ولا يتأخر فلا تكون اية الا باجل قضاه الله تعالى في كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب يزيل الله ما يشاء ازالته من خير او شر او سعادة او شقاء وغيرها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير الصحيفة الرابعة والخمسون بعد المئتين مع سورة الرعد نسأل الله فضله ورحمته وانا على جنح سفر فاعتذر من الاصوات القريبة لكن ما اردت ان ينقطع الدرس عسى الله ان لا يقطع عنا خيره وفضله ونوره واحسانه مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار وكلها دائم وظلها قلت عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار صفة الجنة التي وعد الله بها المتقين له. بامتثال اوامره واجتناب نواهيه انها تجري من تحت قصورها واشجارها الانهار ثمارها دائمة لا تنقطع عكس ثمار الدنيا وظلها دائم لا يزول ولا يتقلص تلك هي عاقبة الذين اتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وعاقبة الكافرين النار يدخلونها ماكثين فيها ابدا كم هي من اية عظيمة فيها بيان صورة ولمحة من لمحات الجنة وقف عندها جيدا مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار وكلها دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقب الكافرين النار ربنا جل جلاله لما ذكر عذاب الكفار في الدنيا والاخرة اتبعه بذكر ثواب المتقين مثل الجنة التي وعد المتقون اذا هي لمن اتقى ربه ففعل الاوامر واجتنب النواهي وصبر على المقدورات المؤلمة ووضع بينه وبين الحرام سترا من الحلال تجري من تحتها الانهار اي صفة الجنة التي وعد الله بها المتقين في الاخرة ان الانهار تجري من تحت قصورها واشجارها والايات في هذا كثيرة جدا في صفة الجنة. واقرأوا ان شئتم سورة الانسان اكلها دائم وظلها اي ما يؤكل في الجنة من ثمارها دائم لاهلها. لا ينفذ ولا ينقطع عنهم وظلها ايضا دائم لا يزول قال تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار. اي تلك الجنة العالية العالية في الاوصاف هي عاقبة المتقين الذين امتثلوا امر الله تعالى واجتنبوا ما نهاهم عنه اما عاقبة الكافرين بالله في النار ثم قال الله تعالى والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك ومن الاحزاب من ينكر بعضه قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به اليه ادعو واليه مأبى والذين اعطيناهم التوراة من اليهود والذين اعطيناهم الانجيل من النصارى يفرحون بما انزل عليك ايها الرسول بموافقته لبعض ما انزل عليهم ومن طوائف اليهود والنصارى من ينكر بعض ما انزل اليك مما لا يتفق مع اهوائهم او مما يصفهم بالتبديل والتحريف قل لهم ايها الرسول انما امرني الله ان اعبده وحده ولا اشرك به غيره اليه وحدي اليه وحده ادعو ولا ادعو غيره واليه وحده مرجعي وبهذا جاءت التوراة والانجيل طبعا هنا قالوا الاخوة في مركز تفسير قال لموافقته لبعض ما انزل عليه. هذه لبعض تحتاج الى تعديل وانا راسلت الشيخ عبدالرحمن الشهري عن الاية السابقة في صحيفة مئتين وثلاثة وخمسين افمن هو قائم على كل نفس ولعلهم يطورون بمشيئة الله تعالى ان شاء الله وهذه الاية والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك ومن الاحزاب من ينكر بعضه قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به اليه ادعو واليهم ابى لما ذكر احوال المشركين من قوله كذلك ارسلناك في امة ذكر فضل بعض اهل الكتاب في حسن تلقيهم للقرآن فالذين ارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن انقسموا في التصديق بالقرآن فرقا ففريق امن بالله وهم المؤمنون وفريق كفروا وهذا فريق اخر وهو منقسم ايضا قال والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك. ايها الذين اتيناهم التوراة والانجيل ممن امن بك يا محمد من اليهود والنصارى يفرحون بالقرآن الذي انزله الله اليك. قال ومن الاحزاب من ينكر بعضه اي ومن اهل الملل والاديان المتحزبين عليك يا محمد من يكذب ويكذب ببعض ما في القرآن لكن ما هو الجواب؟ قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به. اي قل يا محمد انما امرني الله بعبادته وحده وان لا اشرك به شيئا اليه ادعو واليه ما ابى. اي الى الله وحده. ادعو الناس الى طاعته مخلصين له العبادة والى الله مرجعي في جميع اموري واليه مصيري ثم قال الله تعالى وكذلك انزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت اهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا وقت ومثل انزالنا الكتب السابقة مصر بالسنة اقوامها انزلنا عليك ايها الرسول القرآن قولا فصلا مبينا للحق عربيا ولئن اتبعت ايها الرسول اهواء اهل الكتاب في مساومتهم لك بحذف ما لا يتفق مع اهوائهم بعدما جاءك من العلم الذي علمك الله اياه فليس لك من الله ولي يتولى امرك وينصرك على اعدائك وليس لك مانع يمنعك من عذابه وهذه الاية يعني اية عظيمة يقف عندها الانسان كثيرا وكذلك انزلناه حكما عربيا. اي وكما انزلنا الكتب على الرسل السابقين بلغاتهم كذلك انزلنا عليك يا محمد القرآن محكما متقنا لتحكم به بين الناس بلسان العرب ولان اتبعت اهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا فقه. اي ولئن اتبعت يا محمد اهواء تلك الاحزاب الكافرة بعد ما جاءك من العلم الذي علمك الله اياه. مالك من الله من ناصر ينصرك ويتولى امرك ولا واق يقيك عذاب الله فاحذر من اتباع اهوائهم ويتأمل الانسان يعني هذا الامر لانك ستجد الان من يسارع في الاستجابة لاهل الكفر فيحدث المواد الشرعية ويحذف الايات القرآنية من المناهج وانت في كتاب الله سبحانه وتعالى تجد كل شيء ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله لكل اجل كتاب ولقد ارسلنا رسلا من قبلك ايها الرسول من البشر فلست بدعا من الرسل وجعلنا لهم ازواجا وجعلنا لهم اولادا كسائر البشر ولم نجعلهم ملائكة لا يتزوجون ولا ينجبون وانت من هؤلاء الرسل الذين هم بشر يتزوجون وينجبون فلماذا يعجب المشركون من كونك كذلك ولا يصح لرسول ان يأتي من عنده باية الا ان اذن الله باتيانه بها لكل امر قضاه الله كتاب ذكر فيه ذلك واجل لا يتقدم ولا يتأخر طبعا هذا عود على الرد على المشركين في انكارهم اية القرآن وتصميمهم على المطالبة باية من مقترحاتهم تماثل ما يبث يعني ما يؤثر من ايات موسى وايات عيسى ببيان ان الرسول لا يأتي بايات الا باذن الله. وان ذلك لا يكون على حسب مقترحاتهم ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية اي ولقد بعثنا يا محمد الى الامم الماضية رسلا من قبلك فكانوا بشرا مثلهم وجعلنا لهم ازواجا ينكحونهن ورزقناهم اولادا فلست اول رسول بشري ارسل الى الناس حتى يستغرب قومك ارسالك اليهم ثم قال وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله. اي ولا يقدر اي رسول ارسله الله تعالى الى قوم ان يأتي قومه بمعجزة تدل على صدقه. الا بامر الله وهو الذي يأتي بالمعجزة ويؤيد بها رسوله متى شاء لكل اجل كتاب اي كل اجل قدره الله ولكل امر قضاه كتاب اثبت فيه ووقت معلوم يقع فيه لا يتقدم عليه ويثبت ما يشاء منها وعنده اللوح المحفوظ فهو مرجع كل ذلك وما يظهر من نحو او اثبات مطابق لما هو فيه وهذا الانسان حينما يؤمن الايمان التام يجد الطمأنينة في نفسه مهما يحصل له يمحو الله ما يشاء ويثبت ان يمحو الله ما يشاء من الاقدار المكتوبة فيمحو ما يشاء محوه من شقاوة او سعادة او رزق او عمر او خير او شر وغير ذلك ويبقي منها ما يشاء وذلك فيما يكون في ايدي الملائكة من صحف. قالوا عنده ام الكتاب. اي وعند الله اصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ ثم قال تعالى واما نريينك بعض الذي نعدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب وان اريناك ايها النبي بعض ما نعدهم به من العذاب قبل موتك فذلك الينا او امتناك قبل ان نريك اياها فليس عليك الا تبليغ ما امرناك بتبليغه. وليس عليك مجازاتهم ولا محاسبتهم فذلك موتك فذلك اليها او امتناك قبل ان نريك اياه فليس عليك الا تبليغ ما امرناك بتبليغه وليس عليك مجازات ولا محاسبة فذلك علينا نعم وهذه الاية يعني اية عظيمة وهي يعني اضاف على جملة يمحو الله ما يشاء ويثبت باعتبار ما تفيده من ابهام مراد الله في اجال الوعيد ومواقيت انزال الايات فبينت هذه الاية الكريمة ان النبي صلى الله عليه وسلم ليس مأمورا بالاشتغال بذلك ولا بترقبه وانما هو مبلغ عن الله لعباده والله يعلم ما يحاسب به عباده سواء شهد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ام لم يشهده وقف عندها مليا اخي الكريم واما نريينك بعض الذي نعدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ ايوة ان اريناك يا محمد في حياتك بعض العذاب الذي نعد به المشركين لكفرهم. او توفيناك قبل ان نريك عذابهم. فليس عليك سوى تبليغهم. رسالة الله في كلا الحالتين وعلينا الحساب اي وعلينا نحن لا عليك محاسبة العباد ومجازاتهم على اعمالهم ثوابا او عقابا النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ عن ربه ولذلك كل من يدعو الى الله مأمور بتبليغ رسالات الله سبحانه وتعالى المهم ان الانسان يؤدي الواجب الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب او لم يشاهد هؤلاء الكفار انا نأتي ارض الكفر ننقصها من اطرافها بنشر الاسلام وفتح المسلمين لها. والله يحكم ويقضي بما يشاء بين عباده ولا احد يتعقب حكمه بنقض او تغيير او تبديد وهو سبحانه سريع الحساب يحاسب الاولين والاخرين في يوم واحد سبحانه وتعالى. اذا لما وعد الله تعالى رسوله بان يريه بعض ما وعدوه او يتوفاه قبل ذلك. بين في هذه الاية ان اثار حصول تلك المواعيد وعلاماتها قد ظهرت وقويت فقال اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها اي اولا ينظر ان ننصر المسلمين ونفتح لهم ديار المشركين ارضا بعد ارض فننقص دار الكفار ونزيد ونزيد في دار الاسلام افلا يعتبرون بذلك فيخافون ظهورهم على ارضهم وقهرهم اياهم والله يحكم لا معقب لحكمه. اي والله هو الذي يقضي في خلقه بما يشاء ويعاقب من يشاء ولا يبطل احد حكمه برد او نقض او تغيير فما حكم الله به من العقاب لا يبطله احد. وهو واقع ولو تأخر ولذا قال وهو سريع الحساب اي والله سريع بمحاسبة الكافرين. ومجازاته لعباده وهو واقع لا محالة الحساب واقع لا محالة لا يدفعه دافع اذا فلا يستعجل بالعذاب فان كل ما هو ات قريب وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقب الدار وقد ما كانت الامم السابقة لانبيائهم وكانت لهم وكذبوا بما جاءوا به فماذا فعلوا بتدبيرهم لهم؟ لا شيء لان التدبير لان التدبير الفاعل هو تدبير الله لا غيره كما انه سبحانه هو الذي يعلم جميع اعمال الخلق كلهم لا يخفى عليه شيء منها وعندئذ سيعلم هؤلاء المكذبون كم كانوا مخطئين في عدم الايمان بالله وكم كان المؤمنون مصيبين فحازوا بذلك الجنة والعاقبة الحسنة طبعا هذه الايات فيها تخويف للكفار وقد مكر الذين من قبلهم اي وقد مكر الذين من قبل مشركي العرب برسلهم وكفروا بهم وكادوا لهم وارادوا اخراجهم من بلادهم فمكر الله بهم وانتقم منهم وجعل العاقبة لعباده المتقين وقد منفر جديد من قبلهم فلله المكر جميعا اي في لله المكرو كله لان اسباب المكر بيده. هو مكر الكفار مخلوق لا يضر الا بعد اذنه. فكذلك هؤلاء المشركون من يمكرون بك يا محمد والله منجيك من مكرهم هو ملحق ذر مكرهم بهم دونك يعلم ما تكسب كل نفس اي يعلم الله ما تعمل كل نفس من خير او شر وسيجازيها على جميع اعمالها الظاهرة والباطنة ومن ذلك علمه بما يعمل هؤلاء المشركون من قوم وما يسعون فيه من المكر بك وسيعلم الكفار لمن عقب الدار اي وسيعلم الكفار يوم القيامة لمن تكون عاقبة الدار الاخرة حين يدخلون النار ويدخل المؤمنون الجنة. طبعا الاية الاخيرة من هذه السورة في الصفحة اللاحقة. ويقول الذين كفروا لسنا مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ويقود الذين كفروا لست يا محمد مرسلا من الله قل لهم ايها الرسول كفى بالله شاهدا بيني وبينكم. على اني مرسل من ربي اليكم ومن عنده علم من الكتب السماوية التي جاء فيها نأتي. ومن كان الله شاهدا بصدقه فلا يضره تكذيب من كذب اذا لما تقدم قوله ويقود الذين كفروا لولا انزل عليه اية عطف عليه بعد شرح ما استتبعه قولهم. ويقول الذين كفروا لست مسلم لكون انت لا تأتي بمقترحاتهم مع انه لم يقل يوما انه قادر عليها. فكأنه قيل فما اقول لهم؟ فقال قل كفى بالله شهيدا اذا ويقول الذين كفروا لست مرسلا. ايوة يقول الكفار يا محمد لست رسولا من عند الله قل وهذا تلقين قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم اي قل له يا محمد يكفيني الله شاهد يكفيني الله شاهد علي وعليكم بصدقي وكذبكم ومن عنده علم الكتاب اي واهل الكتاب الذين عندهم علم التوراة والانجيل فانهم يشهدون لي اني رسول من عند الله فيشهدون ان الانبياء السابقين اتوا بمثل ما اتيت به. في الامر بعبادة الله وحده والنهي عن الشرك والاخبار بيوم القيامة والشرائع الكلية ويشهدون ايضا بما ورد في كتبهم من ذكر صفات وبشارات الانبياء فيما يتعلق بالفوائد التي ذكرها الاخوة في مركز تفسير اولا الترغيب في الجنة بما يعني صفتها من جريان الانهار وديمومة الرزق والظل اللهم اكتب الجنة لامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين خطورة اتباع الهوى بعد برود العلم وانه من اسباب عذاب الله بيان ان الرسل بشر لهم ازواج وذريات. وان نبينا صلى الله عليه وسلم ليس بدعا بينهم. فقد كان مماثلا لهم في ذلك. طبعا مما يظاعف من الفوائد على هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة اولا الفرح بالعلم النافع المؤدي الى العمل الصالح فالفرح دليل على محبة العبد للخير. وعلى محبة اهل العلم ثانيا الثبات على الحق لا سيما في زمن المحن فالثبات على الحق من اعلى المقامات ثالثا العبادة تعظيم لله وهي فرض على المكلف وكذلك الدعوة الى عبادة الله فرض على المكلف رابعا كل شيء بقضاء الله وقدره. وان الامور مطهونة باوقاتها خامسا مجيء كثير من الايات بظمير التعظيم لتربية المهابة في قلوب المؤمنين وهذا تتأمله في الايات التي تكون هكذا واما نرينك بعض الذي نعدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته