بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد المختصر في التفسير سورة النحل الصحيفة السبعون بعد المائتين نسأل الله فضله ورحمته قال الله تعالى ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين ثم يوم القيامة يهينهم الله بالعذاب ويذلهم به ويقول لهم اين شركائي الذين كنتم تشركونهم معي في العبادة وكنتم تعادون انبيائي والمؤمنين بسببهم قال العلماء الربانيون ان الهوان والعذاب يوم القيامة واقع على الكافرين اذا الذين ينطقون بخير في الدنيا تينطقون بخير يوم القيامة وتأمل هذه الاية الكريمة ثم يوم القيامة يخزيهم اي ثم يوم القيامة يضل الله الكافرين ويهينهم بالعذاب ويظهر فضائحهم فما كانت تخفيه ضمائرهم يجعله الله علانية ويقول اين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ايوة يقول الله يوم القيامة للمشركين اين الذين كنتم تعبدونهم في الدنيا وتزعمون انهم شركائي وتتخذونهم اولياء من دوني وتعادون الله وحزبه بسببهم فليدفعوا عنكم هذا العذاب قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين اي سيقول الذين اتاهم الله العلم الدنيا سيقولون يوم القيامة ان الذلة والهوان يوم القيامة. والعذاب كائن على الكافرين فينبغي على الانسان ان يكون ناطقا في الدنيا بالحق امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. دالا الى الخير حتى ينطق بالخير يوم القيامة الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون الذين يقبض ملك الموت واعوانه من الملائكة ارواحهم وهم متلبسون بظلم انفسهم بالكفر بالله فانقادوا مستسلمين لما نزل بهم من الموت وانكر ما كانوا عليه من الكفر والمعاصي ظنا منهم ان الانكار ينفعهم. فيقال لهم كذبتم قد كنتم كافرين تعمل الى المعاصي. ان الله عليم بما كنتم تعملون في الدنيا لا يخفى عليه شيء منه وسيجازيكم عليه والانسان يعمل في حياته حتى يموت على الاسلام والتوحيد ويحذر الانسان من خاتمة السوء. قال تعالى الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم فالانسان مطالب ان يدفع الظلم عن نفسه وان يزكي نفسه وان يرفعها وان يعليها فاذا لم يفعل فصار ظالما لنفسه وهنا تذكير بان النفس امانة عندك. فاحذر ان تضيعها اي ان الخزي والسوء على الكافرين الذين تقبض الملائكة ارواحهم حال كونهم ظالمين لانفسهم بالكفر والشرك والمعاصي. فاوردوها بذلك موارد الهلاك فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء تأمل متى القوا السلام حينما جاءهم الموت والانسان في وقت الحرية مطالب بالعمل الصالح. لان القاء السلم في حال الموت لا ينفع انما الذي ينفع حينما تخشى الله بالغيب وبالعلانية وتكون في هذه الدنيا على طاعة الله تعالى فالقوا السلمة اي فاستسلم اولئك الظالمون عند الموت لله وانقادوا لطاعة ربهم حين عاينوا الموت وقالوا للملائكة الذين يقبضون ارواحهم منكرين كفرهم ومعاصيهم. ما كنا نكفر بالله ولا نشرك به ولا نعصيه هكذا يقولون ولكن لا ينفعهم بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون. اي فيقال لهم ليس الامر كما تزعمون. بل كنتم تعملون السوء ان الله عليم بالذي كنتم تعملونه من الكفر والشرك والمعاصي فلا ينفعكم انكاركم وسيجازيكم على اعمالكم فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها. فبئس مثوى المتكبر ويقال لهم ادخلوا حسب اعمالكم ابواب جهنم مالكتينا فيها ابدا فلساءت مقرا للمتكبرين عن الايمان بالله وعبادته وحده فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلا بأس مثوى المتكبرين فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها ان يقال لهم ادخلوا ابواب جهنم وكل منكم يعذب في طبقة من طبقاتها بحسب عمله. ما اجثين في جهنم ابدا فبئس مثوى المتكبرين اي فلبئس منزل المتكبرين عن الايمان بالله وتوحيده. نار جهنم وهنا يعني يستذكر الانسان ان المرأة حينما يعصي ربه بترك الواجبات او بفعل المحرمات فليعلم انه متكبر على امر الله. لان الكبر بطر الحق وغمض الناس فليحذر فليحذر الانسان الكبر وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولا دار الاخرة خير ولنعمة دار المتقين وقيل للذين اتقوا ربهم بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ماذا انزل ربكم على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم؟ اجابوا انزل الله عليه خيرا عظيما للذين احسنوا عبادة الله واحسنوا التعامل مع خلقه في هذه الحياة الدنيا مثوبة حسنة منها النصر وسعة رزقك وما اعده الله لهم من الثواب في الاخرة طير مما عجله لهم في الدنيا ولنعم دار المتقين لربهم بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. دار الاخرة ولذلك هذه الاية العظيمة ينشرح صدر المؤمن كلما قرأها. حينما يرى فوائد الايمان وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم؟ قالوا خيرا اي قيل للمتقين ماذا انزل ربكم من الوحي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قالوا انزل الله خيرا عظيما في الدنيا والاخرة وهو القرآن رحمة وهدى وبركة لمن امن به واتبعه للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة اي للمؤمنين الذين احسنوا في عبادة الله واحسنوا الى عباد الله. ثواب حسن عاجل في الدنيا بالحياة الطيبة والرزق الحسن وحصول السرور وتحقق السعادة وتأمل ان ربنا قال والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعملون. نسأل الله ان يجعل تفجيرنا في طاعته وان يجعلنا ممن قال فيهم من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون قال ولدار الاخرة خير بتأمل هنا لما كانت دار الدنيا سريعة الزوال اخبر عن حاله في الاخرة فقال ولدار الاخرة خير اي ولجزاء المؤمنين بالدار الاخرة في الجنة خير لهم من الجزاء المعجل لهم في دار الدنيا وهكذا ربنا يقول وما عند الله خير للابرار. ويقول الربيع ابن خثيم ما خير ينتظره المؤمن مثل الموت؟ قال ولنعم دار المتقين ايوا لنعم دار المتقين الذين يمتثلون اوامر الله ويجتنبون نواهيه. الجنة في الاخرة والا لما قال نعم دار المتقين قال جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين جنات اقامة واستقرار يدخلونها تجري الانهار من تحت قصورها واشجارها لهم في هذه الجنات ما تشتهي انفسهم من المأكل والمشرب وغيرهما بمثل هذا الجزاء الذي يجزي به المتقين من امة محمد صلى الله عليه وسلم يجزي المتقين من الامم السابقة جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار. اي بساتين الاقامة يدخلها المتقون لا يرحلون عنها تجري من تحت اشجارها وقصورها الانهار وهذي اجمل مناظر لهم فيها ما يشاءون. اي المتقين في جنات عدن كل ما تشتهيه انفسهم وما يريدونه وربنا قال وفيها ما تشتهيه الانفس وتلد الاعين قال كذلك يجزي الله المتقين. اي مثل هذا الجزاء الحسن يجزي الله كل من امن به واتقاه واحسن عمله واحسن في عبادة الخالق واحسن لعبيد الله ثم وصفهم باعتب الاوصاف قال الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون الذين يقبض ملك الموت واعوانه من الملائكة ارواحهم في حال طهارة قلوبهم في حال طهارة قلوبهم من الكفر تخاطبه الملائكة بقولهم سلام عليكم سلمتم من كل افة اللهم سلمنا من كل يافع في ابداننا في اهلينا في دنيانا في اخرتنا يا ارحم الراحمين ويرحم الله من قال امين سلمت من كل افة. ادخل الجنة بما كنتم تعملون في الدنيا من الاعتقاد الصحيح والعمل الصحيح. وتأملوا يا اخواني الاعتقاد الاعتقاد الاعتقاد كونوا على الاعتقاد الصحيح اذا الذين تتوفاهم الملائكة طيبين اي يجزي الله بذلك المتقين الذين تقبض ملائكة الموت ارواحهم. والحال انهم طيبون بطهارتهم من الشرك والمعاصي ومن كل ما يخل بايمانهم يقولون سلام عليكم اي تقول ملائكة الموت للمتقين عند قبض ارواحهم سلام عليكم تحية كاملة لكم وسلامة لكم من كل مكروه وافى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. اي ويقولون ايضا ادخلوا الجنة بسبب ما كنتم تعملونه في حياتكم الدنيا الاعمال الصالحة طلبا لمرضاة الله تعالى وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده. وتأمل كلمة سلام والسلام عليكم ومن يقرأ في كتاب الادب المفرد للامام البخاري سيجد ابواب عديدة لهذه الكلمة الجليلة. فكلما سلمت على احد استذكر عظمة هذه الكلمة هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي امر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون بل ينتظر هؤلاء المشركون المكذبون الا ان يأتيهم ملك الموت واعوانهم من الملائكة بقبض ارواحهم وضرب وجوههم وادبارهم او يأتي امر الله باستئصالهم بالعذاب في الدنيا مثل هذا الفعل الذي يفعله المشرفون في مكة فعله المشركون من قبلهم فاهلكهم فاهلكهم الله وما ظلمهم حين اهل الرهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون بايرادها موارد الهلاك بالكفر بالله ولذلك الانسان يستذكر هذه اللحظات لانه موقن انه ميت وموقن انه ستقبض روحه هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة؟ اي هل ينتظر هؤلاء المشركون المتقاعسون عن الايمان بالرسل فيما انزل اليهم من ربهم الا ان تأتيهم الملائكة لقبض ارواحهم حال كونهم ظالمين حالة كونهم ظالمين لانفسهم او يأتي امر ربك او يأتي امر الله بحشرهم يوم القيامة كذلك فعل الذين من قبلهم اي كما يفعل هؤلاء المشركون فعلى اسلافهم الكفرة ذلك ايضا. فاصروا على كفرهم وتمادوا في شركهم الى ان هلكم قال وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون ايهما ظلم الله الكافرين بعده لقام عليهم الحجة بارسال الرسل وانزال الكتب ولكن كانوا يظلمون انفسهم بالكفر والمعاصي ومخالفة الرسل فاستحقوا عذاب الله تستحق عذاب الله قال فاصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فنزلت عليه عقوبات اعمالهم الذي كانوا يعملونها. واحاط بهم العذاب الذي كانوا يسخرون منه اذا ذكروا به فاصابهم سيئات ما عملوا وتأمل اخي الكريم ان السيئة سميت سيئة لانها تسيء الى صاحبها في الدنيا والاخرة كيف اصاب اولئك الكفار من الامم الماضية الذين فعلوا فعل مشركي قريش عقوبات كفرهم واعمالهم السيئة التي اكتسبوها وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ايوة نزل واحاط بالكافرين عذاب الله الذي كانوا يسخرون منه ومن الرسل اذا توعدوهم به من فوائد الايات. اولا فضيلة اهل العلم وانهم الناطقون بالحق في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وان لقولهم اعتبارا عند الله وعند خلقه اذا العلم منزلة عظيمة فمن حمل راية العلم عليه ان يصونه وان لا يدنس هذه الراية ابدا. فهذه راية مرفوعة في الدنيا مرفوعة في الاخرة من ادب الملائكة مع الله انهم اسندوا العلم الى الله دون ان يقولوا انا نعلم ما كنتم تعملون واشعارا بانهما علموا ذلك الا بتعليم من الله من كرم الله وجوده ان يعطي اهل الجنة كل ما تمنوه عليه حتى انه يذكرهم اشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم العمل هو السبب والاصل في دخول الجنة والنجاة من النار وذلك يحصل برحمة الله ومنته على المؤمنين لا بحولهم وقوتهم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته