الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو اللقاء التاسع في تفسير سورة النور وهو اخر ما نأخذ من هذه السورة باذن الله جل وعلا فلعلنا نستمع لهذه الايات ولعل الله عز وجل ان ينيلنا فهمها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا لم يذهبوا حتى يستأذنوه ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم. فاذن لمن شئت منهم استغفر لهم الله ان الله غفور رحيم. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. قد يعلم الله الله الذين يتسللون منكم لواذا. فليحذر الذين يخالفون عن امره تصيبهم فتنة ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم الا ان لله ما في السماوات والارض قد يعلم ما انتم عليه. ويوم يرجعون اليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم لما ذكر الله جل وعلا ما يتعلق بالاستئذان عند الدخول ذكر ما يتعلق بالاستئذان في الانصراف من الامور العامة وذلك ان الامور العامة موكولة لاصحاب الولاية وبالتالي يعود الامر اليهم فيها والا لو لم يكن الامر كذلك لكان الناس فوظى ولم تنتظم امورهم فمن امثلة ذلك امر الجهاد لو ان كل واحد من افراد الناس يكرر هذا الامر لكانوا فوضى لم يكن لديهم تخطيط ولا ترتيب ولا مساعدة ولا تعاون وبالتالي يؤدي ذلك الى تغلب العدو على اهل الاسلام وهكذا في بقية الامور العامة لابد من ايكالها الى اهلها والرجوع الى من جعل الشارع النظر في تلك الامور اليه ولذا قال انما المؤمنون اي من شأن اهل الايمان الذين يسمعون ويطيعون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع اي في امر من الامور العامة التي تجمع افرادا كثيرين من امثلة امر الدولة امر الجماعة امر الجمعة لم يذهبوا اي لم يتركوا ولم ينصرفوا من مرافقة صاحب الولاية في ذلك الامر جامع بدءا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن يخلفه حتى يستأذنوه ان يطلبوا منه الاذن لانصرافهم فاذا استأذنوك اولئك الذي ان الذين يستأذنونك اي اولئك الذين لا ينصرفون الا باستئذان هؤلاء هم الذين حققوا ايمانهم والتزموا به. فاذا استأذنوك لبعض شأنهم اي اذا طلبوا منك كأن تأذن لهم لي بعض امورهم فحينئذ يجوز لك ان تأذن لهم وتأذن لمن شئت منهم ممن علمت ان عنده من الاعذار الظرورية ما يكون سببا لاستئذانه. واذا اذنت له فاطلب من الله جل وعلا ان يغفر له فان الله يغفر ذنوب العباد ويتجاوز عنها ويغطيها ثم قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. هذا يشتمل عددا من المعاني اولها ان طلب النبي صلى الله عليه وسلم اعلى من طلب غيره وبالتالي يبادر الى الامتثال لامره بدون اي تردد قال تعالى استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم والمعنى الثاني عند دعائكم للنبي صلى الله عليه وسلم لا تخاطبوه بمثل خطابكم لانفسكم وانما خاطبوه بما فيه توقير له. فقولوا يا رسول الله وهكذا ايضا من معانيها. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم. اي احذروا من ان يدعو عليكم النبي صلى الله الله عليه وسلم ومن ثم تكون دعوته ممن مما يلقى باب استجابة فتندمون على ذلك. قال تعالى قد يعلم الله الذين يتسللون منكم. اي هؤلاء الذين ينصرفون بتسلل والتسلل الخروج من الشيء بخفية لواء ذا. اي يعوذون ويلجأون الى بعض الافراد كأنهم هم قد خرجوا تابعين لهم كأنهم خرجوا تابعين لاولئك الذين استأذنوا. فحينئذ ليحذر الذين يخالفون عن امره اي هؤلاء الذين فعلوا هذا الامر قد خالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم وطلبه. وبالتالي عليهم ان ان يحذروا ان تنزل بهم المصائب ومن ذلك الفتن التي تجعلهم يرون الحق باطلا باطل حقا وهكذا قد يصيبهم العذاب الاليم المحن والعذاب الموجع في الدنيا بانواع عقوبات الدنيوية ثم اخبرهم ان المالك لهذا الكون والمتصرف فيه هو الله وحده. فقال انا الا ان اه ما في السماوات والارض قد يعلم ما انتم عليه. اي احذروا من ان يكون في نفوسكم او في افعالكم ما يخالف شرع الله ودينه سواء في هذا من كان منافقا او من كان من غيرهم. ثم قال يرجعون اليه اي ليتذكروا انهم بعد البعث سيكونون بين يدي الله جل وعلا. ومن ثم ما سيخبرهم باعمالهم وسيحاسبهم عليها. والله بكل شيء عليم. لا يخفى عليه شيء من امور السماء والارض في هذه الايات وجوب اعتصام الانسان بالجماعة ووجوب السمع والطاعة لاصحاب الولاية. وفي هذه الايات الاوامر الجوامع والمواطن التي يجتمع فيها الناس لابد ان يكون ذلك بامر صاحب الولاية وبالرجوع اليه وفيها انه لا يترك الانسان هذه الاوامر الجوامع والصفات الجامعة الا باستئذان من اصحاب الولاية وفي هذه الايات انه ينبغي لصاحب الولاية اذا استأذنه بعض الافراد في ترك امر لحاجة لديه او ظرورة ورأى ان تلك الحاجة مقدمة على الامر الذي اجتمع له الناس فلا بأس ان يأذن لهم وفي هذه الايات وجوب تقديم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على طاعة من سواه. وفي هذه الايات وجوب توقير النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه وفي هذه الايات حذر الانسان من ان يترك مقتضى الاوامر ولو بخفية. وفي هذه الايات التحذير من مخالفة امر النبي صلى الله عليه وسلم. وظاهر هذه الاية ان اوامر النبي صلى الله عليه وسلم تدل على الوجوب. فان كقوله عن امره اسم اه اسم جنس اه او مضاف الى معرفة فيفيد العموم وفي هذه الايات ان آآ ملك الله جل وعلا شامل لكل المخلوقات. وانه هو المتصرف فيها. وفي هذه الايات سعة علم الله عز وجل حيث لا يخفى عليه شيء من احوال الناس. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير جعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد