الامر الاخر التواضع للعلم. تريد ان الله جل وعلا يأخذ بيدك العلم لا يستطيعه كما قال ذكره البخاري لا يستطيعه مستكبر ولا مستحيل. ونقل هذا عن ابن عباس وغيره. فاياك والتكبر عن العلم. وانا اتي الى الدرس. تذاكر ذكر لي اخي ان احد طلبة العلم حلف ان لا يحضر لفلان. فقلت في نفسي انما حرم نفسه قد تجد من الشيخ غلظة وشدة كما ينقل عن شعبة ابن الحجاج وعن الاعمش وامثاله انهم كانوا فيهم غلظة وشدة وذلك لانهم كانوا حريصين على اوقاتي فكان يغلظون ويشددون فاذا رأوا من الطالب صبرا وجلدا علموا انه اهل وظرف للعلم فوظعوا فيه علما وادركت هذا مع شيخين من مشايخنا. احدهما الشيخ المحدث ابي عبد الباري ابن محمد الانصاري رحمه الله فقد كان شديدا اول ما تلقاه هينا لينا اذا ولازمته. والا لم اكن قد اخذت منه لكنها مجالسات ومذاكرات. ومعنى الا اصغر طبقة طلابه. والاخر المقرئ الاصولي المفسر المحدث ابي عبد الله الشيخ عبيد الله الافغاني رحمه الله مقرئ المدينة النبوية. والله ما رأيت اشد في اول الامر ولا الين منه في اخر الامر. يزجر وينقص فما بيده يزجر لكن اذا رأى منك تواضعا للعلم اعطاك كل ما عنده. فاذا لا بد من التواضع للعلم والعلم شيء رفيع. من لم يتواضع له ذهب عنه