هذا كأنه ما سمع النبارة ولهذا يخص تارة الانذار بمن انتفع به كما في اية سورة ياسين واية فاطر في ايات اخر انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب فتح المجيد. الدرس الرابع عشر تمام لا اذا ما قصد هو ما عليه. لان تعرف اللعن والطرد والابعاد من رحمة الله الاولى ان يسأل اذا كان مسلما ان يسأل له الهداية لهذا ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم اتي باحد الصحابة كان يقال له عبد الله كيما كان يشرب الخمر فاوتي به مرة فجلد والثانية فجلد والثالثة فجلد واوتي به الرابعة فقال رجل من الصحابة لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا عون الشيطان على اخيكم لا تكونوا عون الشيطان على اخيكم يعني هو الان جاي بيطهر يطهر لان الحد تطهير فتأتي وتقول لعنه الله يعني تدعو عليه هذا يغريه اكثر بالمعصية بل الواجب ان ان يحبب له توبة والانابة وعدم رجوع الى الى هذا الفعل امين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله تعالى وقوله وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل الله عليه وانذر عشيرة قال يا معشر قريش او كلمة نحوها اشتروا انفسكم لا اغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا اغني من الله شيئا يا خفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اغني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سليم من مالي ما شئت اذا ضيعت من الله شيئا قوله وفيه وفي صحيح البخاري قوله عن ابي هريرة اخطئ باسمه وصححه النووي ان اسمه عبدالرحمن كما رواه الحاكم في مستدراك عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كانت مثل الجاهلية عند شمس ابن صخرة وسميت بالاسلام عبد الرحمن الدولاب اسناده عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمه عبد الله. اللهم صلي وسلم وهو دوسي وهو دوسي الصحافة وحفاظهم حفظ على النبي صلى الله عليه وسلم اكثر مما حفظ غيره. ماذا سنة سبع او ثمان او تسع وخمسين؟ وهو ثمان وسبعين سنة او قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح ابن عباس صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا قوله حين انزل عليه وانذر او ان انزل الاقربين قوله حين انزل عليك وانزل عشرة الاقربين عشيرة الردي هم بنو ابيه الادنون او قبيلته لانهم احق الناس بالرب نعم لانهم احق الناس برك واحسانك الديني والدنيوي. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قوموا انقلوا يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. وقد امره الله تعالى ايضا بالنذارة العامة. كما قال تعالى تنذر قوما ما ابائهم فهم غافلون واخوا انذر الناس يوم يأتيهم العذاب قوله يا معشر يا معشر قريش المعشر الجماعة قوله او كلمة نحوها وبنصب كلمة عطف على ما قبله قوله اشتروا انفسكم اي بتوحيد الله عز وجل واخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته فيما امرته والانتهاء عما نهى عنه. فان فان ذلك هو الذي ينجي من عذاب الله الاعتماد على الانساب والاحزاب. فان ذلك غير نافع عند رب الارباب. قوله لا اغني عنكم من الله شيئا في على من تعلق بالانبياء والصالحين ورغب اليه ان يشفعوا له وينفعوه او يرفعوا عنه. فان فان ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى واقام نبيه صلى الله عليه وسلم بالانذار عنه. كما اخبر تعالى عن المشركين في قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربوا الى الله زلفى. هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقول الله تعالى هؤلاء شفهاؤنا عند الله واخبر الله ذلك ونجى نفسها نفسها هذا شرك وسيأتي تقرير هذا المقام ان شاء الله تعالى وفي صحيح البخاري يا بني عبد مناف لا اغني عنكم من الله شيئا قوله يا عباس بن عبد المطلب بنصب بناء ابن ويجوز في عباس الرفع والنصب وكذا في قوله يا صفية عمة رسول الله ويا فاطمة بنت محمد صلى الله الله عليه وسلم قوله سليم من مال ما شئت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا ينجي من عذاب الله الا الايمان والعمل الصالح. وفيه انه لا يجوز ان العبد الا ما يقدر على انه لا يجوز ان يسأل العبد الا ما يقدر عليه من امور الدنيا. واما الرحمة والمغفرة والجنة والنجاة من النار ونحو ذلك من كل ما لا يقدر عليه الا الله تعالى ولا يجوز ان يطلب الا منه تعالى فانما عند الله لا ينال الا بتجريد التوحيد والاخلاص بما شرعه ورضيه لعباده ان يتقربوا اليه به. فاذا كان لا ينفع فاذا كان ينفع بنته ولا عمه ولا عمته ولا قرابته الا ذلك. عمه ابي طالب معتبر الان من كثير من الناس من الاموات والتوجه اليهم بالرغبات والرهبات وهم حاجزون لا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا صبرا عن غيرهم يتبينون كأنهم ليتوا على شيء انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون. اظهرهم اظهارهم الشيطان الشرك في في المحبة الصالحين وكل صالح يبرأ من الله من هذا الشرك في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. ولا ريب ان محبة الصالحين انما تحصل بموافقة في الدين ومتابعتهم في طاعة رب العالمين لا باتخاذهم اندادا من دون الله يحبونهم كحب الله اشراكا بالله وعبادة لغير الله وعداوة لله ورسوله والصالحين من عباده كما قال تعالى واذ قال وقد قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت انا تتخذوا لمؤمن الهين من دون الله قال سبحانه ما يكون يا ان اقول ما ليتني بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلما تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان الله ربي وربكم وكنت عليه شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. قال علمتنا القيم رحمه الله تعالى هذه الاية بعد بعد كلامه سبق ثم نفى ان يكون قالهم غير ما امر به وهو محو التوحيد فقال ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم ثم اخبر ان شهادة وعليهم مدة مقامه فيهم وانه بعد الوفاة الاطلاع على الاطلاع له عليهم وان الله عز وجل بعد الوفاة بالاطلاع عليهم فقال وكنت وكنت عليهم شهيدا وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء وصف الله سبحانه بان شهادته فوق كل شهادة واعم. انتهى. اكتب في هذا بيان ان المشركين خالفوا ما امر الله به من خلاف من توحيده الذي هو دينه هم الذي اتفقوا عليه ودعوا الناس اليه وفارقهم فيه الا من امن الا من امن. فكيف يقال لمن دان بدينهم واطاعهم فيما فيما امروا به فيما اخلاص العبادة لله وحده بما امروا به من اخلاص العبادة لله وحده انه قد تنقصهم بهذا التوحيد انه قد تنقصهم باهل التوحيد الذي اطاع به ربه واتبع فيه رسله عليهم السلام ونزه به ربهم عن الشرك الذي هو حق من الربوبية وتنفس للالوهية وسقوطا عند رب العالمين والمشركون هم اعداء الرسل وخصماؤهم في الدنيا والاخرة وقد شرعوا لاتباعهم ان ان يتبرأوا من كل مسلم وقد وقد شرعوا لاتباعهم ان يتبرأوا من كل مشرك ويكفروا به ويبغضوه ويعادوه في ربهم ومعبودهم. فانها الحجة البالغة ولو شاء لهداهم لهداكم اجمعين. قل فلله بكم بالغة فلو كان هداكم اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمنا وزدنا علما وعملا وهدى واهتداء واختم لنا بخاتمة السعادة واحيينا مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين هذا الحديث اخر حديث في هذا الباب و فهو دال على ما اراده المؤلف رحمه الله تعالى من عقد هذا الباب وذلك انه عقده لبيان الحجة على المشركين بان من سألوهم ومن دعوهم ومن اعتقدوا فيهم انهم يملكون شيئا وانهم يستحقون شيئا من الالهية ان اولئك المخلوقين انما هم مربوبون لله تبارك وتعالى مملوكون. لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا. وهذا امام المتقين وسيد الاولين والاخرين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قال له ربه جل وعلا قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء قال جل وعلا لنبيه قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا وكذلك هذا الحديث بعد الاحاديث السابقة دالة على هذا المقام الاحاديث كلها دالة على هذا المقام وهذا الحديث من ضمنها دال على صفة المخلوق دال على صفة الرب تبارك وتعالى. فهو يبين صفة المخلوق. واذا تبينت لنا صفة المخلوق فانه عند ذلك يتبين لنا من يستحق التأله. من يستحق العبادة. من يستحق ان يتوجه له القلب. وان يتوجه له العبد في سره وفي علنه في جهره وفي جميع احواله بالعبادة وبإنابة القلب وبتوجهه و بالاسلام له وبالتأله له بين النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطاه الله جل وعلا مما لم يعطه في هذا الحديث فلما انزل الله جل وعلا هذه الاية العظيمة وانذر عشيرتك الاقربين قام النبي صلى الله عليه وسلم في عشيرته. وكما ذكر لكم ان عشيرة الرجل قرابته الادنون وقد يدخل في العشيرة على نحو من التوسع القبيلة فقال يا معشر قريش وقريش قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر قريش اشتروا انفسكم فاني لا املك لكم من الله شيئا بين عليه الصلاة والسلام انه لا يملك لاحد منهم من الله جل وعلا شيئا وغير ذلك مما له عليه الصلاة والسلام في حياته من مقامه عند ربه هذا خارج عن عن المراد من الاية. لكن هو ليس له من التدبير شيء ولا من التصرف شيء ولا ان يكون وانما الملك ملك الله. والتدبير بيد الله جل وعلا. وانه لا يملك لهم الا الانذار. الا هداية الدلالة والرشاد لان الله انزل عليه لان الله جل وعلا انزل عليه وانذر عسيرتك العقربين فهو قام فيهم ينذرهم قام فيهم يبصرهم. قام فيهم يهديهم هداية دلالة وارشاد. والا فان التوفيق لا يملكه. والا ان شيئا مما في السماوات او في الارض هو لا يملكه ولا يستطيع ان ينفعهم ولا يستطيع ان يضرهم والملك كله بيد الله تبارك وتعالى قال لا املك لكم من الله شيئا. يعني اذا اراد الله جل وعلا بكم شيئا فاني لا املك رد ذلك كذلك لا املك ان افيض عليكم خيرا لم يأذن الله جل وعلا به. فالملك كله لله تبارك وتعالى والتدبير كله بيد الله تبارك وتعالى. فهذه صفة النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يملك شيئا ولهذا قال يا عباس يا عباس ابن عبد المطلب او يا عباس ابن عبد المطلب لا املك لك من الله شيئا يا صفية لا املك لك من الله شيئا. يا فاطمة سليني من مالي ما شئت فاني لا املك لك من الله شيئا. هؤلاء هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم. وبين انه لقرابته لبنته ولاخته لعمته لبنته ولعمته ولعمه لا يملك شيئا ولا لعشيرته فاذا توجه المشركين الى الالهة التي ادعوها والتي هي بيقين اضعف مقاما واقل مقاما عند عند الله جل وعلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. والرسول عليه الصلاة والسلام ابتدأ دعوته اول ما انذر حينما قال الله له وانذر عسيرتك الاقربين انذر بقوله اني لا املك لكم من الله شيئا. فهذه الالهة المدعاة هل تملك اذا كان الرسول الذي ارسله الله وايده بالبينات الظاهرة وايده بالايات الباهرة التي خضع لها من خضع اذا كان هو لا يملك شيئا عليه الصلاة والسلام من الله بمعنى لا يملك شيء يفيضه على العباد او يمنعه من العباد لاحد منهم او لجميعهم شيئا لم يأذن الله جل وعلا به ولم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا في الحياة فكيف اذا يملك غيره عليه الصلاة والسلام من الالهة المدعاة. ولذلك عيسى عليه السلام عيسى عليه السلام اخبر الله جل وعلا عنه انه انكر الشرك الذي فعله قومه. قال جل وعلا واذ قال عيسى ابن مريم يا بني قيل قال جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. هذه نذارة عيسى ودعوته لقومه ولهذا بعد ان رفع عيسى عليه السلام قال الله جل وعلا له واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك لانه هو الذي يعلم حق الله جل وعلا ويعلم صفة الله تبارك وتعالى فقال سبحانه يعني انزهك تنزيها اجلك عن هذا اجلالا وابعدك عن كل نقص تبعيدا هذا معنى التسبيح عن كل نقص ومنه ان يكون معك اله سبحانك ما كان لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. فهذا هذه الاية بينة لان عيسى تبرأ من فعل قومه واي شيء فعله الناس بعده ممن ضلوا استغاثوا به انه يملك شيئا ان بيده شيئا من التصريف انه مقرب عند الله لانه ابن له ولهذا سألوه ما فقال الله جل وعلا له اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله. امه مريم بنت عمران عليها السلام لم يقولوا انها بنت الله ولا زوجته وانما اتخذوها الها باي معنى لانه مستغاثوا بها. يقولون يا مريم البتول اغيثينا يا عذراء ادركينا ونحو ذلك مما يفعله النصارى وتسمعه في كنائسهم. وهذا اذا تأملته وان الله جل وعلا حكم على اولئك بالشرك وعيسى عليه السلام تبرأ منهم تبين لك ان من شركهم في وصفهم وفي افعالهم وفي خلالهم التي اخبر الله جل او على عنها فانه يكون مشركا بالله جل وعلا كيف يكون عيسى ليكون الناس اشركوا بعيسى واشركوا بمريم ويفعل غيرهم مثل فعلهم ولا يكونون لا شك ان هذا من الباطل. ولهذا قال الله جل وعلا لنبيه وانذر عسيرتك الاقربين. ينذر عن اي شيء عن الشرك. ويدعو الى اي شيء الى التوحيد. وهذا اعظم ما يحبو به الحابي اهله وقرابته. ان يبصرهم بالتوحيد وان يبصرهم بالشرك حتى لا يقعوا فيه. لان الشيطان احب من احب شيء اليه ان يوقع الناس الشرك لانه به يكونون من اهل النار. هنا قال وانذر عشيرتك الاقربين. الانذار بالقرآن اتى مضافا تارة الى جميع الناس كما قال جل وعلا لتنذر به لانذركم به ومن بلغ وتارة يضاف الانذار الى من ينتفع به كما قال جل وعلا انما تنذر من اتبع الذكرى وخشي الرحمن الغيب وقال جل وعلا في الاية الاخرى انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب واقاموا الصلاة وذلك لان الذي انذر فلم يرفع رأسا بالانذار ولم يأبه له ولم يستجب للنذير وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بقوله انا النذير العريان انذر ولم يستجب لذلك المنذر فان من لم يستجب لذلك المنذر ولم يرفع بنذارته رأسا هنا انذار لمن؟ لمن انتفع به. لان هؤلاء هم الذين انتفعوا بالانذار ونتج عن انتفاعهم بالانذار انهم خشوا ربهم بالغيب واقاموا الصلاة وتزكوا زكوا انفسهم. كذلك الانذار انذار النبي صلى الله عليه وسلم للناس عامة بل للثقلين عامة. ولهذا اطلقه في ايات يعني جعله عاما وتارة يجعله الله جل وعلا خاصا. وسبب ذلك ان هذا من فنون البلاغة المعروفة ان من لم ينتفع بالانذار فينزل منزلة من لم ينذر اصل فكأن الانذار خص بمن انتفع به. لان يأتي من ينذر ويخوف العذاب الشديد ويرعب ويرهب ثم بعد ذلك لا يأبه له وانما يأبه له اناس قليل فهؤلاء هم الذين هم الذين انتفعوا بالانذار فيقال هؤلاء هم المنذرون بهذا الاعتبار يعني باعتبار الخصوص. وهنا في هذه الاية وانذر عشيرتك الاقربين يعني بالانذار العام. لان منهم من لم استجب لي انذار النبي صلى الله عليه وسلم هنا في قوله لا املك لكم من الله شيئا شيئا هذه نكرة واتت في سياق النفي فدلت على العموم يعني لا يملك شيئا من التصرف القلوب ولا في النفع فانهم اذا اراد الله جل وعلا ان يهديهم هداهم. واذا اردت انا ان اهديهم هداية توفيق اني لا استطيع ذلك. ولهذا قال تعالى كما سيأتينا بعد بابين قال لنبيه انك لا تهدي من احببت يعني لا توفق من احببت ولكن الله يهدي من يشاء يعني يوفق من يشاء. لكن انت لك هداية الدلالة والارشاد والبيان. كما قال جل وعلا وانك الى صراط مستقيم وقال في الاية الاخرى ولكل قوم هاد يعني مبين ومرشد ودال الى الخير والفلاح هذه الاية كما سمعتم كلام الشارف رحمه الله تعالى اه هذا الحديث كما سمعتم كلام السارح رحمه الله عليه يبين لك ان هذا الحديث يجعل في القلوب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد بين وانه لا يملك شيئا. فمعنى ذلك ان من دونه عليه الصلاة والسلام كيف يملك شيئا في الحياة بشيء لم يقدره الله جل وعلا عليه اذا سئل في الحياة وهو غائب بعيد اي يغيث فهل يملك ذلك؟ لا يملكه. اذا سئل في الحياة ان ان يجعل السائل من اهل الجنة. اتى واحد لاحد احياء امام كبير او او عالم بل او النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجعلني من اهل الجنة. هل يملك ذلك قال لا لا يملك ذلك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله احد الصحابة سأله عن مرافقته في الجنة؟ قال له اعني على نفسك بكثرة السجود لان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك ان يجعل احدا في الجنة او ان يجعل احدا النار انما هو مبين وهادئ هذا في حياته. فكيف اذا المقام بعد وفاته؟ واولئك المشركون المخرفون لا يقولون ان مقام بعد وفاته عند ربه اعظم واجل من مقامه في حياته بل هم يقولون يعني الغلاة منهم يقولون هو في بعد مماته عليه الصلاة والسلام كما هو في في حياته. وهذا الحديث يبين لك حاله عليه الصلاة والسلام في حياته وكذلك الاحاديث التي قبل ذلك ام حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من دعا عليه على سهيل بن عمرو ومن معه ومع ذلك لم يجب في هذا واسلم وحسن اسلامهم ومن الله جل وعلا عليهم بالايمان وانزل الله جل وعلا عليه قوله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون وكان ان تاب الله جل وعلا عليهم فلم يجب دعائه عليه الصلاة والسلام في الحياة لان دعاءه لم يكن موافقا لما يريده الله جل وعلا كونا من هؤلاء ولما سبق لهم في علم الله جل وعلا من خاتمة السعادة نعم ها يعني ليس لك من تصريف الامر ولا تدبير الملكوت ولا شؤون القلوب ليس لك منها شيء انما لك شيء واحد وهو الدلالة ان تدل وان ترسل عليك وهذا الذي لك يضع من شاء فيما شاء وان يجعل ما شاء من الناس له ما شاء من من الامور. لا ليس له ذلك عليه الصلاة والسلام. وانما هو من جهة الناس يهديهم ويرشدهم ويبصرهم وهو نبي مرسل من عند الله جل وعلا سيد الانبياء والمرسلين وسيد الانبياء وسيد الاولين والاخرين. له المقام الاعظم عند الله جل وعلا لكن ليس له من تصريف الامور شيء. تصريف ملكوت الله ولا تصريف القلوب. ليس له ان يجعل هذا ملعونا يعني مطرودا من رحمة الله والاخر ليس مطرودا من رحمة الله. هذا لله جل وعلا. لذلك لما لعن هؤلاء سهيل بن عمرو ومن معه قال الله له ليس لك من الامر شيء امور القلوب ليست لك. امور الناس هذا مؤمن هذا مطرود من رحمة الله او ليس بمطرود هذا ليس لك فان الله جل وعلا اذا شاء ان يعذبهم عذبهم. واذا ساء ان يتوب عليهم تاب عليهم. وانت ليس لك هذا. ان تجعل فلانا مطرودا من الله تبارك وتعالى كذلك هنا لا املك لكم من الله شيئا. يعني ان كون رسولا من عند الله تبارك وتعالى لا يعني ان اجعل قرابتي في الجنة معي بنتي معي او عمتي معي او عمي معي او عشيرة معي فاني لا املك ذلك انما انا نذير. فمن استجاب فالله جل وعلا يتفضل عليه وينعم عليه بالجنة. ومن لم يستجب فمأواه النار وما للظالمين من انصار نعم من انذر فلم يستجب للانذار ينزل منزلة ليش من لم ينتفع بالانذار يعني كأنه ما اتاه ما اتاه من بعض. يعني هو كأنه لكن ليس هو ما لم يأتيه واتى على الانذار. لكن لانه ما استفاد فكأنه هو من لم ينتفع فكأنه ما اتاه لانه ما اتى نذير لانه لم يرفع رأسا بذلك. فاذا قلت مثل ما ابتدأت الكلام ان من لم يرفع رأسا بالانذار ولم يستجب فانه ينزل منزلة من لم ينذر هذا صحيح لكن باي اعتبار صحيح لكن باي اعتبار لا باعتبار النهاية لا باعتبار البداية يعني باعتبار خاتمة الانذار خاتمة الانبار فهو انذر في البداية لكن خاتمة الانذار كانه لم ينذر ولم ينتفع به لا يختلف يختلف فهو منذر هو لكن نزل قولنا نزل منزلة يعني من حيث من حيث اطلاق التسمية عليه من حيث اطلاق تسمية عليه. قال تعالى انما تنذر وانما تعرف للحصر. اليس كذلك انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة حصر الانذار في هؤلاء. مع ان الله جل وعلا قال في اية في اخر اية في اخر سورة مريم لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا. هؤلاء هم الذين ينذرون يعني يخوفون منه من النار عامة يعني ويتوقف عن غيرهم حتى ينذر اهله لا ما ما يفهم منه الوجوب لا يفهم منه الوجوب. لكن ما في شك ان الاستحباب ظاهر اما الوجوب فلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما في شك انه ابتدأ دعوته بانذار اهل مكة لانذار قريش ثم بعد ذلك بانذار الناس عامة نعم ليس دائما ليس دائما لان هذا الانذار الانذار هذا تكليف رسالي تعرف انه هو نبأ باكره وارسل بالمدثر يا ايها المدثر قم فانذر وانذر عشيرتك الاقربين. قام فانذر عشيرته الاقربين. هذا انذار الرسالة انذار رسالة فليس بلازم ان يشركه غيره في ذلك طبعا لا افهم هذا الله اعلم انا ما افهم من الاية انها لكل احد وجوب. اما من حيث الاستحباب فهذا هذا ظاهر انه يبدأ بمن حوله يدعوه لكن تعرف ان دعوة من من حولك يعني دعوة عشيرتك الاقربين قد تستفرغ جهدك في وقت طويل ولا يصير هناك استجابة فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما قيل له وانذر عشيرتك الاقربين واسلم على يديه عليه الصلاة والسلام من ليس من عشيرتي فالقول بالاختصاص بالاختصاص لكل احد اختصاص الوجوب وجوب الدعوة اولا باهله الاقربين هذا ما يظهر والله اعلم ما يظهر ولم افهمه من كلام اهل العلم لكن من جهة الاستحباب لا شك اولى الناس ببرك هم هم قرابتك الاقربون اولى بالمعروف. نعم لكن على كل حال ان حصل سؤال لاحد اهل العلم وفتنة يكون طيب هذا نعم اولا قولك كون جماعة هذي كيف فهمتها من وين فهمت لا هذي ما هذا ما في ما يدل عليها كون جماعة هذي لفظة لفظة كبيرة شوي هم لان تعرف قول كون جماعة هذه تأتي في الذهن بمصطلح خاص ها مصطلح خاص فما يجوز لنا ان نقول عن النبي صلى الله عليه وسلم باشياء من مصطلحات الناس بعد ذلك فمثل من يقول النبي صلى الله عليه وسلم كون جماعة وكان عنده آآ تنظيم سري ونحو ذلك مما يقال لا انا اقول مما يشيع عند المعاصرين هذي لا يجوز ان نجعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم لان هذه اشياء حدثت بعد ذلك ولا ننزل افكار الناس واوهامهم الافكار المعاصرين واوهام المعاصرين في وما استحدثوه على الدعوة ولهذا تجد من كتب في مثل هذه الامور ونزل يعني حاول ان يجعل حياة النبي عليه الصلاة والسلام في مكة حياة جماعة تنظيمية لها اه رئيس ولها كذا ولها كذا حتى توافق الناس بعد ذلك ولهذا انا اريد انه نكون نتنزه عن الالفاظ العصرية. فلو قلت مثلا ان النبي صلى الله عليه وسلم صار حول له جماعة من اصحابه صار حوله جماعة من اصحابه هذا صحيح ما في شك انه اسلم جمع من الصحابة فصاروا حوله يأتمرون بامره وينتهون بنهيه لانه رسول من عند الله جل وعلا واجب الطاعة فهذا صحيح ها كلها اسس جماعة كونه جماعة كل هذي نعم كيف يعني نعم انا فاهم انك تريد هذا لكن قصدي انا من حيث الالفاظ لانها تعرف الان اشاعة الامور العصرية ولا نريد ان نتابع العصريين في كل شيء صلى الله وسلم على نبينا محمد