قد رتب على الوصف في قوله يتقي الله بصيغة الجزاء مما يدل على ان هذا الحكم يرتب على وصف التقوى فالله يجعل للعبد مخرجا متى كان من اهل تقوى الله ومثله في قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي ان الله عز وجل يكفي العبد ما اهمه بسبب كونه متوكلا على الله من امثلة ذلك ايضا في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ترك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم قيمة من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان مفسر القرآن تفسيرا فقهيا تحتاج الى طرق استخراج العلة من الادلة لان العلة الوصف الذي يرتب عليه الحكم بحيث كلما وجدت العلة وجد الحكم وكلما انتفت العلة ولم يوجد علة اخرى فان الحكم لا يثبت والعلة يمكن استخراجها بطرق متعددة منها بالطرق النصية الصريحة التي تحدثت عنها في لقائي السابق ومنها ما يكون بطريق الايماء والتنبيه وما يكون بطريق الاماء والتنبيه تكون على صور متعددة الصورة الاولى ان يرتب الحكم على وصف بصيغة الفاء كما في قوله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا فان الحكم في قوله اقطعوا وقد رتب على الوصف الموجود في كلمة السارق والسارقة بحرف الفاء يدل ذلك على ان القطع هو الحكم الشرعي معلل بوصف السرقة وكما في قوله تعالى قل هو اذى فاعتزلوا النساء فان هذه الاية تدل على ان الحائض يجب اعتزالها بقوله فاعتزلوا فيسألونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض وعلل ذلك بقوله اذى فان الحكم الواردة في قوله اعتزلوا مرتب على الوصف في قوله اذى بصيغة الفاء بيدل ذلك على ان الحيض يمنع من جماع المرأة بسبب كونه اذى فالاذى هو العلة في وجوب الاعتزال وبالتالي كل اذى فاننا نرتب هذا الحكم عليه كما في النفاس والصورة الثانية من صور استخراج العلل بواسطة التنبيه والايماء ان يكون الوصف مقرونا بالحكم بصيغة الجزاء ومن امثلة ذلك في قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فان الحكم الوارد في قوله يجعل يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقوله وما تفعلوا من خير يعلمه الله كذلك من انواع او من صور دلالة الايماء على التعليل ان يذكر الحكم جوابا لسؤال بما يفيد ان السؤال او مضمونه هو العلة لذلك الحكم ومن امثلة هذا الحديث الذي ورد فيه ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال واقعت اهلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعتق رقبة فان هذا الحديث يدل على ان الحكم وهو الوارد في قوله اعتق رقبة مرتب على الوصف الوارد في قوله وقعت اهلي لان هذا الحكم ذكر جوابا لسؤال يتضمن ذلك الوصف والنوع الرابع من انواع التنبيه والايماء الدالة على العلة ان يذكر مع الحكم وصف لو لم يعلل به لكان ذكر ذلك الوصف لغوا لا فائدة منه وطريق الخامس من طرق التعليل في سبيل التنبيه ان يعقب الكلام او يظمن ما لو لم يعلل به لم ينتظم الكلام كقوله تعالى فاسعوا الى ذكر الله وزروا البيع فحينئذ نحن نعلم ان البيع لا يمنع منه مطلقا فلا بد ان يكون لمنعه في هذه الصورة مانع ولا نجد مانعا الا النداء لصلاة الجمعة ومن ثم نقول بان صلاة الجمعة هي العلة في المنع من البيع. وكذلك من طرق دلالة التعليل بسبيل التنبيه على كون الوصف ان يقترن الحكم بوصف مناسب لو لم يعلل به لادى ذلك الى القول بان الشريعة لم تراعي العلل ومناسباتها في الاحكام الشرعية. فهذه ستة طرق تكون لاخذ العلة بطريق التنبيه والايماء وهناك طرائق اخرى يذكرها بعض الاصوليين لكنها موطن خلاف بينهم ومن طرق اثبات العلة دليل الاجماع فاذا اجمع العلماء على ان ذلك الوصف هو العلة كان الوصف علة لذلك الحكم من امثلته في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان فان العلماء قد اتفقوا على ان العلة في ذلك تشوش الذهن وبهذه المناسبة اذكر بان الاجماع على الحكم لا يعني الاجماع على التفسير ومن امثلة ذلك ان العلماء قد اجمعوا على مشروعية العبادات في الجملة. واجمعوا على مشروعية الحج والعمرة واجمعوا على مشروعية النحر والذبح للهدي والاضاحي ونحوهما لكن مع وجود هذا الاجماع الا انه حصل خلاف في تفسير قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي فقد وقع خلاف بين العلماء في تفسير قوله تعالى ونسكي وقال طائفة بان المراد جميع العبادات بدون تخصيص فانها تسمى نسكا بينما قال اخرون المراد به مناسك الحج والعمرة وقال فريق ثالث بان المراد به ذبح الهدي او الاضاحي وما مات لهما حينئذ نعلم ان الاجماع قد وقع على الحكم لكن لم يقع على التفسير باختلاف العلماء في تفسير الاية وان كان هناك قدر مشترك بين الاقوال الا وهو فيما يتعلق بالهدي والاضاحي فانها من النسك بالاتفاق ولكن قد يقع الخلاف فيما عدا ذلك وعلى كل فهذه طرق من طرق استخراج العلة بواسطة النص منها ما هو نص صريح ومنها ما هو بطريق التنبيه والايمان ومنها ما هو بطريق الاجماع وقد يمكن ان نستخرج العلة بواسطة الاستنباط من خلال طرق الصبر والتقسيم او طريق المناسبة او طريق الدوران ولكل واحد منها شروط معتبرة عند اهل العلم لا بد من مراعاتها ولعلنا باذن الله عز وجل ان نتحدث عن انواع الدلالات وعن احكامها في لقاء سابق لاننا خصصنا هذا اللقاء وما قبله من لقاءات في الكلام عن تعليل الاحكام الفقهية الواردة في النصوص من اجل ان نتمكن من معرفة معانيها وحكمها ومن اجل ان نعرف حدود القياس في هذه المسائل هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا واياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب باب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي