متقاربة لالف قريش رحلة الشتاء والصيف. لجعل الله تعالى قريش تألف رحلة الشتاء والصيف لتهيئة قريش لرحلة الشتاء والصيف. المسألة الثانية ان في تعلق هذه الفاتحة اي في ارتباطها من حيث هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم فرغت من الحديث عن فواتح سور الثناء والنداء والدعاء والامر والخبر والشرط والاستفهام والقسم احدثكم في هذه الشذرة عن السورة التي افتتحها الله تعالى بالتعليل وهي سورة قريش في قوله سبحانه لايلاف قريش وساكتفي في حديثي بمسألتين. المسألة الاولى ان كلمة ايلاف تحتمل ثلاثة معان هي. المعنى الاول ان تكون لايلاف قريش بمعنى لالف قريش. اي الاعتياد قريش الرحلة الشتاء والصيف. فهم الفوها بانفسهم حتى اصبحت عادة لهم وهذا من قول العرب الف الشيء الفا والافا والافا اذا لزمه حتى اصبح لديه. المعنى الثاني ان تكون لايلاف قريش بمعنى لتعويد قريش الرحلة الشتاء والصيف. فالله تعالى هو الذي جعلهم يألفونها واقدرهم وصبرهم عليها حتى الفتها قلوبهم فالالف انما كان بجعل الله تعالى له المعنى الثالث ان تكون لايلاف قريش بمعنى لتجهيز قريش او لتهيئة قريش وهذه المعاني الثلاثة دلالة خلافا بين العلماء على ثلاثة اقوال. القول الاول انها مرتبطة باخر اية من السورة السابقة وهي سورة الفيل والمراد المتر كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ الم يجعل كيدهم في تظليل؟ وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول لايلاف قريش. اي فعل الله كل ذلك باصحاب الفيل ليستمر ما الفته قريش واعتادت عليه من رحلة الشتاء والصيف بلا جوع ولا خوف اكراما لهم وامتنانا عليهم لانهم اهل هذا البيت الكريم. القول الثاني انها مرتبطة بفعل محذوف ديره اعجبوا. فاصل الكلام اعجاب لايلاف قريش. ثم حذف الفعل وبقيت اللام دليلا عليه. وداعي التعجب هو انهم الفوا رحلة الشتاء والصيف فانشغلوا بها عن عبادة رب البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. القول الثالث انها مرتبطة بقوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت. واصل الكلام لتعبد قريش رب هذا البيت لايلافهم رحلة الشتاء والصيف اي ليجعلوا عبادتهم شكرا لهذه النعمة اعترافا بها فكأنه قال ان لم تعبدوه لسائر نعمه فاعبدوه لهذه النعمة الظاهرة. قال ابن عاشور رحمه الله عن فاتحة هذه السورة على هذا الوجه. افتتاح مبدع اذ كان الافتتاح باسم مجرور بلام التعليل ليس بقربه ما يصلح للتعليق به ففيه تشويق الى معرفة متعلق هذا المجرور. وزاده الطول تشويقا اذ فصل بينه وبين متعلقه بخمس كلمات لان الايلاف يتعلق بقوله فليعبدوا وتقديم هذا المجرور للاهتمام به. اذ هو من اسباب امرهم بعبادة الله تعالى التي اعرضوا عنها بعبادة الاصنام واصل نظم الكلام لتعبد قريش رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف لايلافهم رحلة الشتاء والصيف فلما اقتضى قصد الاهتمام بالمعمول تقديمه على عامله تولد من تقديمه معنى جعله وشرطا لعامله فاقترن عامله بالفاء وهذا اسلوب من الايجاز بديع اللهم ادم علينا اطعامك من الجوع وايمانك من الخوف ووفقنا لعبادتك حق العبادة واقسم لنا من كل فضل سعة وزيادة تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين