بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ترك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب الباب التفسير. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فلا زلنا نتحدث عن شيء من القواعد التي يحتاج اليها مفسر القرآن تفسيرا فقهيا ومن تلك القواعد ما يتعلق بالفاظ العموم والفاظ الاوامر ولاطلاق ومن القواعد التي يحتاجني اليها المفسر تفسيرا فقهيا ان الامر اذا توجه الى جماعة فانه يدل على ان المأمور به لازم لكل واحد من افراد اولئك الجماعة ومن امثلته في قول الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا فهذا يفيد ان كل واحد من الناس يجب عليه الحج متى كان مستطيعا ولا نخصص هذا الوجوب ببعض الافراد الا اذا كان هناك صيغة تدل على ان المراد بعض الافراد ولذلك فان العلماء يقسمون الواجبات الى نوعين واجبات كفائية وواجبات عينية والواجبات العينية تجب على كل فرد متى وجد عنده سبب الوجوب ومن امثلة ذلك في قوله تعالى واتوا الزكاة فانه يشمل كل فرد يملك النصاب بينما واجبات الكفائية اذا فعلها البعض اجزأ ذلك عن الباقين لكن الاصل في الاوامر ان تكون واجبات عينية الا اذا وجد قرينة تدل على ان المراد بعض الافراد ومثلوا لذلك بقوله تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فان قوله ولتكن منكم دليل على التبعيظ وقوله امة دليل على التبعير ايضا. فيكون هذا الواجب من فروض الكفايات ومن القواعد المتعلقة بالاوامر ان الاوامر الموجهة للنبي صلى الله عليه وسلم تشمل امته والاوامر الموجهة لاحد من الصحابة تشمل النبي صلى الله عليه وسلم وتشمل جميع افراد الامة ويدل على ذلك اجماع الصحابة فقول النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل مما يليك وكل بيمينك يشمل جميع افراد الامة. ومن هنا لما ظن بعض الصحابة ان افعال النبي صلى الله عليه وسلم فتختص به انكر عليهم فقال انا اتقاكم واعلمكم بالله. من رغب عن سنتي فليس مني ومن القواعد ان الشرع قد يوجه امرا للمكلف وهو يعلم ان المكلف لن يمتثله او لم يتحقق شرط الامتثال في حقه من اجل ان ينوي ذلك العبد الامتثال فيكون هذا على جهة الابتلاء ومن القواعد ان النواهي تحمل على التحريم لقوله تعالى وما نهاكم عنه فانتهوا ولقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا نهيتكم عن شيء فدعوه فمثل قوله جل وعلا لا تقربوا الزنا يدل على تحريم الزنا وتحريم قربانه وكذلك النهي له صيغة تدل عليه بنفسها ومن ذلك الصيغة لا تفعل ومن ذلك صيغة ترتيب العقوبة على الفعل ومن ذلك صيغة الخبر بنفي الفعل على سبيل جزم مع امكانه ان يتخلف بعض افراده والنهي يقتضي التكرار ويقتضي الفورية. واذا نهي عن شيء فهو امر باحد اضداده. والنهي الموجه جماعة يشمل كل فرد منهم والنهي الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل امته والنهي الموجه لاحد من الصحابة يشمل جميع افراد الامة كما قلنا مثل ذلك في مسائل الاوامر وهكذا النهي يقتضي الفساد فاذا نهي عن فعل من الافعال فانه يدل على فساد ذلك الفعل بمعنى انه لا تترتب عليه اثار الفعل الصحيح ومن ذلك عقد النكاح. اذا نهي عنه كما في نكاح التحليل ونكاح الشغار فانه لا تترتب عليه اثار العقد الصحيح من المهر وثبوت النسب ووجوب النفقة ونحو ذلك من الاحكام لان النهي يقتضي الفساد كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وهكذا اذا نهي عن فعل حال وجود صفة معه فهذا ايضا يدل على الفساد على الصحيح فقوله دع الصلاة ايام اقرائك ونهيه عن الصوم يوم العيد يقتضي فساد ذلك الفعل عند وجود هذه الصفة. فهذه لمحة من اللمحات التي تبين لنا بعض قواعد التفسير الفقهي المتعلقة بالاوامر والنواهي وهناك قواعد متعلقة بالعموم والخصوص والعام هو اللفظ المستغرق لافراد جنسه على سبيل الشمول ومن امثلته قوله تعالى يا ايها الناس فانها كلمة عامة تشمل جميع الافراد والعموم له صيغة تدل عليه بنفسها متى وجدت حكمنا ان كل فرد من افراد ذلك العام يشمله ذلك الحكم ومن امثلته ما عرف بالإستغراقية كقوله السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما كأنه قال كل سارق وهكذا في قوله يا ايها الناس ان المسلمين والمسلمات وكذلك الجمع واسم الجنس المضاف الى معرفة فانه يفيد العموم ومثل ذلك الاسماء المبهمة كلفظة من فيمن يعقل كما في قوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وما سواء كانت شرطية او كانت استفهامية او كانت موصولة متى كانت اسما كما في قوله تعالى لله ما في السماوات وفي قوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله فهذه الفاظ تفيد العموم ومثله في اين في المكان كما في قوله اينما تكونوا يدرككم الموت ومن الفاظ العموم كل وجميع كما في قوله فسجد الملائكة كلهم اجمعون والنكرة في سياق النفي وما مات له. كما في قوله ما من اله الا الله فما هنا ليست اسما بل هي حرف للنفي فيستفاد العموم من النكرة في قوله اله لما وردت في سياق النفي وقد اجمع الصحابة على ان هذه الالفاظ مفيدة للعموم. واتفق عليها اهل اللغة وصيغ العموم يحتاج اليها في جميع اللغات لانه لا يمكن ان ننصص على جميع الافراد على سبيل الانفراد بل نحتاج الى الفاظ عامة واهل اللسان يفهمون من هذه الالفاظ العموم ويدل على ذلك توجه الاستثناء اليها وتوجه الاستثناء لا دليل على انها تفيد العموم. وقد اجمع الصحابة على حجية الاستدلال بهذه الالفاظ الا عمومها بارك الله فيكم ورزقكم فهم كتابه هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي