المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. التعليق على كتاب زاد المعادن بن القيم رحمه الله الدرس السادس. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف الله تعالى فصل في شرح معاني اسمائه صلى الله عليه وسلم. اما محمد فهو اسم مفعول منه من حمد فهو محمد اذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها ولذلك كان ابلغ من محمود فان محمودا من الثلاثي المجرد ومحمد من مضاعف للمبالغة فهو الذي يحمد اكثر مما يحمد غيره من اكثر مما يحمد غيره من البشر. ولهذا والله اعلم سمي به في التوراة لكثرة المحمودة التي وصف بها هو ودينه وامته في التوراة. حتى تمنى موسى عليه الصلاة والسلام ان يكون منهم. وقد اتى على هذا المعنى بشواهده هناك وبينا غلط ابي القاسم السهيلي حيث جعل الامر بالعكس وان اسمه في التوراة واما احمد فهو اسم على زينة افعل التفضيل. مشتق ايضا من الحمد وقد اختلف الناس فيه هل هو بمعنى او مفعول فقالت طائفة هو بمعنى الفاعل اي حمده لله اكثر من حمد غيره له. فمعناه احمد لربه ورجحوا هذا القول بان قياس افعال التفضيل ان يصاغ من فعل الفاعل لا من الفعل الواقع على المفعول قالوا ولهذا لا يقال ما اضرب زيد ولا زيد اضرب ولا زيد اضرب من عمرو باعتبار الضرب الواقع عليه. يعني من اللازم الامن المتعدي. نعم. واضح ولا ما اشربه للماء واكله للخبز اي ونحوه. قالوا لان افعال التفضيل وفعل التعجب انما يصاغان من الفعل اللازم ولهذا يقدر نقله من فعل وفعل المفتوح العين ومكسورها الى فعل المضموم العين قالوا ولهذا يعذب بالهمزة الى المفعول فهمزته للتعدية كقولك ما اظرف زيدا واكرم عمرو واصلهما من ظرف وكرم قالوا لان قالوا لان المتعجب منه فاعل في الاصل فوجب ان يكون فعله غير متعد قالوا واما نحن ما اظرب زيدا لعمرو فهو منقول من فعل المفتوح العين اذا فعل المضموم العين ثم عدي والحالة هذه بالهمزة قالوا والدليل على ذلك مجيئهم باللام فيقولون ما اضرب زيدا لعمرو ولو كان باقيا على تعديه لقيل ما اضرب زيدا عمرا لانه متعد الى واحد بنفسه والى الاخر بهمزة التعدية فلما انعدوه الى المفعول بهمزة التعدية عدوه الى الاخر باللام فهذا هو الذي اوجب لهم ان قالوا انهما لا ما صاغني الا من فعل الفاعل لا من الفعل الواقع على المفعول. ونزع في ذلك اخرون وقالوا يجوز صبغهما من فعل ومن الواقع على المفعول وكثرة السماع به من ابين الادلة على جوازه تقول العرب ما اشغله بالشيء وهو ومن شغل فهو مشغول. النبي عليه الصلاة والسلام له اسماء كثيرة جمعت في مؤلفات خاصة بما جاء في الاحاديث لكن كثير منها لا يصح والذي صح قليل لا يبلغ معدوه حيث اوصلوه الى مئة اسم او اكثر وكما ذكرنا ان كثرة الاسماء تدل على كثرة الصفات وكثرة الصفات تدل على شأن المتصف بها وهو عليه الصلاة والسلام كثير الصفات التي يحمد عليها ويثنى عليه بها عليه الصلاة والسلام فاصل اسمائه الذي غيره يرجع اليه هو محمد لان كلمة محمد كما ذكر لك ابن القيم تعني كثرة الخصال التي يحمد عليها وتعدد الصفات التي يحمد عليها فهو كثير الخصال المحمود عليها كثير الخصال التي يحمده الناس عليها وهذا بالنظر الى الحاصل بعد بعثته عليه الصلاة والسلام ومعلوم انه سمي بهذا الاسم ولا يعلم انه سيكون نبيا او سيكون رسولا ولكن هذا له مأخذان الاول ان العرب او من يسمي يسمي بالاسم الحسن تفاؤلا بان يكون كذلك فسموا بخالد تفائلا بان يكون طويل العمر والمكث في هذه الدنيا وسموا بعمرو لاجل ذلك وسموا ب عمر ان يكون كثير من يقصد اليه واشبه ذلك فسمي بمحمد تفاؤلا بان يكون كثير الخصال المحمودة وبينا لك انه سمي بمحمد كثير من اهل الجاهلية عدد منهم سموا بمحمد. بعض اهل العلم يقول هم اربعة. وبعضهم يوصلهم الى سبعة عشر او بضعة عشر نفسا والوجه الثاني ان الله جل وعلا الهمأ ان يسموه محمدا لان الله جل وعلا سماه محمدا في التوراة وسماه احمد في الانجيل. كما جاء في سورة الصف هذا الالهام ليطابق الاسم المسمى والبشر قل ان يطابق الاسم المسمى فيهم ذلك اذا كان فيه تزكية او حمد او ما اشبه ذلك فاحق من سمي بمحمد هو الرسول عليه الصلاة والسلام. محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام. هو احق من سمي بهذا الاسم لان الاسم طابق المسمى فكثرت خصاله التي حمد عليها بل كل خصلة وصفة يحمد عليها بشر فهي فيه عليه الصلاة والسلام فكان هذا الاسم محمد اجمع اسمائه عليه الصلاة والسلام واسماؤه الاخرى ترجع اليه اما اسم احمد هو راجع الى محمد من جهة انه يثنى عليه بذلك وهذا على ان احمد متعديا وعلى ما ذكر اولا يكون معنى احمد انه احمد الناس لربه كما ذكر لك اولا وتكون احمد هذه من اللازم في ذلك. نعم انت اول مرة عن البحث النحوي اظن فيه بحث نحوي في احمد ونشوف الاسم اللي بعده فلنرجع الى المقصود فنقول تقدير احمد على قول احمد الناس لربه. نعم. وعلى قول هؤلاء احق الناس واولاهم ببره. هو الغبي يحمل نعم يحمد افضل مما يحمد غيره. فمحمد في الكثرة والكمية واحمد في الصفة والكيفية ويستحق من الحمد اكثر مما يستحق غيره. وافضل مما يستحق غيره. فيحمد اكثر حمد وافضل حمد حمده بشر فلزمان واقعان على المفعول وهذا ابلغ في مدحه واكمل معنى ولو اريد معنى الفاعل لسمي الحماد اي كثير الحمد فانه صلى الله عليه وسلم كان اكثر الخلق حمدا لربه. فلو كان اسمه احمد باعتبار حمده لربه لكان اولى به الحماد كما سميت بذلك امة كما سميت بذلك امته وايضا فان هذين الاسمين انما اشتقا من اخلاقه وخصائصه المحمودة التي لاجلها استحق ان يسمى محمدا صلى الله عليه وسلم واحمد وهو الذي يحمده اهل السماء واهل الارض واهل الدنيا واهل الاخرة. لكثرة خصائله المحمودين التي تفوق عدد العابين واحصاء المحسن وقد اشبعنا هذا المعنى في كتاب الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام وانما ذكرناها هنا كلمات يسيرة اقتضتها حال المسافر وتشتت قلبه وتفرقه وتفرقهم وتفرق همته وبالله المستعان وعليه التكلان واما اسمه المتوكل ففي صحيح البخاري عن عبدالله ابن عمرو قال قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله عبدي ورسولي. سميته المتوكل ليس بفضل ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق ولا بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ولن اقبضه حتى اقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا وهو صلى الله عليه وسلم احق الناس بهذا الاسم. لانه توكل على الله في اقامة الدين توكلا لم يشرفه فيه غيره واما الماحي والحاشر والمقفي والعاقب فقد فسرت في حديث في حديث جبير ابن مطعم فالماحي هو الذي محى الله به الكفر ولم يمحى الكفر باحد ولم يمحى الكفر باحد من الخلق ما محي بالنبي صلى الله عليه وسلم فانه فانه بعث واهل الارض كلهم كفار الا بقايا من اهل الكتاب وهم ما بين عباد اوثان ويهود مغضوب عليهم ونصارى ضالين وصابئة ذهرية النسبة النسبة اليهم يقولون بالدهر دهرية بالظم على خلاف القياس القياس ان يكونوا دهريات نسبة الى الدهر لكن نسبوا الى الدهر بضم الدال حتى يميز الاعتقاد من غيره. فيقال هؤلاء الدهرية وهم الذين يقولون بالدهر نعم لا يعرفون ربهم ولا معاذا وبين عباد الكواكب وعباد النار وفلاسفة لا يعرفون شرائع الانبياء ولا يقرون بها فمحى الله سبحانه برسوله ذلك حتى ظهر دين الله على كل دين وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار. وسارت دعوته مسير الشمس في الاقطار. واما الحاشر فالحشر هو الضم والجمع وهو الذي يحشر الناس على قدمه فكأنه بعث ليحشر الناس والعاقب الذي جاء عقب الانبياء فليس بعد بعده نبي فان العاقبة هو الاخر فهو بمنزلة الخاتم ولهذا سمي العام. صاحب هو الخاتم فهو بمنزلة الخاتم ولهذا سمي العاقب على الاطلاق اي عقب الانبياء جاء اي عقب الانبياء جاء بعقبهم واما المقفي فكذلك وهو الذي قفى على اثار من تقدمه فقص الله فقص الله به على اثار من سبقه من الرسل. وهذه اللفظة مشتقة من القفظ. يقال قفاه يكفوه اذا تأخر عنه ومنه قافية الرأس وقافية البيت. فالمقف الذي قفا من قبله من الرسل. فكان خاتمهم واخرهم واما نبي التوب ايضا المقفي على هذا يكون قريبا من العاقب في تفسير ابن القيم رحمه الله هو الاولى ان يقال المقفي هو الذي تبع دين الانبياء فالعاقب من جهة الزمن والمقفي من جهة الاعتقاد الصحيح والدين الصحيح كما قال جل وعلا ثم قصينا من بعدهم برسلنا وقال جل وعلا وقفينا من بعدهم من بعده بعيسى ابن مريم اشبه ذلك فالقفو هو تتبع الاثر قفى الشيء قفا اثر الرجل اي تتبعه وسار عليه حتى يكون كذلك. اذا فمعناه انه لم يأتي عقيدة في الله او دينا يخالف ما عليه الرسل بل كان جائيا بما جاءوا به من الدين العام كما قال جل وعلا اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدى وقال عليه الصلاة والسلام الانبياء اخوة لعلات. الدين واحد والشرائع شتى فهذا انسب من كون المقفي يرجع الى تتبع اثار او الى كونه وافق من قبله سار على اثرهم لدلالة الكتاب والسنة على ذلك. فاذا هو ليس بدعا من الرسل بل جاء بما جاء به الرسل قبله عليه الصلاة والسلام الا ان شريعته خاصة به عليه الصلاة والسلام نعم واما نبي التوبة فهو الذي فتح الله به باب التوبة على اهل الارض. فتاب الله عليهم توبة لم يحصل توبة لم يحصل مثلها لاهل الارض قبله مثله. مم. وكان صلى الله عليه وسلم اكثر الناس استغفارا وتوبة. حتى كانوا يعدون له في مجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور وكان يقول يا ايها الناس توبوا الى الله ربكم فاني اتوب الى الله في اليوم مئة مرة وكذلك توبة امته اكمل من توبة سائر الامم. واسرع قبولا واسهل تناولا. وكانت توبة من قبلهم من اصعب الاشياء حتى كان من توبة بني اسرائيل من عبادة العجل. قتل انفسهم. واما هذه الامة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والاقلاع واما نبي الملحمة والنبي التوبة فيه ابطال لاعتقاد النصارى في عيسى عليه السلام وانه المخلص للبشر من ذنوبهم وان خطيئة ادم لحقت الناس جميعا وان عيسى عليه السلام بقتله كما يزعمون تخلص البشر من اثر الذنب وتيب عليهم جميعا وحصل لهم بعيسى التوبة وهذا اعتقاد باطل محدث ما جاء به عيسى عليه السلام وانما زينه لهم بولس اليهودي كما هو معروف واشياعه. فنبي التوبة الاحق بها هو محمد عليه الصلاة والسلام لانه جاء بفتح باب التوبة على مصراعيه وجاء على لسانه ان الله جل وعلا يغفر ذنب التائب مهما كان حتى ولو كان مشركا الشرك الاكبر حتى ولو كان حاد الله جل وعلا او حتى لو كان اهلك اهل الارض فانه اذا تاب تاب الله جل وعلا عليه واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى واسباب التوبة اعظم من بينها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. سواء من ذلك الاسباب القولية او العملية او الاعتقادية نعم واما نبي الملحمة فهو الذي بعث بجهاد اعداءنا فلم يجاهد نبي وامته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وامته والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين امته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله ان امته يقتلون الكفار في اقطار الارض على تعاقب على تعاقب الاعصار وقد اوقعوا بهم من الملاحم من الملاحم ما لم تفعله امة سواهم واما نبي الرحمة فهو الذي ارسله الله رحمة للعالمين. فرحم به اهل الارض كلهم مؤمنهم وكافرهم اما المؤمنون فنالوا النصيب الاوفر من الرحمة. واما الكفار فاهل الكتاب منهم عاشوا في ظله. وتحت حبله وعهده واما من قتله منهم هو وامته فانهم عجلوا به الى النار واراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها الا شدة العذاب في الاخرة واما الفاتح فهو الذي فتح الله به باب الهدى بعد ان كان مرتجا وفتح به الاعين ليس مرتجا؟ هو الذي فتح الله به باب الهدى بعد ان كان مرتجى ايوه وفتح به الاعين العمى يقال ارتج الباب يعني ايش اغلق وهذا مفتاح يعني مفتاح الباب المغلق مثل ما في الكتاب مفتاح الرتب والخطيب ارتج عليه يعني اغلق عليه سبيل الكلام فلم يستبن فيه اما من قال الخطيب ارتج عليه فهذا لحن عامي وفتح وفتح به الاعين العمي والاذان والقلوب. وفتح الله به انصار الكفار وفتح به ابواب الجنة وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح ففتح به الدنيا والاخرة والقلوب والاسماع والابصار والامصار. واما الامين فهو احق العالمين بهذا الاسم فهو امين الله على وحيه ودينه وهو امين من في السماء وامين من في الارض. ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة امين واما الضحوك القتال فاسمعان مزدوجان مزدوجان مزدوجان لا يفرد احدهما عن الاخر فانه خوف في وجه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فض قتال لاعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم واما البشير لان اجتماع هذين الاسمين فيه الكمال فان اسم الضحوك هذا يدل على لين لين جانب وعلى رحمة وبر الى اخره والنبي عليه الصلاة والسلام فيه هذا الوصف ولكنه بالنسبة الى اهل الايمان اما بالنسبة الى من عاداه عليه الصلاة والسلام من الكفار فهو قد تعب لهم لهذا كان الكمال في حقه ان يكون ضحوكا قتالا ليجتمع موجب الرحمة وموجب القهر والعزة في رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم واما البشير فهو المبشر لمن اطاعه بالثواب. والنذير المنذر لمن عصاه بالعقاب. وقد سماه الله عبده في مواضع من كتابه منها قوله وانه لما قام عبد الله يدعوه وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على وقوله فاوحاها الى عبده ما اوحى وقوله وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وثبت عنه في الصحيح انه قال انا سيد وانا سيد ولد ادم انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر وسماه الله سراجا منيرا وسمى الشمس سراجا وهاجا والمنير هو الذي ينير من غير احراق. بخلاف الوهاج فان فيه نوع احراق وتوهج من رحم الله ابن القيم بركة جزاك الله خير. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في ذكرى الهجرتين الاولى والثانية لما كثر المسلمون وخاف منهم الكفار اشتد اذاهم له صلى الله عليه وسلم وفتنتهم اياه فاذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة الى الحبشة وقال ان بها ملكا لا يظلم لا يظلم الناس عنده. فهاجر من المسلمين اثنى عشر رجلا واربع نسوة منهم عثمان بن عفان وهو اول من خرج ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقاموا في الحبشة في احسن جوار فبلغهم ان قريشا اسلمت وكان هذا الخبر كذبا. فرجعوا الى مكة ولم مما بلغهم ان الامر اشد اشد مما كان ورجع منهم من رجع ودخل رجع منهم من رجع ودخل جماعة فانفلقوا من قريش اذى شديدا وكان ممن دخل عبدالله ابن مسعود ثم اذن لهم في الهجرة ثانيا الى الحبشة فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ان كان فيهم عمار فانه يشك فيه. ومن النساء ثمانية اثني عشر امرأة ثماني عشرة امرأة فاقاموا عند النجاشي على احسن حال ومن النساء مم ثمان عشرة وش عندك؟ ثماني عشرة فهي ومن النساء ثماني عشرة امرأة فاقاموا عند النجاشي على احسن حال فبلغ ذلك قريشا فارسلوا عمرا فارسلوا فارسلوا عمرو بن العاص وعبدالله بن ابي ربيعة في جماعة ليكيدوا هم عند النجاشي. فرد الله كيدهم في نحورهم فاشتد اذاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحصروه واهل بيته في الشام شعب ابي طالب ثلاث سنين وقيل سنتين وخرج من الحصر وله تسع واربعون سنة. وقيل ثمان واربعون سنة. وبعد ذلك باشهر مات عمه ابو طالب وله سبع وثمانون سنة. وفي الشعب ولد عبدالله بن عباس. فنال الكفار منه شديدا ثم ماتت خديجة بعد ذلك بيسير فاشتد هذا الكفار له وخرج الى الطائف هو وزيد ابن حارثة يدعو الى الله تعالى واقام به اياما فلم يجيبوه واذوه واخرجوه. وقاموا له سماطين. فرجموه بالحجارة حتى ادموا لبيك فانصرف عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا الى مكة. وفي طريقه لقي عباسا النصراني فامن به وصدقه وفي طريقه ايضا بنخلة صرف اليه نفر من الجن. سبعة من اهل نصيب فاستمعوا وانا واسلم وفي طريقه تلك ارسل الله اليهم ملكا جبال يأمره بطاعته وان يطبق على قومه اخشى وهما جبلاها ان اراد فقال لا بل استأني بهم لعل الله يخرج من اصلابهم من يعبده فيشرك به شيئا وفي طريقه دعا بذلك الدعاء دعا بذلك الدعاء المشهور. اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلة الحديث ثم دخل مكة في جوار المطعم ابن عدي ثم اسري بروحه وجسده الى المسجد الاقصى ثم عرج به الى فوق السماوات بجسده وروحه الى الله عز وجل خاطبه وفرض عليه الصلوات وكان ذلك مرة واحدة. هذا اصح الاقوال. وقيل كان ذلك مناما بل يقال اسيل بل يقال اسري به ولا يقال يقظة ولا مناما. وقيل كان الاسراء الى بيت المقدس يقظة والى السماء مناما. وقيل كان الاسراء مرتين مرتي يقظة مرتي يقظة ومرة مناما وقيل من اسري به ثلاث مرات وكان ذلك بعد المبعث بالاتفاق واما ما وقع في حديث شريف ان ذلك كان قبل ان يوحى اليه فهذا مما عد من اغلاط شريك الثمانية وسوء حفظه لحديث الاسراء وقيل ان هذا كان اسراء المنام قبل الوحي. واما اسراء اليقظة فبعد النبوة وقيل بل الوحي ها هنا قيدوا وليس بالوحي المطلق الذي هو مبدأ النبوة. والمراد قبل ان يوحى اليه في شأن الاصرار فاسري به فجأة من غير تقدم اعلام والله اعلم هذا الكلام واضح من جهة السيرة وسياق ما حصل للنبي عليه الصلاة والسلام من اذى قومه في مكة وان بعض المؤمنين كعثمان وابنة نبينا صلى الله عليه وسلم وكغيرهما هاجروا الى الحبشة رغبة في ان يأمنوا على دينهم وان يظهروه دون فتنة عنه وابتلاء فكانت الهجرة الى الحبشة مرتين كما سمعت النبي عليه الصلاة والسلام اصابه الحصار مع الصحابة القصة المعلومة ايضا وخرج الى الطائف في احداث معلومة وابن القيم رحمه الله اراد بذلك ان يهيئ لهجرة النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة وهي الهجرة التي هي فتح الفتوح واكبر نعمة بعد الاسلام على اهل على امة محمد عليه الصلاة والسلام وذكر الاسراء وانه كان بروحه وجسده عليه الصلاة والسلام وكذلك المعراج والاسراع كما هو معلوم هو المشي ليلا يعني من مكة الى بيت المقدس كما قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى والاسراء وقع بعد هزيع من الليل بعد مضي شيء من الليل وهو المعلوم من قوله جل وعلا ليلا وقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا في قوله اسرى معنى المشي ليلا وفي قوله بعبده انه بجسده وروحه وفي قوله ليلا بعدها انه كان بعد هزيع من الليل لان العرب لا تميز الاسراء مع كونه يقع ليلا بليلا الا الى كان المراد بعد شيء من الليل. يعني نفهم انه لم يسرى به عليه الصلاة والسلام في اول الليل بل بعد مضي شيء من الليل وهذا هو الذي جاء في الروايات كما هو معلوم وكذلك المعراج والمعراج عروجه عليه الصلاة والسلام في السماء باستخدام الالة التي اعدت لذلك الة العروج وهي المعراج فالمعراج الة سلم ركبه عليه الصلاة والسلام فصعد به جبريل عليه السلام الى السماوات فسمي ذهابه عليه الصلاة والسلام وصعوده باسم تلك الالة المعراج المعراج الة مثل مفتاح اشبه ذلك اما المصدر فهو الهروج كذلك عروجه على الصحيح انه كان بروحه وجسده وعنا الاسراء والمعراج كان في ليلة مع ولهذا انكر عليه المشركون ذلك اما العروج بالنفس او في المنام فهذا مما يحصل للناس وليس مجالا للانكار يعني لشدة الانكار الذي حصل منه نعم فاقام صلى الله عليه وسلم بمكة ما اقام يدعو القبائل الى الله تعالى ويعرض نفسه عليهم في كل موسم اي اي حتى يبلغ رسالة ربه ولهم الجنة فلم تستجب له قبيلة وادخر الله ذلك كرامة للانصار. فلما اراد الله تعالى اظهار دينه وان جاز وعده ونصر نبيه واعلاء كلمته والانتقام من اعدائه ساقه الى الانصار. لما اراد بهم من الكرامة فانتهى الى نفر منهم ستة وقيل ثمانية وهم يحلقون رؤوسهم عند عقبة منى في الموسم فجلس اليهم ودعاهم الى الله وقرأ عليهم القرآن فاستجابوا لله ورسوله ورجعوا الى المدينة فدعوا وهم الى الاسلام حتى فشى فيهم ولم يبقى دار من دور الانصار الا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاول مسجد قري فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زريق ثم قدم مكة ثم قدم مكة في العام مقابل اثنا عشر رجلا من الانصار منهم خمسة من الستة الاولين فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة تاء على بيعة النساء عند العقبة ثم انصرفوا الى المدينة فقدم عليه في العام القادم منهم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان يعني بيعة النساء المذكورة في سورة ممتحنة اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقنا ولا يزنينا ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين ببهتان يفتنينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله. هذه بيعة النساء. يعني في الطاعة وترك المحرمات واداء الواجبات والبعد يعني الكبائر واما بيعة الرجال فهي مع ذلك السمع والطاعة والجهاد والقتال سميت بيعة النساء يعني لانها هي التي اتت في سورة الممتحنة هكذا كان عليه الصلاة والسلام يبايع النساء على الطاعة وترك المحرمات حفظ ماء الازواج. نعم فقد ماله في العام القادم منهم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان وهم اهل العقبة الاخيرة فبايعوا رسول الله فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وابنائهم وانفسهم فترحل هو واصحابه اليهم واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم اثني عشر نقيبا واذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه في الهجرة الى المدينة. فخرجوا ارسالا متسللين. اولهم فيما قيل ابو سلمة بن عبد ابو سلمة بن عبدالاسد المخزومي وقيل مصعب بن عمير فقدموا على الانصار في دورهم فاوهم ونصروهم وفشى الاسلام بالمدينة ثم اذن الله لرسوله صلى الله عليه ثم اذن ثم اذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فخرج من مكة يوم الاثنين في شهر ربيع الاول لا في سفر وله اذ ذاك ثلاث وخمسون سنة ومعه ابو بكر الصديق وعامر ابن فهيرة مولى ابي بكر ودليلهم ودليلهم عبدالله بن الاريقط الليثي فدخل غار ثور هو وابو بكر فاقاما فيه ثلاثا ثم اخذا على ثم اخذا على طريق الساحل فلما انتهوا الى المدينة وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول. وقيل وقيل غير ذلك نزل بقباء في المدينة على بني عمر ابن عوف وقيل نزل على كلثوم ابن ابن الهند وقيل على سعد بن خيثمة والاول اشهر فاقام عندهم اربعة عشر يوما واسس مسجد قباء ثم خرج يوم فادركته الجمعة في بني سالم فجمع بهم لمن كان معه من المسلمين وهم مائة ثم ركب ناقته وسار وجعل الناس يكلمونه في النزول عليهم ويأخذون بخطام الناقة ويقولوا خلوا سبيلها فانها مأمورة. فبركت عند مسجده اليوم وكان مرباذا بسهل وسهيل غلامين من بني النجار. فنزل عنها على ابي ايوب الانصاري. ثم بنى مسجده موضع المربد بيده هو واصحابه بالجريد واللبن ثم بنى مسكنه ومساكن ازواجه الى جنبه واقربها اليه مسكينا واقربها اليه مسكن عائشة ثم تحول بعد سبعة اشهر من دار ابي ايوب اليها وبلغ اصحابه بالحبشة هجرته الى المدينة فرجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا فحبس منهم بمكة سبعة وانتهى ما بقيتهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم هاجر بقيتهم في السفينة عام خيبر سنة سبع سبت