مولى بني مغالة وهو مجهول ومن ثم فانه لم يثبت هذا الخبر وقوله وقد قيل عتبة يعني بدل عقبة لما قال عقبة ابن شداد وقوله في هذا الخبر ما من امرئ الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا هو الدرس الثامن من دروسنا في كتاب الادب من سنن الامام ابي داوود رحمه الله حيث نتدارسها في الحرم الشريف ب فاجري اليوم الثامن من شهر رمضان من عام واحد واربعين واربعمائة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم قال المؤلف باب الرجل يذب عن عرض اخيه اي باب ما جاء في كون المسلم يدافعوا عن عرض اخوانه بحيث اذا سمع سبا فيهم او قدحا فانه يقوم بالدفاع عنهم لمحاسنهم وباراد ما يمكن ان يعتذر لهم فيه في بعض النسخ باب من رد عن مسلم غيبة وتقدم معنا ان المراد بالغيبة ديك نسبة المعايب وما لا يرضى من الاقوال والافعال الى شخص من الناس ولو كان ذلك على سبيل يتيقنه المتكلم قال المؤلف رحمه الله حدثنا عبد الله بن محمد بن اسماء بن عبيد قال اخبرنا ابن المبارك عن يحيى ابن ايوب عن عبد الله ابن سليمان عن اسماعيل ابن يحيى المعافري عن سهل ابن معاذ ابن الجهني عن ابيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمى مؤمنا من منافق اراه قال بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال هذا الحديث ضعيف الاسناد سهل ابن معاذ ابن انس الجهني ظعيف وقوله في هذا الخبر من حمى اي من حفظ وذب عن عرض مؤمن من منافق اي من مغتاب وذلك لان هذا المغتاب ما تكلم بهذا العيب الا عند غيبة المتكلم فيه قال اراه قال بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم اي يذب عنه نار جهنم ولا يمكنها من الوصول اليه. قوله ومن رمى مسلما اي قذفه واتهمه بشيء اي من العيوب يريد شينه اي يريد استنقاص مكانته وتشويه سمعته حبس به يعني بذلك الكلام الذي نسبه اليه حبسه الله اي اوقفه ولم يمكنه من المشي على جسر جهنم حتى يخرج مما قال اي يسلم من غائلة ذلك الكلام ومن عهدته لان لا يتجاوز الجسر الا وقد ارتفع منه ذلك الذنب ولم يبقى منه شيء من اثاره قال حدثنا اسحاق بن الصباح قال اخبرنا ابن ابي مريم قال ان بان الليث قال حدثني يحيى بن سليم انه سمع اسماعيل ابن بشير يقول سمعت جابر ابن عبد الله وابا طلحة ابن سهل الانصاري يقولان قال رسول الله اي صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في مواقع ينتهك فيها او تنتهك في هي حرمته وينتقص فيه من عرظه الا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موطن يحبه ونصرته. قال يحيى وحدثنيه عبيد الله بن عبدالله بن عمر. وعقبة بن شداد. قال ابو داوود هي بن سليم هذا هو ابن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم واسماعيل ابن بشير مولى بني مغار وقد قيل عتبة ابن شداد موضع عقبة وهذا الخبر باسناده اسماعيل ابن بشير الاظهر انه يشمل الرجال والنساء يخذل اي لا ينصر امرأ مسلما في مواقع تنتهك فيه حرمته اي يتناول فيه عرظه ويتكلم فيه وينتقص فيه من من عرظه فيترتب على ذلك عدم احترامه. ولا اكرامه وسيكون محل الذم الا خذله الله اي ترك الله نصرته وفي موطن يحب فيه نصرته اي يحب ذلك الشخص ان يكون منصورا بإعانة الله جل وعلا قال وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرظه اي يتكلم فيه ويقدح فيه وينتهك فيه من حرمته الا نصره الله في موطن يحب نصرته وقوله وحدثنيه عبيد الله بن عبدالله بن عمر وعقبة بن شداد يعني ان هذا الخبر قد رواه يحيى بن سليم عن هؤلاء الرواة جميعا ولم ينفرد به اسماعيل ابن بشير وقوله قال ابو داوود يحيى ابن سليم هذا هو ابن زيد يعني زيد ابن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤلف رحمه الله باب من ليست له غيبة حدثنا علي بن نصر قال اخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث من كتابه قال حدثني ابي قال اخبرني الجريري عن ابي عبد الله الجشمي قال اخبرنا قال جاء اعرابي فانا فانا خراحلته ثم عقلها ثم دخل المسجد فصلى خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم اترى حلته فاطلقها ثم ركب ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا احدا. فقال رسول الله صلى الله عليه اتقولون هو اضل؟ ام بعيره؟ الم تسمعوا الى ما قال؟ قالوا بلى هذا الحديث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه من رواية ابي عبدالله الجسمي وهو مجهول. وقول المؤلف ومن ليست له غيبة اي من هو الشخص الذي يجوز ان نتكلم في عرظه ويمكن ان نتكلم بمعايبه والاصل ان دليل تحريم الغيبة عام يشمل جميع الافراد ومن ثم لا نستثني منه الا ما ورد باستثنائه دليل. ومن هنا نعلم ان قول بعضهم لا غيبة لفاسق. وقول بعضهم لا غيبة لمجهول انها ليست بصحيحة ومخالفة لعموم كلام الله عز وجل. قال اخبرنا جنده قال جاء اعرابي منسوب الى البادية فاناخ راحلته وهي ناقته التي يركب عليها واناخها اي جعلها تبرك على الارض. ثم عقلها اي قيدها وربط رجلها ثم دخل فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى الاعرابي راحلته فاطلقها اي فك حبلها قيدها ثم ركب ثم نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا احدا. يقول ذلك برفع صوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتقولون؟ اي هل تعتقدون وتظنون انه اضل ام بعيره اي من اكثرهما في الظلالة وذلك لانه جهل ان رحمة الله واسعة. كما قال تعالى وان كذبوك فقل رحمة الله ان كذبوك فقل كما جاء في النصوص اثبات سعة رحمة الله وانه واسع الرحمة ورحمتي وسعت كل شيء ولهذا قال هذه الكلمة الم تسمعوا الى ما قال؟ قالوا بلى وهذا الحديث كما تقدم لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي لا يصح ان نستثني احدا من حكم تحريم الغيبة الا ما ورد فيه دليل صحيح قول المؤلف باب ما جاء في الرجل يحل الرجل قد اغتابه. يعني انه يبيحه ويتجاوز او زعا ويسقط حقه فيما يتعلق بالغيبة المراد بهذا ان يجعل المغتاب ذلك المتكلم فيه في حل من قبله واعلم بان الغيبة يتعلق بها امران الاول حق للمغتاب يمكنه ان يتنازل عنه وهناك حق لله تعالى وذلك ان الغيبة لها اثار ليس على المغتاب وحده فان الغيبة اذا كانت كلاما في المعايب او المعاصي فان ذلك يهون تلك المعصية ويجعل الاخرين يقدمون عليها و هكذا ليعلم انه لا يصح ان يحلل الانسان غيره من غيبته في المستقبل. فالغيبة انما يحلل منها اذا وقعت ما اذا لم تقع بعد فانه لا يصح التحليل فيها. ثم التحليل بمعنى اجازة هذا الامر في المستقبل معناه اباحة امر حرمه الله تعالى قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن عبيد قال اخبرنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قال ايعجز احدكم ان يكون مثل ابي ظيغم او ظمظم شك ابن عبيد كان اذا اصبح قال اللهم اني قد تصدقت بعرضي على عبادك هذا الخبر موقوف من كلام قتادة وليس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. قوله كان فاذا اصبح اذا ابتدأ اليوم الجديد قال اللهم اي يا الله اني قد تصدقت بعرضي اي حللت من تكلم في وابحته وتجاوزت عن خطأه علي بكلامه فيني. قد بعرضي على عبادك ثم قال المؤلف حدثنا موسى ابن اسماعيل قال اخبرنا حماد عن ثابت عن عبد الرحمن ابن عجلان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايعجز احدكم ان يكون مثل ابي ظمظم؟ قالوا ومن ابو ظمظم؟ قال رجل فيمن كان قبلكم بمعناه قال عرظي لمن شتمني قال ابو داوود رواه هاشم ابن القاسم قال قال عن محمد بن عبدالله العمي عن ثابت قال اخبرنا انس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه قال ابو داوود وحديث حماد اصح هذا الخبر مرسل. فعبدالرحمن بن عجلان ليس من الصحابة فخبره ليس من الاخبار المتصلة بل هو مرسل ومن ثم فلا يعول على مثل هذا. وقد تقدم بيان احكام هذه المسألة في تحليل الاخرين عند عندما يصدر منهم الغيبة والكلام بمعايب الاخرين قال الامام ابو داوود باب في التجسس في بعض النسخ باب النهي عن التجسس المراد بالتجسس البحث في خفايا الامور المتعلقة بالاخرين. مما يريدون اخفاءه وعدم وعدم اظهاره هو تفتيش عن بواطن الامور في خصائص الاخرين قد قال الله تعالى ناهيا عن التجسس ولا تجسسوا. قال الامام ابو داوود حدثنا عيسى ابن محمد الرملي وابن وهذا لفظه. قال اخبرنا الفيريابي عن سفيان عن ثور عن راشد بن سعد عن معاوية انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك ان اتبعت عورات الناس افسدتهم او كأن تفسدهم فقال ابو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفع نفعه الله بها. هذا حديث حسن الاسناد. قوله صلى الله عليه وسلم انك ان اتبعت تعورات الناس اي اذا فتشت بواطن الامور وذهبت تبحث عما فعله الاخرون مما ايسرونه ويخفونه فحينئذ فانك ستفسدهم فاذا بحثت عن معايب الاخرين اعلنت بها فان ذلك يؤدي الى فسادهم. من جهة انهم لا يتورعون بعد ذلك عن الى مثل ذلك الفعل الذي كشفته عنهم فان المرء اذا اتهم الشخص وجاه بنسبة السوء اليه فحينئذ قد يفسده ويجعله يستمر على ذلك السوء او كدت ان تفسدهم. قال ابو الدرداء كلمة سمعها معاوية يعني معاوية ابن ابي سفيان الصحابي رضوان الله عليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها يعني انه ان ذلك كان من اسباب عدم تفتيشه عن بواطن امور الناس مما يؤدي الى زراعة الشقاق والاختلاف بينهم قال المؤلف رحمه الله حدثنا سعيد بن عمر الحمصي هذا الخبر الذي تقدم فيه قال المؤلف حدثنا اسماعيل ابن عمرو الحمصي الحظرمي قال اخبرنا اسماعيل ابن عياش قال اخبرنا ظمظم بن زرعته عن شريح ابن عبيد عن جبير ابن نفير وكثير ابن مرة وعمرو ابن الاسود والمقدام ابن معدي كرب وابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الامير اذا ابتغى الريبة في الناس افسدهم هذا الحديث فيه سعيد بن عمر الحمصي قال ابن حجر فيه مقبول. واسماعيل ابن عياش روايته عن اهل الشام حسنة بخلاف روايته عن غيرهم قوله هنا ان الامير اذا ابتغى الريبة من الناس اي اذا بحث عن الاحوال التي قد تورثها الشك في افعال الناس واقوالهم فان ذلك سيؤدي الى فساد العلاقة بينه وبينهم ويؤدي الى استمرارهم على ما ينسب اليهم من الافعال المخالفة. قال المؤلف رحمه الله حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن زيد ابن وهب قال اوتي ابن مسعود فقيل هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبد الله انا نهينا عن ولكن ان يظهر لنا شيء نأخذ به هذا الحديث قد هذا الحديث رواته ثقات وقوله في هذا الخبر اوتي يعني ان هناك رجلا جاء الى ابن مسعود يبلغه عن شأن احد من الناس فقال هذا فلان اقطروا لحيته خمرا كانه اراد ان يقام عليه الحد. فقال عبد الله انا قد نهينا عن التجسس اي ان الشرع قد نهانا عن البحث في غوامق الامور وبواطنها. ولكن ان يظهر لنا شيء اي ان يبرز لنا امر من الامور المخالفة نأخذ به اي نعاقبه به قال المؤلف باب في الستر على المسلم اي عدم ابراز معايب الاخرين وعدم اظهار ما عندهم من المخالفات والمعاصي. فستر عورات الاخرين قرين قربة من القربات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والاخرة قال المؤلف رحمه الله حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال اخبرنا عبد الله ابن المبارك عن ابراهيم ابن نشيط عن كعب ابن علقمة عن ابي الهيثم عن عقبة ابن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من رأى عورة فسترها كان كمن احيا موؤودة ابو الهيثم مقبول وحديثه معلول ولذات كل ما في حديثه. قوله من رأى عورة اي من رأى فعلا او صفة من غيره يكون مما يستحب صاحبها ان يسترها وان لا تعرف عنه والا يشيع امرها عند الاخرين فسترها. اي لم يتكلم بذلك العيب الذي رآه عند اخيه ولم ينسبه اليه ولم يخبر الاخرين به كان كمن اي كان ثوابه كثواب من احيا موؤدة والموؤدة هي الطفلة تدفن وهي حية وكأنه اخرج تلك الموؤدة من قبرها من اجل الا تموت. فلما انا ستر الفضيحة عن الناس بمثابة احياء تلك النفس التي يراد ان تفضح كان ذلك مما جعله يسمي مثل ذلك الفعل باحياء الموؤدة قال المؤلف رحمه الله حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا ابن ابي مريم قال ان بان الليث قال حدثني ابراهيم ابن نشيد عن كعب بن علقمة انه سمع ابا الهيثم يذكر انه سمع دخينا كاتب عقبة بن عامر قال كان لنا جيران يشربون الخمر فنهيتهم فلم ينتهوا. فقلت لعقبة ابن عامر ان جيراننا هؤلاء يشربون الخمر واني نهيتهم فلم ينتهوا وانا داع لهم الشرط فقال دعهم ثم رجعت الى عقبة مرة قرا فقلت ان جيراننا قد ابوا ان ينتهوا عن شرب الخمر وانا داع لهم الشرط. قال ويحك دعهم فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر معنى حديث مسلم يعني لفظ من راع عورة فسترها كان كمن احيا موؤودة. قال ابو داوود قال هاشم ابن القاسم عن ليث هذا الحديث قال لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم. فهذا الخبر من رواية ابي الهيثم ايظا وهو كما قدم مقبول وحديثه معلول. وقوله في هذا الخبر كان لنا جيران يشربون الخمر فلم ينتهوا فقلت لعقبة جيراننا هؤلاء يشربون الخمر واني نهيتهم فلم ينتهوا وانا داع لهم الشرط والمراد بهم رجال الامن ممن يتولون البحث عن ذلك ومجازاة اهله ممن يعينهم صاحب ولاية السلطان من اجل ان يحفظوا احوال الناس ومن اجل ان يزيلوا ما عندهم من المخالفات قوله هنا فرجعت اليه حتى قال قال ويحك هذه كلمة للزجر. فاراد ان يشفق بهم وان يرحمهم ويترفقهم وبهم قال ولكن عظهم اي انصحهم وتكلم معهم بشيء يخوفهم من الله وتهددهم يعني خوفهم مما من الله او من صاحب الشرط قال المؤلف رحمه الله باب المؤاخاة اي اتخاذ الانسان شخصا اخر اخا له في تعالى يتعاونان على البر والتقوى ويتعاضدان على امورهما الدينية الدنيوية قال المؤلف حدثنا قتيبة بن سعيد قال اخبرنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة اخيه انا الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. هذا حديث صحيح الاسناد وقد ورد في السنن وورد في الصحيح من حديث ابي هريرة. وقوله المسلم اخو المسلم. كقوله تعالى انما المؤمن يا اخوة من مقتضى الاخوة المحبة وتمني الخير والنصرة على الحق. قوله لا يظلمه اي لا اعتدي على شيء من حقوقه لا في دمه ولا في ماله ولا في عرضه. قوله ولا يسلمه اي لا يترك نصرته بل يناصره ويحميه من عدوه. ثم قال من كان في حاجة اخيه اي من كان شأنه ان يسعى في تلبية حوائج الاخرين والنظر فيما يحتاجون اليه فيقضي فان الله جل وعلا سيكون في حاجته فيقضي حوائجه. ومن فرج عن مسلم كربة الكربة الامر الشديد ومما يحزن المرء ويجعله يهتم له وتفريج الكربة بازالتها وبفعل الاسباب المؤدية الى زوال اسباب الهم فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. فان الناس في يوم القيامة يشتد هولهم وهمهم بسبب ذلك الموقف العظيم قال ومن ستر مسلما اي قام بتغطية عيوبه ولم يذكرها للاخرين ولم انتبهوا ولم يذكر عند الاخرين ما رآه من افعال غير محمودة او صفات غير مرغوب فيه فان فان الله جل وعلا يستره يوم القيامة فلا يذكر معايبه ولا يطلع اهل موقفي على ما عنده من العيوب والمعاصي والذنوب. وفي هذا انه ان الجزاء من جنس العمل. كما ان في هذا الترغيب في ستر عيوب الاخرين. ولو كانت من الذنوب والمعاصي وانما يقوم بنصح صاحبها قال المؤلف باب المستباني المراد بذلك اذا كان هناك شخصان كل منهما يسب الاخر والسب القدح في الشخص وهو حاضر في وجهه وفي بعض النسخ باب الاستباب او باب في السباب والاصل في السباب التحريم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوقا. قال المؤلف حدثنا عبد الله بن مسلمة قال اخبرنا عبد العزيز عن ابن محمد عن العلا عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعل البادي منهما ما لم يعتد مظلومة. هذا الخبر قد رواه الامام مسلم. وقوله المستبان اي اه الشخصان سب كل واحد منهما والمتشاتمان اللذان شتم كل واحد منهما الاخر ما قال اي اثم قولهما من السب والشتم. فعلى البادي منهما اي على من ابتدأ السب اثم جميع ما قالاه من السب. لانه هو الذي ابتدى بذلك. ما الم يعتد المظلوم فاذا اعتدى المظلوم وتجاوز مقدار ما سبه الاخر. فحين اذ ينال اثم بسبب اعتدائه وظلمه فان مجازاة السب ومقابلته بمثله اه على الاباحة. لقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدى عليه بمثل ما اعتدى عليكم. فاذا زاد كان حينئذ عليه الاثم بسبب انه قد فعل فعلا لم يجزه له الشرع. ولا شك ان الغظ عن السب وعدم مقابلته بمثله او لا واحسن وهو شأن العقلاء. ادفع بالتي هي احسن السيئة نحن اعلم بما يصفون. فمن عفا واصلح فاجره على الله قال المؤلف رحمه الله باب في التواضع قال والمراد بالتواضع الا يرى الانسان لنفسه مزية وفظلا ومكانة عالية بالنسبة لغيره. ومن ثم لا يتكبر على الاخرين ولا يجحد ما عندهم من افعال جميلة قال المؤلف حدثنا احمد بن حفص قال حدثني ابي حدثني ابراهيم ابن طهمان عن الحجاج عن قتادة عن يزيد ابن بن عبدالله عن عياض بن حمار انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان اضع حتى لا يبغي احد على احد ولا يفخر احد على احد هذا الحديث حسن الاسناد فيه حفص السلم والد احمد وهو صدوق. وقوله وقوله ان الله اوحى الي اي اوصل الي من الشرع والدين ان تواضعوا اي ليكن شأنكم ان ينزل كل واحد منكم رتبته بالنسبة للاخرين فيقبل الحق ويرضى به ويمتثل له ولا اعترضوا على الحق وهكذا يخفظ الجناح للاخرين ويلين الكلام معهم ولا يجحد ما لديهم من افعال جميلة وما لديهم من اه اه قال حتى لا يبغي اي لا يتجاوز احد آآ الى احد ولا يظلمه ولا يفخر اي لا يكبر الانسان نفسه ويعظمها ويدعي ان لها من الشرف ما اليس لغيرها قال المؤلف باب في الانتصار المراد به النصرة في الحق بحيث يعين من كان محتاجا الى نصرة او يترفع ويعلو ويقابل من يريد ان يظلمه وان يأخذ حقه قال المؤلف حدثنا عيسى ابن حماد قال انبأنا الليث عن سعيد المقبوري عن بشير ابن المحرر عن سعيد ابن المسيب انه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه اصحابه وقع رجل بابي بكر فاذاه فصمت عنه ابو بكر ثم اذاه الثانية فصمت عنه ابو بكر ثم اذاه الثالثة فانتصر منه ابو بكر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر ابو بكر فقال ابو بكر اوجدت علي يا رسول الله؟ فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك فلما انتصرت وقع الشيطان فلم اكن لاجلس اذ وقع الشيطان. هذا الخبر مرسل فسعيد بن المسيب من التابعين وليس من الصحابة. قوله بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه اصحابه يعني حوله وقع رجل بابي بكر فاذاه اي تكلم فيه وقدح وآآ ونسب اليه بعض الكلام الذي يتأذى منه. فصمت عنه ابو بكر اي لم يرد عليه ثم اذاه والثانية فصمت عنه ابو بكر ثم اذاه الثالث بان تكلم فيه فانتصر منه ابو بكر يعني رد عليه مقالته وبين كذبه فيها. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر ابو بكر فقال ابو بكر او وجدت اي هل غضبت علي يا رسول الله وكان في نفسك تجاهي شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ملك من السماء يكذبه بما قال لك يعني ان ذلك يؤثر على النفوس فلما طرت وقع الشيطان فلم اكن لاجلس اذ وقع الشيطان. وقد قال الله تعالى والذين اذا اصابهم هم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا واصلح فاجره على الله قال المؤلف حدثنا عبد الاعلى ابن حماد قال اخبرنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابي هريرة ان رجلا كان يسب ابا بكر وساق نحوه. قال ابو داوود وكذلك رواه صفوان ابن عيسى عن ابن عجلان كما قال سفيان ابن عجلان محمد فيه آآ صدوق ومن ثم فالخبر حسن الاسناد وبعضهم قال بان هذه الرواية تعارض الرواية الاولى المرسلة ورواية المرسلة رواها من هو اوثق ومن ثم قدم المرسل على المسند قال المؤلف حدثنا عبيد الله ابن معاذ قال اخبرنا ابي حاء وحدثنا عبيد الله ابن عمر ابن ميسرة قال اخبرنا معاذ بن معاذ المعنى واحد اخبرنا ابن عون قال كنت اسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك كما عليهم من سبيل قال فحدثني علي ابن زيد ابن جدعان عن ام محمد امرأة ابيه قال ابن عون وزعموا انها كانت تدخل على ام من المؤمنين. قال قالت ام المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بن بنت جحشن فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فامسك واقبلت زينب تقحم لعائشة فنهاها فابت ان تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها. فانطلقت زينب الى علي. فقالت ان عائشة وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها انها حبة ابيك ورب الكعبة فانصرفت فقال لهم اني قلت لها كذا وكذا فقال لي كذا وكذا. قال وجاء علي الى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في هذا الحديث ضعيف الاسناد جدا علي بن زيد بن جدعان ضعيف وزوجة ابيه ام محمد مجهولة ومن ثم لا يصح ان يستند لهذا الخبر بل هو خبر ضعيف. قوله ولمن انتصر اي من بحث على ان يعلو على من ظلمه ويرد الظلم عن نفسه. بعد ظلمه اي بعد ورود الظلم عليه من من قبل غيره فاولئك الذين انتصروا لانفسهم بعد الظلم ما عليهم من سبيل اي لا يؤاخذون بذلك وقوله هنا وزعموا انها كانت يعني ام محمد هذه تدخل على ام المؤمنين يعني عائشة قالت ام المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحشة وهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تسامي عائشة في المكانة والمنزلة قالت فجعل يصنع شيئا بيده اي يمس شيئا ويحركوا شيئا مما يكون بين الزوج وزوجته. فقلت بيده يعني صرفت يدك وابعدتها حتى فطنته لها. يعني انني اشعرته بوجود آآ زينب قالت فامسك واقبلت زينب تقحم لعائشة معناه انها تتعرض لها من اجل ان يحصل كلام ف يحصل سب بسبب ذلك. فنهاها يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم منع ها من ان تستمر في ذلك فابت ان تنتهي عن كلامها. فقال لعائشة سبيها اي قابلي مسبة زينب بمثلي بها فغلبتها عائشة فانطلقت زينب الى آآ علي رضي الله عنه فقالت ان عائشة وقعات اه بكم يعني تكلمت في بني هاشم وفعلت فجاءت فاطمة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة ان عائشة حبة ابي يعني حبيبته فلا تقولي لها شيئا ورب الكعبة قال فانصرفت يعني ان عائشة لم تعد آآ تناقش عائشة ولا تتكلم فيها. فقالت له اني قلت له كذا وكذا يعني اخبرتهم فاطمة بما كان بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ومن نهي عن ان ترد على عائشة لما تكلمت في بني هاشم. فقال لي كذا وكذا. قال جاء علي رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فكلم علي النبي صلى الله عليه وسلم في لذلك اي في كلام عائشة في هذا الباب وهذا الخبر كما تقدم لا يصح ان يعول عليه. وزينب رضي الله عنها كانت من النساء المؤمنات وكانت ممن يتحرز في كلامه وكانت اه ولذا قيل عنها في حادثة الافك فعصمها الله بتقواها كانت زينب تسامي عائشة ولكن الله عصمها بتقواها. فدل هذا على تضعيف هذا الخبر من جهة المعنى كما هو من جهتي من جهتي الخبر من جهة الاسناد قال المؤلف باب في النهي عن سب الموتى. سب الموتى اي بذكر معائبهم. والتحدث عما اعندهم من النقص والمخالفة؟ قال الامام ابو داوود حدثنا زهير بن حرب قال اخبرنا وكيع قال اخبرنا هشام ابن بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مات صاحبكم دعوه ولا تقعوا فيه. هذا الحديث صحيح لاسناد. وقوله اذا مات صاحبكم اي اذا توفي واحد منكم ممن كنتم تصاحبونه وتعرفون خصائصه فدعوه اي لا تتكلموا فيه بمعايبه ولا بمخالفاته ولا بما يؤذيه لو كان حيا. ولا ولا تقع فيه اي لا في معايبه ولا تذكروه بسوء. وذلك انه قد افضى الى ما قدم ولا نفع في مثلها هذا الحديث وانما يؤذي الاحياء من قرابته ويترتب عليه ايضا ان تلك المعايب قد تستسهل عند الاخرين فيقدمون عليها. ولذا كانت غيبة الميت اشد وذلك لان الحي يمكن ان يطلب منه ان يحلل المتكلم فيه بخلاف الميت اسأل الله قال المؤلف حدثنا محمد بن العلا قال اخبرنا معاوية بن هشام عن عمران بن انس المكي عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا موتاكم وكفوا عن مساوئهم عمران بن انس المكي ظعيف قال عنه البخاري منكر الحديث. وقال العقيدي لا يتابع على حديثه ومن ثم فالخبر ضعيف الاسناد. والخطاب هنا لاهل الايمان والاسلام الا يتكلم بمساوي الموتى ويقتصر على محاسنهم اي افعالهم الجميلة التي فعلوها وكفوا عن مساوئهم اي امتنعوا ولا تتحدثوا في افعالهم غير المرغوب فيها. وذلك لانه يؤذي الاحياء ولانه لا فائدة فيه ولانه يصد الناس عن الكلام الطيب ومن كان يؤمن بالله باليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ولانه يجرأ الاخرين على ان يفعلوا مثل ذلك الفعل الذي ينسب ولهؤلاء الاموات فهذا شيء من شرح كتاب سنن الامام ابي داود رحمه الله تعالى اسأل الله جل وعلا ان يصبر عليكم نعمه وان يوفقكم لكل خير وان يجعلكم من الهداة المهتدين كما اسأله جل وعلا ان انشر محاسنكم وان يذكر ان يذكر عنكم الخير كما اسأله جل وعلا ان يصلح ذراريكم وان يوفقكم لما يحب ويرضى واسأله جل وعلا ان يرفع الوباء عن الخلق اجمعين. واسأله سبحانه ان يملأ قلوبنا جميعا ام من التقوى والايمان وان يكفينا شر عدونا الشيطان كما اسأله جل وعلا ان يعصم السنتنا من الكلام المحرم سبابا وغيبة ونميمة ونحو ذلك مما مما منع منه شرعا. بارك فيكم ووفقكم الله لكل خير. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه به واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين