كان بعض الصالحين ينسب لعمل صالح يلازمه حتى يلقب به. كالمحدث بشر ابن الحسن كان يقال له الصفي لانه كان يلزم الصف الاول في مسجد البصرة خمسين سنة. وكعلي ابن احمد المقابري البغدادي نسبة الى المقابر. وقد عرف بهذه النسبة المقابري عدد من العلماء لكثرة زيارتهم المقابر. وكالقاضي الخياط عرف بهذا لانه كان يخيط على الايتام والمساكين حسبة وكان علي بن عبدالله بن عباس يدعى السجاد لكثرة صلاته. وكان الامام ابو حنيفة رحمه الله يسمى الوتد لكثرة صلاته تشبيها بوتد الخيمة بطول قيامه في الصلاة ومن ذلك لقب الحصري اطلق على الشيخ خليل السيد الذي كان يتقن صناعة الحصير وكان رجلا صالحا وكان كلما وجد مصلى بلي حصيره او بدون حصير او مفروشا بقش الارز هرع اليه وفرشه بالحصير الجديد فاشتهر بلقب الحصري ثم رأى في المنام ان عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقودا من العنب والناس تأتي جماعات جماعات يأكلون من عنقود العنب. وعنقود العنب لا ينفد وتكررت هذه الرؤيا فسأل عنها شيخ معبرا. فسأله الشيخ المعبر ان كان له ذرية فقال ولدي محمود عمره عامان. فقال الشيخ الحقه بالازهر يتعلم العلوم الشرعية فسوف يكون له شأن كبير وقد كان فالمقرئ العظيم الجليل الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله صار له شأن كبير في خدمة كتاب الله تعالى وكان اول من سجل القرآن الكريم في مشروع الجمع الصوتي الاول للقرآن الكريم الذي بدأه الدكتور لبيب السعيد رحمه الله. برواية حفص عن عاصم سنة احدى وستين وتسعمائة والف ورواية ورش عن نافع سنة اربع وستين ورواية قالون والدوري عن ابي عمرو البصري سنة ثمان وستين. وكان اول من سجل المصحف المعلم سنة تسع وستين. والمصحف المفسر المسمى مصحف الوعظ. سنة ثلاث وسبعين. وسيرته العطرة وسنته الحسنة ملأ الارض عبيرها فلا نطيل بذكرها رحمه الله تعالى