بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم ديني اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة السادسة والسبعون بعد المائتين سورة النحل الاية ثمانون والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم. وجعل لكم كن من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظأنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبادها واشعارها اثاثه ومتاعا والله سبحانه جعل لكم من بيوتكم التي تبنونها من الحجر وغيره استقرارا وراحة وجعل لكم من جلود الابل والبقر والغنم خياما وقبابا في البادية مثل بيوت الحذر يخف عليكم حملها في ترحالكم من مكان لاخر ويسهل نصبها وقت نزولكم وجعل لكم من اصواف الغنم واوبار الابل واشعار المعز اثاثا لبيوتكم واكسية واغطية تتمتعون بها الى زمن محدد وفي هذه الاية الكريمة كلمات تستخفونها اي يخف عليكم حملها واصل خفف يخالف الثقل ظعنكم اي سفركم وترحالكم هو اصله ضعنا يدل على الشخوص من مكان الى مكان واوبارها جمع وبر وهو للابل كالصوف للغنم والوبر خاص بالابل اثاثا اي متاع البيت واصله من الكثرة والاجتماع. اجتماع بعض المتاع الى بعض حتى يكثر كالشعر الاثيث وهو الكثيف الملتف الاية الحادية والثمانون من الجبال اكناما وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون والله جعل لكم من الاشجار والابنية ما تستظلون به من الحر وجعل لكم من الجبال اسرابا ومغارات وكهوف تستترون فيها عن البرد والحر والعدو وجعل لكم قمصانا وثيابا من القطن وغيره. تدفع عنكم الحر والبرد وجعل لكم دروعا تقيكم بأس بعضكم في الحرب فلا ينفذ السلاح الى اجسامكم كما انعم الله به عليكم من النعم السابقة يكمل نعمه عليكم رجاء تنقاد لله وحده ولا تشركوا به شيئا وايضا في هذه الاية كلمات اكنانا اي مواضع تسكنون بها في الكهوف والاسراب وغيرها واصله كاننا يدل على ستر وصوم ولذا زوجة الابن يقال لها كنا لان عمها يكنها ان يسترها ويحفظها ويصونها سرابيل اي يعني ما يلبس على البدن ترابيل ما يلبس على البدن في الغمص والدروع وغيرها بأسكم اي شدة الطعن والظرب والرمي في الحرب. واصل بأس يدل على الشدة الاية الثانية والثمانون فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين. فان اعرضوا عن الايمان والتصديق بما جئت به. فليس عليك ايها الرسول الا تبليغ ما امرت بتبليغه تبليغا واضحا وليس عليك حملهم على الهداية الاية الثالثة والثمانون يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون. يعرف مشركون نعم الله التي انعم بها عليهم ومنها ارسال النبي صلى الله عليه وسلم اليهم ثم يجحدون نعمه بعدم شكرها وبالتكذيب لرسوله واكثرهم الجاحدون لنعمه سبحانه الاية الرابعة والثمانون. ثم لا يؤذن الذين كفروا ولا هم يستعتبون. واذكر ايها الرسول يوم يبعث الله من كل امة رسولها الذي ارسل اليها يشهد على ايمان المؤمن منهم وكفر الكافر ثم بعد ذلك لا يسمح للكفار بالاعتذار عما كانوا عليه من الكفر ولا يرجعون الى الدنيا ليعملوا ما يرضى عنه ربهم في الاخرة دار حساب لا دار عمل وفي هذه الاية الكريمة كلمة يستعتبون ان يطلبوا منهم ان يزيلوا غضب ربهم بالتوبة وصالح العمل من الاستعتاب وهو الرجوع عن الاساءة والتعرظ لطلب الرضا واصل الكلمة من العتم وهو الغضب والملامة يقال عتب عليه اذا غضب عليه ولامه الاية الخامسة والسبعون الاية الخامسة والثمانون. واذا عين الظالمون المشركون العذاب فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم يمهلون بتأخيره عنهم بل يدخلونه خالدين فيه مخلد الاية السادسة والثمانون واذا عاين المشركون في الاخرة معبوداتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله. قالوا ربنا هؤلاء هم شركاؤنا الذين كنا نعبدهم من دونك قالوا ذلك ليحملوهم اوزارهم فامدق الله معبوداتهم فردوا عليهم. انكم ايها المشركون لكاذبون في عبادتكم شريكا مع الله فليس مع الله شريك فيعبد الاية السابعة والثمانون واستسلم المشركون وانقادوا لله وحده وذهب عنهم ما كانوا يختلقونه من ادعاء ان اصنامهم تشفع لهم عند الله وهنا هذه لا يعني الكلمة مهمة. السلم اي الاستسلام. والانقياد لامر الله وحكمه يقال سلم واستسلم واسلم اذا انقاد وخضع ومنه الاسلام وهو الطاعة والانقياد لله واصل سلمة يدل على الصحة والعافية من فوائد الايات دلت الايات على جواز الانتفاع بالاصوات والاوبار والاشعار على كل حال ومنها استخدامها في البيوت والاثاث كثرة النعم من الاسباب الجالبة من العباد مزيد الشكر والثناء بها على الله الشهيد الذي يشهد على كل امة هو ازكى الشهداء واعدلهم وهم الرسل الذين اذا شهدوا تم الحكم على اقوامهم في قوله وسرابيل تقيكم بأسكم دليل على اتخاذ العباد عدة الجهاد. ليستعينوا بها على قتال الاعداء هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته