بسم الله الرحمن الرحيم. كتابا ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم دين من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فمرحبا بكم في لقاء جديد من لقاءاتنا في برنامج التفسير الفقهي رزقنا الله واياكم فهم كتابه والعمل به وبعد كنا في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم هذه الاية فيها معان وفوائد كثيرة منها ترغيب الانسان في الا يعجب بنفسه لانه معتمد على ربه ولا يستغني عن الرب جل وعلا وفي الاية اشارة الى عجز الانسان وشدة حاجته لهداية ربه وفي الاية التحذير من سلوك طريق البدع والخرافات لانه خص الطريق الذي يطلب الهداية له بالصراط المستقيم دون الطرق الاخرى غير المستقيمة التي تكون على خلاف الهدي الشرعي وفي الاية ان الهداية نعمة عظيمة من الله جل وعلا للعبد ينبغي به ان يشكر الله عليها بسؤال المزيد منها والتمسك بها عملا وعلما وفي هذه الايات اشارة الى ان من اعظم نعم الله على العبد ان يهدى للصراط المستقيم ولذلك اهتم به وجعله من مطالب المؤمنين التي يكررونها في صلواتهم وفيه اشارة الى ان مقدار العبد يزيد وهي تعلو درجته بكونه يوفق للصواب خصوصا في مسائل الخلاف وفي الاية مشروعية الاقتداء بفعل اهل الخير والاحسان فانه قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم فكأنه رغبه في ان يقتدي بالذين انعم الله عز وجل عليهم وفي الاية التحذير من ترك العمل بالعلم لان الله عز وجل قد قسم من ترك الصراط المستقيم الى قسمين المغظوب عليهم والظالين والمراد بالمغضوب عليهم من كان عندهم علم لكنهم لم يعملوا بذلك العلم والمراد بالظالين من يعملون في عبادة الله بدون ان يستندوا في ذلك الى العلم الصحيح فتكون الاية محذرة من ترك العمل بما لدى الانسان من العلم لان لا يغضب الله عز وجل عليه وكذلك الاية تحذر من عمل الانسان في طاعة الله بدون علم لان هذا من انواع الظلال وفي هذا اشارة الى فضيلة العلماء وعظم مكانتهم فانهم هم الذين يبينون للناس الطريق المستقيم الموصل الى الله جل وعلا وفي الاية الترغيب في معرفة السير والتواريخ للذين انعم الله عليهم وفي مقدمتهم نبينا صلى الله عليه وسلم وفيها ايظا بيان ان الانسان ينبغي به ان يتأمل في سير اولئك الذين نزلت بهم العقوبات الدنيوية او الاخروية ليجتنب طريقهم ففي الاية اشارة الى استحباب معرفة التواريخ والسير ليقتدى بفعل الخير من اهل الخير جناب الشر من فعل اهل الشر وفي الاية ان نعمة الهداية للحق والعمل به من اكبر النعم وان حاجة الامة لهذه الهداية اعظم من حاجتها للامور الدنيوية من نصر او رغد عيش او نحو ذلك كيف لا وفي الهداية صلاح حال العبد في دنياه وفي اخرته وفيها استجلاب لرضى الرب سبحانه وتعالى وفي الاية اثبات القدر وان الله تعالى هو المتصرف في الكون ولذا جعل الهداية نعمة من الله تطلب منه سبحانه وتعالى وفي الاية الترغيب في طلب العلم لانه لا يكون العبد مهتديا سائرا على الصراط المستقيم الا اذا كان معه علم شرعي عي يتمكن به من الوصول الى رضا الرب سبحانه وتعالى وفي الاية البراءة من طريق الظالين والمغظوب عليهم. ممن انفردوا باحد الجانبين اما العلم واما العمل وفيه ايضا اشارة الى شدة نقص حال اولئك الذين لم يكن لديهم علم ولا عمل وفي الاية اثبات صفة الغضب لله تعالى وفي اخر هذه السورة لفظة امين. اي اللهم استجب لنا والميم في الاخير للنداء كأنه قال يا الله والتأمين سنة في الصلاة للامام والمأموم والمنفرد كما قال الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة لما رواه ابو هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا امن الامام فامنوا فانه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري ومسلم فهذا حديث متفق عليه وفي رواية للامام احمد واهل السنن اذا قال الامام غير المغظوب عليهم ولا الظالين قولوا امين فان الملائكة تقول امين. وان الامام يقول امين. فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وقال وائل ابن حجر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ثم قال امين مد بها صوته وفي الحديث الاخر ان بلالا رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لا تسبقني بامين. وقال الامام مالك رحمه الله بانه يكره للامام التأمين في الصلاة الجهرية وهناك قول ثالث في هذه المسألة قال به بعض الظاهرية حيث قالوا بان التأمين واجب على المأمون والقول الاول القائل باستحباب التأمين للامام والمأموم والمنفرد هو الارجح من الاقوال في هذه المسألة لما سبق من الادلة ولان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسيء في صلاته بالتأمين ولو كان التأمين واجبا لذكره صلى الله عليه وسلم وقال الامام احمد والشافعي في احد قوليه يستحب للامام والمأموم الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية للادلة السابقة فان بلالا قال يا رسول الله لا تسبقني بامين. مما يدل على انه كان يجهر بها وفي حديث وائل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ثم قال امين مد بها صوته. وقد قرأ ابو هريرة رضي الله عنه فقال امين. وقال الناس امين. ثم ثم قال رضي الله عنه اني لاشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم واثر رفع الصوت بالتأمين عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم. وقال بعض الشافعية لا يجهر المأموم وبالتأمين وقال الحنفية لا يجهره الامام ولا المأموم والقول الاول باستحباب الجهر ارجح لصراحة ادلته وقال الشافعية المستحب موافقة تأمين المأموم لامامه لحديث فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له وما تقدم من ذنبه وقال اخرون منهم بعض الحنابلة المستحب ان يكون تأمين المأموم بعد تأمين الامام وهذا ارجح لحديث تأمن الامام فامنوا والفاء تفيد التعقيب بارك الله فيكم ووفقكم الله لخيري الدنيا والاخرة وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي