بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين صلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان من قواعد تفسير الكتاب تفسيرا فقهيا ان نراعي الاحكام الوضعية التي وضعها الله معرفة بالحكم التكليفي. ومن ذلك ما يتعلق بالعلة فان العلة هي الوصف الظاهر المنضبط الذي يرتب الحكم عليه فتتحقق المصلحة بذلك والمفسر تفسيرا فقهيا يبحث ليستخرج علل الاحكام ليعرف مواطن الحكم ولان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فاذا جاءتنا اية قرآنية بحكم فقهي عرف العلة التي يثبت الحكم بها ومن ثم عرف موطن وجود الحكم وموطن انتفائه ومن امثلة ذلك في قوله تعالى السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما فان الحكم في قوله فاقطعوا ايديهما والعلة في قوله السارق والسارقة وبالتالي يثبت هذا الحكم متى وجد هذا الوصف وصف السرقة؟ ومثله في قوله تعالى لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وها هنا حكم في قوله لا تأكلوا والعلة كونه اكلا بالباطل. ومن ذلك في قوله فمن ان كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر فدلت الاية على جواز الفطر لمن وجد عنده احد هذين الوصفين اما المرض واما السفر ومن ثم فالمفسر لكتاب الله عز وجل تفسيرا فقهية لابد ان يعرف العلل واحكامها. ومن انواع الاحكام الوضعية السبب وهو علامة ربط الحكم الشرعي بها ومن ذلك في قوله تعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن الى قوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فجعل الله عز وجل رؤية الهلال سببا لوجوب صيام شهر رمضان هذا الوصف وهذه العلامة وهي رؤية الهلال يتعلق الحكم بها ومن ثم نقول رؤية الهلال في بقية الشهور لا يثبت به حكم وجوب الصوم. وهكذا لا يثبت الصوم الا برؤية الهلال او باكمال شعبان اخذا من هذه الاية. ومن امثلة السبب في قوله اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل فهنا بيان للسبب الذي وجبت الصلاة عنده فوجبت الصلاة بدلوك الشمس اي زوال الشمس وانتقالها من جهة المشرق الى جهة المغرب فهذا سبب لوجوب صلاة الظهر وفي الغالب ان العلة يعرف المعنى الذي من اجلها ربط الحكم بها بخلاف السبب. ومن انواع الاحكام الشرط فالشرط يربط بين شيئين بحيث لا يصح الثاني الا عند وجود الاول ومن امثلة ذلك في قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فان قوله من استطاع اليه سبيلا شرط شرعي لوجوب الحج فلا يجب الحج الا على المستطيع ومن امثلته فهذا شرط اه وجوب وليس شرط صحة ولا شرط اجزاء ومن امثلة هذا في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم هذا دليل على ان الطهارة شرط لصحة الصلاة فلا يصح من الانسان صلاة حتى يكون متوضأ وهنا شرط للصحة والاول شرط الوجوب ومن امثلة الاحكام الوضعية المانع ومنها ان زوال العقل يمنع من وجوب الصلاة. لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. ومن لا تجب الصلاة على الصحيح على المغمى عليه الذي يطول امده. ومن الامور التي تتعلق بهذا ان ما جاء فيه طلب جازم فانه يفيد الوجوب كما في قوله تعالى اقم الصلاة فهذا يدل على وجوب الصلاة. و هكذا ايضا عندما يرغب الشارع في فعل ويطلبه من غير جزم فانه يكون على سبيل الاستحباب ومن هذا قوله تعالى ولمن صبر وغفران ذلك لمن عزم الامور. ومن الامور تتعلق بهذا ما ذكرناه من المانع فان من الاحكام المقررة ثبوت القصاص على من قتل غيره متعمدا عدوانا كما في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم القصاص في القتلى ثم جاءنا من الادلة ما يمنع من وجود الحكم لوجود اوصاف معينة ومن ثم نقول ابوة مانعة من وجوب القصاص مثلا. ومن امثلة ذلك في قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله فالظرر يمنع من التفاضل بين المجاهد والقاعد واذا وجد المانع فان الحكم الشرعي ينتفي على ما قرر ولذلك فان فعل الشيء لا يصح الا اذا وجدت علته وسببه وشروطه وانتفت موانعه فما كان كذلك فانه يثمر لنتيجته. فالصلاة اذا اداها الانسان بشروطها وواجباتها واركانها فان الصلاة حينئذ يحصل بها الاجر ويسقط عن الانسان للقضاء وهذا مجزئ مقبول ومن امثلته في قوله تعالى والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين اثبت ان الرضاعة يشترط لانتشار التحريم بها ان تكون في الحولين ومن ثم نقول بان الرضاعة في الحولين رظاع صحيح تترتب عليه اثار الرظاع من المحرمية وتحريم النكاح ونحو ذلك. اخذا من مفهوم هذه الاية الدالة على ان الرضاعة بعد الحولين رظاع بعد كمال الرضاعة وبالتالي لا تترتب عليه احكام الرظاع الصحيح ومن امثلة ذلك في قوله تعالى اقم الصلاة فهنا هذه الاية امرت باقامة الصلاة ثم جاءنا في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ وعرفنا ان الصلاة لا تكون صحيحة منتجة لاحكامها واثارها الا اذا وجدت شروطها ومن الوضوء فلا تبرأ الذمة بصلاة غير مبنية على وضوء ولا يسقط القضاء بها ولا لا يحصل الاجر والثواب بها. وهكذا من الاحكام الوضعية الفاسد والباطل وهما مترادفان ليس بينهما فرق عند جماهير اهل العلم. والمفسر للقرآن تفسيرا فقهيا يعرف ان الفعل هل يكون باطلا فاسدا وبالتالي لا ينتج ثمرته ومتى سيكون كذلك وكذلك يعرف متى يكون الفعل اداء او قضاء او اعادة. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب باب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي