وفيها قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كما في الصحيح وغيره احب البلاد الى الله تعالى مساجدها فالمساجد هي البيوت التي اذن الله في كتابه امر وشرع جل وعلا ان ترفع بذكر الله ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فينعقد هذا المجلس في الرابع والعشرين من الشهر الخامس من سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها رسول الله الصلاة والسلام في المسجد النبوي الشريف مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم في لقاء ومجلس علمي وبحسب ما رتبه الاخوة الكرام في برنامج تعظيم المسجد النبوي وهذا البرنامج المبارك هو احد البرامج التي ترتبها الرئاسة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وممثلة في هذا المسجد الشريف بوكالتها نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ذلك من الاعمال الصالحة لمن سعى فيها ولمن عمل فيها ولمن؟ قال فيها ولمن سمع فيها انه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وتعالى هذا العنوان الذي هو عنوان هذا المجلس التعليم الشرعي في المسجد النبوي الشريف وهذا المسجد المبارك يعني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم هو داخل في عموم قول الله جل وعلا في المساجد التي هي بيوت الله لقوله جل وعلا في بيوت اذن الله ان ترفع. ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة هذه البيوت الذي اذن الله جل وعلا ان ترفع ورفعها يكون بذكر الله وبتوحيد الله وبعبادة الله ومن عبادته جل وعلا ومن عبادته جل وعلا التعليم لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم وما تضمنه الكتاب والسنة من الحق والهدى والنور في العقائد التي هي الايمان بالله. وهي توحيد الله وهي معرفة الله. وهي اخلاص الدين لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وفي المعاملات والعبادات والتصرفات والاخلاق والحقوق الخاصة والعامة فهذا كله من عبادة الله ولفضل المسجد جعلت الشريعة له اختصاصا من جهة فضل بناءه وعمارته سواء بالعمارة الحسية او بما هو فوق ذلك وهي عمارة المساجد بذكر الله والايمان به سبحانه وتعالى. انما يعمر انما امر مساجد الله من امن بالله فالمؤمن هو الذي يأمر مساجد الله يأمرها بدين الله الذي شرعه الله وبالاخص ذلك بالاخص ما يكون في هذه المساجد هي الصلاة التي شرع الله جل وعلا ان تؤدى فيها وهي الصلوات الخمس وكذلك الصلوات التي شرعت في المساجد وكذلك ما يكون فيه من التعليم ثم ما وقع لهذا المسجد الشريف من الاختصاص فان الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار وجاءت الشريعة بتعظيم المساجد جملة وهذا علم مستقر عند المسلمين ولكن صار للمسجد الحرام الذي فيه الكعبة وهو مسجدها كما جاء في الحديث وغيره هذا المسجد الذي وضع في الارض اول فان اول مسجد وضع في الارض وعبد الله سبحانه وتعالى فيه على جهة الاختصاص بالمكان كمحل للعبادة هو المسجد الذي بناه ابراهيم عليه الصلاة والسلام فهو اول المساجد وان كانت العبادة لله وحده سبحانه وتعالى كما هو معروف سابقة لذلك. سواء كانت في المكان الذي جعله الله وللانبياء او بما كان على العموم في ذلك. ولكن اذا ذكرت المساجد فان اول مسجد وضع في الارض هو المسجد الحرام ثم بعده المسجد الاقصى ثم جاء بعد ذلك هذا المسجد الذي صار له شرف صار له شرف وصار له اختصاص وصارت افضل المساجد هي المساجد الثلاثة المسجد الحرام وهو افضلها وصلاة فيه بمائة الف صلاة كما جاء في مسند الامام احمد وغيره ثم مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم والصلاة فيه بالف صلاة فيما سواه الا مسجد الكعبة المسجد الحرام ثم بعد ذلك المسجد الاقصى فهذه المساجد الثلاثة باجماع المسلمين هي افضل المساجد هذه المساجد الثلاثة هي اشرف المساجد وافضل المساجد ولها من الاختصاص ما لها وهذا المسجد الذي بناه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فانك تعلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم بعثه الله بمكة فبقي عليه الصلاة والسلام بمكة ثلاث عشرة سنة ثم اذن الله له سبحانه وتعالى اذن لنبيه بالهجرة واري دار الهجرة كما جاء في حديث ابي موسى الاشعري في الصحيح وغيره قال عليه الصلاة والسلام اريت دار هجرتكم ارض بها نخل وهي المدينة التي امره الله سبحانه وتعالى ان يهاجر اليها قال فذهب وهلي الى انها اليمامة او هجر فاذا هي المدينة فهاجر عليه الصلاة والسلام الهجرة الشريفة المعروفة الى هذه المدينة المباركة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما جاء في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه واله وسلم امرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة. وكان اسمها في الجاهلية الذي غلب عليها يثرب. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم سماها المدينة وصار هذا هو اسمها الذي شاء. وان كان لهذه المدينة المباركة المنورة لها جملة من الاسماء ذكرها اهل العلم والتاريخ كطيبة وغير ذلك فصار اسمها هكذا ولما جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى فيها هذا المسجد المبارك وبناه الصحابة معه رضي الله تعالى عنهم فكما ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام هو الذي اذن الله له سبحانه وتعالى ان يرفع القواعد من البيت هو واسماعيل عليهما الصلاة والسلام. كما جاء في كتاب الله واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم فاذن الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يبني في دار الهجرة وفي مدينة الهجرة ان يبني هذا المسجد الذي جعل الله جل وعلا له شرفا وفظلا عنده وصارت الصلاة فيه كما جاء في حديث ميمونة وغيرهما وغيرها جاء فيه وهو في الصحيح ان الصلاة في هذا المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالف صلاة فيما سواه من المساجد وشرع للمسلم ان يزور هذا المسجد بل شرع ان تشد الرحال الى زيارة هذا المسجد كما في قوله عليه الصلاة والسلام لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى. فهذه المساجد الثلاثة يشرع لها الزيارة. فيزورها المسلم متعبدا الله سبحانه وتعالى بزيارتها وتعظيمها كما شرع الله جل وعلا والتعليم الذي وقع في هذا المسجد المبارك امامه وهو امام الامة وسيدها ونبيها وخيرها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعثه الله جل وعلا معلما الكتاب والحكمة كما في قوله جل وعلا في قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام فجاء في دعوة ابراهيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. فعلم النبي صلى الله عليه واله وسلم الكتاب والحكمة في مكة ثلاث عشرة سنة وهو يدعو الى توحيد الله والى عبادة الله والى الخير والى كف الشر ودفعه ثم لما هاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينة واسلم الناس وكثر الاسلام وشاع في جزيرة العرب واسلمت الاوس والخزرج في الجملة فان هذا الذي صار من حال النبي صلى الله عليه وسلم وبنى مسجده وبنيت الحجرات التي فيها ازواج النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المدينة المباركة فصار هذا المسجد هو مقام التعليم صار هذا المسجد هو مقام التعليم وهو معهد التعليم وهو مجلس التعليم. وفيه علم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر بقائه في هذه المدينة فانه بقي فيها من مهاجره الى ان توفاه الله جل وعلا بقي فيها عشر سنين بقي النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين بالمدينة ثم توفاه الله جل وعلا. فصار بمكة ثلاث عشرة سنة صار بالمدينة عشر سنين عليه الصلاة والسلام وهذه العشر التي قظاها نبينا عليه الصلاة والسلام في المدينة وفي هذا المسجد المبارك وهو امام الامة نبيها كلها في تعليم دين الله سبحانه وتعالى. وهذا تصديق لقول الله جل وعلا ويعلمهم والحكمة فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وتلاه على الناس واما الناس فيه وسمعه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وحفظوه عن نبيهم عليه الصلاة والسلام وعلمهم البيان لهذا الكتاب. فان قول الله جل وعلا يتلو عليهم اياتك وهذا هو سماعها منه عليه الصلاة والسلام وقوله جل وعلا ويعلمهم الكتاب والكتاب هو القرآن. وتعليمه هو بيانه فان الله ذكر في هذه الاية التلاوة والتعليم فالتلاوة هي سماعه والتعليم هو بيان ما تضمنه كتاب الله وبيان ما تضمنه كتاب الله من الحق والهدى والنور في اصول الدين وفروع الشريعة واحكام الشريعة والعبادات والمعاملات والاخلاق الى غير ذلك فان الحديث الذي رواه الصحابة جمهوره روي من هذا المسجد او سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد اما في خطبة خطبها عليه الصلاة والسلام اما الخطبة التي فرضها الله سبحانه وتعالى وصارت فريضة مع صلاة الجمعة وهي خطبة الجمعة والصحيح وجوبها واما الخطب التي خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فتارة تكون في عبادة معروفة كخطبة العيد مثلا واما ان تكون في خطبة عارضة لنازلة من النوازل واما في مجلس لم يكن على سبيل الخطبة فحافظوا عن الله عليه الصلاة والسلام التعليم. وحفظوا عنه اقواله التي قالها في هذا المسجد. فانه ما دخل المسجد عليه الصلاة والسلام قبل صلاة من الصلاة الا وحفظ عنه اصحابه رضي الله عنه هديا من هديه وسنة من سنته اما قولا يقوله صلى الله عليه وسلم واما فعلا يفعله عليه الصلاة والسلام واما سمتا وهديا نبويا من شمائله وسمته الشريف عليه الصلاة والسلام. ولهذا تحقق في هذا المسجد تلاوة كتاب الله وتحقق فيه تعليم الكتاب وتحقق فيه تعليم الحكمة وهي النبوة التي بعث الله بها خير انبيائه وهو محمد صلى الله عليه وسلم وتحقق في هذا المسجد التزكية. فاذا رأيت هذا المسجد المبارك في سنينه الاولى وهي السنين العشر التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذه السنين العشر هي اصل هذا التعليم في هذا المسجد المبارك وهي قاعدته وهي منهجه الشرعي وفيها تحقق ما ذكر في دعوة ابراهيم فانه جاء في دعوة ابراهيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك وانت تعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلى كتاب الله في هذا المسجد مرات كثيرة. وسمعه منه الناس اما الناس فيه بالصلاة وقرأه في خطبته عليه الصلاة والسلام الى غير ذلك. فتلا كتاب الله قال الله بعد ذلك يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب في هذا المسجد وقال جل وعلا والحكمة وبين النبي صلى الله عليه وسلم ما اوحى الله اليه من النبوة والحكمة في هذا المسجد وقال الله جل وعلا بعد ذلك ويزكيهم. وفي هذا المسجد الشريف هو المدرسة الاولى التي زكى فيها رسول الله صلى الله عليه ومن محبته واذا كان كذلك منه عليه الصلاة والسلام فان من اخص حقه عليه الصلاة والسلام هو الاخذ بالعلم الذي كان يعلمه والنبي صلى الله عليه وسلم من تلاوة الكتاب عليه وسلم بالتعليم والتوجيه وغير ذلك من المعاني الشرعية والاخلاقية بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم القواعد الشرعية لتزكية النفوس ولتطهيرها ولجعلها نفوسا مطمئنة ولجعلها نفوسا مؤمنة متوكلة على الله مخلصة الدين لله وحده لا شريك له. متعافية فيما بين الناس. فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم النفوس التزكية واخص مقاماتها الاخلاص لله سبحانه وتعالى ومن مقاماتها الصبر ومن مقاماتها العفو ومن مقاماتها الصفح الى غير ذلك. بل عرض في هذا المسجد المبارك من تعليمه صلى الله عليه وسلم ما يكون على وجه القضاء فانه ربما سمع الرجال يختصمون في هذا المسجد. فيقضي بينهم عليه الصلاة والسلام. كما في قصة ابن ابي حدرد لما تقاضى مع رجل في المسجد فقضى النبي صلى الله عليه وسلم قضاءه في هذا المسجد وربما اصلح خصومة بين رجال في هذا المسجد او بين قوم في هذا المسجد. فصار مسجده عليه الصلاة والسلام اجتمعت فيه دعوة ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وهذا من شاهده ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما روى الامام احمد في مسنده وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا دعوة ابي ابراهيم فان ابراهيم دعا بهذا النبي الكريم ان يبعث الله في اولئك القوم الذين بنيت الكعبة هنالك في ذلك الوادي الذي لم يكن عندها زرع اذ ذاك فدعا ابراهيم بقوله فيما ذكر الله عنه في كتابه ربنا وابعث فيهم رسولا منهم. فبعث النبي منهم فهو من قوم اولي بصائر واولي عقول ولكنهم كانوا يعبدون الاصنام والاوثان فلما بعث فيهم الامين عليه الصلاة والسلام اسلموا في الجملة الا من كابر هذا الدين بما عنده من الظلال او من الكبر والا فان الله بعث نبيه بمقام من الهدى والنور تقوم القلوب والعقول على تصديقه وعلى قبوله كما جاء في حديثه الشريف عنه عليه الصلاة والسلام قال عليه الصلاة والسلام ما من الانبياء من نبي الا قد اوتي من الايات ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيت وحيا اوحى الله اليك. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة فعلم النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب والحكمة وزكى اصحابه وبين لهم قواعد الشريعة في تزكية النفوس. وتلا كتاب الله في هذا المسجد. وان كان تعليمه عليه الصلاة والسلام ليس مقتصرا عليه بل كان معلما للناس في بيته صلى الله عليه وسلم بما حفظوه من سنته مما ما نقل ازواجه او نقل خاصة اصحابه الذين اتوا بيته عليه الصلاة والسلام او من كانوا يخدمونه من صغار الصحابة رضي الله تعالى عنهم الى غير ذلك من شأنه. وعلم الناس في سوقهم اذا اتى سوقهم فرأى ما لا يكون من سنته او هديه فبين لهم ذلك كما في قصة صاحب الطعام وعلم الناس في مسيرهم وفي سفرهم فكانت حاله الشريفة الصلاة والسلام تعليما وبيانا وهدى ودعوة الى ان اتاه اليقين من ربه عليه الصلاة والسلام ولذلك قال انس رضي الله تعالى عنه واكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يزل الوحي فلم يزل الوحي ينزل على نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم الاول الذي كان فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم في غار حراء حين نزلت عليه النبوة وجاءته النبوة من ربه واصطفاه الله جل وعلا بنبوته الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى لا فاكمل الله الدين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وبما انزل الله عليه من الكتاب والحكمة كما قال ربنا جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ثم صار لهذا المسجد المبارك الشريف بعد النبي صلى الله عليه وسلم من امتثال من امتداد التعليم الشرعي فيه وبيان معالم الشريعة فيه. وبيان العقيدة وبيان الشريعة وبيان الاخلاق فان هذا من الاتباع الذي شرعه الله سبحانه وتعالى في حق المؤمنين في قوله جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم الاتباع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من بيان الدين في المسجد فانه بين دين الله وتوحيد الله والشريعة والاخلاق في هذا المسجد المبارك. فمضى على ذلك الصحابة رضي الله عنهم فكان ابو بكر الصديق رضي الله عنه معلما وبينا للناس. وكذلك بقية الصحابة. ثم جاءت خلافة امير المؤمنين عمر ثم جاء خلافة امير المؤمنين عثمان ثم جاءت خلافة امير المؤمنين علي الى ما بعد ذلك. ولم يزل هذا المسجد المبارك متسلسلا وهذا من فضل الله وحفظه لهذه الامة وهذا من مصداقه وتصديقه ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما تواتر عنه من قوله صلى الله عليه واله وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق فان الله جل وعلا انعم على هذا المسجد المبارك فتسلسل فيه التعليم والتدريس. من فقهاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ثم من جاء بعدهم من ائمة التابعين وكان فيه اعيان كبار من الفقهاء يعلمون ويدرسون فيه وكذلك من ائمة السنة والرواية والحديث ومن اعيان اولئك بعد الصحابة الفقهاء الذين اشتهروا في المدينة النبوية وعرفوا عند العلماء بالفقهاء السبعة ثم جاء بعدهم من اشتهر وذاع صيته في اقطار المسلمين وله ذكر محمود عند عموم المسلمين الى يوم الناس هذا ويرجى فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي غيره من ائمة الاسلام وعلماء المسلمين من اثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة. ومن اثنيتم عليه شرا وجبت له النار فيرجى في مثل هؤلاء القوم ما صار لهم من الثناء المحمود عند عموم المسلمين. وعند خاصة المسلمين وعامتهم. فجاء الامام ومالك ابن انس رحمه الله وعلم في هذا المسجد بل لزم هذا المسجد ولم يرحل في طلب العلم كما رحل كثير من الائمة فطافوا الانصار العراقية والانصار الشامية التي كانت قد فتحت في عصر الخلفاء الراشدين بل بقي مالك في هذا المسجد وفي هذه المدينة واتى مكة للحج ولم يرحل الى الامصار الاخرى فجاءه العلماء يأخذون عنه فاخذ عنه الكبار والصغار وممن اخذ عن الامام ما لك في اول امره الامام محمد بن ادريس الشافعي. فكان هذا المسجد المبارك عامرا الله وعامرا بالعلم وتسلسل ذلك بعد الامام مالك رحمه الله في علماء المسلمين الى ان جاء التعليم في هذا العصر فجاء في هذا العصر من بيان التعليم الشرعي في هذا المسجد المبارك وفي المسجد الحرام ومن اخص ذلك ما حصل بعد الملك المبارك الملك عبد العزيز رحمه الله. فانه لما تيسرت له الامور في ترتيب هذا الامر الشريف وجمع هذا الكيان المبارك في هذه الدولة المباركة ذاع التعليم الشرعي في المسجد المبارك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم العقيدة وتعليم الشريعة وفي تعليم الاخلاق وتسلسل ذلك الى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين حفظه الله والدروس والعلم الشرعي مبثوث وفي هذا المسجد وهذا حق هذا المسجد على المسلمين. وعلى خاصة المسلمين من الولاة. وعلى عموم المسلمين فان المساجد لها قصاص واذا كانت المساجد بعمومها لها فضل وشرف وقدر فان هذا المسجد المبارك الذي تأرز قلوب المؤمنين اليه بهذه المدينة المباركة التي يأرز الايمان اليها. كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كما جاء في الصحيح وغيره ان الايمان ليأرز الى المدينة. ان الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها. فهذه المدينة قضى الله سبحانه وتعالى انها مدينة مباركة. وفيها التوحيد وفيها النبوة. بقي فيها نبي الله وهي مهاجره عليه الصلاة والسلام وصار التعليم في هذا المسجد هو الجامعة الكبرى عند المسلمين. ففيها علمت علوم الشريعة وفيها بينت قواعد بيعة فعلم فيها علم اصول الدين وعلم فيها علم العقائد والشريعة بتفاصيلها من علم الفقه وعلم اصول الفقه وعلوم الحديث وعلوم باللغة بانواعها وصار التعليم انحاء في هذه في هذا المسجد العظيم الشريف المبارك. فصار عنه بعد ذلك ان انتقل التعليم من هذا المسجد الى جملة من مساجد المسلمين ومن خير هذا المسجد انه اخذت فيه كثير من علوم الشريعة التي دعت بعد ذلك في الامصار. فان العلماء الذين اخذوا عن علماء هذا المسجد ومن اخصهم فيما سبق الاشارة اليه الامام ما لك رحمه الله. فجاء كثير من العلماء من اصحابه فاخذوا عنه ثم علمه بعد ذلك في المغرب وشاعت اثار هذا المسجد المبارك من السنن والهدي مما كان عليه اهل المدينة من هدي النبي صلى الله عليه واله وسلم ولشيوع العلم في هذا المسجد ولكثرة حفظه وتداوله بين علماء المدينة صار الامام ما لك يعد في قواعد استدلاله كما تعلم ما عرف بعمل اهل المدينة وما ذاك الا لان هذا المسجد كان عامرا بالعلم وكان عامرا بالبيان وكان عامرا بالتدريس واخذ العلم في هذا المسجد هو عبادة لله سبحانه وتعالى فان علم الشريعة جعله الله جل وعلا من اخص العبادات ولذلك قال الامام احمد ابن حنبل رحمه الله العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته ولذلك قال العلماء بان التقرب الى الله بعلم الشريعة افضل من نوافل العبادات الاخرى العملية. فعلم الشريعة امنه قدر واجب وقدر من فروض الكفايات وقدر من النوافل وكل من كان بعلم الشريعة على وجهه الشرعي الذي شرع الله ومن تحقيق حقه وشرطه من التعبد به لله وصيانته عن حال النفس وحظوظها وحقوقها عارظة وانما يرفع هذا العلم كما رفعه الله سبحانه وتعالى وكما رفع اهله. فصار لهذا المسجد هذا العظيم. ولهذا حري بطالب العلم ان يكون حريصا على لزوم العلم في هذا المسجد وان تكون هذه الدروس التي ترتب في هذا المسجد الشريف. وهذا مما يشكر عليه القائمون على هذه على هذا العمل وهي الرئاسة التي هي من الحسنات المباركة في القيام بالتعليم ومشاريع التعليم واخص ذلك القرآن من حفظ كتاب الله وحفظ سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم. ومن تعليم علوم الشريعة على يد اولي العلم واصحاب العلم الذين في هذا المسجد المبارك. فينبغي لطالب العلم ان يقبل على ذلك. وان يراعي في هذا المسجد في رحال اخذه العلم من هذا المسجد ان يراعي آدابا الادب الاول ان من يسر الله جل وعلا له في هذا المسجد قدرا من طلب العلم وتحصيله فينبغي ان يشكر الله جل الا على هذه النعمة العظيمة ان ساقه من اقطار الارض وربما من مشرق الارض او من مغربها الى ان جعله يتعلم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع كلام الله ويسمع كلام رسول الله ويسمع بيان الحكمة التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم فانه يحمل اشرف العلم وهو علم الكتاب والسنة. واخذه في اشرف مكان بعد المسجد الحرام وهو مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم واخذه على حال من التأسي بهدي الصحابة رضي الله عنهم الذين اخذوا عن نبيهم هذا العلم في مسجده عليه الصلاة والسلام. فيرجى لمن كانت حاله كذلك. طالبا للعلم في هذا المسجد ولو عارضا فان الله سبحانه وتعالى وان ربنا جل وعلا كريم. وقد يقول قائل بانه ليس من طلبة العلم الذين يلزمون هذا المسجد. فيقال ان هذا امر الى رب العالمين جل وعلا. فكل من زار هذا المسجد ويسر الله له بعض المقام فيه ولو اياما يسيرة ولو يوما واحدا وقصد الى سماع الخير والى سماع يبتغي بذلك وجه الله جل وعلا الا ويرجى ان يكون ممن اتاه فظل من ربه سبحانه وتعالى ولا اعلموا فضل ربك الا هو جل وعلا ولكن قد قال الله في كتابه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فهذه الاية كريمة في فضل المهاجرين والانصار الذين كانوا مجتمعين مع النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا المسجد وربما حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد وبين محبته عليه الصلاة والسلام لهم ولكن ربما قال لهم يوما كما جاء في حديث ابي هريرة قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله عموم المسلمين وهو الوضوء الذي هو واجب على كل مسلم اذا قام الى الصلاة ان يكون على طهارة يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الاية وغالب مجلس الصحابة مع النبي يكون في المسجد. وتارة ينص على ذلك وتارة لا ينص عليه. ولكن هو الغالب فيما يظهر الله اعلم عن اجتماع الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لانه اذا لم يكن في المسجد فانه يسمى المكان فيقول الراوي كنا مع النبي في سفر كنا مع النبي في مكان كذا وكذا. واما اذا اطلق اجتماعهم فالغالب ان ذلك يكون في مسجده عليه الصلاة والسلام قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام وددت ان قد رأينا اخواننا وددت انا قد رأينا اخواننا. فقال الصحابة يا رسول الله اولسنا اخوانك قال بل انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد فهذا من محبة النبي صلى الله عليه وسلم. كما قال الله في كتابه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فهذا من حرص النبي فتلاوة الكتاب هي من اخص التعليم في هذا المسجد المبارك. فكل مسلم يتلو كتاب الله فانه يتعلم اصول العلم فان كتاب الله هو اصل العلم وكل مسلم يتعلم شيئا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه كذلك ولذلك فان من يأتي هذا المسجد عابدا لله مصليا وذاكرا ومقبلا على سماع العلم والخير الذي في هذا المسجد الذي عمر به بحمد الله سبحانه وتعالى على سنة ظاهرة وعلى بيان ظاهر وعلى هدي ظاهر من هدي سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام فينبغي ان يحتسب ذلك عند الله اتباعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويرجى في هذا ان يكون ممن قال الله فيه والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. رضي الله عنهم ورضوا عنه. فينبغي للمسلم ان يعظم الرجاء في ربه سبحانه وتعالى وان يكون كما شرع النبي صلى الله عليه واله وسلم كما جاء في حديث جابر ابن عبد الله قال عليه الصلاة والسلام لا يموتن احدكم الا وهو محسن بالله الظن ولكن هذا الاتباع وهذا العمل له قاعدتان شرعيتان عظيمتان كان النبي صلى الله عليه وسلم وكان العلماء الذين علموا في هذا المسجد ودرسوا فيه ولا يزال هذا بحمد الله الى يومنا هذا يؤكدون على هاتين قاعدتين الشريفتين اولاهما واجلهما الاخلاص لله فان كل عمل شرعي يجب ان يكون خالصا لله. لان الدين كله لله لان الدين كله لله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين القاعدة الشريفة الثانية هي الاتباع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا اذا رجعت الى سماع ذلك الحديث الذي مضى انفا طرف منه وهو قوله عليه الصلاة والسلام وددت ان قد رأينا اخواننا فان له فان له تتمة فانظر رعاك الله التتمة التي في هذا الحديث. فاذا اخذته بعموم سياقه فانه جاء فيه قوله عليه الصلاة والسلام وددت انا قد رأينا اخواننا وقال الصحابة يا رسول الله اولسنا اخوانا؟ قال بل انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد وهنا قال له بعض اصحابه رضي الله عنهم قالوا يا رسول الله وكيف تعرف من لم يأت بعد من امتك اذا لقيهم في يوم القيامة كيف تعرفهم يا رسول الله فضرب لهم مثلا وكان عليه الصلاة والسلام سهلا في خطابه بينا في خطابه فضرب لهم مثلا يعرفونه وكانوا اهل ركاب وخيل يعرفون ذلك فقال ارأيتم لو ان رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم الا يعرف خيله هذا مثال حسي لقوم من اهل الركاب يعرفون ذلك يقول لو ان رجلا له خيل في رجلها بياض بين خيل بهم دهم ليس فيها بياض الا يميز خيله النتيجة الظرورية ما هي نعم يميزها قالوا بلى يا رسول الله قال فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء وهذه بشارة منه عليه الصلاة والسلام ولا سيما ان هذه البشارة ولنتأمل في فقهها هذه البشارة لم تقيد بوجه لا يحصله الا خاصة المسلمين من العلماء او الفقهاء وانما وصفت وقيدت بامر شرعي فذكره صفة متعلقة بهذه العبادة التي يشترك فيها عموم المسلمين وهذه بشارة ومن هذا الوجه كانت هذه البشارة بشارة عامة للمسلمين وقال عليه الصلاة والسلام فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء ثم حذر عليه الصلاة والسلام وهذا كما جاء في كتاب الله في صفته عليه الصلاة والسلام انه ان الله بعثه هاديا ومبشرا ونذيرا. انذر عليه الصلاة والسلام في اخر الحديث. بشر ثم انذر اما بشارته فهي قوله عليه الصلاة والسلام فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فان الوضوء كما في حديث ثوبان لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن ولكنه انذر في اخر الحديث وهذا الانذار او النذارة التي ذكرها عليه الصلاة والسلام هي قوله في اخر الحديث الا ليذادن رجال عن حوضي الا ليذادن رجال عن حوضي ثم ضرب لهم مثلا من الركاب ايضا ولكن الركاب الذي ذكره في بشارته كان في الخيل وهذا من حسن اختياره عليه الصلاة والسلام لان الخيل لها اختصاص من جهة المقام حتى جاء في الحديث الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة اما المثل الثاني فذكره في امر كانت العرب تعده من خاصة امرها في المال وهي الابل قال الا لا يزادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال اناديهم اي كما يذاد البعير الضال اي كما يذود الراعي او صاحب الابل بعيرا اراد الدخول في غير ذوده ورعيته فيصده الراعي او صاحب الابل فيخرجه منها قال الا لا يزادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال اناديهم الا هلم فيقال انهم قد بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا فهذا الحديث هو من الشواهد الشرعية وهي كثيرة على تلك القاعدة الشرعية وهي قاعدة الاتباع فعلى المسلم ان يكون عارفا بحق هذا الدين وحق هذا الدين هو الاخلاص حقه الجامع هو اخلاص الدين لله والاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا المسجد المبارك هو جامعة المسلمين من جهة التعليم. وفيه بثت علوم الشريعة. فما من علم من علوم ذريعة التي سماه العلماء وعلوم اللغة التي سماها العلماء الا واصلها من هذا المسجد في بيان النبي صلى الله عليه وسلم في علوم الشريعة وحتى ما جاء في علوم اللغة فان الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقبل ذلك رسول الله صلى الله الله عليه وسلم هو الذي بين وجه لغة العرب ولم تكن لغة العرب على هذا القدر من المكانة ومن الشرف ومن الفصاحة المطبقة والاختصاص عن بقية اللغات الا بعد نزول القرآن. فكانت لغة قوم فصحاء. وكان فيها البيان ولكن الذي علا فيها كعبا وبيانا هو بيان هذا الدين لها. لما نزل القرآن بلسان العرب وتكلم النبي صلى الله عليه بكلام العرب وهو افصحهم وهو من اخصهم بل من اخص قبائلهم شرفا وفضلا اختاره الله من ولد اسماعيل في اولئك القوم وفضله الله جل وعلا بهذا المقام وهو انه جعله سبحانه وتعالى خاتما للانبياء مكان محمد ابا احد منه من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فعلى المسلم ان يرعى لهذا المسجد المبارك حقه ولسائر المساجد ولكن ان يجعل له حظا من التعلم في هذا المسجد. ولا سيما مع تيسره بحمد الله. فانك لا ترى يوما لله الحمد والمنة وجزى الله القائمين على هذا خيرا وفي اول القائمين بل اول القائمين على ذلك هم ولاة الامر حفظهم الله ووفقهم وسددهم لما يحبه ويرضاه هذا ترى الدروس العلمية وترى الحلقات العلمية في تعليم كتاب الله. فكم من طالب من ابناء من مشرق الارض ومغربها حفظ كتاب الله من هذا المسجد المبارك. هذه السلسلة التي مضت منذ حفظ الصحابة رضي الله عنهم لكتاب الله هو تصديقه في قول الله جل وعلا في كتابه بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فاذا اذا ذكر التعليم في هذا المسجد المبارك فانه تعليم عام وهو مناسب لطالب العلم وللمتخصص في العلوم وهو مناسب لعامة المسلمين فينبغي لكل مسلم زار هذا المسجد ان يكون له حظ من علم الشريعة وان يسمعه من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه سلف هذه الامة وخير القرون وهم القرون الاولى الذين قال فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وفي رواية خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاولئك القرون الثلاثة الفاضلة تعلموا من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا فان ائمة الاسلام ما من امام منهم الا واخذ من هذا المسجد فان ائمة الاسلام اتوا لهذا المسجد في زيارتهم له ولقوا علماء المدينة واخذوا عنهم وهذا قد كتب فيه اهل التاريخ ما كتبوا وما فات مما لم يكتب فانه اضعاف ذلك كثيرا لانه امر شائع وامر مستفيض نسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يجعلنا من اهل العلم النافع وان يجعلنا من عباد الله الذين تلقوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم واتوا الى تعلم علم الشريعة كما شرع الله ذلك لهم. مقتدين باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم السابقين الاولين من المهاجرين والانصار وان يجعلنا الله ممن اتبعهم باحسان فيرضى ربنا جل وعلا بفضله ورحمته عنا كما رظي عنهم انه جواد كريم. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار اللهم اجعل بلادنا امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا ونائبه لما تحب وترضى اللهم واجعلهم هداة مهتدين يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اجعل سائر بلاد المسلمين امنة مطمئنة. اللهم اجمع المسلمين على الحق والهدى يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احفظ على عبادك المسلمين في كل مكان دينهم. واعراضهم واموالهم واجمع كلمتهم على الحق يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها واعتذر لكم عن قصر الوقت لاني خارج الى المطار ولابد الان والا كان الاصل ان يبقى المجلس صلاة العشاء ولكن الا هذا يكون فيه بركة. وفقنا الله واياكم لما يرضيه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبي نبينا محمد