بمعنى الرضا وقد يتحاكم لانه يعلم ان هذا الحكم موافق للشرع مثاله ان يكون في بلد يحكم فيه اهله بالقانون واعتدي عليه في اهله او في ماله او في نفسه ويريد ان يأخذ حقه من هؤلاء من جهة القانون وهنا اذا كان القانون في هذه المسألة يعطيه حقا لم يعطه الله جل وعلا اياك وتحاكم اليه وطلب الحق من عنده والباب الذي قبله في تبديل الشرع وطاعة الناس لي من بدل الشرع كما اوضحنا تفصيل ذلك المقامات اذا في هذه المسألة متنوعة منها مقام تبديل الشرع وهو مقام من سن باب قول الله تعالى الم تره الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت الاية في مسألة التحافل الحكم والتحاكم الحكم يجب ان يكون لله جل وعلا. لان الله سبحانه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب فتح المجيد. الدرس الرابع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ورحمه الله وتعالى باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكمون الى الصاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم سعاروا الى ما انزل الله الى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك خلودا. فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله. ثم يحلفون بالله لربنا الا احسانا وتوفيقا. وقول الله تعالى واذا قيلهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما لفمصلحون وقوله تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا واطمئن رحمة الله قريب من قول الله تعالى افحكم الجاهلين بقول ومن احسن من الله حكما يا قوم يوقنون. وعن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا من احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال النووي رحمه الله تعالى حديث صحيح. رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح قال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من رجل من اليهود خصومة فقال يهودي يتحاكم الى محمد لانه عرف انه لا يأخذ وقال المنافقون تحاكموا لليهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة. فاتفقا ان يأتي كاهنا في جهينة فيتحاكما فيتحاكما اليه فنزلت الم ترين الذين يدعون الاية في رجلين اختصما فقال احدهما فترافعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم الاخر الى كأن اشرف ثم ترافع الى عمر فذكر له احدهما القصة فقال الذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم اكذلك قال نعم فضربه بالسيف فقتله. نعم. قوله باب قول الله تعالى الم ترأي الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك الايات قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى والاية دامة لمن عدل عن الكتاب عن الكتاب والسنة تحاكم الى ما سواه من الى ما سواه من الباطل. وهو المراد بالطاقة ها هنا. وتقدى ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في حده الطاغوت وانه كل ما تجاوز به العبد حدثه من معبود او متبوع او مطاع. فكل من من حاكم الى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه جعل الحكم اليه قال سبحانه ان الحكم الا لله وهذا حصر لان ان هذه النافية معه الا تفيد الحصى حصر المبتدأ في خبره حصر الحكم بالله جل وعلا كذلك قوله جل وعلا فالحكم لله العلي الكبير وقد حاكم بين الطاغوت الذي امر الله تعالى عباده عباده المؤمنين ان يكفروا به. فان التحاكم فان التحاكم ليس الا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن كان يحفر بهما ومن تحاكم الى غيرهما فقد تجاوز به حده وخرج عما شرعه الله ورسوله وعنده منزلا وانزله منزلة لا يستحقها. وكذلك من عمل شيئا دون الله. فانما عبد الطاغوت. فان كان المعبود صالحا عبادة العابد له راجعة الى الشيطان الذي امره بها. كما قال تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول الذين اسرفوا مكانكم انتم تزينا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم الا لتعبدون. فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلين. هنالك كل نفس ما اسمى اسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون. وقوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول الملائكة فهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. وان كان ممن يدعو وان كان ممن يدعو الى عبادة نفسه او كان شجرا او حجرا او قبرا او غير ذلك مما يتخذه المشركون اصناما على على صور الصالحين والملائكة وغير ذلك فهي من الذي امر الله تعالى عباده ان يكفروا بعبادته. ويتبرأوا منه. ومن عبادة ومن عبادة كل معبود سوى الله تعالى كائنا من كان. وهذا كله من عمل الشيطان وتفكيره فهو الذي دعا الى كل باطل وزينه لمن فعله. وهذا ينافي التوحيد الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله والتوحيد هو والكفر بكل طاغوت عبده العابدون من دون الله كما قال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ومدى بينا وبينكم العداوة والبغضاء وابدا حتى تؤمنوا بالله وحده وكل من عبد غير الله تعالى جاوز به حده واعطاه للعبادة ما لا يستحقه. قال الامام مالك رحمه الله تعالى الطاغوت ما امر من دون الله. وكذلك من دعا ولا تحكيم غير الله ورسوله فقد ترك ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب عنه وجعل الله شريكا في الطاعة وخالف ما جاء به رسول الله صلى الله وسلم فيما امر فيما امره الله تعالى به في قوله تعالى وان احتم بينهم بما انزل الله ولا يتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليه وقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حاجة مما قضيت ويسلموا تسليما ومن خالف ما امر الله به ورسوله بان حكم بين الناس بغير ما انزل الله او طلب ذلك او طلب ذلك اتباعا لما لما يهواه يريده فقد الاسلام والايمان من عنقه. فقد خلع فرقة الاسلام والايمان من عنقه. وان زعم انه مؤمن. فان الله تعالى على من اراد ذلك واكذبهم في زعمهم الايمان بما في بما في ضمن قوله تعالى يزعمون منة ايمانهم فان يزعمون ان انما يقال غالبا لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب لمخالفته لموجب لموجبها وعمله لما ينافيها. يحقق هذا قول الله تعالى وقد امنوا ان يكفروا به لان الكفر بالطاغوت ركن التوحيد. كما كما في اية البقرة فاذا لم يحصل هذا الركن لم يكن موحدا. فاذا لم يحصل هذا اخرى لم يكن موحدا والتوحيد هو اساس الايمان الذي تصلح به جميع الاعمال بعدمه. كما ان ذلك كما ان ذلك بين في قوله تعالى فمن الطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوسطى. الاية وذلك وذلك ان التحاكم الى الطاغوت ايمان به. وقوله تعالى ان يضلهم ضالا بعيدا يبين تعالى في هذه الاية ان التحاكم الى الطاغوت مما مما يأمر به الشيطان ويبينه لمن اطاعه ويبين ان ذلك واكده بالمصدر وصفه بالبعد فدل على ان ذلك من اعظم الضلال وابعده عن الهدى ففي هذه الاية اربعة الامور الاول انه من ارادة الشيطان الثاني انه ضلال الثاني تأكيده بالمصدر الرابع وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى فسبحان الله ما اعظم هذا القرآن وما ابلغه وما ادله على انه كلام رب العالمين اوحاه الى رسوله الكريم وبلغه عبد وبلغه عبده بلغه او عبده الصادق الامين صلوات الله وسلامه عليه. قوله واذا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا الباب جعل الحكم له وحده دون ما سواه والحكم نوعان حكم كوني وحكم شرعي فكما ان الحكم الكوني لا منازح لله جل وعلا فيه ولا احد يدعي المنازعة فيه الله جل وعلا هو الذي يحيي ويميت يحييهم النساء ويميت من شاء وهو الذي يفطر ويغني وهو الذي يصح ويمرض وهو الذي يوفق ويخذل وهو الذي يجير من ساء وهو الذي يعطي من شاء ويمنع من شاء وينفع من شاء ويضر ويضر من شاء ويفيض الخير ويفتح ابواب رحمته على من شاء من عباده. ويمسكها عن اخرين الله جل وعلا له الحكم في الملكوت لانه هو ربه وهو سيده وهو المتصرف فيه. ليس لاحد من الملك شيء هذا الحكم الكوني مختص به الله جل وعلا كذلك الحكم فيما يتخاصم فيه الناس يجب ان يكون مرجعه الى الله جل وعلا لان هذا الملك ملكه وهذا الامر امره جل وعلا الحكم بالتخاصم بين الناس يجب ان يرجع فيه الناس الى الشرع الذي انزله الله جل وعلا على كل رسول انزل الله جل وعلا على موسى التوراة فامرهم ان يتحاكموا اليها لان الله جل وعلا هو الذي حكم بما فيها وانزل الله جل وعلا الانجيل وامر الناس ان يتحاكموا اليه وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه قال قبلها انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا الاية الحكم الشرعي الحكم فيما بين الناس من خصومات حق الله جل وعلا ليس لاحد ان ينازعه فيه ومن نازعه فيه فهو طاغوت. لانه تجاوز حده وحد الانسان ان يكون مطيعا لا مطاعا ويطاع الانسان بما اذن الله جل وعلا بطاعته فيه واما فيها في التحاكم والحكم الامر راجع الى الله جل وعلا بما بلغه الى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الباب كما ترى في الحكم والتحاكم شرعا غير شرع الله وهناك مقام الحاكم بغير شرع الله او بالدين المبدل وهناك امر المتحاكم الى هذا الحاكم بالشرع المبدل وهناك المحل والمحرم لمن لمن جعل الشرع المبدل ولملم ولو لم يتحاكم اليه صور متعددة وهذه الاية التي صدر بها الامام رحمه الله تعالى الباب فيها الدلالة على ان الطاغوت يجب ان يكفر به قال سبحانه وقد امروا ان يكفروا وجعل ارادتهم التحاكم الى الطاغوت نافية للايمان قال سبحانه الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك جعلهم زاعمين لذلك والزعم هو القول الذي قد يكون صاحبه صادقا فيه وقد يكون كاذبا فيطلق الزعم على المسكوك فيه ويطلق على الكذب يقال زعم فلان كذا يعني قال على جهة الشر وزعم فلان كذا اي قالت كاذبا ويقال ايضا زعم بمعنى قال بدون شك ولا تلد كما جاء في السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم اتاه رجل فقال يا رسول الله اتانا رسولك يزعم انك تزعم ان الله ارسلك االله ارسلك وقوله اتانا رسولك يزعم هذا فيه ذكر القول الذي يكون مشكوكا فيه عند المتكلم وقوله جل وعلا هنا الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك جعل ارادتهم التحاكم للطاغوت مع دعواهم الايمان هذه جعلها جعل دعواهم الايمان مع ارادتهم والتحاكم الى الطاغوت جعلها زعما هذا يدل على انهم كاذبون في ذلك لانه قال وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا وقوله هنا يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت فيه اعتبار الارادة الى التحالف فمن لم يرد في التحاكم فانه لا يدخل في هذا الوعيد والارادة تفسر في هذا المقام بالرضا كما جاء في الاثر الاخير في هذا الباب ان عمر قال للذي لم يرضى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بحكم رسوله اتذلك؟ قال نعم فقتله فهنا يعتبر ان يكون مريدا للتحاكم الى طاغوت لان الله جل وعلا قال يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وهذا القيد معتبر لانه قد يكره في التحاكم الى الطاغوت. فيتحاكم لا على وجه الارادة. لذلك التحاكم ارادة متظمنة ورضي بذلك فانه مريد للتحاكم الى الطاغوت واما اذا كان ما فيه يوافق ما في شرع الله جل وعلا فانه يتحاكم غير مريد للتحالف ولكن يتحاكم ليأخذ حقه الذي ثبت بالشرع مثل ان يكون في القانون ان من اعتدى على مال احد فانه يرد اليه مال فلان اعتدى علي واخذ سيارتي اخذ مالي فيرفع الى هؤلاء فيحكمون له بهذا المال وهذه السيارة فيرجع اليه حقه فهذا ثابت في الشرع فاذا رفع فتكون الصورة صورة مرافعة الى القانون ولكنه غير مريد للتحاكم الى الطاغوت وانما هو مريد للتحاكم الى شرع الله وحاكم الى الطاغوت لانه يعلم ان ما في حكمهم هو في شرع الله جل وعلا اتكون نيته ان يأخذ ما جعله الله جل وعلا له ففي قوله هنا يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت في اعتبار هذا القيد وقوله الطاغوت كما ذكر ابن القيم انه فعلوت من الطغيان وهو ما تجاوز به العبد حده من معبود او مشفوع او مضاعف لان حقيقة الطاعة ان تكون لله جل وعلا والعبد المسلم يجب عليه ان يفرد الله جل وعلا بالطاعة بالحكم والتحافي ولا يتحاكم الا الى شرع الله لان الحكم لله ومن حاكم الى غير شريعة الله وقد حاكم الى الطاغوت والطاغوت امرنا بالبراءة منه وبالكفر به كما قال هنا جل وعلا وقد امروا ان يكفروه قد امروا ان يكفروا به يعني فيما قبل هذه الاية من الايات كما في قوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله قد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والطاغوت الكفر به من معنى كلمة التوحيد فان كان طاغوت من جهة العبادة و عبادة غير الله فانه يكون من معنى يعني الكفر به في معنى او هو معنى لا اله الا الله والطاغوت اذا كان مطاعا فان الكفر به داخل في معنى الشهادتين جميعا شهادة لله بالالوهية وحده لان من معاني الالوهية الطاعة والشهادة او لان من العبادة الطاعة واله هو المعبود وداخل في قوله واشهد ان محمدا رسول الله لان معنى ذلك ان يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يختلف فيه الناس وصار المتحاكم الى الطاغوت عن رضا وعن ارادة صار قد انتفع عنه او صار غير محقق للشهادتين جميعا اذا كان راضيا عن ذلك مريدا له كما جاء في الاية قال سبحانه ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا وهذا من البيان العظيم بان التحاكم الى غير حكم الله انه من الضلال البعيد وانه من الشيطان وان كل من حاكم الى غير شريعة الله وهو مريد لذلك فانه قد اظله الشيطان ظلالا بعيدا الحاكم بالطاغوت والمتحاكم اليه وما سواء في الحكم اذا كان مريدين راضيين بذلك واما اذا كان الحاكم حكم في ذلك في مسألة او مسألتين او في بعض الاشياء ولم يكن متحاكما اليه عن رضا وانما غلبته نفسه في مسألة او مسألتين جهة الشهوة وكذلك المتحاكم فانهم غير داخلين في قوله يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت لان القاضي قد يحكم في مسألة بشهوته وقد يستحضر في هذا الحكم حكم العرف قبلي من ثلاث او حكم شيخ البادية فيجامله بذلك وهو كاره لهذا الحكم بخلاف الحاكم يعني القاضي الذي يلتزم الحكم بالطاعوت فهذا كافر بالتزامه التزام حكم الطاغوت من الحاكم كفر لانه لا يباح لاحد ان يحكم بغير شريعة الله جل وعلا وغلبة الشهوة تكون في صورة او صورتين اما التزام الحكم بالطاغوت وان يكون فلان معروف بانه يحكم بالقانون ويلزم به فان هذا خروج عن توحيد الله جل وعلا لهذا ينبغي في هذه المسألة كما ذكرت لكم تفريغ بين صورها المختلفة بين تبديل الدين والطاعة في تدبير الدين اعتقاد ذلك كما ذكرنا في الباب السابق بين الحاكم وبين المحكوم والمحكوم صور احواله والحاكم وصور اقواله والله جل وعلا قال ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون وقالوا من لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون وقال ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون الذي لا يحكم بالشرع كافر عالم اسف وهل الكفر كفر اكبر او اصغر راجع الى التفصيل الذي ذكرته انفا ولهذا جاء عن ابن عباس انه قال في هذه الاية ليس هو الكفر الذي تذهبون اليه ليس هو كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. كذلك قال عطاء وطاووس وجماعة من اصحاب ابن عباس وذلك لان الحكم والتحاكم هذا عمل والعمل العمل يختلفه احواله فان كان مع العمل اعتقاد بالحل والجواز للعمل بالمحرم معها اعتقاد بالحل والجواز فهذا كفر في كل المسائل واما ترك العمل مجردا فانه لا يكفر به الكفر الاكبر بمجرد الترك بل يحتاج الى تفصيل لان الصحابة اجمعوا على انه لا يكفر بترك شيء من الاعمال الا الصلاة كما قال سقير او عبد الله بن شفيق قال كانوا يعني عن الصحابة لا يرون ترك شيء من العمل كفرا الا الصلاة والعمل بكم بما انزل الله واجب وتركه ليس مثل ترك الصلاة فانه قد يكون اعظم اذا كان معه اعتقاد او حاكم راضيا يكون اعظم من ترك الصلاة لانه رجع الى منافاة التوحيد وقد يكون اصغر اذا كان حاكم عن غير استحلال او حكم في مسألة او مسألتين على غير الاستحلال كمن اعطي رشوة فحكم بغير حكم الله وكمن كانت له شهوة فحكم بغيره لله فاذا المسألة لابد فيها من التقصير والاصل فيها اننا نقول الحكم بغير ما انزل الله كفر بهذا الاقلاع ومن حكم بغير ما انزل الله فهو طاغوت كما قال الله جل وعلا وقد امروا ان يكفروا به يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت والطاغوت اسم ليه القانون واسم للحاكم به. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله تعالوا الى ما انزل الله الى الرسول. رأيت المنافقين يصدون عنك سدودا. بينت على ان هذه صفة منافقين وان وان من فعل ذلك او طلبه وان زعم انه مؤمن فانه في غاية البعد عن الايمان. قال علامة ابن رحمه الله تعالى هذا دليل على ان من ادعى لنا هذا دليل على ان من دعي الى تحكيم الكتاب والسنة هذا انه من المنافقين قوله ويصدون لازم وهم بمعنى يفردون لان مصدره خدودا فما اكثر من تصدي هذا الوصف خصوصا ممن يدعي العلم فانهم صدوا عن ما توجبه الادلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. الى اقوال من يخطئ كثيرا مما ينتج به الائمة الاربعة في تقليدهم اللعب بتقليده واعتمادهم على قول من لا يجوز الاعتماد على قوله. ويجعلون قوله المخالف لنص الكتاب والسنة. وقواعد الشريعة هو المعتمد عندهم الذي لا تصح الفتوى الا به فصار المبتدع للرسول صلى الله عليه وسلم بين اولئك غريبا كما تقدم كما تقدم التنبيه على هذا الذي قبل هذا فدبر هذه الايات وما بعدها يتبين كما وقع فيه غالب الناس من الاعراض عن حق وترك الامل به في اكل وقائع الله المستعان قوله وقوله وقول الله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مفلحون. قال ابو العالية في الاية لا لا تعصوا في الارض لان من عصى الله في الارض او امر بمعصية الله فقد افسدت الارض لان صلاح الارض والسماء انما هو بطاعة الله ورسوله. وقد اخبر تعالى عن اخوة يوسف عليه السلام عليه السلام في قوله تعالى ثم اذن مؤذن ايتها العيد انكم لسارقون الى قوله تعالى قالوا تالله لقد علمتم ما ما جينا نفسد في الارض وما كنا سارقين فدلت الاية على ان كل معصية فساد في الارض ومناسبة الترجمة ان التحاكم الى غير الله ورسوله من اعمال المنافقين وهم من فساد في الارض وفي الاية التنبيه على عدم الاقتراب باقوال اهل الاهواء بالدعوة وفي التحذير والاغترار بالرأي ما لم يقم على صحته دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما اكثر ما يصد للكذب وهذا من الفساد في الارض ويترتب عليه من الفساد امور كثيرة تخرج صاحبها عن الحق وادخلوه في الباطل نسأل الله العفو والعافية. امين. والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. ذلك في حال في في حال اكثر الا من عصمه الله ومن عليه بقوة بقوة بقوة داعي الايمان واعطاه عقلا كاملا عند ورود الشهوات وبصر النافذة عند ورود شبهات وذلك فضل الله يحيي من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. قوله وقول الله تعالى ولا تفسدوا في الارض ماذا اصلاحها؟ قال ابو بكر بن عياش في الاية ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم الى اهل الارض وهم في فساد فاصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه فمن دعا الى خلاف ما محمد صلى الله عليه وسلم وهو من المفسدين في الارض. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى قال اكثر المفسرين لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء طاعة الله بعد اصلاح بعد اصلاح الله لها بذات الرسل وبيان الشريعة والدعاء الى طاعة الله فان عبادة غير الله تعالى والدعوة الى غيره والشرك به هو هو اعظم فساد في الارض. بل فساد الارض في الحقيقة انما هو بالشرك به ومخالفة امره. الشرك والدعوة الى غير الله تعالى واقامة المعبود ومعبود غيره ومطاعم متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو اعظم فساد في الارض ولا صلاح لها ولا لاهلها الا ان يكون الله وحده فهو المعبود المطاع والدعوة له لا لغيره والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم ليس الا وغيره انما تجب طاعته اذا امر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا امر بمعصية شريعته فلا سمع ولا طاعة ومن دبر احوال العالم ولذا كل صلاح في الارض تتوب توحيد الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وكل شر في العالم وفتنته وبلاؤه وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط وتسليط عدو وغير ذلك سببهم مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم والدعوة الى غير الله ورسوله. انتهى وجه مطابقة هذه الاية للترجمة ان التحاكم الى غير الله ورسوله من اعظم ما ما يفسد الارض من المعاصي فلا صلاح لها الا بتحسين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهو سبيل المؤمنين كما قال تعالى ومن يشاغ الرسول عن الهدى ويتبع الى سبيل المؤمنين يوله ما تولى واخده جهنم وساد مصيرا. قوله وقول الله تعالى فحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى نبطل تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى على كل خير هذه الايات فيها ان المنافقين من خصالهم عدم الرضا بحكم الله جل وعلا وحكم رسوله الرغبة عن طاعة الله وطاعة رسوله وهذا قد بين في ايات كثيرة كما قال جل وعلا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا و الحكم لله جل وعلا فاذا ترك كترك طاعات الله جل وعلا عموما فساد في الارض والفساد في الارض له جهة شرعية يعرفها اهل الشرع وله جهة دنيوية يعرفها الناس بطبائعه والجهة الشرعية لان كل من لم يطع الله جل وعلا ورسوله ولم يقر في الارض التوحيد بانواعه وينبذ الشرك بانواعه ويقيم طاعة الله ورسوله في الحكم والتحاكم في جميع الامور فان الفساد يحصل وبقدر امتثال العباد هذه الامور وتحقيقها في الارض يكون صلاح ارضه قد قال جل وعلا ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها لان الله اصلح الارض ببعثة الرسل اصلح الارظ ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم اصلح الارض بتجديد المصلحين ليه دين الناس وارجاع الناس الى طاعة الله جل وعلا آآ اعادتهم الى ما كانوا عليه من التفريط في طاعة الله ورسوله هذا افساد في الارض بعد اصلاحها وكلما زاد البعد زاد الافساد في الارض العرض الصالحة هي التي يكون فيها تحقيق حق الله جل وعلا وهو التوحيد بانواعه ونبذ الشرك بانواعه وكلما كانت الارض اكثر تحقيقا للشهادتين كلما كانت اصلح. واذا كانت صالحة فان الله جل وعلا وعد لها ب كل خير يصرف عنهم الشر. واما اذا كانوا بين هذا وهذا فيجتمع في الارض صلاح من جهة وفساد من جهة وهي لما غلب منها ولهذا ينتج في اخر الامر من ذلك الى ان تكون الارض دار اسلام او دار كفر ودار شرك ادار الاسلام وعرض الاسلام يتفاوت التزامها بالاسلام الارظ والمدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين صلاحها ليس فحالها بعد ذلك كلما كان الناس قائمون بامر الله كلما كانت الارض اصلح وهذا ميزان دقيق يجب ان تزن به الارض والامور وهو انه كلما كان الصلاح اكثر والحب اكثر. وكلما كان فساد الارض اكثر صار البغض اكثر سيكون تكون دار الاسلام المحبوبة هي دار التي تكون صالحة والارض التي تكون صالحة لتحقيق اصول الاسلام وتحقيق الشهادتين اقرار التوحيد ونبذ الشرك وطاعة الله اي ورسوله ظاهر بين محاكمه معروفة يراها الناس وظاهر يتسامع الناس به ومن كانت له خصومة فيذهب اليه وكان فاشيا كثيرا في كل مكان وفي اكثر الاحكام فان الدار بذلك تكون دار كفر ثم اذا كانت الارض ما يوجب الحب ويوجب البغض فان المرء يجتمع في قلبه نظر المحبة من جهة الصلاح الموجود والنظر في بغظ العصيان والفساد بالارض لانه معمور بمحبة ما يحب الله ورسوله. وبغض ما يبغضه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اذا في قوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون هذا يشمل الدعوة دعوة المنافقين الى التحاكم الى دين الله وعدم التحاكم الى كبارهم ممن يحكمون بغير شرع الله فاذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض المعصية لا تفسدوا في الارض في الشرك لا تفسدوا في الارض بالتحاكم الى غير شريعة الله قالوا انما نحن مصلحون قالوا هذه القوانين هذه تناسب الاوضاع المعاصرة وتناسب حالة الناس وتناسب ما استجد ونحن مصلحون نريد مصلحة الناس ونريد ما يصلحهم ونريد ما تستقيم به احواله في الحقيقة ان هذا الكلام هو كلام المنافقين السابقين لان الله جل وعلا قال لنا عن المنافقين اذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون والفساد والافساد درجات يتنوع يزيد وينقص في حق الارض في حق الناس وفي حق الولاة فما بين صلاح زائد وما بين فساد زائد وما بين مجتمع هذا وهذا تارة ها هنا وتارة ها هنا وهكذا والحكم في هذه المسائل ينبغي ان يكون راجعا الى النصوص وما قرره اهل العلم. ولا تؤخذ الصفات الاجمالية فما عليه بعظ الناس انهم يأخذون صفة من صفات المنافقين ويجعلونها عامة فيجعلون الذي فيه نوع صلاح وفيه نوع فساد يجعلونه مفسدا جملة واحدة وهذا ليس من العدل والله جل وعلا بين لنا ذلك والله يعلم المصلح من المفسد كذلك عباده الراسخون في العلم يعلمون هذا يعلمون المصلح ويعلمون المفسد ويعلمون من جمع هذا وهذا ايعاملون كل احد بحسبه؟ والوزن ينبغي ان يكون بالقسط وبالعدل وبالانصاف فانه اذا وزن للناس امورهم لذلك كانوا محكمين لما امر الله جل وعلا به المقصود من ذلك تنبيه على ان من الناس ان يجعلوا مثل هذه المسائل مسائل الحكم والتحاكم وما اشبهها قاعدة مضطربة في وسم كل من حصل منه شيء من ذلك بالنفاق الاعتقادي وقد الف فيه بعضهم مؤلفات وقال لا نسلب عنهم الاسلام ولكن نعدهم منافقين ونقبل منهم الاسلام الظاهر. وهذا ليس ليس بصحيح اكثر من عن بقوله او في كثير ممن عنى بقوله. المسألة راجعة الى العلم وهذه الصفة فيها اجمال. وتفصيلها بيانها يكون بالنصوص البخ. اذا فما ذكر هنا فيه التهديد والوعيد. ليس فيه ذكر الوصف المؤثث لان الاوصاف عند اهل العلم في الكتاب والسنة منها اوصاف كاشفة ومنها اوصاف مؤسسة والاوصاف الكاسبة التي تكشف عن الصفات العامة والاوصاف المؤسسة هي التي تسلب الحكم وتثبت نقيضه اذا اجتمعت في وهذا امر معلوم. فليس كل من تخلق بصفة من صفات المنافقين يكون منافقا خالصا. مم. وليس فكل من كان على شعبة من النفاق فانه يحكم عليه بالنفاق ويعامل معاملة المنافقين. بل مرجع ذلك الى النصوص ولهذا تجد ان اهل العلم لهم نظر في الاحوال غير نظر من لم يكون من الراسخين في العلم وهؤلاء لا كما رأينا في هذا الزمن يختلف كلامه. فاهل العلم لهم كلام اعني الراسخين فيه والاخرون لهم كلام وحصل من هذه المسائل في اسم النفاق والكفر المسألة راجعة الى العلم وهذه الصفة فيها اجمال وتفصيلها وبيانها يكون للنصوص الاخر. اذا فما ذكر هنا فيه التهديد والوعيد ليس فيه ذكر الوصف المؤسس لان الاوصاف عند اهل العلم بالكتاب والسنة منها او طاف كاشفة ومنها اوصاف مؤسسة. والاوصاف الكاشفة هي التي تكشف عنه الصفات العامة والاوصاف المؤسسة هي التي تسلب الحكم وتثبت نقيضه اذا اجتمعت في الماضي. وهذا امر معلوم. فليس كل من تخلق بصفة من صفات المنافقين يكون منافقا خالصا وليس كل من كان على شعبة من النفاق فانه يحكم عليه بالنفاق ويعامل معاملة المنافقين. بل مرجع ذلك الى النصوص. ولهذا تجد ان اهل العلم لهم نظر في الاحوال غير نظر من لم يكونوا من الراسخين في العلم وهؤلاء وهؤلاء كما رأينا في هذا الزمن يختلف كلاما فاهل العلم لهم كلام اعني الله سخين فيه والاخرون لهم كلام وحصل من هذه المسائل في اسم النفاق والكفر والحكم والتحاكم الى اخره حصل خلط كثير. فالواجب على طالب العلم ان يرجع في هذه الامور الى النصوص الشرعية وان يفقهها على من اهل العلم اهل الراسخين فيه لانهم الذين يعلمون حدود ما انزل الله على الرسول. قوله وقول الله تعالى ابحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوي يوقنون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى يرسل تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل الى ما سواه من الاراء والاهواء والاصطلاحات التي وطأها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان اهل الجاهلية يحكمون يحكمون به من الجهل والجهالات وقالات كما يحكو بالتتار من السياسات المأخولة عن جنك الخان الذي وضع له الياثق وهو عبارة عن كتاب احكام قدح قد اقترسها من شرائع شتى باليهودية والنصرانية والملة الاسلامية وفيها كثير من اخذها عن مجرد نظره وهواه وصارت في في بنيه وصارت في بنيه شرعا يقدمونها على الحكم بالكتاب والسنة فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله يجب قتاله حتى يرجع الى حكم الله ورسوله فلا فلا يحكم بسواهم في خير ولا كثير قوله وقول الله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون استفهام انكار اي لا حكم احسن من حكم الله تعالى وهذا وهذا من باب استعمال اثر التفضيل فيما ليس له في الطرف الاخر مشارك. اي من اي من اعدل من الله حكما لمن عقل عن الله شرعه وامن وايقن انه تعالى احكم الحاكمين. وارحم بعباده من بولدها. العلي وصالح عباده قادر على كل شيء الحكم في اقواله وافعاله وشرعه وقدره. وفي الاية التحذير من حكم الجاهلية واختياره على حكم الله ورسوله فعل ذلك فعل ذلك فقد اعرض عن الاحسن وهو الحق الى ضده من الباطل. قوله وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قوله جل وعلا افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون الهمزة هنا وما ذكر عنده انكار على القاعدة ان الهمزة اذا اتت بعدها الفاء فانها تكون الفاء عاطفة لما بعدها على جملة محلوفة قبلها وتقدير الكلام ايعلمون حكم الله جل وعلا بعد تنزيله وتفصيله فحكم الجاهلية يبغون يعلمون ذلك يختارون حكم الجاهلية وهذا فيه الانكار على اولئك وفيه ايضا التوبيخ لاولئك على هذا القول قد ذكر الله جل وعلا في هذه الاية ان من حكم بغير شرع الله فقد حكم الى الجاهلية والجاهلية منسوبة الى الجهل فاذا مهما ادعى اصحاب القوانين واصحاب الاعراف من اهل البادية واصحاب السلوم المختلفة مهما ادعوا انهم اهل علم واهل بصر وان هذا فيه الصلاح فهو جاهلية وان كان الحاكم به او المشرع له يظن ان نفسه من اهل العلم يعني او ليس من اهل الجهل فهو وحكمه حكم جاهل وحكم جاهليه لان اهل الجاهلية كانوا يحكمون بما يروه فنسب ذلك الحكم اليهم فكل من عدل عن حكم الله وحكم رسوله الى غيره فقد اختار حكم الجاهلية وكذلك من حكم بذلك فقد حكم بحكم الجاهلية ومن تحاكم اليه فقد تحاكم الى حكم الجاهلية ولهذا نقول ان هذه القوانين المنتشرة اليوم في بلاد البلاد الاسلامية هذه جميعا من حكم الجاهلية سواء كانت اخذت من القانون الامريكي او القانون الفرنسي او القانون البريطاني هذي كلها احكام جاهلية وهي كما وصفها الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى هي زبالة الاذهان والافكار بانه لا يمكن ان يكون البشر يعلمون مصلحة البشر ولهذا تجد ان اولئك يغيرون فيها ويبدلون بحسب ما يرون من مصالح الناس اما حكم الله جل وعلا فهو ثابت لانه الحكم الذي لانه حكم ممن يعلم حال العباد منذ خلقهم الى ان يرث الله الارض ومن عليها فاذا هذه هذه الحكومات التي تحكم القوانين هي حكومات تحكم بحكم الجاهلية فهي حكومات جاهلية لان كل من كان الحكم بالقانون في ارضه غالبا ظاهرة فان حكمه يكون يكون حكما جاهليا وقد سئل جد رحمه الله الشيخ محمد بن ابراهيم عنه الحكم بالقانون متى تكون الدار او متى يكون كفرا او تكون الدار فيه ليست بدار الاسلام. فيحظرني من كلامه انه قال اذا كان ظاهرا طاشية يعني اذا كان ظاهرا وكان فاشيا وذلك لان الحكم تكون حكما جاهليا وتكون الدار هنا دار دار حكومة جاهلية لان حكم الله جل وعلا واجب الانفاس وحكم غيره حكم جاهلية مهما دعي ان فيه العلم او فيه الصلاح لانه لا يدعي الصلاح فيه احكام غير الله الا المنافقون لهذا قول الله جل وعلا هنا افحكم الجاهلية يبغون؟ هذا حكم على ان غير حكم الله هو حكم جاهلية. ثم قال سبحانه ومن من الله حكما لقوم يوقنون من احسن من الله حكما لا احد لان الله هو الذي خلق الخلق وهو الذي يدري مصالحه والعباد انما يريدون من التحاكم ان يحكموا بالعدل العدل الذي يعلمه من خلقه لانه هو الذي اعطاهم هذه الاشياء التي يتقلبون فيها وسخر لهم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ومايز بينهم وجعل فقيرا وغني وجعل شريفا ووضيعة ونوع بينهم فحكمه هو العدل. واما حكم غيره فلابد ان يكون فيه جاهلية بل هو حكم الجاهلية كما اخبر الله جل وعلا به فاذا في قوله تعالى هنا افحكم الجاهلية يبغون؟ فيه انكار لكل من عدل عن حكم الله وابتغى حكم غيره ومن ابتغى حكم غيره فقد ابتغى حكم الجاهلية الاسلام خلص الله جل وعلا به الناس من الجاهلين اذا هذه الايات السابقة كلها فيها الامر بحكم الله جل وعلا وبالتحاكم اليه والامر بطاعة الله بالحكم والتحاكم. وبان لا يذهب الى غير الكتاب والسنة وان الواجب ان يختم العباد بالكتاب والسنة واما الحكم ب كلام اهل العلم وكلام الفقهاء ونصوص الفقهاء في كتبهم فهذا حكم راجع الى حكم الكتاب والسنة وذلك لانها احكام مستنبطة من الكتاب والسنة. فلو اخذ القاضي بحكم مذكور في كتاب من الكتب الفقهية التي يعتمدها القضاة فهذا ليس حكما جاهليا كما يقوله بعض الغلاة وانما هو حكم راجع الى حكم الله رسوله الا اذا كان هذا الحكم قد ظهرت الحجة في افطاره وانه كان محض رأي وليس عليه الحجة البتة وليس لصاحبه تأويل في اختياره ذلك الحكم فانه يكون ليس حكما منسوبا الى الكتاب والسنة ولكنه منسوب للعالم الذي اختاره وقال به قوله وقوله صلى الله عليه وسلم قوله وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال النبي رحمه الله تعالى حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. هذا الحديث رواه الشيخ ابو الفتح قطر ابن ابراهيم المقدسي الشافعي في كتابه نصر نصر ايه نعم اصرف الابراهيم المقدسي الشافعي في كتاب الحجة على على تارك الحجة باسناده الحجة على تارك المحجة في كتاب الحجة على تارك المحجة كتاب غير موجود اما وجدت اللي هي ما زدنا لنفسد في الارض ها وش وانت عارف هنالك تبدو كله راح في الماء اسلفه اللي ما كسبت هنالك دي اوضة لاجل يكون عندك النسخة فيها انت عندك في قوله ما جئنا لنفسد في الارض عندك ما قد يفسدون الاغلاق المطبقية كثيرة بعد رح هذي الى قول قالوا تالله لقد علمتم ما قد جئنا لنفسد الارض ما جئنا لنفسدون عندك بين مكثر ومفيد نعم هو كتاب الحجة على تارك المحجة ذكرت لكم انه ليس موجودا وانما موجود مختصر قد طبع المختصر و نعم هي هو يخطف او كتاب الحجة مشهور على تارك الامة حجة او سلوك طريق المحل وقوله رويناه هذي كلمة يستعملها من الصلاح والنووي ومن بعده اذا ذكروا الكتاب فيقولون رويناه اذا ذكروا الحديث واذا ذكروا الكتاب قل رويناهم في كتاب كذب او رويناه في كتاب البخاري رويناه في كتاب مسلم رويناه عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني يكون باسناده النبي صلى الله عليه وسلم ولو من طريق احدكم اما اذا ذكر الكتاب فليضبط بقولهم رون. كما ظبط في مقدمة ابن الصلاح ربطا بالشكل عليها الشراح فاذا رويناه لها معنى ورويناه لها معنى اخر رويناه يعني نحن وروناه يعني روى مشايخنا لنا ذلك في كتاب الفقه رويناه في كتاب الحجة يعني رواه مشايخنا لنا في كتاب حجة على تاريخنا نعم انا ما اعرف انه موجود لكن المختصر شفتوا المختصر ايفون اذا قلنا مختصرة مرفوعة والشهداوة منهم لاهل الايمان كما هو الواقع في هذه الازمنة وقبلها من اعانة العدو على المسلمين وحرصهم على اطفاء نور الاسلام والايمان ومن في التاريخ وما وقع منهم من الوقائع. هم. عرفت موجود اللي هو المختصر ولا الاصل؟ المختصر يا الاصل ما نعرف انا سبق اني بحثت عنه طويلا بس ما لقينا موجود المختصر موجود هذا الحديث رواه الشيخ ابو فتح نصر ابن ابراهيم المقدسي الشافعي في كتاب الحجة على تارك المحجة باسناد صحيح كما قاله رحمه الله تعالى عن النووي ورواه الطبراني وابو بكر بن عاصم والحافظ ابو نعيم في الاربعين التي التي شرط لها ان تكون ان تكون من البخاري وشاهدوا ابو بكر بن عاصم ولا ابن ابي عاصم طيب وش اللي بعدها؟ كمل والحافظ كملي. والحافظ ابو نعيم في الاربعين التي شرط لها ان تكون من صحيح البخاري الاخبار. وشاهدوا في القرآن قول الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الاية وقول الله تعالى هذه طريقة عند اهل العلم المتقدمين كثيرة وهي انه اذا كان الحديث جاء في معنى اية فانهم يصححونه ولو كان باسناده من هو ضعيف او من هو تالت او من هو الصدوق وقد نص بنجرير في التفسير على هذا فصحح اخبارا قال لانها في معنى الاية فاذا كان الحديث في معنى الاية فانه يصح لكن احيانا صنعت المحدث تقضي بانه لا يصحح الا ما صح مجردا عن النظر الى غيره وهذا ليس جيد لان اعظم الشواهد للحديث الاية فاذا كانت الاية شاهدة للحديث فيكون الحديث صحيحا لانك تجعل الحديث صحيحا برواية اخرى وبرواية اخرى تنقله من الضعيف الى الحسن في غيره وتنقله من الحسن بغيره من الحسن الى الصحيح لغيره. بروايات متعذبة فاذا كانت الاية هي معنى الحديث فانه لا حرج من تصحيحه ولو كان في اسناده بعض من بعث على ان هذا الحديث في اسناده كما هو معلوم معين بن حماد نوعين من اهل العلم من صحح حديثه ومنهم من ضعفه وكان جلدا في السنة قويا ناشرا لها رحمه الله نعم نعم وقول الله تعالى وما كان مؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقوله تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما اهواءهم ونحو هذه الايات قوله لا يؤمن احدكم اي لا يكون من اهل الكمال بايمان واجب الذي وعد الله اهله وعليه بدخول الجنة النجاة من النار وقد يكون في درية اهل الافات والمعاصي من اهل الاسلام. نعم. قوله حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. الهوى بالقصر. اي ما يهواه ويحب نفسه وتميلوا اليه. فان كان الذي تحبه وتميل اليه نفسه ويعمل به تابعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يخرج عنه لا يخرج عنه الى ما يخالطه فهذه صفة اهل الايمان المطلق وان كان بخلاف ذلك او في بعض احواله او هو او في بعض احواله او انتفى عنه من الايمان كما له كما له الواجب. كما في حديث ابي هريرة لا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن يعني انه بالمعصية ينتفي عنه كمال الايمان الواجب وينزل عنه في دولة الاسلام وينقص ايمانه ولا يطلق على الايمان الا بقيد ولا يطلق على الايمان الا بقيد المعصية او الفسوق فيقال مؤمن عاصي او يقال مؤمن بايماني فاسق بمعصيته فيكون معه مطلق الايمان الذي لا اسلامه الا به. كما قال تعالى رقبة مؤمنة. والادلة على ما عليه سلف الامة وائمة الايمان قوله وعمل ولي في يزيد بالطاعة وينصح بالمعصية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اكثر من ان تحفر مما يقول الله تعالى وما كان الله ليؤمن بها ايمانته اي الصلاة اي صلاتكم الى بيت المقدس قبل تحميله القبلة وقول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس امركم بالايمان بالله وحده تدرون ما الايمان بالله وحدة شهادة ان لا اله الا الله الحديث وهو في الصحيحين والسنن والدليل على ان الايمان يزيد قول الله تعالى ويزداد الذين ويزداد الذين والايمان الاية وقول الله تعالى واما الذين امنوا ففذدتهم ايمانا الاية خلافا لمن قال ان الايمان هو القول وهم المرجئة ومن من الايمان هو التصد ومن قال من الايمان هو التصديق كالاشاعرة ومن ومن المعلوم عقلا وشرعا ان نية الحق تصديق والعمل به تصديق وقول الحق تصديق وليس مع اهل البدع ما ينافي قول اهل السنة والجماعة ولله الحمد والمنة. قال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الى قوله اولئك الذين صدقوا اي فيما عملوا به في هذه الاية من الاعمال الطاهرة والباطنة وشهدوا في كلام العرب قولهم حمله حمل حملة حملة صادقة حملة صادقة وقد سمى الله تعالى الهوى المخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الها؟ فقال الله تعالى افرأيت من اتخذ الهه هواه؟ قال بعض المفسرين لا يهوى شيئا الا قال ابو جبل رحمه الله تعالى اما معنى الحديث فهو ان الانسان يكون مؤمنا كامل الايمان كامل الايمان الواجب حتى تكون محبته تابعة لما تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي وغيرها فيحب ما امر الله به ويكرهه ويكره ما نهى عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا المعنى في غير موضع وذم سبحانه وتعالى من كره ما ما احبه الله وذم سبحانه وتعالى من كره ما احبه الله ورسوله او احب ما كرهه الله تعالى كما قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما سخط الله وكرهوا رضوانه فاحب فاحبط عمله اعوذ بالله احب لا حول واحبط اعمالهم والواجب على كل مؤمن ان يحب ما احبه الله محبة توجب له الاتيان لما اوجب لما اوجب عليه منه فانه فان زالت المحبة حتى اتى بما ندب بما ندب اليه من بما ندب اليه. منه كان ذلك فضلا وان يكره ما يكره الله كراهة توجب له الكفر كف عما عما حرم عليه منهم فان زادت فان زادت الكراهة حتى اوجبت الكف عما كرهه تنزيها كان ذلك فضلا ومن احب الله ورسوله الصادرة من قلبه اوجب ذلك له ان في قلبه ما يحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه اوجب ذلك له ان يحب لقلبه ما يحب الله ورسوله ويكره ما يكره الله ورسوله ويرضى ما يرضى الله به ورسوله ويسخط ما ما يسخط الله ورسوله يسخط الله ورسوله ويعمل جوارحه ويعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والجهد فان عمل بجوارحه شيئا يخالف ذلك بان يبتسم بعض ما يكره الله ورسوله وترك ما يحب الله ورسوله مع وجوده مع وجوده والقدرة عليه. دل ذلك على نقص محبته الواجبة. فعليه ان يتوب من ذلك. ويرجع الى تثمين المحبة الواجبة التي هي ركن العبادة اذا كملت وجميع المعاصي تنشر عن تقديم هوى النفس على محبة الله ورسوله وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه فقال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم انهم يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن يتبع هواءهم بغير هدى من الله وكذلك البدع انما تنشر من تقديم الهوى عن الشر ولهذا ولهذا سمي اهل اهل الاهواء او اهل الاهواء وكذلك المعاصي انما تنشأ من تقديم الهوى على محبة الله ومحبة رسوله انما تنشأ من تقديم الهوى على محبة الله ومحبة ما يحبه وكذلك حب الاشخاص الواجب فيه ان يكون تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم فيجب على المؤمن محبة ما يحبه الله من الملائكة والرسل والانبياء والصديقين والشهداء والصالحين عموما. ولهذا كان من الم ولهذا كان من علامات وجود حلاوة الايمان ان يحب المرء لا يحبه الا لله وتحرم موالاة اعداء الله ومن يكرهه الله عموما وبهذا لله من احب الله ومن احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان ومن كان حبه وبغضه وعطاءه ومنعه لهوى نفسه كان ذلك نقصا في ايمانه الواجب الذي مكتوبة من ذلك انتهى ملخصه ومناسبة الحديث للترجمة بيان الفرق بين اهل الايمان واهل النفاق والمعاصي في اقوالهم وافعالهم وارادتهم قوله وقال الشعبي رحمه الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لا يؤمن هذا تكثر في هذه تكثر في النصوص يراد منها هنا نفي كمال الايمان لان الايمان له كمال وله حد ادنى اما الحد الادنى منه فهو الذي يصح به الاسلام وكل احد ما دام انه يشتق عليه اسم الاسلام وانه مسلم فمعه من الايمان ما يصحح به ذلك ذلك الاسلام وهو اعتقاد او ايمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر قدر خيره وشره من الله تعالى وكمال الايمان هو نهايته يعني الايمان المطلق لا يؤمنوا حتى يكون هواه تبعا لمن جاء به الرسول فمن كان هواه ومحبتك في كل مسألة من مسائل حياته وفي كل امر من اموره ينظر فيه الى محبة ينظر فيه الى ان يكون تابعا لما جاء به الرسول فقد كمل الايمان وكمل الايمان قد قال عليه الصلاة والسلام كمل من الرجال كثير كمال الايمان يعني من جهة الطاعة لكن قد يأتي ما يجعله ناقصا بذنب اخر ولكن اذا خالف فصار في بعظ المسائل هواه بغير طاعة الله تغلبه نفسه في فضل غير طريقة النبي صلى الله عليه وسلم يختار المعصية يختار التفريط في الواجب فهذا ينقص من ايمانه بقدر ما ما فوت من واجبات الايمان والايمان عند اهل السنة كما ذكر الشارح رحمه الله تعالى قال وقول وعمل ونية ذلك ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان فاهل السنة اثبتوا هذه الامور الخمسة والمرجئة جعل منهم طائفة الايمان هو تصديق فقط وهو مذهب الاشعرية يعني تصديق بالقلب ومنهم من جعله تصديق مع اعتقاد ان تسقيكم بالقلب الذي هو الاعتقاد مع قول اللسان كما هو كلام مرجعة الفقهاء ابي حنيفة ومن نحى نحوه ومنهم الكرامية الذين اكتفوا بالقول فقط وهؤلاء ليسوا من المرجئة لكن اكتفوا بالقول فقط ومنهم من قال الايمان هو المعرفة كالجهمية ومنهم من قال يعني من الناس من قال الايمان قول واعتقاد واما العمل فمن لوازم الايمان وليس من مسماه وهذا نوع من الارجاء اما الزيادة والنقصان فمن اهل السنة من قال بهما جميعا وهذا هو المعروف عن اهل السنة ومنهم من قال يزيد ولا ينقص والصواب في ذلك ان الايمان الذي دلت عليه النصوص هو ما جمع هذه النونات الخمس جميع فهو قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالاركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان وقوله هنا لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به فيها دلالة على ان الايمان ينقص وعلى ان الاعمال معتبرة بالايمان وعلى ان الطاعة ايظا من الايمان وذكر ان مناسبة هذا الحديث للباب ان من كان هواه في الحكم والتحاكم الى غير شريعة الله فانه ينفع عنه الايمان ولا يؤمن. قد ينفى عنه اصل الايمان وقد ينفع عنه كمال الايمان بحسب حاله على التفصيل السابق وقوله حتى يكون هواه تبعا لما جئت به الهوى ما يختاره المرء ويرغب فيه في اموره كلها فدل ذلك على ان الايمان يوجد ويتنوه فيكون كاملا في بعض الناس ناقصا في البعض الاخر واكثر الخلق يعني اكثر المسلمين ايمانهم ناقص وربما كان ايمانهم ناقص جدا ونفي كمال الايمان لا يراد منه نفي ما مقاربة نفي مقاربة الكمال ولكن قد يكون نفي لاكثر الايمان اذا قال اهل العلم هذا فيه نفي لكمال الايمان لا يعني انه نفي لمقاربة الكمال بل قد يكون نفيا في اكثر الايمان ولهذا في حديث الزاني والسارق والذي يشرب الخمر قال فيهم عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فحين الزنا ينفى عنه اسم الايمان فلا يزني وهو مؤمن بالله جل وعلا لكنه مسلم وهذا لمن غلبته شهوته قال بعض اهل العلم فمن كان مديما بالرغبة والرضا بهذه المعصية بالزنا او بشرب الخمر او سرقة مديما لذلك فانه ينفى عنه اسم الايمان ويكون مسلما وذلك لانه يعود الايمان الى العاصي اذا كانت شهوته غلبته في غير طاعة الله قلبته في المعصية اما اذا كان دائما على هذه الحال كالمدمن ونحو ذلك فانه عند كثير من اهل العلم ينفع عنه اسم الايمان ويبقى معه اسم الاسلام ويكون معه ما يصحح به الاسلام من الايمان. يعني الحد الادنى لكن الحد الادنى لا يعني ان يسمى بذلك لهذا عند المقارنة بين الاسلام والايمان. اما عند الاطلاق العام فنقول هو مؤمن بايمانه فاسق لكبيرته ولو كان سرا مداوما عليه ولهذا قال جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وذلك لان اسم الاسلام غير اسم الايمان. وقوله عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فسر في حديث اخر رواه الامام احمد انه يكون على رأسه كالظلة فاذا نزع عاوده يعني رجع الايمان اليه لانه حين الزنا يكون ايمانه بالله وباليوم الاخر يكون ذلك ليس معه الا الحد الاضعف فاتت الشهوة ابعدت او رفعت معظم ذلك الايمان وما بقي معه الا ما يصحح به اسلامه ويبقيه في دائرة الاسلام فاذا نزع المؤمن يراجع نفسه فهو يعلم انه عاصي فيرجع اليه الايمان. وهذا بخلاف الممارس لذلك الدائم عليه المدمن للشرب المدمن للزنا الذي يرظى بذلك ويسره بذلك يسره ذلك فانه يشلب عنه اسم الايمان ويبقى عنه ايبقى عليه اسم الاسلام ما لم يستحل تلك الامور فينفع عنه باسم الاسلام اصلا لانه يكون مرتدا بذلك سؤال متعلق بذلك جاء وهو قول السائل ما معنى قول العلماء مطلق الايمان والايمان المطلق هذه عبارة تكثر في كلام اهل العلم ومطلق الشيء ادناه والشيء المطلق الكامل فاذا قال الايمان المطلق يعني الكاف ومطلق الشيء ادناه نقول الاسلام المطلق يعني بجميع شرائحه. ومطلق الاسلام يعني اقل كذلك نقول الكفر المطلق يعني الذي استغرق فيه استغرقت فيه انواع الكفر. يعني او الكفر الاكبر كامل. ومطلق الكفر يعني ادناه ليكونوا كفر الاصغر او كفر نعمة او كفر لفظ الى اخره يعني كفر لفظ من جهة النعمة بكرة العصر فاذا الفرق بين مطلق الايمان والايمان المطلق ان مطلق الايمان هو اقله والايمان المطلق هو كماله هو ان كان جاء سؤال متصل بي الكلام ايضا السابق يقول هل الدعوة الى فقه الواقع والى التفقه في السياسة هل يعتبر من الافساد في الارض والجواب ان فقه الواقع وقول به والتفقه في السياسة ونحو ذلك ينقسم الى مأذون به شرعا وما ليس بمأذون به شرع والمأذون به شرعا وهو الحد الذي يحتاجه اهل العلم من فقه الواقع ويحتاجه اهل العلم من تفقه في السياسة هذا مما يتم الواجب به لان معرفة الاحكام الشرعية هذا الكلام مبني على تفسيرنا لمعنى فقه الواقع معرفة الاحكام الشرعية مبنية على معرفة الاحوال وهذه الاحوال لابد من معرفتها للحكم. فاهل العلم لا يحكمون في مسألة حتى يعلموا اواقعها المؤثرة في الحكم ان الواقع كما ذكرت مرارا اسمان منه واقع مؤثر في الاحكام الشرعية ومنه واقع لا يؤثر في الاحكام الشرعية فاذا علم او لم يعلم كان العلم به والجهالة ليس مؤثرا في الاحكام الشرعية فالدعوة الى فقه الواقع والتفقه في السياسة على ما يؤذن به شرعا من ذلك في فهم اهل العلم لذلك هذا هذا امر مطلوب شرعا. واما اذا لم يكن على ذلك وكان من دعوة الناس عموما العالم والجاهل والذكي والبليد ومن لم يعلم دينه ومن علم دينه يدعون جميعا الى التفقه في السياسة اولى في الواقع نقول هذا غلط لطريقة اهل العلم وما يجب في تربية الناس لان الناس يحتاجون الى العلم بالله باسمائه وصفاته وبما ينجيهم يوم القيامة. واما هذه الاشياء فان فان اهل العلم هم الذين يحتاجونها مع عامة الناس فلا يكادونها وليس للمسألة صلة بالافساد في الارض لان الافساد في الارض هذا راجع الى العمل بمعصية الله جل وعلا. وترك توحيده وترك دينه نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والهدى والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. قال رحمه الله تعالى وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة فقال اليهودي تتحاكم الى محمد لانه عرف انه لا يأخذ الرشوة وقال المنافق نتحاكم لليهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة فاتفق ان يأتي كاهنا في جهينة فيتحاكما اليه الم ترأي الذين يزعمون الاية قوله وقال الشعبي هو عامر بن شراحي الكوفي شراحيل شراحن شراحيل ابن شراحيل الكوفي عالم اهل زمانه وكان حافظا علامة ذا قنون كان يقول ما كتبت سوداء في بيضاء وادرك خلقا كثيرا من الصحابة وعاش بضعا وثمانين سنة قاله الذهبي الى اللحظة الا حفظت هذا المعنى يعني ما كتبت سوداء في بيظاء يعني ما كتبت شيئا في ورق ابيظ معناه انه كان يحفظ ما يسمع ما يحتاج الى الكتاب هذا المقصود وفيما قاله الشعبي يقول ما كتبت ايش ما كتبت سوداء في بيضاء يقول ابن الحاج من شدة حظه واستعان واستغنيته ايه هذا المقصود نعم وفيما قاله الشعبي ما يبين ان المنافق يكون اشد كراهة لحكم الله ورسوله من اليهود والنصارى. ويكون اشد ويكون اشد هذا المعنى واحد لواحد من اعانة العدو على المسلمين يعني اعانة المنافق العدو على المسلمين. اقول معنى واحد. نعم ومن دبر ما في التاريخ وما وقع منهم من الوقائع عرف ان هذا حال المنافقين قديما وحديثا. وقد حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من والقرب منهم وهبه على جهادهم في مواضع من كتابه العزيز. قال تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم الايات وفي قصة عمر رضي الله عنه وقتله المنافق الذي طلب التحاكم الى كائن الاشراف اليهودي دليل على قتل من اظهر الكفر والنفاق وكان كعب الاشرف هذا شديد عداوته النبي صلى الله عليه وسلم والاذى له. والاظهار لعداوته فانتقض به عهده وحل به قتله وروى مسلم في صحيحه عن عمر سمعت جابر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكابر الاشرف فانه وقد اذى الله ورسوله قال محمد مسلمة يا رسول الله اتحب ان اقتله؟ قال نعم. قال اذن لي ائذن لي فلقل قال قل فاتاهم فقال له وذكر بينهما وقال ان هذا الرجل قد ارادك وذكر ما بينهما. احسنت وذكر ما بينهم؟ وذكر ما بينهما وقال ان هذا الرجل قد اراد صدقة وقد امانا فلما سمعه قال وايضا والله اتمنى انه قال انا قد اتبعناه الان ونكره ان ندعه حتى ننظر الى اي شيء يصير امره. قال وقد اردت ان ان تسلفني سلفا قال فما ترهنني؟ قال ما تريد؟ قال ترهنني نسائكم؟ قال انت اجمع العرب ان ارهنك نسائنا؟ قال ترهنوني اولادكم قال يسب ابن احدنا فيقال رهن في وسقين من تمر ولكن رهنوك اللأمة يعني السلاح قال فنعم وواعده ان يأتيه وابي وابي عبس ابن ابن جبر وعباب وعباد ابن بشر قال فجاءوا فدعوه ليلا فنزل اليهم قال سفيان قال غير قالت له امرأته اني اسمع صوتا كانه صوت دم. قال انما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وابونا اله. ان الكريم لو دعي الى الليلة اللي اجاب قال محمد اني اذا جاء فسوف امد يدي الى رأسه فاذا استمكنت منه فدونكم قال فلما نزل وهو متوش فقالوا نجد منك ريح الطيب؟ قال نعم تحفي فلانة اعطى نساء العرب قال فتاذن لي ان اشم منه؟ قال نعم فتناول فشم ثم قال اتاذن لي ان اعود؟ قال فاستمكن من رأسي ثم قال دونكم؟ قال فقتلوه نعم وفيه قصة عمر بيان ان المنافق المغموس بالنفاق اذا اظهر نفاقه قتل كما في الصحيحين وغيرهما ان النبي صلى الله المغموس صح ان النبي صلى الله عليه وسلم انما ترك قتل من اظهر نفاقه منهم تأليفا للناس. فانه قال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه صلوات الله وسلامه عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذان في الحديث ان فيهما الدلالة لما اراده لما اراده المصنف رحمه الله من ان الالتزام بحكم الله جل وعلا والرضا به قمة المؤمنين وان عدم الرضا بذلك ورفض التحاكم الى ما انزل الله وانزل ما انزل الله وانزله على رسوله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة ان ذلك من صفات المنافقين فان المنافق هو الذي يظهر الاسلام ويبطن الكفر فاذا جاءت مسألة التحاكم رغب ورضي بغير شرع الله جل وعلا. بل احب ذلك كما ظهر في هذا المرسل الذي ذكره الشعب رحمه الله وهذه الخصومة التي كانت بين الرجل من المنافقين بين اليهود من مقتضى الاسلام الذي يظهره المنافق ان يتحاكم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الذي طلبه اليهودي واليهود اذا اتوا يتحاكمون الى النبي صلى الله عليه وسلم فهو عليه الصلاة والسلام بالخيار. ان شاء حكم وان شاء اعرض عنهم كما امره ربه جل وعلا في سورة المائدة فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالعدل الى ان قال فاحكم بينهم بالقسط الى ان قال جل وعلا وكيف يحكمونك وعندهم التوراة الى اخر الايات