الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد ارحب بكم اخوتي الاعزاء في لقاء جديد نتدارس فيه احاديث من سنن الامام ابي داوود حيث هذا هو الدرس السابع من كتاب الادب من سنن الامام ابي داوود السجستاني رحمه الله تعالى قال المؤلف باب في الحذر من الناس اي اخذ الاحتراس والتحوط من الناس من اجل الا يصيبه منهم اذى او يلحقه منهم حيلة ومكر او يكون منهم تصرف يجر الشر اليه. او يكون سببا من اسباب اقدامه على معاصي الله جل وعلا وكم من انسان اغتر باخرين وظن انهم من اهل الخير فجروه الى ما لم يحمد عاقبته في الدنيا والاخرة قال المؤلف هددنا محمد بن يحيى بن فارس اخبرنا نوح ابن يزيد ابن سيار المؤدب قال اخبرنا ابراهيم بن سعد قال حدثني ابن اسحاق عن عيسى ابن معمر عن عبد الله ابن عمر ابن الفعواء الخزاعي عن ابيه عبدالله بن عمرو بن الفقوى الخزاعي عن ابيه قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اراد ان يبعثني بما لابي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح فقال التمس صاحبا. قال فجاءني عمرو بن امية الظمري. فقال بلغني انك تريد الخروج وتلتمس صاحبا. قال قال قلت اجل قال فانا لك صاحب. قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت قد وجدت صاحبا. قال قال من؟ قلت عمرو بن امية الظمري قال اذا هبطت بلاد قومه فاحذره فانه قد قال القائل اخوك البكري فلا تأمنه. اخوك البكري فلا تأمنه. قال فخرجنا حتى اذا كنت بالابواب قال اني اريد حاجة الى قومي بودان فتلبس لي قلت راشدا فلما ولى ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم فشددت على بعيري حتى خرجت اوضعه حتى اذا كنت بالاصافر او الاظافر فاذا هو يعارضني في رهط قال واوظعت فسبقته فلما رآني ان قد فته انصرفوا وجاءني. فقال كانت لي الى قومي حاجة. قال قلت اجل ومضينا حتى قدمنا مكة فدفعت المال الى ابي سفيان هذا الحديث فيه راويان متكلم فيهما الاول عيسى ابن معمر وهو ضعيف والثاني عبد الله ابن عمرو ابن الفوال الخزاعي وفيه جهالة وقوله دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم اي طلبني وامرني ان احضر عنده وقد اراد ان بعثني بمال اي ارسلني الى مكة من اجل ان اذهب ببعض الاموال الى ابي سفيان كان ابو سفيان في مكة واراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يقسم ابو سفيان ذلك المال بمكة وهذا بعد بعد الفتح واراد ان يعطي بعض فقراء قريش ويتألفهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو التمس صاحب اي ابحث عن رفيق يرافقك في السفر وتأمن معه ويحميك باذن الله جل وعلا قال فجاني عمرو بن امية الظمري فقال بلغني انك تريد الخروج وتلتمس صاحبا قال قلت اجل قال فانا لك صاحب؟ اي ساذهب معك الى مكة؟ قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت قد وجدت اي وجدت من يرافقني قال فقال من؟ قلت عمرو بن امية الضمري قال رسول صلى الله عليه وسلم اذا هبط اي اذا وصلت ونزلت بلاد قومه اي قوم عمرو بن امية الظمري فاحذره اي كن منه على تحرز لان لا يغدر بك ويأخذ المال فانه قد قال القائل اخوك البكري فلا تأمنه يعني فليكن من شأنك ان تتخذ الاجراءات الاحترازية لان لا يكون هناك قطاع طريق من الناس في الطريقة ولعل هذا كان في اول الاسلام والخبر كما تقدم فيه ظعف والا فعمرو ابن امية من جاري اهل الاسلام ومن خيار الصحابة ومن اجلائهم. قال فانه اخوك البكري فلا من هو؟ اي كن منه على حذر. فاخوك البكري هذه صفة فلا تأمنه. وهذا مثل عند العرب فيه اثبات الحذر واستعمال سوء بالظن وذلك اه ليكون المرء على وقاية من نفسه وامن بحيث لا يثق بغيره خصوصا اذا كان عنده شيء من الاسباب التي قد يستعين بها عليك قال فخرجنا اي ذهبنا من المدينة حتى اذا كنت بالابواح وهي وهي منطقة بين مكة والمدينة قريبة من الجحفة الذي هو ميقات اهل الشام قال فقال عمرو بن امية اني اريد حاجة الى قومي. يعني انا عندي شيء من الحوائج ومن الاعمال التي يريد ان ينجزها عند قومي. وكانوا بوجدان وهي قريب من الابواء وهي قرية كبيرة قريبة من الجحفة قال عمرو بن الفغواء قلت راشدا اي اذهب راشدا تعرف الطريق ويصلح لك الحال قال فلما ولى اي ذهب من عندي وادبر ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اذا هبطت بلاد قومه فاحذره مما جعلني احاول ان ابتعد عن بلاد قومه. قال فشددت على بعيري اي اسرعت سرعة شديدة حتى يخرج من بلاد قومه. قال حتى خرجت اوظعه يعني خرج من تلك المنطقة واسرع بالبعير واحمله على ان ان يجهد نفسه قال حتى اذا كنت بالاصافر قوي الاظافر هذي منطقة بعيدة عن اه الابواء خارج قبيلة بني زمر قال فاذا اذا هو يعارضني في رهطه يعني وجدته يقابلني ويباريني من اجل ان يصل الي ولعله يريد ان يأخذ المال الذي معي في رهط يعني معه جماعة وحينئذ كانه قد جاء بهم قال واوظعت اي اسرعت على بعيري سرعة شديدة من اجل ان يهرب من ابن امية ومن معه ولا يتمكن من اللحاق به قال فسبقته اي ان عمرو بن اي ان عمر آآ ابن الفغوة تمكن من ان يصل الى المكان قبل آآ عمرو بن امية. قال فلما رآني ان قد فته انصرفوا اي ذهب اولئك الذين معه لانهم يئسوا من الوصول اليه. قال فجاءني بعد ذلك يعني وحده و فقال كانت لي الى قومي حاجة اراد الا ينتبه عمرو بن الفغواء ما اراده من الوصول اليه واخذ ماله قال قلت اجل اي انه صدقه بالظاهر ولم يؤكد اه الطلب على تصحيح كلامه قال المؤلف حدثنا قتيبة بن سعيد قال اخبرنا ليث عن عقيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين لا يلدغ اي لا. يضع المؤمن نفسه قريبا من الجحر. بحيث يلدغه من في في ذلك الجحر من ثعبان ونحوه ثم بعد ذلك يكون قريبا من نفس الجحر وبالتالي يتمكن من في ذلك الجحر من ان يلدغه. فكأنه قال المؤمن الذي تمدح هو ذلك الحازم الذي لا يخدع من طريق واحد اكثر من مرة وقد يراد بذلك الا اه وقد يراد بذلك ان يكون الانسان حذرا مستيقظا سواء في امور الدنيا او في امور الاخرة والخبر صحيح الاسناد وقد اخرجه الشيخان قال المؤلف رحمه الله باب في هدي الرجل يعني ما هي الطريقة التي يسير عليها الانسان بمشيه على اقدامه في هدي الرجل يعني الذي يسير على قدميه وروى قال المؤلف حدثنا وهب بن بقية قال ان بان خالد عن حميد عن انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا مشى كانه يتوكأ هذا حديث صحيح الاسناد وقوله كانه يتوكأ يعني انه كانه يميل الى جهة الامام من سرعة مشيه صلى الله عليه وسلم. قال المؤلف حدثنا حسين بن معاذ بن خليف قال اخبرنا عبد الاعلى. قال اخبرنا سعيد الجريري عن ابي الطفيل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت كيف رأيته؟ قال كان ابيظ مليحا اذا مشى كأنما يهوي في صبوبة هذا الحديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى وقوله كان ابيظ اي انه كان على لون ابيض يستملح آآ شكله كانه قد وظع فيه ما يجعل الناس يقبلونه كما يوظع الملح في الطعام فيقبل قال اذا مشى اي من شأنه انه اذا سار على قدميه كأنما يهوي في صبوب اي كأنه يسرع بحيث كأنه ينزل في موضع منخفض قال المؤلف وهذا حديث صحيح الاسناد وقد اخرجه الامام مسلم. قال المؤلف باب في الرجل يضع احدى رجليه على الاخرى يعني ما حكم هذا الفعل؟ وهل هو محمود مرغوب فيه؟ او لا؟ حدثنا قتيبة بن سعيد قال اخبرنا واخبرنا موسى بن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن ابي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يضع وقال قتيبة ان يرفع الرجل احدى رجليه على الاخرى زاد قتيبة وهو مستلق على ظهره اصل هذا الخبر قد رواه الامام مسلم. ورجاله ثقات وظاهر اسناده الاتصال فهو صحيح الاسناد وقوله وقوله في هذا الخبر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يضع الرجل احدى رجليه على الاخرى يحتمل ان يكون ذلك حال الاستلقاء. يعني يضع رجله اليمنى على ركبته من رجله اليسرى وهو مستلق وقيل بانه نهى عن ذلك بما يؤدي اليه من انكشاف العورة خصوصا انهم كانوا يلبسون الازر وبالتالي قد تظهر عوراتهم بسبب ذلك وقد يظهر شيء من فخذه وقد يظهر ما وراء ذلك وبعض اهل العلم قال فحينئذ نقول بان النهي يختص بما اذا خشي انكشاف العورة. وهذا عند الاصوليين يسمى تخصيص الخبر العام العلة المستنبطة واكثر اهل العلم لا يصححون مثل هذا هذا الاستثناء ولا يخصصون عموم بعلة مستنبطة قال المؤلف حدثنا النفيلي قال اخبرنا ما لك حاء واخبرنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عباد ابن تميم عن عن عمه يعني عبد الله ابن زيد انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقية. قال القعنبي في المسجد واضعا احدى رجليه على الاخرى ما رواه عبدالله بن زيد هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستلقي في المسجد فيه جواز الاضطجاع والاستلقاء في المسجد. قال واضعا احدى رجليه على الاخرى. وهذا يدل على الجواز ولذا قيل بان الاول الوارد في النهي هو ما اذا خشي انكشاف العورة والثاني فيما سوى ذلك كما لو انا على المرء السراويل التي يكون من شأنها ستر اعضاء الانسانة وقال بعضهم بانه اذا كانت الرجلان ممدودتين احداهما على الاخرى فلا بأس بهذا لانه حين اذ لا تنكشف لا ينكشف منه شيء اما اذا كان قد نصب الساق و جعلها قائمة ثم وضع الرجل الاخرى عليها على ركبتها فهذا هو الممنوع منه بما يؤدي اليه من اه انكشاف بعظ اعظاء البدن قال المؤلف حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب ان عمر ابن الخطاب وعثمان ابن عفان كانا يفعلان ذلك وهذا الخبر من رواية سعيد ابن المسيب واهل العلم لا يصححون سماعه من عمر ويقولون بانه لم يحفظ له رواية عن عثمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ايضا مما يمكن ان يستدل به على ان النهي العام ان النهي الاول ليس على اعمومه قال المؤلف رحمه الله باب في نقل الحديث اي ان المرء اذا سمع كلاما من شخص قال عن شخص اخر قام بنقله لمن يتكلم فيه او لغيره. سمعت كنت في مجلس فسمعت سمعت مقالا او كلمة تظن ان اصحابها لا يريدون ان تنتشر ولا ان يتحدث بها. فحينئذ لا احق لك في ان تنقلها للاخرين. قال المؤلف حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة اخبرنا يحيى ابن ادم قال اخبرنا ابن ابي ذئب عن عبدالرحمن ابن عطاء عن عبدالملك ابن جابر ابن عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الرجل بالحديث ثم التفت فهي امانة هذا الحديث من رواية عبدالرحمن بن عطاء المدني. وقد تكلم فيه كما انه من اه ولذا قد ظعفه بعظ اهل العلم قوله هنا اذا حدث الرجل بالحديث اي اذا تكلم لانسان بكلام او تحدث بقصة ثم ثم التفت يعني تحرز هل يسمعه احد غير من كان حاضرا فانه يكون امانة فلا بد من مراعاة تلك الامانة ثم قال المؤلف حدثنا احمد بن صالح قال قرأت على عبد الله ابن نافع قال اخبرني ابن ابي زيد عن ابن اخي جابر ابن عبد الله عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجالس بالامانة الا ثلاثة مجالس سفك دم حرام او فرج حرام او اقتطاع مال بغير حق. هذا الخبر فيه ابن اخي جابر وهو مجهول. ومن ثم لم يثبت هذا الخبر وفيه عبدالله بن نافع تكلم فيه. قوله هنا المجالس بالامانة اي ان فمن حضر مجلسا فانما يدور فيه من الكلام والحديث امانة على السامع من جهة ان لا يقوم بنقل تلك الاخبار لغير من في المجلس واو انه يضبط ذلك حديث قال الا ثلاثة مجالس يعني لا يكتم الانسان ما فيها بل يبلغ لما يترتب على التبليغ من فوائد شرعية اول ذلك سفك دم حرام. فاذا سمع طائفة يتآمرون من من اجل ان يقتلوا احدا من الخلق فانه ينقل الحديث ويبلغه من اجل ان يحقن الدم الحرام وقوله او فرج حرام اي اذا سمع حديثا يتآمر فيه على الفرج الحرام بلغا عنه وبعضهم قال بانه يراد به ما اذا كان هناك اذا كان هناك لك قذف والاول اشهر وقوله او اقتطاع مال بغير حق. فمن قال اريد ان اخذ مال فلان او سمع ناسا يتآمرون لاخذ مال شخص على جهة على جهة مخالفة للشرع وجب عليه ان يبلغ ولا يجوز له ان يكتمه من اجل ان يحمي هؤلاء من المعصية ومن اجل ان يحمى من يتعلق به الامر. قال المؤلف حدثنا محمد بن العلا وابراهيم بن موسى الرازي قال اخبرنا ابو اسامة عن عمر قال ابراهيم هو عمر ابن حمزة ابن عبد الله العمري عن عبد الرحمن ابن سعد قال سمعت ابا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اعظم الامانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر سرها ان من اعظم الامانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر وسرها هذا الخبر قد اخرجه الامام مسلم قوله ان من اعظم الامانة اي ان من اشنع ما تترك فيه الامانة الحالة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحيث يشهر بتارك الامانة عند الله يوم القيامة ما هي هذه الحالة التي هي من اعظم انواع خيانة الامانة؟ قال ان يفضي الرجل يفضي الى امرأته اي يصل اليها ويباشرها ويطلع منها على خصائصها واسرارها وتفضي اليه. اي تطلع على خصائصه واسراره. ثم ينشر الره اي يظهر ما تختص به وما تخفيه عن الناس ويبين صفاتها داخلية التي لا يطلع عليها احد من الناس او يذكر ما جرى بينه وبينها من امور الاستمتاع قال المؤلف باب في القتات المراد به النمام وهو الذي ينقل كلام الناس الذي تكلموا به في القدح بغيرهم الى من قدح فيهم. فالقتات هو النمام الذي ينقل كلام الناس على جهة الافساد فيما بينهم. قال المؤلف حدثنا مسدد وابو بكر بن ابي شيبة. قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابراهيم عن همام عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه ايوا سلم لا يدخل الجنة قتات. قوله لا يدخل الجنة اي في اول الامر. لان النمام لا زال مؤمنا لا زال من اهل الاسلام ومن ثم فانه سيكون اخر امره الى الجنة. ولكنه في اول امره لا يدخل الجنة الا ان يعفو الله جل وعلى عنه و قال لا يدخل الجنة قتات اي نمام ينقل الحديث بين الناس على جهة الافساد بينهم سواء كان حاضرا عند التكلم بذلك الحديث او كان غائبا عنه وسمعه من غيره. قال المؤلف باب في ذي الوجهين. المراد به من يتغير بلغوا فيأتي لكل لكل اناس بصفة وبطريقة يناقض بها طريقته اتى بها الى غيرهم. يأتي لهؤلاء على انه معهم ومنهم وناصح لهم ويقابل من يقابلهم ثم يأتي الى من يقابلهم ويظهر نصحه ووجهه ووده لهم قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسدد قال اخبرنا سفيان عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه فيه ذم ذي الوجهين وبيان انه من شر الناس وبالتالي يخشى عليه من الاثم تمي وقال من شر الناس ذو الوجهين وفسره بانه الذي يأتي هؤلاء بوجه هؤلاء بوجه فيظهر الى كل طائفة ما يتوافق معها وما يرظيها فيبين ولهم ويشعره انهم معهم في مخالفتهم ومقالبتهم ومضادتهم لغيرهم. ثم يأتي الى قال فيهم ممن يضادهم فيظهر لهم انه معهم في ظد هؤلاء في ظد من يقابلهم. وهذا نوع من انواع الكذب والخداع وفيه اطلاع على اسرار كل من الفريقين ويستثنى من هذه الحال ما لو كان يريد الاصلاح بين الطائفتين. خبر الباب حديث صحيح وقد اخرجه الشيخان رحمهما الله تعالى قال المؤلف حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال اخبرنا شريك عن الركين بن الربيع عن نعيم بن حنظلة عن نار رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار هذا الحديث من رواية شريك القاضي. وقد تكلم فيه بعضهم فبعضهم رأى انه ضعيف لسوء واخرون قالوا بانه صدوق وحديثه حسن وقوله هنا من كان له وجهان اي ذلكم الشخص الذي له طريقتان ليأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجهه فانه يعاقب يوم القيامة بان يجعل له لسانان من نار. وبالتالي يتعذب بهما عذابا شديدا كما كان له في الدنيا لسانان لانه يتحدث مع كل طائفة بما يتوافق معها وما يناقض حديثه مع الطائفة الاخرى فناسب ان يعذب بان يجعل له لسانان من نار قال المؤلف رحمه الله باب في الغيبة المراد بالغيبة ذكر معايب الاخرين حال غيبتهم. ذكر معايب الاخرين حال غيبتهم بان يقول فلان عنده المعصية الفلانية فلان لم يشهد صلاة الجماعة وهكذا يذكر معايبهم الدنيوية او الخلقية او الاخروية. والغيبة حرام. وقد قال تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه؟ قال المؤلف رحمه الله حدثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي قال اخبرنا عبد العزيز عن ابن محمد عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة انه قال انه قيل يا رسول والله ما الغيبة؟ قال ذكرك اخاك بما يكره. قيل فرأيت ان كان في اخي ما تقول. قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. هذا حديث جيد لاسناد وقد اخرجه الامام مسلم في في صحيحه قوله قيل يا رسول الله ما الغيبة فيه حرص الصحابة على معرفة حدود ما منع منه الشرع من اجل التزامه وعدم تجاوز تلك الحدود فان الغيبة محرمة فارادوا ان يعرفوا حقيقتها. فقال صلى الله عليه وسلم يعني الغيبة ان السؤال معاد في الجواب ذكرك اخاك بما يكره. اي كونك تتحدث وتتكلم عن شخص بامور يكره ان تذكر عنه. وان تنسب اليه. بحيث لو سمعها لكره ان يتكلم به ان يتكلم عنه بذلك. فقيل افرأيت يعني اخبرني وعلمني ان كان في اخي ما اقول اي اذا كان في ذلك الشخص الذي ساتكلم فيه ما من الصفات على الحقيقة فانا لم اكذب عليه ولم ازور في الحقائق ما قلته من صفات نقص فهي فيه على جهة الحقيقة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان فيه ما تقول فقد اغتبته. اي اذا كانت الصفات النقص التي ذكرتها عن ذلك الشخص موجود موجودة حقيقة فيه فهذا هو الغيبة المنهي عنها في الشرع واما اذا نسبت اليه صفة نقص وهي ليست فيه فهذا بهتان وكذب وهذا الحديث قد اخرجه مسلم كما تقدم. قال المؤلف حدثنا مسدد. قال اخبرنا يحيى عن سفيان قال حدثني علي ابن الاقمر عن ابي عن ابي حذيفة عن عائشة قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال غير مسدد تعني قصيرة. فقال لقد قلت كلمة لو بها البحر لمزجته او لو مزجت بماء البحر لمزجته. قال قالت وحكيت له انسانا. فقال ما احب اني حكيت اه انسانا. وان وان لي كذا وكذا. هذا حديث جيد اسناد صحيح الاسناد وقد صححه الترمذي فقال حسن صحيح قولها قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك اي يكفيك في ذمها وتنقيص مكانتها من صفية متى يعني من عيوب صفية انها كذا وكذا وهذا فيه كناية عن عيوب عائشة رضي الله عنها ولم يصرح بها الراوي هنا. وقال غير مسدد تعني قصيرة يعني ان عائشة انما ذكرت انها عابد صفية بكونها قصيرة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت اي تكلمت كلمة اي هذه الكلمة التي كلمتيها في عيوب صفية لو مزج بها البحر اي خلط البحر بها لمزجته اي لغلبته وغيرته وافسدته قالت عائشة والجهاد تحريم الغيبة والتشديد في شأنها حتى ولو كان بالكلمة اليسيرة حتى ولو كان الانسان يريد تحقيق مقاصد دنيوية. فان عائشة ارادت ان ترفع مكانتها. وان اخفض منزلة جارتها قالت عائشة وحكيت له انسانا اي قلدت قلدت انسانا في فعله على جهة المنادرة والضحك على فعله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما احب اي لا ارغب في ان ان احكي انسانا كما انه لا يسرني ان اتحدث عن عيوبه فهكذا لا ارغب في ان اماثله في طريقة فعله على جهة حكاية فعله وان لي كذا وكذا اي ولو اعطيت بتلك الحكاية وبذلك ذلك التمثيل لفعله شيئا من الدنيا ومالا كثيرا ففي هذا الحديث التشديد في امر الغيبة وفيها ايضا النهي عن محاكاة الاخرين ومماثلتهم في افعالهم قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن عوف قال اخبرنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب قال اخبرنا عبد الله ابن ابي حسين قال اخبرنا فالابن ساحق عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان من اربى الربا طالت في عرظ المسلم بغير حق. هذا حديث اسناده جيد. قوله ان من اربى الربا اي من انواع جريمة الربا وبالا وتحريما وتأثيما الاستطالة في عرظ المسلم اي التكلم باللسان في عيوب الاخرين وتحقير مكانتهم واستنزالهم وقذفهم وسبهم وغيبتهم وقال بغير حق اي بغير سبب يجيز للانسان ان يتكلم في اعراضهم واذ هناك اسباب تجعل الكلام في عرظ الاخرين من المباحات. ومن ذلك ان يكون الامر عند قضاء او من اجل اصلاح احوال الانسان او عند السؤال عن خاطب واذا امكن التلميذ لم يحتج الى التصريح قال المؤلف رحمه الله حدثنا جعفر بن مسافر قال اخبرنا عمرو بن ابي سلمة قال اخبرنا زهير عن اي ابن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اكبر كبائر استطالة المرء في عرظ رجل مسلم بغير حق. ومن الكبائر السبتان بالسبة. هذا الحديث ضعيف الاسناد في رواته عمرو بن ابي سلمة الذي يروي عن زهير وهو ظعيف وهذا الحديث قد ورد في بعض نسخ سنن ابي داوود ولم يذكر في جميعها. وقوله سبتان بالسبة يعني مقابلة كلمة واحدة من السب بكلمتين لانه لا يجوز ان يقابل الساب الا بمثل قوله. ومن عفا واصلح فاجره على الله. قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابن المصفى قال اخبرنا بقية وابو المغيرة قال حدثنا صفوان قال حدثني راشد بن سعد وعبد رحمن ابن جبير عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي او لما اعرج بي ربي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين ياكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم. قال ابو داوود وحدثناه يعني حدثنا يحيى بن عثمان عن بقية ليس فيه انس. ثم قال حدثنا عيسى ابن ابي عيسى السيلحيني عن ابيه المغيرة كما قال ابن المصفى. اراد المؤلف بذلك ان اختلفوا هل هو مرسل ليس فيه ذكر الصحابي؟ كما رواه يحيى ابن عثمان او انه قد ذكر وفيه اسم الصحابي واكثر الرواة ذكروا اسم الصحابي في ذلك الخبر وقوله لما عرج بي اي في حادثة الاسراء والمعراج. وقوله يخمشون اي يخدشون. ومعناه ان انه يضربون وجوههم باظفارهم بحيث تجرح بشرة الوجه قال بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ان يغتابون الناس ويذكرون معايبهم ويقعون في اعراضهم قال المؤلف رحمه الله تعالى حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال اخبرنا الاسود بن عامر قال اخبرنا ابو بكر ابن عياش عن الاعمش عن سعيد ابن عبد الله ابن جريج عن ابي برزة الاسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عورات عوراتهم فانه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته. ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته هذا الحديث من رواية سعيد بن عبدالله بن جريج. وقد اختلفوا فيه. فقال طائفة بانه مجهول ولانه لم يروي عنه احد الا الاعمش. وقال اخرون بانه صدوق. وعلى كل في الخبر المنع من الغيبة والمنع من التجسس وكلاهما قد وردت النصوص بالتحذير منه وبيان اثم صاحبه قال الامام ابو داوود حدثنا حيوة بن شريح المصري الحمصي قال اخبرنا بقية عن ابن ثوبان عن ابيه اما كحول عن وقاص بن ربيعة عن المستورد انه حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اكل رجل مسلم اكلة فان الله يطعمه مثلها من جهنم. ومن كسي ثوبا برجل مسلم فان الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فان الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة. هذا فيه راويان الاول بقية ابن الوليد وهو مدلس ولم يصرح بالسماع في الخبر ابن ثوبان وهو عبدالرحمن ابن ثابت ابن ثوبان وقد اختلف فيه وكثير من اهل العلم يرى ضعفه وقوله من اكل برجل مسلم اكله. اي من اخذ شيئا من الدنيا بسبب اغتيابه لشخص وكلامه فيه ونقله لعيوبه او لتعرظ او اكل مالا بسبب نقل الاذية لشخص يعاديه فان الله اه يطعمه مثلها من جهنم اي انه يعاقب بعقوبة من بان يأكل من نار جهنم ما يماثل ما اكله في الدنيا بسبب وقيعته او اذيته في ذلك كالرجل ومن كسي ثوبا برجل مسلم اي اعطي ثوبا غيبته او اذاه لرجل مسلم فان الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مقام سمعة ورياء فان الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة. اي انه اذا تكلم في رجل من اجل ان يكون له مكانة ومنزلة كانه يصعد على اكتاف غيره فانه حينئذ سيجعله الله جل وعلا قوموا يوم القيامة فينتقص من مقامه لانه انتقص من ذلك الشخص. اي من وهكذا من قام مقام سمعة ورياء ليصف بالصلاح والتقوى من ليس كذلك فانه يوم القيامة بمثل هذا المقام ومن هنا فيحذر الانسان من الغيبة لغيره ويحذر من ان يتكلم بكلام يخالف واقع الحال قال المؤلف رحمه الله حدثنا واصل بن عبد الاعلى قال اخبرنا اسباط بن محمد عن هشام بن سعد عن زيد ابن اسلم عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل المسلم كالمسلم حرام ماله وعرضه ودمه حسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم هذا الحديث هذا الحديث فيه هشام ابن سعد وقد اختلفا فيه واصل هذا الخبر قد ورد عند مسلم من حديث ابي هريرة قوله كل المسلم على المسلم حرام اي لا يجوز لاحد من المسلمين ليتعرض بالاذية لمسلم اخر ذلك يشمل تحريم الاموال. فلا يجوز له ان يأخذ من ماله بغير وجه شرعي وهكذا يحرم عليه فلا يتكلم فيه بمسبة ولا يذكره بسوء. وهكذا ايضا يحرم عليه هي ان يعتدي على دمه فهذه الامور من المحرمات ولا يجوز للانسان ان يعتدي على غيره في شيء من هذه في المجالات ثم قال حسب امرئ ان يكفي الانسان من الشر ان يحقر اخاه المسلم فان من امور الاخلاق الرذيلة ان يستنقص الانسان غيره وان يحتقر جهد غيره وان يصف ما فعله بالامر القليل والهين. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين كما اسأله جل وعلا ان يجعلنا من اهل الادب الفائق والاخلاق الفاضلة وان يعصم السنتنا من السوء ومن معاصيه سبحانه وتعالى. واسأله ذلك لجميع المسلمين كما اسأله جل وعلا ان يصلح الله احوال المسلمين ويؤلف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم على الحق هذا والله واعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين