بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال انا منكم وجل حين دخلوا عليه فقالوا له سلاما فاجابهم باحسن من تحيتهم وقدم لهم عجلا مشويا ليأكلوه فقد ظن انهم بشر فلما لم يأكلوا منه قال انا منكم خائفون اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما. اي حين دخل الملائكة على ابراهيم قالوا له حين دخولهم نسلم عليك سلاما وفي سورة هود ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حميد قال انا منكم وجل اي قال لهم ابراهيم بعد ان رد عليهم السلام انا منكم خائفون وربنا قال كما في سورة الذاريات اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين تقربه اليهم قال الا تأكلون؟ فاوجس منهم خيفا اذا هذا يشرح السبب في خوفك لانهم لم يأكلوا من طعامه قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم قال الرسل من الملائكة لا تخف انا نخبرك بما يسرك انه سيكون لك ولد ذكر اليم قالوا لا توجد اي قال الملائكة لابراهيم لا تخف منا وفي سورة الذاريات فاوجس منهم خيفا قالوا لا تخف ثم عللوا امرهم له بعدم الخوف بقولهم مؤكدين لقلع ما في نفسه من الوجل المنافي للبشرى انا نبشرك بغلام عليم وفي هذا عودة الراحة الى قلبه ومعنى الاية اي انا نبشرك بمولود لك عزيز العلم بالشريعة الالهية وهذا من اعظم ما يكون ان الله يرزقك ذرية تهتم بالعلم وتعظم العلم وفي سورة الذاريات وبشروه بغلام عليم فاقبلت امرأته في صبرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك انه هو الحكيم العليم وفي سورة هود وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب وفي سورة الصافات وبشرناه باسحاق نبي من الصالحين قال بشرتموني على ان مسني الكبر فبم تبشرني؟ قال لهم ابراهيم وقد تعجب من تبشيرهم اياه بولد ابشرتموني بولد مع ما اصابني من الكبر والشيخوخة فعلى اي وجه تبشرونني قال بشرتموني على ان السني الكبر اي قال ابراهيم للملائكة متعجبا ابشرتموني بولد مع كبر سني فبم تبشرني؟ اي فبأي شيء عجيب تبشرونني؟ فان البشارة بما لا يتصور وقوعه عادة ليست مشارب قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال الرسل من الملائكة لابراهيم بشرناك بالحق الذي لا مرية فيه. فلا تكن من اليائسين مما بشرناك قالوا بشرناك بالحق. اي قال الملائكة لابراهيم فالشامات بولد قد قضى الله انه كائنا بلا شرك فلا تكن من القانطين اي فلا تكن يا ابراهيم من اليائسين من فضل الله الذين يستبعدون وجود الخير ولكن ابشر بالولد الصالح معك في برسل لك واقبل البشرى بذلك قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالين قال ابراهيم وهل ييأس من رحمة ربه الا المنحرفون عن صراط الله المستقيم وتأمل هذا الجواب الجليل قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. اي قال ابراهيم من ييأس من رحمة الله الا الذاهبون عن طريق الصواب الجاهلون بالكمال قدرة الله ورحمة الله الوهاب الكريم سبحانه وتعالى قال فما خطبكم ايها المرسلون قال ابراهيم فما شأنكم الذي جاء بكم ايها المرسلون من الله تعالى فربنا جل جلاله يرسل الملائكة بوظائف قال فما خطبكم ايها المرسلون اي قال ابراهيم للملائكة فما شأنكم الخطير الذي ارسلكم الله به سوى البشارة قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين قال رسل من الملائكة انا ارسلنا الله لاهلاك قوم عظيمي الفساد عظيمي الشر وهم قوم لوط قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين اي قال الملائكة لابراهيم انا ارسلنا الله الى قوم كافرين كثر فسادهم وعظم خبثهم ارسلنا لاجل ان نهلكهم الا ال لوط انا لنجوهم اجمعين الا اهل لوط واتباعه من المؤمنين. فلا يشملهم الاهلاك انا مسلموهم جميعا منه الا انا لوط انا لمنجوهم اجمعين اي لكن لوطا واهله لن يقع عليهم الاهلاك وسنخلصهم جميعا من العذاب في سورة الذاريات قال فما خطبكم ايها المرسلون قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال تعالى الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين الا زوجته فقد حكمنا انها من الباقين الذين يشملهم الهلاك الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين اي الا امرأة لوط. قضينا انها من المهلكين الباقين في العذاب. بسبب كفرها كما قال تعالى ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا انا مهلك اهل هذه القرية ان اهلها كانوا ظالمين قال ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه واهله الا امرأته كانت من الغابرين وربنا جل جلاله يبتدي العباد بامور متعددة واحيانا الابتلاء يكون من داخل البيت وهذا اختبار وامتحان فعلى الانسان ان يصبر وعليه ان يحتسب وعليه ان يؤدي حق الله سبحانه وتعالى فلما جاء على لوط المرسلون فلما قدم الملائكة المرسلون الى ال لوط في صور رجال اي فلما اتت الملائكة لوطا واهله قال انكم قوم منكرون قال لهم لوط قوم تغيروا معروفين قال انكم قوم منكرون اي قال لوط للملائكة انكم قوم غير معروفين لدي فلا ادري من انتم قالوا بل جئناك بما كانوا فيه ينترون قال الرسل من الملائكة جلوط لا تخف بل جينان في يا لوط بما كان يشك فيه قومك من العذاب المهلك لهم وتأمل هذا الحال الذي حصل للوط في هذه اللحظة الشديدة قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون اي قال الملائكة للوط بل نحن ملائكة الله. جئنا بعذاب قومك الذي كانوا يشكون في وقوعه بهم وتأمل انهم ملائكة جاءوا للعذاب فكيف كان الحال عملك واتيناك بالحق وانا لصادقون. وجئناك بالحق الذي لا هز فيه. وانا لصادقون فيما اخبرناك به واتيناك بالحق وانا لصادقون اي واتيناك باليقين من عند الله وهو عذاب قومك وانا لصادقون فيما اخبرناك به من هلاكهم فاسري باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم. ولا يلتفت منكم احد وامضوا حيث تؤمرون فسر باهلك بعد مضي جانب من الليل وسر خلفهم ولا يلتفت احد منكم الى الوراء لينظر ما حل بهم. وامضوا الى حيث امركم الله ان ترضوا فاسري باهلك بقطع من الليل. اي فاخرج انت واهلك من ارض قومك بعد مضي وقت من الليل حيث تكون العيون قد نامت ولا يعلم احد بمسراك واتبع ادبارهم اي وكر يا لوط من وراء اهلك وامش خلفهم حين تسري بهم وهنا يقول بقاعي قد جرت عادة الكبراء ان يكونوا ادنى جماعتهم الامر المخوف سماحا بانفسهم وتثبيتا لغيرهم وعلما منهم بان مدانات ما فيه وجل لا يقربه من اجل. وضده لا يغني من قدر ولا يباعد من ضرر ولان لا يشتغل قلبك بمن خلفك وليحتشي موتا فلا يلتفت او يتخلف احد منهم وغير ذلك من المصالح. طبعا النبي صلى الله عليه وسلم كان ايضا يكون مع الساقة في الاخير يتفقد الجيش جميعه كما حصل في قصة جمل جابر اذا نتبع ادبارهم يا لوط من وراي اهلك وامش خلفهم حين تسريبهم ولا يلتفت منكم احد اي لا ينظر احد منكم وراءه ولتجدوا في السير فتتباعد عن القرية وتنجوا من العذاب النازل باهلها فالانسان لا الانسان يخرج بنفسه واهله من مواطن العذاب وامضوا حيث تؤمرون. اي اذهبوا الى المكان الذي تؤمرون بالمضي اليه وقضينا اليه ذلك في الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين واعلنا له طلع عن طريق الوحي الذي الامر الذي قدرناه واعلنا لوطا عن طريق الوحي ذلك في الامر الذي قدرناه وهو ان هؤلاء القوم سيستأصلون باهلاك اخرهم ادخروا في الصبح وقضينا اليه ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين اي واوحينا الى لوط ما قدرناه من الامر العظيم ان جميع قومه مهلكون عن اخرهم هلاك استئصال مطلع صباح ليلتهم كما قال تعالى ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب وفي هذه الايات بيان لهذا الامر وجاء اهل المدينة يستبشرون وجاء اهل سدوب مستبشرين طمعا في فعل الفاحشة عياذا بالله وجاء اهل المدينة يستبشرون اي وجاء اهل المدينة لوط اي وجاء اهل مدينة قوم لوط الى بيت لوط. فرحين مسرورين. يبشر بعضهم بعضا بغلوم اضياف طمعا في بفعل الفاحشة بهم وفي سورة هود وجاء قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات وفي سورة القمر ولقد راودوها عن ضيفه فطمسنا اعينهم فذوقوا عذابي ونذر قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحون قال لهم لو ان هؤلاء القوم ضيوفي فلا تفضحوني بما تريدون بهم قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضوا ايقاظ لوط لقومه ان هؤلاء الذين تريدون فعل الفاحشة بهم ضيوف وحق على الرجل اكرام ضيوفه. فلا تفضحوني في ضيوفي بتعاطي ذلك الفعل القبيح فيلحقني العار واتقوا الله ولا تخزونه وخافوا الله بترك هذه الفاحشة ولا تذلوني بصنيعكم الشنيع واتقوا الله خافوا الله ان يحل بكم عذابه ولا تذلوني وتهينوني بالتعرض لضيوفي لمكروه قالوا اولم ننهك عن العالمين قال له قومه الم ننهك عن اضافة احد من الناس اي قال قوم لوط لهم او لم ننهك يا لوط عن ضيافة احد من الناس؟ فنحن قد انذرناك ومن انذر فقد اعذر وهذا يدل على يعني كبيرة قبحهم وفحشهم من فوائد الايات تعليمه ادب الضيف بالتحية والسلام حين القدوم على الاخرين. وايضا في ذلك ادب الزيارة. يعني كما ان الذي يزار يكرم ايضا الذي يزور يزور في الوقت المناسب من انعم الله عليه بالهداية والعلم العظيم لا سبيل للقلوغ من رحمة الله فالعلم النافع يدل على الطريق الصحيح نهى الله تعالى لغضا واتباعه عن الالتفات اثناء نزول العذاب بقوم لوط حتى لا تأخذهم الشفقة عليهم. بل ان الانسان مطالب ان لا يسكن المساكن الذين ظلموا انفسهم تصميم المقاومة للوضع على ارتكاب الفاحشة مع هؤلاء الضيوف دليل على طمس فطرتهم وشدة فحشهم عياذا بالله تعالى هذا وبالله التوفيق وصلى الله محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته