الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. المعول على القلب والجوارح اعوان لهذا القلب وجنود له. ينفذ القلب بواسطتها ما يريد. لكن اذا ظهر على الجوارح شيء من المخالفات هل ممكن ان يحتج هذا المخالف بان التقوى ها هنا؟ نقول لو كان في هذا المخفي شيء او وان التقوى موجودة في هذا القلب لظهرت على الجوارح. لان ما ظهر على الجوارح من المخالفات برهان على تكذيب الدعوة التي هي التقوى قال يشرب الخمر وهو تقي قوله جل وعلا الجنح فيما طعموا اذا ما اتقوا. قال عمر رضي الله عنه اخطأت استك الحفرة لو اتقيت ما شربت الخمر. وهذا الذي تظهر عليه علامات الفسوق يحلل لحيته ويشرب ما يشرب علنا ويسبل ثيابه وعنده مخالفة تقول التقوى ها هنا هذا لو اتقى الله ما حصلت منه هذه الامور فقد كذب دعواه بفعله. وليس في هذا مستمسك للعصاة المعلنين بمعاصيهم ان يقولوا التقوى ها هنا لو اتقى الله جل وعلا ما فعل هذه المعاصي