بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب انزلناه اليك ترك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب التفسير الفقهي التفسير الفقهي تقدمه لكم اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية. التفسير الفقهي. التفسير الفقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف تنفيذ عزام بن حسن الحميدي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فقد قال الله جل وعلا لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين يا ويلي سورة البقرة في هذه الاية من الفوائد والاحكام ان هذا الكتاب يحتوي على اليقين وانه لا شك فيه لا في تنزيله ولا في دلالته ولا في اثبات ادلته التي وردت فيه وفي هذا بيان انه منزل من عند الله عز وجل وصفة من صفاته غير مخلوق وان وقع ريب للكفار وفي هذا انه لا يجوز لاحد ان يشك في هذا الكتاب او ان يقع في قلبه شيء من التردد بالتصديق باخباره او الاستجابة لاوامره وانه يجب على المؤمن اذا جاءته اية من كتاب الله ان يستجيب لها وان يذعن لها وان لا يتردد في قبولها وقوله فيه هدى للمتقين فيه قراءتان الاولى الوقوف على لا ريب والثاني الوقوف على لا ريب فيه وفي هذا بيان ان القرآن هداية وانواع الهداية معلومة. هداية توفيق وهداية دلالة قال بعض المفسرين هذه الاية في هداية الدلالة. وهذا فيه نظر بل الصواب ان المراد بهذه الاية الهداية التي هي هداية التوفيق لان هداية البيان هي عامة للناس كلهم. مؤمنهم وكافرهم كما في قوله تعالى ولكل قوم هاد. وانك لتهدي الى صراط مستقيم اما هداية التوفيق المقصودة بقوله انك لا تهدي من احببت وقوله اولئك على هدى من ربهم وقوله ويهدي من يشاء التي هي هداية التوفيق فهذه خاصة بي المؤمنين حيث وفقهم الله جل وعلا الى الخير والهدى. قال تعالى فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم وفي هذه الاية ان الاحكام الشرعية يجب اخذها من كتاب الله عز وجل وان مصدر الهداية الحقيقية وان من اراد ان يصل الى الحق والصواب فعليه بان يأخذه من كتاب رب العزة والجلال من كلام الرب سبحانه وتعالى. وفي هذه الاية انه كلما ازداد الانسان من التقوى زاده الله عز وجل من الاهتداء بكتابه و سيأتي بيان ان التقوى تشتمل على مخافة رب العزة والجلال ورجائه سبحانه مع مع محبته والتوكل عليه. وان لها خصالا سيأتي البحث فيها والتقوى طريقها طاعة الله جل وعلا. فكلما ازداد الانسان من طاعة الله ومن اخلاص النية له سبحانه ازدادت التقوى ومن ثم ازداد فهمه لكتاب الله جل وعلا وفي هذه الاية اشارة الى المفاتيح التي يفهم بها كتاب رب العزة والجلال فان كتاب الله له وسائل يفهم بها. ومن ذلك ان يكون العبد متصفا بالصفات المذكورة في هذه الايات في قوله تعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم هم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. فهذه هي الصفات التي كلما ازداد الانسان منها ازداد من فهم كتاب رب العزة والجلال وفي قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون يؤمنون بالغيب اي يصدقون بما اخبرهم الله عز وجل به من امور الغيب مما يجعلهم يوقنون بذلك ويصدقونه بقلوبهم وبالسنتهم وبافعالهم حيث يستعدون معادهم وللقائهم لرب العزة والجلال وقوله والذين يؤمنون بالغيب المراد بالغيب كل ما غاب عن الانسان والمراد هنا الاخبار التي ذكرها الله عز وجل مما لا يطلع الناس عليها ولا يهتدون اليها بعقوق عقولهم ومن ذلك الايمان بالله جل وعلا. ومن ذلك الايمان بصفاته التي اخبر الله عز وجل عنها. ومن الايمان بالبعث بعد الممات والايمان باشراط الساعة وعذاب القبر والحشر والنشر والصراط والجنة والنار. ومن ذلك ايضا الايمان بالملائكة والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر فكل هذه تدخل في مسمى الايمان بالغيب وفي هذه الاية دلالة على وجوب الايمان والتصديق بما اخبر الله عز وجل عنه وان الجزم واليقين لا يتوقف على الامور المشاهدة المحسوسة بل قد يكون في ما اخبر عنه يقين وجزم بحسب الطريق الموصل الى العلم بها وفي قوله ويقيمون الصلاة جمهور اهل العلم على ان المراد بالصلاة هنا الصلاة الواجبة كالصلوات الخمس وان الالف واللام هنا للعهد ويقولون بان هذا من الواجبات التي يتحتم على العبد فعلها. ولم يأمر باقامتها فقط فيقول بانهم يصلون. بل قال ويقيمون مما يدل على عدد من المعاني منها وجوب المحافظة على اوقات الصلوات ومنها وجوب المحافظة على اركان الصلاة و شروطها وواجباتها. على ما ورد في النصوص الشرعية و من ذلك ايضا محافظة الانسان على وقت الصلاة وقد ورد في النصوص الامر باداء الصلاة وقوله ويقيمون الصلاة استدل بعض العلماء بهذا اللفظ على وجوب الاقامة التي هي الاذان الثاني وقالوا بان من تركها فعليه ان يعيد كما ورد ذلك عن ابن ابي ليلى ومجاهد والاوزاعي عطاء وبعض الظاهرية وهو احد الاقوال عن الامام مالك وقد يستدلون بقوله للاعرابي واقم. ولكن هذه ولكن دلالة الاية على ايجاد اقامة الصلاة فيه نظر فان المراد اقامة الصلاة وليس المراد الدعاء والنداء الذي يسبق الصلاة ولذلك قال الله جل وعلا واقيموا الوزن بالقسط اي اتموه وادوه على وجه به اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. التفسير فقهية تفسير فقهي. من اعداد وتقديم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشريف. تنفيذ عزام بن حسن الحميدي