هذا يجعل بينك وبين الحرام حاجزا لكن من تجرأ على الوقوع في الشبهات هذا يوشك ان يقع في الحرام يوما من الايام نعم فائدة تعليم السلف اولادهم حب ابي بكر وعمر الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا اللهم اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا. هذا هو الدرس السادس لهذا العام الف واربع مئة وتسعة وثلاثين في هذا اليوم الاثنين الثالث من شهر صفر من عام الف واربع مئة وتسعة وثلاثين للهجرة. نبدأ اولا بالتعليق على كتاب لطائف الفوائد كنا قد وصلنا الى الفائدة الواحدة والثلاثين ولعلنا هذا الدرس ننتهي من الفوائد بباب العقيدة. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما ما علمتنا وزدنا علما وعملا يا كريم فائدة حقيقة الشبهة سئل الامام احمد رحمه الله عن الشبهة فقال هو الشيء الذي بين الحلال والحرام الشبهة عرفت بعدة تعريفات ومن احسنها ما نقله ابن لجيم عن الكمال ابن همام انه قال هي ما يشبه الثابت وليس بثابت في نفس الامر هذا هو تعريف الشبهة ما يشبه ثابت وليس بثابت في نفس الامر لتشبه الشيء الثابت الواضح لكنها ليست من الامور الثابتة في حقيقة الامر وفي نفسها فتكون محتملة ولهذا الامام احمد لما سئل عن الشبهة قال هو الشيء الذي بين الحلال والحرام ولعله اخذ هذا من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحلال ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه قال يوشك ان يقع فيه فاذا الشبهة هي بين الحلال والحرام الاقسام ثلاثة حلال بين وحرام بين وبينهما الشبهة فهي ما بين الحلال والحرام وذلك كالمسائل التي يختلف في حكمها العلماء فبعضهم يقول يجوز وبعضهم يقول محرم فتكفى تكون شبهة اذا لم يتضح حكمها للمستفتي بشكل واضح وانما اشتبه عليه الامر نظرا لاختلاف المفتين فانها تكون شبهة فينبغي اتقاؤها وتجنبها اتقاء الشبهات من الورع ولذلك عرف الورع بانه اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات وما الفرق بين الورع والزهد نعم ما لا يرجى نفعه في الآخرة احسنت. الورع ترك ما يخشى ظرره في الاخرة بينما الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة ايهما اعلى مرتبة الزهد ام الورع؟ نعم الزهد لان الزهد ترك ما لا ينفع مع انه قد يكون مباحا لكن لا ينفع في الاخرة يزهد فيه بينما الورع لا ترك ما يخشى ظرره فالزهد اعلى مقاما من الوراء اتقاء الشبهات اتقاء ما كان من المشتبه هذا يعتبر من مقام الورع وينبغي ان يعود الانسان نفسه على اتقاء الشبهة وان يكون لديه الورع فان الانسان تعرض له في حياته امور فيها شبهة ينبغي ان يجعل له مبدأا في الحياة في ان يتقي هذه الشبهات لانه اذا اتقى الشبهات فقد وضع حاجزا بينه وبين الحرام لكنه اذا تجرأ على الوقوع في الشبهات فقد كسر هذا الحاجز الذي بينه وبين الحرام فيوشك ان يقع في الحرام ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام يعني كانه وقع في الحرام من وقع في الشبهات يعني كأنه وقع في الحرام لانه قد ازال عنه الحاجز الذي بينه وبين الحرام كالراعي يرعى حول الحمى هنا السلطان عندما يأتي انسان ويجعل ابله مثلا ومواشيه ترعى في المرعى الذي حول حمى السلطان فان هذه المواشي يوشك ان ترعى في حمى السلطان فيعاقب هذا الراعي هكذا ايضا اذا حامى الانسان حول الحرام وكسر الحاجز الذي بينه وبين الحرام وهو الشبهة فوقع في الشبهة فيوشك ان يقع في الحرام نفسه ولهذا ينبغي ان ان يكون المسلم متقيا للشبهات. اي امر فيه شبهة ابتعد عنه اجعل هذا مبدأ لك بحياتك كل ما كان فيه شبهة ابتعد عنه قال مالك بن انس كان صالح السلف يعلمون اولادهم حب ابي بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن الصحابة رضي الله عنهم هم نقلة الشريعة وهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك يجب تعظيمهم ومحبتهم فان تعظيمهم تعظيم للشريعة ومحبتهم هي محبة للشريعة بينما الطعن فيهم طعن في الشريعة لانه اذا طعن في نقلة الشريعة قد طعن في الشريعة نفسها بل ان الطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم هم اصحابه والطعن في الصاحب طعنوه في المصحوب بل ان الطعن في الصحابة طعن في الله عز وجل لان الله تعالى قد اختارهم صحابة لنبيه صلى الله عليه وسلم فمن طعن فيهم وفي عدالتهم قد طعن في الله عز وجل اذ كيف يختار لنبيه هؤلاء الدليل على ان الله تعالى اختارهم واصطفاهم ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه رواه احمد بسند حسن الله تعالى اذا اصطفى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونوا صحابته وليكونوا نقلت الشريعة ولهذا قال ابو زرعة الرازي اذا رأيت الرجل يطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق فمن علامة اهل البدع الطعن في الصحابة وسب الصحابة وتنقيص الصحابة هذه من علامات اهل البدع والزيغ والانحراف قد كان السلف الصالح يعظمون الصحابة ويغرسون في نفوس ابنائهم يغرسون في نفوس اولادهم محبة الصحابة. كما قال الامام مالك كان صالح السلف يعلمون اولادهم حب ابي بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن اذا رأيت انسانا يطعن في اي صحابي فهذا دليل على زيغه وانحرافه من يطعن في ابي بكر او في عمر او عثمان او علي او يقع في معاوية او يطعن في عمرو ابن العاص او في اي صحابي من الصحابة هذا دليل على زيغه وعلى انحرافه وعلى انه من اهل البدع يجب محبة الصحابة وتعظيمهم وتوقيرهم وغرس محبتهم في النفوس والا نرظى بان يتنقصهم اي احد باي وجه من وجوه الانتقاص ان انتقاصهم او الطعن فيهم هو طعن في شريعة الله قم نقلة الشريعة اذا طعن فيهم وفي عدالتهم فقد طعن في الشريعة ولذلك تجد ان يعني الزنادقة واهل البدع والزيغ والانحراف لم يتجرأوا ان يطعنوا في الشريعة نفسها فطعنوا في الصحابة لعلمهم بانهم اذا طعنوا في الصحابة هدموا الشريعة وهذا الامر ينبغي لكل واحد منا ان يحرص عليه يحرص على تعظيم قدر الصحابة في نفوس اولاده من بنين وبنات وغرس محبة الصحابة في نفوس اولاده وتوقير الصحابة وتعظيم الصحابة تعظيما لا يصل الى درجة الغلو لكن احبهم لانهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولانهم خير هذه الامة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم ولانهم هم نقلة الشريعة ولان الله تعالى اصطفاهم ليكونوا نقلت الشريعة وليكونوا صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم نعم الصديقون افضل من الشهداء. قال ابن القيم رحمه الله الصديقون افضل من الشهداء بلا نزاع. قال الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فقدم الصديقين على الشهداء في الذكر الذين انعم الله عليهم هم اربعة اقسام القسم الاول الانبياء والرسل وهؤلاء اصطفاهم الله عز وجل بنبوته ورسالته يليهم في الافظلية الصديقون والصديقون هم الذين كمل ايمانهم وتصديقهم والصديقية مرتبة رفيعة وعالية وهذه المرتبة مرتبة اعلى من مرتبة الشهادة مع علو مرتبة الشهادة الشهيد الذي باع نفسه لله عز وجل مرتبته عالية جدا لكن الصديقية اعلى مرتبة من الشهادة فهؤلاء الصديقون هم افظل من الشهداء بالاجماع لان الله تعالى قدمهم في الذكر وكيف تنال الصديقية تنال بكمال الايمان وكمال التصديق وتحري الصدق في الاقوال وفي الافعال وفي كل شيء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان كما قال عليه الصلاة والسلام وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فاذا صدق الانسان مع الله عز وجل فاستقام على شرعه وطاعته وتحرى الصدق في اقواله وفي افعاله وجميع تصرفاته فانه يرجى ان ينال هذه المرتبة العظيمة يلي مرتبة الصديقين الشهداء المقصود بالشهداء في الاية يعني الذين قتلوا في سبيل الله عز وجل هؤلاء قد باعوا انفسهم لله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ويقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به هذه ايضا مرتبة عظيمة وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه ما من احد يدخل الجنة فيتمنى ان يرجع الى الدنيا الا الشهيد فانه يتمنى ان يرجع في قتل ثم يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من اكرام الله للشهيد يلي الشهداء الصالحين وهم بقية المؤمنين الصالحين المستقيمين على شرع الله عز وجل. لكنهم ادنى مرتبة من الصديقين ومن الشهداء طيب من الذين لا تأكل الارظ اجسادهم من هؤلاء الاقسام الاربعة نعم نعم الانبياء هذا بالاجماع قد ورد فيه النص وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء طيب وايضا نعم نعم اختلف العلماء في الصديقين والشهداء والقول الراجح ان يقال من شاء الله من الصديقين والشهداء وليس جميعهم وانما من شاء الله منهم ما شاء الله من الصديقين والشهداء ويؤيد هذا الواقع بيننا نجد احيانا عندما ينبش قبر احد اهل الخير والصلاح يوجد جسده كما كما دفن رغم مضي مدة طويلة عليه قصصوا في هذا مشهورة ومتواترة لكن هذا ليس للجميع فقد يقتل انسان في معركة شهيدا في سبيل الله ثم تأكل الارض جسده وليس معنى ذلك انه لم ينل الشهادة لان الصديقية درجات والشهادة ايضا درجات قول الراجح في هذه المسألة ان الارض لا تأكل من شاء الله من الصديقين والشهداء لا تأكل الارظ اجسادهم اكراما لهم وبقية المؤمنين تأكل وغير المؤمنين ايضا. بقية بقية البشر بقية البشر تأكل الارض اجسادهم ولا يبقى منها الا عجب الذنب وعجب الذنب هو اخر العمود الفقري المسمى بالعصعص وهو مادة يعني صغيرة جدا لا ترى بالعين المجردة ومنها يركب الخلق يوم القيامة سبحان الله هذا الانسان هذا الجسد الذي يعيش به الانسان في الدنيا وينعمه يصبح ترابا يتحلل شيئا فشيئا الى ان يصبح مع مرور الزمن ترابا. لا يبقى منه الا عجب الذنب طيب نعيم القبر وعذابه يقع على ماذا يقع على الروح يقع على الروح؟ الروح هي التي تنعم او تعذب لكن بعد دفن الميت مباشرة يكونوا للروح اتصال بالجسد فيسأل من ربك؟ وما دينك؟ وما هذا؟ النبي الذي بعث فيكم. ولذلك اسمع قرع نعال المشيعين وانه لا يسمع قرع نعالا. فترد الروح الى الجسد ويمتحن يسأل هذه الاسئلة ثم بعد ذلك تصعد الروح كان من اهل الجنة على عليين او ان كان من اهل النار تكون في اسفل سافلين ولذلك بعض الناس تجد انه من شدة محبته لقريبه يكرر الزيارة لقبر قريبه بعضهم يذهب كل اسبوع بل بعضهم يعني اقل من ذلك هو يظن بهذا انه يحسن الى قريبه بهذه الزيارة قريبك هذا قد اصبح تراب الان تحلل الى ان يصبح تراب قريبك ليس موجودا هنا وقريبك ان كان من اهل الجنة فهو في اعلى عليين وان كان من اهل النار فهو في اسفل سافلين. لذلك الاحسن اذا اردت ان تحسن اليه فادعوا له تصدق عنه اعتمر عنه حج عنه اجعل عنه صدقة جارية او تصدق عنه عموما هذا هو الذي تحسن به الى قريبك المتوفى اما ذهابك الى القبر وتستفيد فقط الاعتبار بزيارة القبور لكن قريبك قد صعدت روحه صعدت روحه لذلك يتحلل ويصبح مع مرور الزمن ترابا فهذا الجهد الذي يبذله في الذهاب للمقبرة وتردده على المقبرة نقول ان كان قصدك الاعتبار فحسن كان قصدك الاحسان الى قريبك المتوفى فالاحسن من هذا انك تجعل هذا الجهد فيما ينفعه من دعاء او صدقة او اه عمرة او حج او نحو ذلك مما ينفع الميت شد الرحل لا يجوز الا الى ثلاثة مساجد. المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى اما اشد الرحل لزيارة آآ قبر من القبور هذا لا يجوز ولو كان قبر الوالدين طيب ننتقل للفائدة التي بعدها الان الصبر وفضله من اعظم النعم التي ينعم الله بها على الانسان ان يوفقه للتخلق بخلق الصبر. وقد اخبر الله بانه يحب من اتصف بهذا الخلق فقال والله يحب الصابرين. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع بنا الصبر وحقيقة الصبر حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن الافعال المحرمة وينقسم الى الصبر على الطاعة الصبر عن المعصية والصبر على المصائب التي تصيب العبد الصبر هو من اعظم النعم التي ينعم الله تعالى بها على الانسان وهو اعظم عطاء يعطاه الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من الصبر رواه مسلم اذا تخلق الانسان بهذا الخلق اصبح من الصابرين الصابرون يحبهم الله تعالى قد تكرر قول الله سبحانه والله يحب الصابرين والصبر تزول معه الهموم والغموم ويكون الانسان منشرح الصدر لانه صابر راض بما قسم الله له لكن ما معنى الصبر اذا قيل فلان صابر ويصبر وما اعطي احد عطاء خيرا من الصبر ما معنى الصبر الصبر معناه حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن الافعال المحرمة يحبس نفسها لا تجزع نفسه من الامور غير غير الملائمة له وايضا يحبس نفسه من ان يتكلم بكلام محرم او غير لائق ويحبس نفسه ايضا من ان يتصرف تصرفات محرمة فهو قابض على نفسه قابض على قلبه وعلى لسانه وعلى جوارحه هذا معنى الصبر وهو له علاقة بكثير من الاخلاق الفاضلة الصبر مثلا عن الشهوة المحرمة يسمى عفة والصبر عن افات اللسان للغيبة والنميمة ونحو ذلك ايضا يسمى عفة لسان والصبر عن الجبن والخور يسمى شجاعة والصبر على بذل المال المحبوب للنفس لاكرام الاخرين ويسمى كرما وهكذا تجد ان الصبر مرتبط بكثير من مكارم الاخلاق ولذلك من اتصف بصفة الصبر يعني تخلق بكثير من الاخلاق الفاضلة كما ذكرت الصبر هو من اسباب انشراح الصدر وزوال الهموم والغموم. كيف ذلك لان الهموم والغموم تأتي الانسان من امور يخشى عواقبها في المستقبل فاذا كان عنده قوة صبر يقول انا اصبر نفسي على اي امر يقدره الله تعالى مهما كان هذا الامر فانا اصبر نفسي عليه اي امر يقدره الله عز وجل انا اصبر نفسي عليه فهذا مما يزيل الغموم والهموم. القلق والغم والهم اكثر ما يأتي الانسان الجزوع الذي عنده جزع يخشى ان يحصل كذا يخشى ان يحصل كذا وليس عنده الصبر عنده قلة صبر وقلة تحمل فهنا تكثر عليه الهموم والغموم والصبر تنقسم الى ثلاثة اقسام صبر على الطاعة والصبر على المعصية وصبر على المصائب آآ افضلها واعظمها الصبر على الطاعة كان يصدر الانسان نفسه مثلا على المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد تحتاج الى صبر وانها لكبيرة الا على الخاشعين ربما يرتقي لدرجة اعلى يصبر نفسه مثلا على الا تفوت تكبيرة الاحرام خلف الامام هذا يحتاج الى صبر عظيم يصبر نفسه مثلا على قيام الليل قيام الليل يترك الراحة والنوم ويقوم ويصلي ما شاء الله هذا يحتاج الى صبر يصبر نفسه على الصيام صيام النوافل وهكذا الصبر عن المعصية يلي الصبر على الطاعة في الافضلية كأني اصبر نفسه عن النظر المحرم يصبر نفسه على الكلام المحرم يصبر نفسه عن المعاصي لان المعاصي لها لذة المعاصي بطبيعتها لها لذة وتحتاج الى تصبير النفس عن هذه المعاصي ولذلك قال بعضهم يعني فرق بين الحلال والحرام صبر النفس عن هواها لحظات صبر النفس عن هواها لحظات اما القسم الثالث فهو الصبر على المصائب التي تصيب العبد ودنا نربط هذا القسم بالفائدة اه التي بعدها ليس الخمسة الخمسة والثلاثين السادسة والثلاثين نعم مراتب الناس حال المصيبة الناس حال المصيبة على اربع مراتب الاولى التسخط سواء بالقلب كأن يسخط على ربه. ويغتاظ مما قدره الله عليه او باللسان. كالدعاء بالويل والثبور او بالجوارح كلطم الخدود وشق الجيوب وما اشبه ذلك. وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب الثاني الصبر فيرى ان هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله وهو يكره وقوعه ولكن يحميه ايمانه من السخط هذا واجب. الثالث الرضا بان يرضى الانسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء. فلا يشق عليه وجودها ولا حملوا لها حملا ثقيلا وهذه مستحبة وليست بواجبة على الراجح. والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر. لان المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا. اما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه. لكنه صبر عليها لكن صبر عليها الرابع الشكر وهو اعلى المراتب وذلك بايه؟ بان يشكر الله على ما اصابه من مصيبة حيث عرف ان هذه المصيبة سبب لتكفير لسيئاته. وربما لزيادة ثوابه وهذه كذلك مستحبة عند وقوع المصيبة لا تخلو حال الانسان من هذه الاحوال الاربع. الحالة الاولى التسخط بالقلب او باللسان او بالجوارح بالقلب كان يتسخط بقلبه ويغتاظ ويعترظ بقلبه على القظا والقدر باللسان كان يسب ويشتم ويدعو بالويل والثبور او يأتي بعبارات فيها اعتراض على الله عز وجل كأن يقول يا ربي لماذا اصمم بين سائر الناس ماذا فعلت يا رب حتى تصيبني بهذه المصيبة هذا من الجزع المحرم وهو من كبائر الذنوب وايضا بالجوارح كأن يلطم خده او يشق جيبه او ينتف شعره فهذا كله من كبائر الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوى الجاهلية الحالة الثانية الصبر الذي تكلمنا عنه قبل قليل يحبس نفسه عن الجزاء وعن التشكي وعن التسخط وعن الافعال المحرمة مع انه قد يكون غير راض بالمصيبة هو كاره لوقوعها لكنه قابض على قلبه ولسانه وجوارحه حابس لنفسه فهذه حالة الصبر وحكمها الوجوب الحالة الثالثة الرضا هذه مرتبة علية رفيعة لا يوفق لها الا اولياء الله عز وجل وذلك بان تكون حاله بعد المصيبة وقبلها سواء تأتيه المصيبة في علم انها بقضاء الله وقدره فيرضى ويسلم يكون راضيا لا يكون متسخطا وهذه المرتبة اكثر الناس لا يستطيع الوصول اليها ان تأتي الانسان مصيبة ويرظى هذي مرتبة يعني هذي صعبة جدا على النفس ولذلك القول الراجح انها مستحبة وليست واجبة اختار هذا جمع المحققين من اهل العلم ليس هناك دليل يدل على وجوبها لكن الادلة دلت على الثناء عليها وعلى اهلها هذه مرتبة الرضا هذه حكمها انها مستحبة ولا يوفق لها الا قلة من البشر وهم اولياء الله عز وجل المرتبة الرابعة مرتبة اعلى من الرضا وهي ان يرظى ويحمد الله ويشكره يتشكر ويحمد الله سبحانه وتعالى لان الدنيا فانية. وهذه المصائب سبب لتكفير سيئاته. ورفعة درجاته. وينال من الله صلوات ورحمة وهداية فهو يحمد الله ويشكره مع رضاه مع رضاه بما قدر الله تعالى وقضى وهذه اذا قلنا ان مرتبة الرضا مستحبة هذه من باب اولى ان تكون مستحبة فعلى المسلم ان يوطن نفسه على الصبر عند وقوع المصائب وان يحرص على ان يرتقي الى مرتبة الرضا والشكر خاصة طالب العلم وبعض الناس تجد انه في التنظير يعني يقدم مثل هذا الكلام وزيادة لكن عند التطبيق يفشل يفشل في اول اختبار فينبغي ان يوطن الانسان نفسه. الدنيا لا تخلو من المصائب لا تصفو هذه الدنيا لاحد لقد خلقنا الانسان في كبد فيوطن نفسه من الان على تحمل المصائب عدم الجزع وعدم التسخط وان يكون طالب العلم قدوة للناس في هذا. في الصبر والتحمل بل ان يصل الى مرتبة الرضا والشكر والموفق من وفقه الله نعم نعود الى الفائدة الخامسة والثلاثين كوني على الله. قال ابن القيم رحمه الله التوكل على الله من اقوى الاسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من اذى الخلق وظلمهم وعدوانهم فان الله حسبه اي كافيه. ومن كان الله كافيه وواقيه فلا طمع فيه لعدوه. ولا يضره الا اذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش. واما ان يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون ابدا التوكل على الله من افضل اعمال القلوب من حقق التوكل من حقق كمال التوكل على الله عز وجل فانه موعود بان يكون من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر اوصاف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فذكر لهم اربع صفات كلها ترجع الى كمال التوكل لا يسترقون يعني لا يطلبون من احد ان يرقيهم. وان كان الاسترقاء جائزا لكنه لا يفعلون ذلك لكمال توكلهم على الله ولا يكتوون لكمال توكلهم على الله وان كان الاكتواء جائزة ولا يتطيرون عنا يتشائمون لا بزمان ولا مكان ولا صوت ولا اي شيء لكمال توكلهم على الله ثم ذكر الوصف الرابع الذي تفرعت منه صفات الثلاثة السابقة وهو على ربهم يتوكلون فمن حقق كمال التوكل كان من الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب لكن ما حقيقة التوكل حقيقة التوكل صدق اعتماد القلب على الله لجلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحقيق ذلك وفعل الاسباب المأذون فيها اعيد مرة ثانية حقيقة التوكل صدق اعتماد القلب على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به في تحقيق ذلك وفعل الاسباب المأذون فيها التوكل لابد له من ركنين. الركن الاول الصدق اعتماد القلب على الله والثاني فعل الاسباب فاذا لم يصدق في اعتماد قلبه على الله لم يكن متوكلا واذا صدق في اعتماد قلبه على الله لكنه لم يفعل اسباب لم يكن متوكلا مثال ذلك من يبذل البذر فلاح في مزرعته لابد اولا يفعل الاسباب يبذل البذر يحرث الارض ويبذل البذر ويسقيها ثم يتوكل على الله هنا يكون قد حقق التوكل في امر دنيوي كذلك ايضا تحقيق التوكل على الله عز وجل بامور ايضا الامور الدينية وذلك بان يصدق في اعتماد قلبه على الله عز وجل في تحقيق ما يريد وايضا في دفع الاذى كما ذكر هنا ابن القيم قال ان التوكل من اقوى الاسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من اذى الخلق وظلمهم وعدوانهم اذا كان الانسان عندهم من يؤذيه من البشر او يظلمه او يعاديه فيتوكل على الله عز وجل في ان الله تعالى يكف هذا الاذى وهذا الشر عنه يعتمد على الله عز وجل في ذلك واذا صدق في اعتماده على الله فان الله تعالى يكفيه ومن يتوكل على الله فهو حسبه يعني كافي ولا يستطيع البشر ان يضروه اذا توكل على الله عز وجل ولهذا قال من كان الله كافيه مواقيت لا طمع فيه لعدوه ولا يضره الا اذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش. واما ان يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون ابدا فهذه من ثمرات التوكل على الله تعالى. ولهذا قال احد السلف من سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله وهذا قد روي مرفوعا لكنه لا يصح هي مقولة لبعض السلف من سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله تعالى والله تعالى اخبر بانه يحب المتوكلين فهذه من اعمال القلوب التي ينبغي ان يعنى بها المسلم خاصة طالب العلم ذكرنا قبل قليل الصبر والان نذكر التوكل هذه اعمال قلبية ينبغي ان يحرص عليها المسلم وان يحرص على تحقيقها لان الله تعالى اخبر بانه يحب من حققه قال والله يحب الصابرين ان الله يحب المتوكلين نعم من قوة علم شيخ الاسلام قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله التزم على ان التزم انه لا يحتج مبطل باية او حديث صحيح على باطله الا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله نقله عنه تلميذه ابن القيم في حاد الارواح اه الامام ابن تيمية هذا من نعم الله تعالى على الامة الاسلامية امام عظيم كما يقول عنه ابراهيم الحربي يقول رأيت ابن تيمية كأن الله قد جمع له علم الاولين والاخرين فتح الله عليه علوما عظيمة ذب عن العقيدة السلفية ونقد عقائد اهل البدع والانحراف ولذلك تجد ان معظم اهل البدع اجتمعوا على معاداة هذا الامام وعلى بغضه وعلى تشويه صورته وتشويه دعوته وسيرته اذا رأيت من يعادي ابن تيمية فاعلم انه مبتدع هذا امام عظيم من ائمة المسلمين من ائمة اهل السنة اشتهر اطلاق لقب شيخ الاسلام عليه ولكن يعني هذا الاطلاق كثير من اهل العلم لا يحبذه وانما الاحسن يقال الامام لان الامام وصف شرعي فرد في الكتاب والسنة بل ان الله تعالى اثنى على المؤمنين الذين يدعون به والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين لماذا اما هذا اللقب شيخ الاسلام وحجة الاسلام وشمس الدين وبرهان الدين ونحو ذلك هذه اتت من الاعاجم. لم تكن معروفة اصلا عند ولا عند القرون المفضلة وانما انتشرت في تلك العصور ومنها عصر ابن تيمية رحمه الله وكان رحمه الله يكره مثل هذه الالقاب ولهذا كان شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله كان يقول ابو العباس ابن تيمية غالبا واحيانا يقول شيخ الاسلام يعني ليس معنى هذا انه لا يجوز اطلاق لقب شيخ الاسلام يجوز لكن الاولى ان طالب العلم يتحرى العبارة الشرعية ما امكن الافظل والاولى ان يقال الامام ابن تيمية او ابو العباس ابن تيمية احسن من اطلاق هذا اللقب وقد كان هذا اللقب في الدولة العثمانية يطلق على المفتي الاكبر كان مفتي اخر يقال له شيخ الاسلام واطلق عليك عدد يعني كثير من اهل العلم لكن اشتهر عندنا في المملكة اذا قيل شيخ الاسلام ينصرف الى ابن تيمية الامر في هذا واسع لكن الاولى ان يقال اما ابو العباس ابن تيمية او الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى هنا يقول في هذه العبارة التزم انه لا يحتج مبطل باية او حديث صحيح على باطله الا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله. سبحان الله اي مبطل يحتج على باطله على تقرير بدعة او اي باطل يحتج باية او حديث يقول اذا تأملت في هذه الاية والاحاديث ستجد فيها دليلا ينقض قول هذا المبطل ويقول اني التزم بهذا على على اي مبطل اي مبطل يحتج باية وحديث على ان في تلك الاية او في ذلك الحديث ما يدل على نقيض قوله لان هذه الادلة من الوحي القرآن كلام الله عز وجل هو كلام رب العالمين وايضا السنة كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فلا يمكن ان ان يستدل بهما مبطل على باطله باطلاق لابد ان يكون في ذلك الدليل ما يدل على نقض قول ذلك المبطل ولهذا التزم رحمه الله بهذا آآ الارتزاع نعم من روحك. قول الله تعالى فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. وقوله ومريم ابنة التي احسنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا. ليس المقصود بالروح هنا روح الله التي هي حياته. وهي صفة من صفاته باجماع العلماء وانما المقصود روح روح يخلقها الله عز وجل. واضيفت الى واضيفت الى الله من باب التشريف والتكريم. فهي كناقة الله وبيت الله ونحو ذلك والله سبحانه باجماع المسلمين واليهود والنصارى ليس هو روحا وبدنا كالانسان. بل هو احد صمد لا جوف له هذا توضيح وتفسير الاية الكريمة ونفخت فيهم روحي فنفخنا فيه من روحنا ليس المقصود من رح الله عز وجل التي هي حياته جل وعلا وهذا بالاجماع وانما المقصود المقصود بذلك روحا يخلقها الله تعالى فمعنى نفخت فيهم الروح يعني من روح خلقتها لكنها اظيفت الى الله اضافة تشريف فهي كبيت الله وناقة الله ونحو ذلك عندما يقال بيت الله الحرام او المسجد بيت الله. هذه اضافة تشريف ناقة الله وسقياها فهنا هذه اضافة تشريف هكذا ايضا نفخت فيهم من روحي يعني من روح خلقتها فهي من باب اضافة التشريف وايضا فنفخنا فيه من روحه يعني من رح خلقناها فهي ايضا اضافة تشريف وليست وليس المقصود انها رح الله عز وجل التي هي حياته بالاجماع. ليس فقط باجماع المسلمين حتى باجماع اليهود والنصارى لان الله تعالى احد صمد لا جوف له ليس هو روحا وبدنا كالانسان تعالى الله عن ذلك الله تعالى احد صمد لا جوف له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. جل وعلا الذي له روح وجسد هو هو المخلوق هو الانسان. اما الله تعالى فهو الاحد الصمد الذي ليس كمثله شيء. ولذلك ينبغي ان تفهم هذه الايات على وجهها الصحيح نفخت فيه من روحي يعني من روح خلقتها. فنفخنا فيه من فيه من روحنا. يعني من روح خلقناها هذا هو التفسير الذي باجماع العلماء ليس فيه خلاف والمضاف الى الله اذا كان عينا قائمة بنفسها روح كالروح مثلا وكعيسى وجبريل امتنع ان تكون صفة لله تعالى لان ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره اما ان كان المضاف الى الله تعالى معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات فيكون صفة لله كصفة الكلام كلام الله عز وجل مثلا وبهذا نكون قد انتهينا من الفوائد المتعلقة بباب العقيدة الدرس القادم ان شاء الله نبدأ بالفوائد الفقهية