بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر تنفيذ عزام بن حسن الحميدي. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فقد ذكرت في لقاء سابق ما يتعلق بالتعصب وتعريفه وكيف اثر بي الاختلاف في التفسير الفقهي وبينت حكم التعصب الفقهي وذلك ان المتعصب يميل الى قول فقيه بدون ان يكون قوله راجحا بحسب الادلة الشرعية النصوص الشرعية عندما امرت باتباع الادلة قدمت الادلة على اقوال الفقهاء ولم تجز التقليد واتباع الفقهاء الا لمن لم يكن من اهل الاجتهاد وعندما امرت العامة بالرجوع الى الفقهاء لم تفرق بين فقيه وفقيه الا بحسب العلم ومن هنا فلا يصح تقديم احد الفقهاء على اخر الا لدليل واذا وقع التعصب في الامة فان هذا يوصل الى مفاسد كثيرة ويقع معه كثير من انواع البدع وشاهد ذلك نجده واضحا جليا في تاريخنا الاسلامي ان التعصب اذا وجد عند طائفة فانهم حينئذ يفسدوا ما بينهم. ويقعون في شيء من البدع ولذلك ساضرب امثلة لصور التعصب لعلنا الا ندخل في شيء منها فمن صور التعصب الا ينظر الانسان الى قواعد التفسير وانما يفسر الايات القرآنية بما ورد عن امامه بدون ان ينظر الى قواعد التفسير ومن امثلة هذا مثلا في قوله تعالى ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها فانه في هذه الاية قال ما ظهر ولم يقل ما اظهرت وتعلمون ان العلماء قد اختلفوا في المراد بقوله ما ظهر فقال بعضهم المراد به ما ظهر من دون قصد كما يظهر طرف العباءة وطرف الثوب من وراء العباءة ونحو ذلك وقال الاخرون بل المراد بالاية الوجه واليدان ولكن قواعد التفسير في هذه الاية تجعل ظاهرها يدل للقول الاول فانه قال الا ما ظهر ولم يقل الا ما اظهرت ومن هنا ظهر ان المراد بلفظة ما ظهر ما لا يتعمد الانسان اخراجه ولا يقصده فمن فسر هذه الاية بناء على ما ورد عن امامه بدون ان ينظر الى قواعد التفسير يكون هذا تقديما لقول مرجوح بدون بينة ومن صور التعصب ان يجعل انسان احد الائمة هو المعيار في تفسير القرآن فاذا وجد الامام قد تكلم بكلام في تفسير هذه الاية اخذه مطلقا ولم يوازن بين ذلك القول وبين غيره من الاقوال بحسب الادلة بل قد يصل ذلك ببعض الكتاب والمؤلفين ان يوجب على الناس اتباع امام معين في جميع ما يقوله فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من يتعصب لواحد معين غير النبي صلى الله عليه وسلم كمن يتعصب لمالك او الشافعي او احمد او ابي حنيفة ويرى ان قول هذا المعين هو الصواب الذي ينبغي اتباعه دون قول الامام الذي خالفه فمن فعل هذا كان جاهلا ظالا بل قد يكون كافرا فانه متى اعتقد انه يجب على الناس اتباع واحد بعينه فانه يجب ان يستتاب وقال ايضا لا يجوز لاحد ان يجعل الاصل في الدين لشخص الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من نصب اماما فاوجب طاعته مطلقا فقد ظل في ذلك الصورة الرابعة من صور التعصب الفقهي المذموم الترجيح بين الاقوال الواردة في تفسير الاية القرآنية تفسير فقهية بدون ان يكون ذلك الترجيح مبنيا على دليل ومن المعلوم انه لا يجوز لاحد ان يرجح قولا على قول بغير دليل ولا يجوز ان يتعصب لقول على قول بغير حجة قال شيخ الاسلام ليس لاحد ان يتخذ قول بعض العلماء شعارا يوجب اتباعه وينهى عن غيره مما جاءت به السنة وقال ليس لاحد ان يقول لا يرد ما تنازع الناس فيه للكتاب والسنة. ويقول على المسلمين اتباع قولنا دون القول الاخر من غير ان نقيم دليلا شرعيا على صحة قوله فمن كان كذلك فقد خالف الكتاب والسنة واجماع المسلمين وتجب استتابة مثل هذا وعقوبته كما يعاقب امثاله والصورة الرابعة ان يترك الانسان تفسير الاية القرآنية بحسب قواعد التفسير المستقرة من اجل ان يجعل تفسير القرآن موافقا لعادته او عادة اهل زمانه او كبار اهل بلده ونحوها هذا فان هذا الفعل من التعصب الممقوت ومن الامور المقررة ان من ترك اتباع الكتاب والسنة وعدل عنهما من اجل عادته او عادة ابيه او قومه فان هذا من اهل الجاهلية الذين اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه انا ومثل هذا من يتبين له الحق في مسألة من المسائل ثم يتركه ويعدل عنه الى عادته. فهذا من اهل الذنب والعقاب ولا ينبغي بالانسان ان يجعل شخصا من الناس هو المعيار في الحكم على الاخرين بل يجب ان يجعل المعيار هو الكتاب والسنة ومن صور التعصب ان يبادر بعض المفسرين الى انكار بعض الاقوال الواردة في تفسير القرآن بدون علم. وانما بمجرد الظن واتباع الهوى فاذا انكر على غيره بلا علم ورد اقوال غيره بلا حجة وذم غيره ممن هو مجتهد او لمجتهد فحينئذ يكون قد وقع في باب من ابواب التعصب وقد قال شيخ الاسلام عن من كان كذلك هذا مستحق للتعزير والزجر وهكذا ايظا من صور التعصب في تفسير الايات القرآنية ان يرمي الانسان اصحاب المذاهب الاخرى بصفات شنيعة واقوال سيئة قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الانتساب الذي يفرق به بين المسلمين يعني يجعلونهم فرقا وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف الى الفرقة وسلوك طريق الابتداع ومفارقة الكتاب والسنة فهذا مما ينهى عنه ويأثم فاعله ويخرج بذلك عن طاعة الله وطاعة رسوله اذا عرفنا شيئا من صور التعصب في تفسير الايات القرآنية تفسيرا فقهيا ولعلنا باذن الله عز وجل ان نذكر بعظ الاسباب التي تدعو الى التعصب ومن اعظم الاسباب الداعية الى التعصب الجهل بالكتاب والسنة والتمسك بالاحاديث الضعيفة والاراء الفاسدة والحكايات والمنامات وقد يكون ذلك صدقا وقد يكون كذبا. ومثل ذلك الجهل بمقدار الائمة بحيث يبخس الانسان بقية الائمة الاخرين او يعظم امامه فيرى انه مثلا لا يحصل منه نقص ولا زلل ولا خطأ فغاية المتعصب لواحد من هؤلاء الائمة ان يكون جاهلا بقدره في العلم والدين وان يكون جاهلا بقدر الاخرين وبذلك يدخل الانسان في كونه جاهلا ظالما ولهذا نجد ان بعض المتعصبين دائما يتناقضون فاذا وجدت اقوال عند غيرهم ينكرونها شنعوا على اصحابها واذا وجد مثل هذه الاقوال عند اصحابهم فانهم يلتمسون لهم الاعذار يحاولون ان يخرجوا من احوالهم ما يكون عذرا لهم قال شيخ الاسلام ابن تيمية وكثير من هذه الطوائف يتعصب على غيره ويرى القذاة في عين اخيه ولا يرى الجذع المعترض في عينه ويذكر من تناقض اقوال غيره ومخالفتها للكتاب والسنة والمعقول بينما لو فتشنا في اقواله لوجدنا له من الاقوال في ذلك الباب مما هو من جنس تلك الاقوال او اضعف منها او اقوى منها. والله تعالى يأمر بالعلم والعدل هذا واسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. التفسير التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف. تنفيذ عزام بن حسن الحميدي