بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ترك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم ريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشهير تنفيذ عزام بن حسن الحميدي. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان التفسير الفقهي يتعلق بايات الاحكام وفي هذا اليوم سنتكلم عن ايات الاحكام ما المقصود بها وما عددها؟ وما مميزاتها ايات الاحكام مصطلح يتكون من كلمتين الكلمة الاولى ايات والكلمة الثانية الاحكام وايات جمع اية وهي العلامة الظاهرة قد تكون في الامور المحسوسة كما في قوله تعالى ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر وقوله وجعلنا الليل والنهار ايتين وقد يراد بالاية الامر المعنوي كما في عدد من الايات المذكورة ولايات هنا يراد بها ايات القرآن ايات الاحكام يراد بها ايات الاحكام ايات القرآن وهي اجزاء ومقاطع من سور القرآن يتم بها المعنى. وقد قال الله جل وعلا في ذلك فباي ايات الله يؤمنون قال جل وعلا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا ويراد بايات الاحكام هنا لفظ قرآني يدل على حكم فقهي من احكام الله عز وجل الاية مجموعة كلمات قد تكون كلها مظهرة قد يكون بعضها مظهرا وبعضها مظمرا علم بالتوقيف انقطاعها في القراءة والتلاوة عما قبلها وعما بعدها اما على جهة الوجوب واما على جهة الاستحباب ولا يعني هذا انقطاع معنى الاية عما قبلها او عما فيها وعما بعدها دائما وقد يكون هناك اتصال بين الاية وما قبلها او ما بعدها في المعنى في بعض المواطن واما لفظة الاحكام اذا الاية طائفة من كلمات القرآن مجموعة في سياق واحد تقطع عما قبلها وعما بعدها استحبابا عند قراءة القرآن واما لفظة الاحكام فهي جمع حكم والاصل في لفظة الحكم في اللغة ان يراد به القضاء وهذه الكلمة اصلها مأخوذ من المنع ومن هنا قيل فلان حكيم بمعنى ان عنده عقلا يمنعه من الاقدام على سيء الاخلاق وسفاسف الامور ومنه قيل حكمة الدابة التي تمسكها وتلجمها وتمنعها واما معنى الحكم في الاصطلاح العام فانه يراد به اثبات امر لاخر او نفيه عنه فاذا قلت محمد قائم قالوا هذا حكم واذا قلت محمد ليس بقائم فهذا حكم واما تعريف الحكم في اصطلاح علماء الشريعة فان علماء الاصول يقولون الحكم في الاصطلاح خطاب الشارع المتعلق بافعال المكلفين بالاقتظاء او بالتخيير او الوضع فقولهم خطاب الشارع الخطاب هو الكلام الذي له معنى وهو لفظ قد وقع عليه التواضع للدلالة على معنى معين يفهم من لفظه بمجرد وروده والحكم هنا يراد به الحكم الشرعي لذلك يقولون خطاب الشارع والاحكام الشرعية لا تكون الا من قبل الشارع ولا يصح لاحد ان يأتي بحكم جديد من عند نفسه بدون ان يكون مستندا لدليل قال تعالى ان الحكم الا لله وقوله خطاب الشارع هو خطاب الشارع المتعلق بافعال المكلفين لان الحكم الشرعي انما يتعلق بافعال المكلفين اما ما لا يتعلق بافعال المكلفين فهذا لا يكون حكما فمثلا ما تعلق بذات الله او بصفاته فانه ليس بحكم وانما هو خبر وهكذا خطاب الشارع المتعلق بالذوات ليس حكما لابد ان يكون متعلقا بافعال المكلفين وهكذا الخطاب المتعلق بافعال البهائم فقط ليس بحكم شرعي اذن لا يكون حكما شرعيا الا اذا تعلق بافعال المكلفين ولذلك قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو هذا ليس حكما انه لا يتعلق بافعال المكلفين كذلك في قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون وقوله ولقد خلقناكم ثم صورناكم فهذا ليس متعلقا بافعال المكلفين وانما يتعلق بفعل الله عز وجل وهكذا في قوله بالاقتضاء اي بالطلب سواء كان طلبا جازما او كان غير جازم سواء كانت طالبا للفعل او بترك الفعل او التخيير او الوضع. التخيير يراد به الاباحة والوظع ربط حكم باخر اذا هذا هو مفهوم الحكم عند الاصوليين بينما الفقهاء يرون ان الحكم اثر خطاب الشارع عند الاصوليين ان قوله تعالى واقيموا الصلاة هو الحكم بذاته لانه هو خطاب الشارع بينما عند الفقهاء الحكم هو وجوب الصلاة الذي هو اثر من اثار الخطاب اذا ايات الاحكام هي الايات القرآنية التي يستنبط منها حكم فقهي ايات الاحكام ايات من القرآن يؤخذ منها احكام شرعية وهي ايات من القرآن تتعلق بفعل المكلف على سبيل الاقتظاء والتخيير او الوضع ومن هنا نعلم ان بعض ايات القرآن ليست من ايات الاحكام بينما بعض ايات القرآن من ايات الاحكام وقد اختلف اهل العلم في عدد ايات الاحكام كم هي القرآن على اقوال قد قيل بانها خمس مئة اية قد قال به ابن العربي والغزالي وطائفة من اهل العلم. واشار ابن قدامة في روضة الناظر الى هذا القول بينما ذهب اخرون الى ان عدد ايات الاحكام مائة اية. وقال صديق حسن خان قد قيل بان لها خمسمائة اية وما صح ذلك وانما هي مئة اية او قريب من ذلك. والقول الثالث في المسألة بانه لا حصر لايات احكامه في القرآن قال الزركشي قال الغزالي وابن العربي هو مقدار خمسمائة اية حكاها المعوردي عن بعضهم وكانهم رأوا مقاتل ابن سليمان اول من افرد ايات الاحكام في تصنيف وجعلها خمسمائة اية وانما اراد الايات الدالة على الاحكام ظاهرا ولم يرد حصر الايات الدالة على احكام فقهية فان دلالة الدليل على الحكم الفقهي قد تختلف وتختلف انظار الناس فيها. ولذلك نجد ان بعظ الفقهاء يتفطن الى استنباط حكم فقهي من اية لا يتفطن له غيره وسنأتي لامثلة ذلك وتفصيل هذه المسألة فيما يأتي اسأل الله لكم التوفيق هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته ليتدبروا آياته وليتذكر اولوا الالباب. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي