المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب فتح المجيد الدرس السادس عشر قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع وقول الله تعالى وتجعلوا رزقكم انكم تكذبون وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطهرة الانساب والاستقطاع بالنجوم والنياحة وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوما تقام يوم القيامة وعليها شربان من قطران ودرع من يأتي بالمطر وانه هو الذي ينزل المطر. الله جل وعلا هو الذي ينزل المطر وهم يعتقدون ذلك لان هذا من اثار ومن كضياف ربوبيته على خلقه وفي ملكوته اذا فما مرادهم؟ مرادهم طبخ رواه مسلم وله ما عن زيد ابن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في الحديدة ليبيا على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله وهو رسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك بيكاثر ذو الكوكبة. واما من قال مطرنا بنوئ كذا وكذا. فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. ولهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بمعناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوم كذا وكذا فانزل الله هذه الايات فلا النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم. انه لقرآن كريم في كتاب مكنون. لا يمسه الا المطهرون. تنزيل من رب العالمين. فبهذا الحديث انتم مدهنون. وتجعلوا رزقكم انكم تكذبون فيه مسائل الاولى تفسير اية الواقعة الثانية ذكر اربع التي من امر الجاهلية الثالثة ذكر الكفر في بعضها الرابعة ان من الكفر ما لا يخرج من الملة الخامسة قوله اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر نزول النعمة السادسة التفطن للايمان في هذا الموضع. السابعة التفطن الكفر في هذا الموضع. الثامنة التفطن لقوله لقد صدق له كذا وكذا. التاسعة اخراج العالم للتعليم المتعلم. ايه العالم. ايه. للتعليم شو اللي بعدها؟ من مسألة بالاستفهام عنها اخراج العالم للتعليم ايش؟ بالمسألة بالاستفهام عنها لقول يهدرون ماذا قال ربكم؟ كذا عندكم كلها؟ نعم. العاشرة وعيد النائحة قوله بعض ما جاء في الاستحقاق بالانواع اي من الوعيد والمراد نسبة السقيا ومجيء المطر الى الانواع. الانواء جمع نوم وهي منازل القمر قال ابو السعادات وهي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة منزلة منها ومنه قول الله تعالى والقمر منازل يسقط في المغرب كل ثلاث عشر ليلة ليلة. منزلة مع طلوع الفجر وتطلع الاخرى مقابلتها ذلك الوقت من فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة. وكانت العرب تزعم ان مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر. وينسبونه اليها ويقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وانما سمي نوءا لانه اذا سقط الساقط منها ماء الطالع بالمشرق اي نهض قال وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. روى الامام احمد رحمه الله تعالى والترمذي وحسنه. بس خش بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وقلبا خاشعا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين اما بعد فهذا الباب فيه ذكر الاستسقاء بالانوار الاستسقاء بالانواع معناه كما ذكر لك السارح نسبة السقيا يعني نسبة المطر الى الانوار والاصل ان الاستفعال هو الطلب استسقاء هو طلب سقيا فالمسلمون اذا جذبت عرظهم يحتاج الى الماس تسقوا قال جل وعلا واذ استسقى موسى لقومه يعني طلب سقيا لقومه وصلاة الاستسقاء يعني صلاة طلب السقيا وها هنا ليس المراد منه الطلب وانما المراد النسبة لكن معنى الطلب معنى الطلب ليس منفيا في هذه الحال الاستسقاء بالانواع يعني نسبة السقيا نسبة المطر الذي نزل الى الانواع من نسب المطر الى النوء او الى الانواء بقوله مطرنا بنوء كذا وكذا فان هذا معناه انه يرجو هذا النوع في حصول المطر يعني يرجو ظهوره يرجو طلوعه وهذا فيه نوع معنى للطلب ولهذا فالاستسقاء في هذا الموضع ليس معناه اصلا طلب السقيا وانما معناه النسبة نسبة السقيا الى النوم نسبة السقيا الى الانواع تحقيق هذه النسبة ان حال المشركين انهم لا يعتقدون ان الانواع هذه وهي النجوم او هي المنازل التي التي تنزلها تلك النجوم لا يعتقدون انها هي التي تفيض المطر او تأتي بالمطر لانهم كما اخبر الله جل وعلا عنهم يعتقدون ان الله جل وعلا هو الذي ينزل المطر كما قال جل وعلا ولئن سألت لهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ليقولن الله. فهم يعتقدون ان الذي يأتي بالمطر هو الله جل وعلا فاذا كان كذلك فما معنى نسبة اولئك المشركين السقيا للمطر هذا تحصيل هذا الباب مبني على فهم هذه المسألة. وهي ان المشركين لم يكونوا يعتقدون ان النوء رحمة الله جل وعلا بخلقه. اما حال اهل الكفر فانه قال واما من قال مطرنا بنوء كذا ان مطرنا بسبب نوء كذا فاعتقد ان ظهور هذا النوع وطلوعه او غيابه حينما ينسبون السقيا الى النوم او الى النجم اذا طلع انه كان سببا كان سببا في حصول هذا المطر كان سببه فالباع عندهم حينما قالوا كما سيأتي في الحديث مطرنا بنوء كذا يعني بسبب بسبب هذا النوع وهذا ولا شك ان الامطار والسقيا انما هي بسبب فضل الله جل وعلا ورحمته هي بسبب رحمة الله التي ظهرت اثارها في خلقه التي وسعت كل شيء. فسبب المطر هو رحمة الله جل وعلا ولهذا من قال مطرنا بفظل الله وبرحمته يعني بسبب فضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بالله جل وعلا. وسيأتي معنى الايمان والكفر في هذا الموضع عند شرح حديث الانواع العرب كانت تعتقد انها سبب يحصل معها السقيا وفي الواقع ان الانواع ليست سببا وانما قد تكون زمنا وهذا كما يقول الان مثلا اذا جاء الوسمي يعني نجم معين معروف جاء المطر ليس معنى ذلك من قال هذه الكلمة ويعني ان الوسم طلوع هذا النجم انه سبب في انزال المطر سبب في انزال المطر فهذا من جنس اعتقادات اولئك وهذا لا يجوز مع ان بعض الشافعية كما سيأتي اجاز ذلك لكن ولا يجوز. اما من قالها ويعني ان الله جل وعلا اجرى سنته انه في هذا الزمن في هذا الزمن يحصل المطر الزمن الذي هو طلوع النجم الفلاني كما ان الله جل وعلا اجرى سنته انه في زمن كذا من طلوع نوعك اذا طلع نوء كذا او نجم كذا انه من غرس خرج غرسه وحي او او زرع خرج زرعه هيا فان هذا لا بأس به اذا اعتقد انه اذا ظن انه زمن مع ان مع ان الاولى والادب انه لا يقال ذلك يعني لا ينسب ولا يقال في الوقت لاجل الادب في في اللفظ. اما الثاني ان يجعل سبب فهذا من جنس من قال مطرنا بنوء كذا وكذا. الانواع هذه كان عند العرب اعتقادات فيها. وفي عدد من الكتب فصلت ذلك منها كتاب ابن قتيبة انواع ومنها كتاب لمحمود شكري الالوسي سماه بلوغ العرق في معرفة احوال العرب ذكر اعتقاد العرب في هذه الانواع. فالعرب اذا تعتقد ان هذه الانواع سبب وان انهم ينسبون السقيا ينسبون المطر الى هذه النجوم نسبة نسبة نسبة سبب لا نسبة استقلال يعني نسبة مشاركة نسبة اسباب لا نسبة استقلال والله جل وعلا ما جعل هذه الانواع هذه النجوم سببا لنزول الامطار قد تكون وقتا قد تكون سنة الله جل وعلا جرت في ان هذه الانواع وقت لنزول المطر او اذا نزل حصل كذا وكذا. لكنها ليست بسبب ومن المعلوم الفرق العظيم بين كونها سببا وكونها زمن الانور هنا نقل عن ابن العثير تفسيرها ولانها منازل جمع نوع الانواع جمع نو وانها منازل القمر وان منازل القمر ثمانية وعشرين ثمانية ثمان وعشرين وان منازل القمر ثمان وعشرون منزلة وهذا فيه نظر لكن ليس هذا محل بيانه فمن رام التثقيف في معرفة الانواع هذا يرجع الى الكتب المذكورة ان حتى في الكلام شيء من عدم الوضوح كيف انها منازل للقمر ثمانية وعشرين منزلة ويقول انه يطلع كل واحد منها خلال ثلاثة عشر يوما ونحو ذلك. هناك منازل القمر لها تفصيل والانوع طلوع النوم وغياب النوم وطلوع الرقيب من الجهة الاخرى يطلب من مظانه حتى ما يشغلنا عن اصلي نعم قال وقول الله تعالى وتجعلون مثلكم انكم تكذبون. روى الامام احمد والترمذي وحسنه ابن جرير وابن ابي حاتم والضياء في المختارة. عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعلون رزقكم يقول شكركم انكم تكذبون تقولون مطرنا كذا وكذا بنجم كذا وكذا. وهذا اولى ما فسرت به الاية. روي ذلك عن علي وابن عباس وقتدة والضحاك. وعطايا ثاني الخرساني وغيرهم وهو قول جمهور المفسرين وبه يظهر المصنف رحمه الله تعالى بالاية قال ابن القيم رحمه الله تعالى اي تجعلون حظكم من هذا الرزق الذي به حياتكم التكبيرة به يعني القرآن قال الحسن تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن انكم تكذبون قال وخسر عبد لا يكون حظه من القرآن الا التكذيب. قوله وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقوله تعالى في سورة الواقعة وتجعلون رزقكم انكم تكذبون الرزق هنا كما ذكرت بمعنى الشكر او الحظ يعني وتجعلون حظكم حظكم مما رزقكم الله التكذيب وتجعلون شكركم لما رزقكم الله التكذيب والتكذيب في هذا الموضع ما هو هل هو تكذيب بالقرآن او تكذيب بذلك الرزق الذي رزق الله جل وعلا العباد هذا الخلاف الذي في تفسير الاية والصواب الذي عليه جمهور المفسرين ان التكذيب هنا تكذيب للرزق لان لانه قال وتجعلون رزقكم انكم تكذبون به به يعود الى المذكور وهو الرزق. صحيح؟ انه جرى قبل هذه الاية قوله تعالى افبهذا الحديث انتم مدهنون وتجعلون رزقكم انكم تكذبون يعني تكذبون به. فهل الظمير راجع الى الحديث يعني في قولها فبهذا الحديث يعني القرآن او هو راجع الى القريب وهو الرزق هذا محل الخلاف الذي نقل لك وجمهور المفسرين وهو الذي نقل فيه الحديث الذي رواه احمد والترمذي وابن جرير وجماعة ان التكذيب اهنا التكذيب بالنعمة التكذيب بالرزق تكذيب بي خلاف الشكر بكفر النعمة وذلك ان العرب كانت تنسب المطر الى الانوة والنجوم فهو التكذيب وقولهم مطرنا بنوء كذا وكذا او بنجم كذا وكذا. والقول الثاني لابن القيم تحتمله الاية لكن ليس ظاهر الظهور الاول. هنا في قوله وتجعلون رزقكم تجعلون هنا بمعنى تصيرون جعل هنا بمعنى التفسير والجعل في القرآن على قسمين اما ان ان يكونا مضافا الى الله او ان يكون مضافا الى المخلوق فاذا اضيف الى المخلوق فهذا بمعنى تفسير وتجعلون رزقكم يعني تصيرون رزقكم او تنسبون او تنسبون جعل الشيء يعني نسب الشيء او نحو ذلك. واما القسم الذي هو الجعل المضاف الى الله جل وعلا فهذا ايضا له احوال منها ان يكون الجهل بمعنى الجعل الشرعي وهذا اذا كان بمعنى شرع وان جعل بمعنى شرعا او جعل بمعنى امر او نحو ذلك كما في قوله قوله تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. والشهر الحرام جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس يعني جعلا شرعيا لانه جل وعلا جعلها كذلك في الشرع يعني امركم ان تجعلوها كذلك. شرع لكم ان تجعلوا الكعبة قياما للناس. يعني تؤمنون من لاذ بها تؤمنون من دخل حرام. الحرم يأمن فيه كل واحد والشهر الحرام كذلك في الشهر الحرام يعمل كل واحد القسم الثاني الجعل الكوني القدري مثل ما تذكرون في تقسيم الارادة الى ارادة شرعية والى ارادة كونية قدرية لجعل مثلها في اثني عشر لفظا معروفة عند اهل العلم تنقسم الى شرعية والى كونية مثل مثل قول الله جل وعلا وجعل فيها رواسب هنا وجعل بين البحرين حاجزا هنا جعل بين البحرين حاجزا يعني خلقه هذا جعل بمعنى الخلق. لكن هذا الجعل يتعدى الى مفعول فان تعدى الى مفعولين رجع الى معنى التصوير الحظ هذا اذا تعدى الى مفعولين رجع الى معنى التصهير وها هنا ضل من ظن ان قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا انه معناه خلقناه قرآنا لان هنا تعدى الى مفعولين واذا تعدى الى مفعولين لا يصبح معناه الخلق وانما معناه تصير لان خلق لا تتعدى الى مفعوله. جعل حاجزا بين البحرين جعل رواسي من فوق الارض مثلا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا ونحو ذلك هذا بمعنى خلقه اما اذا تعدى الى مفعولين رجع الى معنى التصوير وهنا ليس في حق الله هي مضافة الى المخلوق وتعدت الى مفعولين فلهذا صار معناها تصير وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. من المتقرر في النحو ان ان وما دخلت عليه يعني مع اسمها وخبرها تقدر بالمصدر وتجعلون رزقكم تكذيبكم يجعلون رزقكم تكذيبكم. فان مع ما دخلت عليه هذه تقدر بمصدر كما هو معلوم في موضعه من النحو اذا يتضح الان بهذا المقام ظهور التفسير الاول وهو ان معنى قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون ان التكذير هو نسبة المطر الى غير الله جل وعلا الى الانواع. نعم ما التكذيب هو نسبة نسبة ان التكذيب هو نسبة المطر الى غير الله. يعني تجعلون رزقكم انكم تكذبون. اذا نسبتم المطر لغير الله قلتم مطرنا بنوء كذا فهذا هو التكليف تكبير بالرزق لان الرازق هو الله جل وعلا المنعم هو الله المتفضل هو الله كل هذا من اثار رحمة الله وبسبب رحمة الله نعم ظاهر لك قال ابن القيم رحمه الله تعالى اي تجعلون حظكم من هذا مسك اللبي به حياتكم؟ التكذيب. حياتكم حياتكم التثبيت التكذيب به عن القرآن. قال حسن تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن انكم تكذبون. قال وحسر عبد لا حظه من القرآن الا التكذيب قوله وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر جاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساد والطعن في الانساب النووي والنياحة. وقال والاستسقاء الاستسقاء بالنجوم. نعم ويسرقاه بالنجوم والنياحة وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. رواه اللهم اسلم ابو مالك مسمون حرف من حرف الشامي. حارث ابن هو الالف ما تكتب الف لكل الكتب القديمة مخطوطات في الحارث ونحوها ما تكبر فلها امثلة مثل عثمان ما تكتب الالف المخطوطات عثمان والحارث و ايش الثلث واسحاق ها بامثلة وسلمان ها ونحو ذلك. ما تكتب الالف حبيبي. نعم. ده اسماعيل كفة المطبوعات نعم. ابو مالك اسمه الحارث والحارث الشامي. صحابي تفرد عنه برواية ابو سلام. وفي الصحابة ابو مالك الاشعري اثنان غير هذا قوله اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن ستفعلها هذه الامة اما مع العلم بتحريمها او مع الجهل بذلك. مع كونها من اعمال الجاهلية المذمومة المكروهة المحرمة الجاهلية هنا ما قبل المبعث سموا بذلك لفرق جهلهم. فرط لفرق جهلهم وكل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو جاهلية وقد خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في في كثير من امورهم او اكثرها وذلك يدرك بتدبر القرآن ومعرفة السنة. ولشيخنا رحمه الله تعالى مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف رسول صلى الله عليه وسلم فيه اهل الجاهلية بلغ مئة مئة وعشرين مسألة. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اخبر ان بعض امر جاهلية لا يتركه الناس كلهم ذما لمن لم يتركه وهذا يقضي ان كل ما كان من امر الجاهلية ان ان ما كان من من الجاهلية وفعلهم فهو مذموم في دين الاسلام. والا لم يكن في اضافة هذه المنكرات الى الجاهلية ذم لها. ومعلوم ان اضافتها الى الجاهلية مخرج الذنب ان اضافتها ومعلوم ان اضافتها الى الجاهلية خرج مخرج الذنب هذا كقوله تعالى ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى فان في ذلك ذما للتبرج وذما لحال الجاهلية الاولى وذلك احفظ المال عن مشابهتهم في الجملة قوله الفخر بالاحساب اي التعارف قف هنا قوله هنا عليه الصلاة والسلام في حديث في هذا الحديث العظيم حديث ابي مالك ابي ما لك الشامي معروف الاشعري قوله هنا اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن هذا يدل على ان هذه الخصال الاربع كانت في الجاهلية وستبقى في هذه الامة هذا دليل على اخباره عليه الصلاة والسلام بالغيب وان هذا مما اقلع عليه عليه الصلاة والسلام وفيه ان امور الجاهلية على الذم لانه قال هنا اربع في امتي من امر الجاهلية ومعنى ذلك ان امور الجاهلية لا يجوز ان تبقى في هذه الامة بل يجب على اهل الايمان ان يتخلصوا من امور الجاهلية التي خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله هنا من امور الجاهلية او من امر الجاهلية الجاهلية هذه تطلق على وجه الاطلاق يعني تستعمل على وجه الاطلاق وتستعمل على وجه التقييم والاطلاق يراد به اطلاق زمني يعني ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فما قبلها جاهلية فهذا من جهة الزمن وما بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فليس ثم جاهلية مطلقة دون تقييد بل المقيد بل المطلق هو ما كان قبله بعثته عليه الصلاة والسلام اما بعده عليه الصلاة والسلام فلا تكون جاهلية مطلقة يعني مطبقة لان لان الله جل وعلا خص هذه الامة بانه لا يزال منها طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة الجاهلية الجاهلية المطلقة هي بعد هي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم واما ما بعد بعثته فهناك ايمان قد تكون هناك جاهلية نسبية نسبية جاهلية في افراد جاهلية في بلد اما جاهلية في زمن عام بعده عليه الصلاة والسلام هذا لا لانه لا يزال طائفة من هذه الامة تحمل الحق والخير دافعوا عنه وهذا يمنع من اطلاق الجاهلية باطلاق دون تقييد يعني باطلاق دون تقييد ما قبل بعثته عليه الصلاة والسلام قسم الثاني المقيد جاهلية مقيدة وهذه الجاهلية المقيدة قد تكون في الاشخاص يعني شخص فيه جاهلية شخص فيه جاهلية يعني حمل بعض خصال الجاهلية. وقد يكون الشخص فيه الجاهلية تمثل في خصال الجاهلية كلها بان كان كافرا على نحو ما كان عليه اهل الجاهلية فهذا مقيد بالشخص اذا كان الشخص كافرا ففيه جاهلية كاملة واذا كان مؤمنا فقد تعروه بعظ خصال اهل الجاهلية مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام لما عير لابي ذر لما عير فرجلا بامه فقال له يا ابن السوداء قال عليه الصلاة والسلام لابي ذر اعيرته بامه انك امرؤ فيك جاهلية قال شيخ الاسلام هذا يدل على ان الجاهلية قد تكون في اهل الفضل و الاستقامة والصلاح في بعض خصالها ولا توجب الجاهلية منسوبة الى الجهل كما سمعت لان ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ليس ثم الا الجهل في العرب فهم كانوا في جاهلية جهلا منسوبة الى الجهل الذي كانوا فيه. وانما حصل لهم العلم والنور والهدى ببعث النبي عليه الصلاة والسلام. اهل الجاهلية لهم خصال منها منها هذه الاربع التي ذكرها عليه الصلاة والسلام واولها الفخر بالاحساب ومنها الاستسقاء النجوم وسيأتي ان شاء الله تعالى. نعم قوله الفخر بالاحساب اي التعاون على الناس بالاباء ومآثرهم وذلك جهل عظيم الا كرم الا بالتقوى او ليكونن اهون على الله من الجعلان؟ اذا فحم ولا قحم؟ اهم نوع فحم ومفحمة. نعم قوله والطعن في الانساب اي الوقوع فيها بالعيب والتنقص. هذا الكلام يعني ان يكون فيه بعض خصال الجاهلية بعض خصال قال اليهودية بعض خصال النصرانية لا يعني ان اي خصلة لا توجب تكفيره او تفسيقه ليس هذا معنى كلام شيخ الاسلام وانما معنى انه ليس كل متشبه بالجاهليين او باليهود والنصارى في كل او في اي خصلة من خصالهم ان هذا يكون كافرا او يكون فاسقا. وانما في بعضها يعني مثلا من شابه اليهود والنصارى في بنائهم المساجد في بنائهم المساجد على القبور هذا كان فسقا من شابه اليهود في تأليه الصالحين او شابه النصارى في تاليه الانبيا والصالحين هذا صار كفرا لكن هناك بعض الخصال عند اهل الجاهلية اهل الجاهلية عندهم عبادة غير الله عندهم الشرك عندهم انواع الشرك بالله هذه من تشبه بهم في هذه الامور صار كفرا لكن ليس كل تشبه يصبح من تشبه بهم فيه او من كانت فيه خصلة من ذلك من اولئك الاقوام من اهل الجاهلية او من اليهود والنصارى يصيروا كفرا بل انما يصير كفرا او فسقا في بعضها وفي بعضها لا يقتضي كفرا ولا فسقى. فليس بمجرد المشابهة تحكم بالكفر او الفسق او بمجرد الاخذ تحكم بالكفر او الفسق فان خصال الجاهلية كثيرة وكل مسألة فيها او لها حكم وفيها تفصيل هنا ذكر الفخر بالاحساب والطعن في الانساب. الفخر بالاحساب هذا كان موجودا عند اهل الجاهلية. يفتقر الرجل باصله بفصله وبقبيلته. وهذا الفخر اذا كان على وجه التعاظم على غيره فان هذا هو الخصلة من خصال اهل الجاهلية وانما كان للذكر انما كان لب كده الانتساب للمعرفة لتبيين المنزلة لا على وجه الفخر فان هذا ليس من خصال اهل الجاهلية الطعن في الانساب وكما ذكر لكم في الفقر بالاحساب ان القاعدة في الشرع ان الفضل انما هو بالتقوى وان اكتساب الناس الانتساب الذي يفخرون به يتفاخرون به اعني اهل الايمان انما هو بانتسابهم الى طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. كما قال جل وعلا وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون. فدل على بطلان تفاخر بالاحساب وبالاباء. وما احسن قول ابن الوردي في لاميته يقول لا تقل اصلي وفصلي ابدا انما اصل الفتى ما قد حصل وانما يتفاخر باصله من ليس يحسن شيئا. واما من يحسن فهو به تزداد المكارم لاصله قال هنا والطعن في الانساب الطعن في الانساب كان عند اهل الجاهلية على وجوه منها انهم كانوا يطعنون في انتساب فلان الى ابيه يقولون فلان ليس ابنا لفلان. وهذا لا شك رمي له رمي لهذا المنتسب لابيه بانه دعي. رمي لامه بالزنا ونحو ذلك. وهذا من خصال اهل الجاهلية. ومنها ايضا انهم يطعنون في نسبة فلان الى قبيلته. ويقولون فلان بخيل على قبيلة فلان قبيلة كذا وكذا وليس منها لا يصح ليس منهم انما هذا دخيل عليه فهذا اذا كان على وجه الطعن فهذا لا شك انه من امور الجاهلية المحرمة ومنه ان من ادعى نسبة الى قبيلة فانه يؤتمن على ذلك. ولا يكذب الا اذا صار كذبه بينا ظاهرا بمعروف شائع متواتر عند الناس ان هذا من قبيلة كذا وهو انتسب الى غيرها كذبا بدون دليل ولا برهان وعاهله وجماعته يخالفون ذلك فهذا ليس مؤتمنا على ذلك هذا لا يدخل في الطعن في الانساب. اما من انتسب مثل ما يحصل من بعض الناس في انتسابهم لال البيت. يقولون في بعض البلاد نحن من ال البيت. وقد يأتي بعض من لا يحسن ويقول لا تصح نسبتهم والقاعدة كما هو معلوم ما قاله الامام مالك في هذا الباب وهو ان الناس مؤتمنون على انسابهم. فاذا كانت طائفة من الناس يقولون نحن من ال البيت مثلا يصدقون في ذلك يعني لا يطعن فيهم بهذا بهذه الدعوة. بخلاف ما اذا ادعى واحد انه من ال البيت واهله وعشيرته نحن لسنا من اهل البيت فهذا يصبح كاذبا. فالمقام يحتاج الى تفصيل وانتباه في هذا. لكن من خصال اهل الجاهلية انهم يطعنون في الانساب. واما المسلمون فانهم لا يطعنون لان النسب ليس ينبني عليه يعني الانتساب ليس ينبني عليه كبير شيء الا بالانتساب الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم من انهم لا يأخذون الزكاة المفروضة وكونهم يستحق هنا شيئا من الفيء ونحو ذلك من الاحكام المعروفة. نعم. قول واستسقاء بالنجوم اي نسبة المطر الى خلق الى خلق مسخر لا لا ينفع ولا يضر ولا قدرة له على شيء فيكون ذلك شركا اصغر. والله اعلم. قوله هذا هو الشاهد من هذا الحديث في ترجمة ذكر هنا ان اعتقاد اهل الجاهلية ان هذا له تأثير في انزال المطر ما هذا التأثير؟ هو السببية انه سبب في ذلك يعني ان النجم اذا طلع جلب لهم نفعا بكونه سببا في انزال المطر اما انهم يعتقدون ان النجم ينزل المطر استقلالا فهذا لم يكونوا يعتقدوه لم يكونوا يعتقدونه كما انهم لا يعتقدون ان الهتهم هي ارباب استقلال وانها تأتي تحيي وتميت ونحو ذلك وان ذلك على وجه الاستقلال لا. هم يعتقدون في هذا جميعا انه انه على وجه السبب لكن السبب يختلف اما تلك الالهة المدعاة فهم يطلبون شفاعتها وهي لا تملك ذلك وهنا يعتقدون انه سبب فينسبون الفضل له يعني لطلوع هذا النجم للنجم اذ طلع وهذا لا شك كفر بالنعمة ولهذا هو نوع شرك و هو كفر بالنعمة كما سيأتي تفصيله في الحديث القادم ان شاء الله تعالى. فاذا اهل الجاهلية لا يعتقدون ان النجوم تفعل بنفسها وانما يعتقدون انها سبب كما سيأتي في قوله مطرنا بنوء كذا وكذا. اما قول هنا القول الصحيح انه يحرم ذلك ولو كان على سبيل النجاة. ماذا يقصد بالمجاز هنا؟ يقصد ما يسميه اهل البلاغة بالمجاز العقلي وهو نسبة الشيء الى من لم يفعله على وجه التجوز في الكلام. مثل ما يقال انبت الماء يمثلون له بقول القائل انبت الماء البقل او انبت الربيع الزرع ونحو ذلك فهم اذا قال انبت الماء والزرع لا يعتقدون ان الماء نفسه كان منبتا هذا يسميه اهل البلاغة مجازا عقليا مجاز اسناد عقلي وهذا لو قال القائل مطرنا بنوء كذا يعني به هذا المجاز العقلي لم يجز ايظا مثل ما ذكر وذلك لان الناس لا تخرج كلماتهم على المجاز العقلي لان قل من يفهم المجاز العقلي في هذه الامور. والمجاز العقلي راجع الى اعتقاد المتكلم اذا قال انبت الماء الزرع ويعني انه سبب للانبات. اما اذا قال مطرنا بنوء كذا فسيعتقد انه سبب يعني انه يسنده والذي يفعل استقلالا هو الله جل وعلا وان هذا سبب وهذا ايضا لا يجوز من صحح جواز ذلك من الشافعية ونحوهم فهذا مردود عليه لانه لا يمكن ان يقبل من المتكلم ادعاء المجاز في كلامه بدون بدون قرينة اهل الجاهلية كما هو معلوم كانوا يعتقدون ان تلك اسباب والله جل وعلا لم يجعلها اسباب نعم وشرك الاكبر هو يأتي الان عند قوله فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فهذا مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوم كذا وكذا فهذا كافر بي مؤمن بالكوكب يأتي ان شاء الله وان الكفر كفر نعمة الشرك بهذا شرك اسقط قوله والنياحة اي رفع الصوت بالنذر على الميت لانها بقضاء الله وذلك ينافي بالمقصود بها هناك. قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بالحديبية الجرب الجرب هذا داعي يصير الابل معروف ها؟ ايه هو هذا يعني هم يعالجونه بماذا بالقطرات مثل ما قال طرفة في معلقته قال الى ان تحامتني العشيرة كلها وافردت افراد البعير المعبد. يعني اتاه الجرب فطلب بالقاطران وعزل حتى لا يعدي غيره. نعم قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصحف الحديبية. كيف انت قوله صلى لنا رسول الله قال الحافظ ايش قال الحافظ وفيه اطلاق ذلك مجازا. ايه وانما الصلاة لله نعم. قوله بالحديبيات بالمهملة المظلومة. هنا في هذا الحديث نعم ها؟ انا عارف اللي تبع في العنكبوت ولا ينسأل ثم من نزل واخرها لكن اخشى في اية اخرى انصححها ان سألتهم من انزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ليقولن الله يعني تحتاج مراجعة راجعوا القرآن متشابه. مراجعة. هنا في هذه الاية في هذا الحديث العظيم ان النبي صلى الله عليه وسلم تحارب النسخ اللي عندكم صححها؟ النسخ اللي عندي انا خطأ على كل حال راجعوها اقول راجعوا تأكدوا ما يخالف تأكد في هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول زيد بن خالد صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح على اثر سماء كانت من الليل. صلى لنا كما ذكر صلى بنا لا والباء واللام تأتي بمعنى حروف اخرى من الحروف من حروف الجر. كما هو انا علوم وقد يقال ان اللام تأتي بمعنى الباء احيانا كما في قوله وما انت بمؤمن لنا يعني بمؤمن بنا وقوله صلى لنا يعني صلى بنا يدل عليها السياق على اثر سماء كما ذكر على اثر مطر اصبح من عبادي المقصود عباد الله جل وعلا الذين هم على الارض التي اصابها ذلك المطر لا عباد الله المخاطب لا عباد الله المخاطبون. لان المخاطبين بذلك هم المؤمنون فاصبح من عبادي يعني عباد الله يعني عباد الله الكافر منهم والمؤمن المؤمن هو الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام والكافر هو الذي قال تلك الكلمة ليس معه عليه الصلاة والسلام اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. تقسيمه هنا العباد الى مؤمن وكافر. ظاهر بان المراد بالعباد العموم. يعني ما يشمل المؤمنين والكفار هنا ما معنى الايمان؟ وما معنى الكفر؟ هذا هو تحقيق المراد بهذا الحديث هنا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فاما من قال مطرنا بفظل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب مطرنا بفظل الله وهم قالوا مطرنا بنوء كذا فمعنى ذلك انهم نسبوا السبب جعلوا السبب هو النوم واهل الايمان جعلوا السبب هو فضل الله ورحمته قال فاما من قال مطرنا بفظل الله يعني بسبب فضل الله ورحمته لان المطر من اثار رحمة الله كما قال جل وعلا فانظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها. فاذا اهل الايمان نسبوا ما حصل من نزول المطر الى فضل الله ورحمته وان هذا بسبب ذلك ومن اثاره فلهذا الايمان في هذا الموضع هو نسبة النعمة الى مسديها. نسبة هذا الفضل الى رحمة الله جل وعلا. الى ان رحمة الله سبب فيه وان المنعم به والمتفضل هو الله جل وعلا. فاذا يكون هنا الايمان راجع الى انه شكر النعمة بنسبتها الى مفتيها فهذا معنى الايمان فاذا الايمان هنا ليس المراد به الذي يضاد الشرك الاكبر او الكفر الاكبر الايمان على هذا النحو الذي ذكرت ولا شك انه من ثمرات الاخلاص فالمخلص لله جل وعلا ينسب النعم الى الله جل وعلا يقول في كل نعمة تحدث له هي بفظل الله وبرحمته. قال جل وعلا قل بفظل الله وبرحمته لذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. وما نحن فيه من الخير والنعم انما هو من اثار رحمة الله جل وعلا وفضله كافر بالكوكب مؤمن بالله اذ نسب ذلك الى الله جل وعلا وجعل ذلك بسبب رحمة الله وفظله كافر بالكوكب لانه لم يجعل الكوكب سببا في ذلك انما جعل السبب رحمة انما جعل السبب رحمة الله جل وعلا وفضله جل وعلا يصرف المطر كيف يشاء يأتي به في غير وقته ويأتي به في وقته فليس هذا وقتا عند الله جل وعلا له حتى يصح ان يجعل وقت صحيح قد يكون وقت عند الناس بما عهدوه وما الفوه لكن ليس وقتا فعلا نعمة فاذا يكون الكفر بالكوكب في هذا الموضع معناه عدم نسبة المطر الى الكوكب. هذا حال اهل الايمان. فدل على ان ايمانهم في هذا الموضع المراد به شكرهم لنعمة الله ونسبتهم النعمة الى الى الله وجعلهم سبب ذلك انه مؤثر تأثير الاسباب فقال هنا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب الكفر هنا هل هو كفر اكبر او اصغر؟ يظهر بالجملة التي هي نظيرتها هذه والايمان في ذاك كان ايمان بشكر النعمة فالكفر هنا كفر نعمة لانه كفر بنعمة الله يعني نسبها الى غير الله جل وعلا. فمن قال هذه الكلمة لا يكفر كفرا اكبر وليس مشركا الشرك الاكبر وانما هو كفر اصغر كفر نعمة قال هنا كافر مؤمن بالكوكب يعني ايمانه بان الكوكب سبق في ذلك ها هنا تنبيه هو ان هذه الكلمة كما ذكر لك الشارح في قولهم مطرنا بنوئك لا تحتمل اشياء الباء تحتمل اشياء منها ان تكون للاستعانة مثل قول القائل بسم الله الرحمن الرحيم يعني ابدأ بسم الله هذي بقى الاستعانة ومنها ان تكون باء السبب ما السبب يعني كقوله فانبتنا به حداث ذات بهجة انبتنا به يعني بالماء عن طريق انه سبب هذا الباء تحتمل السببية وقد تحتمل الباء كما ذكرت ان تكون للمصاحبة فهذه المصاحبة هي التي تحتمل الزمن ايضا مثلا اذا قال سرت بالكتاب ها اتيت بالكتاب سرت بالليل ها؟ بالليل اتيت بالكتاب ما يعني بهذا يعني به المصاحبة يعني اتيت مصاحبا الكتابة صرت مصاحبا الليل وهذا يعني انها في معنى الظرفية يعني انها بمعنى الظرفية سرت بالليل يعني صار الليل ظرفا زمنيا لسيري. هذي تحتملها قول القائل مطرنا بنوء كذا اهل الجاهلية على اي من هذه يعتقدون هم يعتقدون انها سبب لانهم لو اعتقدوا الاستعانة انهم يستعينون بالكوكب فيه المطر لصار كفرا اكبر وشركا اكبر وهم انما ينسبون نزول المطر لله جل وعلا ويستعينون بالله جل وعلا في نزول المطر فاذا لا ينسبونه الى الكوكب يعني لا يستعينون بالكوكب في انزاله. ولو كان ذلك لصار كفرا اكبر الثانية انها تستعمل باء يستعملونها للسبب فيجعلون السبب. والله جل وعلا لم يجعل ظهور النوء سببا مؤثرا فاذا نسبوا الشيء الى غيره والله جل وعلا انما جعل سبب نزول المطر هو فضل الله جل وعلا ورحمته هذا هو نزول الامطار فظل الله جل وعلا ورحمته قد يكون لها اسباب تعلم لكن هذا السبب لا يعلم وانما هو اعتقاد في ان الكوكب له تأثير وهذا لا شك باطل. بقي الثالث وهو ان يقول القائل مثلا مطرنا نجم كذا مطرنا بالثريا مثل ما يقال مطرنا نجم كذا بنوء كذا يعتقد المصاحبة. فهذا يحرم انه يقول تلك الكلمة وذلك من جهاد اهمها انه وان اعتقد المصاحبة وان اعتقد المصاحبة فثم مشابهة في اللفظ ومن المعلوم انه في امر العقائد لا يجوز مشابهة المشركين في الفاظهم التي يعنون بها معنى مؤثرا بالاعتقاد كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعها وقولوا انظرنا مع ان راعنا كلمة حسنة في نفسها لكن كان اليهود يخاطبون بها النبي صلى الله عليه وسلم ويعنون بها معنى فاسدا لهذا نهي المؤمنون عن ذلك وهي محرمة لو قالها احد للنبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الاية لكان ذلك محرما لانه منهي عنه للمشابهة ومنها ان اطلاق هذا اللفظ وهو قول قال مطرنا بنوء كذا وان اعتقد المصاحبة وان اعتقد المصاحبة فان هذا فيه احتمال ان يعتقد احتمال ان يكون القائل يعتقد غير المصاحبة ومعلوم انه محاكمة الناس بظاهر كلامهم. فلو قال سمح لقائل ان يقول مطرنا بنوء كذا يعتقد المصاحبة يعني فينا واي كذا لكان في ذلك الاذن لمن يقولها ويعتقد الاعتقاد الباطل وهذا مما يجب منعه سدا لذريعة استعمال هذا اللفظ في غيره مع ان قول القائل مطرنا في كذا في نوع كذا ايضا لا لا يحسن وينهى عنه لان لان هذا كما ذكر لك الشارح انه لا يتيقن ان هذا وقت له. قد يكون وقتا وقد لا يكون وقتا لان الله ولهذا تجد ان هالاوقات التي يظن الناس انها اوقات مطر مثل مثلا ما يقولون وقت الوشم ونحو ذلك انه وقت مطر يتخلف سنين كثيرة عن ذلك ويأتي وهم ينسبون الشيء او يجعلونه في هذا الوقت لما الفوه وعاهدوه وهذا لا ينبغي. نعم يسوغ ان يقال اذا مطر الناس بالوثم مثلا انبتت الارض فيجعلون الانبات حاصلا في هذا الوقت لا منسوبا الى هذا الوقت كن حاصل الى هذا الحاصل في هذا الوقت الذي هو ظهور النجم. لا منسوبا الى هذا النجم. هذا من قبيل العادات لا بأس به مع ان طالب العلم الاحسن له ان لا يستعمل مثل هذه الكلمات لان استعمالها فيه اما محذور لانه محرم او على اقله ان يكون خلاف الاولى كلام الشارح رحمه الله تعالى فيه عدم وضوح في عدم وضوح كما رأيتم لكن توضيحه وما ذكرت واوضح منه بما احسب ما ذكره في كتاب تيسير العزيز الحميد فهو هنا موافق لذاك لكن اه من جهة الوضوح كانه هناك اوضح حبذا لو رجعت الى الاخر وحصلت الفوائد وعلقتها في هذا الموضع لان هذا المسألة مزلة اقدام. اسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بذلك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد