان بعض انواعه من الوقار لانه يتوقر في نفسه ويكون فيه سكينة لان لان الحياء يجعل الانسان يطمئن ولا يقدم على الافعال المذمومة. قال ومنه ظعف اي ان من الحياء ما يكون من انواع الظعف. فاعاد عمران الحديث فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله. فاعاد بشير الكلام عليه فقال انا نجد في بعض الكتب ان منه سكينة ووقار ومنه ضعفا. قال فغضب عمران يعني انه وتغير بسبب ان بشير اصبح يعارض الحديث النبوي بكلام بعض الناس. فغضب عمران حتى احمرت عيناه وذلك انه عارض كلام النبي صلى الله عليه وسلم ببعض ما يوجد في هذه الكتب. وقال الا اراني احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثني عن كتبك. قال فقلنا يا ابا نجيد وهذه كنية عمران ابن حصين. رضي الله عنه هذه يعني حسبك ويكفيك ولا تلتفت الى كلام هذا الرجل هذه هي الكلمة لا يصح ان يعارض بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. و المعنى حسبك ما صدر منك من الغضب ولانكار على بشير فانه منا. وحينئذ لا زد من الغضب ومن التغير على هذا الرجل وقوله انه صادق. يعني ان هذه الكلمة التي صدرت من بشير ليست من اجل نفاقه فليس من اهل النفاق. وانما هي عارض عرظ عليه في الذهن فتكلم بهذه الكلمة وليس من اهل النفاق او اهل البدعة قال المؤلف حدثنا عبد الله ابن مسلمة قال اخبرنا شعبة عن منصور عن رذعي بن حراش عن ابي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت سئل ابو داوود اعند القعدبي عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال لا. هذا الحديث قد اخرجه هذا الحديث صحيح الاسناد. وقد اخرجه الامام البخاري وقوله في هذا الحديث ان مما ادرك الناس قيل بان المراد به ما جميع الناس او اهل الجاهلية او من اه سبق من الامم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى. قيل بان المراد به الانبياء السابقين جميعا. او ان المراد به نبوة وادم او نوح اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. يعني ان الحياء لا زال مأمورا به في جميع وعند جميع الانبياء ما من نبي الا وقد رغب في الحياء وحث عليه فالامر وبالحياة امر باق لم يرد عليه نسخ وانما لا زال امرا مشروعا في جميع الشرائع وقوله اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. قيل بان المراد به الخبر كانه قال الشخص الذي ليس عنده حياء فانه سيقدم على افعال غير محمودة وستدعوه نفسه الى افعال قبيحة وقيل بان المراد به التهديد والوعيد. فاذا لم تستحي فحينئذ نهددك ونتوعدك بان تصنع ما شئت. كقوله تعالى اعملوا ما شئتم. اي ان الله جل وعلا فيجازيكم على هذه الافعال التي فعلتموها. وقيل بان المراد بهذا الحديث اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي ان الانسان الذي يريد ان يفعل اي فعل ان ينظر هل الحياء يمنعه من ذلك الفعل؟ اي اذا لم تستحي من فعل فافعله ولا خرج عليك فيه بمعنى انك تجعل الحياء معيارا على الافعال قبل ان تقدم عليه ولا يمتنع ان يكون كل هذه المعاني مراده بهذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. ورزقكم الله وحسن الخلق وحسن العشرة. كما اسأله جل وعلا ان يعم بالاخلاق الفاضلة عموم المسلمين كما اسأله جل وعلا ان يردنا الى دينه وان يرتضي منا الاقوال والافعال بفظله واحسانه كما اسأله جل على ان يرفع الامراظ والاوبئة بفضله واحسانه هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين